logo
من وحي مسلسل شهادة معاملة أطفال.. ماهى قصة أغنية "الحب اللى كان"؟

من وحي مسلسل شهادة معاملة أطفال.. ماهى قصة أغنية "الحب اللى كان"؟

مصرس٠٣-٠٣-٢٠٢٥

شهدت أحداث الحلقة الرابعة من مسلسل شهادة معاملة أطفال الذي يعرض ضمن مسلسلات رمضان 2025 بطولة الفنان محمد هنيدي الذي يجسد شخصية المحامي عبد الستار الكف، دخوله في غيبوبة استمرت لمدة 20 عاما، وكانت قد بدأت في عام 2005 ليفق بعد ذلك في عام 2025 الجاري، تشجيع "الكف" لابنته "إنجى"بعد أدائها أغنية "كان يا ماكان"للفنانة ميادة الحناوى، مؤكدا على امتلاكها موهبة غنائية رائعة، فما هى قصة هذه الأغنية؟
"الحب اللي كان".. واحدة من أجمل ما غنت المطربة ميادة الحناوي، كما أنها من أكثر الأغنيات التي لحنها بليغ حمدي شجناً، ويؤكد معاصرون للأغنية أن بليغ كتبها ولحنها كرسالة حب للفنانة وردة بعد طلاقه منها، وبحسب ما ذكرته صحيفة" aletihad"، كان من هؤلاء المخرج جميل المغازي الذي توقف عند ذكرياته مع الأغنية، وقال إنه يشهد أن بليغ كان يحب وردة بصدق، وكانت أمنية حياته أن يُرزق بطفل منها، وأنه عاش حالة من الضياع والانهيار النفسى في الأيام التي تلت طلاقه منها، وكان طوال الوقت في حالة من الضيق، ولا يطيق كلمة من أحد، يجلس معهم دقيقة شارداً ثم يقوم فجأة ويتركهم، وأنه كان يصاحبه في تلك الفترة في بلد عربي لتصوير برنامج معه يقوم بتقديمه بنفسه، وكان معهما محمد رشدي والشاعر عبدالرحيم منصور.وفي إحدى الليالي وجدوه يرتدي جلباباً ومعه عوده يدندن عليه، وأنه أخذ عبدالرحيم وذهبا إليه وبعد دقائق جاء محمد رشدي، وسوزان عطية، وأضاف: كان واضحاً أن بليغ يدندن بكلمات من تأليفه في أغنية تولد أمامنا، ولأنني أحمل دائماً أوراقاً في جيبي، بدأت في هدوء أسجل ما يدندن به، وهمست لرشدي ليحفظ المقام الذي يلحن منه، وبعد فترة غلبه النوم فتركناه، وفي الصباح حضر بليغ ليفطر معي في غرفتي، فأخبرته بما كان يلحنه ليلة أمس، فلم يتذكر شيئاً، وأعطيته الورقة التي كتبت فيها الكلمات، وسألني عن المقام الموسيقي الذي كان يغني منه، فأخبرته أن رشدي يعرفه، وأرسلنا لرشدي وأخبره باللحن، وفجأة ذهب بليغ لغرفته وأغلق بابها، وبعد نحو ثلاث ساعات خرج إلينا ومعه عوده وأسمعنا الأغنية بعدما اكتملت، وغنى لنا بصوت يفيض بالشجن "الحب اللي كان"، وحين غناها بكينا، وبعد أيام كان العالم العربي كله يغنى لقلب بليغ المجروح بصوت ميادة الحناوي: "كان يا ما كان، الحب مالي بيتنا ومدفينا الحنان، زارنا الزمان، سرق منا فرحتنا، والراحة والأمان، حبيبي كان هنا، مالي الدنيا علىّ، حبيبي يا أنا، يا أغلى من عينيا، نسيت مين أنا، أنا الحب اللي كان، اللي نسيته قوام".شاهد المزيد من أخبار مسلسلات رمضان عبر بوابة دراما رمضان 2025

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"الطير المسافر .. بليغ عاشق النغم" بالثقافة السينمائية بشارع شريف
"الطير المسافر .. بليغ عاشق النغم" بالثقافة السينمائية بشارع شريف

بوابة ماسبيرو

timeمنذ 4 أيام

  • بوابة ماسبيرو

"الطير المسافر .. بليغ عاشق النغم" بالثقافة السينمائية بشارع شريف

يستضيف مركز الثقافة السينمائية، ٣٦ شارع شريف التابع للمركز القومي للسينما، السابعة من مساء الأربعاء 21 مايو 2025، عرضاً للفيلم الوثائقي "الطير المسافر .. بليغ عاشق النغم". يعقب العرض ندوة خاصة يديرها د.أشرف عبدالرحمن، ويشارك فيها صناع العمل: المخرج ومدير التصوير د. حسين بكر رئيس المركز القومي السابق، والناقدة والكاتبة فايزة هنداوي صاحبة فكرة وسيناريو الفيلم، إلى جانب الناقد السينمائي البارز محمود عبد الشكور، لمناقشة الجوانب الفنية والفكرية للعمل والتفاعل مع الجمهور. الفيلم من إنتاج المركز القومي للسينما، إخراج وتصوير د. حسين بكر، سيناريو وفكرة فايزة هنداوي، شارك في المونتاج كل من منار حسني، غادة سراج، ونسمة مصطفى، بينما تولى شادي العناني تصميم المناظر، وأشرفت على إدارة الإنتاج منيرة محمد فهيم، موسيقى تصويرية د.أحمد عاطف، جرافيك أحمد السرجاني، مكساج إبراهيم عبد العزيز، تصحيح الألوان طارق نظير، وصمم البوستر الرسمي هيثم الباجوري. يأخذ الفيلم المشاهد في رحلة شيقة، عبر مسيرة الموسيقار الكبير بليغ حمدي، أستاذ الألحان الخالدة التي شكّلت وجدان الجمهور العربي، وغناها عمالقة الطرب، مثل: أم كلثوم، عبد الحليم حافظ، وردة الجزائرية ؛ يسلط العمل الضوء على محطات مهمة في حياة بليغ، ويبرز تأثيره الفني وعلاقاته الإبداعية التي أسهمت في تشكيل تجربته الموسيقية المتفردة. يعتمد الفيلم على مواد أرشيفية نادرة، إلى جانب مقابلات مع شخصيات فنية بارزة من عالم الغناء والموسيقى والسينما، مقدماً معالجة توثيقية بصرية، تستعيد بليغ كرمز موسيقي وإنساني فريد، وتفتح نافذة لفهم أعمق لتأثيره الممتد في الثقافة العربية. تشرف على الفعاليات الكاتبة الصحفية أمل عبدالمجيد، مدير عام مركز الثقافة السينمائية، والدعوة عامة للجمهور ومحبي السينما لحضور الفعاليات.

غيوم في سماء عفاف.. من وأد « حلم بليغ» بمسرح غنائي بطلته مطربة السبعينيات الجديدة؟
غيوم في سماء عفاف.. من وأد « حلم بليغ» بمسرح غنائي بطلته مطربة السبعينيات الجديدة؟

الدستور

timeمنذ 6 أيام

  • الدستور

غيوم في سماء عفاف.. من وأد « حلم بليغ» بمسرح غنائي بطلته مطربة السبعينيات الجديدة؟

الحلقة الثالثة «بليغ لقى كثيرًا من الهجوم عليه، اضطر بعده أن يترك لهم الدنيا وما فيها وتأجل المشروع».. الجملة السابقة مستخلصة من حوار كبير أجرته مجلة الشبكة مع معيدة «الكونسرفتوار» عفاف راضى فى عدد ١ أكتوبر ١٩٧٢، وكما هو واضح يفوح من الجملة غضب مكتوم داخل شابة صغيرة تحملت ما لا تطيق من النقد القاسى غير الموضوعى، لتجربتها الوليدة مع عبقرى عصره بليغ حمدى، بل إن كاتب الموضوع كشف عن وجه آخر مضاد لحالة الاحتفاء القومى بموهبة عفاف فور ظهورها، وجه بالغ القسوة حمل نقدًا وتجريحًا ما كانت لتتحمله وحدها دون دعم واستقواء بالكبار، على رأسهم محمد عبدالوهاب نفسه، الذى قال لها، وفقًا لما ذكرته «الشبكة»: «لا تصدقى هؤلاء الذين يتهمونك بأن صوتك لا يصلح إلا للأوبرا.. لا تحاولى أن تغيرى من طريقتك، لأن هذا هو سر انتشارك السريع». أما المشروع الذى تأجل وذكرته عفاف فى جملتها، فهو مشروع أوبريت غنائى جديد اسمه «موال على النيل» كان يعده بليغ ضمن محاولاته المستمرة لتأسيس مسرح غنائى مصرى صميم يقوم أساسه على صوت عفاف الدافئ الطيع شديد العذوبة، وهو جُل ما يحتاجه المسرح الغنائى. بالتزامن مع تلك الحالة المتوترة بين دعم مطلق وهجوم كاسح على مشروع «عفاف وبليغ»، كانت الصفحة الأخيرة من جريدة الأهرام فى أغسطس ١٩٧٢، تعلن عن وصول فنانة عربية غائبة منذ ١٠ سنوات إلى أرض مطار القاهرة دامعة العينين من حرارة الاستقبال، الفنانة هى وردة الجزائرية، وخبر الأهرام يحمل ما هو أهم من عودتها بجسدها، لأنه حمل نبوءة عودتها الفنية، أيضًا، بأغنية من تلحين بليغ حمدى اسمها «والله زمان يا مصر»، وتأليف محمد حمزة لتكون مفتتح عودتها لأحضان مصر.. وأحضان بليغ أيضًا.. حيث تزوجا رسميًا بعد أشهر من وصولها.. وانشغلت الصحافة كثيرًا بتلك الزيجة الفنية الثرية. خلال ذلك بدأت أيضًا تظهر تلميحات صحفية لحالة حرب خفية ضد عفاف، وكانت المجلات اللبنانية أول ما تداول تلك الأسرار مجهولة المصدر، مثلما نشرت الشبكة فى العدد نفسه، أكتوبر ٧٢، واقعة مبتورة نصها يقول: «نشر صوت عفاف راضى الخوف فى قلوب بعض المطربات وملأ حياتهن بالتوتر والقلق، وذات مرة رفضت مطربة كبيرة أن تشترك فى حفل عام مع عفاف راضى، وكان شرطها الوحيد ألا تشترك عفاف فى الحفل، وانسحبت، ولكن المشرفين على الحفل تمسكوا ببقاء عفاف راضى، فقد أصبح لها جمهور يردد أغانيها: (ردوا السلام، وهوا يا هوا، وكله فى الموانى، ووحدى قاعدة فى البيت)». وإن كنت لا أحب نقل تلك النوعية من الأخبار المجهلة التى توضع فى إطار البهارات الملتهبة التى تحبها الصحافة الفنية حينها واللبنانية على وجه الخصوص، إلا أننى لا أستطيع إلا أن أضع مثل تلك الواقعة المشكوك فى صحتها ضمن سياق أشمل، شهد حالة عدوانية مضادة تضرب فى صميم مشروع بليغ الفنى القائم على صوت عفاف راضى، والغريب أن الكواكب وهى التى كانت عفاف حتى تلك اللحظة تنادى باسمها «مطربة الكواكب» اشتركت فى تلك الهجمة المرتدة على عفاف، عبر واحد من أهم كتابها وهو كمال النجمى الذى استل قلمه ذا النصل القاسى وانهال على التجربة طعنًا وتشويهًا دون أن يحمل كلامه أى تفنيدات منطقية لتلك الهجمة الشرسة؛ لتشهد سماء بنت المحلة الموهوبة عفاف راضى بعض الغيوم الكثيفة التى أرّقت مضجع حلمها وحلم مكتشفها بليغ، وكادت توقف انطلاق قطارها الجامح نحو قمة غنائية تستحقها. كواليس حرب صحفية مضادة لتجربة «عفاف وبليغ».. والبداية من «الكواكب» أيضًا لم يكن متوقعًا أن يظهر صوت مضاد لعفاف بهذا العنف، حيث ظهرت نبرة عالية تهاجم المطربة الشابة بقسوة وتستكثر كل هذا الاحتفاء القومى عليها، وما يدعو للإعجاب والدهشة فى الوقت نفسه، أن تكون الكواكب هى منبت تلك الهجمة الشرسة على مطربتها، حيث كانت لا تزال حتى تلك اللحظة تُقدم باسم «مطربة الكواكب»، ما يجعلنا ننظر باحترام وتبجيل دائم ومعتاد لقيمة رجل أثرى الحياة النقدية والصحفية والفنية اسمه «رجاء النقاش»، رئيس تحرير الكواكب حينها، حيث لم يكتف بنشر رأى معارض لتجربة مجلته التى يقف هو خلفها بكل قوة منذ سنوات، بل إنه قدم لهذا الهجوم الكاسح من الناقد الفنى كمال النجمى فقرة كاملة فى مقاله الأشهر فى الكواكب «كلمات فى الفن» عدد ٥ مايو ١٩٧٠ قال فيه نصًا: «الرأى العام الفنى منقسم حول عفاف راضى.. البعض يؤيد بليغ حمدى فى رأيه، حيث يرى أنها موهبة جديدة لامعة.. وهذا ما أؤمن به، والبعض يرفض هذا الرأى ويعترض عليه ومنه الناقد المثقف الحساس كمال النجمى.. وفى اعتقادى أن هذا الاختلاف لا بد منه.. ليس هناك إجماع فى الفن على الإطلاق.. حتى الذين وصلوا إلى القمة مثل أم كلثوم وعبدالوهاب.. هناك من يقول إنهما لا يستحقان كل هذا المجد.. وكل هذا الإعجاب.. ربما لا يوجد أحد يستطيع أن يعلن رفضه لأم كلثوم وعبدالوهاب، بسبب قوة الرأى العام الفنى المؤيد لهما.. ولكن الاعتراض الفنى على أم كلثوم وعبدالوهاب ولا شك الاختلاف حول قيمة الفنان، سواء كان هذا الفنان ناشئًا أو مستقرًا على القمة هو أمر طبيعى وضرورى.. وهو أيضًا علامة لا شك فيها من علامات النجاح.. إن الإجماع فى الفن أمر مستحيل وغير ممكن لأن أذواق الناس مختلفة، وثقافتهم مختلفة، واختلاف الأذواق والثقافات يؤدى دائمًا إلى اختلاف وجهات النظر». انتهى الاقتباس من مقال رئيس تحرير الكواكب، الذى ينوه فيه إلى مقال صديقه وأحد أبرز نجوم الكواكب الصحفية كمال النجمى حينها، والذى يهاجم فيه بضراوة تجربة عفاف راضى الفنية ويحاول هدمها من أساسها المتين، والحقيقة أن المقال كان غاية فى القسوة وعدم الموضوعية، وبدأت قسوته من عنوانه الذى تكون من ٤ كلمات فقط لكنها كانت كالرصاص: «موسيقار موهوب.. وصوت موهوم». يبدأ النجمى مقاله بالإثناء على موسيقى موهوب اسمه «فتحى عبدالهادى الصنفاوى»، وهو أستاذ بكلية التربية الموسيقية بالزمالك وينطلق من فكرة مظلومية يعانى منها الرجل، حيث يتم تجاهله بالرغم من موهبته فى الوقت الذى يتحمس البعض لأصوات موهومة لا تستحق كل هذا الاحتفاء، فى تلميح فج لما يفعله بليغ حمدى مع عفاف، فيقول النجمى: «أقول للملحنين المشهورين شجعوا الأصوات الجديدة، فإن التشجيع يدفعها إلى النجاح، لكن لا تتخيلوا أن كل صوت جديد تسمعونه هو ضالتكم المنشودة». ثم يحسم النجمى الأمر فيقول: «لم يظهر فى السنوات العشرين الماضية إلا ثلاثة أصوات جديدة ذات قيمة فنية، فايزة أحمد، وعبدالحليم حافظ فى مصر، وفيروز فى لبنان». ثم يتباكى على ظاهرة القحط فى الأصوات الجميلة، وهذا القحط هو الذى دفع ملحنًا ممتازًا مثل بليغ حمدى- على حد قوله- إلى الإسراف فى الحماسة لصوت جديد متواضع كصوت عفاف راضى التى وصفها بأنها فتاة طيبة حقًا، لكنه أكمل هجومه الكاسح على بنت الـ١٦ عامًا فيقول: «أداؤها غير متماسك ولا يقع فى بؤرة اللحن تمامًا ولا يوضح صورة المقام ولا حتى صورة مقاربة، بل يحوم حوله كأنه فكرة مبهمة فى ذهن كاتب لا يجد الكلمات المعبرة، ولا بد لهذا السبب من الاعتراف بأن صوتها غير كفء لأداء ألحان يتفق مع الأصول الصحيحة». ولم يكتف كمال النجمى بكل هذا التجريح فى مطربة جديدة شهد أبناء الكار كلهم بموهبتها، واستمر لنهاية مقاله المطول يكيل لها الهجوم السلبى الجارح، الذى بالتأكيد لم تكن عفاف بسنوات عمرها القليلة حينها تدرك أبعاده ولا تفهم أسبابه. ثم ينهى كلامه وكأنه موجه إلى رئيس تحريره مكتشف عفاف وإلى بليغ حمدى راعى موهبتها حيث يقول: «لقد خدعها الذين قالوا لها غنى منفردة ثم خدعها الذين قالوا لها غنى بالعربى فهم ظلموها حين أغرقوها فى بحر الدعاية المتلاطم لأن الدعاية ستنتهى بعد أشهر قلائل، وربما أسابيع إلى لا شىء تقريبًا وعندئذ ماذا تفعل هذه الفتاة الصغيرة الطيبة التى يعز علىّ كثيرًا أننى مضطر إلى معارضة الضجة المقامة حولها». وانتهى مقال النجمى على أى حال دون أن يضر بانطلاقة عفاف الكبيرة، وقد يكون ذلك مراجعًا إلى القسوة المبالغ فيها الذى كتب بها هذا المقال، ناهيك عن التجنى الواضح فى تفاصيله، حيث إنه يغالط المنطق فى اتهامها بعجزها عن ضبط صوتها مع المقامات اللحنية، وهو ما يدفع للتساؤل المندهش كيف لاحظ الأستاذ كمال النجمى الكاتب الصحفى كل هذا العوار فى صوت عفاف بينما لم يلحظه موسيقار الأجيال عبدالوهاب الذى انبهر بقدرات عفاف الصوتية، بل طلب من بليغ أن تغنى له أغنية قديمة وهى أغنية «مين عذبك» غناها عبدالوهاب فى شبابه فى عز فتوة صوته؟ وما كان لعبدالوهاب أن يطلب ذلك الطلب لو شعر لوهلة بأن تلك الفتاة الصغيرة لا تملك قدرات صوتية، ناهيك عن أن بليغ نفسه لم يكن ليتحمس كل هذا الحماس لو كانت بمثل هذا السوء. لكن الشاهد فى قصة تلك المقال القاسى للنجمى هو الإمعان فى احترام مهنية رجاء النقاش رئيس تحرير الكواكب، الذى ضرب مثلًا ديمقراطيًا ومهنيًا بنشره مقال النجمى، مع أنه ضرب فى صميم تجربته وتجربة مجلته الفنية المسماة «مطربة الكواكب».. وهو يعرف أن صديقه النجمى بالغ فى قسوته وتجنيه على صوت موهوب حقًا، وسادته نبرة غريبة تخطت حاجز النقد إلى التجريح غير الموضوعى، ومن الوارد جدًا أن يكون رجاء سمح بنشر هذا المقال لثقته التامة فى أن قطار عفاف قد انطلق ولن يعطله مقال هنا أو رأى هناك. مغامرة الموسيقار الموهوب لخطف الريادة من الرحبانية.. وسلاحه طالبة «الكونسرفتوار» ظنى أن المسرح الغنائى كان حلم بليغ الأثير الذى لم يفارقه يومًا ما، وظنى أيضًا أن بليغ كان يشعر بالغيرة الفنية الشديدة مما يفعله الرحابنة وفيروزتهم فى ليل بيروت من مسرح غنائى عالى الجودة غزير الإنتاج، ومبعث غيرته أن مسرحهم الغنائى كان فى مجمله يخرج من منبع المصرية ذاتها، وهو الشيخ سيد درويش الذى ألهمت تجربته الأخوان عاصى ومنصور وكانت لهما مصباحًا ينير الطريق.. بخلاف أيضًا رائد المسرح الغنائى سلامة حجازى أستاذ سيد درويش وملهمه. لذلك أتصور أن لسان حال بليغ كان نحن أحق بسيد درويش وسلامة حجازى من الرحبانية، لِمَ لا يكون عندنا مسرح غنائى أفضل وأهم من مسرحهم الذى صار معلمًا من معالم الحركة الفنية البيروتية، هذا بخلاف أن طاقة بليغ الفنية الهائلة وفيضان الألحان الذى يجرى فى خياله مثل الشلالات الهادرة، لم يكن أبدًا يصلح له أقل من المسرح الغنائى الواسع الذى يستوعب شلالات إبداعه التى لا تتوقف لذلك الموهوب الاستثنائى. لذلك اعتبر وقوع عفاف راضى أمامه منحة ربانية ليكتمل بها العنصر الأهم فى مشروعه الطموح، وهو الصوت الطيع اللين الشاب الذى سيشكله على يديه ويستخرج منه دررًا وجواهر يحتاجها المسرح الغنائى، ولن يجدها إلا فى موهبة طازجة تحمل براءة البدايات ولديها استعداد فطرى لاعتلاء قمة تنتظرها على كل المستويات. فى تلك الأثناء كان مسرح تحية كاريوكا وفايز حلاوة قد رسخ أقدامه بروح جديدة تقدم مسرحًا سياسيًا واجتماعيًا جريئًا غير مطروق فى المسارح الأخرى المنافسة، حيث بدأت عروضه مع بداية الستينيات، وتفاعل مسرح فايز وتحية كما هو متوقع مع الواقع الجديد الذى فرضته النكسة على الجو العام، وما تبعه من إحباط قومى فجاء عرض «ياسين ولدى» سنة ١٩٧٠ ليكون تعبيرًا عن تلك الحالة واستنهاضًا للأمة المهزومة عبر محاربة الفساد الداخلى أولًا، وكتب النص الملهم كالمعتاد فايز حلاوة وأخرج المسرحية السياسية الغنائية أحد مبدعى المسرح الشباب حينها واسمه «كرم مطاوع»، وجاءت كلمات الأغانى من قريحة عبدالرحيم منصور، ليجد بليغ حمدى من تلك المسرحية بيئة خصبة حاضنة لمشروع مسرحه الغنائى الذى يحلم به، وحينها أرسل له القدر عفاف راضى لتكون بطلة المسرحية التى حققت نجاحًا كبيرًا وصارت أيقونة مهمة فى تاريخ المسرح السياسى الغنائى. هناك مفارقة تحكيها عفاف دائمًا فى معرض ذكرها لأستاذها بليغ وتؤكده الصور المقبلة من العروض اليومية لتلك المسرحية، وهى أن بليغ كان حريصًا أشد الحرص على أن يقود الفرقة الموسيقية يوميًا بنفسه.. وهو ما يتنافى كليًا مع طبيعة بليغ عدو المواعيد، وهذا يدل على عمق إيمانه بمشروع عفاف الغنائى بشكل عام، وأيضًا مشروعه الشخصى نحو مسرح غنائى مصرى خالص تكون عفاف رأس حربته. هل أوقفت وردة الجزائرية مشروع المسرح الغنائى الطموح للثنائى؟ بليغ كان شغوفًا بدرجة كبيرة لوضع حجر الأساس للمسرح الغنائى المصرى، منذ تجربته الأولى مع عبدالرحمن الخميسى التى عرفت باسم «مهر العروسة»، والتى كانت فى الستينيات، ثم توقف الأمر سنوات إلى أن جاءت تجربة فرقة تحية كاريوكا الملهمة «ياسين ولدى» ونجاح عفاف المدوى فيها. إذن منطقيًا فى تلك اللحظة أنه لم يعد ينقص بليغ شىء لتحقيق حلمه الأثير بمسرح غنائى مصرى احترافى يكتب باسمه، وتكون رأس حربته هدية السماء إليه «عفاف راضى»، لذا كان من الطبيعى أن يبدأ فى تطوير الحلم وتمويله لكى يزداد تبلورًا وظهورًا، وهو ما حاول بليغ عمله بالفعل عبر مشروع أوبريت غنائى آخر استغلالًا لنجاح «ياسين ولدى»، لكنه لم ير النور. الكواكب فى عددها الصادر ٢٣ مارس ١٩٧١ كشفت عن اتخاذ بليغ خطوات جادة وحقيقية لتدشين مشروع مسرح غنائى بعيد المدى، وأكد صحفى الكواكب عبدالنور خليل أن بليغ استأجر مسرح مصطفى كامل الذى بنى حديثًا فى شارع عماد الدين بجوار مسرح محمد فريد ليكون مقرًا لمشروع العمر. وحول نفس الموضوع أجرى الصحفى حوارًا قصيرًا مع عفاف راضى كشفت هى الأخرى عن الأوبريت الجديد الذى سيفتتح به بليغ مسرحه وهو أوبريت غنائى من تأليف عبدالرحيم منصور باسم « منديل البنت»، وقالت عفاف إن هذا المشروع هو الذى تعطيه كل اهتمامها ونشاطها خلال الفترة المقبلة. الواقع يقول إن هذا العرض لم يتم، كما لم يتم عرض آخر كشفت عنه عفاف أيضًا، لكن فى عدد الشبكة أكتوبر ٧٢ باسم «موال على النيل»، لكن مع ذلك فإن حلم المسرح الغنائى لم يختف من رأس بليغ تمامًا، وإنما ظل ملازمه وظهرت ثمرة أخرى له بعد «ياسين ولدى» بسنوات، وتحديدًا عام ٧٤ باسم «تمر حنة»، لكن البطلة الغنائية هذه المرة كانت الحبيبة والزوجة حينها «وردة». التساؤل الذى يبدو منطقيًا هنا: هل كان ظهور وردة فى حياة بليغ مرة أخرى عام ٧٢ سببًا فى تعطيل قطار دعمه الجامح عفاف راضى؟.. وبالتبعية توقف حلم «المسرح الغنائى المصرى» من بطولة عفاف؟ والإجابة لا يمكن أن تكون جازمة غير أن بعض المعالجات الصحفية حينها قد لمحت لبوادر خلافات بين بليغ ووردة بخصوص عفاف راضى، حيث نشرت مجلة الشبكة اللبنانية حوارًا مع وردة كان عنوانه مباشرًا وصريحًا وهذا نصه: «وردة الجزائرية زعل منها بليغ حمدى بسبب عفاف راضى». القصة باختصار تتحدث عن غضب بليغ من إبداء وردة رأيًا باردًا فى اكتشافه الجديد، عندما سألها أحد الصحفيين عن رأيها فى الأصوات الجديدة التى ظهرت فى مصر أثناء فترة غيابها فى الجزائر واعتزالها المؤقت، فقالت عن عفاف راضى فقط إنه صوت له مستقبل، فاعتبر بليغ هذا الرد دبلوماسيًا أكثر من اللازم ولا يحمل أى حماس لصوت عفاف الذى تحمس له وحارب الدنيا من أجل أن يصل لكل الناس. بدا حينها أن رجوع وردة للغناء ومصر قد أثر على حالة التفرغ التى صنعها بليغ لرعاية صوت عفاف، حيث انشغل بليغ كليًا بحبه القديم وردة ثم زواجه منها بعد ذلك، الأمر الذى كان فى تقديرى فى صالح عفاف راضى تمامًا بعد أن شعرت بحرية أكثر فى طرق الأبواب الموسيقية الكثيرة التى أمامها حتى جاءتها الطرقة من كمال الطويل بنفسه على بابها هى رائعتهما العظيمة «الباقى هو الشعب»، التى ظهرت للضوء بعد انتصار أكتوبر مباشرة، ولها قصة طويلة ومفارقة قدرية كالعادة ستحكيها عفاف راضى بنفسها بعد ذلك.

إيمان عبدالغني تحتفل بخطوبتها وعقد قرانها.. وتستعد لحفل بليغ ووردة بدار الأوبرا
إيمان عبدالغني تحتفل بخطوبتها وعقد قرانها.. وتستعد لحفل بليغ ووردة بدار الأوبرا

الزمان

time٠٨-٠٥-٢٠٢٥

  • الزمان

إيمان عبدالغني تحتفل بخطوبتها وعقد قرانها.. وتستعد لحفل بليغ ووردة بدار الأوبرا

احتفلت الفنانة إيمان عبد الغني مطربة دار الأوبرا، بخطوبتها وعقد قرانها على المهندس حسام رمضان، وسط حضور محدود من الأهل والأصدقاء المقرّبين للعروسين، في أجواء دافئة يملؤها الحب والبهجة. وشاركت إيمان جمهورها الخبر السعيد عبر منصات التواصل الاجتماعي، قائلة: 'تم بحمد الله خطوبتي وعقد قراني على المهندس حسام رمضان.. دعواتكم لنا بحياة سعيدة يا أحلى جمهور'. وقد لاقى الإعلان تفاعلاً واسعاً من محبيها ومتابعيها الذين عبّروا عن سعادتهم وانهالت عليهم التهاني والتمنيات بحياة مليئة بالمحبة والاستقرار. وتُعدّ هذه الخطوة بداية فصل جديد في حياة الفنانة التي عُرفت بأدائها المميز على خشبة دار الأوبرا المصرية، والتي استطاعت بصوتها العذب أن تحجز لنفسها مكانة مرموقة في قلوب عشاق الطرب العربي الأصيل. يأتي هذا الحدث الشخصي بعد طرحها لأحدث أعمالها الغنائية بعنوان 'ضحيت كتير'، من كلمات الشاعر أحمد شتا، وألحان وليد منير، وتوزيع حاتم نص، وهي الأغنية التي لاقت صدى طيباً لدى جمهورها لما تحمله من مشاعر صادقة. وتستعد إيمان عبد الغني أيضاً لإحياء حفل موسيقي ضخم بدار الأوبرا المصرية تحت عنوان 'بليغ ووردة'، بمصاحبة الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو د. علاء عبد السلام، والمقرر إقامته مساء الجمعة ٣٠ مايو الجاري على خشبة المسرح الكبير، في تمام التاسعة مساءً، حيث ستقدم باقة من أجمل أغاني الموسيقار الكبير بليغ حمدي التي تغنت بها وردة الجزائرية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store