
ستة سفراء اوروبين وعرب زاروا طرابلس وجالوا في أسواقها لمناسبة شهر الفرنكوفونية
وطنية - نظمت اللجنة الثقافية في بلدية طرابلس بالتعاون مع الوكالة الجامعية الفرنكوفونية AUF، جولة سياحية في أسواق طرابلس القديمة لإكتشاف كنوز المدينة وتاريخها، وذلك لمناسبة شهر الفرنكوفونية.
بدأ النشاط في مركز رشيد كرامي الثقافي البلدي، قصر نوفل سابقا، بحضور ستة سفراء من دول هي: فرنسا، بلجيكا، كندا، سويسرا، تونس، وأرمينيا. إضافة إلى المدير الإقليمي للوكالة الجامعية الفرنكوفونية AUF جان نويل باليو وممثل الجمعية العالمية للفرنكوفونية OIF ليفون أميرجانيان.
كما حضر عمداء ومدراء معظم الجامعات العاملة في الشمال (اللبنانية، البلمند، اليسوعية، العربية، اللبنانية الفرنسية) وعدد من الطلاب والناشطين في المجتمع المدني.
بعد النشيد الوطني، رحب مدير المركز الرقمي الفرنكوفوني الدكتور زياد نجا، بالحضور متحدثاً عن الأنشطة الفرنكوفونية التي يتم تنظيمها في طرابلس ولبنان، ثم تحدث باليو عن ال AUF وأميرجانيان عن ال OIF، تلتها كلمة السفير الفرنسي إيرفي ماغرو بإسم سفراء الدول الفرنكوفونية الحاضرين، تحدث فيها عن "علاقات طرابلس التاريخية بفرنسا ودعمها والتغيير الإيجابي الحاصل في لبنان والمنطقة"، مشددا على" الوقوف إلى جانب المدينة ودعمها في هذه المرحلة".
ثم رحب رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق بالحضور، وتحدث عن "قيم رمضان وتحول المدينة في هذا الشهر الفضيل، وعن تاريخ طرابلس، ودورها الريادي والحضاري وما تملكه من مقدرات ومرافق قادرة على تحسين الإقتصاد اللبناني ككل، وتحدث عن "تراجع دورها بعد الإستقلال والظلم اللاحق بالمدينة من قبل الدولة اللبنانية وسلطاتها".
جولة في المدينة القديمة
بعد عرض لتاريخ قصر نوفل، بدأت الجولة سيرا على الأقدام بساحة التل، ومن هناك مشياً إلى الجامع المنصوري الكبير، وبعدها الأسواق القديمة، وخان الصابون ثم خان الخياطين، وحمام عزالدين، والختام بالقلعة، ودامت الجولة عدة ساعات، وبقي معظم السفراء كل هذا الوقت، وأبدوا سعادتهم في التجول في أزقة طرابلس القديمة وأسواقها التاريخية والتواصل مع الناس، وسمعوا الشرح التاريخي المفصّل للمعالم وعبروا عن إعجابهم ومحبتهم للمدينة.
ثم غادر السفيران الفرنسي والأرمني، وأقيم إفطار رمضاني في قصر نوفل على شرف الحاضرين.
وعزف إبراهيم رجب على العود في ختام الإفطار ليضيف أجواء موسيقية شرقية هادئة أسعدت الحاضرين.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الميادين
٢٨-٠٤-٢٠٢٥
- الميادين
صممه "نيماير" البرازيلي.. نموذج هندسي سبّاق في لبنان والدول العربية
أصدر وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة قراراً يقضي بإدخال معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس على لائحة الجرد العامّ للأبنية التاريخية، وذلك بعد تسجيله رسمياً على لائحة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو. ويأتي هذا القرار تقديراً للأهمية البارزة التي يتمتع بها المعرض من النواحي التاريخية والمعمارية والمدينية والثقافية، ما يعزّز مكانته كمَعلَم وطني ودولي فريد. لبنان- إدخال معرض رشيد كرامي في لائحة الجرد العام للأبنية التاريخية خبر عاجل!أدرج للتو معرض رشيد كرامي الدولي – طرابلس 🇱🇧 في قائمة #اليونسكو للتراث العالمي وفي قائمة التراث العالمي المعرض للخطر.#التراث_العالمي القرار على أنه "لا يجوز القيام بأي عمل من شأنه تغيير الوضع الحالي للمعرض المذكور دون موافقة مسبقة من المديرية العامّة للآثار، سواء لناحية الأعمال المَنوي تنفيذها أو المواد التي سيتمّ استعمالها، حفاظاً على طابعه الأثري والمعماري". يُذكر أنّ إدراج المعرض على لائحة التراث العالمي شكّل خطوة نوعية في مسار حماية المعالم الحديثة ذات القيمة الثقافية، ولا سيّما تلك التي تجسّد رؤى معمارية استثنائية، كتصميم المعرض من قبل المعماري البرازيلي الشهير أوسكار نيماير. وكان وزير الثقافة السابق القاضي محمد وسام المرتضى قد جهد في سبيل إدراج المعرض عالمياً، وقال يومها بمناسبة "تحقيق وزارة الثقافة إنجاز إدراج معرض رشيد كرامي الدولي على لائحة التراث العالمي" "في زمن العتمات اللبنانية المتكاثفة في كل اتجاه، يطلّ من أفق الثقافة، كالعادة، ضوء جديد يقول لنا بأسطع إشراق: إن الأمل باقٍ والوطن منتصر". وأعطى المرتضى عاصمة الشمال - طرابلس والمدينة الثانية بعد بيروت، اهتماماً وزارياً وشخصياً واسعاً، لا بل باتَ أياماً فيها، خاصة مع إعلانها "عاصمة للثقافة العربية 24". الأونيسكو يدرج معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس على لائحة التراث العالمي #WorldHeritage@UNESCO@SaharBaassiri رشيد كرامي الدولي هو عبارة عن مجمّع يضم مجموعة من الأبنية ويقع في مدينة طرابلس في محافظة الشمال اللبنانية. المعرض هو من تصميم المهندس المعماري البرازيلي الشهير أوسكار نيماير، حيث قام بتصميمه في العام 1962. بدأت عملية بناء المعرض في العام 1967 وتوقّفت مع اندلاع الحرب في لبنان عام 1975 ولم تُستأنف بعد ذلك. يعتبر المعرض مثالاً ناجحاً للاتجاهات المعمارية الحديثة في القرن العشرين. تبلغ مساحة المعرض مليون متر مربّع ويضم 120 ألف متر من الحدائق، 20 ألف متر من البرك المائية، 20 ألف متر مخصصة لقاعات المعارض والمؤتمرات، ونحو 20 ألف متر كسقف يمكن استغلاله وضمّه لقاعة المعارض . المعرض يشكّل نموذجاً هندسياً فريداً. فالمبنى كروي ويعبر الجمهور جسراً يمتد فوق حوض ماء ثم يمر تحت قوس بالغ الارتفاع ليصل إلى موقع المقاعد التي تتسع لـ 1200 شخص. وفكرة إنشاء المعرض، جاءت نتيجة رواجها في بلدان أوروبية كثيرة في القرنين التاسع عشر والعشرين، حيث اشتهرت العديد من المعارض، وانتقلت الفكرة إلى الدول المجاورة حيث تم تأسيس "معرض دمشق الدولي" ومساحته 230 ألف متر مربع في العام 1955، و"معرض بغداد الدولي" ومساحته 300 ألف متر مربع في العام 1956، و"معرض إزمير الدولي" في تركيا ومساحته 460 ألف متر مربع في العام 1937. يعدّ معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس شمال لبنان، الذي صمّمه المهندس المعماري البرازيلي أوسكار نيماير عام ١٩٦٢، من أبرز وأجمل معالم الهندسة المعمارية الحديثة، حيث يربط القارات بتصميمه المبتكر. تمتدّ قاعته الرئيسية على مساحة ٧٠ هكتار بالقرب من وسط مدينة طرابلس التاريخي ومنطقة… العازمين اللبنانيين على انشائه، أرادوه أكبر مساحة وأوسع دوراً. وبعد استملاكات العقارات اللازمة، وصلت مساحة المعرض الى مليون متر مربع، بما فيها مواقف لنحو خمسة آلاف سيارة وطريق دائري بعرض اثنين وثلاثين متراً ومسار طوله 3 كيلومترات. ويحتلّ نحو 8% من مساحة وسط مدينة طرابلس، ويضمّ تحفاً معمارية وهندسية عديدة منها: المسرح المكشوف، المسرح التجريبي، صالة العرض المقفلة، الجناح اللبناني، قاعة المؤتمرات، الفندق، متحف الفضاء، مكتب الإدارة، بيت الضيافة، قاعة المعارض، برج خزّان المياه، متحف السكن، البيت النموذجي، مبنى الجمارك والدفاع المدني. وفيه 120 ألف متر من الحدائق، 20 ألف متر من البرك المائية، ونحو 20 ألف متر كسقف يمكن استغلاله. تعرف إلى معرض رشيد كرامي الدولي في #لبنان 👇 #المشهدية تلك السنوات، اقتصر استخدام معرض رشيد كرامي الدولي على بعض المعارض المتخصصة والمهرجانات والحفلات الفنية بينها معرض إقليمي للصناعات الورقية والكرتون والتعبئة والتغليف، ولمواد البناء وللصناعات الغذائية العربية. وفي العام 1998 نُظّم معرض دولي لغرف التجارة الإسلامية شاركت فيه نحو خمسين دولة. كما نُظّم المعرض العربي الأفريقي الذي شاركت فيه 52 دولة. وجرت فيما بعد محاولة لإقامة مشروع "المعرض الصيني"، لكنّ المشروع سقط بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان عام تموز 2006. ويُضاف إلى كلّ ما سبق أنّ معرض رشيد كرامي الدولي كان يستقبل سنوياً فعّاليات معرض الكتاب في طرابلس.


سيدر نيوز
١٧-٠٣-٢٠٢٥
- سيدر نيوز
أمسية للأوركسترا الفلهارمونية احتفاء بالشهر الفرنكوفوني في كنيسة القديس يوسف – الأشرفية.. القواس: لحن إنسانيّ واحد يجسّد الغنى الثقافي
شهدت كنيسة القديس يوسف- الأشرفية أمسية موسيقية تحت عنوان 'Harmonie de la Francophonie' أحيتها الأوركسترا الفلهارمونية الوطنية اللبنانية بقيادة المايسترو غارو أفيسيان وعازفة البيانو الروسية البريطانية إيفلين بيريزوفسكي، وذلك في سياق الاحتفالات بشهر الفرنكوفونية، وبدعوة من رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى المؤلفة الموسيقية هبة القواس، والمنظمة العالمية للفرنكوفونية في الشرق الأوسط ((OIF، بالتعاون مع 'الجمعية الخيرية العمومية الأرمنية UGAB – Liban ، وسفارات: أرمينيا، بلجيكا، كندا وسويسرا لدى لبنان. شهدت الامسية حضورا ديبلوماسيا وسياسيا وثقافيا وموسيقيا وإعلاميا حاشد تقدمهم: ممثل المنظمة العالمية للفرنكوفونية في الشرق الأوسط السفير ليفون أميرجانيان، وسفراء: أرمينيا، كندا، بلجيكا، سويسرا، أورغواي، رومانيا، الجمهورية التشيكية، رئيس منظمة UGAB – Liban جيرار توفنكجيان، والنواب: ميشال موسى، سعيد أسمر، مارك ضو، جان تولوزيان، وممثلة المكتب الإقليمي لليونيسكو كوستانزا فارينا، الملحق الثقافي للاتحاد الأوروبي في سوريا، وووزراء ونواب سابقون، وملحقون ثقافيون وسياسيون واقتصاديون لسفارات ووزارات ومديرون عامون وقناصل، ونائبة رئيسة الكونسرفتوار أمينة بري، وجمهور غفير من محبي الموسيقى الكلاسيكية. حلّق الجمهور في الحفلة الاستثنائية إلى أماكن عالية من المتعة الموسيقية الخالصة. وذلك عبر الإنصات العميق والتفاعل الكبير مع المعزوفات المتنوعة بأنماطها الموسيقية الآتية من فضاءات فرنكوفونية مختلفة وبلدان عدة ومؤلفين متعددي المدارس والأمزجة الموسيقية المعاصرة. فكان الإبهار العنوان العريض للحفلة الساحرة والناجحة في كل المقاييس، من خلال الأداء الاحترافي الرفيع المستوى للأوركسترا وقائدها، وكذلك الأداء المتميز والمتقن لعازفة البيانو بيريزوفسكي. 'أيها القادمون من لغات شتّى إلى لغة واحدة هي الموسيقى'، بهذه الجملة التي تختصر قوة الموسيقى، افتتحت القواس الحفل المبهر بكلمة تضمنت اللغات الثلاث، محمّلةً بعبق الموسيقى ورسالة الفرنكوفونية، وقالت: 'الفرنكوفونية ليست حدودًا مرسومة، بل مساحةٌ تمتدّ حيث يتلاقى الفكر والإبداع. هي نبضٌ ثقافي، يعبر القارات كما تعبر الألحانُ الأزمنة، يوحّد الأصوات لا بالتشابه، بل بالاختلاف المتناغم. هذا المساء، ليست الموسيقى أداءً، بل حوارٌ حيّ، حيث تتجاور أنغام ناجي حكيم، أرتور أونيجير، فيفيان فونغ، بوغوص جلاليان، سيزار فرانك، آرام خاتشاتوريان، وهبة القواس، في لقاءٍ يُعيد تشكيل المعنى.وهنا، تحتفي الأوركسترا الفلهارمونية الوطنية اللبنانية بهذا الامتداد الفني، في مشهدٍ حمله الكونسرفتوار الوطني العالي للموسيقى، تأكيدًا أنّ الثقافة مسؤوليةٌ لا تعرف التردد، وأن الموسيقى، كما الفرنكوفونية، ليست صدى الماضي، بل صُنع المستقبل. فلنكن هذا المساء جزءًا من الهارموني، حيث تتحد اللغات في صمت الإنصات، وحيث تكتب الموسيقى ما تعجز عنه الكلمات'. وأضافت: 'على الرغم من أنني لست فرنكوفونيةً باللغة، إلا أنني فرنكوفونيةٌ بالثقافة بعمق. لقد وُلِدتُ وترعرعتُ في بلدٍ تتداخل فيه الفرنكوفونية مع تفاصيل الحياة اليومية، فاستوعبتُ جوهرها، ليس فقط في الموسيقى، ولكن أيضًا في الطريقة التي أرى بها العالم، وأشعر به، وأتخيله. وبالفرنسية تابعت القواس:'الفرنكوفونية ليست مجرد لغة، إنها نظرة إلى العالم، إنها أسلوب حياة، إنها حساسية تتجلى في الموسيقى، وتُشعرنا بعمق الصمت، وتكشف عن نفسها في كل نغمةٍ تُعزَفُ هذا المساء. إنها حوار، إنها حركة، إنها ذلك الدافع الذي يجعل الروح تهتز، ويوحد الاختلافات في لحنٍ إنسانيٍّ واحد.' وأكملت القواس كلمتها بالإنكليزية، فقالت: 'ومن دواعي سروري العميق وامتناني الكبير أن أرحب بكم الليلة في حفل 'تناغم الفرنكوفونية'، هذا الحفل الذي يحتفي بالغنى الثقافي، والحوار الفني، وروح الموسيقى الموحدة ضمن شهر الفرنكوفونية لعام 2025. بصفتي رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى في لبنان، يشرفني أن أرى هذا الجمع من الفنانين وسفراء الثقافة وعشاق الموسيقى الذين يؤمنون بقوة الفن في تجاوز الحدود. الليلة، تقدم الأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية، بقيادة المايسترو غارو أفيسيان، وبمشاركة عازفة البيانو المتميزة إيفلين بيريزوفسكي، برنامجًا يعكس تنوع الموسيقى وتفوقها عبر المشهدين الفرنكوفوني والدولي'. وتابعت: 'يمثل هذا الحفل تكريمًا للقيم الثقافية المشتركة التي نتمسك بها. كما يسعدنا أن نحظى بحضور ودعم المنظمة العالمية للفرنكوفونية (OIF) وسفارات أرمينيا، وبلجيكا، وكندا، وسويسرا، إذ يعزز انخراطها في هذا الحدث روح الفرنكوفونية ويسلط الضوء على إسهاماتها الفنية. إن اختيارنا للمؤلفين الموسيقيين ناجي حكيم، وآرثر هونغر، وفيفيان فونغ، وبوغوس جلاليان، وسيزار فرانك، وآرام خاتشاتوريان، وبالإضافة إليّ، هبة القواس، يعكس هذه الفلسفة وهذا الحوار الثقافي، مجسدًا ثراء التقاليد الموسيقية في هذه البلدان. لكن هذا الحفل ليس مجرد احتفال، بل هو أيضًا رسالة التزام وصمود. فالأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية، التي واجهت تحدياتٍ هائلة، تواصل التألق بفضل تفاني موسيقييها وشغفهم. وكمعهد موسيقي، أخذنا على عاتقنا مسؤولية تحقيق هذه الرؤية الفنية، إيمانًا منا بأن الموسيقى قوة أساسية تجمع، وترتقي، وتُلهم'. ثم كانت كلمة للسفير ليفون أميرجانيان، رئيس المنظمة العالمية للفرنكوفونية في الشرق الأوسط ومما جاء فيها: 'هذا الحدث هو ثمرة تعاون رائع بين سفارات أرمينيا وبلجيكا وكندا وسويسرا في لبنان، رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى، الجمعية الخيرية العمومية الأرمنية، وكذلك المنظمة الدولية للفرنكوفونية، التي أمثلها في منطقة الشرق الأوسط. أود أن أشكر بحرارة كل شريك من شركائنا على التزامهم ومساهماتهم في هذا الاحتفال الجميل. يسرنا هذا المساء أن نستمع إلى الأوركسترا الفيلهارمونية الوطنية اللبنانية، التي تكرمنا بتقديم برنامج فريد، يسلط الضوء على مؤلفين ومؤلفات تنبع من كل الفضاء الفرنكوفوني. إذا كانت الفرنكوفونية هي قبل كل شيء لغة التبادل، فإن الموسيقى هي لغة عالمية تتجاوز الحدود والأزمنة. فهي تربط بين الشعوب والثقافات، وتحتوي على العواطف والقصص التي توحدنا بما يتجاوز الكلمات. هذا الحفل يجسد هذا الروح بشكل مثالي: إنه يحتفل بالحوار بين الثقافات، نقل التراث، الاتحاد من خلال الفن، التنوع والاحترام والأخوة التي تشكل قلب القيم الفرنكوفونية'. تلاه سفير جمهورية أرمينيا لدى لبنان فاهاكن أتابيكيان في كلمة جاء فيها: 'أود أن أعبر عن امتناني لزملائي وأصدقائي الأعزاء، سفراء كندا وسويسرا وبلجيكا، الذين منحوني شرف ومتعة الترحيب والتعبير عن الشكر نيابة عنهم لجميع الذين ساهموا في هذه الأمسية التي هي ثمرة تعاون استثنائي بين سفاراتنا المعنية، المنظمة الدولية للفرنكوفونية، المعهد الوطني العالي للموسيقى المرموق، وجمعية .UGABهذا الحفل، الذي تؤديه الأوركسترا الفيلهارمونية الوطنية اللبنانية الرائعة، سيأخذنا في رحلة من بلد إلى آخر، حيث نكتشف الأصوات والتأثيرات التي تشكل غنى تراثنا الموسيقي المشترك، وهو في الواقع قصيدة للتنوع. التنوع الثقافي الذي يشكل جوهر الفرنكوفونية، والتنوع الذي يشكل أساس بنية المجتمع اللبناني. 'عندما تتحدث الأسلحة، تصمت الملهمات'. هذه العبارة تتردد بحزن عبر التاريخ. عندما تغزو أصوات البنادق والقنابل الفضاء، تبدو الموسيقى والشعر والفن وكأنها تختفي، كما لو أنها اختفت في صمت قسوة العالم. لكن هذا الحفل يأتي في الاتجاه المعاكس، حيث تتحدث الموسيقى وتلتزم المدافع بالصمت، لكي يسود الحق في العدالة في جميع أنحاء العالم ضد حق الأقوى، ولكي ينتصر الشعور البسيط بالتعاطف البشري ضد الاندفاعات الدموية لأعداء التسامح، ولكي لا يبقى أي طفل يتيم، ولكي يعود جميع أسرى الحرب إلى منازلهم'. واحتفاء بهذا التنوع الفرنكوفوني، قدمت الأوركسترا بقيادة المايسترو غارو أفيسيان برنامجًا موسيقيًا متميزاً ومعاصرًا ضمّ مؤلفين موسيقيين من شتى المساحات الموسيقية الفرنكوفونية ومختلف المدارس الموسيقية، حيث قدمت الأوركسترا أداءً استثنائياً تخللته مشاركة من العازفة إيفلين بريزوفسكي على البيانو، لتأخذنا في رحلة موسيقية متنوعة تنبض بالحياة. تضمن البرنامج المؤلفين: ناجي حكيم (Ouverture Libanaise – Liban) وآرثر هونغر(Pastorale d'été -Suisse)، وهبة القواس (Pleusis 2ème et 3ème mouvements -Liban)، وفيفيان فونغ (Prière pour orchestra – Canada) ، وبوغوس جلاليان(Sept sequences – Liban) ، وسيزار فرانك(Variations pour piano et orchestra – Belgique) ، وآرام خاتشاتوريان (Mascarade – ،Valse – Armenie, Variation d'Aegina, Danse des filles en rose, Lezginka, Danse du sabre). بنبض ناجي حكيم المتدفق حياة وإيقاعًا، افتتح أفيسيان الأمسية بـ 'ميدلي' كلاسيكي جمع أنماطًا موسيقية مختلفة، تخللته هوية حكيم الخاصة في توزيع فاتن تلألأت على نغماته آلات النفخ والوتريات والإيقاع في الافتتاحية اللبنانية التي تضمنت أيضًا مقطعًا من النشيد الوطني اللبناني الذي وقف الجمهور عند أدائه. وعكست المعزوفات المختارة تنوع الخلفيات الثقافية للمؤلفين، كما توّج الأمسية عنوان موسيقي عريض هو الحداثة والمعاصرة في ما قدّمته الأوركسترا من معزوفات، تفوفت فيها على نفسها في الجرأة بالطرح الموسيقي المعاصر. فمن مقطوعة 'صوت الرياح' لآرثر هونيغر، الذي اشتهر بتجسيد مشاهد الطبيعة في موسيقاه، كانت الألحان تعكس الحركة الديناميكية للريح في تنقلاتها بين الهدوء والعواصف. إلى معزوفة 'بليزوس' لهبة القواس المحملة بعمق التعبير العاطفي والتجاوز التعبيري، إلى فضاءات من التجلي ومساحات من الارتقاء بالذات الموسيقية المفعمة بنداء الروح والتدفق الهائل للقاء منتظر بالمطلق. إلى فيفيان فونغ، بلمستها المعاصرة في تداخل الأصوات ما أضفى تجربة سمعية جديدة ومثيرة. من جهة أخرى، كانت أعمال بوغوص جيلاليان تجسد الإرث الأرمني، حيث أظهر التناغم بين الآلات الأوبرالية والتقليدية قدرة فنية استثنائية في نقل التراث إلى آفاق جديدة. من خلال المقطوعة الرومانسية لسيزار فرانك، تألق الأداء الأوركسترالي في نقل المشاعر الصادقة والدافئة، وعبّر عن توازن دقيق بين العاطفة والقيادة الموسيقية المحترفة. بينما جسدت ألحان 'الرقص الأرميني' لآرام خاتشاتوريان القوة والإثارة، معززة بتقنيات موسيقية مفعمة بالروح الشرق أوسطية التي لا تخلو من الأصالة والابتكار، حيث نقلت الأجواء الشرقية إلى منصة الأوركسترا بطريقة فنية متقنة. تمكنت الأوركسترا بقيادة المايسترو غارو أفيسيان من إبراز التنوع الغني في المعزوفات بفضل توجيهاته الدقيقة وعصاه الساحرة وحركاته المفعمة بالحيوية، في حين قدمت إيفلين بيريزوفسكي أداءً بيانيًا رائعًا، حيث أظهرت مهاراتها الاستثنائية وقدرتها على استحضار مشاعر عميقة، مما أضاف للموسيقى جمالًا فائقًا وأثرًا عاطفيًا في نفوس الحضور.


الوطنية للإعلام
١٧-٠٣-٢٠٢٥
- الوطنية للإعلام
أمسية للأوركسترا الفلهارمونية احتفاء بالشهر الفرنكوفوني في كنيسة القديس يوسف- الأشرفية
وطنية - شهدت كنيسة القديس يوسف- الأشرفية أمسية موسيقية تحت عنوان 'Harmonie de la Francophonie' أحيتها الأوركسترا الفلهارمونية الوطنية اللبنانية بقيادة المايسترو غارو أفيسيان وعازفة البيانو الروسية البريطانية إيفلين بيريزوفسكي، وذلك في سياق الاحتفالات بشهر الفرنكوفونية، وبدعوة من رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى المؤلفة الموسيقية هبة القواس، والمنظمة العالمية للفرنكوفونية في الشرق الأوسط ((OIF، بالتعاون مع "الجمعية الخيرية العمومية الأرمنية UGAB – Liban ، وسفارات: أرمينيا، بلجيكا، كندا وسويسرا لدى لبنان. شهدت الامسية حضورا ديبلوماسيا وسياسيا وثقافيا وموسيقيا وإعلاميا حاشد تقدمهم: ممثل المنظمة العالمية للفرنكوفونية في الشرق الأوسط السفير ليفون أميرجانيان، وسفراء: أرمينيا، كندا، بلجيكا، سويسرا، أورغواي، رومانيا، الجمهورية التشيكية، رئيس منظمة UGAB – Liban جيرار توفنكجيان، والنواب: ميشال موسى، سعيد أسمر، مارك ضو، جان تولوزيان، وممثلة المكتب الإقليمي لليونيسكو كوستانزا فارينا، الملحق الثقافي للاتحاد الأوروبي في سوريا، وووزراء ونواب سابقون، وملحقون ثقافيون وسياسيون واقتصاديون لسفارات ووزارات ومديرون عامون وقناصل، ونائبة رئيسة الكونسرفتوار أمينة بري، وجمهور غفير من محبي الموسيقى الكلاسيكية. حلّق الجمهور في الحفلة الاستثنائية إلى أماكن عالية من المتعة الموسيقية الخالصة. وذلك عبر الإنصات العميق والتفاعل الكبير مع المعزوفات المتنوعة بأنماطها الموسيقية الآتية من فضاءات فرنكوفونية مختلفة وبلدان عدة ومؤلفين متعددي المدارس والأمزجة الموسيقية المعاصرة. فكان الإبهار العنوان العريض للحفلة الساحرة والناجحة في كل المقاييس، من خلال الأداء الاحترافي الرفيع المستوى للأوركسترا وقائدها، وكذلك الأداء المتميز والمتقن لعازفة البيانو بيريزوفسكي. "أيها القادمون من لغات شتّى إلى لغة واحدة هي الموسيقى"، بهذه الجملة التي تختصر قوة الموسيقى، افتتحت القواس الحفل المبهر بكلمة تضمنت اللغات الثلاث، محمّلةً بعبق الموسيقى ورسالة الفرنكوفونية، وقالت: "الفرنكوفونية ليست حدودًا مرسومة، بل مساحةٌ تمتدّ حيث يتلاقى الفكر والإبداع. هي نبضٌ ثقافي، يعبر القارات كما تعبر الألحانُ الأزمنة، يوحّد الأصوات لا بالتشابه، بل بالاختلاف المتناغم. هذا المساء، ليست الموسيقى أداءً، بل حوارٌ حيّ، حيث تتجاور أنغام ناجي حكيم، أرتور أونيجير، فيفيان فونغ، بوغوص جلاليان، سيزار فرانك، آرام خاتشاتوريان، وهبة القواس، في لقاءٍ يُعيد تشكيل المعنى.وهنا، تحتفي الأوركسترا الفلهارمونية الوطنية اللبنانية بهذا الامتداد الفني، في مشهدٍ حمله الكونسرفتوار الوطني العالي للموسيقى، تأكيدًا أنّ الثقافة مسؤوليةٌ لا تعرف التردد، وأن الموسيقى، كما الفرنكوفونية، ليست صدى الماضي، بل صُنع المستقبل. فلنكن هذا المساء جزءًا من الهارموني، حيث تتحد اللغات في صمت الإنصات، وحيث تكتب الموسيقى ما تعجز عنه الكلمات". وأضافت: "على الرغم من أنني لست فرنكوفونيةً باللغة، إلا أنني فرنكوفونيةٌ بالثقافة بعمق. لقد وُلِدتُ وترعرعتُ في بلدٍ تتداخل فيه الفرنكوفونية مع تفاصيل الحياة اليومية، فاستوعبتُ جوهرها، ليس فقط في الموسيقى، ولكن أيضًا في الطريقة التي أرى بها العالم، وأشعر به، وأتخيله. وبالفرنسية تابعت القواس:"الفرنكوفونية ليست مجرد لغة، إنها نظرة إلى العالم، إنها أسلوب حياة، إنها حساسية تتجلى في الموسيقى، وتُشعرنا بعمق الصمت، وتكشف عن نفسها في كل نغمةٍ تُعزَفُ هذا المساء. إنها حوار، إنها حركة، إنها ذلك الدافع الذي يجعل الروح تهتز، ويوحد الاختلافات في لحنٍ إنسانيٍّ واحد." وأكملت القواس كلمتها بالإنكليزية، فقالت: "ومن دواعي سروري العميق وامتناني الكبير أن أرحب بكم الليلة في حفل "تناغم الفرنكوفونية"، هذا الحفل الذي يحتفي بالغنى الثقافي، والحوار الفني، وروح الموسيقى الموحدة ضمن شهر الفرنكوفونية لعام 2025. بصفتي رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى في لبنان، يشرفني أن أرى هذا الجمع من الفنانين وسفراء الثقافة وعشاق الموسيقى الذين يؤمنون بقوة الفن في تجاوز الحدود. الليلة، تقدم الأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية، بقيادة المايسترو غارو أفيسيان، وبمشاركة عازفة البيانو المتميزة إيفلين بيريزوفسكي، برنامجًا يعكس تنوع الموسيقى وتفوقها عبر المشهدين الفرنكوفوني والدولي". وتابعت: "يمثل هذا الحفل تكريمًا للقيم الثقافية المشتركة التي نتمسك بها. كما يسعدنا أن نحظى بحضور ودعم المنظمة العالمية للفرنكوفونية (OIF) وسفارات أرمينيا، وبلجيكا، وكندا، وسويسرا، إذ يعزز انخراطها في هذا الحدث روح الفرنكوفونية ويسلط الضوء على إسهاماتها الفنية. إن اختيارنا للمؤلفين الموسيقيين ناجي حكيم، وآرثر هونغر، وفيفيان فونغ، وبوغوس جلاليان، وسيزار فرانك، وآرام خاتشاتوريان، وبالإضافة إليّ، هبة القواس، يعكس هذه الفلسفة وهذا الحوار الثقافي، مجسدًا ثراء التقاليد الموسيقية في هذه البلدان. لكن هذا الحفل ليس مجرد احتفال، بل هو أيضًا رسالة التزام وصمود. فالأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية، التي واجهت تحدياتٍ هائلة، تواصل التألق بفضل تفاني موسيقييها وشغفهم. وكمعهد موسيقي، أخذنا على عاتقنا مسؤولية تحقيق هذه الرؤية الفنية، إيمانًا منا بأن الموسيقى قوة أساسية تجمع، وترتقي، وتُلهم". ثم كانت كلمة للسفير ليفون أميرجانيان، رئيس المنظمة العالمية للفرنكوفونية في الشرق الأوسط ومما جاء فيها: "هذا الحدث هو ثمرة تعاون رائع بين سفارات أرمينيا وبلجيكا وكندا وسويسرا في لبنان، رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى، الجمعية الخيرية العمومية الأرمنية، وكذلك المنظمة الدولية للفرنكوفونية، التي أمثلها في منطقة الشرق الأوسط. أود أن أشكر بحرارة كل شريك من شركائنا على التزامهم ومساهماتهم في هذا الاحتفال الجميل. يسرنا هذا المساء أن نستمع إلى الأوركسترا الفيلهارمونية الوطنية اللبنانية، التي تكرمنا بتقديم برنامج فريد، يسلط الضوء على مؤلفين ومؤلفات تنبع من كل الفضاء الفرنكوفوني. إذا كانت الفرنكوفونية هي قبل كل شيء لغة التبادل، فإن الموسيقى هي لغة عالمية تتجاوز الحدود والأزمنة. فهي تربط بين الشعوب والثقافات، وتحتوي على العواطف والقصص التي توحدنا بما يتجاوز الكلمات. هذا الحفل يجسد هذا الروح بشكل مثالي: إنه يحتفل بالحوار بين الثقافات، نقل التراث، الاتحاد من خلال الفن، التنوع والاحترام والأخوة التي تشكل قلب القيم الفرنكوفونية". تلاه سفير جمهورية أرمينيا لدى لبنان فاهاكن أتابيكيان في كلمة جاء فيها: "أود أن أعبر عن امتناني لزملائي وأصدقائي الأعزاء، سفراء كندا وسويسرا وبلجيكا، الذين منحوني شرف ومتعة الترحيب والتعبير عن الشكر نيابة عنهم لجميع الذين ساهموا في هذه الأمسية التي هي ثمرة تعاون استثنائي بين سفاراتنا المعنية، المنظمة الدولية للفرنكوفونية، المعهد الوطني العالي للموسيقى المرموق، وجمعية .UGABهذا الحفل، الذي تؤديه الأوركسترا الفيلهارمونية الوطنية اللبنانية الرائعة، سيأخذنا في رحلة من بلد إلى آخر، حيث نكتشف الأصوات والتأثيرات التي تشكل غنى تراثنا الموسيقي المشترك، وهو في الواقع قصيدة للتنوع. التنوع الثقافي الذي يشكل جوهر الفرنكوفونية، والتنوع الذي يشكل أساس بنية المجتمع اللبناني. "عندما تتحدث الأسلحة، تصمت الملهمات". هذه العبارة تتردد بحزن عبر التاريخ. عندما تغزو أصوات البنادق والقنابل الفضاء، تبدو الموسيقى والشعر والفن وكأنها تختفي، كما لو أنها اختفت في صمت قسوة العالم. لكن هذا الحفل يأتي في الاتجاه المعاكس، حيث تتحدث الموسيقى وتلتزم المدافع بالصمت، لكي يسود الحق في العدالة في جميع أنحاء العالم ضد حق الأقوى، ولكي ينتصر الشعور البسيط بالتعاطف البشري ضد الاندفاعات الدموية لأعداء التسامح، ولكي لا يبقى أي طفل يتيم، ولكي يعود جميع أسرى الحرب إلى منازلهم". واحتفاء بهذا التنوع الفرنكوفوني، قدمت الأوركسترا بقيادة المايسترو غارو أفيسيان برنامجًا موسيقيًا متميزاً ومعاصرًا ضمّ مؤلفين موسيقيين من شتى المساحات الموسيقية الفرنكوفونية ومختلف المدارس الموسيقية، حيث قدمت الأوركسترا أداءً استثنائياً تخللته مشاركة من العازفة إيفلين بريزوفسكي على البيانو، لتأخذنا في رحلة موسيقية متنوعة تنبض بالحياة. تضمن البرنامج المؤلفين: ناجي حكيم (Ouverture Libanaise – Liban) وآرثر هونغر(Pastorale d'été -Suisse)، وهبة القواس (Pleusis 2ème et 3ème mouvements -Liban)، وفيفيان فونغ (Prière pour orchestra – Canada) ، وبوغوس جلاليان(Sept sequences - Liban) ، وسيزار فرانك(Variations pour piano et orchestra - Belgique) ، وآرام خاتشاتوريان (Mascarade – ،Valse – Armenie, Variation d'Aegina, Danse des filles en rose, Lezginka, Danse du sabre). بنبض ناجي حكيم المتدفق حياة وإيقاعًا، افتتح أفيسيان الأمسية بـ "ميدلي" كلاسيكي جمع أنماطًا موسيقية مختلفة، تخللته هوية حكيم الخاصة في توزيع فاتن تلألأت على نغماته آلات النفخ والوتريات والإيقاع في الافتتاحية اللبنانية التي تضمنت أيضًا مقطعًا من النشيد الوطني اللبناني الذي وقف الجمهور عند أدائه. وعكست المعزوفات المختارة تنوع الخلفيات الثقافية للمؤلفين، كما توّج الأمسية عنوان موسيقي عريض هو الحداثة والمعاصرة في ما قدّمته الأوركسترا من معزوفات، تفوفت فيها على نفسها في الجرأة بالطرح الموسيقي المعاصر. فمن مقطوعة "صوت الرياح" لآرثر هونيغر، الذي اشتهر بتجسيد مشاهد الطبيعة في موسيقاه، كانت الألحان تعكس الحركة الديناميكية للريح في تنقلاتها بين الهدوء والعواصف. إلى معزوفة "بليزوس" لهبة القواس المحملة بعمق التعبير العاطفي والتجاوز التعبيري، إلى فضاءات من التجلي ومساحات من الارتقاء بالذات الموسيقية المفعمة بنداء الروح والتدفق الهائل للقاء منتظر بالمطلق. إلى فيفيان فونغ، بلمستها المعاصرة في تداخل الأصوات ما أضفى تجربة سمعية جديدة ومثيرة. من جهة أخرى، كانت أعمال بوغوص جيلاليان تجسد الإرث الأرمني، حيث أظهر التناغم بين الآلات الأوبرالية والتقليدية قدرة فنية استثنائية في نقل التراث إلى آفاق جديدة. من خلال المقطوعة الرومانسية لسيزار فرانك، تألق الأداء الأوركسترالي في نقل المشاعر الصادقة والدافئة، وعبّر عن توازن دقيق بين العاطفة والقيادة الموسيقية المحترفة. بينما جسدت ألحان "الرقص الأرميني" لآرام خاتشاتوريان القوة والإثارة، معززة بتقنيات موسيقية مفعمة بالروح الشرق أوسطية التي لا تخلو من الأصالة والابتكار، حيث نقلت الأجواء الشرقية إلى منصة الأوركسترا بطريقة فنية متقنة. تمكنت الأوركسترا بقيادة المايسترو غارو أفيسيان من إبراز التنوع الغني في المعزوفات بفضل توجيهاته الدقيقة وعصاه الساحرة وحركاته المفعمة بالحيوية، في حين قدمت إيفلين بيريزوفسكي أداءً بيانيًا رائعًا، حيث أظهرت مهاراتها الاستثنائية وقدرتها على استحضار مشاعر عميقة، مما أضاف للموسيقى جمالًا فائقًا وأثرًا عاطفيًا في نفوس الحضور.