
دوره الأخير
في الحروب تتساوى أهمية النصر المعنوي بالنصر العسكري. وهناك دائرة خاصة في الجيوش، مهمتها واختصاصها تعبئة المعنويات. ويحل لها، في سبيل ذلك، استخدام جميع الوسائل والخدع، وحتى - أو خصوصاً - الكذب. كما أوصى ضابط الدعاية الألماني الشهير بول جوزيف غوبلز.
الخدعة المؤلمة التي دبرها الأوكرانيون للجيش الروسي، أهميتها الكبرى في آثارها على معنويات الجيش الروسي، الذي انتصر على دول المحور في الحرب العالمية الثانية. وقبله هزم وشتت جيوش نابليون، وجعلها تموت جوعاً وبرداً فيما عرف بانتصار «الجيش شتاء».
منذ ثلاث سنوات والجيش الروسي العظيم يفشل في حسم الحرب التي شنها بكل قواه على أوكرانيا، ومن خلفها أميركا و«الناتو». ولعل الضربة المعنوية الأكبر ليست «خدعة سيبيريا» الأخيرة، بل يوم اضطرت موسكو إلى طلب المساعدة من جيش كوريا الشمالية، والرفيق كيم الثالث. والأسوأ كان مباهاة الزعيم بالانتصارات، التي حققتها قواته في المعارك، وحجم الخسائر التي ألحقتها بأعداء الحليف الروسي.
النكسة الأخيرة جعلت الرئيس الروسي السابق، ديمتري ميدفيديف يعود إلى التهديد بالخيار النووي، وهو أمر مرعب غير محتمل، لكنه يعبر عن الحالة المعنوية التي تمر بها الدولة الكبرى المتفاجئة - ومعها العالم - ليس من قوة أوكرانيا وصمود الممثل فولوديمير زيلينسكي، وإنما من الصورة التي تكونت عن تراجع الرمز البطولي الروسي عبر التاريخ. واضح أنه حتى أميركا لا تسعى إلى ذلك، ولا يناسبها هذا الخلل في التوازنات الدولية. وقد حاول ترمب إنقاذ الجميع من هذا المأزق المتعدد الضرر والأخطار، لكنه لم ينجح حتى الآن في أي وعد من الوعود السحرية، التي كان يأمل بها.
الضرب في معنويات روسيا، وسيد الكرملين، سوف يوسع الحرب، ويعقد الحلول، ويضيق المآزق على الجميع. وسوف يظل مكتوباً على هذا العالم أن يتابع كل يوم تنقلات زيلينسكي، وعروض الأيام السخيفة، في وضع عالمي لا يحتمل مشاهد التمثيل من الدرجة الرابعة. هناك حوالي مليوني قتيل ومصاب في هذه الحرب بينهم 200 ألف من عسكره. وقد حان وقت خلع البزّة المنفرة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ ساعة واحدة
- الشرق السعودية
روسيا وأوكرانيا تتبادلان الاتهامات بشأن المسؤولية عن تأجيل تبادل الأسرى
تبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات بشأن المسؤولية عن تأجيل عملية، كانت مقررة السبت، لتبادل الأسرى بين الجانبين، بموجب التفاهمات التي توصلا إليها في مفاوضات إسطنبول. ونقلت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، عن رئيس الإدارة العامة لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية ألكسندر زورين قوله: "قدم الجانب الروسي للجانب الأوكراني قائمة تضم 640 اسماً، لكن الجانب الأوكراني يمتنع حالياً عن تحديد موعد لعودة هؤلاء الأفراد وتسليم العدد المقابل من أسرى الحرب الروس". وذكر ألكسندر زورين أن "رتلاً يحمل الدفعة الأولى من جثث العسكريين وصل إلى منطقة التبادل"، بحسب ما أوردته وكالة "سبوتنيك" الروسية. وأضاف: "يضم الرتل 1212 جثة، ويجري تجهيز 3 قطارات أخرى، يحمل كل منها 1200 جثة، بالإضافة إلى قافلة سيارات سيحمل أيضاً 1200 جثة، للإرسال قريباً، وسيتجاوز العدد الإجمالي 6 آلاف شخص". وقال مستشار الكرملين فلاديمير ميدينسكي، في وقت سابق السبت، إن أوكرانيا أرجأت بشكل مفاجئ تبادل أسرى حرب واستلام رفات جنود قتلى إلى أجل غير محدد. وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأن عملية تبادل أسرى الحرب بين روسيا وأوكرانيا خُطط لها وفق مبدأ "الجميع مقابل الجميع"، أي الجرحى والمرضى في حالات حرجة، بالإضافة إلى الأشخاص دون سن الـ25 عاماً. وأوضحت الوزارة أن الجانب الروسي، بموجب الاتفاقات التي تم التوصل إليها في 2 يونيو الجاري في مدينة إسطنبول التركية، بدأ عملية إنسانية واسعة النطاق لإعادة أكثر من 6 آلاف جثة لقتلى عسكريين أوكرانيين، بالإضافة إلى تبادل أسرى الحرب. وقال رئيس الوفد المشارك في مفاوضات إسطنبول فلاديمير ميدينسكي إن "مجموعة الاتصال التابعة لوزارة الدفاع الروسية موجودة على الحدود مع أوكرانيا"، مضيفاً أن المفاوضين الأوكرانيين "لم يكونوا في موقع التبادل". وحث ميدينسكي أوكرانيا على الالتزام الصارم بالجدول الزمني والاتفاقات، والمضي قدما فوراً في عملية التبادل، قائلاً: "نحن في الموقع وعلى استعداد تام للعمل.. نرحب بالقنوات التلفزيونية الدولية ووكالات الأنباء والمراسلين للحضور والاطلاع بأنفسهم على هذا الأمر". الجانب الأوكراني يرجئ العملية في المقابل، قال المسؤول الأمني الأوكراني أندريه كوفالينكو يوم إن مزاعم روسيا بأن أوكرانيا تؤخر تبادل جثث الجنود غير صحيحة، وحث موسكو على التوقف عما أسماه "ممارسة الألعاب القذرة" والعودة إلى العمل البناء. وقال كوفالينكو، المسؤول في مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، على تطبيق تليجرام: "تصريحات الجانب الروسي اليوم لا تتوافق مع الواقع أو الاتفاقات السابقة بشأن تبادل الأسرى أو إعادة الجثث إلى الوطن". وقالت أوكرانيا إنها "تفتقد بعض المعلومات المهمة التي تحتاجها للمضي قدماً في العملية"، مضيفة: "روسيا كانت تحاول التلاعب بالعملية بتصريحات أحادية الجانب.. نواصل العمل على تبادل المرضى والمصابين بجروح بالغة والشباب وتبادل الجنود القتلى"، بحسب ما أوردته "بلومبرغ". وعقدت روسيا وأوكرانيا الجولة الثانية من محادثات السلام في إسطنبول الاثنين الماضي، واتفقتا على تبادل المزيد من أسرى الحرب، مع التركيز على الأصغر سناً وذوي الإصابات البالغة وإعادة رفات 12 ألف جندي.


عكاظ
منذ 2 ساعات
- عكاظ
لماذا أرجأت أوكرانيا عملية تبادل الأسرى مع روسيا ؟
أعلنت روسيا أن أوكرانيا أرجأت عملية تبادل مئات من أسرى الحرب لدى الطرفين واستعادة جثث جنود قتلى، توافق عليها الطرفان خلال مباحثات سلام جرت في إسطنبول مطلع الأسبوع الحالي. وأفاد كبير المفاوضين الروس فلاديمير ميدينسكي على منصات التواصل الاجتماعي بأن «الجانب الأوكراني أرجأ بشكل غير متوقع ولفترة غير محددة، تسلّم الجثث وتبادل أسرى الحرب». وكان وزير الدفاع الأوكراني، رستم عمروف، أعلن في ختام المباحثات أن كييف وموسكو وافقتا خلال المفاوضات على تبادل جميع أسرى الحرب المصابين بجروح خطيرة أو من تقل أعمارهم عن 25 عاماً، إضافة إلى نحو 6 آلاف جثة لجنود قتلوا من كل جانب. وقال عمروف: «اتفقنا على تبادل أسرى الحرب المصابين بجروح خطيرة والمرضى، على أساس الجميع مقابل الجميع». أما الفئة الثانية فتشمل الجنود الشباب الذين تراوح أعمارهم بين 18 و25 عاماً... كما اتفقنا على أن يعيد كل طرف 6,000 جثة لجنود سقطوا في المعارك». أخبار ذات صلة وكانت كييف اقترحت على موسكو إجراء جولة جديدة من المحادثات بين 20 و30 يونيو الجاري. واعتبرت أن «هذا ضروري لدفع عملية التفاوض قدماً». فيما أفصح النائب الأول لوزير الخارجية الأوكراني سيرغي كيسليتسيا، أن روسيا رفضت عرض كييف بوقف غير مشروط لإطلاق النار خلال جولة المحادثات المباشرة في إسطنبول. وأضاف كيسليتسيا، خلال مؤتمر صحفي عقب المحادثات، أن الجانب الروسي واصل رفض مقترح وقف إطلاق النار غير المشروط. وقال كبير المفاوضين الروس فلاديمير ميدينسكي، إن بلاده اقترحت على أوكرانيا وقفاً جزئياً لإطلاق النار ليومين أو ثلاثة أيام في مناطق معينة من الجبهة خلال محادثات إسطنبول.


عكاظ
منذ 3 ساعات
- عكاظ
روسيا تشن أعنف هجوم على خاركيف
بعد مرور نحو أسبوع على عملية «شبكة العنكبوت»، ردت روسيا على الهجوم الأوكراني الذي استهدف 4 مطارات عسكرية اليوم (السبت) بحملة قصف عنيفة استهدفت خاركيف، ثاني أكبر مدن أوكرانيا. ووصف رئيس بلدية المدينة إيهور تيريخوف الهجوم بأنه «الأعنف منذ بداية الحرب». وأكد في منشور عبر تطبيق تيليغرام مقتل 3 أشخاص، وإصابة 17، وأعلن أن خاركيف تعرضت للقصف بـ48 مُسيرة من طراز شاهد، وصاروخين، و4 قنابل موجهة. وتقع منطقة خاركيف على حدود خط الجبهة من الشرق، والحدود الروسية من الشمال، وغالباً ما تكون هدفاً للهجمات الروسية. من جانبه، كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تفاصيل هجوم «شبكة العنكبوت». وقال في مقابلة مع شبكة «إي بي سي نيوز» الأمريكية تبث غداً (الأحد) إن «سائقي الشاحنات الروس الذين نقلوا ما شكل منصاتٍ للهجوم الأوكراني المفاجئ واسع النطاق بطائرات مسيّرة على الطائرات الحربية الروسية، فعلوا ذلك عن غير قصد». ولفت إلى أن الطائرات المسيّرة المستخدمة في الهجوم كانت مُخبأة في ما يشبه «المنازل المتنقلة» ذات أسقف قابلة للطي، حُمِّلت على الشاحنات ثم فُتحت عن بُعد لتنفيذ العملية. وأضاف زيلينسكي «لم يكن السائقون على درايةٍ بأي شيء بل قاموا بعملهم فحسب». أخبار ذات صلة وأفاد بأن السائقين لم يدركوا أن الحاويات التي نقلوها كانت مجهزة سراً بطائرات بدون طيار من شأنها مهاجمة المطارات الروسية وإتلاف معدات عسكرية بمليارات الدولارات. وأكد أن أجهزة المخابرات الأوكرانية «استخدمت أسلحتها فقط» ولم تستعمل أي معدات من ترسانة الحلفاء. في المقابل، اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أن الأوكرانيين «أعطوا بوتين سبباً لقصفهم بشدة». وشنت روسيا أمس (الجمعة) هجوماً واسعاً بالمسيرات والصواريخ نحو الأراضي الأوكرانية، مشيرة إلى أنه رد على قصف مطاراتها. وكانت أوكرانيا أعلنت سابقاً أنها ألحقت أضراراً بأكثر من 40 قاذفة روسية في الهجوم المذكور الذي أطلقت عليه عملية «شبكة العنكبوت»، وهو ما يعادل نحو ثلث أسطول القاذفات الاستراتيجية الروسية. وأقرت وزارة الدفاع الروسية باندلاع النيران في طائرات عدة بعد إطلاق مسيّرات «في منطقتي مورمانسك وإيركوتسك الواقعتين على التوالي في القطب الشمالي الروسي وشرق سيبيريا». وأفادت بأن الهجوم استهدف عدة مطارات أخرى، من بينها مطارات في مناطق إيفانوفو وريازان وأمور، عند الحدود مع الصين في أقصى شرق روسيا، لكن تم صدها.