logo
بن غفير وسموتريتش.. أول الغيث

بن غفير وسموتريتش.. أول الغيث

صحيفة الخليجمنذ 2 أيام

بدأت الدول الغربية تدرك مخاطر التطرف الإسرائيلي، وآثار حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني، وما يشكله ذلك من انتهاك صريح للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، وتهديد للأمن والسلام في المنطقة والعالم. فبعد قرار الدول الأوروبية الشهر الماضي مراجعة اتفاق الشراكة مع إسرائيل، على خلفية حظر دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، ومواصلة حربها ضد القطاع، أعلنت ثلاث دول أوروبية هي أيرلندا وإسبانيا والنرويج اعترافها ب«دولة فلسطينية مستقلة»، كما دعت أيرلندا والنرويج وسلوفينيا وإسبانيا إلى منح فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة والاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وجددت التزامها بحل الدولتين.
ورغم أن هذه الخطوات «أخلاقية» أكثر مما هي قانونية إلزامية، إذ تؤكد مشروعية قيام دولة فلسطينية، وهو اعتراف بأن العناصر التي تقوم عليها الدولة الفلسطينية متوفرة، لكن الوصول إلى هذا الهدف يحتاج إلى موافقة مجلس الأمن، حيث من المنتظر أن تمارس الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) لعرقلة هذا القرار.
مهما يكن، لقد بدأت الدول الغربية تعي مخاطر السياسة الإسرائيلية، وتتخذ خطوات تدريجية باتجاه تصحيح سياساتها التقليدية المؤيدة لإسرائيل، من خلال إجراءات سياسية واقتصادية عقابية ضدها، وكان آخرها قرار بريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا والنرويج فرض عقوبات على وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بسبب تصريحات «متطرفة وغير إنسانية» بشأن الوضع في غزة، و«دورهما في تأجيج العنف ضد الفلسطينيين»، وقالت الدول الخمس في بيان مشترك «نعّبر عن فزعنا جراء معاناة المدنيين الشديدة، ونؤكد التزامنا بحل الدولتين».
من جهته قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ليهي: «اتخذنا إجراءات لمحاسبة بن غفير وسموتريتش لتحريضهما على العنف المتطرف». ووصف تصريحات الوزيرين بأنها «وحشية ومقززة وتمثل تطرفاً خطيراً». وتشمل العقوبات على الوزيرين تجميد أصولهما المالية داخل الدول الخمس، إضافة إلى حظر دخولهما أراضيها.
بن غفير، المصّر على تطرفه بانتهاك المقدسات الإسلامية، قام أمس بخطوة استفزازية جديدة، من خلال قيادة عملية اقتحام للمسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلال. وقال بن غفير رداً على فرض العقوبات عليه: «العقوبات لن تخيفني، وسأواصل العمل على منع دخول المساعدات إلى غزة»، أما سموتريتش فقال: «الرد على القرار سيكون عملياً»، وأكد خلال افتتاح مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة «العقوبات وسام شرف لإحباط قيام دولة فلسطينية». وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، إن الحكومة ستعقد اجتماعاً خاصاً مطلع الأسبوع المقبل «لتحديد ردنا على القرار غير المقبول»، في حين استنكرت الولايات المتحدة العقوبات، واعتبرها وزير الخارجية ماركو روبيو بأنها «غير مقبولة»، ودعا إلى إلغائها !
يذكر أن سموتريتش له تاريخ حافل بالتطرف والتحريض، وكان قد أدين عام 2007 بتهمة العنصرية، كما كان يحتفظ في منزله بصورة باروخ غولشتاين الذي قتل 29 مصلياً فلسطينياً في الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل 1994. وسبق له أن أعلن الشهر الماضي بأن «غزة ستدمر بالكامل»، ودعا إلى «ضرورة ترحيل الفلسطينيين بأعداد كبيرة إلى دولة ثالثة»، وأنه «لن يسمح بدخول حبة قمح واحدة إلى القطاع».
فيما دعا بن غفير أكثر من مرة إلى«تشجيع الهجرة لسكان غزة، وإدخال المساعدات يعتبر خطأً جسيماً».
لعل التحرك الغربي في مواجهة حرب الإبادة يكون أول الغيث من أجل التخلي عن ازدواجية المعايير، وتصويب البوصلة باتجاه تصحيح خطأ تاريخي لمصلحة الحق والعدالة والقانون الدولي الإنساني.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نورة الكعبي ووزير نرويجي يبحثان التطورات الدولية والإقليمية
نورة الكعبي ووزير نرويجي يبحثان التطورات الدولية والإقليمية

البيان

timeمنذ 12 ساعات

  • البيان

نورة الكعبي ووزير نرويجي يبحثان التطورات الدولية والإقليمية

شاركت معالي نورة الكعبي، وزيرة دولة، في منتدى أوسلو الذي يُعقد سنوياً برعاية وزارة الخارجية النرويجية ومركز الحوار الإنساني، والذي يجمع نخبة من الوسطاء الدوليين في تسوية النزاعات، وصناع القرار، والدبلوماسيين، والجهات المعنية في مجال بناء السلام. وجاء انعقاد المنتدى هذا العام تحت شعار: «تضافر الجهود: الوساطة في عالم متغير»، وسلط الضوء على أهمية المرونة والمواءمة والقدرة على التكيف بصفتها أدوات أساسية لحل النزاعات، ضمن جهود الوساطة والدبلوماسية. وخلال فعاليات المنتدى، عقدت معالي الكعبي اجتماعاً مع أندرياس كرافيك، وزير دولة في وزارة الخارجية النرويجية، جرى خلاله بحث التطورات الدولية والإقليمية، واستعراض المبادرات الرامية إلى تعزيز الازدهار والاستقرار في المناطق المتأثرة بالصراعات. كما تناول اللقاء أهمية تعزيز قيم التسامح والتعايش والحوار بين الأديان لترسيخ السلام، إلى جانب مناقشة سبل مواجهة تحديات تغير المناخ، بالإضافة إلى توطيد العلاقات الثقافية بين شعبي دولة الإمارات ومملكة النرويج. وتجسّد مشاركة دولة الإمارات في منتدى أوسلو التزامها الراسخ بدعم الحوار وتغليب الحلول السلمية للنزاعات وتعزيز التعاون متعدد الأطراف لتحقيق الأمن والازدهار العالميين. وقد رافق معاليها في حضور المنتدى، فاطمة خميس المزروعي، سفيرة دولة الإمارات لدى مملكة النرويج.

نورة الكعبي تشارك في منتدى أوسلو 2025
نورة الكعبي تشارك في منتدى أوسلو 2025

صحيفة الخليج

timeمنذ 15 ساعات

  • صحيفة الخليج

نورة الكعبي تشارك في منتدى أوسلو 2025

شاركت نورة الكعبي، وزيرة دولة، في منتدى أوسلو الذي يُعقد سنوياً برعاية وزارة الخارجية النرويجية ومركز الحوار الإنساني، والذي يجمع نخبة من الوسطاء الدوليين في تسوية النزاعات، وصناع القرار، والدبلوماسيين، والجهات المعنية في مجال بناء السلام. جاء انعقاد المنتدى هذا العام تحت شعار: «تضافر الجهود: الوساطة في عالم متغير»، وسلط الضوء على أهمية المرونة والمواءمة والقدرة على التكيف بصفتها أدوات أساسية لحل النزاعات، ضمن جهود الوساطة والدبلوماسية. وخلال فعاليات المنتدى، عقدت نورة الكعبي، اجتماعاً مع أندرياس كرافيك، وزير دولة في وزارة الخارجية النرويجية، جرى خلاله بحث التطورات الدولية والإقليمية، واستعراض المبادرات الرامية إلى تعزيز الازدهار والاستقرار في المناطق المتأثرة بالصراعات. كما تناول اللقاء أهمية تعزيز قيم التسامح والتعايش والحوار بين الأديان لترسيخ السلام، بالإضافة إلى توطيد العلاقات الثقافية بين شعبي دولة الإمارات ومملكة النرويج. وتجسّد مشاركة دولة الإمارات في المنتدى التزامها الراسخ بدعم الحوار وتغليب الحلول السلمية للنزاعات. رافق نورة الكعبي في حضور المنتدى، فاطمة خميس المزروعي، سفيرة دولة الإمارات لدى النرويج.(وام)

أبوظبي تستعرض تجربتها الريادية في تمكين أصحاب الهمم
أبوظبي تستعرض تجربتها الريادية في تمكين أصحاب الهمم

صحيفة الخليج

timeمنذ 2 أيام

  • صحيفة الخليج

أبوظبي تستعرض تجربتها الريادية في تمكين أصحاب الهمم

أبوظبي: «الخليج» شاركت دائرة تنمية المجتمع - أبوظبي، لأول مرة، ضمن وفد دولة الإمارات في أعمال الدورة الثامنة عشرة لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (COSP-18) والذي عّقد في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك بمشاركة ممثلين من أكثر من 180 دولة. تأتي هذه المشاركة انطلاقاً من دور الدائرة بصفتها الجهة المنظمة للقطاع الاجتماعي والمحرك الرئيسي لملف تمكين ودمج أصحاب الهمم في أبوظبي، بالتعاون الوثيق مع وزارة الأسرة وبعثة الدولة للأمم المتحدة، بما يجسّد نهجاً وطنياً يعكس التزام الدولة بحقوق الإنسان وبناء مجتمع متلاحم ودامج. واستعرضت الدائرة خلال مشاركتها في ورشة العمل الخاصة بالدولة، تجربة أبوظبي الريادية في تعزيز جودة حياة أصحاب الهمم، عبر استراتيجية أبوظبي التي تتضمن مجموعة من المبادرات والبرامج، والمبادرة المسرّعة للاستراتيجية من خلال إطار «المدن والمجتمعات الصديقة لأصحاب الهمم»، ويجري حالياً تطبيقه تجريبياً في جزيرة ياس. وأكدت الدكتورة ليلى الهياس، المدير التنفيذي لقطاع الرعاية الأسرية والطفل في الدائرة، أن هذه المشاركة تجسد التزام أبوظبي بتحقيق مجتمع أكثر شمولاً وإنصافاً، حيث تكون المدن بيئات دامجة وداعمة للجميع دون استثناء، وقد ترجمنا هذا الالتزام إلى إطار عملي من خلال النموذج التجريبي في جزيرة ياس، الذي يعكس رؤيتنا لإحداث تغيير شامل ينطلق من احتياجات الأفراد ويضع جودة الحياة في أولويات التخطيط الحضري والاجتماعي. وأضافت: «نؤمن بأن السياسات الاجتماعية الفعّالة يتم تصميمها بالتكامل مع المجتمع وتطلعاته، لذلك نعمل على تطوير مؤشرات مبتكرة تعزز التخطيط المبني على الأدلة، وتُسهم في تصميم برامج أكثر فاعلية وتأثيراً، كما أننا لا ننظر إلى أصحاب الهمم كمستفيدين فقط، بل كشركاء حقيقيين في صياغة الحلول وتصميم المدن، حيث حرصنا على إشراكهم في مختلف مراحل تطوير الإطار النموذجي».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store