logo
"منشورات القاسمي" تشارك في "معرض مسقط للكتاب" بأحدث إصدارات حاكم الشارقة

"منشورات القاسمي" تشارك في "معرض مسقط للكتاب" بأحدث إصدارات حاكم الشارقة

جريدة الرؤية٢٤-٠٤-٢٠٢٥

مسقط - الرؤية
تشارك "منشورات القاسمي" في معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الثلاثين لعام 2025م، والذي سيقام بمركز عمان الدولي للمؤتمرات والمعارض للفترة من الثالث والعشرين من شهر إبريل إلى الثالث من شهر مايو عام 2025م، بأحدث إصدارات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم إمارة الشارقة،
حيث إن سموّه معروف بجهوده في دعم الثقافة والمعرفة من خلال مؤلفاته المتنوعة ما بين التاريخ والأدب والمسرح والتحقيق والجغرافيا وبالإضافة إلى السيرة الذاتية.
ويعتبر معرض مسقط الدولي للكتاب من المعارض النشطة التي تعتبر محفلاً ثقافياً يسعى في كل دوراته للتعرف على الثقافات الأخرى في مختلف مجالات المعرفة العلمية والاجتماعية وغيره.
لذلك تحرص "منشورات القاسمي" على المشاركة الدائمة في معارض الكتاب وذلك لهدف استعراض المؤلفات الجديدة والحصرية لصاحب السمو حاكم الشارقة والتي تنال الإقبال الكبير والدائم من قبل أهالي سلطنة عمان ودائماً تسعى منشورات القاسمي لعرض جميع المؤلفات المتنوعة التي تخص أهل المنطقة والخليج وبالإضافة إلى الكتب المتنوعة.
ستقدم الدار لزوار المعرض نخبة من المؤلفات الجديدة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لتضيف للمكتبة الإماراتية والعربية نتاجاً فكرياً غنياً بين السرد والتاريخ والفكر، يزخر بالتنوع من الكتب والروائع، التي يقدمها سموه سنوياً، ويحرص على أن تكون حاضرة في معارض الكتب العربية.
ومن أحدث إصدارات الدار منجر تاريخي جديد بعنوان:
البرتغاليون في بحر عُمان،
أحداث في حوليات من 1497م إلى 1757م.
صدر هذا السفر الكبير "البرتغاليون في بحر عُمان، أحداث في حوليات من 1497م إلى 1757م"، في واحد وعشرين مجلدًا باللغة العربية،
،
يقابلها نفس عدد المجلدات باللغة الإنجليزية، ويتراوح عدد صفحات المجلد الواحد بين 400 و600 صفحة، وقد بلغ مجموع الوثائق في الحولية 1138 وثيقة، جمعت من جميع مراكز الوثائق في العالم.
"البرتغاليون في بحر عمان"، كنز تاريخي لا يقدر بثمن، فهو يرصد أحداثًا تاريخية مهمة وحيوية دارت وقائعها في بحر عمان، كما يرد فيه ذكر جميع الأحداث والمعارك التي وقعت في تلك الفترة والتي امتدت إلى 260 سنة مسلّطة الضوء على الدور البرتغالي في المنطقة. ولا يقتصر هذا السفر على إيراد الرسائل فحسب، بل يضم كتبًا كاملة ومؤلفات نادرة لمؤلفين برتغاليين تنشر للمرة الأولى.
كذلك يتم عرض موسوعة "سلطان التواريخ" بأجزائها الأربعة، ومسرحية " الرداء المخضب بالدماء" والتي تم إضافتها إلى مجلد الأعمال المسرحية لسموّه، بالإضافة إلى أكثر من 90 عنوانًا في مجالات التاريخن والتحقيق والأدب والمسرح. من أبرز هذه الإصدارات كتاب: "في الشندغة عشت ليالي وأياماً"، و"ذكريات مصرية"، و"حقيقة تاريخ عمان"، والمزيد التي سيتم عرضه في الجناح خلال المشاركة.
وتسعى "منشورات القاسمي" إلى توسيع منافذ القراء عبر الإصدارات المنتخبة، والتي حققت بعد إصدارها نفاداً في المكتبات المحلية والعربية، وسيجد رواد الكتب وزوار معرض مسقط في دورته المقبلة في جناح "منشورات القاسمي" أحدث الإصدارات، التاريخية منها والبحثية وهي: موسوعة تاريخ عمان المسماة "سلطان التواريخ"، والتي تشتمل على أربعة أجزاء، بالإضافة إلى مسرحية "الرداء المخضب بالدماء" (مسرحية في أربعة فصول).
في هذه المسرحية، يقدم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، للقارئ تاريخًا محققاً وروايات موثقة بقالب أدبي مسرحي مبتكر، حيث تأخذنا هذه المسرحية في رحلة عبر الزمن إلى مملكة الحيرة العربية، على ضفاف نهر الفرات، عندما كانت تعقد في الحيرة مجالس الشعر والمحاورات الأدبية، ويتناول صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي أحد تلك المجالس، وهو مجلس الملك النعمان بن المنذر، ملك الحيرة في ذلك الوقت.
وبهذه المسرحية يكون قد بلغ عدد إصدارات صاحب السمو حتى الآن سبعة وثمانين عنواناً، في مختلف المواضيع الأدبية والتاريخية والروايات وكتب السيرة الذاتية.
كما سيكون لإصدارات الدار السابقة حضورا متميزا في كافة المجالات الروائية والتاريخية والبحثية، كذلك في الشعر والقصة والمسرح والعلوم كافة. "من القاتل؟" يكشف سموّه في هذا الكتاب عن مقتل اثنان من زعماء الخليج العربي، ويُضاف إلى ذلك كتاب: "حقيقة تاريخ عمان" والذي لاقى إقبالاً كبيراً من قبل أهالي سلطنة عمان والخليج خلال المشاركة الماضية في معرض الشارقة الدولي للكتاب، بالإضافة إلى: "مختارات من جِرُون نامه": هذا الكتاب هو تحقيق لمخطوط فارسي قديم، يُعنى بتاريخ عمان ومرتبط بالحقبة التي شهدت تطورات سياسية وثقافية مهمة في المنطقة.
ولا بُد من ذكر سلسلة الموسوعة التاريخية "سلطان التواريخ" والتي تُسلط الضوء على تاريخ عُمان عبر مراحل زمنية مختلفة والتي تتألف من أربعة أجزاء رئيسية، حيث تعتبر هذه الموسوعة مرجعاً هاماً للباحثين والمهتمين بتاريخ عُمان، حيث تقدم معلومات موثقة ومدعومة بوثائق نادرة وخرائط فريدة
وأيضاً يتم عرض جميع مؤلفات صاحب السمو حاكم الشارقة في مختلف الحقول المعرفية، وتحرص الدار للمشاركة بشكل دوري وسنوي في هذا المعرض.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

في داخلي مقعد شاغر لا يُملأ
في داخلي مقعد شاغر لا يُملأ

جريدة الرؤية

timeمنذ يوم واحد

  • جريدة الرؤية

في داخلي مقعد شاغر لا يُملأ

سلطان بن محمد القاسمي في داخل كل إنسان، مهما بدا مكتملًا، هناك مقعد شاغر لا يُملأ؛ ذلك المقعد ليس محجوزًا لحبيب راحل، ولا لصديقٍ غائب؛ بل لنسخة لم تُولد بعد. نسخة لم يلتقِ بها صاحبها، ولم يمنحها فرصة أن تتنفس بصدق، أو تحيا كما خُلقت أن تكون. إنها النسخة التي لم تُنجز، ولم تفشل، ولم تُحب، ولم تكره. لم تُكسر، ولم تنتصر. كانت دائمًا هناك، في الزاوية الهادئة من الروح، تراقب من بعيد، تكتفي بالصمت، وتنتظر أن يُصغي إليها أحد. ليست نسخة مثالية، ولا خارقة، ولا مصنوعة من نور؛ بل هي ببساطة الإنسان كما يستحق أن يكون، لو أنه لم ينشغل طويلًا بما يجب، ولو أنه لم يُساوم على ما يحب، ولو أنه لم يُطِل البقاء في الأماكن التي لا تُشبهه. فكم من البشر أمضوا حياتهم وهم يملؤون مقاعد الخارج، متناسين المقعد الأهم، ذاك الذي ينتظرهم في دواخلهم، وكم من الأرواح انشغلت بالبحث عن هوية خارجية، ونسيت أن جلّ ما تفتقده… يقبع في الداخل، بانتظار لحظة وعي نادرة. "الذي يبحث عن ذاته في عيون الآخرين، لن يجدها أبدًا"، كما كتب المفكر الإيطالي نيكولو ماكيافيلي؛ فالهوية الحقيقية لا تُبنى من الخارج، ولا تُمنح كوسام؛ بل تُستخرج من باطن الإنسان، حين يختار أن يُنصت لصوته الداخلي دون رتوش أو مجاملات. ذلك المقعد لا يُفرَغ لأن أحدهم رحل؛ بل لأن الإنسان لم يقترب من ذاته بعد. لم يسأل: "من أنا حين لا أُمثّل أحدًا؟ من أنا إذا نزعتُ عني كل ما اعتدتُه، وتجرّدت من الأدوار، والتوقعات، والامتثال الدائم؟". في تلك الزاوية الهادئة من النفس، حيث لا صوت إلا صوت الصدق، تجلس النسخة الصبورة من كل إنسان، تلك التي لم تطرق بابًا، ولم تُطالب، فقط انتظرت أن تأتيها يدٌ صادقة تقول: "آن أوانك." ويا للغرابة، فبينما ينشغل الناس بالمظهر، والمكانة، والقبول الاجتماعي، تظل النسخة الأصدق فيهم حبيسة التأجيل. حبيسة الخوف. حبيسة تلك العبارات التي تُقال مرارًا: "ليس الآن"، "حين أرتاح"، "حين أفهم نفسي أكثر"… وهي لا تدري أن الفهم لا يسبق اللقاء؛ بل يبدأ منه. وقد لا يأتي هذا الوعي دفعة واحدة، لكنه ينمو في اللحظة التي يتوقف فيها الإنسان عن الجري، ويتأمل. وقد لا يُولد من فراغ؛ بل من مراجعة صادقة، من جرأة في الاعتراف بأن ما كُنا عليه قد لا يكون ما نحن مدعوون أن نكونه. تمامًا كما حدث مع الإمام الشافعي، رحمه الله، الذي لم يكن مجرد فقيه مجتهد؛ بل كان إنسانًا يدرك أن للروح مراحل، وللفكر طبقات، وأن ما يراه المرء اليوم يقينًا قد يراه غدًا اجتهادًا قاصرًا، حين انتقل من العراق إلى مصر، تغيّر السياق، وتغيّر الناس، فتغيّر هو أيضًا. لا لأنه تقلّب؛ بل لأنه جلس إلى نفسه، وأعاد الإنصات إلى النسخة الأعمق منه. كتب يقول: "قلبتُ رأيي في المسائل ليلًا… فأصبح رأيي غير ما كنت أقول." لم يكن ذلك تراجعًا؛ بل نضجًا. ولم يكن تحوّلًا خارجيًا؛ بل ولادة داخلية. الشافعي في مصر لم يكن نُسخة أضعف من الشافعي في العراق؛ بل نسخة التقت بذاتها بعد سفر طويل. جلس على المقعد الذي طالما أرجأ الجلوس فيه، فتجلّت له رؤى لم يكن ليبصرها وهو يركض بين المسائل والردود والمناظرات. وهكذا كلّ منّا، لا يكتمل بصوتٍ عالٍ أو بانتصارٍ علني؛ بل حين يجلس مع ذاته في صمت، ويقول لها بهدوء: "ماذا بقي منّي لم أعرفه بعد؟" إن ذلك المقعد في الداخل ليس نهاية؛ بل بوابة. لا يُراد منه الاعتزال عن الحياة؛ بل العودة إليها بنسخة أصلية. نسخة لا تسعى للإعجاب، ولا تركض خلف رضا الآخرين؛ بل تنمو بهدوء، وتُثمر برفق، وتعيش في انسجام نادر بين ما تعتقده وما تفعله. ولأن المعرفة الحقيقية تبدأ من الداخل، فإن أصعب المصالحات هي تلك التي تتم بين الإنسان ونفسه. حين يعترف لنفسه: "نعم، خذلتك كثيرًا، أجلتُك كثيرًا، استبدلتك مرارًا، لكنني اليوم… أعود إليك." وليس في الأمر رومانسية مفرطة؛ بل نضج هادئ. فأن يعيش الإنسان صادقًا مع نفسه، هو أقرب ما يكون إلى النجاة. أن يجلس على المقعد الذي خُلِق له، دون أن ينتظر إذنًا، أو تصفيقًا، أو موافقة من أحد… هو القرار الذي يحرره من كل ما كبّله يومًا. وقد قال الله تعالى: ﴿ وفي أنفسكم أفلا تبصرون ﴾؛ فربّما البصيرة لا تُكتسب من كثرة التجارب؛ بل من لحظة صدق واحدة، يجلس فيها الإنسان إلى ذاته كما لو أنه يراها لأول مرة، ويُسلّم لها زمام الرحلة، لا خوفًا؛ بل احترامًا. وفي نهاية المطاف، لن يُجيد العبور سوى من عرف وجهته، ولا طريق أصدق من ذاك الذي يبدأ من الداخل… إلى الداخل.

سطرٌ أخير لم يُكتب
سطرٌ أخير لم يُكتب

جريدة الرؤية

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • جريدة الرؤية

سطرٌ أخير لم يُكتب

سلطان بن محمد القاسمي بين كل بداية ونهاية، هناك حكاية تروى، وأخرى تُكتم، ولكن ما لا يُقال في العلن غالبًا ما يكون هو الأصدق؛ فنحن نعيش، نُحب، نتألم، ونمضي، ولكن قلّما نمنح أنفسنا فرصة للانفصال الواعي عن شيء قد انتهى في دواخلنا، وذاك القرار لا يُختصر في كلمة وداع، ولا في علامة نقطة؛ بل في لحظة وعي تختار فيها أن تغلق صفحة لا لأنها انتهت، بل لأنك اخترت أن تواصل. وقد قيل في الأثر: "ما كان لك سيأتيك ولو بين جبلين، وما لم يكن لك لن تناله ولو كان بين شفتيك"، ولذلك ربما علينا أن ندرك أن التعلق بما فات هو إنكار لحكمة القدر. إننا نُجيد البدء، ونعرف كيف نُقرّب الأرواح، ونلتصق بالذكريات، ونُراكم اللحظات، ولكن حين تحين لحظة التوقف، نرتبك، ونصمت، ونؤجل، ونختفي. وغالبًا ما نساوي بين الإنهاء والخسارة، وبين الحسم والخذلان. ولا أحد يحب أن يكون هو من ينهي شيئًا، حتى لو كان ذلك الشيء يؤذيه، ولذلك تُترك تفاصيل كثيرة في حياتنا عالقة، وكأنها تنتظر معجزة لتُحسم. لكن الحقيقة التي لا مهرب منها هي أن ترك الأمور مفتوحة على مصراعيها، هو ما يجعلنا ندور في حلقات متكررة، في علاقات مهددة، وفي مشاريع مترددة، وفي قرارات مؤجلة، وفي ذكريات تتكرر بلا توقف. فنحن نظن أن تأجيل المواجهة يمنحنا راحة، لكنه في الواقع يمدّ الألم بخيطٍ أطول. الله عز وجل يقول: ﴿ وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم ﴾، ولذلك ربما ما نُصِرّ على استمراره هو ذاته ما يُعيق أرواحنا عن النضج والتحرر. وإن الأهم من لحظة الإنهاء ذاتها، هو أن نعرف متى نتخذها، وكيف، ولمصلحة من. فليس كل توقف نهاية، بقدر ما هو بداية أخرى. ومن يجرؤ على الاعتراف بأن ما لديه قد اكتمل، يمتلك الشجاعة ليبدأ من جديد، ومن يُغلق بابًا، يكون قد رأى ما يكفي ليختار غيره. وفي هذا العالم المزدحم بالأحاديث المكسورة، وبالمواقف المعلقة، وبالعلاقات التي تتنفس على أجهزة الانتظار، يصبح القرار الحاسم نوعًا من التحرر. فأن تقول ما يجب أن يُقال، دون خوف أو خجل أو تردد، وأن تعترف أنك تعبت، وأنك لا تستطيع الاستمرار بنفس الطريقة، وأن تمنح نفسك الحق في اختيار مسار لا يشبه ما اعتدته، فذلك ليس ضعفًا؛ بل وعي. وقد ورد في الحديث الشريف: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك"، ولذلك فالبقاء في منطقة رمادية لا يُنبت فيك يقينًا، بل يهدر وقتك وحياتك. وقد يبدو ذلك قاسيًا، خصوصًا إن جاء بعد سنوات من المراهنة، أو بعد خسارة ثقيلة، ولكنه غالبًا ما يكون ضروريًا لبقائنا في وضع نفسي متوازن. فالنفس البشرية لا تطيق الاستنزاف المستمر، وإن لم نحسم ما يؤذينا، تحولنا إلى نسخ شاحبة من ذواتنا. بل الأعجب من ذلك، أننا أحيانًا نُبقي قرار الخروج معلقًا بيد غيرنا، فننتظرهم ليأذنوا، أو ليعتذروا، أو ليفسحوا لنا الطريق. وهكذا نُسقط إرادتنا في أيديهم، فنظل محبوسين في انتظار شيء لن يحدث، أو لن يحدث كما نرجو. لكن متى كان الخارج أكثر وفاءً منا لداخلنا؟ ومتى قرّر أحدهم بالنيابة عنا قرارًا ينصف أرواحنا؟ فإننا حين نُرجئ اتخاذ ما نعلم أنه الصواب، نطيل أمد التيه، ونمنح الحزن فرصة أكبر ليتمدد. وقد قال أحد الحكماء: "ما دام القلب ينزف فليس ثمة جدوى من تضميد السطح"، ولذلك كثيرًا ما يكون الحسم الداخلي هو السبيل الأصدق للشفاء. فلا إعلان، ولا ضجيج، ولا مواجهات متأخرة… بل فقط إدراك داخلي أن الحكاية وصلت إلى منتهاها، لا لأنها فشلت، بل لأنها قالت كل ما عندها. وليس الأمر مقصورًا على الجانب العاطفي وحده، فهناك محاولات لا تجد طريقًا للنجاح، ونعلم أنها أنهكتنا، ومع ذلك نُبقيها حيّة شكليًا. وهناك تصورات قديمة عن أنفسنا، لم تعد تعبّر عنا، ولكننا نستمر في تمثيلها لأننا لا نعرف غيرها. وقد ذكر ابن القيم أن من علامات الصدق ألا تتعلق النفس بما مضى، بل تنشغل بتحقيق ما هو خيرٌ لها في القادم، وهذا المعنى جوهري حين نُفكّر فيما يستنزفنا ويُعيق ذواتنا. فالتحوّل لا يتطلب خطابًا دراميًا، بل لحظة صدق مع الذات، وقرار يُتخذ في عمق النفس، لا يعوّل على رأي أحد، ولا يحتاج إلى موافقة الجماهير، وإنما هو لحظة نقاء نمنحها لأنفسنا. وكم من أناس رحلوا دون أن يتصالحوا مع الماضي، وغادروا وفي قلوبهم كلمات لم تُقال، ومواقف لم تُفسّر، وأخطاء لم تُغتفر. فقد ماتوا وهم يحملون ثقلاً كان يمكن لهم أن يضعوه لو امتلكوا الشجاعة في لحظة مبكرة. فامتن لنفسك إن استطعت أن تُنهي ما يرهقك، واعترف بما في داخلك دون تأخير، وسامِح أو ابتعد أو وضّح… فالمهم ألا تترك ما يجب إنهاؤه متعثرًا في المنتصف، لأن ما لا يُحسم، يعود إلينا بوجوه أخرى. وتلك الرسالة التي ترددت في إرسالها، وتلك الكلمة التي كان يجب أن تُقال، وذلك اللقاء الذي لم يتم… فكل هذه مواقف لا تتعلق بالزمن بل بالإرادة. لأن الانتظار الطويل لا يصنع نهاية مختلفة، بل يضيف تعقيدًا إضافيًا على ما كان بسيطًا. ولا تنتظر أن تتناغم الظروف مع مزاجك لتتخذ موقفًا واضحًا، فأحيانًا لا يأتي الوقت المثالي، ولكننا نصنعه حين نتصرف بما يتوافق مع قيمنا وقناعاتنا. ومن اللافت أن بعض القرارات لا تُتخذ لإغلاق باب، بل لفتح مساحة في الروح. فأنْ تعترف بالحب إنْ كنت صادقًا، وأن تقول "أحتاجك" لمن تفتقده، وأن تعتذر لمن آذيته… فليست كل الخطوات الصادقة نهاية، بل أحيانًا تكون تصحيحًا لمسار مائل. وقد يكون أجمل ما نفعله في حياتنا هو أن نتصالح مع فكرة الاكتمال، وأن نفهم أن ما مضى كان ضروريًا، ولكنه لا يصلح للاستمرار، وأن نأخذ ما تعلمناه ونمضي دون شحنات غضب أو لوم أو حنين أعمى. فنحن لا نُبنى مما حدث فقط، بل مما اخترنا فعله بعد ذلك، وتلك الاختيارات الصغيرة، المتزنة، الهادئة، هي ما يشكّل جوهرنا الحقيقي. ولا ننسى أن من توكل على الله كفاه، ومن سلّم قلبه لله هداه، فبعض الطرق تحتاج إلى يقين أكثر من التفكير، وثقة أكثر من التخطيط. فلا تسمح لأحد أن يقرر متى تتوقف أو تستمر، وخذ قراراتك دون صراخ، وامضِ بها بقلبٍ مطمئن. وتلك اللحظة التي تعرف فيها أنك قلت كل ما عليك قوله، وفعلت كل ما عليك فعله… تكفي لتمنحك سلامًا يكفيك سنوات. فليس ضروريًا أن تُخلّدك الكتب، ولا أن تُصفق لك المنصات، وإنما يكفي أن تكون أمينًا على نفسك. وأن تعرف متى تغادر، ومتى تبقى، ومتى تتجاوز، ومتى تعود. لأن النهايات، في جوهرها، ليست نهاية للحياة، بل بداية لنُضج آخر… نُضج لا يحتاج شعارات، بل يحتاج قلبًا صادقًا يعرف أنه آن الأوان للمضي.

حاكم الشارقة يشهد افتتاح الدورة الثالثة من مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة
حاكم الشارقة يشهد افتتاح الدورة الثالثة من مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة

جريدة الرؤية

time٣٠-٠٤-٢٠٢٥

  • جريدة الرؤية

حاكم الشارقة يشهد افتتاح الدورة الثالثة من مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة

الشارقة - الرؤية شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وبحضور سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، افتتاح الدورة الثالثة من مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة، الحدث الأول من نوعه في المنطقة، والذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب خلال الفترة من 1 إلى 4 مايو في مركز إكسبو الشارقة. واطلع صاحب السمو حاكم الشارقة خلال الافتتاح، على أجندة المؤتمر لهذا العام، والتي تضم سلسلة من الفعاليات المتخصصة، من بينها 26 ورشة عمل متخصصة، و21 جلسة نقاش تفاعلية، إضافة إلى عروض سينمائية ومعارض متخصصة، بمشاركة 72 متحدثاً من أبرز صناع الرسوم المتحركة في العالم، كما تفقد سموه قاعات المؤتمر ومنصات العارضين، واطلع على الأدوات الإبداعية التي تقدمها الجهات المشاركة من حول العالم. وتابع صاحب حاكم الشارقة خلال حفل الافتتاح، عرض الفيلم الإبداعي القصير من إنتاج هيئة الشارقة للكتاب، واستُعرض بأسلوب بصري وسردي مبتكر، محطات تاريخية من تطور الرسوم المتحركة في العالم العربي، منذ بداياتها الأولى في الخيام والأسواق وخلف الستائر، وصولاً إلى الأعمال الحديثة التي شكّلت ذاكرة أجيال مثل "بكار" و"فريج" و"شعبية الكرتون". وسلّط الفيلم الضوء على محاولات عربية مبكرة في مجال التحريك، وأبرز إنتاجات المنطقة في القرن العشرين، إلى جانب دور الدبلجة في إعادة تقديم الأعمال العالمية بصوت وهوية عربية، كما توقف عند تجربة "سبيس تون" التي شكّلت نقلة نوعية في صناعة المحتوى الموجه للأطفال في الوطن العربي. واختتم الفيلم برسالة ملهمة تؤكد أن الشارقة تمهّد الطريق أمام صنّاع المحتوى العرب لإنتاج أعمال بصرية تنبع من ثقافتهم وتخاطب العالم بلغة الإبداع العربي. وفي كلمتها الافتتاحية قالت خولة المجيني، المدير التنفيذي للمؤتمر // نفتتح مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة، هذا المشروع الذي يعد استراتيجية متكاملة أطلقتها هيئة الشارقة للكتاب، تحت رعاية صاحب السمو حاكم الشارقة، وبإشراف ومتابعة من رئيسة مجلس إدارة الهيئة، لتمكين صناعة المحتوى في العالم العربي، من خلال أدوات جديدة ومقاربات مبتكرة //. وأضافت المجيني أن المؤتمر يكرّس رؤية الشارقة في تأسيس بيئة مستدامة لصناعة المحتوى، وذلك من خلال منظومة عمل متكاملة تمتد على مدار العام، لاكتشاف المواهب، وتطويرها، وربطها بمنصات الإنتاج والنشر، حيث يمثل حلقة وصل بين النشر والإنتاج، وبين الكتاب والرسامين، وبين الخيال والتطبيق، وبين الجيل الذي يكتب الآن، والجيل الذي سيحلم بعد عشرين عاماً. واختتمت المجيني كلمتها قائلة // آن الأوان لنروي قصصنا بأنفسنا؛ فالوطن العربي يزخر بمواهب استثنائية لا ينقصها الإبداع، بل تحتاج فقط إلى المساحة والفرصة والدعم، وإننا اليوم في الشارقة، نحلُم ونخطط ونعمل ليشاهد العالم في المستقبل رسوماً متحركة بجودة عالمية لكن بهوية عربية تنبض بثقافتنا، وتتحدث لغتنا، وتحاكي قلوب أطفالنا، وتدهش جمهور العالم //. وألقى فهد الحساوي الرئيس التنفيذي لشركة "دو"، الراعي الرسمي للمؤتمر كلمة قال فيها // إن دعم ورعاية "دو" لهذا المؤتمر ينبع من إيماننا العميق بأهمية الاستثمار في الثقافة والإبداع كقوة دافعة للتغيير الإيجابي، وكمحفز أساسي لنمو اقتصاد المستقبل، ويُجسد مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة رؤيتنا المشتركة نحو تمكين جيل جديد من المُبدعين، ورواة القصص، وصانعي المحتوى، الذين يشكّلون ملامح المشهد الرقمي في منطقتنا //. وأضاف الحساوي // الإبداع أحد ركائز التحول الرقمي الذي نطمح إليه في دولة الإمارات العربية المتحدة تنفيذاً لرؤية قيادتنا الرشيدة، وتمنح هذه المؤتمرات والفعاليات الفرصة للمواهب الناشئة لصقل مهاراتهم وتوفير كافة الأدوات والمساحة للإبداع والمشاركة الفاعلة في بناء مستقبل أكثر تواصلاً وابتكاراً //. ويحتفي المؤتمر هذا العام بفنون "الأنيمي" اليابانية التي أثّرت في أجيال من عشاق الرسوم المتحركة حول العالم، ويستضيف نخبة من مبدعي اليابان في هذا المجال، من بينهم ماسايوكي مياجي وتاميا تيراشيما، اللذان شاركا في أبرز إنتاجات استديو "جيبلي"، مثل "سبيريتد أواي" و"ماي نيبور توتورو"، إلى جانب توم بانكروفت، مؤسس استديوهات "بنسيليش أنيميشن"، وطوني بانكروفت، المعروف بأعماله مع ديزني في أفلام "مولان" و"علاء الدين"، وساندرو كلوزو، مصمم شخصيات "أنستازيا" و"طرزان" و"شيبنديل". ويمضي "مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة" في دورته الثالثة نحو ترسيخ مكانته كمنصة دولية لاستكشاف أحدث التوجهات في هذا القطاع، حيث يناقش هذا العام تقاطعات الرسوم المتحركة مع الذكاء الاصطناعي، والسرد القصصي البصري، وتحويل الأعمال الأدبية إلى إنتاجات مرئية، مؤكداً أن الرسوم المتحركة اليوم تمثل لغة عالمية تتقاطع فيها الفنون والتكنولوجيا والثقافات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store