
وصفي الحديدي في كتارا.. تجربة النزوح بلغة الطين
في
معرضه
الفردي الرابع الذي افتتح في "مركز كتارا للفنون" بـ
الدوحة
في السادس والعشرين من مايو/ أيار الماضي، ويستمرّ حتى نهاية الشهر الجاري، يستكشف الفنان الأردني وصفي الحديدي مواضيع الترحال والانتماء، ويبحث عن المعنى من خلال توظيف الفراغ. كذلك يتأمل العلاقة بين المادة والذاكرة.
يحمل المعرض عنوان "في العمق.. لا مكان"، حيث يدعونا الفنان في أعماله إلى اكتشاف مساحة تأملية من خلال مجموعة من الأعمال الخزفية التي تلامس التجربة الإنسانية بأبعادها المتعددة، وخصوصاً تلك العاطفية والجسدية المرتبطة بتجربة النزوح، فيعكس في تشكيل الطين رؤيته للعلاقة بين الشكل والمضمون.
(من صفحة "مركز كتارا للفنون" على فيسبوك)
تظهر أعمال وصفي الحديدي كطبقات نحتها الزمن حتى تشقّقت سطوح المادة، وكأنها بقايا لتكوينات تعرّضت للهدم، وطاولها التخريب. "لا مكان" لا يعني فقط غياب الجغرافيا، بل يؤكد النزوح بكونه تجربة وجودية تتجاوز حدود الخرائط، وتُرافق الإنسان نفسه وتُسهم في تشكيل هيئة مادّته. فالطين سبيل الحديدي لتمثيل دواخل الإنسان، حيثُ الصورة التي تظهر في أعماله تكون مجتزأة. وكأنما هي أعمالٌ مقتطعة من نسيج، أو منتزعة من تكوين أشمل.
يكشف المعرض عن الطين تمثيلاً حسّياً لتجربة الإنسان، حيث تتحول المادة إلى ذاكرة تشير إلى ما صنعها. كذلك يعبّر أسلوب الفنّان عن صورة داخلية مضطربة، تملأها المساحات الفارغة والتصدعات وآثار الاحتراق، وكأنها انعكاس لصدمات صاغت المادة وشكّلت فلسفتها البصرية. إذ تظهر تفاصيل الإنسان غامضة تحتاجُ إلى وقوف واستبصار، وقد أرادَ تمثيل معاناة الحروب والدمار التي تطاولُ دولاً عديدة في المنطقة.
فنون
التحديثات الحية
الفن التشكيلي المغربي وإشكاليات التقييم والتقنين
وصفي الحديدي فنان تشكيلي أردني متخصّص في فنّ الخزف والسيراميك، يعمل حالياً في "مركز الفنون البصرية" التابع لوزارة الثقافة القطرية، حيث يشرف على ورش عمل فنية تهدف إلى تطوير مهارات الفنانين في مجال التشكيل اليدوي باستخدام الشرائح الطينية. من أبرز أنشطته الفنية تقديم ورش عمل في التشكيل اليدوي باستخدام الشرائح الطينية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 2 أيام
- العربي الجديد
وصفي الحديدي في كتارا.. تجربة النزوح بلغة الطين
في معرضه الفردي الرابع الذي افتتح في "مركز كتارا للفنون" بـ الدوحة في السادس والعشرين من مايو/ أيار الماضي، ويستمرّ حتى نهاية الشهر الجاري، يستكشف الفنان الأردني وصفي الحديدي مواضيع الترحال والانتماء، ويبحث عن المعنى من خلال توظيف الفراغ. كذلك يتأمل العلاقة بين المادة والذاكرة. يحمل المعرض عنوان "في العمق.. لا مكان"، حيث يدعونا الفنان في أعماله إلى اكتشاف مساحة تأملية من خلال مجموعة من الأعمال الخزفية التي تلامس التجربة الإنسانية بأبعادها المتعددة، وخصوصاً تلك العاطفية والجسدية المرتبطة بتجربة النزوح، فيعكس في تشكيل الطين رؤيته للعلاقة بين الشكل والمضمون. (من صفحة "مركز كتارا للفنون" على فيسبوك) تظهر أعمال وصفي الحديدي كطبقات نحتها الزمن حتى تشقّقت سطوح المادة، وكأنها بقايا لتكوينات تعرّضت للهدم، وطاولها التخريب. "لا مكان" لا يعني فقط غياب الجغرافيا، بل يؤكد النزوح بكونه تجربة وجودية تتجاوز حدود الخرائط، وتُرافق الإنسان نفسه وتُسهم في تشكيل هيئة مادّته. فالطين سبيل الحديدي لتمثيل دواخل الإنسان، حيثُ الصورة التي تظهر في أعماله تكون مجتزأة. وكأنما هي أعمالٌ مقتطعة من نسيج، أو منتزعة من تكوين أشمل. يكشف المعرض عن الطين تمثيلاً حسّياً لتجربة الإنسان، حيث تتحول المادة إلى ذاكرة تشير إلى ما صنعها. كذلك يعبّر أسلوب الفنّان عن صورة داخلية مضطربة، تملأها المساحات الفارغة والتصدعات وآثار الاحتراق، وكأنها انعكاس لصدمات صاغت المادة وشكّلت فلسفتها البصرية. إذ تظهر تفاصيل الإنسان غامضة تحتاجُ إلى وقوف واستبصار، وقد أرادَ تمثيل معاناة الحروب والدمار التي تطاولُ دولاً عديدة في المنطقة. فنون التحديثات الحية الفن التشكيلي المغربي وإشكاليات التقييم والتقنين وصفي الحديدي فنان تشكيلي أردني متخصّص في فنّ الخزف والسيراميك، يعمل حالياً في "مركز الفنون البصرية" التابع لوزارة الثقافة القطرية، حيث يشرف على ورش عمل فنية تهدف إلى تطوير مهارات الفنانين في مجال التشكيل اليدوي باستخدام الشرائح الطينية. من أبرز أنشطته الفنية تقديم ورش عمل في التشكيل اليدوي باستخدام الشرائح الطينية.


القدس العربي
منذ 4 أيام
- القدس العربي
وفاة 'سيدة المسرح العربي' سميحة أيوب عن 93 عاماً
القاهرة: أعلن الفنان منير مكرم، عضو مجلس نقابة المهن التمثيلية، في مصر، وفاة 'سيدة المسرح العربي' الفنانة المصرية القديرة سميحة أيوب عن عمر ناهز الـ93 عاما. وكتب مكرم على صفحته بموقع فيسبوك اليوم :'الفنانة القديرة سميحة أيوب في ذمه الله'. وجاءت وفاة الفنانة سميحة أيوب بعد تاريخ فني طويل وحافل بدأ منذ عام 1947، تركت خلاله حضورا واسعا في المسرح والسينما والتلفزيون، وأثرى اسمها المشهد الثقافي في مصر والعالم العربي. وتنقلت سمية أيوب خلال مشوارها الفني بين خشبة المسرح، وأمام عدسات السينما والتلفزيون ، تعاونت خلالها مع نخبة من المخرجين والكتاب الكبار في مصر والعالم العربي. وشاركت الراحلة في عدد كبير من الأعمال ذات الطابع الاجتماعي والتراجيدي، وإلى جانب مساهمتها في الدراما التلفزيونية والأفلام السينمائية، برزت بأدوارها في عروض مسرحية شهيرة ظلت راسخة في الذاكرة الثقافية، وقدمت أكثر من 100 عرض منها 'سكة السلامة' و'السبنسة' و'رابعة العدوية' و'دماء على ستار الكعبة' و'سقوط فرعون' و'الفتى مهران'. وتميزت بصوتها القوي وحضورها المسرحي اللافت، ما جعلها من أبرز رموز الأداء الدرامي منذ منتصف القرن العشرين. وشغلت سميحة أيوب ، إلى جانب عملها كممثلة، مناصب إدارية في مؤسسات ثقافية، وكان لها حضور دائم في المحافل الفنية والمسرحية داخل مصر وخارجها، وتقلدت عددا من الجوائز والتكريمات من مؤسسات رسمية وهيئات ثقافية عربية ودولية، تقديرا لعطائها الطويل وتاريخها الفني المتنوع. وبحسب وسائل إعلام مصرية، نعت نقابة المهن التمثيلية، في بيان رسمي، و'ببالغ الحزن والأسى وفاة الفنانة الكبيرة سميحة أيوب، التي وافتها المنية اليوم، بعد مسيرة فنية حافلة أثرت خلالها المسرح والسينما والتلفزيون المصري بأعمال خالدة'. وجاء في بيان النقابة: 'إنا لله وإنا إليه راجعون، ننعى بمزيد من الحزن والأسى الفنانة القديرة سميحة أيوب، ونسأل الله أن يتغمدها بواسع رحمته، وأن يلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان.' وأضاف: 'الراحلة كانت رمزا من رموز الفن المصري، ولقبت بـ/ سيدة المسرح العربي/، وقدمت خلال مشوارها أعمالا شكلت علامات فارقة في تاريخ الأداء المسرحي والتلفزيوني، كما شغلت مواقع قيادية مؤثرة في الحركة الثقافية'. (وكالات)


العربي الجديد
٢٧-٠٥-٢٠٢٥
- العربي الجديد
"الباحث عن النور".. فنانون مصريون يحاكون جوهر الإنسان
يستكشف المعرض الجماعي "الباحث عن النور" المتواصل حتى التاسع والعشرين من الشهر الجاري في "ببليوتيك آرت غاليري" بالقاهرة، بالتعاون مع "آرت لينكس"، أغوار الوجود الإنساني وتفاصيله. تتشابك أعمال المعرض في رحلة تأملية مشتركة، تبدو غايتها الوصال مع أعماق النفس البعيدة، والمضي بجرأة، من دون خوف ورهبة، بحثاً عن النور، في كل تجلياته ومراحله المختلفة التي تُشكل نسيج الحياة البشرية: الميلاد والموت، وبينهما التوتر الداخلي المرتبط بالطبيعة الأرضية والغرائزية للجسد، الخضوع للواقع، العودة إلى الذات، الصحوة الروحية، والتجدّد المستمر الذي يمنح القلب أجنحة جديدة لمواصلة الرحلة . انطلاقاً من هنا، يتأكد المعنى الضمني حول تعدد الظلمات ووحدانية النور . ثم يتجلى هذا في الأعمال المعروضة، كما في تنويعات لوحة "الراقص الصوفي" بألوانها الحمراء والبيضاء مع لمسات خفيفة من الأسود، ثم تجاورها لوحة تحمل عبارة ابتهالية "فإني قريب"، تتماوج وسط ضباب خفي يُضفي طابعاً غيبياً غامضاً. تحمل اللوحات المعلقة على الجدران حكايات متنوعة: سلسلة من الوجوه مرسومة بخطوط بسيطة تتلاشى في بياض الخلفية، كأنها أرواح تتأمل الصمت، بينما تبرز لوحة تصور وجه امرأة تشعر بالأسى، تتخللها نقاط حمراء متوهجة، تضيء حولها كشرر الحياة وسط تباين أحادي اللون بين الأحمر والأسود. (من صفحة الغاليري على فيسبوك) في قلب القاعة، تتربع منحوتة معدنية لرجل يقود دراجة، يحمل فوق رأسه حكايات تحفظ أسرار المسير، وترمز إلى سعي دائم نحو الضوء. يجد المتلقي في منحوتات أخرى حالة بدائية ذات أشكال غامضة، كأنها تستحضر أساطير النشأة الأولى، حيث تتشابك الأجساد والأرواح في حركة كونية، تستدعي آلهة اليونان القديمة. تعتمد لغة العرض البصرية على تباين الألوان والأشكال تتنوع الأعمال بين لوحات تجريدية تحمل درجات لونية هادئة وتفاصيل متداخلة، كلوحة تصور وجهاً أنثويّاً يبدو وكأنه يحمل ذكريات مشعة، إلى جانب منحوتات تعكس السلاسة والحركة، تشبه كائنات خرافية مخيفة تنبثق من الظلام. هناك أعمال أخرى تُضيف أبعاداً جديدة تحمل تفاصيل مستوحاة من الطبيعة، بينما تبرز منحوتة معدنية لامرأة تحمل حقيبة، تجسد مزيجاً حداثياً من الجمال والقوة. تظهر في المعرض أيضاً عدة أشكال هندسية ومنحوتات تُعبر عن الانسجام بين الإنسان والكون، تعكس التجريب والانسياب. تعتمد لغة العرض البصرية على تباين الألوان والأشكال، مثل الأبيض والأسود، تعبيراً عن الصراع الداخلي، مع لمسات حمراء تتسلل كنبض حيوي، كما في لوحة "الراقص الصوفي" التي تضيء بحيوية وسط الظلال. هذا الأحمر يرمز إلى الشغف المتأجج، الإبداع الناشئ من العتمة، والروح الإلهية التي تُضيء الدرب. المنحوتات الأخرى تستحضر التراث الأسطوري، وتذكرنا بنشأة الوجود الأول، كأنها تستدعي أساطير غذت خيال الإنسان عبر العصور. (من صفحة الغاليري على فيسبوك) تتشابك التأملات الفنية لكل فنان مشارك في المعرض لتصنع مرآة تعكس أعماقنا، تُعبر عما يعتمل فينا عبر فصول الزمن ومسارات الحياة. أما المشاركون في هذا المعرض بأعمالهم، فهم: أحمد عبد العزيز، وأحمد فريد، وأحمد موسى، وعلياء نصر، وعمار شيحة، ودينا فهمي الروبي، وعماد أبو جرين، وعصام طه، وفرحة السماحي، وحسام ضرار، وحبيبة السماحي، وحسين ياسين، وإبراهيم يوسف، ومحمد أبو المجد، وميرال بريبارت، ومحمد الشيمي، ومراد درويش، ونبيل سامي، وعمر عبد الظاهر، ورضا عبد السلام، وسامية كمال، ووجيه يس، ووئام علي. حاول كل فنان منهم أن يقدم رؤيته المميزة مضيفاً بُعداً جديداً إلى هذا النسيج الفني المتكامل، ما جعل المعرض يتجاوز كونه مجرد عرض فني كي يتحول إلى قصيدة بصرية موحّدة، كاشفة، وفيها محاكاة متناغمة، رغم اختلاف أشكال المنحوتات وتنوع المدارس الفنية التي ينتمي إليها هؤلاء الفنانون الباحثون عن النور، إلا أن كل مبدع منهم يساهم بجزء من غاية الرحلة المراد وصفها عن الطبيعة البشرية، اللائبة بين الظلال والعتمة، وبين الضوء الخافت والإشراق الداخلي. فنون التحديثات الحية رائد عيسى... مقاومة ورسم بخامات الحياة اليومية