
7 فبراير المقبل.. تحديد جلسة استئناف لقاتلة "طفل برميل المش" بالأقصر
قررت محكمة جنايات مستأنف الأقصر، يوم 7 فبراير 2026 أول جلسات الاستئناف للمتهمة في قضية طفل برميل المش، وذلك عقب تأييد الحكم بإعدامها منذ أكثر من عام، من قبل محكمة الجنايات.
الصغير
جنايات الأقصر تقضي بالإعدام شنقًا لقاتلة طفل برميل المش بالأقصر
وكانت محكمة جنايات الأقصر، قد قررت فى 27 ديسمبر 2023 بمعاقبة المتهمة أميرة م.أ'، في قضية رقم 1154 لسنة 2022، المشهورة إعلاميا بقضية طفل برميل المش، بالإعدام شنقًا، بعد إبداء الرأي الشرعي، وصدر الحكم برئاسة المستشار محمود عيسى سراج الدين، رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين تامر ثروت شاهين، والمستشار طارق عبد الفتاح عمر، المستشار ماجد محمود حميدة، والمستشار أحمد محمد الداوودي، وأمانة سر كل من: حسن عبد الراضي، وأحمد الطاهر.
وأوضح حينها والد الطفل فى تصريح خاص لـ 'أهل مصر' أنه عند تنفيذ حكم الإعدام على المتهمة سيعلن إقامة العزاء ويقوموا بافتتاح الديوان لاستقبال الأهالي، كما أنه سيحتفل بالذكر والمدح والإنشاد، ويذبح الذبائح ويعظم الجميع صدقة على روح صغيره الذي غدرت به زوجة خاله وقتلته بطريقة مفجعة، ويذهب على قبر ابنه ويطمنه ويخبره بأن الله أعاد إليه حقه.
وقال الأب كل تعبنا راح، وارتحنا نفسيا، فور سماعنا الحكم النهائي، وأمه قامت بالزغاريد فور علمها بأمر الإعدام شنقا للمتهمة التي حرمتنا من ابننا، مرجحا أن سبب ارتكابها جريمة فى حق نجله على حسب اعتقاده إما حقدا وحسدا لشدة غيرتها الشديدة من زوجته التي تعد شقيقة زوجها بسبب تحسن حالتهم المادية، وإما هدفه الأول خطفه والمساومة عليه بمال لاحتياجها إلى مبلغ كبير، عقب تورطها فى جمعيات ب 50 ألف جنيه، ومطالبتها بالسداد وعندما وجدت الجميع يبحثون عن الطفل فى المنزل تخلصت منه داخل غرفة خاصة بها وبـ مشروعها وهي صناعة المش، لكونها الوحيدة التي يوجد معها مفتاح الغرفة.
ولفت والد الضحية إلى أنه لا يستطيع هو وأسرته نسيان ما حدث لصغيرهم من قتله ودفنه فى برميل المش ووضع 7 برطمنات مش فوقه وغطاء برميل وأشياء أخرى فوقه، فهذا المشهد لن تقوم بـ محيه الأشهر الماضية ولا السنوات القادمة، من كثرة بشاعة الموقف وهوله، فعندما قام اخي باستخراج جثمان نجلي من البرميل لما يستطيع الوقوف على رجليه من بشاعة ما رأى فأسقط أرضا مغشيا عليه، فجميع هذه الأحداث لا نستطيع نسيانها مهما حاولنا الهروب منها، وحكم اليوم خفف عننا ولكن لم ينسينا ما حدث ونحمد الله على كل شيء.
تفاصيل الواقعة
وتعود تفاصيل الواقعة عندما تلقى قسم مركز شرطة الأقصر، بلاغًا باختفاء الطفل، إبراهيم سيد حساني، 5 سنوات، بنجع الطويل التابع لمدينة الطود، وتم العثور على جثة الطفل داخل برميل مش بمنزل خاله عقب تغيبه بعدة أيام، وعقب التحقيق تم ضبط السيدة 'أميرة. م.ا' زوجة خاله والتي تبلغ من العمر 31 عامًا، وتحويلها إلى النيابة العامة التي وجهت لها تهمة القتل عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، في القضية رقم 5590 لسنة 2022 جنايات مركز الأقصر، والمقيدة برقم 1154 لسنة 2022 كلي الأقصر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مصراوي
منذ ساعة واحدة
- مصراوي
محامي الراحل أحمد الدجوي يرجح مقتله والرأي الفقهي بالإنابة في أداء الحج
تناولت برامج التوك شو، اليوم الجمعة، عددًا من الملفات والقضايا المهمة محليًا وعالميًا، ويرصد مصراوي أهم الأخبار التي حظيت باهتمام غالبية البرامج التليفزيونية على مدار الساعات الماضية من خلال التقرير الذي يستعرض لكم أبرزها: المحامي محمد حمودة عن وفاة أحمد الدجوي: ده مش بحبح وسوكة اللي نفذوها قال الدكتور محمد حمودة، محامي الراحل أحمد الدجوي، إن وفاة حفيد نوال الدجوي ليست انتحارًا بل جريمة قتل محترفة نفذت بمهارة في وضح النهار. وأضاف، خلال لقائه مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج "الحكاية" على قناة إم بي سي مصر، أن الجرائم الليلية تنفذها عصابات غير محترفة، بينما تُظهر واقعة أحمد تخطيطًا دقيقًا يشير إلى دوافع خطيرة من أطراف نافذة. قال الدكتور محمد حمودة، محامي الراحل أحمد الدجوي، إن وفاة حفيد نوال الدجوي ليست انتحارًا بل جريمة قتل محترفة نفذت بمهارة في وضح النهار. وأضاف، خلال لقائه مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج "الحكاية" على قناة إم بي سي مصر، أن الجرائم الليلية تنفذها عصابات غير محترفة، بينما تُظهر واقعة أحمد تخطيطًا دقيقًا يشير إلى دوافع خطيرة من أطراف نافذة. قال الدكتور محمد حمودة، محامي الراحل أحمد الدجوي، إن الدكتورة نوال الدجوي، مؤسسة التعليم الموازي في مصر والشرق الأوسط، تعاني من الخرف بسبب الشيخوخة ويجب عرضها على لجنة طبية تابعة للنيابة العامة. وأضاف، خلال حواره مع عمرو أديب في برنامج "الحكاية" على قناة إم بي سي مصر، أن نوال "مخطوفة" منذ 2023 في فيلا حفيدتيها إنجي وماهيتاب، اللتان تسيطران على إرثها. قال الدكتور حسام موافي، أستاذ طب الحالات الحرجة بالقصر العيني، إن "حالة فقدان القدرة على الحركة قد تكون بسبب تسارع في ضربات القلب، وهو أمر شائع ويمكن أن يحدث بشكل مفاجئ". وأوضح موافي، خلال تقديمه برنامج "رب زدني علما" المذاع على قناة صدى البلد، أن "أهم خطوة في تشخيص هذه الحالة هي معرفة نوع التسارع، سواء كان أذينيًا أو بطينيًا". وأشار إلى أن الاختبارات الأولية مثل "الهولتر قد لا تظهر الحالة إذا لم تحدث أثناء الفحص". هل يجوز الإنابة في أداء الحج؟.. الأزهر يوضح تباين آراء الفقهاء قال الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، إن حديث المرأة التي قالت للنبي الكريم: "يا رسول الله، إن فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخًا كبيرًا لا يثبت على الراحلة، أفأحج عنه؟"، وأجابها النبي: "نعم"، يحمل في طياته دلالات عظيمة في البلاغة، والفقه، والأدب، وأصول الاستنباط. وأوضح الدكتور يسري جبر، خلال برنامج "أعرف نبيك" المذاع على قناة الناس اليوم الجمعة، أن "هذه المرأة ضربت مثالاً في الإيجاز والبلاغة، إذ جمعت المعنى بعبارات قصيرة واضحة". وجّه الشيخ أحمد الفرماوي، أحد علماء وزارة الأوقاف، دعوة للمسلمين إلى اغتنام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، لما تحمله من فضل عظيم ونفحات إيمانية لا تتكرر، مؤكدًا أنها من أفضل أيام العام التي أقسم الله بها في كتابه الكريم. وأضاف في حواره ببرنامج "صباح البلد" المُذاع على قناة صدى البلد، أن هذه الأيام تجتمع فيها أمهات العبادات من صلاة وصيام وحج وصدقة وذكر، مشددًا على أن "كل لحظة فيها كنز لا يُعوّض"، لما تحمله من أبواب مفتوحة للرحمة والمغفرة.


وضوح
منذ ساعة واحدة
- وضوح
صرخة الضمير الأخير: وَرْدْ غزة.. طفلة بريئة أصبحت أيقونة الألم وبوصلة العار
بقلم / مدحت سالم قال الله سبحانه وتعالى في سورة القصص: بسم الله الرحمن الرحيم (( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ )) (الآية ٥) لم يكد يندمل جرح حتى ينفتح آخر لم نفق بعد من فجيعة أبناء الدكتورة آلاء النجار التي جبر الله مصابها وربط على قلبها وتقبل أولادها شهداء حتى باغتتنا صورة الطفلة ورد جلال الشيخ خليل تلك الوردة التي تحاول النجاة من نيران أعداء أضرموا المحرقة في مدرسة فهمي الجرجاوي مدرسة ظلت إلى الأمس القريب ملاذا آمنا لأطفال يبحثون عن العلم والأمل فجر اليوم على أرض الرباط تحولت المدرسة إلى ركام وشظايا ودماء بعد أن استهدفها الاحتلال بأربعة صواريخ حارقة صورة ورد التي هربت من ألسنة اللهب تلتصق بذاكرتنا لا تبرحها وكأنها قدر يمشي على جمر الخذلان في عيونها الصغيرة التي لا تزال تحمل بصيصا من الحياة رغم هول المشهد نقرأ آلاف القصص التي لم ترو بعد قصص براءة سرقت وأحلام تبخرت ومستقبل تحول إلى رماد الناجية الوحيدة من عائلة استشهد كل أفرادها الـ 30 ورد الطفلة الناجية الوحيدة من عائلة ارتقى كل أفرادها ثلاثون فردا نصفهم من النساء والأطفال من بينهم أحد عشر فردا من عائلة واحدة لم تكن هذه مجرد أرقام باردة في تقارير إخبارية بل هي أرواح أزهقت أحلام طمست براءة سلبت وما أصدق ما قاله ديفيد ميلباند رئيس لجنة الإنقاذ الدولية ذات مرة إن الأزمات الإنسانية لا يمكن أن تكون مجرد إحصائيات خلف كل رقم هناك قصة إنسانية تستحق أن تروى وهذا ما نراه في وجه ورد الذابل الذي يخترق المشهد كسهام في ضمير حي آثر الصمت كأنها آخر ما تبقى من الإنسانية تنادي قبل أن تُزهق هذه الوجوه الصغيرة البريئة التي تطل علينا من تحت الركام هي نداء أخير لكل ضمير حي في هذا العالم نداء لا يحتمل التأجيل ولا يقبل المساومة نداء يمزق ستار الصمت ويصم آذان اللامبالاة إنها صرخة أرواح تحترق في صمت وعيون تتساءل عن ذنبها لتلقى هذا المصير المروع **مدارس لا مأمن ومحارق لا تتوقف وانهيار كل الحدود ما عادت المدارس مأمنا ولا المآوي تحمي من بأس نزل كالغدر لا كالحرب وما عاد العدو يخفي سلاحه ولا يتلوى في خبثه بل يضرب على عيان فيقتل الطفولة كما يقتل الحجر ويذر المدينة رميما ثم يعود ليتفاخر بأنه أنجز مهمة هذه هي الحقيقة المرعبة التي نعيشها اليوم حين يصبح استهداف المدنيين والأطفال سياسة ممنهجة لا تثير غضبا عالميا حقيقيا وكأن العالم قد ارتضى أن يصبح شاهدا صامتا على مذابح لا تتوقف وكما قال الساسي الإفريقي الشهير نيلسون مانديلا (( لا يمكن لأحد أن يكون حرا حقا حتى نكون جميعا أحرارا )) وهذا يشمل أطفالنا الذين يحترقون إن ما نراه اليوم هو انهيار تام لكل القيم والمبادئ الإنسانية والدولية كل القوانين والأعراف التي وضعتها البشرية لحماية الضعفاء باتت حبرا على ورق تحت وطأة القصف والتدمير الممنهج لم يعد هناك مكان آمن لا مستشفى ولا مدرسة ولا مسجد ولا كنيسة كلها أصبحت أهدافا مشروعة في قاموس الظلم والطغيان وأين العالم من هذا كله أين هي منظمات حقوق الإنسان أين هي الهيئات الدولية التي أقسمت على حماية المدنيين إن صمتهم المطبق هو تواطؤ يقتل الأمل في نفوس الملايين **خذلان أمة وصمت العالم المريب لكن المصيبة الكبرى ليست فقط في قسوة الأعداء بل في خذلان أمة هزيلة ما بين مشغولة بنفسها وأخرى مستسلمة لركامها صمت فاجر وتطبيع يزين خيانة بلغة المصالح وعروش تطأ وجه المروءة لترضي جلادا لا يعرف شبعا من الدم أي عرب إن كانت النار في غزة فإن الدخان بلغ سقف أرواحكم وإن كانت الطفلة تحت الركام فإنكم أنتم المطمورون تحت جثث الوهم والعجز هذه الكلمات ليست مجرد حبر على ورق بل هي صرخة حقيقة تهز كل ذي ضمير لقد قالها الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما ذات مرة (( إن الإنسانية لا يمكن أن تتجزأ حين يعاني جزء من العالم فإن العالم بأسره يتأثر )) فما بالنا حين تكون المعاناة بهذا الحجم وبهذه القسوة إن هذا الصمت ليس صمتا عاديا إنه صمت مدو يصرخ في آذاننا جميعا إنه صمت المتواطئ وصمت الخائف وصمت من باعوا شرفهم وكرامتهم من أجل بقايا دنيا فانية إن هذا الخذلان ليس مجرد خذلان سياسي بل هو خذلان أخلاقي وديني خذلان أمة باتت ترى أبناءها يحترقون ولا تحرك ساكنا خذلان يدمي القلب ويجعل الروح تتفطر من شدة الألم. **الصحوة المطلوبة والمسؤولية الكبرى المنتظرة لا تنتظروا نصرا من خارجكم فإن من تواطأ على دمكم لن يحمل ماء لغسل جراحكم ما ينقذكم إلا أن تعودوا لأنفسكم أن تخلعوا عنكم غبار الترف وتخلوا عن موائد لا تقدم فيها إلا الأوطان فالكرامة لا تستجدى والمجد لا يستعار إما أن ننهض بقاماتنا المكسورة ونرممها بالعزائم أو نمضي إلى الهلاك صامتين خانعين بلا أثر وهي رسالة يجب أن تدق في أذن كل من بقي فيه بقية من وجدان تأمل صورة الطفلة لا بعينك بل بفطرتك واسأل أي عالم هذا الذي تحترق فيه البراءة ولا يتحرك فيه الضمير إن لم توقظك النيران فلن يفعل الأذان وإن لم تحركك صرخة طفلة فاعلم أنك ميت تمشي في هيئة حي لقد تجاوز الحرق الأجساد وطال المعاني موت الغيرة وانطفاء النخوة وانكسار الرجاء فيمن يفترض أنهم الأعمدة وكما قال المناضل والمفكر والسياسي الأمريكي مارتن لوثر كينج ذات مرة (( الظلم في أي مكان هو تهديد للعدالة في كل مكان )) إن المسؤولية اليوم تقع على عاتق كل فرد منا على كل إنسان يحمل في قلبه ذرة من إنسانية ليست المسؤولية مسؤولية الحكومات وحدها بل هي مسؤولية كل فرد منا على كل واحد أن يسأل نفسه ماذا فعلت أنا لأجل ورد وأمثالها هل اكتفيت بالصمت والمشاهدة أم أنني تحركت ولو بكلمة ولو بدعاء ولو بموقف صامت يرفض الظلم إن الصمت اليوم هو مشاركة في الجريمة **جذوة تضيء أو رماد يُداس مصيرنا بين أيدينا اختر لنفسك موضعا في هذا الزمان إما أن تكون جذوة تضيء ظلمة الطريق أو رمادا تطؤه الأقدام وتمضي هذه هي المعادلة وهذا هو الاختبار الإلهي في هذا الزمن العصيب وفي ختام هذا المقال الذي تضيق الكلمات عن وصف ما بداخله من حزن وألم أتضرع إلى الله رب هذا الكون لعله يفرج عن عباده لأجل أطفال رضع وشيوخ ركع وبهائم رتع يا رب الكون ائذن لهذه الحرب أن تضع أوزارها واجعل النصر فيها لأهل الحق المستضعفين آمين فهل ما زال هناك بقايا ضمير في هذا العالم يمكن استصراخه هل يمكن أن تهتز قلوب لم يهزها حرق الأطفال وهل ستبقى صورة ورد مجرد خبر عابر في زحام المآسي أم ستكون الشرارة التي توقد ثورة الضمير في كل من آثر الصمت والخنوع إن مصيرنا اليوم بين أيدينا إما أن نصنع الفارق ونغير مجرى التاريخ أو نبقى مجرد ضحايا صامتين لظلم لا يعرف الرحمة ** أيقظوا الضمائر النائمة وانفضوا غبار الخنوع أيها العالم الذي يغمض عينيه عن الفظائع أيها الساسة الذين تتراقصون على دماء الأبرياء أيها الإنسانية التي تدعي الحرية والعدالة إلى متى سيبقى صمتكم وصمة عار في جبين التاريخ إلى متى ستبيعون كرامتكم ومبادئكم من أجل مصالح زائلة إن دماء الأطفال الأبرياء التي تسفك اليوم في غزة ستلاحقكم في كل محفل وفي كل منبر ستكون لعنة تطاردكم في يقظتكم ومنامكم وكما قال الفيلسوف الإغريقي سقراط (( هناك قاض واحد للجميع هو الضمير الإنساني )) إن لم يهتز ضميركم اليوم فمتى سيهتز هل تنتظرون أن تحترق كل أزهار الطفولة لتستفيقوا هل تنتظرون أن تتحول الأرض كلها إلى رماد حتى تدركوا أنكم قد خسرتم كل شيء كفى صمتا كفى خنوعا كفى تآمرا لقد بلغ السيل الزبى وطفح الكيل ولم يعد هناك متسع للامبالاة إن صرخات الأمهات الثكلى ودماء الأطفال الأبرياء تصرخ في وجه كل من ادعى الإنسانية ولم يحرك ساكنا نداء من قلب الألم إلى قلب العالم المتواطئ من قلب هذه الأمة المكلومة من بين ركام البيوت المهدمة ومن تحت أنقاض المدارس المحترقة نصرخ بأعلى أصواتنا أوقفوا هذا الجنون أوقفوا هذه المذبحة إن ما يحدث ليس مجرد صراع سياسي بل هو حرب على الإنسانية حرب على كل القيم والمبادئ التي تدعون أنكم تؤمنون بها إن صرخات الأطفال المحترقين هي نداء استغاثة أخير إلى كل من بقي فيه ذرة ضمير هل ستلبون النداء أم ستستمرون في غض الطرف عن هذه الجرائم البشعة إن التاريخ لن يرحمكم والأجيال القادمة ستلعنكم على صمتكم وخنوعكم إننا اليوم أمام مفترق طرق إما أن ننهض جميعا لنوقف هذا العدوان أو نتحمل جميعا مسؤولية هذه الجرائم البشعة إما أن نكون جزءا من الحل أو نكون جزءا من المشكلة إننا نناشد الضمير الحي في كل مكان في كل قارة وفي كل دولة نناشد كل إنسان حر وشريف أن يرفع صوته عاليا وأن يدين هذه الجرائم التي لا يمكن أن يقبلها عقل ولا قلب لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي ونحن نرى أطفالنا يذبحون أمام أعيننا إنها لحظة الحقيقة لحظة أن نختار بين الإنسانية والوحشية بين الضمير واللامبالاة. **العزيمة المتأججة والإيمان الراسخ بنصر الله إننا نؤمن إيمانا راسخا بأن الحق سينتصر وأن الباطل سيزول مهما طال أمد الظلم ومهما اشتدت المحنة فإن إرادة الصمود والعزيمة على النصر متجذرة في هذه الأمة التي أنجبت ورد وغيرها من الأبطال إننا لن نيأس ولن نستسلم وسنواصل النضال حتى تتحقق العدالة ويندحر الظلم وكما قال الإمام الشافعي (( ربما نام الظالم على وسادة من حرير لكنه سيصحو على جمر من نار)) فليعلم الظالمون أن نهايتهم قريبة وأن دماء الشهداء ستكون وقودا لانتفاضة عارمة تجتث جذور الظلم والطغيان إن غدا لناظره قريب وإن النصر آت لا محالة بفضل الله وبإرادة هذا الشعب الذي لا يلين فلنتحد ولنصمد ولنثبت وليعلم العالم أجمع أننا لن نركع إلا لله ولن نستسلم لأحد ولن نساوم على كرامتنا وحريتنا مهما كانت التحديات ومهما بلغت التضحيات إننا أمة لا تعرف اليأس ولا تستسلم للقنوط أمة تتجدد فيها العزائم مع كل فجر وتزداد صلابتها مع كل محنة إننا نراهن على الله أولا وعلى إرادة هذا الشعب الأبي الذي رفض كل أشكال الذل والخنوع ووقف صامدا في وجه أعتى الآلات العسكرية إن هذه الدماء التي تسفك اليوم لن تذهب سدى بل ستروي شجرة الحرية والنصر التي ستزهر عما قريب بإذن الله فهل آن الأوان لأن يستفيق ضمير العالم من سباته العميق؟ أم أننا سنظل نصرخ في واد سحيق لا يسمع صرخاتنا أحد؟ إن الإجابة على هذا السؤال سيكتبها التاريخ بأحرف من نور أو من دماء. ختاماً نتذكر أبيات الشاعر الفلسطيني الراحل يوسف الخطيب سأمد في الآفاق ألسنة اللظى حُمراً لها في الخافقين أوارُ ولأحرقنّ الليلَ حتى تنجلي أسدافه فتوقدي يا نـــــارُ أنا للحياةِ ولن أظلَ مشرداً أقسمتُ لا أرضي ولا أختارُ مدحت سالم كاتب وباحث


وضوح
منذ ساعة واحدة
- وضوح
وَهُدُوٓاْ إِلَى ٱلطَّيِّبِ مِنَ ٱلْقَوْلِ
وَهُدُوٓاْ إِلَى ٱلطَّيِّبِ مِنَ ٱلْقَوْلِ بقلم : الدكتور عادل اليماني تهنئةٌ خاصةٌ لزملائي ونفسي ، بعيدِ الإعلاميين ، الحادي والتسعين ، الذي يُصادفُ اليومَ الأخيرَ من شهر مايو .. إنني أتشرفُ بكوني واحداً من مذيعي ماسبيرو ، قضي عمرَه في هَذِهِ المهنةِ المهمةِ ، يتحري الأمانةَ في العرضِ ، والصدقَ في القولِ ، والدقةَ في التناولِ ، مُدركاً لخطورةِ الكلمةِ ، ومسئوليةِ الكلمةِ ، وأمانةِ الكلمةِ .. هو الإعلامُ إذنْ ، حرفٌ في كلمةٍ ، وليسَ نقطةً في آخرِ السطرِ ، به يقتربُ البعيدُ ، ويُصبحُ العالمُ الفسيحُ ، قريةً صغيرةً ، تكادُ تعرفُ كُلَّ تفصيلةٍ فيها . إنَّ للإعلامِ رسالةً أسمي ، خلاصتُها غرسُ القيمِ ، واستنهاضُ الهممِ . ودائماً القلوبُ كالقدورِ ، تغلي بما فيها ، وألسنتُها مغارفُها .. أدركَ السابقونَ أهميتَه ، فأنزلوه مكانتَه ، فهَذَا وزيرُ إعلامِ هتلر ، جوزيف جوبلز ، يقولُ : اعطني إعلاماً بلا ضمير ، أُعطِك شعباً بلا وعي .. والإعلامُ الصادقُ ، هو الباحثُ دوماً عن الحقيقة ، بل إنَّه و الحقيقةَ وجهان لعملةٍ واحدةٍ .. ولقد شاهدنا وسمعنا وقرأنا ، صنوفاً متعددةً من الإعلامِ : − إعلاماً يعرضُ جزءاً من الحقيقةِ . − وإعلاماً يخشي عرضَ الحقيقةِ . − وإعلاماً يُحاربُ الحقيقةَ .. وفي أدبياتِ الإعلامِ ، ليسَ كُلُّ ما يُعرفُ يُقالُ ، وليسَ كُلُّ ما يُقالُ ، صادفَ أهلَه ، وليسَ كُلُّ ما صادفَ أهلَه ، حانَ وقتُه .. وإعلامُنا الوطنيُّ ، درةُ التاجِ ، وفضلُه على الإعلامِ الخاصِ ، كفضلِ القمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ . لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ .. هَذِهِ وظائفُ الإعلامِ الرئيسةُ . والمَرْءُ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِهِ ، وما في قلبِه ، يظهرُ في فلتاتِ هَذَا اللسانِ . والكلمةُ الطيبةُ ، كما أخبرَ ربُّنا سُبحانَه ، أصلُها ثابتٌ ، وفرعُها في السماءِ ، تبني الأممَ ، وتُبلسمُ الجراحَ ، وتبعثُ علي الارتياحِ . كما يُرسلُ اللهُ تَعَاَلي أنبياءَه ، بالعلمِ والحكمةِ ، يُرسلُ رُسلاً من مخلوقاتِه ، قد تكونُ في أعيُنِنا ، كائناتٍ ضعيفةً ، كالغرابِ ، لنعرفَ كيفَ ندفنُ موتانا ، وكهَذَين المخلوقين العظيمين ، الهدهدِ والنملةِ ، لنتعلمَ منهما فنونَ الإعلامِ وآدابَه !! قَالَتْ نَمْلَةٌ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّمْلُ ٱدْخُلُواْ مَسَٰكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَٰنُ وَجُنُودُهُۥ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ .. في ( عشرِ ) كلماتٍ ، النملةُ تستخدمُ ( عشرَ ) وسائلِ استمالةٍ ، يا الله !! ما هَذِهِ الروعةُ ؟! نادتِ النملةُ في قولِها ( يَٰٓأَ ) ونبهتِ النملةُ في قولِها ( أَيُّهَا) وسمتِ النملةُ في قولِها ( ٱلنَّمْلُ ) وأمرتِ النملةُ في قولِها ( ٱدْخُلُواْ ) ونصحتِ النملةُ في قولِها ( مَسَٰكِنَكُمْ ) ونهتِ النملةُ في قولِها ( لَا يَحْطِمَنَّكُمْ ) وخصتِ النملةُ في قولِها ( سُلَيْمَٰنُ ) وعمتِ النملةُ في قولِها ( وَجُنُودُهُ ) وأشارتِ النملةُ في قولِها ( وَهُمْ ) وأعذرتِ النملةُ في قولِها ( لَا يَشْعُرُونَ ) هذا هو الخطابُ الإعلاميُ ، يا سادة ، كلماتٌ قليلةٌ ، واضحةٌ ، راسخةٌ ، صادقةٌ .. ثم يأتي الهدهدُ : وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ .. هكذا القادةُ ، يتفقدون ويُنقبون ، ويبدأون بلومِ أنفسِهم ( مالي لا أري ) إذ قد يكونُ الهدهدُ موجوداً ، وأنا الذي لا أراه ، بخلافِ قولِه : أينَ الهدهدُ ؟ فكأنَّه ، عندَها ، يُقرُ واثقاً متيقناً ، أنَّه غائبٌ .. لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ .. المنصفون عُدولٌ في حُكمهم ، رُحماءُ متدرجون في عقوبتِهم ، من الأعلي للأقلِ .. فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ .. هُنا صاحبُ الرسالةِ الإعلاميةِ : لا يتأخرُ ( غَيْرَ بَعِيدٍ) يأتي بالخبرِ تاماً ( أَحَطتُ ) يجتهدُ ( جئتُ ) والتي تعني الذهابَ خصيصاً ، كلامُه موسيقي ( سَبَإٍ بِنَبَإٍ ) خبرُه صادقٌ ، لا يحتملُ الظنَ ، ولا التأويلَ ( يَقِينٍ) .. إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ .. صاحبُ الرسالةِ الإعلاميةِ ، واثقٌ في معلوماتِه ( إِنِّي ، وَجَدتُّ) بليغٌ في لُغتِه ( امْرَأَةً) بالتنكيرِ ، فرغم أنَّه يعرفُها ، ملكةً ، واسمُها بلقيس ، يتجاهلُ ذلكَ كُلَّه ، للتقليلِ من شأنِها ، إذ هي مُشركةٌ ، لا تستحقُ التمجيدَ . صاحبُ الرسالةِ الإعلاميةِ ، دقيقٌ في مفرداتِه ( تَمْلِكُهُمْ ) وليسَ تحكمُهم . صاحبُ الرسالةِ الإعلاميةِ مؤمنٌ حقاً ( أُوتِيَتْ مِن كُلِّ ) وليسَ أوتيت كُلَّ ، فالمعطي هو اللهُ ، ومَنْ يملكُ كُلَّ شئٍّ ، هو اللهُ وحدَه ، جلتْ قدرتُه .. وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ . صاحبُ الرسالةِ الإعلاميةِ ، واثقٌ ( وَجَدتُّهَا) خبرُه حصريٌّ ( يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ ) غيورٌ علي إيمانِه وثوابتِه ( مِن دُونِ اللَّهِ ) يُحللُ الصورةَ جيداً ، ويكشفُ الحقيقةَ ( وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ ) يُلخصُ المعني تماماً ( فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ) . أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ . صاحبُ الرسالةِ الإعلاميةِ ، حكيمٌ واعٍ مُدركٌ .. هذا هو الإعلامُ الذي ( نتمناه ) .. هذا هو الإعلامُ الذي يجبُ أنْ ( نتبناه ) ..