logo
المغرب.. سرعة التحرك ودقة الإنجاز في مواجهة الإرهاب العابر للحدود

المغرب.. سرعة التحرك ودقة الإنجاز في مواجهة الإرهاب العابر للحدود

المغرب الآن٢١-٠٢-٢٠٢٥

في عملية أمنية استباقية جديدة، كشفت السلطات المغربية عن قاعدة دعم لوجستي مرتبطة بخلية إرهابية تابعة لتنظيم داعش في منطقة الساحل، وذلك بعد تفكيك الشبكة المتورطة في التخطيط لهجمات إرهابية داخل المملكة.
هذا الكشف يعكس الجاهزية العالية للأجهزة الأمنية المغربية، لكنه يطرح أيضًا تساؤلات جوهرية حول مدى تعقيد الشبكات الإرهابية في المنطقة، وتأثير هذا الإنجاز على المشهد الأمني الإقليمي والدولي.
تفاصيل العملية.. دقة في التنفيذ واحترافية في التحري
من خلال تحريات ميدانية وتقنيات متطورة، نجحت الأجهزة الأمنية المغربية في تحديد موقع القاعدة اللوجستية التي كانت تستخدمها الخلية الإرهابية. العملية شملت استخدام تقنيات مثل الأقمار الاصطناعية، والروبوتات المتخصصة في الكشف عن الأجسام الناسفة، بالإضافة إلى كلاب مدربة على كشف المتفجرات. وأسفرت عن ضبط كميات من الأسلحة والذخائر، من بينها بنادق كلاشينكوف ومسدسات وخراطيش، كانت معدة لاستخدامها في عمليات إرهابية محتملة.
مواصلة للأبحاث المنجزة على خلفية تفكيك خلية إرهابية مرتبطة بتنظيم داعش بمنطقة الساحل، عملية الرصد والتحري تقود إلى حجز سلاحي كلاشينكوف مع خزانين للذخيرة، وبندقيتين ناريتين، وعشر مسدسات نارية فردية من مختلف الأنواع، وكمية كبيرة من الخراطيش والطلقات النارية من عيارات مختلفة، وذلك… pic.twitter.com/sUFB5gqsCa
— DGSN MAROC (@DGSN_MAROC) February 20, 2025
لكن، كيف تمكنت الأجهزة المغربية من رصد هذه القاعدة اللوجستية بهذه الدقة؟ وما هي الرسائل التي يحملها هذا النجاح إلى الجماعات المتطرفة التي تسعى إلى زعزعة استقرار المملكة؟
التهديد الإرهابي في منطقة الساحل.. خطر متنامٍ
منطقة الساحل الإفريقي أصبحت مرتعًا لنشاط الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم داعش والقاعدة. ضعف السيطرة الأمنية في بعض الدول، والحدود المترامية، والفراغ الأمني، كلها عوامل ساهمت في جعل المنطقة بؤرة للتطرف. المغرب، باعتباره دولة مستهدفة من هذه الجماعات، يدرك أن التهديد لم يعد محصورًا داخل حدود معينة، بل هو تحدٍ إقليمي يتطلب استراتيجيات أمنية متكاملة.
دور المغرب في مكافحة الإرهاب.. شريك دولي موثوق
لا يقتصر الدور المغربي في مكافحة الإرهاب على العمليات الأمنية داخل حدوده، بل يمتد إلى التعاون مع شركائه الإقليميين والدوليين. المغرب عضو فعال في التحالفات الأمنية العالمية، كما أنه يشارك في برامج تبادل المعلومات الاستخباراتية مع دول أوروبا والولايات المتحدة وأفريقيا. هذه الجهود جعلت منه لاعبًا محوريًا في التصدي للتهديدات الإرهابية.
لكن، كيف يمكن تعزيز التعاون الأمني الإقليمي بين دول شمال أفريقيا والساحل للتصدي لمثل هذه التهديدات؟ وهل هناك حاجة لإطار أمني جديد يعزز تبادل المعلومات والعمليات المشتركة؟
علاقة الجماعات الإرهابية بمخيمات تندوف.. معضلة أمنية معقدة
تشير تقارير استخباراتية عديدة إلى أن بعض عناصر الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل ينحدرون من مخيمات تندوف التي تديرها جبهة البوليساريو، المدعومة من الجزائر. هذه المعطيات تطرح تساؤلات حول مدى تورط بعض الفصائل في المخيمات في دعم الإرهاب، سواء من خلال التجنيد أو توفير بيئة مناسبة لتدريب العناصر المتطرفة.
إلى أي مدى يمكن أن يؤثر استمرار هذا الوضع على الأمن الإقليمي؟ وما هي الإجراءات التي يجب اتخاذها لمواجهة هذا التهديد المتنامي؟
البعد الأمني والسياسي للعملية.. رسائل واضحة
نجاح المغرب في تفكيك هذه الشبكة الإرهابية يوجه رسائل واضحة على عدة مستويات:
رسالة داخلية: الأجهزة الأمنية المغربية تتمتع بقدرات عالية على كشف وإحباط التهديدات الإرهابية قبل وقوعها، مما يعزز ثقة المواطنين في المنظومة الأمنية.
رسالة إقليمية: المغرب قادر على التصدي للتمدد الإرهابي في شمال أفريقيا، وهو ما يتطلب تعزيز التعاون الأمني مع دول الجوار.
رسالة دولية: يؤكد المغرب مجددًا أنه شريك أساسي في الجهود العالمية لمكافحة الإرهاب، ما قد يعزز مكانته في التحالفات الأمنية الدولية.
ما هي التحديات المقبلة؟
رغم النجاح في هذه العملية، يبقى التحدي الأكبر هو مواصلة تفكيك الشبكات الإرهابية قبل أن تتمكن من إعادة التمركز. كما أن تعزيز التعاون الإقليمي وتطوير تقنيات المراقبة والتتبع يظل أمرًا حاسمًا في مواجهة هذه التهديدات.
ما هي الخطوات القادمة التي يمكن للمغرب اتخاذها لتعزيز أمنه الداخلي؟ وكيف يمكن لدول المنطقة العمل معًا لمكافحة الإرهاب بفعالية أكبر؟
الخاتمة: يقظة مستمرة لمواجهة التهديدات المتجددة
كشفت هذه العملية عن مستوى عالٍ من الاحترافية واليقظة لدى الأجهزة الأمنية المغربية، لكنها في الوقت نفسه تعكس حجم التحديات الأمنية التي تواجه المنطقة. المغرب ليس فقط في موقع الدفاع عن أمنه الداخلي، بل أصبح طرفًا أساسيًا في معادلة الاستقرار الإقليمي، مما يفرض عليه مواصلة تطوير استراتيجياته الأمنية وتعزيز شراكاته الدولية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إسبانيا توقف عنصرا مواليا لـ 'داعش'
إسبانيا توقف عنصرا مواليا لـ 'داعش'

الجريدة

timeمنذ 2 أيام

  • الجريدة

إسبانيا توقف عنصرا مواليا لـ 'داعش'

أعلن الحرس المدني الإسباني ،اليوم الجمعة، عن توقيف شخص في غوادالاخارا، وسط إسبانيا يشتبه في انتمائه إلى تنظيم 'داعش' الإرهابي، وذلك في عملية تم تنفيذها بشكل مشترك مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني. وذكر الحرس المدني في بيان له 'بفضل التعاون الوثيق بين الجهازين الأمنيين، تم التحقق من تواجد المعني بالأمر فوق التراب الإسباني، وهو ما أتاح إعادة تحريك المسطرة القضائية المفتوحة في حقه بالمغرب على خلفية قضايا مرتبطة بالإرهاب'. وأضاف المصدر ذاته أنه، عقب توقيفه، تم تقديم المشتبه فيه أمام قاضي المحكمة الوطنية، الهيئة القضائية المختصة بالنظر في مذكرات التوقيف الدولية. وأكد الحرس المدني أن مكافحة التهديدات الإرهابية تشكل أولوية لمختلف أجهزة مكافحة الإرهاب الوطنية والدولية. وتندرج هذه العملية في إطار التعاون المستمر بين إسبانيا والمغرب في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، وجهود البلدين لتعزيز الأمن الإقليمي والدولي.

العيون الخفية لشرطة المغرب تستعد للمهمة الكبرى ؟
العيون الخفية لشرطة المغرب تستعد للمهمة الكبرى ؟

أريفينو.نت

timeمنذ 2 أيام

  • أريفينو.نت

العيون الخفية لشرطة المغرب تستعد للمهمة الكبرى ؟

أريفينو.نت/خاص تستعد الشرطة المغربية قريباً لتزويد أسطولها بمركبة دورية ذكية من طراز جديد كلياً، تحمل اسم 'أمان'. وقد تم تصميم وتطوير هذه المركبة المبتكرة بالكامل على يد نخبة من المهندسين والأطر التقنية التابعين للمديرية العامة للأمن الوطني (DGSN)، مما يعكس الخبرات والكفاءات المغربية في هذا المجال الحيوي. 'أمان'.. مركبة الجيل الجديد بعيون ذكية ورؤية 360 تم الكشف عن مركبة 'أمان' خلال حفل افتتاح الدورة السادسة للأبواب المفتوحة للـ DGSN، الذي أقيم يوم الجمعة 16 ماي الجاري في مدينة الجديدة. ويُقدم هذا الجيل الجديد من مركبات الشرطة كنموذج يجسد التوازن الأمثل بين القوة التقنية المتطورة والفعالية الميدانية المطلوبة لفرض الأمن والنظام. تقنيات الذكاء الاصطناعي تكشف المخفي.. من لوحات الترقيم إلى الوجوه تُعد مركبة 'أمان' في طليعة التكنولوجيا الحديثة، حيث جُهزت بأحدث الابتكارات التقنية، بما في ذلك نظام كاميرات يغطي زاوية 360 درجة لتوفير رؤية بانورامية شاملة للمحيط. كما تضم المركبة طائرات بدون طيار (درون) لتعزيز قدرات المراقبة الجوية، ونظاماً آلياً بالكامل للتعرف على لوحات ترقيم السيارات، بالإضافة إلى جهاز متطور للتعرف على الوجوه يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يمكنها من تحليل البيانات وتحديد المشتبه بهم بسرعة ودقة. إقرأ ايضاً صناعة مغربية بامتياز.. 'Land Cruiser' يتحول إلى قلعة أمنية متحركة تعتمد مركبة 'أمان' في أساسها على السيارة الشهيرة 'Land Cruiser' ذات الدفع الرباعي من شركة 'Toyota'، لكن تم تكييفها وتعديلها خصيصاً لتناسب متطلبات مهام الدوريات الأمنية. ويُشكل تطويرها بالكامل على أيدي مهندسي وتقنيي DGSN دليلاً على القدرات الوطنية في مجال الصناعات الأمنية المتخصصة. نظام تحكم وتنبيه مركزي.. اتصال فوري ويقظة دائمة زُودت المركبة أيضاً بنظام قيادة وتحكم رقمي مركزي يتيح لها التواصل الفوري والمباشر مع غرف القيادة والتحكم التابعة لـ DGSN، مما يضمن سرعة الاستجابة وتنسيق العمليات. كما تحتوي على نظام تنبيه ذكي قادر على رصد السلوكيات المشبوهة أو تحركات المركبات المخالفة للقانون في الوقت الحقيقي. ويُتوقع أن تلعب مركبة 'أمان' دوراً حاسماً في دعم عمليات الأمن الميداني، وتحسين إدارة حركة المرور والسير على الطرق. انتشار تدريجي استعداداً لأكبر الأحداث العالمية.. من 'كان 2025' إلى 'مونديال 2030' تجدر الإشارة إلى أن هذه المركبة الجديدة للدورية، التي بلغت مراحلها النهائية من التطوير، سيتم نشرها تدريجياً في جميع ولايات الأمن ومقاطعات الشرطة عبر ربوع المملكة. ويأتي هذا الانتشار في سياق استعدادات المغرب لاحتضان مجموعة من الأحداث الكبرى ذات البعد الدولي، أبرزها الدورة 93 للجمعية العامة لمنظمة الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول)، كأس أفريقيا للأمم عام 2025، والحدث الأهم، وهو نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2030.

تعاون أمني مغربي-إسباني يفضي إلى توقيف شخص يشتبه في انتمائه إلى تنظيم 'داعش' في غوادالاخارا
تعاون أمني مغربي-إسباني يفضي إلى توقيف شخص يشتبه في انتمائه إلى تنظيم 'داعش' في غوادالاخارا

برلمان

timeمنذ 3 أيام

  • برلمان

تعاون أمني مغربي-إسباني يفضي إلى توقيف شخص يشتبه في انتمائه إلى تنظيم 'داعش' في غوادالاخارا

تعاون أمني مغربي-إسباني يفضي إلى توقيف شخص يشتبه في انتمائه إلى تنظيم 'داعش' في غوادالاخارا الخط : A- A+ إستمع للمقال أعلن الحرس المدني الإسباني، أمس الجمعة، عن توقيف شخص في غوادالاخارا، وسط إسبانيا يشتبه في انتمائه إلى تنظيم 'داعش' الإرهابي، وذلك في عملية تم تنفيذها بشكل مشترك مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني. وذكر الحرس المدني في بيان له 'بفضل التعاون الوثيق بين الجهازين الأمنيين، تم التحقق من تواجد المعني بالأمر فوق التراب الإسباني، وهو ما أتاح إعادة تحريك المسطرة القضائية المفتوحة في حقه بالمغرب على خلفية قضايا مرتبطة بالإرهاب'. وأضاف المصدر ذاته أنه، عقب توقيفه، تم تقديم المشتبه فيه أمام قاضي المحكمة الوطنية، الهيئة القضائية المختصة بالنظر في مذكرات التوقيف الدولية، مؤكدا أن مكافحة التهديدات الإرهابية تشكل أولوية لمختلف أجهزة مكافحة الإرهاب الوطنية والدولية. وتندرج هذه العملية في إطار التعاون المستمر بين إسبانيا والمغرب في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، وجهود البلدين لتعزيز الأمن الإقليمي والدولي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store