logo
حكم قراءة الفاتحة وأول البقرة بعد ختم القرآن؟.. علي جمعة يوضح

حكم قراءة الفاتحة وأول البقرة بعد ختم القرآن؟.. علي جمعة يوضح

مصراويمنذ 2 أيام

ورد سؤال إلى لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، من سائل يقول، ما حكم قراءة سورة الفاتحة وأول خمس آيات من سورة البقرة بعد ختم القرآن الكريم؟
أجاب على ذلك فضيلة الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، موضحا الرأي الشرعي في تلك المسألة.
وقال عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر يستحب للقارئ إذا فرغ من ختم القرآن الكريم أن يقرأ سورة الفاتحة وأول سورة البقرة.
وأستشهد المفتي الأسبق أن النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- أخبرنا أن قراءتهما من أحب الأعمال إلى الله- سبحانه وتعالى-، وعلى ذلك جرى عمل المسلمين في كافة الأمصار.
وأضاف جمعة في بيان فتواه عبر بوابة دار الإفتاء المصرية: قد جرى على ذلك عمل الناس، وصح ذلك من قراءة ابن كثير رحمه الله تعالى:
قال الإمام القرطبي في تفسيره "الجامع لأحكام القرآن" (1/ 30، ط. دار عالم الكتب): [ومن حرمته: أن يفتتحه كلما ختمه؛ حتى لا يكون كهيئة المهجور، ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا ختم يقرأ من أول القرآن قدر خمس آيات؛ لئلا يكون في هيئة المهجور، وروى ابن عباس رضي الله عنهما قال: «جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: عَلَيْكَ بِالْحَالِّ الْمُرْتَحِلِ، قَالَ: وَمَا الْحَالُّ الْمُرْتَحِلُ؟ قَالَ: صَاحِبُ الْقُرْآنِ؛ يَضْرِبُ مِنْ أَوَّلِهِ حَتَّى يَبْلُغَ آخِرَهُ، ثُمَّ يَضْرِبُ فِي أَوَّلِهِ؛ كُلَّمَا حَلَّ ارْتَحَلَ»] اهـ.
وقال الإمام ابن الجزري في "النشر في القراءات العشر" (2/ 411، ط. المطبعة التجارية الكبرى): [قال الحافظ أبو عمرو الداني في كتابه "جامع البيان": كان ابن كثير من طيق القواس والبزي وغيرهما يكبر في الصلاة والعرض من آخر سورة ﴿وَالضُّحَى﴾ مع فراغه من كل سورة إلى آخر ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾، فإذا كبر في (الناس) قرأ فاتحة الكتاب وخمس آيات من أول سورة البقرة على عدد الكوفيين إلى قوله: ﴿وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾، ثم دعا بدعاء الختمة، قال: وهذا يُسَمَّى (الحال المرتحل)، وله في فعله هذا دلائل مستفيضة؛ جاءت من آثار مروية ورد التوقيف بها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأخبار مشهورة مستفيضة جاءت عن الصحابة والتابعين والخالفين] اهـ.
وقد ذكر الإمام موفق الدين أبو محمد عبد الله بن قدامة المقدسي الحنبلي رحمه الله في كتابه "المغني" (2/ 126، ط. مكتبة القاهرة) أن أبا طالب صاحب الإمام أحمد قال: [سألت أحمد: إذا قرأ: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾ يقرأ من البقرة شيئًا؟ قال: لا. فلم يستحب أن يصل ختمة بقراءة شيء. انتهى. فحمله الشيخ موفق الدين على عدم الاستحباب، وقال: لعله لم يثبت عنده فيه أثر صحيح يصير إليه. انتهى.
وفيه نظر؛ إذ يحتمل أن يكون فهم من السائل أن ذلك لازم، فقال: لا، ويحتمل أنه أراد قبل أن يدعو؛ ففي كتاب "الفروع" للإمام الفقيه شمس الدين محمد بن مفلح الحنبلي: ولا يقرأ الفاتحة وخمسًا من البقرة، نص عليه، قال الآمدي: يعني قبل الدعاء، وقيل: يُستَحَبُّ. فحمل نص أحمد بقوله (لا) على أن يكون قبل الدعاء، بل ينبغي أن يكون دعاؤه عقيب قراءة سورة الناس كما سيأتي نص أحمد رحمه الله، وذكر قولًا آخر له بالاستحباب. والله أعلم] اهـ.
وقال العلّامة إسماعيل حقي البروسوي في "روح البيان" (10/ 425، ط. دار إحياء التراث العربي): [رُويَ عن ابن كثير رحمه الله أنه كان إذا انتهى في آخر الختمة إلى: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾ قرأ سورة ﴿الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ وخمس آيات من أول سورة البقرة على عدد الكوفي، وهو إلى: ﴿وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾؛ لأن هذا يُسَمَّى (الحالَّ المُرْتَحِلَ)، ومعناه: أنه حلَّ في قراءته آخر الختمة وارتحل إلى ختمة أخرى؛ إرغامًا للشيطان، وصار العمل على هذا في أمصار المسلمين، في قراءة ابن كثير وغيرها، وورد النص عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله أن مَن قرأ سورة الناس يدعو عقب ذلك؛ فلم يَسْتَحِبَّ أن يصل ختمه بقراءة شيء، ورُوِيَ عنه قولٌ آخرُ بالاستحباب] اهـ.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

اجعل معروفك لله وحده ولا تطلب من الناس جزاءً ولا دعاءً
اجعل معروفك لله وحده ولا تطلب من الناس جزاءً ولا دعاءً

الكنانة

timeمنذ 13 دقائق

  • الكنانة

اجعل معروفك لله وحده ولا تطلب من الناس جزاءً ولا دعاءً

بقلم احمد الشبيتى اجعل معروفك لله وحده ولا تطلب من الناس جزاءً ولا دعاءً تنبيه مهم! حتى يكون عملك خالصًا لوجه الله تعالى، فاحذر أن تُفسده بطلب جزاء أو دعاء من الناس. من الأخطاء الشائعة: أن يطلب المتصدق أو فاعل الخير من الفقير أو المحتاج أن يدعو له، أو يثني عليه. وهذا يُنقص من الإخلاص ويجعل العمل مشوبًا برغبة في العوض. قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله –: 'من طلب من الفقراء الدعاء أو الثناء خرج من قوله تعالى: (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورًا)' [مجموع الفتاوى] وقال أيضًا: 'ومن طلب من العباد العوض ثناءً أو دعاء أو غير ذلك لم يكن محسنًا إليهم لله.' [مجموع الفتاوى] وسُئل الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله –: عن شخص يتصدق ليُدعى له، فقال: 'حتى هذا أيضًا نقص في الإخلاص. قال الأبرار: (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورًا)… والدعاء من الجزاء.' [لقاءات الباب المفتوح] الأدلة من القرآن الكريم: قال تعالى: {إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورًا} [الإنسان: 9] وقال تعالى: {من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب} [الشورى: 20] من السنة النبوية: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى' [متفق عليه] وقال صلى الله عليه وسلم: 'من سمع سمع الله به، ومن يُرائي يُرائي الله به' [رواه مسلم] إجماع العلماء: اتفق أهل العلم على أن الإخلاص شرطٌ في صحة العمل وقبوله، وكل عمل يُراد به غير وجه الله فهو مردود على صاحبه، كما نقل الإجماع على ذلك ابن رجب وابن القيم وغيرهم. الخاتمة: اجعل صدقتك ومعروفك لله وحده، ولاتنتظر دعاءً ولا ثناءً، ولا تُشعر أحدًا بأنك تنتظر منه شيئًا. قال تعالى: {وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله} [البقرة: 272] اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً وإخلاصًا.

راحة البال مطلب القلوب وأمنية النفوس
راحة البال مطلب القلوب وأمنية النفوس

الكنانة

timeمنذ 13 دقائق

  • الكنانة

راحة البال مطلب القلوب وأمنية النفوس

بقلم احمد الشبيتى راحة البال مطلب القلوب وأمنية النفوس في زمن كثرت فيه الهموم وتعاظمت المسؤوليات، باتت راحة البال كنزًا مفقودًا يبحث عنه الجميع. تتزاحم الأفكار، وتتسابق الأخبار، وتضيق الصدور، فيلهث الإنسان خلف الماديات أو العلاقات أو الشهرة، ظنًّا منه أن فيها السكينة، وهو لا يدري أن الطمأنينة الحقيقية لا تسكن إلا قلبًا عامرًا بالإيمان، راضيًا بقضاء الله، مطمئنًا بذكره. قال تعالى: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب} [الرعد: 28] وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: 'اللهم إني أسألك نفسًا مطمئنة، تؤمن بلقائك، وترضى بقضائك، وتقنع بعطائك.' قصة من الواقع: رجل بسيط يعمل في وظيفة متواضعة، لا يملك الكثير من المال، يسكن في بيت متواضع، لكنه كلما سُئل عن حاله قال: 'الحمد لله، أنام مرتاح البال، لا أظلم أحدًا، ولا أحمل في قلبي حقدًا، ولا أقصر في صلاتي.' وحين مرض مرضًا شديدًا، زاره أحد جيرانه وقال له: 'كيف حالك؟' فقال وهو يبتسم: 'أنا بخير، ما دام قلبي متصلاً بالله.' رحل هذا الرجل، لكن سيرته بقيت، يُضرب بها المثل في القناعة وراحة البال. وعبرة أخرى من قصة قرآنية: انظر إلى قصة موسى عليه السلام عندما خرج خائفًا يترقّب من بطش فرعون، ترك كل شيء خلفه، لكنه توجه إلى الله فقال: {عسى ربي أن يهديني سواء السبيل} [القصص: 22] ثم قال بعدها وهو غريب لا يملك شيئًا: {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} فجاءه الفرج، والعمل، والزوجة، والأمان. مفتاح راحة البال في ثلاثة: 1. الإخلاص والنية الطيبة: من سار بنية الخير، سارت له الأمور دون أن يشعر. 2. الرضا بقضاء الله: من رضي، ارتاح، ومن سخط، تعب وزاد همّه. 3. ذكر الله وقراءة القرآن: ففيهما طمأنينة لا تُشترى ولا تُعطى إلا لمن طرق باب الرحمن. الخاتمة: راحة البال لا تأتي من كثرة المال، ولا من كثرة الأصدقاء، بل من صدق العلاقة بالله، ونقاء القلب، وطهارة السريرة. فليكن دعاؤنا دائمًا: 'اللهم اجعلنا ممن إذا أُعطي شكر، وإذا ابتُلي صبر، وإذا أذنب استغفر، واجعلنا من عبادك الراضين المطمئنين.'

ما حكم صيام الأيام الثمانية الأولى من ذي الحجة ويوم وقفة عرفات؟
ما حكم صيام الأيام الثمانية الأولى من ذي الحجة ويوم وقفة عرفات؟

مستقبل وطن

timeمنذ 23 دقائق

  • مستقبل وطن

ما حكم صيام الأيام الثمانية الأولى من ذي الحجة ويوم وقفة عرفات؟

أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال.. ما فضل صيام ثمانية أيام من فضل عشر ذي الحجة وقالت دار الإفتاء المصرية إن أيام عشر ذي الحجة ولياليها أيام شريفة ومفضلة، يُضَاعف العمل فيها، ويُستَحَبُّ فيها الاجتهاد في العبادة، وزيادة عمل الخير والبر بشتى أنواعه؛ فالعمل الصالح في هذه الأيام أفضل من العمل الصالح فيما سواها من باقي أيام السنة؛ فقد روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ» يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: «وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» أخرجه أبو داود وابن ماجه وغيرهما. حكم صيام ثمانية أيام من عشر ذي الحجة أما عن حكم صيام الأيام الثمانية الأولى من ذي الحجة: فيُستَحَبّ صيام الأيام الثمانية الأولى من ذي الحجة ليس لأنَّ صومها سنة، ولكن لاستحباب العمل الصالح بصفة عامة في هذه الأيام، والصوم من الأعمال الصالحة، وإن كان لم يرد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صوم هذه الأيام بخصوصها، ولا الحث على الصيام بخصوصه في هذه الأيام، وإنَّما هو من جملة العمل الصالح الذي حثَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم على فعله في هذه الأيام كما مرَّ في حديث ابن عباس رضي الله عنهما. حكم صيام يوم عرفة أما حكم صوم يوم عرفة: فصومُ يوم عرفة سنة فعلية فعلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقولية حثَّ عليها في كلامه الصحيح المرفوع؛ فقد روى أبو قتادة رضي الله تعالى عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ» أخرجه مسلم، فيُسَنّ صوم يوم عرفة لغير الحاج، وهو: اليوم التاسع من ذي الحجة، وصومه يكفر سنتين: سنة ماضية، وسنة مستقبلة كما ورد بالحديث. حكم صوم العاشر من ذي الحجة يحرمُ باتفاق صيام يوم العاشر من ذي الحجة؛ لأنَّه يوم عيد الأضحى، فيحرم صوم يوم عيد الفطر، ويوم عيد الأضحى، وأيام التشريق، وهي ثلاثة أيام بعد يوم النحر؛ وذلك لأنَّ هذه الأيام منع صومها؛ لحديث أبي سعيد رضي الله عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نَهَى عَنْ صِيَامِ يَوْمَيْنِ؛ يَوْمِ الْفِطْرِ، وَيَوْمِ النَّحْرِ" رواه البخاري ومسلم واللفظ له. وحديث نُبيشَة الهذلي رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ للهِ» أخرجه مسلم في "صحيحه". الخلاصة يتبيَّن لنا ممَّا سبق فضل العمل الصالح في الأيام العشر الأولى من ذي الحجة، وحرمة صوم يوم العاشر، وهو يوم العيد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store