logo
عن انتشار ظاهرة ارتداء الحجاب أو النقاب بسوريا الجديدة

عن انتشار ظاهرة ارتداء الحجاب أو النقاب بسوريا الجديدة

المدنمنذ 2 أيام

باتت مسألة تسويق ارتداء الحجاب والنقاب في المشهد السوري المجتمعي العام لافتة للأنظار بكثرتها وانتشارها والاحتفاء بها على المستوى الشعبي وأحياناً الحكومي. هناك موجة نشطة سلفية تعمل على نشر وتعميم ارتداء الحجاب أو النقاب كفريضة يتم فرضها على النساء خلال المراحل العمرية المختلفة، مثلما لاحظنا مثلاً في انتشار تلك الظاهرة في المدارس الابتدائية والجامعات وفي دورات تحفيظ القرآن، وفي المناشير العديدة التي تم تعليقها على الجدران وتوزيعها على الناس في أحياء المدن.
ويتسائل المراقب العلمي المختص بالفكر الديني: ما علاقة ارتداء الحجاب أو النقاب بالإيمان الديني في الإسلام، وهل هناك علاقة شرطية بينهما فعلاً؟ قد يبدو سؤالي هذا مزعجاً لكثيرين أو تعبيراً عن انتقاد قيم وشرائع الإسلام. طرحي للسؤال وتفكيري به هو أبعد ما يكون عن هذا. لقد أتاح لي اختصاصي العلمي في علم الكلام في العصر الإسلامي المبكر الفرصة لأن اطلع على الفكر الإسلامي وتاريخ تطوره وتياراته ومقارباته المختلفة لمسائل الدين والإيمان. وقد بينت لي دراساتي أن هناك فرقاً في الفكر الإسلامي اللاهوتي ما بين "فقه السلوك" و"فقه الإيمان". وحين نقارب مسألة الحجاب أو النقاب من زاوية هذا الفرق المفاهيمي والمنهجي، يتبين لنا أن مسألة ارتداء الحجاب أو النقاب من عدمها ليست بالضرورة مسألة إيمانية، بل هي مسألة سلوكية صرفة.
الإيمان والحجاب
دعوني أحاول أن أفكك هذا بأبسط العبارات والشرح بعيداً عن تقنيات وتعقيدات علم الكلام الفلسفية والإصطلاحية والمنهجية. من الممكن جداً لامرأة مسلمة أن ترتدي الحجاب أو النقاب لمتطلبات وضرورات وحيثيات ومشروطات، بل وفروض، زمكانية، ومجتمعية، وثقافية، وأسرية، وشخصية من دون أن نستطيع التأكد أو الإيقان أو حتى تقديم بيَّنات مدروسة مثبتة تفيد بأن هذه السيدة المتحجبة أو المنقبة تؤمن حقاً دينياً بالله أو أنها تعيش علاقة إيمانية فعلية وحقيقية مع الله. من جهة أخرى، من الممكن جداً لرجلٍ ما أن يطلب من النساء في إطار حياته، أو أن يطالبهن، بارتداء الحجاب والنقاب، ولنفس الأسباب المذكورة في الأعلى، من دون أن يكون بالضرورة هو شخصياً مؤمناً حقاً وملتزماً إيمانياً بالله والعلاقة مع الله، ناهيك عن معرفته بمفهوم الإيمان في الإسلام. ومن جهة أخرى، يمكن لامرأة مؤمنة وملتزمة إيمانياً بالعلاقة مع الله أن تعيش إيمانها وأن تعكسه في حياتها من دون أن تكون بالضرورة محجبة أو منقبة. ويمكن لرجلٍ مسلمٍ أن يمارس إيمانه ويلتزم به ويعيش فعلياً علاقته العميقة مع الله من دون أن يشعر أن عليه أن يفرض على النساء في حياته الحجاب أو النقاب. أن تكون المرأة محجبة أو منقبة لا يعني أنها أتوماتيكياً مؤمنة. وأن يصر الرجل على تحجيب أو تنقيب النساء في عائلته لا يثبت أتوماتيكياً وبديهياً أنه مؤمن بالله. هذا ما نتعلمه في الحقيقة من فقه الإيمان في الفكر الديني الإسلامي: سلوكيات الناس ومظاهرهم ليست معياراً ولا دليلاً على إيمانهم وعلاقتهم بالله. بل إيمانهم وعلاقتهم بالله يمكن لها أن تكون معيار حياتهم وسلوكهم، والذي لا يقتصر على فقه سلوك واحد أو نمط معاملات ومظاهر أحادية.
في الفكر الإسلامي كما تعلمته من أمهات كتب المدارس الفكرية الكلامية في الإسلام، فقه الإيمان ثابت ومرجعي وقاعدي، أما فقه السلوك فهو متحول وديناميكي ونسبي. فقه الإيمان ميتافيزيقي اختباري، أما فقه السلوك فتاريخي وضعي. الأول قاعدي لأنه يتعلق بعلاقة الإنسان بالله وعلاقة المخلوق بالخالق. أما الثاني فهو نسبي لأنه يتعلق بعلاقة المخلوق بباقي الخلائق البشرية مثله ومثلها وكذلك برغبتها أو رغبته بالتعبير عن إيمانها وإيمانه بالله عن طريق مجموعة من السلوكيات والمظاهر السوسيو-ثقافية والسياقية والزمكانية. ولكن، دور هذه التعبيرات هو خدمة العلاقة الأفقية مع السياق الحياتي الذي نوجد فيه، وهي لا تؤثر بالعمق على العلاقة العمودية مع الكيان الإلهي الذي نتوق إليه. فالله، سبحانه وتعالى، لا يحتاج إلى سلوكياتنا ولا تعنيه مظاهرنا كي يعرف ما إذا كنا نعيش علاقة إيمان معه أم لا، وما إذا كانت تلك العلاقة علاقة إيمانية صحيحة أم لا. الله كلي المعرفة وهو فاحص القلوب والكلى. وهو وحده لا شريك له من يفعل ذلك. ولهذا، فإن مسألة الإيمان مسألة خاصة بين المؤمنة والمؤمن وبين الله. وهي تقع ما فوق التعابير الوجودية والمادية، ما فوق السلوكيات والفقهيات التعاملية، ما فوق التوقعات والقواعد التي يصنعها أتباع الدين كي يتعاملوا بين بعضهم البعض.
الحجاب ليس فريضة
من زاوية هذا التفريق البنيوي ما بين "فقه السلوك" و"فقه الإيمان" نستطيع أن نفهم تماماً المنطق الكلامي اللاهوتي الذي دفع سماحة شيخ الأزهر منذ بضع سنوات إلى الإفتاء بأن ارتداء الحجاب أو النقاب ليس "فريضة" بل هو "عادة" سلوكية تعاملية. بقوله أن الحجاب أو النقاب ليس فريضة، كان سماحة عالم الأزهر الجليل يضع مفهوم الفريضة ضمن إطار فقه الإيمان. فالفرائض تتعلق بالتوق الديني العلاقاتي والروحاني إلى الله وليس إلى البشر وآليات العيش بينهم. الفريضة جزء من منطق فقه الإيمان وليس منطق فقه السلوك. هكذا فهمه المتكلمون الأوائل في الإسلام المبكر من معتزلة وأشاعرة وماتوريديين. وضمنه يمكن لنا أن نفهم علاقة ارتداء الحجاب والنقاب بالإيمان في الإسلام: لا يوجد علاقة شرطية ما بين ارتداء الحجاب أو النقاب أو فرضهما وبين الإيمان والعلاقة الإيمانية بالله. ولهذا، لا ينبغي معاملة الحجاب أو النقاب على أنهما فريضة أو فرض، فهما سلوكيات ومظاهر نسبية وتاريخية وسياقية ظرفية، وليس ثوابت قاعدية مرجعية مثل ثابتة الإيمان والعلاقة الإيمانية بالله. الرغبة بتشجيع الناس على الإيمان بالله لا يتحقق من خلال محاولة دفعهم للانصياع لفرائض سلوكية لا تجعلهم بالضرورة يؤمنون بالله بل تدفعهم للانصياع العبودي والخضوعي لسلطة الأقوى ومعاييره الذاتية. ولكن، ألا يقول الإسلام: متى استبعدتم الناس وقد خلقتهم أمهاتهم أحراراً؟

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الرئيس العليمي يحدد في لقاء عاصف مع RT شروط السلام مع الحوثيين وموانع حصول اليمن على دفاعات جوية روسية تفاصيل
الرئيس العليمي يحدد في لقاء عاصف مع RT شروط السلام مع الحوثيين وموانع حصول اليمن على دفاعات جوية روسية تفاصيل

اليمن الآن

timeمنذ 28 دقائق

  • اليمن الآن

الرئيس العليمي يحدد في لقاء عاصف مع RT شروط السلام مع الحوثيين وموانع حصول اليمن على دفاعات جوية روسية تفاصيل

أكد رئيس مجلس الرئاسة اليمني الدكتور رشاد العليمي، في لقاء خاص على شاشة RT، أن الحل السياسي مع الحوثيين هو الحل الأمثل لمصلحة اليمنيين والمنطقة والعالم. وأضاف العليمي خلال ظهوره في برنامج "قصارى القول"، على شاشة RT مع الزميل سلام مسافر، في رده على سؤال حول مزاعم تفيد بأن روسيا تقدم دعما عسكريا للحوثيين، قائلا: "نحن، كما تدركون وتعرفون، أنتم الإعلاميون والسياسيون، نرى أن جماعة الحوثيين هي جماعة طائفية ثيوقراطية. لا تؤمن بالحقوق والحريات المدنية، ولا تعترف بالشراكة السياسية، بل تؤمن فقط بأنها خلقت لتحكم البشر. وأنها مصطفاة من الله تعالى لكي تحكم اليمنيين. وأيضا لتحكم العالم. هذا التفكير الذي يتم دراسته في اجتماعاتهم المعروفة. وبالتالي، روسيا بتراثها وتاريخها وثقافتها وفلسفتها وروحها المدنية. لا يمكن أبدا أن تكون مع جماعة من هذا النوع على الإطلاق، وبالتالي فإن مواقف روسيا أيضا في مجلس الأمن. منذ انقلاب الحوثيين على الدولة، كانت روسيا مع الشرعية، وقد صدرت قرارات عديدة في مجلس الأمن. وأهمها القرار 2216. يمثل هذا القرار خارطة الطريق لحل القضية اليمنية، وقد وافقنا عليه في الحكومة الشرعية وما زلنا متمسكين به حتى اليوم، ونعتبره أحد المرجعيات الرئيسية التي يجب أن يستند إليها أي حل سياسي للقضية اليمنية. كما كانت روسيا مؤيدة لهذه القرارات وتدعمها، وبالتالي هذه هي روسيا. نحن لا نفرض على روسيا ما ينبغي عليها القيام به أو ما يجب أن تفعله. تعرف روسيا مصالحها العليا، وتتصرف في ضوء هذه المصالح". كما أوضح: "مع ذلك، لن يكون موقف روسيا إلا مع الدولة المدنية، ولن تكون أبدا مع فكرة العنصرية من قبل الحوثيين والنازية الجديدة. لقد هزمت روسيا النازية، وكان لها الدور الرئيسي في التحالف السوفيتي الذي أسهم بشكل كبير في هزيمة النازية. وقد سقط عشرات الملايين من الروس في هذه المعركة التي تعتبر معركة من أجل البشرية والإنسانية. لا يمكن أن تكون روسيا مع فكرة عنصرية في اليمن اليوم تروجها جماعة الحوثيين وتقول "أنا خير منك، وأعلى منك وانت في مستوى أدنى". وبخصوص الرؤية السياسية للتسوية في اليمن، قال العليمي: "نحن أولا مع السلام لأننا ندرك، أنا وإخواني من القيادة، وكذلك حلفاؤنا في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة أن الحل السياسي هو الحل الأمثل لمصلحة اليمنيين، ولمصلحة الإقليم والعالم. ولكن كل المحاولات التي بذلناها وبذلتها الأمم المتحدة والوسطاء لم تفلح مع هذه الجماعة، لأنها جماعة لا تؤمن بالسلام. وآخر هذه المحاولات كانت خارطة الطريق التي تبناها الإخوة الأشقاء في المملكة العربية السعودية، وقد وافقنا عليها في مجلس القيادة الرئاسية. ورغم ذلك، استمرت في تنفيذ الهجمات الإرهابية على المنشآت النفطية في مناطق الشرعية، وعلى الأحياء المدنية، وعلى جبهات التماس بين الجيش الوطني والتشكيلات العسكرية وبين هذه الجماعة. كما انتقلت إلى البحر الأحمر وهاجمت الملاحة الدولية. ثم تدعي أنها تدعم غزة اليوم، وترسل صواريخ لا تصل إلى إسرائيل وتنفجر في الهواء. وبهذا استدعت هذا التدخل الخارجي. وقد تسببت هذه الكارثة الكبرى في تدمير المنشآت اليمنية، من الموانئ والمطارات والمصانع، وتدعي أنها تحقق انتصارات". وأضاف: "للأسف، سأروي لك قصة بسيطة، في العام الماضي، خلال موسم الحج، كان لدينا الحجاج اليمنيون من أهلنا في صنعاء، وموجودون في جدة، وكنا نرغب في إعادتهم إلى صنعاء. واتفقنا في الحكومة على أن هؤلاء هم أهلنا، ولا بد أن يعودوا. أما كبار السن، فقد عرضنا عليهم أن يتم نقلهم إلى عدن، ثم نذهب بهم برا إلى صنعاء، لكن الحوثيين رفضوا ذلك. قالوا: أبدا.، وتركوا الحجاج في جدة، بالطبع، جلسوا في جدة لفترة طويلة. أخيرا، اتخذنا قرارا في الحكومة يقضي بأن نأخذ ثلاث طائرات من الخطوط اليمنية لنقل هؤلاء الحجاج إلى صنعاء. ونقلناهم خلال حوالي 48 ساعة، حيث نقلنا آلافا من الحجاج. لكن تم احتجاز هذه الطائرات الثلاث واختطفت من قبل الحوثيين. حاولنا التواصل معهم. وسعينا لدى العديد من الأشقاء. قلنا لهم، يا إخوان، هذه الطائرات اليوم تطلق صواريخ في الهواء، وقد تتعرض هذه الطائرات للقصف، كما قد يُستهدف المطار، لكنهم رفضوا إخراج هذه الطائرات، واستمرت في احتجازها في المطار، وعندما أبلغتنا إسرائيل بأنها ستقوم بقصف المطار، طلبنا عبر وسطاء، وقلنا لهم أن يخرجوا الطائرات من المطار. اقترحنا أن نذهب بها إلى عدن، فقالوا: "أبدا، لن تذهب إلى عدن" قلنا: "حسنًا، تذهب إلى المملكة العربية السعودية." ثم أضفنا: "طيّب، تذهب إلى عُمان." يمكنها الذهاب إلى أي مكان تختارونه في أي دولة عربية. ليس لدينا مشكلة بخصوص الدول العربية، لكنهم رفضوا. وفعلاً، جاءت الهجمات الإسرائيلية وأهلكت الطائرات الثلاث. بالنسبة للطائرة الأخيرة التي تم ضربها، أخبرناهم أن المطار غير جاهز، لكنهم أصروا على أن الطائرة كانت في عُمان وعلى متنها ركاب، وقالوا: "لا، لقد أصلحنا المطار." قلنا لهم، يا إخوان، نحن سنقوم بنقل الركاب إلى عدن. وفعلاً، نقلنا جزءا منهم إلى عدن. وقد قمنا بنقلهم بواسطة الحافلات على حساب الحكومة الشرعية والقطاعات الجوية. ولكنهم رفضوا، وقالوا: "أبداً! إذا لم تعُد الطائرة إلى مطار صنعاء، فسوف نقوم بضرب مطار عدن، وقد أعطونا إنذارا." من خلال وساطتهم قالوا: "إذا لم تتركوا الطائرة تعود إلى المطار، سنقوم بضرب مطار عدن ونوقف مطار عدن ونضرب المطارات الأخرى في حضرموت وشبوة والمخا وفي مناطق أخرى. اضطررنا لكي نتجنب مزيدا من الدمار والحرب أن نسمح للطائرة بالعودة إلى صنعاء مع الركاب الذين تبقوا، وقد جاءت الغارات الإسرائيلية قبل يومين ودمرت الطائرة الرابعة. فهذه جماعة عدمية، وبالتالي نحن نقول إنهم ليسوا شركاء سلام معنا. ولكننا مصممون على استعادة الدولة سلما أو حربا. لقد جاؤوا بالسلام، ونحن مع السلام، لكن إذا لم يأتوا.. وطبعا وفقا للمرجعيات المعترف بها وطنيا وإقليميا ودوليا، إذا لم يأتوا. فإن الشعب اليمني سيسعى لاستعادة دولته بوسائل أخرى". وحول "وحدة الموقف في المجلس الرئاسي، وتقارير مثيرة للجدل حول هذا الموضوع. والبحث مع القيادة الروسية حول إمكانية التزويد بأنظمة الدفاع الجوي" قال رئيس مجلس الرئاسة اليمني، الدكتور رشاد العليمي: "أعتقد أن هذا سؤال في غاية الأهمية. نحن فعلا بحاجة ماسة إلى تلك الدفاعات الجوية، لكي نحمي هذه المطارات من الجماعات التي للأسف ستدمر كل شيء. ولكن، تعرف أخي سلام أننا لا زلنا تحت البند السابع. ولكننا سنبحث عن وسائل للدفاع عن مطاراتنا وموانئنا من أي جهة إذا توفرت لدينا الإمكانيات. وأشقاؤنا لن يبخلوا أبدا، ولا روسيا أيضا ستبخل في دعمها لنا كما دعمتنا سابقا. لقد كان الاتحاد السوفيتي حاسما في هذه المعركة ضد هذه الجماعة نفسها بعد ثورة عام 1962. واليوم، قد تلعب روسيا دورا في الوقوف إلى جانبنا لحسم هذه المعركة". وبشأن الموقف داخل المجلس الرئاسي، أوضح رشاد العليمي: "نحن مجتمع تعددي، وأنت ربما تعرف اليمن أكثر من غيرك، وقد تدرك الأحداث التي وقعت في عام 2011 وما حدث في اليمن من انقسام بين السلطة والمعارضة. كما أنه قد دخلنا في بداية الحرب الأهلية، ثم انتقلنا إلى مرحلة المبادرة الخليجية التي قدمها الإخوة في المملكة العربية السعودية. وبدأنا خطوات في لملمة الأمور. الجروح جميعها تتعلق بالقضية الجنوبية، والأوضاع في صعدة. وشكل نظام الحكم القادم وقضايا كثيرة تم طرحها في مؤتمر الحوار. كنت مشاركًا في مؤتمر الحوار، وخرجنا بوثيقة تتضمن مخرجات هذا الحوار. كما شكلنا لجنة لإعداد مشروع دستور يمني للمرحلة القادمة على أن يُعرض للاستفتاء. إلا أن الحوثيين قد انقلبوا بالطبع على مخرجات هذا الحوار رغم أنهم كانوا جزءًا من المشاركة. كان هناك 36 عضوا في مؤتمر الحوار، ورغم ذلك انقلبوا عليه وانقلبوا على السلطة، وكان هناك حكومة توافقية. استولوا على الرئاسة واستغلوا السلطة. الآن، هذا المجلس القيادة الرئاسي الذي تشكل اليوم هو تعبير عن هذا التعدد وهذه المكونات السياسية، ولا يمكن أن تكون هذه المكونات صورة تبقى الأصل لبعضها. لا شك أن هناك تباينات وسمات تميز، ولكن لدينا قواسم مشتركة. متبقين عليها. ولدينا مرجعيات نحتكم إليها. لدينا إعلان نقل السلطة. الذي أفضى بنا إلى مجلس القيادة الرئاسية، حيث قمنا بمراجعة القواعد المنظمة لعمل المجلس والتي صدرت بقرار. ولدينا أيضا المرجعيات الوطنية الأخرى التي نحن ملتزمون بها جميعا، مثل اتفاق الرياض ومشاورات الرياض. المبادرة الخليجية والقرار الأممي 2216، كل هذه مرجعيات منصوص عليها في إعلان نقل السلطة. وبالتالي، عندما نختلف أو نتباين في بعض المواقف، لدينا آلية للتصويت داخل مجلس القيادة الرئاسي، حيث نتوافق على القرار. وإذا حدث تباين، نخضع للتصويت. وبالتالي، في حال كان هناك تصويت، يكون العدد أربعة مقابل أربعة، إلا أن التصويت يميل لصالح الجانب الذي يسانده الرئيس. إذا كان الرئيس متفقا مع قرار معين ومع ثلاثة من أعضاء المجلس، فإنه يعتبر هو العضو الرابع، وعليه يصبح القرار نافذا. وقد اتخذنا بعض القرارات بالتصويت، ورغم ذلك لم يحدث أي خلاف. لقد نقل مجلس القيادة الرئاسي الشرعية من الصراعات الداخلية التي كانت قائمة بين المكونات السياسية، والتي كانت تتمثل في صراعات مسلحة. كانت مدينة عدن تعيش في حالة من الصراع المسلح والقتال، وبالتالي تدخل الإخوة الأشقاء من المملكة العربية السعودية والإمارات. وقد قاموا فعلاً بعمل اتفاق الرياض، وبعد ذلك انتقلنا إلى مرحلة أكثر تقدمًا وهي مرحلة تكوين تشكيل مجلس القيادة الرئاسي. وبالتالي، قد خطونا خطوة إلى الأمام بحيث تكون جميع المكونات السياسية ممثلة في السلطة، وهذه مرحلة انتقالية". وقال العليمي: "عدن كانت عاصمة الدولة. لم تكن عدن عاصمة مؤقتة، بل كانت عاصمة للعديد من الدول عبر التاريخ. وبالتالي، لا توجد مشكلة في أن تكون عدن عاصمة. ولكن عندما أصدر الرئيس عبد ربه منصور قرارا باعتبار عدن عاصمة مؤقتة، كان ذلك بهدف الاحتفاظ بمعنى العاصمة التي تسيطر عليها جماعة الحوثيين، وهي صنعاء. ولذلك، أُضيفت إليها كلمة "مؤقتة". وأما مسألة تطلعات الشعب اليمني عموماً، وخاصة إخواننا في الجنوب، فنحن نقر بأن أي حل سياسي قادم هو أمر ضروري. وقد ذكرت هذا الكلام في خطاب بمناسبة الثاني والعشرين من مايو، عيد الوحدة. لقد قلت إن أي تطلعات لشعبنا وإخواننا في الجنوب سنكون داعمين لها وفقا للمرجعيات ومشاورات الرياض، التي نصت على ذلك بشكل واضح. ولذلك، نحن نقول إنه لا توجد وحدة بالقوة، ولا انفصال بالقوة، وإنما يتوافق الناس على مستقبل النظام السياسي سواء على مستوى اليمن أو على مستوى الشمال والجنوب، وهذا لن يتأثر إلا بعد أن تستعاد الدولة. ونجلس إلى طاولة الحوار ونتفاهم حول مستقبل النظام السياسي القادم. وإخواننا جميعا متفاهمون على هذا الموضوع، ونحن اليوم في معركة سياسية واقتصادية وعسكرية. جميع اليمنيين اليوم، من أطراف المهرة إلى صعدة. يعني أنني أستطيع القول إن مجلس القيادة الرئاسي يضم أعضاء من صعدة، وكذلك هناك أعضاء من حضرموت في مجلس القيادة الرئاسي. ولدي أيضا عضو من الضالع في مجلس القيادة، وعضو من مأرب في مجلس القيادة الرئاسي. كما أن هناك أيضا عضوا من شبوة في مجلس القيادة الرئاسي. يعني أن هذا التنوع داخل المجلس ليس مجرد تنوع سياسي، بل هو أيضا تنوع.. نريد أن تكون الجغرافيا اليمنية موحدة في مواجهة المشروع الإيراني الداعم لهذه الجماعة العنصرية الكهنوتية". وفي رده على سؤال حول الشخصيات الممثلة في المجلس؟ وهل يوجد بينهم من يمثل ما يسمى بحركة إعادة جمهورية اليمن الشعبية الديمقراطية، أو على الأقل ما يعرف بجمهورية جنوب اليمن؟، أكد العليمي: "وجودنا داخل المجلس القيادي الرئاسي يعكس تواجد مجموعة من المكونات السياسية، بغض النظر عن توجهاتها السياسية. ولكن هنا قواسم مشتركة تجمع بين هذه المكونات. وهذه القواسم المشتركة اتفقت على أن تحكمها خلال المرحلة الانتقالية. ثم بعد ذلك، ننتقل إلى المرحلة التي تلي استعادة الدولة. دعونا نفكر بشكل جاد في مستقبل النظام السياسي لجميع المعنيين". وبخصوص مستوى الاتصالات مع الإدارة الأمريكية، قال العليمي: "نحن نعتقد أولا أن مشروع الدولة في اليمن مدعوم من جميع الأقطاب العالمية. الدولة اليمنية تحظى بدعم من الولايات المتحدة، ومن الاتحاد الأوروبي، ومن روسيا الاتحادية. وقبل ذلك، هناك دعم من إخواننا وأشقائنا العرب، وفي المقدمة بالطبع تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية. وسأكون صريحا معك، فقد كان هناك تراخ دولي خلال السنوات العشر الماضية تجاه هذه الجماعة الحوثية، كنا على وشك الانتصار العسكري على هذه الجماعة في عدة محطات. وآخر محطة كانت تقريبا في الحديدة، حيث كنا على مقربة من الميناء، وهو الشريان الرئيسي للحوثيين بالنسبة للموارد والأسلحة. كنا على مسافة ثلاثة كيلومترات من الميناء، تدخلت الأمم المتحدة والمجتمع الغربي بكافة إمكانياته، وفرضوا علينا اتفاقية ستوكهولم، وأكدوا على ضرورة وقف إطلاق النار فورا، وطالبونا بالانسحاب، وهددوا بفرض عقوبات. وبالفعل، انسحبنا. لقد رضخنا، وأفادوا أن هذه الاتفاقية هي اتفاقية سلام. بالطبع، نحن وافقنا على هذه الاتفاقية، ولكن بعد عدة شهور، انقلب الحوثيون على هذه الاتفاقية، وعادوا إلى تموضعهم واستعادوا سيطرتهم على الميناء. وبدأت تضخ الأسلحة والمعدات والإمكانات للحوثيين في الميناء، واستعادوا قدراتهم وبنوا الإمكانيات التي نشاهدها اليوم، من خلال الصواريخ والطائرات المسيرة، وبدعم من النظام الإيراني بالأسلحة والإمكانات. وكنا نتساءل لماذا هناك حرص على هذه الجماعة، وما الذي يرغبون في الحفاظ عليه، والأجوبة متعددة، ونتركها للمراقبين وللتاريخ". كما أضاف: "عندما تطور الحوثيون وأصبح لديهم صواريخ وطائرات مسيّرة، بدأوا يهددون، هاجموا البحر الأحمر وأوقفوا الملاحة، وأطلقوا صواريخ في الهواء على أساس أنهم ينتصرون في غزة. بدأ العالم يتساءل: من هم هؤلاء الذين يوقفون المصانع في أوروبا؟ بسبب هذا، توقفت الملاحة في البحر الأحمر، وبدأت الشعوب في جميع أنحاء العالم تتساءل لماذا أنتم صامتون. بالطبع، اتخذ ترامب موقفا إيجابيا، ونحن ممتنون له على ذلك، أدرج الجماعة قبل أن ينهي فترة ولايته الأولى ضمن تصنيف الجماعات الإرهابية. عندما بدأ بايدن الانتخابات في الأسبوع الأول، أخرجهم من القائمة، لكن ترامب عاد مرة أخرى وأعادهم إلى القائمة. أعتقد أن هذا قرار إيجابي، ونحن ممتنون للولايات المتحدة وللرئيس ترامب. إن هناك درجة رئيسية في اتخاذ هذا القرار، حيث إنه يمثل تشخيصا حقيقيا أن هذه الجماعة الإرهابية سلوكياتها لا تختلف تماما عن تنظيم القاعدة وداعش. وبطبيعة الحال، كانت الضربات الأمريكية واضحة، فقد قال وزير الدفاع الأمريكي إننا سنقوم بضرب الحوثيين حتى يتوقفوا عن مهاجمة السفن الأمريكية. وبالفعل، تم إيقاف الضربات على الحوثيين بوساطة عمانية، وربما أيضا بدافع من إيران. فقد أوقفت الولايات المتحدة الأمريكية الضربات على الحوثيين. وهذه دلالة مهمة جدا، وهذه الجماعة لا تستسلم إلا للقوة. عندما استهدفت الضربات الأمريكية قدراتها العسكرية ومخازن الأسلحة فيها، وبدأت تطارد قياداتها، وافقوا على إيقاف الضربات على السفن الأمريكية. وهذا يرسل رسالة لنا في الداخل وللأشقاء في العالم العربي، وخاصة في الخليج، بأن هذه الجماعة لن ترضخ للسلام أبدا إلا بالقوة". المصدر: RT

الرئيس العليمي يعزي اللواء مفرح بحيبح
الرئيس العليمي يعزي اللواء مفرح بحيبح

اليمن الآن

timeمنذ 28 دقائق

  • اليمن الآن

الرئيس العليمي يعزي اللواء مفرح بحيبح

بعث الرئيس الدكتور رشاد محمد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، برقية عزاء ومواساة للمناضل اللواء الركن مفرح محمد بحيبح ، قائد محور بيحان ، قائد اللواء 26 مشاة، عزاه فيه واخوانه، وكافة ال بحيبح بوفاة شقيقه المغفور له باذن الله تعالى نعمان محمد بحيبح الذي وافاه الاجل بعد حياة حافلة بالعطاء المشرف في خدمة الوطن، ورفعته، وعزته. واشاد رئيس مجلس القيادة الرئاسي بمناقب الفقيد، وآل بحيبح اجمعين ومواقفهم الوطنية في الدفاع عن النظام الجمهوري ومقارعة المشروع الامامي المدعوم من النظام الايراني. واعرب رئيس مجلس القيادة الرئاسي باسمه واعضاء المجلس للواء مفرح بحيبح، واسرة الفقيد، عن بالغ حزنه وعظيم مواساته بمصابهم الاليم، سائلا الله ان يتغمده بواسع رحمته، وان يلهمهم جميعا الصبر والسلوان

ما لا يعرفه اليمنيون عن الشيخ الجمهوري ناجي جمعان .. وكيف قاد المواجهات المسلحة ضد مليشيا الحوثي وكيف غادر المشهد حياً وميتاً ..
ما لا يعرفه اليمنيون عن الشيخ الجمهوري ناجي جمعان .. وكيف قاد المواجهات المسلحة ضد مليشيا الحوثي وكيف غادر المشهد حياً وميتاً ..

اليمن الآن

timeمنذ 28 دقائق

  • اليمن الآن

ما لا يعرفه اليمنيون عن الشيخ الجمهوري ناجي جمعان .. وكيف قاد المواجهات المسلحة ضد مليشيا الحوثي وكيف غادر المشهد حياً وميتاً ..

آ آ استعرض اليوم رئيس تحرير موقع مأرب برس الزميل احمد عايض في مقال نشره الموقع بعض المواقف الوطنية للشيخ الراحل ناجي جمعان وخاصة فيما يتعلق بمواجهته للمليشيات الحوثية وخوضه المواجهات المسلحة ضدهم عام 2017. لقراءة المقال انقر هنا حيث استهل الكاتب مقاله بالقول "المواقف هي التي توثق موازين الرجال وحجمها في إرشيف الوطن والثورة.آ آ والشجعان هم من يتخذون قرارات حاسمة في لحظات تردد الجميع ،ومقياس التضحية هو ان تقدم كل ما تملك من أجل قناعاتك ومبادئك للانتصار لها.آ آ وأضاف "وقد جمع الشيخ الراحل والبطل الجمهوري الشيخ ناجي جمعان " عليه رحمة الله "كل مآثر البطولة والشجاعة والتضحية ..آ ومضى الكاتب قائلا: لقد إختتم الراحل حياته وفاء لوطنه ولثورة والجمهورية ورفض كل إغراءات الإمامة ورفض ان يعيش عبدا تحت نعالها وفضل ان يعيش حرا كريما ولو كلفه ذلك الحياه خارج وطنه، والتضحية بكل ما يملك.آ آ وحول مواقفه الوطنية علق رئيس تحرير موقع مأرب برس بقوله "بمثل هولاء تنتصر الثورات وتُعمد التضحيات وتوضع مداميك النصر .آ آ واليك اخي القارئ بعض المحطات من حياة الفقيد البطل ناجي جمعان. آ (الشيخ ناجي جمعان هو القيادي المؤتمري الوحيد الذي لبى دعوة الرئيس الراحل علي عبدالله صالح وقام بقطع الخط أمام تعزيزات الحوثيين القادمة من محافظة صعدة إلى العاصمة صنعاء التي كانت تخطط لاقتحام مربع الحي السياسي وشارعي بغداد والجزائر والسيطرة على منزل الرئيس الراحل “صالحâ€‌ وإعدامه مع عدد من أقاربه وقيادات حزبه.. آ خاض يومها مواجهات مسلحة مع ميليشيا الحوثي التي اقتحمت منزله وقامت بإحراقه واختطاف أحد ابنائه في منطقة جدر â€' شمال العاصمة صنعاء واستشهد نجله وأصيب شقيقه.آ آ بعد سيطرة مليشيا الحوثي على منزله وأملاكه في مسقط رأسه بقبيلة بني الحارث نجح الشيخ الراحل ناجي جمعان الوصول الى قبيلة أرحب شرق العاصمة صنعاء.. ومن هناك تمت ترتيبات نقله الى محافظة حضرموت ثم انتقل بعدها الى مصر وكان ذلك في اواخر عام 2017. ومن يومها وهو خارج الوطن وتوفي في جمهورية مصر العربية وأوصى بدفن جثمانه في مسقط رأسه، فكان له ما أراد بقوة ضغط القبيلة ضد مواقف مليشيا الحوثي التي كنت ترفض عودته حيا وميتا.آ فكانت جنازته استفتاء شعبيا على حقيقة ووزن مليشيا الحوثي في المجتمع وتحديدا في مناطق نفوذهم وسيطرتهم. وأثبت مشاهد تشييع الشيخ ناجي جمعان ان اليمنيين يعتزون بجمهوريتهم وثورتهم وأنهم على استعداد لإقتلاع السرطان الحوثي الخبيث من اليمن وهم جميعا ينتظرون لحظة الخلاص. آ وحول رمزية ودلالات خروج عشرات الآلاف من المشيعين للراحل قال الكاتب " خرج مئات الآلاف من كل ابناء القبايل اليمنية من دون دعوات ولا توجيهات ولا اعتماد بدل سفر لهم ,ووصل الجميع الى قبيلة بني الحارث للمشاركة في وداع أحد ابطال الجمهورية ورموزها الشجعان ... آ رحم الله المناضل الجمهوري الجسور ناجي جمعان.. ورحم الله كل المناضلين الأوفياء لله وللثورة والجمهورية. ..ولا نامت أعين الجبناء.آ آ وأتس أب طباعة تويتر فيس بوك جوجل بلاس

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store