
بعد أن خسرنا كل شيء... ماذا تبقّى؟
تاريخ النشر : 2025-05-20 - 04:43 pm
بعد أن خسرنا كل شيء... ماذا تبقّى؟
بقلم: المحامية ندى مصطفى علاوي
لم يكن هذا المقال مجرّد بداية لمسار مهني جديد، بل هو رسالة كتبتها امتدادا لصوت والدي – رحمه الله – الذي كان أول من آمن بقدرتي على التعبير، وعلّمني أن للكلمة وقعا، وللقلم موقفا، وأن الكتابة ليست ترفا، بل مسؤولية.
أعود اليوم إلى الكتابة، لا من باب الحنين إلى ماضٍ مضى، بل من إحساس عميق بالحاضر، ومن إيمان بأن المستقبل يحتاج إلى وعي مختلف، ورؤية أكثر إنصافًا.
لقد غيّرت جائحة كورونا ملامح الحياة كما عرفناها. فباتت المسافات بين الناس واقعا مفروضا، لا خيارا شخصيا. فقد اختفت الزيارات لتحل محلها الشاشات، وأصبحت الرسائل النصية بديلًا عن اللقاءات الفعلية. تراجع الدفء الإنساني، وصارت العزلة النفسية والتفكك الأسري من أبرز تحديات هذا العصر، في ظل اهتزاز واضح لمنظومة القيم التي نشأنا عليها.
وفي خضم هذا التحول الرقمي المتسارع، تحوّلت التكنولوجيا من أداة تواصل إلى ساحة صراع. صارت الهواتف محاكما، والمنشورات تُستخدم كأدلة إدانة، والخصوصيات تُعرض على العلن دون وعي بعواقبها. تعرضت الكلمات لسوء فهم وتفسيرات متناقضة، وتُستخدم كأدوات للتشهير بدلًا من التعبير، مما أوجد صداما قانونيًا جديدا ولد من رحم هذا الواقع المتغيّر.
في الأردن، الدولة التي تُعلي من شأن القانون، جاء تعديل قانون الجرائم الإلكترونية لعام 2023، استجابة لهذه المتغيرات. توسعت مواده وصلاحياته ليصبح أداة لحماية الحقوق، وصون الكرامات، وضبط السلوك العام في الفضاء الرقمي، بما يواكب مستجدات العصر دون المساس بجوهر الحريات.
لكن ورغم أهمية القانون، فإن ما نحتاجه اليوم لا يقتصر على النصوص والتشريعات. نحتاج إلى استعادة قيمنا الأولى: الاحترام، الخصوصية، الرحمة، والستر...الخ. تلك القيم التي كانت تجمعنا حول فنجان قهوة في مجلس كبير العائلة، أو تحت شجرة في باحة الدار. كنا نعاتب بمحبة، وننتقد بأخلاق، لا نفضح من أجل تفاعل رقمي أو شهرة زائلة.
اليوم، أكثر من أي وقت مضى، نحن بحاجة إلى ضمير حيّ، إلى تربية تعيد تشكيل السلوك، وإلى مجتمع يراجع أولوياته الأخلاقية. نحتاج إلى أن نبني الجسور التي هدمها البعد، ونستعيد وعيا خطفته ضوضاء الشاشات.
هذا المقال هو صوتي الأول في الفضاء العام، لكنه ليس إلا امتدادا لصوت والدي الذي لطالما رآني حاملةً لكلمة حق، ووثق أن ابنته ستكتب يوما كما كان يتمنى. ولا انسى دور والدتي التي لا زالت تواصل رسالته بكل صبر ومحبة ولجميع مَن يؤمن أن التغيير الحقيقي يبدأ بكلمة تُقال بصدق، وبنية إصلاح.
تابعو جهينة نيوز على
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوكيل
منذ 3 ساعات
- الوكيل
تصرف شجاع من وكيل ترخيص يُنقذ أطفالًا من الاختناق
09:04 ص ⏹ ⏵ تم الوكيل الإخباري- أعرب المواطن شادي موسى عن شكره العميق وامتنانه لوكيل ترخيص المركبات عاهد منصور السبيلة، وذلك لتصرفه السريع والحكيم في موقف إنساني طارئ وقع يوم الثلاثاء الموافق 20/5/2025 في مركز ترخيص السواقين والمركبات - مرج الحمام. اضافة اعلان وفي التفاصيل، أوضح موسى أن أطفاله وزوجته علقوا داخل المركبة بعد أن أُغلقت عليهم الأبواب بشكل مفاجئ، مما شكّل خطرًا على سلامتهم، خصوصًا مع ارتفاع درجات الحرارة. وذكر أن الوكيل السبيلة تدخّل فورًا وبشجاعة دون تردّد، معرّضًا نفسه للخطر، وتمكن من إنقاذ الأطفال بنجاح، بفضل خبرته ومهنيته العالية. وأكد موسى أن هذا التصرف النبيل ليس بغريب على رجال الأمن العام، الذين عُرفوا دومًا بروح المسؤولية والإنسانية، مشيرًا إلى أن مثل هذه المواقف تترك أثرًا طيبًا لا يُنسى في النفوس، داعيًا الله في ختام رسالته أن يحفظ العاملين في جهاز الأمن العام ويبارك في جهودهم تحت راية القيادة الهاشمية.

عمون
منذ 5 ساعات
- عمون
اللواء المتقاعد محمد العواملة .. نشمي وطني وفارس سلطي
عمون - من وائل عربيات- اللواء المتقاعد الباشا محمد العواملة، رجل من نشامى الوطن وفرسان مدينة السلط الأوفياء، عرف بابتسامته الهادئة وخلقه الرفيع، وكان مثالًا في الإخلاص والتفاني في خدمة الوطن وأبنائه، سواء في السلط أو في سائر أرجاء الأردن. لم يتوانَ يومًا، خلال سنوات خدمته، عن أداء واجبه الوطني بكل أمانة ومسؤولية. وقد شغل عطوفته منصب مساعد مدير المخابرات العامة، حيث كان عنوانًا للكفاءة والانضباط والوفاء. نُكنّ كل التقدير والاحترام لعطوفة الباشا محمد العواملة، ونتمنى له دوام التوفيق والسداد، وموفور الصحة والعافية والسعادة والهناء، وحياة مدنية مليئة بالعطاء، في ظل حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، وولي عهده الأمين، الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، حفظهما الله وأطال في عمرهما. وتاليا فيديو تحدث فيه الباشا العواملة خلال مأدبة لتكريمه من ابناء السلط:


الوكيل
منذ 5 ساعات
- الوكيل
تصرف شجاع من وكيل ترخيص يُنقذ أطفالًا من الاختناق
09:04 ص ⏹ ⏵ تم الوكيل الإخباري- أعرب المواطن شادي موسى عن شكره العميق وامتنانه لوكيل ترخيص المركبات عاهد منصور السبيلة، وذلك لتصرفه السريع والحكيم في موقف إنساني طارئ وقع يوم الثلاثاء الموافق 20/5/2025 في مركز ترخيص السواقين والمركبات - مرج الحمام. اضافة اعلان وفي التفاصيل، أوضح موسى أن أطفاله وزوجته علقوا داخل المركبة بعد أن أُغلقت عليهم الأبواب بشكل مفاجئ، مما شكّل خطرًا على سلامتهم، خصوصًا مع ارتفاع درجات الحرارة. وذكر أن الوكيل السبيلة تدخّل فورًا وبشجاعة دون تردّد، معرّضًا نفسه للخطر، وتمكن من إنقاذ الأطفال بنجاح، بفضل خبرته ومهنيته العالية. وأكد موسى أن هذا التصرف النبيل ليس بغريب على رجال الأمن العام، الذين عُرفوا دومًا بروح المسؤولية والإنسانية، مشيرًا إلى أن مثل هذه المواقف تترك أثرًا طيبًا لا يُنسى في النفوس، داعيًا الله في ختام رسالته أن يحفظ العاملين في جهاز الأمن العام ويبارك في جهودهم تحت راية القيادة الهاشمية.