logo
نجوم خارج القطبين.. هشام عبد الرسول أضاء سماء تصفيات المونديال وانطفأ مبكرًا

نجوم خارج القطبين.. هشام عبد الرسول أضاء سماء تصفيات المونديال وانطفأ مبكرًا

اليوم١٨-٠٣-٢٠٢٥

في زحام الأضواء التى تسطع فوق القطبين، حيث يحكم الأهلي والزمالك قبضتهما على المشهد الكروي المصري، هناك نجوم اختاروا دربًا مختلفًا، طريقًا وعرًا لكنه أكثر نقاءً، بعيدًا عن ضجيج الديربي ، وصخب الجماهير المنقسمة بين الأحمر والأبيض، هم أولئك الذين تحدّوا القاعدة، ورفضوا أن يكون المجد حكرًا على من ارتدى قميصي القلعتين، فكتبوا أسماءهم بأحرف من ذهب في سجلات الكرة المصرية دون أن يطرقوا أبواب الجزيرة أو ميت عقبة.
من ملاعب الأقاليم إلى المدرجات الصاخبة، من الفرق الطموحة إلى المنتخبات الوطنية ، صعد هؤلاء اللاعبون درجات المجد بعرقهم، فجعلوا الجماهير تهتف لهم رغم غيابهم عن معترك القطبين، حملوا شرف التحدي، وواجهوا إرثًا ثقيلًا يربط النجاح بألوان بعينها، فكسروا القواعد وغيّروا المفاهيم، وأثبتوا أن النجومية لا تُصنع فقط في مصانع الأهلي والزمالك ، بل قد تولد من شوارع المحلة، أو أسوار الإسماعيلي، أو على شواطئ الإسكندرية وبالقرب من ميناء بورسعيد، في شمال مصر وجنوبها، أو حتى بين جنبات أندية لم تعتد رفع الكؤوس، لكنها عرفت معنى صناعة الأساطير.
هشام عبد الرسول.. النجم الذي أضاء سماء تصفيات المونديال وانطفأ مبكرًا
في قلب الصعيد، حيث الشمس تحرق الأرض، لكنها تصنع رجالًا من ذهب، وُلد نجم من طراز فريد، عاشق للكرة، موهوب بالفطرة، لم يكن ابنًا للأهلي أو الزمالك، لكنه خطف الأضواء من نجومهما، وأصبح أيقونة للكرة المصرية في الثمانينيات، إنه هشام عبد الرسول، ابن سمالوط الذي سطّر اسمه بحروف من نور في تاريخ منتخب مصر، قبل أن تسرقه الأقدار في لحظة قاتلة من المجد.
ولد هشام عبد الرسول في ديسمبر 1964، في مدينة سمالوط بالمنيا، حيث لا صخب إعلامي ولا أضواء براقة، بل ملاعب ترابية وشغف كرة القدم الذي يسري في عروقه. لم يكن يلعب لأحد أندية القمة، بل برز في صفوف المنيا، ذلك الفريق الصعيدي الذي طالما كان شبحًا مرعبًا لكبار الدوري.
لكن موهبة عبد الرسول لم تكن لتظل طي الكتمان، فقد التقطه محمود الجوهري، الرجل الذي آمن دومًا بأن العظمة لا تُولد فقط في أندية الكبار، فضم هشام إلى منتخب مصر عام 1988، ليضعه وسط كوكبة النجوم، وليبدأ فصلاً جديدًا في مسيرته الكروية.
كان منتخب مصر يحلم بالعودة إلى كأس العالم بعد 56 عامًا من الغياب، وكان عبد الرسول أحد فرسان هذا الحلم، لاعبًا لا يعرف الخوف، هدّافًا بالفطرة، فكان أبرز نجوم التصفيات الإفريقية، حيث قاد الفراعنة للتأهل إلى مونديال 1990 بإيطاليا، وسجل أهدافًا لا تُنسى، جعلته هداف المنتخب في التصفيات، ليُصبح أمل مصر في المحفل العالمي.
لكن الحياة، كما تمنحنا المجد، قادرة على انتزاعه في لحظة غدر.. كانت كل الطرق ممهدة لعبد الرسول ليقود مصر في المونديال، لكنه لم يكن يعلم أن القدر أعد له سيناريو آخر.. سيناريو لا يرحم الأحلام.
في طريقه من المنيا إلى القاهرة، وقع الحادث الذي أطفأ نجمًا كان يلمع في سماء الكرة المصرية. أصيب إصابة بالغة جعلته يفقد فرصة العمر في المشاركة بكأس العالم، ليس هذا فحسب، بل انتهى مشواره الكروي وهو في أوج تألقه، الطريق الذي كان يقوده إلى المجد، أصبح الطريق الذي خطف منه كل شيء.
رغم قصر مسيرته، إلا أن عبد الرسول صنع ما لم يصنعه كثيرون، حيث سجل 55 هدفًا في الدوري خلال 6 مواسم فقط مع فريق المنيا، وكان أحد الأسباب في صعود الفريق إلى القمة، وسط عروض مغرية من الأهلي والزمالك، لكنه لم يرتدِ أيًا منهما، فقد سبقته الإصابة إلى اعتزال الملاعب مبكرًا.
لم يستسلم هشام عبد الرسول لليأس، فبعد أن ودّع الملاعب، لم يودّع شغفه بالكرة، فاتجه إلى التدريب، وحصل على دورات تدريبية متقدمة، وقاد فرقًا في دوري القسم الثاني مثل المنيا والفيوم والمدينة المنورة، ليظل اسم عبد الرسول حاضرًا في ملاعب الصعيد، حتى بعد أن غابت عنه الأضواء.
ربما لم يحظَ هشام عبد الرسول بنهاية كروية كتلك التي كان يستحقها، لكنه سيظل رمزًا للتحدي والإصرار، اللاعب الذي قاد مصر لكأس العالم، لكنه لم يطأ أرضه، الموهبة التي لم تكن بحاجة إلى قميص الأهلي أو الزمالك لتصبح نجمًا، والقلب الذي ظل يخفق بحب الكرة حتى بعد أن تخلّت عنه الأقدار.
رحل حلم المونديال، لكن اسم عبد الرسول سيظل خالدًا في ذاكرة كل مصري عشق اللعبة.. لأنه كان من الأبطال الذين صنعوا المجد.. ثم رحلوا قبل أن يلمسوه.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حاوي منتخب مصر ينضم للاهلي رسميا
حاوي منتخب مصر ينضم للاهلي رسميا

One 3 Sport

timeمنذ 44 دقائق

  • One 3 Sport

حاوي منتخب مصر ينضم للاهلي رسميا

الأحد 25/مايو/2025 - 06:09 ص كتب: ابراهيم الخطيب يستعد النجم الدولي محمود حسن تريزيجيه للانضمام رسميًا إلى صفوف النادي الأهلي مطلع شهر يونيو المقبل، وذلك بعد انتهاء فترة الإجازة الممنوحة له عقب انتهاء موسمه مع ناديه السابق.وخاض تريزيجيه أخر مباراة له بقميص الريان القطري في نهائي كأس قطر بالهزيمة أمام الغرافة.موعد انضمام تريزيجيه للأهلي ومن المقرر أن يحصل تريزيجيه على إجازة قصيرة تستمر حتى نهاية شهر مايو الجاري، قبل أن ينتظم في تدريبات الفريق الأحمر في بداية يونيو، استعدادا لبدء الأهلي تحضيراته للمشاركة في كأس العالم للأندية 2025.ومن المنتظر أن يُعلن النادي الأهلي خلال الأيام المقبلة تفاصيل برنامج إعداد الفريق وموعد المعسكر التحضيري لكأس العالم، الذي تستضيفه الولايات المتحدة في صيف العام المقبل.

أخبار مصر : قبل كأس العالم للأندية.. إعلامي: الأهلي مهتم بضم ثنائي بتروجت
أخبار مصر : قبل كأس العالم للأندية.. إعلامي: الأهلي مهتم بضم ثنائي بتروجت

نافذة على العالم

timeمنذ ساعة واحدة

  • نافذة على العالم

أخبار مصر : قبل كأس العالم للأندية.. إعلامي: الأهلي مهتم بضم ثنائي بتروجت

الأحد 25 مايو 2025 05:00 صباحاً نافذة على العالم - أكد الإعلامي أمير هشام، أن إدارة الكرة بالنادي الأهلي تعمل بكل قوة حاليًا على سد الثغرات الموجودة في صفوف الفريق قبل السفر لخوض منافسات كأس العالم للأندية. وقال عبر برنامج بلس 90 الذي يبث على قناة النهار الفضائية: كان هناك 4 لاعبين من بتروجت مرشحين للأهلي، وأصبح الاهتمام ينصف على ثنائي فقط حاليًا مرشح وهم رشاد المتولي وتوفيق محمد. وأضاف: خرج من قائمة الاهتمامات هادي رياض وحامد حمدان، وابتعد الثنائي عن الفريق.. وقد يتحرك الاهلي للتعاقد معهما بعد كأس العالم للأندية.

أخبار مصر : بيسيرو : الزمالك هو الهرم الرابع بمصر وقادر علي التتويج بالبطولات
أخبار مصر : بيسيرو : الزمالك هو الهرم الرابع بمصر وقادر علي التتويج بالبطولات

نافذة على العالم

timeمنذ ساعة واحدة

  • نافذة على العالم

أخبار مصر : بيسيرو : الزمالك هو الهرم الرابع بمصر وقادر علي التتويج بالبطولات

الأحد 25 مايو 2025 05:00 صباحاً نافذة على العالم - اكد البرتغالي جوزيه بيسيرو المدير الفني السابق لفريق الزمالك، أن الفريق الأبيض قادر على تحقيق جميع البطولات في الموسم المقبل وأضاف في تصريحات عبر قناة أون تايم سبورت أنه لابد من استمرار ميدو في النادي، لأنه محب للنادي، مشددًا على أنه شعر بالحزن لعدم استمراره، وفي النهاية هو قرار إداري، ولم يكن عادلا قائلا " كنت أسير بشكل جيد، وأشكر حازم إمام وميدو، وبالأخص ميدو، لأنه كان على تواصل دائم معي عن طريق التليفون". وقال بيسيرو: "الفريق واجه مشاكل كثيرة عندما جئت لتولي المهمة، وقرار عدم استمراري أكثر شيء حزين في مسيرتي، لأنه لم يحدث أن أدرب فريق لمدة قصيرة، وكنت أرى أنني قادر على تحقيق بطولات مع الزمالك في الموسم القادم، وبما أن الزمالك لن يستطيع تحقيق الدوري هذا الموسم ولكن قد يحقق البطولات الموسم المقبل". وأضاف: "الفريق المتواجد حاليا بالزمالك يستطيع الفوز في الموسم القادم وأقول لهم أنتم أفضل فريق في مصر والزمالك هو الهرم الرابع في مصر، ولم أكتب أي تقرير بعد رحيلي أو أية تقييمات، وما فعلته أن أجلس وأعرف لماذا لن أستمر، وأي شخص يدعي أنني مضيت أو أخرجت أي تقرير فني فهذا كلام كاذب". وتابع: "كنت على يقين أنني سأفوز بلقب كأس مصر، وكنت أشعر بذلك وعملت كثيرا في الفترة القليلة التي عملت فيها للتتويج بلقب الكأس، لا أعلم إن كان زيزو قد وقع لأي ناد آخر أم لا، ولكن أتوقع فوز الزمالك بلقب كأس مصر". واستطرد: 'دربت الأهلي، وكنت أحب أن أواجه الأهلي عندما كنت مدربا للزمالك، ولكنه لم يأت للمباراة وخسر اللقاء، الأهلي يستطيع تقديم أداء قوي في كأس العالم للأندية ولكن المنافسة صعبة، ويمارس هوايته المفضلة في البطولات'

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store