
آراء الشارع المغربي حول الحرب بين إيران وإسرائيل
هبة بريس – الرباط
تشهد الساحة السياسية العالمية تصعيدًا في النزاع القائم بين إيران وإسرائيل، الذي أصبح موضوعًا ساخنًا في الشارع المغربي، الذي لا يختلف في تباين مواقفهم بين مؤيد لإيران، و مؤيد لإسرائيل، وكذلك محايدين يرون أن الحرب بين هذين العدويين لا علاقة للمغاربة بها.
– مؤيدو إيران: دعم للفلسطينيين ومناهضة للاحتلال
توجه بعض المغاربة بتأييدهم لإيران في الحرب ضد إسرائيل، وهو تأييد مرتبط أساسًا بموقف إيران الثابت تجاه دعم القضية الفلسطينية، في هذا الصدد، يقول 'رشيد' وهو شاب من الدار البيضاء، 'إيران رغم كل ما يقال عنها، تظل أقوى داعم لفلسطين، وتحارب الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر. بالنسبة لي، هذا يكفي لجعلني في صفها'، ويضيف آخر 'أعتقد أن إسرائيل هي المعتدية هنا، وموقف إيران هو موقف كل مسلم يرفض الظلم'.
من جانب آخر، يرى بعض المغاربة أن إيران تُعتبر رمزًا لمناهضة الاستعمار والصهيونية في الشرق الأوسط، وبالتالي دعمها في مواجهة إسرائيل هو دعم للمبادئ الإنسانية، لكن هناك من يتساءل، 'هل تُؤثر إيران حقًا في تغيير الواقع الفلسطيني، أم أنها مجرد محرك للأزمة في المنطقة؟'.
– مؤيدو إسرائيل: دعم مصلحة المغرب في المنطقة
في مقابل هذا التأييد، نجد بعض المغاربة الذين يفضلون موقف إسرائيل لأسباب متعلقة بالمصلحة المغربية بتأكيدهم أن 'إسرائيل قدمت دعمًا مهمًا للمغرب في قضايا عدة، مثل دعمها لموقفنا في نزاع الصحراء' يقول 'محمد' من فاس، مشيرًا إلى موقف إسرائيل في تأييد المغرب في ملف الصحراء المغربية بعد اتفاق ' أبرهام ' الذي عزز العلاقات بين البلدين، كما يعتقد 'عبد العزيز' من مراكش أن 'إسرائيل دولة لها تأثير في الشرق الأوسط، وإذا دعمتها أمريكا فإن مصلحة المغرب تقضي بالتحالف معها في مواجهة إيران حليفة الجزائر التي تدعم جبهة البوليساريو'.
بينما ' أحمد ' من القنيطرة يرى ان تأييد اسرائيل كدولة ديمقراطية ، هو اكثر عمقا من دعم ايران التي باتت تنشر الشر في كل مكان في العالم، وأكبر دليل هو دعمها لمليشيات مسلحة ودعمها للارهاب واستقرار دول إسلامية .
هذا الموقف يرتبط بشكل أساسي بالمصلحة الاستراتيجية للمغرب في المنطقة والعلاقات الدولية، حيث يُرى أن تحالفات إسرائيل قد تكون أكثر فائدة للمغرب في المستقبل.
– المواقف المحايدة: الحرب لا تعنينا كثيرًا
في المقابل، هناك فئة من المغاربة الذين يفضلون البقاء على الحياد، ويعتقدون أن الحرب بين إيران وإسرائيل هي صراع بين قوتين عالميتين لا علاقة لهما بالشعب المغربي، 'لماذا نضع أنفسنا في خضم صراع ليس لنا فيه أي ناقة أو جمل؟'، يتساءل 'أمين' من طنجة، مضيفًا: 'إنها حرب بين طرفين لا يعدو كونها تصفية حسابات سياسية ولا تمت بصلة لمصالحنا الوطنية'.
ويتابع 'عبد الله' من أكادير قائلاً: 'هذه ليست حربًا بين المسلمين وغير المسلمين فقط. يجب أن نكون أكثر عقلانية وأن نتعامل مع المواقف وفقًا لمصالح بلادنا، بعيدا عن العاطفة'.
– الاعتبارات الاجتماعية والدينية: لا للأيديولوجيا على حساب الدماء
من ناحية أخرى، يلاحظ بعض المحللين أن الشارع المغربي يظل متأثرًا بالعوامل الدينية والسياسية التي تشوّه أحيانًا رؤية الحقيقة، البعض يرى في إيران 'قوة إسلامية' تعارض الصهيونية، في حين يعتبر آخرون أن إسرائيل 'دولة ديمقراطية' في قلب الشرق الأوسط، وهو ما يشكل صراعًا داخليًا بين التأييد للأيديولوجيا الدينية أو المصلحة الواقعية للمغرب.
– بين الدعم والمواقف المحايدة
في المجمل، يظل الشارع المغربي متأثرًا بالأحداث المتسارعة في الشرق الأوسط. وبينما يظل البعض يدعم إيران بحكم موقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية، يرى آخرون أن تحالفات المغرب الاستراتيجية مع إسرائيل قد تكون أكثر فائدة على المدى الطويل. وفي المقابل، يفضل آخرون البقاء على الحياد في ظل أن الحرب بين إيران وإسرائيل لا تمثل تهديدًا مباشرًا لمصالحهم.
الشارع المغربي، مثل باقي شعوب المنطقة، يدرك تمامًا حجم الصراع القائم، لكن تظل الآراء متعددة حول كيفية التعامل معه، بين قناعات شخصية ومواقف سياسية تتأثر بالأحداث الجارية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المغرب اليوم
منذ 21 دقائق
- المغرب اليوم
وزير إسرائيلي يعترف بعجز بلاده عن التصدّي لكل صاروخ إيراني
قال سكرتير الحكومة الإسرائيلية، الأحد، إن إسرائيل ليست لديها القدرة على اعتراض كل الصواريخ الإيرانية، مشيرا إلى أن الحل هو في مهاجمة إيران. وأوضح السكرتير: "لا يوجد لدينا صاروخ اعتراض مقابل كل صاروخ بالستي إيراني، الهجوم هو الدفاع"، مضيفا: "هناك تكلفة اقتصادية لاعتراض الصواريخ وأفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم". كانت الشرطة الإسرائيلية قد أعلنت، الأحد، ارتفاع حصيلة الهجوم الصاروخي الإيراني ليل السبت على إسرائيل إلى 13 قتيلا بعد انتشال جثث إضافية من تحت أنقاض مبنى في وسط البلاد. وقال قائد الشرطة في منطقة أيالون وسط إسرائيل، دانيال حداد للصحفيين في مدينة بيت يام التي طالتها الصواريخ الإيرانية "قُتل 6 أشخاص وأصيب 180 آخرون"، مشيرا إلى أن هناك 7 أشخاص على الأقل في عداد المفقودين ويرجح أنهم تحت الأنقاض. وبحسب السلطات قُتل 4 أشخاص آخرين في موقع آخر في شمال إسرائيل. وتبادلت إسرائيل وإيران موجة جديدة من الهجمات خلال الليل وحتى صباح الأحد، وقال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب إن الصراع يمكن أن ينتهي بسهولة، محذرا طهران من ضرب أهداف أميركية. وقالت السلطات إن فرق الإنقاذ الإسرائيلية مشطت أنقاض مبان سكنية مدمرة في الغارات، بالاستعانة بالمصابيح والكلاب البوليسية للبحث عن ناجين بعد مقتل ما لا يقل عن 13 شخصا.


المغرب اليوم
منذ 21 دقائق
- المغرب اليوم
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تعرض إجراء محادثات فورية مع إيران لاحتواء التصعيد النووي
قال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، إن ألمانيا وفرنسا وبريطانيا مستعدة لإجراء محادثات على الفور مع إيران بشأن برنامجها النووي في محاولة لتهدئة الوضع في المنطقة. وأضاف فاديفول، الذي يزور الشرق الأوسط حاليا، أنه يحاول المساهمة في تهدئة الصراع بين إسرائيل وإيران، وأشار إلى أن طهران لم تغتنم الفرصة في السابق للدخول في محادثات بناءة، وفق ما نقلته "رويترز". كما قال لهيئة البث الألمانية (إيه.آر.دي) في وقت متأخر من أمس السبت "آمل أن يكون ذلك لا يزال ممكنا... ألمانيا، إلى جانب فرنسا وبريطانيا على استعداد. إننا نعرض على إيران إجراء مفاوضات على الفور حول البرنامج النووي، وآمل أن يتم قبول (العرض)". يأتي العرض الأوروبي فيما تتواصل لليوم الثالث على التوالي، الضربات الصاروخية والمسيرات بين إسرائيل وإيران، وسط تنامي المخاوف الدولية، والدعوات لضبط النفس والعودة إلى الحوار. وقد شنت إسرائيل، اليوم الأحد، غارات جديدة على مدينة شيراز في الجنوب الإيراني، مستهدفة مقرا للصناعات الإلكترونية، يعرف باسم "صایران"، وهو مملوك لوزارة الدفاع. في حين نفذ الجانب الإيراني هجمات على مناطق عدة في تل أبيب، خلال الساعات الماضية، بينها معهد وايزمان للعلوم في برحوفوت، وبات يام. وأعلن قائد بالحرس الثوري الإيراني أن "العمليات ضد إسرائيل ستستمر بضراوة أكبر". في حين، قال وزير خارجية جدعون ساعر، اليوم، إن عملية الجيش في إيران ستستمر، مضيفاً في اتصال مع نظيره الألماني يوهان فادفول أن "إسرائيل ما زال لديها أهداف مهمة في إيران"، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي سيستهداف البرنامج النووي الإيراني. بينما دعا الجيش الإسرائيلي السكان في محيط المنشآت النووية الإيرانية إلى إخلائها. وتبادلت إسرائيل وإيران الهجمات خلال الأيام الثلاثة الماضية، بعدما شنت القوات الإسرائيلية سلسلة غارات على مواقع إيرانية عديدة، الجمعة، مستهدفة منشآت نووية، وقواعد عسكرية، فضلًا عن اغتيال قادة عسكريين كبار وعلماء نوويين، وذلك قبل يومين من جولة سادسة من المفاوضات النووية الأميركية-الإيرانية المرتقبة في مسقط.


المغرب اليوم
منذ 21 دقائق
- المغرب اليوم
تل أبيب تقرّ بعجزها عن تدمير منشأة فوردو النووية الإيرانية وتستجدي تدخّل واشنطن وترامب يرفض
مع دخول المواجهة بين إسرائيل وإيران يومها الثالث، وسط توقعات إسرائيلية بأن تمتد أياما، حثت تل أبيب واشنطن بقوة خلال اليومين الماضيين على الانضمام للحرب ضد إيران للقضاء على برنامجها النووي، وقصف منشأة فوردو، وفق ما كشف مسؤولون إسرائيليون. إلا أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب نأت بنفسها حتى الآن عن العملية الإسرائيلية، محذرة في الوقت عينه طهران من استهداف قواعدها العسكرية في المنطقة. فيما قال مسؤول إسرائيلي إن ترامب يدرس الأمر، لا سيما أن مهاجمة إيران مباشرة، حتى لو اقتصر التدخل الأميركي على قصف موقع واحد، من شأنه أن يجر الولايات المتحدة مباشرة إلى الحرب، حسب ما نقل موقع "أكسيوس"، اليوم الأحد. وأوضح المسؤول أن الولايات المتحدة قد تنضم إلى العملية الحربية ضد إيران، لافتاً إلى أن ترامب أشار خلال محادثة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أنه سيفعل ذلك إذا لزم الأمر. إلى ذلك، اعتبر أنه إذا ظلت منشأة فوردو عاملة بعد انتهاء الضربات الإسرائيلية والمواجهة بين البلدين، فستكون تل أبيب قد فشلت في تحقيق هدفها المتمثل في "القضاء" على البرنامج النووي الإيراني. علماً أن إسرائيل تفتقر إلى القنابل الخارقة للتحصينات والطائرات القاذفة الكبيرة اللازمة لتدمير موقع فوردو الإيراني لتخصيب اليورانيوم، المبني في جبل وفي أعماق الأرض. وكان السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، يحيئيل ليتر، اعتبر أن "العملية برمتها يجب أن تُستكمل عبر تدمير فوردو". يشار إلى أن مسؤولين إسرائيليين كانوا طرحوا فكرة مشاركة الولايات المتحدة في تدمير فوردو مع نظرائهم الأميركيين منذ بدء العملية الإسرائيلية يوم الجمعة الماضي. وأفاد مصدر إسرائيلي حينها بـ"أن الولايات المتحدة تدرس الطلب". وكان موقع فوردو تعرض لعدة هجمات إسرائيلية، إلا أن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، أكد أمس أن الأضرار التي لحقت به محدودة. بدوره، نفى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، تضرر منشأة فوردو ومفاعل خندب للماء الثقيل. إيران تقول إنه لا مفاوضات نووية مع واشنطن في ظل الهجمات الإسرائيلية وتواطؤ أميركي مزعوم