logo
اسرائيل وايران.. فرص الفوز والهزيمه في حرب طاحنه

اسرائيل وايران.. فرص الفوز والهزيمه في حرب طاحنه

وطنا نيوزمنذ 10 ساعات

بقلم: اسراء بني ياسين
في كل مرة ترتفع فيها حرارة التصعيد بين إيران وإسرائيل، يعود السؤال إلى الواجهة: هل يمتلك أحد الطرفين فرصة حقيقية للانتصار، أم أن الكل خاسر في حال اندلاع مواجهة شاملة؟ المشهد الإقليمي لا يتيح إجابة حاسمة، لكن المؤكد أن الحرب – إن اتسع نطاق الحرب – لن تكون كسابقاتها، ولن يخرج منها أحد سالمًا بالكامل.
طهران، صاحبة النفَس الطويل، تدير صراعها بذكاء استراتيجي يمتد عبر الجغرافيا. ليست بحاجة لجيش يعبر الحدود، يكفيها أن تحرك وكلاءها من اليمن إلى لبنان، لتربك خصومها وتستنزفهم من دون أن تطلق رصاصة مباشرة. 'إيران لا تحارب في طهران، بل في بيروت وغزة وصنعاء'، نقلا عن أحد الباحثين الغربيين، في توصيف دقيق لأسلوبها في إدارة الصراع.
وكما هو واضح وعلى الطرف الآخر، تبدو إسرائيل مستعدة دائمًا. منظومات دفاع جوية أثبتت فاعليتها، جهاز استخبارات يُحسب له ألف حساب، وتحالف ثابت مع واشنطن لا يتزعزع. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال مؤخرًا: 'سنمنع إيران من امتلاك سلاح نووي بكل الطرق، وسنفعل ما يلزم لضمان أمننا القومي.' لكن إسرائيل، رغم تفوقها العسكري، لا تستطيع تجاهل أن إيران لم تعد الخصم المعزول كما كانت في الماضي، وأن أي مواجهة اليوم ستكون على أكثر من جبهة، وبأكثر من أسلوب.
وهنا يجب الذكر ان الدور الأمريكي حاضر بقوة وإن بشكل غير مباشر. واشنطن، الداعم الرئيسي لتل أبيب، لا تخفي قلقها من تصاعد التوتر، لكنها في الوقت ذاته لا ترغب في خوض حرب جديدة في الشرق الأوسط. تصريح المتحدث باسم البيت الأبيض مؤخرًا بأن 'الولايات المتحدة تدعم أمن إسرائيل، لكنها تحث جميع الأطراف على ضبط النفس'، يعكس هذا التردد الاستراتيجي الذي يحكم موقف الإدارة الأمريكية في لحظة دقيقة من المنافسة مع الصين والانشغال بالحرب في أوكرانيا.
وطبعا لن ننسى روسيا، فهي تلعب دورًا أكثر هدوءًا، لكنها لا تغيب عن المشهد. علاقاتها مع طهران تعززت كثيرًا في السنوات الأخيرة، خاصة عبر الساحة السورية، لكن موسكو تدرك أن اندلاع حرب واسعة بين إيران وإسرائيل سيهدد توازناتها في المنطقة، ويعقّد تدخلها في ملفات عديدة. ولذلك فهي تميل إلى إبقاء التوتر تحت سقف السيطرة، دون أن تعلن موقفًا صريحًا.
ولا يجب ان ننسى قدره ايران على اغلاق مضيق هرمز شريان النفط العالمي وبالتالي اثاره حفيظة امريكا وفي حال تدخلت امريكا بشكل مباشر فان لايران القدره على قصف وربما اغراق الاساطير الامريكيه في الخليج.
في هذا السياق، تبدو الحرب غير التقليدية هي المسرح الحقيقي للصراع. اغتيالات، هجمات سيبرانية، تفجيرات محسوبة، ورسائل ملغومة تُرسل من اليمن أو جنوب لبنان أو حتى عمق العراق. معايير الانتصار هنا لم تعد تُقاس بالأرض التي تُحتل أو بعدد الضحايا، بل بمدى القدرة على الصمود والاستنزاف وتحقيق أهداف استراتيجية بدون الانزلاق إلى حرب شاملة.
لكن الحقيقة التي لا يمكن إغفالها، أن الشعوب هي التي تدفع الثمن. العالم العربي – من المحيط إلى الخليج – يقف على الهامش، يتابع المشهد بقلق. الدول تحاول النأي بنفسها، لأنها تدرك أن أي حرب ستنعكس على استقرارها الداخلي واقتصاداتها المنهكة. في هذه اللحظة الحساسة، الانتصار الأكبر قد لا يكون عسكريًا، بل سياسيًا وأخلاقيًا، حين ينجح طرف ما في تجنيب المنطقة كارثة لا تُبقي ولا تذر.
من هذا المنطلق، قد لا يكون السؤال الأهم هو من سينتصر، بل كيف يمكن تجنّب الحرب أصلًا. لأن الانتصار، إن حصل، سيكون فوق ركام المدن، وأشلاء الأبرياء، وخراب المنطقة كلها.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يحرج لاعبي يوفنتوس بسؤال غريب عن النساء (فيديو)
ترامب يحرج لاعبي يوفنتوس بسؤال غريب عن النساء (فيديو)

جو 24

timeمنذ 11 دقائق

  • جو 24

ترامب يحرج لاعبي يوفنتوس بسؤال غريب عن النساء (فيديو)

جو 24 : استقبل رئيس جمهورية الولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب، لاعبي فريق يوفنتوس الإيطالي في البيت البيض، ووجه سؤالا غريبا من نوعه للاعبي الفريق عن النساء. واستهل فريق يوفنتوس مشواره في بطولة كأس العالم للأندية 2025، المقامة في الولايات المتحدة الأمريكية حاليا، بفوز عريض على العين الإماراتي (5-0) في المباراة التي جمعتهما فجر اليوم الخميس، ضمن منافسات المجموعة السابعة. وقام لاعبو "البيانكونيري" والجهاز الفني قبل المباراة بزيارة إلى دونالد ترامب في البيت الأبيض. وعبر ترامب خلال اللقاء، عن إعجابه بالنادي الإيطالي، بقوله: "خلفي يقف فريق رائع، إنه يوفنتوس، النادي الذي يملكه صديقي رجل الأعمال الرائع جو إلكان. أعتقد أن الجميع يعرفه جيدا'. ووجه الرئيس الأمريكي سؤالا محرجا للاعبي يوفنتوس، بقوله: "هل يمكن لامرأة أن تلعب معكم في الفريق يا رفاق؟"، في إشارة إلى مشكلة التأهيل الجنسي في الرياضة. والتزم لاعبو فريق "السيدة العجوز" الصمت ثم تبادلوا فيما بينهم مجموعة نظرات تدل على الإحراج الشديد. كرر ترامب سؤاله لكن هذه المرة مع توجيهه إلى داميان كومولي المدير العام للنادي، الذي أجاب: "لدينا فريق نسائي جيد جدا"، في إشارة لفريق سيدات اليوفي المتوج بالدوري الإيطالي في موسم 2024-2025. ولم يتوقف رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ليكرر سؤاله: "ولكن يجب أن يلعبوا مع النساء؟"، ليصمت كومولي ويضيف دونالد: "انظروا، إنهم دبلوماسيين للغاية". وأهدى وفد الفريق الإيطالي قميص "البيانكونيري" رقم 47 لترامب الذي أصبح الرئيس الـ47 للولايات المتحدة الأمريكية في ولايته الثانية. المصدر: وسائل إعلام تابعو الأردن 24 على

ترامب يمدد مهلة بيع 'تيك توك' وسط ترقّب لموافقة الصين
ترامب يمدد مهلة بيع 'تيك توك' وسط ترقّب لموافقة الصين

صراحة نيوز

timeمنذ 26 دقائق

  • صراحة نيوز

ترامب يمدد مهلة بيع 'تيك توك' وسط ترقّب لموافقة الصين

صراحة نيوز- منح الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصة 'تيك توك' فترة سماح جديدة حتى 17 سبتمبر لاستكمال صفقة بيعها، بموجب قانون أقره الكونغرس في 2024 يُلزم الشركة الأم الصينية 'بايت دانس' بالتخلي عن ملكيتها، لأسباب تتعلق بالأمن القومي. وأكدت تيك توك 'امتنانها' لترامب لضمان استمرارها لأكثر من 170 مليون مستخدم أميركي، فيما شددت المتحدثة باسم البيت الأبيض على أن الرئيس 'لا يريد حظر المنصة'. وتنص الصفقة المقررة على فصل 'تيك توك' الأميركية عن 'بايت دانس' ورفع حصص المستثمرين غير الصينيين إلى 80%، وسط اهتمام من شركات مثل 'أوراكل' و'بلاكستون' و'مايكل ديل'. لكن التصعيد التجاري مع بكين عرقل المضي قدماً. ترامب أكد أن موافقة الصين ضرورية، معتبراً أن الرئيس الصيني شي جينبينغ 'قد يوافق في النهاية'. وتُعد 'تيك توك' اليوم رمزاً للتنافس التكنولوجي بين واشنطن وبكين، في وقت لا يزال الغموض يحيط بخوارزميتها المؤثرة. ورغم موجات الجدل، تحتل المنصة المرتبة الثانية في التحميلات على هواتف أندرويد الأميركية بعد 'تشات جي بي تي'، بينما تبقى بايت دانس مترددة في بيع المنصة، في ظل فتور برلماني أميركي مؤخراً بشأن القضية.

هل تنقذ صفقة ترمب (تيك توك) من الحظر الأمريكي؟
هل تنقذ صفقة ترمب (تيك توك) من الحظر الأمريكي؟

خبرني

timeمنذ ساعة واحدة

  • خبرني

هل تنقذ صفقة ترمب (تيك توك) من الحظر الأمريكي؟

خبرني - منح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تيك توك فترة سماح إضافية الخميس بتمديده مجدداً الموعد النهائي لبيع منصة التواصل الاجتماعي التي تحظى بشعبية كبيرة في أمريكا، وهي صفقة يُفترض بشركتها الأم الصينية «بايت دانس» إنجازها بموجب قانون أقره الكونغرس. وسبق أن مدد الرئيس الأمريكي الموعد النهائي مرتين، وبات الموعد النهائي الجديد بموجب الأمر التنفيذي محددا في 17 سبتمبر/أيلول، وفق ما أعلن ترامب على منصته "تروث سوشال"، بينما تنتظر واشنطن موافقة بكين على البيع. وأعربت تيك توك في بيان عن "امتنانها لقيادة الرئيس ترامب في ضمان بقاء تيك توك متاحة لأكثر من 170 مليون مستخدم أمريكي، ولأكثر من 7,5 ملايين شركة أمريكية تعتمد على المنصة". وأكدت الشركة أنها ستواصل العمل مع نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس في هذا الشأن. وكانت الناطقة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت أشارت الثلاثاء إلى أن دونالد ترامب سيوقع هذا الأمر التنفيذي الجديد لأنه "لا يريد أن يرى تيك توك تختفي". وبموجب قانون أقره الكونغرس عام 2024، يواجه تطبيق تيك توك خطر الحظر في الولايات المتحدة ما لم تتنازل شركته الأم "بايت دانس" عن السيطرة عليه، لأسباب تتعلق بالأمن القومي الأمريكي، على خلفية سرية البيانات التي تجمعها من مستخدميها. وقد أعرب أعضاء في الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديموقراطي عن مخاوف لديهم بشأن استخدام الصين للبيانات أو محاولة التأثير على الرأي العام الأمريكي. ضوء أخضر" صيني وبحسب وسائل إعلام أمريكية عدة، جرى التوصل إلى بروتوكول في هذا الشأن أوائل أبريل/نيسان ينص على فصل تيك توك بفرعه الأمريكي عن مجموعة "بايت دانس"، مع إعادة هيكلة رأس المال. كما رُفعت حصص المستثمرين غير الصينيين من 60% إلى 80%، مع احتفاظ بايت دانس بنسبة 20% التي تملكها حاليا. كان من المتوقع أن تتولى مجموعة "أوراكل" لتكنولوجيا المعلومات، التي تستضيف بالفعل بيانات "تيك توك الولايات المتحدة" على خوادمها الأمريكية، هذه الصفقة بمشاركة شركة إدارة الأصول "بلاكستون" ورائد الأعمال مايكل ديل. إلا أن إعلان دونالد ترامب عن الرسوم الجمركية التي فرضها على شركائه التجاريين، وتحديدا تلك الباهظة البالغة 54% على الصين (والتي رُفعت لاحقا إلى 145%)، حال دون إتمام الصفقة من الجانب الصيني. وقال ترمب الثلاثاء "سنحتاج على الأرجح إلى موافقة الصين" بحلول منتصف سبتمبر/أيلول، وهو الموعد النهائي الجديد. وأضاف "أعتقد أن الرئيس (الصيني) شي (جينبينغ) سيعطي الضوء الأخضر في النهاية". وترى الأستاذة في جامعة وارويك البريطانية شويتا سينغ أن "تيك توك لم يعد مجرد شبكة اجتماعية". وقالت أخيرا إن التطبيق "أصبح رمزا للتنافس التكنولوجي بين الولايات المتحدة والصين". في حين اتفق البلدان في أوائل حزيران/يونيو على "إطار عام" لتطبيع علاقاتهما التجارية، لا تزال المشكلة المتعلقة بتيك توك من دون حل. خوارزمية ولكن بعيدا من هذه الأزمة الجيوسياسية، يحتل تيك توك المرتبة الثانية على قائمة أكثر التطبيقات تحميلا في الولايات المتحدة بعد تشات جي بي تي على الهواتف العاملة بنظام تشغيل أندرويد، بحسب موقع "أبفيغرز" Appfigures المتخصص. وقد خفف التساهل من جانب الملياردير الذي يقول إن لديه "نقطة ضعف تجاه تيك توك"، من حدة الوضع بشكل كبير. ويتناقض هذا المنحى بصورة كبيرة مع الأسلوب الذي انتهجه ترامب حيال المنصة في بداية العام الجاري، حين بدأ مؤثرون كثر استعداداتهم للانتقال إلى منصات أخرى، خصوصا إنستغرام ويوتيوب. كما أظهرت جهات أخرى في تلك الفترة اهتماما بالاستحواذ على المنصة، من أبرزها "بروجكت ليبرتي" ("مشروع الحرية") لرائد الأعمال فرانك ماكورت، وشركة الذكاء الاصطناعي التوليدي الناشئة "بيربلكسيتي إيه آي"، إذ رغب كل منهما في دمج التطبيق ضمن نموذج أكبر. لا يزال الغموض يحيط بخوارزمية التوصيات في تيك توك، والتي يعزى إليها بدرجة كبيرة نجاح المنصة. حتى الآن، لم توافق "بايت دانس" على مبدأ بيع تيك توك بناء على طلب الكونغرس. ويبدو أن البرلمانيين الأمريكيين الذين أظهروا حماسة كبيرة في هذه القضية قبل بضعة أشهر، قد فقدوا اهتمامهم بها الآن.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store