
مهرجان جرش … موئل الفن والفكر رغم كل الأنواء
وفي مشهد فني وإنساني نابض، يقترب مهرجان جرش من إسدال الستار على فعالياته لهذا العام، وقد نجح مجددا في كتابة فصل جديد في سجل الثقافة العربية، مستعرضا قدرة فريدة على الجمع بين الفن الرفيع والتنظيم الدقيق، في ظل أجواء من الأمن والاستقرار يفتقدها محيطنا الجغرافي.
فمنذ انطلاقة المهرجان، استطاعت إدارة المهرجان بقيادة البارع أيمن سماوي أن تقدم برنامجا فنيا وثقافيا متنوعا، يحترم ذائقة الجمهور ويعكس التنوع الحضاري والثقافي الذي يتميز به الأردن، فمسارح المدينة الأثرية في جرش احتضنت آلاف الزوار يوميا، وسط تنسيق أمني محكم وتعاون بين مختلف الأجهزة المعنية، ما ضمن انسيابية الحركة وسلامة الحضور في كل الفعاليات.
وبرغم الأوضاع المتفجرة في المنطقة، أثبت الأردن مرة أخرى قدرته على حماية الفعل الثقافي وتوفير بيئة آمنة للمواطن والزائر على حد سواء، ليكرس صورته الراسخة كـ'واحة أمن وأمان' في محيط مضطرب.
كما أعاد المهرجان التذكير بأهمية الثقافة في مواجهة الظلام والتطرف، عبر عقد مؤتمر 'التفكير والفلسفة في مواجهة التكفير'، الذي امتد لثلاثة أيام، وشارك فيه نخبة من المفكرين والباحثين العرب من تسع دول، في رسالة واضحة بأن الفكر العميق والحوار هما السبيل الحقيقي لهزيمة التطرف والإرهاب.
وعلى صعيد آخر، شكّل مهرجان جرش متنفسا للعائلات الأردنية من مختلف المحافظات، من خلال فعاليات مجانية وبرامج ترفيهية راعت ظروف المواطن وأدخلت الفرح إلى البيوت، وزرعت البسمة على وجوه الأطفال.
أما اقتصاديا، فقد كان للمهرجان أثر ملموس في محافظة جرش، حيث شهدت المطاعم السياحية إشغالاً مرتفعًا، بينما وصلت نسبة إشغال الفنادق والنُزل إلى نحو 95% خلال فترة المهرجان. كما ارتفعت نسبة الزوار للمواقع السياحية في المحافظة بشكل لافت، مما أنعش الحركة التجارية وأعاد الزخم إلى شرايين المدينة.
ومن اللافت هذا العام، الحضور العربي الواسع من خارج الأردن، إذ شهد المهرجان توافد جماهير من مختلف الدول العربية، إضافة إلى أبناء الجاليات الأردنية في الاغتراب، الذين اختاروا جرش وجهة لرحلتهم الصيفية، بحثا عن الفرح والانتماء.
وفي لقاءات مباشرة معهم، عبروا عن مدى إعجابهم بجمالية الأجواء وروعة الفعاليات وسلاسة التنظيم، مؤكدين أن ما يميز مهرجان جرش هو الشعور بالأمان والراحة والانضباط، ما يجعل من تجربة حضورهم ذكرى لا تُنسى تتجدد كل عام.
بعضهم قال إنهم حضروا لأكثر من مرة، وآخرون وعدوا بالعودة مجددا في الدورات القادمة، لما وجدوه من دفء الاستقبال وصدق المشاعر وجمال المدينة الأثرية التي تحتضن المهرجان.
ويبرهن مهرجان جرش أن الثقافة ليست ترفا، بل خيار وطني ومقاومة حضارية، وأن الأردن سيبقى – كما أراد له أبناؤه – قلعة من قلاع الأمان، وموئلا للفن والفكر، رغم كل الأنواء.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 6 دقائق
- رؤيا نيوز
فرسان الامن العام يضيئون مهرجان جرش وبطاقات شكر لمدير الامن العام من مواطنين وسياح
وجه مواطنون وسياح عرب وأجانب، الشكر الجزيل إلى مديرية الأمن العام ممثلة بمديرها اللواء عبيد المعايطة، ومنتسبي الجهاز لدورهم الفعال في عملية تأمين مرافق مهرجان جرش للثقافة والفنون. يأتي ذلك في ظل التعامل الودي والتي تعكس خلق ودماثة افراد الجهاز ، لاسيما من ادارة ومرتبات الشرطة السياحية ، الذي قوبل به زوار المهرجان من افراد الامن العام ، حيث ترك هذا التعامل اكبر الأثر والانطباع الإيجابي لدى المواطنين والسيّاح والزوّار من مختلف أنحاء العالم. وشكل التزامهم بتوفير بيئة آمنة وممتعة خلال ايام المهرجان والذي حظي بحضور كثيف للاسر الاردنية والعربية والمجموعات السياحية ، جعل المهرجان تجربة لا تُنسى للجميع.

عمون
منذ 4 ساعات
- عمون
أصالة نصري تختتم ليالي جرش بتألق كبير وسط آلاف الحضور
عمون - اختتمت الفنانة السورية أصالة نصري، مساء السبت آخر الحفلات الغنائية على المسرح الجنوبي لمدينة جرش الأثرية ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون. وغابت أصالة سنوات قبل أن تعود للغناء على مسرح جرش، حيث شهد الحفل امتلاء المدرج بمحبي الفنانة السورية الذي تفاعلوا معها بشكل كبير وأدوا معاها اغانيها. عدست عمون رصدت تفاعل أصالة مع جمهورها.


الرأي
منذ 4 ساعات
- الرأي
تكريم الفنانة أصالة نصري على المسرح الجنوبي في جرش بحضور وزاري ورسمي
في ليلةٍ من ليالي الطرب الأصيل، كرم وزير الثقافة، الدكتور مصطفى الرواشدة، الفنانة أصالة نصري على خشبة المسرح الجنوبي في مهرجان جرش للثقافة والفنون بدورته الـ39، وذلك تقديرا لمسيرتها الفنية الغنية ومشاركتها المميزة في المهرجان. وجرى التكريم بحضور وزير الإدارة المحلية المهندس توفيق كريشان، ومحافظ جرش الدكتور مالك خريسات، والمدير التنفيذي للمهرجان أيمن سماوي، وعدد من الشخصيات الرسمية والفنية. وقدمت أصالة خلال الحفل باقة من أبرز أعمالها الغنائية التي لاقت تفاعلا كبيرا من الجمهور، من بينها "آسفة"، و"يمين الله"، و"ما بقاش أنا"، و "قد الحروف" ،" يامجنون" و "جابوا سيرته"، و"فوق"، و"أمان أمان"، حيث شهدت الأمسية حضورا جماهيريا لافتا غصت به مدرجات المسرح الجنوبي. فيما عبرت أصالة عن امتنانها لهذا التكريم واعتزازها بالوقوف أمام الجمهور الأردني الذي وصفته بـ"الوفي والمحب".