94,000 فرد عملوا ضمن منظومة حج 1446
شرُفَ أكثر من 94 ألف فرد عملوا ضمن منظومة الحج لهذا العام بخدمة الحجاج في مختلف المواقع الميدانية والتنظيمية، ضمن الجهود المبذولة للارتقاء بجودة الخدمات، وتعزيز تجربة ضيوف الرحمن.
وبيَّنت وزارة الحج والعمرة أن الأرقام المسجلة تأتي في إطار عمل مؤسسي منسّق يجمع بين الجهات الحكومية والخدمية، ويعتمد على تكامل الكوادر البشرية مع التقنيات الحديثة، بما يضمن تقديم تجربة حج آمنة وميسرة.
وفي جانب الرقابة، نفّذ مركز «امتثال» التابع للوزارة أكثر من 70 ألف جولة رقابية ميدانية خلال الموسم، شملت مساكن الحجاج والمخيمات والمطابخ المركزية والمرافق التشغيلية. أما في محور التوعية فشهد الموسم إنتاج أكثر من 1.2 مليون مادة توعوية بعدة لغات، كما أسهم تطبيق «نسك» في تقديم أكثر من 30 خدمة رقمية إضافية هذا العام، أبرزها «نسك AI»؛ وهو مساعد رقمي ذكي يقدّم خدمات توعوية وإرشادية بعدة لغات عبر تفاعل صوتي ونصي، بالتكامل مع 25 جهة حكومية، و10 شركاء من قطاع الأعمال.
وفي مجال السلامة، سُجلت أكثر من ستة ملايين قراءة لبطاقة «نسك» الذكية، التي تُستخدم لتعزيز السلامة الميدانية، والوصول السريع للحجاج.
كما قدمت مبادرة «نسك عناية» أكثر من 845 ألف خدمة مباشرة، شملت الدعم الصحي والنفسي واللغوي، والاستجابة للحالات الإنسانية عبر فرق ميدانية تعمل على مدار الساعة.
وعلى صعيد التطوع، شارك في هذا الموسم أكثر من ثلاثة آلاف متطوع في خدمة ضيوف الرحمن، موزعين على ستة مسارات متنوعة، حيث تواجدوا ميدانياً في أكثر من 107 نقاط اتصال، دعماً للجهود الحكومية، ومشاركةً في صنع تجربة استثنائية لضيوف الرحمن.
وتجسد هذه المؤشرات الميدانية حجم التخطيط والدقة والاستثمار في الإنسان والتقنية، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، ويُرسّخ مكانة المملكة الرائدة في خدمة الإسلام والمسلمين، وتيسير أداء النسك بأعلى درجات الطمأنينة والتنظيم.
أخبار ذات صلة
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 2 ساعات
- عكاظ
رحلة بدأت بـ«لا حج بلا تصريح» وانتهت بـ«شكراً»
«لا حج بلا تصريح».. لم تكن عبارة توجيهية أو نظاماً يطبق فقط خلال موسم الحج، بل كانت نجاحاً وقاعدة أساسية تهدف إلى تنظيم الحج، وتأمين سلامة الحجاج، وضمان تيسير أداء المناسك، وتعني أنه لا يجوز لأي شخص أداء فريضة الحج دون الحصول على تصريح رسمي. الرحلة انطلقت بتأكيد «لا حج بلا تصريح» وانتهت بعبارات الشكر والامتنان من حجاج بيت الله الحرام ممن منَّ الله عليهم بالحج للسعودية وكافة الجهات العاملة في تنظيم الحج. وأكد الحجاج أن موسم هذا العام كان مثالاً في التنظيم، في الخدمات المقدمة وسرعة وسهولة التنقل بين المشاعر المقدسة. وأبرزت وسائل إعلام لدول شقيقة ما وجده ضيوف الرحمن من اهتمام كبير ونجاح، فقالت: «إن المملكة أبدعت في إدارة الحشود، وإن استخراج التصاريح والبطاقات، وعلى رأسها «بطاقة نسك»، تم قبل وقت كافٍ، ما سهّل على الحجاج الدخول والتنقل بين المشاعر دون عوائق»، لافتة إلى أن التنقل من منى إلى عرفات ثم مزدلفة ومن ثم رمي الجمرات جرى بانسيابية غير مسبوقة، مؤكدة أن هذه الجهود تعكس حرص المملكة على تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، مشيدة بالتسهيلات المقدمة لهم. دقة في التنفيذ النجاح الباهر الذي تحقق في تنظيم حج هذا العام ما كان ليتحقق لولا فضل الله وكرمه أولاً، ومن ثم بفضل حكمة قيادة المملكة العربية السعودية وإيمانها العميق بدورها الديني ومكانتها القيادية، وحرصها على أداء الأمانة التي استُودِعت بها في خدمة الحرمين الشريفين، فكانت على قدر المسؤولية وأكثر، بكل تفانٍ وإخلاص. لقد أدى حجاج بيت الله الحرام هذا العام مناسكهم في أجواء إيمانية، وسط ظروف استثنائية من الرعاية الأمنية والصحية والغذائية والدينية والإدارة الفريدة لحشود من البشر قدر عددهم بنحو مليوني حاج جاؤوا من كل فجٍّ عميق ليشهدوا منافع لهم، يتحركون جميعهم في زمن واحد وفي مساحة محددة بكل طمأنينة وسكينة. شهد موسم حج هذا العام تنظيماً أجمع الكل على أنه ناجح بكل المقاييس، ومن أسس نجاحه التنفيذ الصارم والدقيق لقرار «لا حج بلا تصريح»، ومفعول هذا الإجراء ودقة تنفيذه أثبتا أن الرقابة المحكمة والتفتيش الدقيق في مداخل مكة المكرمة كان ركيزة أساسية نحو الانضباط والالتزام بالإجراءات التي آلت إلى النجاح المشهود. سياجٌ واقٍ وخدمةٌ آمنة حملة «لا حج بلا تصريح» هي جزء من منظومة شرعية وتنظيمية متكاملة، وهي سياج وقائي يحمي الحاج قبل أن يحج، ويوفر له خدمة آمنة، وسكناً معلوماً، وتنقّلاً مضموناً، ونظاماً صحياً متكاملاً وآمناً يحميه، وبيئة تعينه على أداء الشعيرة في أجواء كريمة تليق بالركن الخامس من أركان الإسلام.. ولم يكن هذا النجاح صدفة، بل ثمرة تناغم بين الأمن والتقنية والتخطيط؛ إذ سخّرت الجهات المختصة الذكاء الاصطناعي، والطائرات المسيّرة، وكاميرات الرصد، لتوقُّع الحشود وتفكيكها قبل أن تتراكم. وساهمت الرسائل الإعلامية التحذيرية، والتواجد الميداني المكثف، في توعية الناس ومنع التسلل من جذوره، حتى «النية الطيبة» التي طالما اتكأ عليها المتجاوزون اصطدمت هذه المرة بجدار النظام، ووعي المجتمع، الذي بدأ يُفرّق بين الرغبة في الطاعة، والإضرار بها. ونجحت الجهود المبذولة في تطبيق «لا حج بلا تصريح» في الحد من الازدحام، وتجنب المخالفات، وتوفير بيئة آمنة للحجاج، وضمنت هذه القاعدة تنظيم حركة الحجاج، وتوفير الخدمات اللازمة لهم، وتسهيل أداء مناسكهم. مراعاة مصلحة المكان والزمان المتحدث باسم وزارة الداخلية العقيد طلال شلهوب أكد نجاح الخطط الأمنية في حج هذا العام، التي تم العمل عليها من وقت مبكر، وفق توجيهات القيادة، وبمتابعة وإشراف وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، لافتاً في مداخلة له مع قناة العربية إلى أن نجاح الخطط الأمنية دليل على تكامل الجهود بين الجهات الأمنية والعسكرية والأجهزة الحكومية المعنية بالحج كافة في خدمة ضيوف الرحمن وسلامتهم ليؤدوا مناسكهم بسكينة وطمأنينة. أما رئيس الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس فأكد أن حملة «لا حج بلا تصريح» جاءت وفق مقتضى النصوص الشرعية والمقاصد المرعية، وروعيت فيها مصلحة المكان والزمان، وتحقيق قاعدة التيسير، ورفع الحرج عن المسلمين، ومراعاة شرط الاستطاعة للحجاج، كما جاءت محققة لقواعد الشريعة، وتحقيق المصالح ودرء المفاسد، وتطبيقاً لقاعدة «لا ضرر ولا ضرار»، وقاعدة «الضرر يُزال»، ومراعاة ظروف التزاحم والتدافع، إلى إدارة التفويج وتنظيم الحشود. مسؤولية لا تحتمل المجاملة شددت هيئة كبار العلماء على أن الالتزام باستخراج تصريح الحج والتزام قاصدي المشاعر المقدسة يتفق والمصلحة المطلوبة شرعاً، إذ جاءت الشريعة بتحسين المصالح وتكثيرها ودرء المفاسد وتقليلها، وأنه لا يجوز الذهاب إلى الحج دون أخذ تصريح، ويأثم فاعله، ومن لم يتمكن من استخراج التصريح فإنه في حكم عدم المستطيع. وأضافت الهيئة أن الالتزام باستخراج تصريح الحج والتزام قاصدي المشاعر المقدسة بذلك يتفق والمصلحة المطلوبة شرعاً، ذلك أن الجهات الحكومية المعنية بتنظيم الحج ترسم خطة موسم الحج بجوانبها المتعددة، الأمنية، والصحية، والإيواء والإعاشة، والخدمات الأخرى، وفق الأعداد المصرح لها، وكلما كان عدد الحجاج متوافقاً مع المصرح لهم كان ذلك محققاً لجودة الخدمات التي تقدم للحجاج، ويدفع مفاسد عظيمة من الافتراش في الطرقات الذي يعيق تنقلاتهم وتفويجهم وتقليل مخاطر الازدحام والتدافع المؤدية إلى التهلكة. نجاح هذا الموسم، بما اتسم به من دقة وسكينة وأمن، كان أبلغ ردّ على دعاة الفوضى؛ فليس ما تحقق مجرد إنجاز تنظيمي، بل رسالة واضحة بأن الحج لا يُدار بالعشوائية، ولا يُؤدى بتجاوز النظام، وأن خدمة ضيوف الرحمن مسؤولية لا تحتمل المجاملة، ولا تسمح بتكرار الأخطاء، فالحج عبادة، والنظام حرمته من حرمة المشاعر. أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 5 ساعات
- الرياض
حج آمنأمــان وراحــة وطمـأنينـة
نجــاح الحــج.. تكـامل أمنـي وتشــغيل وطــني تُعد المملكة العربية السعودية الدولة الوحيدة في العالم التي تتحمل مسؤولية إدارة أكبر تجمع بشري سنوي، وهو موسم الحج، الذي يفد إليه أكثر من مليونَي حاج من أكثر من 180 دولة، وعلى الرغم من التحديات الجغرافية، والزمانية، والديموغرافية، فقد أصبح نجاح الحج نموذجًا عالميًا في الإدارة، والخدمات، والسلامة، والتنظيم، ولعدة أسباب متكاملة جعلت من هذا الحدث السنوي الضخم مثالاً يُدرّس في كبرى الجامعات والمعاهد العالمية. ومن أبرز الجوانب التي جعلت من الحج نموذجًا عالميًا الإدارة الذكية لملايين الحجاج فهناك تنسيق دقيق بين أكثر من 40 جهة حكومية وأمنية وصحية وخدمية، ويتم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة لتوزيع الحشود وتحديد المسارات من خلال جداول زمنية دقيقة للحركة بين المشاعر المقدسة (منى، عرفات، مزدلفة) تقلل الزحام وتمنع الازدواجية. كما أن الخدمات اللوجستية المتطورة مثل: توفير السكن، والنقل، والإعاشة، والاتصالات لملايين الحجاج من أكثر من مئات الجنسيات، وتشغيل قطار المشاعر الذي ينقل مئات الآلاف خلال أيام معدودة بكفاءة وسلامة، والنظام الإلكتروني متكامل للتسجيل، الدفع، والمتابعة لكل حاج، كل تلك الخدمات ساهمت في نجاح الحج، إضافة لذلك ساهمت الكثير من المعايير العالمية في السلامة كتصميم البنى التحتية وفق أعلى معايير السلامة الإنشائية والهندسية، واستخدام كاميرات المراقبة والطائرات المسيّرة لمراقبة الحشود وتوجيهها، وكذلك خطط طوارئ صحية وأمنية متكاملة تشمل آلاف من رجال الدفاع المدني والأطباء. يضاف لذلك التنظيم الفريد للتنوع الثقافي والديني، والتعامل مع ملايين البشر من خلفيات وثقافات مختلفة بـ عدالة ومساواة في الحقوق والخدمات، ولم تعوق تنوع اللغات هذا النجاح بل تم ترجمة الإرشادات بلغات متعددة، وتوفير متطوعين ومترجمين لخدمة ضيوف الرحمن بلغات متعددة، وساهم تفعيل شعار «خدمة الحاج شرف لنا» كمنهج عملي يلمسه الحاج في كل نقطة.«نجاح الحج» ويعد نجاح موسم الحج، مسؤولية وطنية وأمنية وتنظيمية متكاملة، تستدعي تطبيق الأنظمة الصارمة بحق من يخالف التعليمات، أو يتسبب في أي إرباكٍ قد يعكّر صفو ضيوف الرحمن. وتأتي حملة «لا حج بلا تصريح» في حج هذا العام 1446هـ، لتؤكد مضي المملكة بحزمٍ وحسمٍ، في هذه الحملة التي أكدت أن من خلال إرسال العديد من الرسائل التوعوية التحذيرية المسبقة، وتكثيف نقاط التفتيش الأمنية على مداخل مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، واستخدام أحدث التقنيات في أنظمة الرصد والمراقبة، إلى جانب فرض العقوبات الفورية. وفي مشهد يعكس نضج التجربة التنظيمية للمملكة في إدارة الحشود، جاء يوم عرفة هذا العام مختلفًا، إذ التزم الحجاج بالتعليمات، وحضروا في مخيماتهم وفق الجداول الزمنية المحددة، ما أسهم في انسيابية الحركة، وخلو الطرقات المؤدية إلى صعيد عرفات، بما فيها محيط مسجد نمرة من التكدس والازدحام المعتاد. كما سادت أجواء الطمأنينة والسكينة بين الحجاج خلال تأديتهم لمناسكهم، منذ وصولهم عبر المنافذ إلى تصعيدهم إلى مشعر عرفات والوقوف لأداء الركن الأساسي في الحج، وسط بيئة آمنة وخدمات متكاملة وفّرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين. وخُصصت في هذا العام، أماكن مجهزة لكل حاج نظامي داخل المشاعر المقدسة، بما يضمن له أداء الشعائر في بيئة منظمة تراعي احتياجاته الصحية والخدمية، وما يقدّم له من خدمات متنوعة كالإسكان، والتموين، والرعاية الصحية، والنقل الحديث، إلى جانب الاهتمام بتطبيق الجانب التوعوي عبر التطبيقات والمنصات الذكية. «إجراءات تنظيمية» وشهدت خطط التفويج والتصعيد بين المشاعر المقدسة، تضافر جميع القطاعات، لتنفيذ خطط النقل بمختلف وسائله من الحافلات وقطار المشاعر، وما واكبها من التزام البعثات والحملات الرسمية والحجاج والتقيّد بالجداول الزمنية المحددة. وأسهمت الإجراءات التنظيمية، ومنها بطاقة «نسك»، واستخدام أنظمة تقنية حديثة في الإشراف، في تنظيم أداء الحج ومنع المخالفات، والتحقق من امتثال الجميع للإجراءات المحددة، كما كان للحملات التوعوية والتنسيق الفعال بين الجهات المختصة، أثر فاعل في تعزيز وعي الحجاج بأهمية اتباع التعليمات. وأسهم التزام الحجاج بالتعليمات واتباعهم للإرشادات ومراعاة مواعيد التفويج في تسهيل وصولهم عبر مختلف وسائل النقل في انسيابه تامة في الحركة المرورية وسط متابعة من القطاعات الأمنية المنتشرة في الميادين والطرق المؤدية للمسجد الحرام والمشاعر المقدسة. وتيسيرًا على ضيوف الرحمن، واصلت وزارة الداخلية تنفيذ مبادرة «طريق مكة»، للعام السابع في (7) عبر (11) مطارًا في الدول المستفيدة، وتقديم خدمات ذات جودة عالية لضيوف الرحمن من الدول المستفيدة منها، متجاوزًا عدد المستفيدين من هذه المبادرة منذ إطلاقها عام 2017 م (1,000,000) مستفيد. وما تحقق منذ بدء موسم الحج لهذا العام، من ثمار رؤية المملكة 2030 الهادفة إلى الارتقاء بخدمات الحج والعمرة، وتحقيق تجربة آمنة وميسّرة لكل حاج. «نظام واضح» ولقد أصبح موسم الحج واحدًا من أضخم الأحداث المدارة رقميًا في العالم من حيث تتبع الحشود، وتقديم البلاغات، والجداول الزمنية، وحتى الفتاوى أصبحت متاحة بضغطة زر. وفي كل موسم حج يشهد تقييمًا شاملًا للأداء، واستخلاص الدروس للتحسين في الأعوام المقبلة ، ويتم الاستفادة من التوسعة المستمرة للمشاعر المقدسة والبنية التحتية ، فرؤية السعودية 2030 جعلت الحج ركيزة في تحسين صورة المملكة عالميًا. وفي كل عام وقبل بدء موسم الحج تعلن المملكة عن رؤيةٌ وطنيّة ورسالةٌ سامية موجهة إلى العالم، مفادها أن الحج الآمن والمطمئن، حقٌ لكل حاج، لا يتحقق إلاّ بنظامٍ واضحٍ يحترمه الجميع. و»لا حج بلا تصريح»، وهذه الحملة الوطنية التوعوية والنظامية، تطلقها المملكة سنويًا وتُطبّق على أرض الواقع في موسم الحج، على المواطنين والمقيمين من حجاج الداخل وكذلك على حجاج الخارج، وهي تجسيدٌ لاهتمام قيادة المملكة – أيدها الله – لضمان موسم حجٍ آمن، يحظى فيه ضيوف الرحمن بخدماتٍ متكاملةٍ وعلى مستوى عالٍ من الأمان والراحة والطمأنينة، بعيدًا عن مظاهر الفوضى والعشوائية والمخالفات التي تنعكس سلبًا على سلاسة الحج وسهولته. وتستهدف الحملة، الحد من الظواهر السلبية التي لطالما أثّرت في جودة تنظيم الحج، كالافتراش في الطرقات، والتسلل، ونقل الحجاج غير النظاميين، والازدحام، الذي يتسبب في مضايقة الحجاج النظاميين، فضلاً عن محاصرة حملات الحج الوهمية، وما ينطوي عليها من مخاطر كبيرة على الحاج، الذي يجد نفسه يفترش الرصيف وسط درجات حرارة مرتفعة، دون مأوى أو رعاية. «قيادة وتخطيط» وفي كل عام يبدأ الاستعداد للحج قبل عام كامل عبر خطط تنسيقية بين أكثر من 20 جهة حكومية. واستخدام أدوات إدارة المخاطر والسيناريوهات الافتراضية. ورؤية السعودية 2030 أسهمت بشكل محوري في قيادة وتخطيط شؤون الحج والعمرة من خلال تحول استراتيجي شامل جعل من خدمة ضيوف الرحمن أولوية وطنية، وهدفًا تنموياً، وذلك عبر 3 محاور رئيسية وهي رفع جودة الخدمات، وزيادة الطاقة الاستيعابية، وتكامل الجهود التقنية والتنظيمية. ولقد انعكست رؤية 2030 على شؤون الحج والعمرة بزيادة عدد الحجاج والمعتمرين، وهذا أحد مستهدفات الرؤية هو استقبال 30 مليون حاج ومعتمر سنويًا بحلول 2030.كما أسهمت توسعة الحرمين والمشاعر المقدسة وتحديث البنى التحتية (مثل مطار جدة الجديد وقطار الحرمين) في تسهيل استيعاب أعداد أكبر بمرونة وأمان. ويأتي إنشاء هيئة خاصة لشؤون الحج والعمرة، مع حوكمة متطورة في تنسيق الجهود بين الجهات الحكومية والخاصة. وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص في مجالات الإسكان، النقل، التغذية، والخدمات الصحية. كما أسهمت الرؤية في تحسين تجربة الحاج والمعتمر من خلال المبادرات النوعية مثل: برنامج «حج ذكي» وهو برنامج خدمة ضيوف الرحمن. وأحد برامج تحقيق رؤية 2030 التركيز على جودة الحياة والخدمات المساندة، مثل الترجمة الفورية، والإرشاد بالذكاء الاصطناعي، والنقل الذكي. وأسهم ذلك أيضاً في التمكين الاقتصادي بتحفيز شركات سعودية ناشئة ومتوسطة للعمل في خدمات الحج والعمرة. وخلق فرص عمل جديدة ضمن قطاعات الضيافة، التقنية، النقل، والأغذية. ورؤية 2030 لم تعزز فقط الجانب الديني في الحج والعمرة، بل حولته إلى منظومة متكاملة تخدم ملايين المسلمين من خلال التخطيط الذكي، والتمكين المؤسسي، والاستثمار في التقنية والبنية التحتية، ليكون الحج تجربة روحانية ميسرة وراقية. «تحول رقمي» ونجاح الحج ليس صدفة، بل نتيجة إرادة سياسية، وإدارة علمية، وتوظيف تقني مذهل. ولهذا أصبح الحج نموذجًا عالميًا يُدرس في: الإدارة اللوجستية، وإدارة الحشود، والأمن والسلامة، والتحول الرقمي، وإدارة التنوع الثقافي. ولقد أسهم التحول الرقمي أسهم بشكل كبير في إنجاح موسم الحج خلال السنوات الأخيرة، وساهم في تحسين تجربة الحجاج ورفع كفاءة التنظيم والخدمات من خلال إدارة الحشود بكفاءة عالية، استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والكاميرات الذكية لتحليل الحركة والتنبؤ بالتكدسات. وساعدت أنظمة التتبع الجغرافي في تنظيم حركة الحجاج ومنع الازدحام في المواقع المقدسة. كما أن الخدمات الذكية والتطبيقات مثل تطبيق «نسك» وتطبيقات مشابهة في توفر خدمات حجز التصاريح، والإرشاد المكاني، والمساعدة الطبية، وجدولة المناسك. وخدمات الترجمة الفورية والمساعدة الافتراضية دعمت التواصل مع الحجاج من مختلف الجنسيات. ولا ننسى الجهود الجبارة في الخدمات الأمنية والسلامة مثل: أنظمة مراقبة متقدمة وأجهزة استشعار منتشرة في المشاعر لمراقبة درجات الحرارة، وتحديد مواقع الحجاج. وتفعيل الطائرات بدون طيار للمراقبة وتقديم الدعم السريع عند الحاجة. والخدمات الصحية الرقمية دعمت نجاح الحج من خلال سجل صحي إلكتروني لكل حاج يربط بين الجهات الصحية المختلفة. وإمكانية التشخيص عن بعد (Telemedicine) وسرعة الاستجابة في حالات الطوارئ. ومن الجهود الجبارة في إنجاح الحج تفعيل أنظمة الدفع والتعاملات المالية والتحول نحو الدفع الإلكتروني والتقليل من استخدام النقد، ما سهّل عمليات الشراء وزاد من الأمان المالي. ولإدارة التصاريح والحجوزات إلكترونيًا مهمة كبيرة في تسهيل تسجيل الحجاج وفرزهم إلكترونيًا وساعد ذلك في تقليل التزاحم وضمان الشفافية في اختيار المستحقين. والربط الإلكتروني بين الجهات الحكومية المختصة لتسريع الإجراءات. كما أن الخرائط الرقمية ثلاثية الأبعاد، والواقع المعزز تعمل على توضيح مواقع المناسك ولها دور مهم ودعم المعلومات اللحظية حول حركة النقل، أوقات الذروة، الطقس، وتعليمات الأمن والسلامة.


الرياض
منذ 5 ساعات
- الرياض
المقالالمملكة لا تُدير الحج فحسب.. بل تُبدع في رعايته
الحج شعيرة تتطلب الخبرة والإحسان لإدارتها وليس للحظ، ومن أعظم أركان الإسلام تهفو إليها أفئدة المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها. ولأنها عبادة جامعة للقلوب والأجساد، يؤديها الملايين في وقتٍ واحد ومكانٍ واحد، فإن إدارتها لا يمكن أن تُترك للارتجال أو تُعتمد فيها العشوائية، بل على العكس، إدارة الحج تُعد من أعقد المهام اللوجستية والإدارية في العالم، إذ تتطلب قدرة استثنائية على تنظيم الحشود المليونية، وضمان سلامتها، وتوفير البنية التحتية، والخدمات الصحية، والأمنية، والغذائية، والنقل، والإرشاد الديني، وغير ذلك من منظومة متكاملة تُدار بدقة متناهية. وهو ما نجحت فيه المملكة العربية السعودية باقتدار، مستندة إلى عقودٍ من الخبرة المتراكمة، والاستثمار المستمر في تطوير منظومة الحج، من خلال توظيف أحدث التقنيات، وتدريب الكوادر البشرية، وتوسيع المشروعات العملاقة في المشاعر المقدسة، وفي مقدمتها التوسعات التاريخية للمسجد الحرام، ومشاريع النقل، والمظلات، والمنشآت الصحية، ومراكز التحكم الذكية. لقد أثبتت المملكة عامًا بعد عام أن خدمة ضيوف الرحمن ليست مجرد مسؤولية، بل شرف وسيادة، تؤديه بكفاءة تنال بها احترام العالم، وتحقق به تطلعات القيادة السعودية الرشيدة التي جعلت من خدمة الحجاج أولوية وطنية عليا. وقد كانت جهود المملكة هذا العام نموذجًا حيًّا في التميز، بدءًا من الاستعدادات الاستباقية، مرورًا بتنظيم قدوم الحجاج، وضمان سلامتهم، وتسهيل أدائهم لمناسكهم، ووصولًا إلى تطبيق أعلى المعايير الصحية والأمنية والتقنية. والمبادرات النوعية، التي كان من أبرزها توفير خدمات الإنترنت مجانًا لملايين الحجاج، بهدف تمكينهم من التواصل مع ذويهم، والوصول إلى المعلومات والخدمات الإرشادية بكل يسر وسهولة. وتأتي هذه الخطوة امتدادًا لرؤية المملكة في تسخير التقنية لخدمة الحجاج، وتعزيز تجربتهم الإيمانية عبر أدوات ذكية وميسرة ، هذا التمكين الرقمي لم يكن مجرد ترف تقني، بل رافقه تطبيق واسع لحلول الذكاء الاصطناعي، وتطبيقات الترجمة الفورية، وأنظمة الإرشاد المكاني، ما ساهم في رفع جودة الخدمات وتعزيز كفاءة إدارة الحشود بشكل غير مسبوق. هذا عدا عن المنظومة الطبية الشاملة لحماية ضيوف الرحمن فقد حرصت المملكة العربية السعودية، ضمن خطتها الشاملة لموسم حج هذا العام، على تعزيز المنظومة الصحية وتوسيع نطاق الرعاية الطبية لضمان سلامة ضيوف الرحمن واستجابتهم لأي طارئ صحي بأعلى درجات الكفاءة. فقد تمت توسعة المستشفيات والمراكز الصحية في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة، وتجهيزها بأحدث الأجهزة والمعدات، بما في ذلك غرف العناية المركزة، وأقسام الطوارئ، والعيادات التخصصية، ووحدات الطب الوقائي. وشملت هذه التوسعة: تشغيل 25 مستشفى و156 مركزًا صحيًا موزعة بين مكة، منى، عرفات، مزدلفة، والمدينة المنورة. تجهيز أكثر من 5,000 سرير، منها قرابة 1,300 سرير عناية مركزة، وأكثر من 700 سرير طوارئ. تزويد المرافق الصحية بأحدث أنظمة الإنذار المبكر، والتحليل المختبري السريع، وأجهزة الأشعة والتنفس الاصطناعي. وعلى مستوى الكوادر، تم نشر أكثر من 32,000 كادر طبي وفني، ما بين أطباء، ممرضين، مسعفين، وصيادلة، تم تدريبهم مسبقًا على التعامل مع ظروف الحج الخاصة، كضربات الشمس، الإرهاق الحراري، الأمراض المعدية، والحالات القلبية المفاجئة. كما وفّرت الوزارة خدمات الطب الوقائي والميداني، عبر فرق متنقلة تقوم بفحص الحجاج وتقديم اللقاحات والعلاجات الأولية. والخدمات الإسعافية عالية التجهيز عبر أسطول من سيارات الإسعاف الميدانية، وطائرات الإخلاء الطبي، التي وفرت تدخلات سريعة في المواقع الحرجة. والعيادات الذكية الموزعة في المشاعر، والتي تقدم استشارات طبية فورية باستخدام تقنية الاتصال المرئي مع أطباء متخصصين. وقد ساهمت هذه الإجراءات، إلى جانب التوعية الصحية، في الحد من انتشار الأمراض، وتقليل نسب التنويم، وضمان تقديم رعاية متقدمة في الزمن الحقيقي. إن ما قامت به المملكة هذا العام لم يكن مجرد استجابة صحية تقليدية، بل منظومة متكاملة من الرعاية الوقائية والعلاجية والإسعافية، مدعومة بتقنيات حديثة وخطط طوارئ محكمة، جعلت من صحة الحاج أولوية قصوى لا تقبل التهاون. المملكة لا تُدير الحج فحسب، بل تُبدع في تقديمه كأنموذج عالمي فريد في إدارة الحشود البشرية الكبرى، يجمع بين التنظيم والرحمة، بين الانضباط والتيسير، ويعكس صورة الإسلام الحقيقية في أبهى مظاهرها. فالحج ركن، وخدمته شرف، وإدارته علم، والمملكة في كل موسم تثبت أنها الأجدر والأكفأ والأكثر إخلاصًا لخدمة ضيوف الرحمن. وقد أشرف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بنفسه على سير خطط الحج ومتابعة تفاصيلها الدقيقة، في رسالة واضحة تعكس حجم العناية بشؤون الحجاج، وحرص القيادة على توفير أقصى درجات الراحة والطمأنينة لضيوف الرحمن. هذا الإشراف المباشر يعكس رؤية وتوجه القيادة التي ترتكز على العمل الميداني، والاقتراب من تفاصيل التنفيذ، فسمو ولي العهد لا يكتفي بالتوجيه من بعيد، بل ينزل إلى الميدان، ويقود بنفسه، ويُجسّد بذلك روح القيادة الحقيقية في خدمة الدين والوطن وضيوف الرحمن، اعتاد قلمي في صحيفة «الرياض» على الاختصار بالمقالات والكلمات، لكن في شعيرة الحج لا يمكن أن تختصر جهود وطني وقيادتنا الرشيدة وجميع الموجودين في الميدان من أبناء وبنات الوطن، سيكون إجحافاً بحقهم أن أختصر الجهود، لذا أهنئ قيادتنا الرشيدة بنجاح موسم الحج هذا العام بفضل الله ثم بتوجيهاتهم بمستوى الكفاءة العالية والتنظيم المتقن، شاكرين لجميع القطاعات الأمنية والصحية والتنظيمية ولكل من ساهم في تقديم هذه الصورة المشرفة للمملكة أمام العالم، قيادة وشعباً.