
"الفتاة الفوضوية".. إطلالة تُبرز العيوب بعفوية مدروسة!
باريس - أ ف ب: يجتاح مظهر "الفتاة الفوضوية" المناقضة لـ"الفتاة النظيفة" وسائل التواصل الاجتماعي والشوارع في مختلف أنحاء العالم منذ أشهر، وهي موضةٌ توحي، من خلال الشعر الأشعث والكحل الملطخ والقميص المجعد مثلاً، بأنها تُحرِّر من القواعد، لكنها قد لا تكون كذلك فعلياً.
على عكس صورة "الفتاة النظيفة" (clean girl)، التي طغت في السنوات الأخيرة، ببشرتها المثالية وشعرها المصفف بعناية وإطلالتها التي تتناسب مع منزلها المرتب، فإن "الفتاة الفوضوية" (messy girl) تُجسد جماليات عالم الروك، وتبدو أشبه بصورة الفتاة العائدة من حفلة.
ويُسجّل إقبال متزايد على التمثّل بهذه الإطلالة، التي اعتمدتها المغنيتان البريطانية تشارلي إكس سي إكس والأميركية بيلي ايليش.
وحصد وسم "ميسي_غيرل" (messygirl#) آلاف المشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعي، ويعود ذلك جزئياً إلى أغنية "آيم تو ميسي" (I'm too Messy) للمغنية البريطانية لولا يونغ.
وعلى "تيك توك"، أثار اختبار "فتاة نظيفة أم فتاة فوضوية" لتحديد الفئة التي تنتمي إليها الفتيات، ضجة وتفاعلاً واسعين.
وتلاحظ الكاتبة الفرنسية المتخصصة في الموضة والفخامة صوفي أبريا، أن هذا "الإهمال المبالغ فيه للمظهر" ليس أمراً جديداً، إذ سبق أن انتهجته نجمات أخريات قبل عقود، من جوارب كورتني لاف الممزقة في تسعينات القرن العشرين، إلى كحل آيمي واينهاوس المتقطر، مروراً بجزمة المطر التي درجت كايت موس على انتعالها في المهرجانات خلال العقدين الأول والثاني من القرن الحادي والعشرين.
وتشرح أبريا أن هذا التوجه يقع في منزلة وسطى بين مظهر الغرانج الناعم (soft grunge) في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين وأسلوب الـ"إندي سليز"، الذي يجمع بين الروك والبوهيمية، في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، إلا أن كل اتجاه اليوم يمر عبر مصفاة الخوارزمية ويصبح وسماً".
لكنّ مفهوم "الفتاة الفوضوية" ليس مجرّد موضة جمالية، بل يُجسّد أسلوب حياة يقوم على قبول الذات والواقع كما هو من دون السعي إلى تعديله.
وتوضح صوفي أبريا أنه عبارة عن "جمالية تمجّد اللاكمال، واللامبالاة، والفوضى، والهشاشة العاطفية، وهو بمثابة نقد للإنتاجية المفرطة، ولكن أيضاً لمعايير الجمال"، التي تجسّدها موضة "الفتاة النظيفة".
وتضيف أن هذا المفهوم، "من خلال جمالية العيوب، والفوضى.. يشكّل نقيضا لفكرة التحكّم.. إنه نوع من الإرهاق المُنمّق".
وهو إرهاق مُدروس بعناية. ففي الواقع، غالباً ما يكمن وراء العفوية الظاهرة للموضة، توجه مقصود مُصمّم بعناية، ومن هنا، تكثر دروس التبرّج على طريقة "الفتاة الفوضوية"، أو تنسيق الملابس المناسبة لها.
وتُشير الصحافية الفرنسية المُتخصصة في تأثير الموضة كلير روسيل إلى أن الإخراج القائم على التحكّم المطلق الذي تجسّده إطلالة "الفتاة النظيفة" أفسَحَ لـ"نوع من الإخراج القائم على الواقع الحقيقي"، وتلاحظ صوفي أبريا "أن الفوضى الظاهرة غالباً ما تكون متعمدة".
وهذه الفوضى المقصودة التي يُفترض أن تكون مُحرِّرة، لا تبدو في متناول الجميع، ولا تعبّر عن "تحرُّر نسوي كبير، لأن هذا التوجه يتبلور من خلال نساء بيضاوات، نحيفات جداً، ومُفرطات في تبني معايير المغايرة الجنسية، ومشاهير مثل كايت موس"، بحسب كلير روسيل.
وترى أن هذا التوجه "لا يُراعي التنوع، وبهذا المعنى، فهو ليس نسوياً جداً".
إلى ذلك، إذ كان مفهوم "الفتاة الفوضوية" يجسّد الرغبة في الانعتاق من الأعراف الاجتماعية السائدة، فهو ليس بمنأى عن إمكان أن يتلقفه قطاعاً الأزياء والتجميل.
وترى صوفي أبريا أن "المفارقة تكمن في أن العيوب حتى قابلة للتنميق والبيع، وقد أدركت ماركات الأزياء ذلك".
وكان أسلوب الـ"إندي سليز" حاضراً بقوة في أسبوع الموضة النسائي الأخير في باريس، إذ لوحظ الاستخدام الكثيف للجلود، وعودة السراويل الضيقة، وقمصان الـ"تي شيرت" التي تحمل شعارات، ومنها تلك التي تحمل عبارة "اعشق ديور" (J'adore Dior)، وهي صيغة جديد لتلك التي صممها المدير الفني السابق جون غاليانو.
مع ذلك، تُضفي "الفتاة الفوضوية" نفحة منعشة في مرحلة تشهد ظهور "اتجاهاتٍ رجعيةٍ جداً"، على غرار ما يُعرف بموضة "ترايدوايفز" (tradwives) أي "الزوجات التقليديات" اللواتي يقتصر دورهن على أن يكنّ ربات بيوت، أو عودة المحتوى المُؤيد لفقدان الشهية، بحسب كلير روسيل.
وتختتم قائلةً: "إذا وجد الناس اتجاهاً يتيح لهم مواجهة هذه القواعد المحافظة جداً، التي تخفي بين طياتها عدائية تجاه النساء، فسيكون ذلك رائعاً".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين أون لاين
منذ 9 ساعات
- فلسطين أون لاين
بريطانيا.. مهرجان "غلاستنبري" يشعل جدلاً واسعًا بعد تضامن علني مع غزة
متابعة/ فلسطين أون لاين أثار مهرجان "غلاستنبري" الموسيقي الشهير في بريطانيا جدلًا سياسيًا وإعلاميًا واسعًا، بعد أن عبّرت عدة فرق موسيقية عن تضامنها العلني مع الشعب الفلسطيني، ما دفع جهات رسمية وإعلامية إلى اتخاذ إجراءات وتحركات غير مسبوقة، شملت تدخل مسؤولين حكوميين وفتح تحقيقات شرطية. القصة بدأت مع الفرقة الأيرلندية المثيرة للجدل Kneecap، المعروفة بمواقفها السياسية الداعمة لفلسطين. حيث سبق لها أن أثارت الجدل خلال مشاركتها في نسخة العام الماضي من المهرجان، عندما عرضت شعارات مناهضة للحكومة البريطانية وأخرى مؤيدة لغزة على شاشة المسرح. هذا العام، وبالرغم من ضغوط قادها رئيس الوزراء البريطاني ومسؤولون آخرون لمنع مشاركة الفرقة، أصرت إدارة المهرجان على موقفها واستضافتها مجددًا. بينما امتنعت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) عن بث فقرة Kneecap على الهواء، في خطوة أثارت انتقادات، خاصة بعد أن قامت إحدى الحاضرات بنقلها مباشرة عبر "تيك توك"، حيث تجاوزت مشاهداتها مليوني مشاهدة. وشهدت الفقرة رفع مئات الأعلام الفلسطينية في أوساط الجماهير، كما ردد الحضور هتافات مناهضة للحكومة ورئيس الوزراء البريطاني. في مشهد موازٍ، فاجأ فريق Bob Vylan، الذي بثت فقرته عبر الـBBC، الجمهور بهتافات داعمة لفلسطين، تضمنت عبارات مثل "من النهر إلى البحر" وانتقادات حادة للجيش الإسرائيلي وهيئة الإذاعة البريطانية. المغني البريطاني Jordan Stephens شارك هو الآخر برسالة رمزية، إذ اصطحب والدته إلى المسرح مرتدية الكوفية الفلسطينية وتحمل علم فلسطين، بينما هاجمت المغنية البريطانية Jade الحكومة البريطانية بسبب صفقات الأسلحة مع إسرائيل، ووصفتها بأنها "تدعم إبادة شعب محاصر". هذه التحركات قوبلت بغضب رسمي واسع، إذ أصدرت السفارة الإسرائيلية في لندن بيانًا شديد اللهجة اتهمت فيه المشاركين بـ"التحريض" و"معاداة السامية"، في حين أعلنت الشرطة البريطانية فتح تحقيق رسمي، يستهدف بالأساس فريقي Kneecap وBob Vylan. وتجدر الإشارة إلى أن أحد أعضاء Kneecap، المعروف باسم "Mo Chara"، يواجه بالفعل قضية أمنية سابقة تتعلق بفيديو يتضمن شعارات اعتبرتها السلطات "تحريضية". الجدل المستمر يعكس الانقسام المتزايد داخل بريطانيا بشأن الموقف من العدوان الإسرائيلي على غزة، وتزايد التضامن الشعبي والفني مع القضية الفلسطينية في الأوساط الثقافية والفنية.


جريدة الايام
منذ 2 أيام
- جريدة الايام
"الفتاة الفوضوية".. إطلالة تُبرز العيوب بعفوية مدروسة!
باريس - أ ف ب: يجتاح مظهر "الفتاة الفوضوية" المناقضة لـ"الفتاة النظيفة" وسائل التواصل الاجتماعي والشوارع في مختلف أنحاء العالم منذ أشهر، وهي موضةٌ توحي، من خلال الشعر الأشعث والكحل الملطخ والقميص المجعد مثلاً، بأنها تُحرِّر من القواعد، لكنها قد لا تكون كذلك فعلياً. على عكس صورة "الفتاة النظيفة" (clean girl)، التي طغت في السنوات الأخيرة، ببشرتها المثالية وشعرها المصفف بعناية وإطلالتها التي تتناسب مع منزلها المرتب، فإن "الفتاة الفوضوية" (messy girl) تُجسد جماليات عالم الروك، وتبدو أشبه بصورة الفتاة العائدة من حفلة. ويُسجّل إقبال متزايد على التمثّل بهذه الإطلالة، التي اعتمدتها المغنيتان البريطانية تشارلي إكس سي إكس والأميركية بيلي ايليش. وحصد وسم "ميسي_غيرل" (messygirl#) آلاف المشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعي، ويعود ذلك جزئياً إلى أغنية "آيم تو ميسي" (I'm too Messy) للمغنية البريطانية لولا يونغ. وعلى "تيك توك"، أثار اختبار "فتاة نظيفة أم فتاة فوضوية" لتحديد الفئة التي تنتمي إليها الفتيات، ضجة وتفاعلاً واسعين. وتلاحظ الكاتبة الفرنسية المتخصصة في الموضة والفخامة صوفي أبريا، أن هذا "الإهمال المبالغ فيه للمظهر" ليس أمراً جديداً، إذ سبق أن انتهجته نجمات أخريات قبل عقود، من جوارب كورتني لاف الممزقة في تسعينات القرن العشرين، إلى كحل آيمي واينهاوس المتقطر، مروراً بجزمة المطر التي درجت كايت موس على انتعالها في المهرجانات خلال العقدين الأول والثاني من القرن الحادي والعشرين. وتشرح أبريا أن هذا التوجه يقع في منزلة وسطى بين مظهر الغرانج الناعم (soft grunge) في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين وأسلوب الـ"إندي سليز"، الذي يجمع بين الروك والبوهيمية، في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، إلا أن كل اتجاه اليوم يمر عبر مصفاة الخوارزمية ويصبح وسماً". لكنّ مفهوم "الفتاة الفوضوية" ليس مجرّد موضة جمالية، بل يُجسّد أسلوب حياة يقوم على قبول الذات والواقع كما هو من دون السعي إلى تعديله. وتوضح صوفي أبريا أنه عبارة عن "جمالية تمجّد اللاكمال، واللامبالاة، والفوضى، والهشاشة العاطفية، وهو بمثابة نقد للإنتاجية المفرطة، ولكن أيضاً لمعايير الجمال"، التي تجسّدها موضة "الفتاة النظيفة". وتضيف أن هذا المفهوم، "من خلال جمالية العيوب، والفوضى.. يشكّل نقيضا لفكرة التحكّم.. إنه نوع من الإرهاق المُنمّق". وهو إرهاق مُدروس بعناية. ففي الواقع، غالباً ما يكمن وراء العفوية الظاهرة للموضة، توجه مقصود مُصمّم بعناية، ومن هنا، تكثر دروس التبرّج على طريقة "الفتاة الفوضوية"، أو تنسيق الملابس المناسبة لها. وتُشير الصحافية الفرنسية المُتخصصة في تأثير الموضة كلير روسيل إلى أن الإخراج القائم على التحكّم المطلق الذي تجسّده إطلالة "الفتاة النظيفة" أفسَحَ لـ"نوع من الإخراج القائم على الواقع الحقيقي"، وتلاحظ صوفي أبريا "أن الفوضى الظاهرة غالباً ما تكون متعمدة". وهذه الفوضى المقصودة التي يُفترض أن تكون مُحرِّرة، لا تبدو في متناول الجميع، ولا تعبّر عن "تحرُّر نسوي كبير، لأن هذا التوجه يتبلور من خلال نساء بيضاوات، نحيفات جداً، ومُفرطات في تبني معايير المغايرة الجنسية، ومشاهير مثل كايت موس"، بحسب كلير روسيل. وترى أن هذا التوجه "لا يُراعي التنوع، وبهذا المعنى، فهو ليس نسوياً جداً". إلى ذلك، إذ كان مفهوم "الفتاة الفوضوية" يجسّد الرغبة في الانعتاق من الأعراف الاجتماعية السائدة، فهو ليس بمنأى عن إمكان أن يتلقفه قطاعاً الأزياء والتجميل. وترى صوفي أبريا أن "المفارقة تكمن في أن العيوب حتى قابلة للتنميق والبيع، وقد أدركت ماركات الأزياء ذلك". وكان أسلوب الـ"إندي سليز" حاضراً بقوة في أسبوع الموضة النسائي الأخير في باريس، إذ لوحظ الاستخدام الكثيف للجلود، وعودة السراويل الضيقة، وقمصان الـ"تي شيرت" التي تحمل شعارات، ومنها تلك التي تحمل عبارة "اعشق ديور" (J'adore Dior)، وهي صيغة جديد لتلك التي صممها المدير الفني السابق جون غاليانو. مع ذلك، تُضفي "الفتاة الفوضوية" نفحة منعشة في مرحلة تشهد ظهور "اتجاهاتٍ رجعيةٍ جداً"، على غرار ما يُعرف بموضة "ترايدوايفز" (tradwives) أي "الزوجات التقليديات" اللواتي يقتصر دورهن على أن يكنّ ربات بيوت، أو عودة المحتوى المُؤيد لفقدان الشهية، بحسب كلير روسيل. وتختتم قائلةً: "إذا وجد الناس اتجاهاً يتيح لهم مواجهة هذه القواعد المحافظة جداً، التي تخفي بين طياتها عدائية تجاه النساء، فسيكون ذلك رائعاً".


جريدة الايام
٢١-٠٦-٢٠٢٥
- جريدة الايام
"لابوبو".. دمية صينية تجتاح الأسواق العربية
بكين- شينخوا: أثار المغني المصري المشهور أحمد سعد، الذي يتابع حسابه على منصة "تيك توك" ملايين المتابعين، تفاعلاً واسعاً بعد نشره مقطع فيديو يوثق لحظة حصوله على دمية "لابوبو"، وهو ما زاد في إثارة اهتمام الجمهور في مصر والعالم العربي بها بشكل غير مسبوق، لتكتظ منتديات هواة الألعاب بنقاشات وتعليقات مختلفة حول الدمية ومدى الإعجاب بها والرغبة في اقتنائها. وشهدت هاشتاغات "لابوبو" باللغة العربية على "تيك توك" ارتفاعاً هائلاً في نسبة المشاهدات خلال ثلاثة أشهر. وشارك الشباب السعودي مقاطع فيديو تستعرض محتويات الصناديق الغامضة وتصميمات معدلة للدمية، بل وصل التفاعل إلى درجة ابتكار أغاني راب عربية مستلهمة من الدمية، بينما اصطفت طوابير طويلة أمام متاجر الألعاب في الإمارات للتسابق على اقتنائها. وينبع هذا الانتشار الواسع للدمية في الدول العربية من جاذبيتها الفريدة وجودة صناعتها العالية، إذ تجسد في تصميماتها الإبداعية وتفاصيلها الدقيقة مهارة وإتقان الصناعة الصينية، وهو ما يلبي تطلعات الجمهور العربي للجمال والمتانة. ويتمتع كل نموذج بسمات شخصية مختلفة تناسب أهواء محبيه وتزيد التعلق بهذا العالم الخيالي وتثير الاهتمام به. ولم يقتصر نجاح "لابوبو" على الجانب التجاري فحسب، بل أسهمت قيمها الثقافية العابرة للحدود في تعزيز شعبيتها. وتتردد أصداء القيم التي تجسدها، مثل الشجاعة واللطف والصداقة، في الثقافة العربية، كما نجحت الدمية كذلك في توظيف رمزيات ثقافية صينية ضمن سياق إبداعي ممتع، لتصبح جسراً للتواصل الثقافي يحمل سحر الحضارة الصينية بسلاسة، ما يثير فضول الجمهور العربي للتعمق في اكتشاف المزيد عن الثقافة الصينية. وأحدث هذا الانتشار تأثيرات إيجابية متعددة في التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية، فهو لم يكتف بتوسيع آفاق التجارة فحسب، بل عمق أواصر التعاون الصناعي وعزز التبادل الثقافي والتواصل الشعبي. وكان نجاح "لابوبو" الكبير عاملاً في بروز تجارة المنتجات الثقافية، ما أضاف تنوعاً في هيكل التجارة بين الطرفين. على صعيد التعاون الصناعي، حفز نجاح "لابوبو" التعاون في صناعة الإبداع الثقافي، وتعززت الشراكات الإبداعية بين الشركات الصينية وفرق التصميم العربية لتطوير منتجات تناسب احتياجات الأسواق المحلية. وفي سياق التبادل الثقافي، غدت "لابوبو"، بوصفها ناقلاً ثقافياً فريداً، وسيلة للتعريف بالثقافة الصينية في الحياة اليومية للجمهور العربي، بما يعزز التفاهم المتبادل ويوثق عرى الصداقة بين الشعبين. وهكذا يجسد الانتشار الواسع لـ"لابوبو" في الدول العربية نموذجاً مصغراً للتطور المتسارع في التعاون الاقتصادي والتجاري والثقافي بين الصين والعالم العربي. وفي ظل هذا الدفع المبتكر والحوار المتواصل، يتطلع كلا الطرفين إلى مستقبل أكثر إشراقاً، يقوم على تبادل المنافع والازدهار المشترك. ومع استمرار ظهور منتجات تمزج بين القيم الثقافية والتجارية مثل "لابوبو"، تتسع آفاق الشراكة الاقتصادية الصينية العربية، لتحقق المزيد من النفع لكلا الجانبين.