
عودة "مهرجان تنوير" إلى صحراء مليحة إحدى أهم المبادرات للشيخة بدور بنت سلطان القاسمي
وتُقام هذه التجربة الفريدة من نوعها وسط الطبيعة الخلابة لمنطقة مليحة، لتكون منصة تجمع الزوار من مختلف الثقافات والخلفيات من حول العالم، وتعزز قيم التواصل والتفاهم واكتشاف الذات في رحلة ثقافية مميّزة تحت نجوم الصحراء.
وتستند رؤية "مهرجان تنوير" إلى المبادرة الملهمة للشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، مؤسسة وصاحبة رؤية المهرجان، التي استلهمت إطلاق المهرجان من شغفها بالحوار الثقافي والموسيقى والاستدامة. وتؤمن الشيخة بدور بقدرة الموسيقى والطبيعة والتجارب المشتركة على إحداث تحوّل إيجابي، ما دفعها إلى ابتكار منصة تتجاوز الحدود، وتقرّب بين المجتمعات، وتعزز الفهم الإنساني المشترك.
وفي هذا السياق، قالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي: "يسعدنا إطلاق الدورة الثانية من 'مهرجان تنوير'، التي تأتي بتجارب أكثر طموحًا وتفاعلًا وتأثيرًا. وشكّلت الدورة الأولى بداية لمسار تواصل فاعل مع جمهور متنوع، ونحن اليوم نبني على تلك التجربة من خلال برنامج فعاليات غني، ورسالة أعمق في تعزيز الوحدة بين مختلف الثقافات الثقافية والموسيقية ونتطلّع إلى استقبال جمهور المهرجان مجددًا في صحراء مليحة لمواصلة هذه الرحلة معًا".
وتنعقد دورة هذا العام من "مهرجان تنوير" تحت شعار "ما تبحث عنه.. يبحث عنك"، المستوحى من المقولة الشهيرة للشاعر جلال الدين الرومي، الذي عاش في القرن الثالث عشر للميلاد، وتجاوزت أعماله حدود الزمان والمكان والأديان. ومن خلال الموسيقى والشِعر، دعا الرومي الناس إلى استكشاف أعماق ذواتهم، والتواصل من جديد مع الطبيعة، واكتشاف الجمال في التنوع، وهي القيم التي يرتكز عليها "مهرجان تنوير".
فعاليات وتجارب متعددة
تم تنسيق المساحات المختلفة في المهرجان بعناية لتعكس رؤيته الشاملة. وتُشكِّل ساحة "المسرح الرئيسي" تجربة غامرة للحواس، تمزج بين الإضاءة الهادئة، والموسيقى المستوحاة من التراث، والعروض البصرية على سفوح الجبال المحيطة. أما "القبة"، فهي تمثّل مركز التعلّم المجتمعي من خلال ورش العمل وحلقات النقاش. وتوفر "شجرة الحياة" مكانًا هادئًا للتأمل والتواصل، بينما يضم ركن "نوريش" تجارب طهو مبنية على مفهوم "من المزرعة إلى المائدة"، ويقدّم مجموعة من الأطعمة الصحية، تشمل أطباقًا نباتية بالكامل، بالإضافة إلى أصناف متعددة من المأكولات المتنوعة. كما تحتضن "السوق" مجموعة مختارة من الحرفيين الذين يعرضون منتجات يدوية فريدة، إلى جانب أعمال فنية تفاعلية تحوّل الصحراء إلى معرض فني في الهواء الطلق.
الاستدامة في جوهر المهرجان
تُعَد الاستدامة إحدى الركائز الأساسية للمهرجان، حيث يُقام دون استعمال البلاستيك أحادي الاستخدام، ويعتمد إستراتيجية متكاملة لإعادة التدوير، ومعالجة النفايات العضوية، وتقديم خدمات طعام وشراب خالية من النفايات. كما تتضمن فعاليات المهرجان برامج توعوية حول الاستدامة، لتقديم نموذج يُحتذى به للفعاليات الثقافية الصديقة للبيئة في المنطقة. ويتبنّى المهرجان نهج "لا تترك أثرًا"، بما يضمن تقليل الأثر البيئي إلى أدنى حد، ويؤكد على إمكانية تنظيم فعاليات كبرى تحترم الأرض التي تقام عليها.
تحمل الدورة الثانية من "مهرجان تنوير" هوية أكثر عمقًا وتعبيرًا، وتمنح المشاركين فرصة فريدة للانغماس في سكينة الصحراء، والتأمل، وإعادة التواصل مع الذات والآخرين عبر لغة الموسيقى العالمية. فـ "تنوير" ليس مجرد مهرجان؛ بل مساحة جامعة لأولئك الذين يبحثون عن المعنى الأعمق، والجمال، والانتماء في عالم يزداد فيه الانقسام.
ويُمثّل "مهرجان تنوير" 2025 تجربة ثقافية وفنية متكاملة، تأخذ الزوّار في رحلة ساحرة تمتزج فيها عناصر الطبيعة بأبعاد التأمل والتجدد، في أجواء تعبق بالإلهام وتحتضن قيم الاستنارة والتواصل.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مجلة سيدتي
منذ ساعة واحدة
- مجلة سيدتي
مئة عام على ميلاد هدى سلطان ... إن كنت ناسي.. أفكرك
في 15 أغسطس 1925، ولدت في قرية كفر أبو جندي بمركز قطور في محافظة الغربية فتاة قدّر لها أن تصبح واحدة من أهم رموز الفن المصري والعربي في القرن العشرين. ولدت باسم بهجة عبد الغفور حمدي، لكنها ستعرف لاحقًا باسمها الفني الذي صار علامة: هدى سلطان. هدى سلطان شقيقة الفنان والموسيقار الكبير محمد فوزي والفنانة هند علام، حملت الموهبة في دمها، لكنها ورثت أيضًا صرامة الريف وتقاليده، ما جعل طريقها إلى الفن محفوفًا بالاعتراضات العائلية، خاصة من شقيقها الأكبر الذي خشي على سمعة العائلة. لكن هدى، كما ستقول لاحقًا: "أنا بنت بلد، وعنيدة، لو ما غنّتش كنت هموت من القهر." البدايات: من إذاعة القاهرة إلى أول أدوارها السينمائية تتلمذت هدى سلطان في بداياتها على يد الملحن أحمد عبد القادر، الذي مهد لها الطريق إلى الإذاعة المصرية، وهناك وقع صوتها الفريد في أذن الموسيقار العظيم رياض السنباطي، فبشّرها بمستقبل لامع، ووضع ثقته فيها إلى درجة أنه اختارها لمشاركته بطولة فيلمه السينمائي الوحيد "حبيب قلبي" (1952) من إخراج حلمي رفلة، لتطل على الجمهور بصوتها العذب في أغنية "حبيبي مالقيتش مثاله سلطان على عرش جماله". عام 1950، خطت أولى خطواتها في السينما بفيلم "ست الحسن" من إخراج نيازي مصطفى. ثم جاء دورها في "حكم القوي" و"جعلوني مجرمًا" لتؤكد أنها ليست مجرد مطربة على الشاشة، بل ممثلة تمتلك الموهبة والصدق. ذروة التألق في خمسينيات وستينيات خلال الخمسينيات والستينيات، كانت هدى سلطان في قمة مجدها الفني، تتنقل بين السينما والمسرح والتلفزيون، وتغني في حفلات واحتفالات كبرى. من أبرز أفلامها: "امرأة في الطريق" (1958) مع رشدي أباظة وزكي رستم – أحد أشهر أدوارها التي مزجت الإغراء بالقوة. "جعلوني مجرمًا" (1954) مع فريد شوقي – فيلم اجتماعي ترك بصمة في السينما المصرية. "أوبرا عايدة" – جمعها بالتمثيل والغناء في إطار درامي غنائي. "بورسعيد" (1957) – ملحمة وطنية غنت فيها للوطن. أفلام أخرى: "نساء محرمات" (محمود ذو الفقار)، "السكرية" (حسن الإمام عن رواية نجيب محفوظ)، "كهرمان"، "من نظرة عين" مع منى زكي. أعمال مشتركة مع يوسف شاهين: "الاختيار"، "وداعًا بونابرت"، "عودة الابن الضال". أدوار بارزة في "بدور" و"بورسعيد" مع عز الدين ذو الفقار. كما قدمت أغانٍ أصبحت من علامات الغناء الشعبي مثل: "ياما يا هوا" و*"إن كنت ناسي أفكرك"*، بالإضافة إلى الموال الذي كانت تؤديه ببراعة أسرت الجمهور. أشهر زيجات هدى سلطان تزوجت هدى سلطان أكثر من مرة، لكن أشهر زيجاتها كانت من فريد شوقي عام 1951، حيث شكلا ثنائيًا فنيًا وإنسانيًا ملهمًا. قدما معًا أفلامًا مثل: "رصيف نمرة 5"، "حكم القوي"، "الأسطى حسن"، "فتوات الحسينية"، "سوق السلاح"، "النمرود". أنجبا ابنتين هما ناهد ومها، لكن الزواج انتهى بالطلاق عام 1969. عن علاقتها بفريد شوقي، قالت: "فريد كان راجل بمعنى الكلمة، لكن الفن والغيرة ما بيتفقوش في بيت واحد." بعد ذلك تزوجت هدى من فؤاد الأطرش شقيق فريد الأطرش، ثم المنتج فؤاد الجزايرلي، وأخيرًا من المخرج حسن عبدالسلام. من الشاشة الكبيرة إلى الدراما التلفزيونية مع تراجع إنتاج السينما في السبعينيات، اتجهت هدى سلطان إلى المسرح والتلفزيون، حيث وجدت جمهورًا جديدًا. برعت في أدوار الأم، خاصة في مسلسلات مثل: "الوتد" (1996) – بدور الحاجة وتيدية، الأم الصارمة التي صارت رمزًا للأم المصرية. "ليالي الحلمية" – أحد أشهر المسلسلات الاجتماعية. "الضوء الشارد" – بدور الأم الصعيدية. "سلالة عابد المنشاوي"، بالإضافة إلى "زيزينيا" و"أرابيسك". التكريم والنهاية حصلت هدى سلطان على جوائز وشهادات تقدير من مهرجانات مصرية وعربية، تقديرًا لمشوارها الفني الطويل الذي امتد لأكثر من نصف قرن، وظلت حتى سنواتها الأخيرة تحتفظ بروح مرحة وشخصية قوية. نهاية وداعية مؤثرة توفيت هدى سلطان في 5 يونيو 2006 في مستشفى دار الفؤاد، إثر صراع مع سرطان الرئة، عن عمر ناهز 81 عامًا، بعد يومين فقط من وفاة ابنتها مها، وهو ما شكّل وداعًا مأساويًا للفنانة العظيمة. في ذكراها المئوية اليوم، لا نتذكر هدى سلطان كمجرد فنانة متعددة المواهب، بل كجزء من وجدان المصريين، امرأة امتلكت القدرة على أن تغني للفرح والحزن، للوطن والحب، وأن تترك في كل قلب أغنية وصورة لا تُنسى. أرشيف هدى سلطان: رحلة فنية في خمسة عقود على امتداد أكثر من خمسين عامًا، بنت هدى سلطان أرشيفًا فنيًا ثريًا، تنقلت فيه بين الغناء والتمثيل على المسرح والشاشة الكبيرة والصغيرة، لتترك بصمة مميزة في كل مجال. أولاً: السينما (1950 – 1990) ست الحسن (1950) – أول ظهور سينمائي. حكم القوي (1951)، الأسطى حسن (1952)، جعلوني مجرمًا (1954)، بورسعيد (1957)، امرأة في الطريق (1958). الستينيات: الحقيبة السوداء (1962)، امرأة بلا قيود (1963)، المغامرة الكبرى (1964). السبعينيات: بدور (1974)، العمر لحظة (1978). الثمانينيات والتسعينيات: أدوار الأم والسيدة الكبيرة، آخر ظهور سينمائي في "من نظرة عين" مع منى زكي. ثانيًا: الغناء بدأ في الإذاعة المصرية، تراوحت أغانيها بين الطرب الأصيل والغناء الشعبي. أشهر أغانيها: "ياما يا هوا"، "إن كنت ناسي أفكرك"، "يا حلاوة الدنيا". أوبريتات وطنية مع محمد فوزي وفريد الأطرش. ثالثًا: المسرح أبرز المسرحيات: "وداد الغازية", "الحرافيش", "الملاك الأزرق", "بمبة كشر", "سيد درويش". رابعًا: التلفزيون مسلسلات أيقونية: "الوتد" (1996)، "ليالي الحلمية", "الضوء الشارد", "زيزينيا", "أرابيسك". منذ أول ظهور لها عام 1950 وحتى آخر أعمالها في بداية الألفية، جسدت هدى سلطان تنوع الفنان الشامل: بطلة غنائية، ممثلة سينمائية بارزة، سيدة المسرح، وأيقونة درامية. إرثها الفني ليس فقط في عدد الأعمال، بل في قدرتها على المزج بين الصدق الفني والجاذبية الجماهيرية، لتظل واحدة من ركائز الذاكرة الفنية العربية لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي». وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي». ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن».


مجلة سيدتي
منذ 3 ساعات
- مجلة سيدتي
صيف الإمارات 2025 ينجح في استقطاب 17 ألف مشارك
نجحت فعاليات صيف الإمارات للعام الجاري 2025 في استقطاب 17 ألف مشارك من مختلف إمارات الدولة، والتي انطلقت تحت شعار "قيظنا ممتع / شبابنا مبدع" ، وجرى تنظيمها على مدار 5 أسابيع متتالية، بهدف تمكين الشباب عبر البرامج التفاعلية التي ركزت على 6 مجالات رئيسية. وشملت تلك المجالات مهارات المستقبل، والهوية الوطنية والقيم، وريادة الأعمال، واللغة العربية، والصحة وجودة الحياة، والأسرة والمجتمع، وذلك بهدف تقديم تجربة شاملة ومثالية، وتأتي فعاليات صيف الإمارات من أجل تمكين الشباب في إطار حرص القيادة الرشيدة بالدولة على ذلك، وهو ما أكد عليه الدكتور سلطان النيادي، وزير دولة لشؤون الشباب. اختتام فعاليات صيف الإمارات 2025 حسب ما ذكر في وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، فإن برنامج صيف الإمارات تمكن من تحقيق نتائج ملحوظة وقيمة، عبر تنظيم أكثر من 300 فعالية ونشاط، ساهمت في إيجاد أكثر من 1900 ساعة استثمارية مثمرة، بمشاركة أكثر من 100 شريك وخبير متخصص، وبدعم تنظيمي من نحو 100 متطوع ومتطوعة. وأوضح "النيادي" أن القيادة الرشيدة كانت حريصة منذ الوهلة الأولى على توفير كل ما يلزم لاستثمار طاقة الشباب ومواهبهم، إدراكاً منها بأنهم الثروة الحقيقية للوطن والركيزة الأساسية لمستقبله، والدليل على ذلك تسخير الدولة كافة الأدوات الوطنية لتعزيز مشاركة الشباب في مسيرة التنمية، ومنحهم الفرص التي تساعدهم على النمو والتطور في مختلف المجالات العلمية والمجتمعية والابتكارية. كما أشار وزير دولة لشؤون الشباب إلى أن "صيف الإمارات" يعد تجسيداً للنهج الوطني في تمكين الشباب، عبر تقديم تجربة صيفية متكاملة تتيح لهم تطوير مهاراتهم، واستكشاف مجالات جديدة، وقال: "ما لمسناه من شغف الشباب ومشاركتهم الواسعة يعكس الوعي الكبير لديهم بأهمية استثمار عطلتهم الصيفية في ما يعود بالنفع على شخصيتهم ومجتمعهم". فعاليات صيف الإمارات 2025 احتضنت فعاليات صيف الإمارات لهذا العام تجارب استثنائية تضمنت تنظيم أكثر من 55 دورة تخصصية، وأكثر من 200 ورشة عمل تفاعلية، وأكثر من 15 لقاءً حواريا وجلسات نقاشية، و10 عروض ثقافية وفنية، فضلاً عن عشر جولات وزيارات ميدانية. وشهد البرنامج أيضًا على تنظيم 19 بطولة رياضية، و5 رحلات ترفيهية إلى مناطق مختلفة داخل الدولة، و5 معارض قدمت للمشاركين تجربة معرفية في مجالات متعددة، وخلال 3 أسابيع استهدف البرنامج الآتي: التركيز على بناء مهارات الشباب ، والتوعية بالتوجهات المستقبلية. ترسيخ الهوية الوطنية من خلال غرس القيم الإماراتية الأصيلة. تطوير مهارات الشباب من خلال خلق بيئة تفاعلية عززت لديهم التفكير والإبداع. توفير فرص تعليمية تواكب تطورات سوق العمل، وتوسع مداركهم بما يعزز من إمكاناتهم لاتخاذ قرارات مستقبلية واثقة. ترسيخ الهوية الوطنية في نفوس الشباب، وتعزيز شعورهم بالانتماء من خلال تجارب واقعية تربطهم بإرث الدولة وقيمها. توثيق قصص نجاح شارك فيها شباب من مختلف الأعمار.


مجلة سيدتي
منذ 4 ساعات
- مجلة سيدتي
عطور شَمع تفتتح أول بوتيك لها في الإمارات... وجولتي كانت رحلة من الذاكرة إلى الحواس
كثيراً ما أزور متاجر العطور ، وأجرب مجموعات فاخرة من علامات عالمية ، لكن نادراً ما أشعر بأنني فعلاً دخلت عالماً له روح وهوية... وهذا تماماً ما حدث لي في زيارتي الأولى لبوتيك "عطور شَمع" في مارينا مول أبوظبي ، منذ اللحظة الأولى، كان واضحاً أن هذا البوتيك لا يشبه غيره: تصميم يحمل بصمة تراثية راقية، تفاصيل دقيقة تُحاكي الحواس وعطور تحكي القصص، عطور "شَمع" لم تأتِ إلى الإمارات فقط كعلامة، بل كإرث عطري انتقل من مومباي، وعاش نجاحه في قطر وعُمان، ليحطّ اليوم في قلب العاصمة الإماراتية ، ويبدأ فصلاً جديداً في مسيرته الطويلة. ليست مجرد عطور بل تجربة عميقة تتجاوز التسوق المساحة صُممت بعناية فائقة تعكس الحرفية التي اشتهرت بها العلامة لأكثر من خمسين عاماً، فكل تفصيل يوحي بأن ما ينتظرك هنا ليس منتجاً بل تجربة، وكعاشقة للعطور الوردية الشرقية، خطفت أنفاسي تركيبة "طائف" من مجموعة الجلد، وفيها نجد تناغماً مذهلاً بين ورد الطائف، الياسمين، والورد الدمشقي، تنتهي بنفحات دافئة من العود، المسك، والعنبر الرمادي، لينتُجَ عطرٌ متوازنٌ، فخمٌ وهادئٌ. توقفت بعدها عند مجموعة Royal Mirage، واكتشفت أنها تضم أربعة عطور مختلفة، كل منها يحمل طابعاً فريداً، أولها عطر Amiri الملكي بنفحات فخمة من العود الهندي، الزعفران والورد، من ثمّ عطر دهب Dahab المضيء، يجمع الجريب فروت بالعنبر والمسك. يتجلى الغموض في مكونات عطر Layl الهادئ؛ إذ يجمع الزعفران، الورد، العود مع نفحات من التوابل والجلد للمسة ليلية جذّابة، وآخر عطور المجموعة هو ميراج Mirage الفاخر، يتكوّن من القرفة، الورد، الصندل مع طبقات من خشب الأرز. كل عطر منها يعكس حضوراً مميزاً، ويمكنك أن تجدي في كل واحد منها جانباً من شخصيتك. أما عطر' دهب"، التي تعني 'الذهب" باللغة العربية، هي واحدة من أكثر العطور المحبوبة من شاما، والتي أعيدت صياغتها الآن لتصبح بخاخاً للجسم بالكامل. من بين أبرز الإضافات الجديدة لعطور شَمع هو Dahab Body Spray، وهو واحد من أحدث إصدارات الدار، فبعيداً عن الطابع العودي أو الكثيف، يحمل هذا البخاخ العطري تركيبة منعشة وعصرية تجمع بين الجريب فروت، ونفحات خفيفة حيوية: صُمم ليكون رفيقك اليومي، ببصمة أنيقة تبقى وتنتعش طوال النهار، دون أن تطغى. واحدة من أجمل لحظات جولتي كانت عند تجربة الزيوت العطرية من شَمع، فهي زيوت تم تعتيق بعضها لأكثر من عشرين عاماً، وتحتوي على مكونات نادرة مثل العنبر الرمادي وورد الكاناوج، أعجبتني بشكل خاص تركيبة Royal 1 لصفائها، وVintage لثباتها وعمقها، بالإضافة إلى Shumukh ذات النغمة الخشبية الزهرية الدافئة، وRoyal Philippini الذي يعكس بساطة راقية. في ختام الجولة، توجهنا إلى غرفة مخبأة خلف الجدار، مع خزانة بتصميم مميز، تخفي بداخلها أخشاباً وليست بأية أخشاب، بل هي العود بأصله، حيث تقدم عطور شَمع أكثر من ثمانية أنواع مختارة من العود الطبيعي النقي من الهند، كمبوديا، الفلبين وسريلانكا. كل نوع يمتاز بنوتته الفريدة، وثباته العالي، وتغليفه الراقي... ليمنحك تجربة تبقى في الذاكرة.