logo
للمرة الثانية.. الكنيسة الكاثوليكية بمصر تستقبل لقاء الصلاة من أجل وحدة المسيحيين

للمرة الثانية.. الكنيسة الكاثوليكية بمصر تستقبل لقاء الصلاة من أجل وحدة المسيحيين

الدستور٢٠-٠٢-٢٠٢٥

استقبلت الكنيسة الكاثوليكية بمصر، أمس الأربعاء، ممثلة في كنيسة العائلة المقدسة للأقباط الكاثوليك، بالزيتون، لقاء الصلاة من أجل وحدة المسيحيين، للمرة الثانية، خلال هذا الأسبوع.
وتقام فعاليات أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين بالتعاون بين مجلس كنائس الشرق الأوسط، ومجلس كنائس مصر، تحت شعار "أَتُؤْمِنِينَ بِهذَا؟".
ترأس اللقاء القمص أوغسطينوس موريس، راعي الكنيسة، بمشاركة الأب يوحنا سعد، راعي كنيسة السيدة العذراء والأم تريزا، بعزبة النخل، وعضو لجنة الإعداد لأسبوع الصلاة من أجل الوحدة، والأب جورج سامي، راعي كنيسة سيدة البشارة، بالمهاجرين، والمهندس عصام عياد، سكرتير مكتب الأمانة العامة لمجلس كنائس الشرق مصر.
شارك أيضًا الدكتور ميشال عبس، الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط، بحضور ممثلي مختلف العائلات الكنسية.
تضمنت الأمسية عزف المارش الكشفي، ترحيبًا بجميع الضيوف، ثم تمت تلاوة عدد من الألحان القبطية، التي عكست غنى طقس كنيستنا القبطية الكاثوليكية.
وفي كلمته، تناول الأب أوغسطينوس معاني أسبوع الوحدة، وأبعادها، وكيفية عيشها بمحبة وتكامل وتضامن، شاكرًا كافة الذين شاركوا في أمسية الصلاة.
ومن جانبه، تحدث الأب يوحنا سعد في كلمته حول "إرسال الرب يسوع للرسل"، موضحًا الفارق بين أنواع الأشخاص الحاملين للرسالة.
كذلك، شهد اللقاء كلمات الحضور، منها كلمة الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط، مشددين جميعًا أهمية حوار المحبة، والتأكيد على أهمية الصلاة، في تحقيق الوحدة المنشودة، بالإضافة إلى عرض تاريخ مجلس كنائس الشرق، وبِنيته الحالية، والخدمات التي يقدمها.
وقدم كورال الكنيسة، وكورال القديس يوسف، بقيادة المرنمة سيلفيا عودة، عددًا من الترانيم الروحية المتنوعة، كما قام الأخ عصام عياد بتعريف المتحدثين، الذين تلوا الصلوات المختلفة، والقراءات الكتابية من الكتاب المقدس.
تاريخ أسبوع الصلاة من أجل الوحدة
ويرجع تاريخ أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين إلى منتصف القرن التاسع عشر، حيث نشأت الفكرة في الأوساط الإنجيلية والبروتستانتية، وكان الأب بول واتسون أول من أطلق "ثمانية أيام" للصلاة من أجل الوحدة عام 1908.
محطات تاريخية هامة في تطور أسبوع الصلاة من أجل الوحدة
1740 – ولادة حركة الخمسينية البروتستانتية في إسكتلندا، والتي دعت إلى الصلاة من أجل الوحدة.
1820 – القس هالداين ستيوارت ينشر مقترحات لتحقيق الوحدة عبر حلول الروح القدس.
1840 – القس إغناطيوس سبنسر يطلق مبادرة "اتحاد الصلاة من أجل الوحدة".
1867 – أساقفة الكنيسة الإنجليكانية في لامبث يؤكدون أهمية الصلاة لتحقيق الوحدة.
يُعد أسبوع الصلاة من أجل الوحدة فرصة لتعزيز العلاقات بين الكنائس المختلفة وإعلاء قيم التآخي والمحبة والسلام.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

موتى المسيحيين لا يهاجرون من سورية
موتى المسيحيين لا يهاجرون من سورية

الاقباط اليوم

time١٤-٠٥-٢٠٢٥

  • الاقباط اليوم

موتى المسيحيين لا يهاجرون من سورية

بقلم باسل قس نصر الله شيءٌ ما في صدري لا يزالُ ينبضُ كلما مررتُ بالقربِ من المقابرِ. شيءٌ ما يَسحبني من يدي، كلما شاركتْ في دفنِ قريبٍ أو عزيزٍ، فأقومُ بجولةٍ بين القبورِ، أقرأُ خاشعاً أسماءَ الموتى، ولا أعرفُ إن كنتُ أزورهم أم أنهم هم من يستقبلونني. موتى المسيحيين لا يهاجرون من سوريةَ. لكننا نحن الأحياءَ منهم نرحلُ، نحملُ وجعنا وذكرياتنا وحقائبَ خفيفةً باليدِ، ثقيلةً بالقلبِ، ونظنُّ أننا سنعودُ. أما هم، فبقوا، تجذّروا في ترابِ الأرضِ كما الجذورِ، لا تغريهم بلادٌ بعيدةٌ، ولا يخيفهم قصفٌ أو موتٌ أو خرابٌ. هم الأمانُ، هم الثباتُ، هم الذين تركونا وبقوا حراساً لذاكرتنا على هذه الأرضِ. كلما قرأتْ ورقةَ نعوةٍ في حلبَ، أبحثُ بعينيّ عن أسماءِ الدولِ التي هاجر إليها الأبناءُ: السويدُ، كندا، أميركا، فنزويلا... لم نعدْ نكتبُ 'أقاربه في الوطنِ'، بل 'أبناؤه في المهجرِ'، وكأن الغربةَ أصبحت الأصلَ، والوطنَ أصبح محطةً قديمةً. أتوقفُ أحياناً عند قبرِ أمي وأبي، وخالتي التي ربّتني، فأسمعُ صوتهم يهمسُ: 'مبسوطين إنك جيتَ'، وأتساءلُ: هل سيزورني أولادي كما أزورهم؟ كلهم هاجروا، وإن عادوا، فلأيامٍ معدوداتٍ، لبيع عقارٍ أو معالجةِ أسنانهم وإجراءِ عملياتهم الجراحية "بحجة الرخصِ" وأصبح الوطنُ هو الأرخصَ. هل سيعرف أحفادي أن جدهم مدفونٌ هنا؟ أم ستكون الزيارةُ سريعةً، في صيفٍ سياحيٍّ، تمرُّ على قبري كما يمرّون على متحفٍ أثريٍّ؟ الموتى لا يهاجرون، لكنهم يخشون أن يُنسوا. ومع كل هذا الحنينِ للأرضِ، ينبعثُ في داخلي غضبٌ لا يشبه الموتى بل يشبه الأحياءَ. منذ بدايةِ الأزمةِ في سوريةَ، تبارى كثيرون في التباكي على المسيحيين. إدّعوا أنهم حماةُ الوجودِ المسيحيِّ، وأنهم يدرسون "الملفَّ المسيحيَّ"، وكأننا ورقةٌ في أرشيفهم السياسيِّ. بعضهم – إذا أردنا أن نُحسن الظنَّ – متحمسٌ، لكن الكثير منهم ليسوا سوى متسلقين يبحثون عن الأضواءِ، يدّعون الدفاعَ عن المسيحيين وهم لا يعرفون منهم إلا الاسمَ والصورةَ. وجودُ رجلِ دينٍ مسيحيٍّ في مؤتمرٍ أو ندوةٍ لا يعني أن الأمورَ بخيرٍ، فلدينا – بكل صراحةٍ – من رجالِ الدينِ من يحب الظهورَ والتصويرَ أكثر من أداءِ الدورِ، ومن يعشقُ المنابرَ أكثر من ألمِ الرعيةِ. الهجرةُ التي اجتاحت المسيحيين لم تكن ترفاً، كانت خوفاً من مستقبلٍ اتّخذ الدينَ غطاءً للصراعِ. لم نكن نريد أن نترك أرضنا، لكن الخوفَ غلبنا. واليومَ، وبعد كل هذه السنواتِ، ما زال البعضُ يعقد المؤتمراتِ والندواتِ، ويطلق الخطاباتِ الرنّانةَ عن "مسيحيي المشرقِ"، فيما تبقى كلماتهم طنيناً بلا فعلٍ. مشكلتنا، نحن المسيحيين، ليست في المجتمعِ، بل في المتسلقين منكم. المشكلةُ فيمن اختصر الوجودَ المسيحيَّ بعباراتِ الشفقةِ، وكأننا ضيوفٌ في وطننا. كفاكم سؤالاً عن "وضعِ المسيحيين" وكأنهم غرباءَ! المسيحيون ليسوا قضيةً تحتاج إلى رعايةٍ، بل جزءٌ من هذا النسيجِ السوريِّ، فيهم من بقي، ومن هاجر، كما باقي السوريين. كفاكم تباكياً على هجرتهم، فقد بكيتم عليهم كالباكين بما يكفي، بينما لم تقفوا معهم كالرجالِ. أيها الموتى، أيها الأهلُ، نحن من بقي ليحمل وردًا ويهمسَ صلاةً. سنروي قصتكم، ونحمل صوركم، ونردد أسماءكم، ونقاوم النسيانَ. الموتُ الحقيقيُّ ليس حين يتوقف القلبُ، بل حين لا يعود أحدٌ يذكرك أو يقف عند قبرك. اللهم اشهد، أني ما نسيتُ. اللهم اشهد، أني بلّغتُ.

مجلس كنائس الشرق الأوسط وشركائه يطلقون مخيّمًا شبابيًّا جديدًا
مجلس كنائس الشرق الأوسط وشركائه يطلقون مخيّمًا شبابيًّا جديدًا

الدستور

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • الدستور

مجلس كنائس الشرق الأوسط وشركائه يطلقون مخيّمًا شبابيًّا جديدًا

في إطار تمكين الشباب وتطوير مهاراتهم القياديّة، تواصل دائرة الشؤون اللّاهوتيّة والعلاقات المسكونيّة في مجلس كنائس الشرق الأوسط، بتنفيذ برنامجها "بناء القيادات الشابة" في لبنان، حيث نظّمت مخيّمًا مسكونيًّا فصحيًّا خلال الشهر الجاري بمشاركة شبان وشابات من مختلف العائلات الكنسيّة. علمًا أنّ هذه البرنامج يُقام بالشراكة مع عدد من المؤسسات الشبابية المسيحية من بينهم مركز إثراء في لبنان، جمعيّة الكتاب المقدّس في لبنان، والاتّحاد العالمي المسيحي للطلبة (WSCF). تضمّن اليوم الأوّل ورش عمل مختلفة تمحورت حول فنّ القيادة وصفات القائد الناجح، حيث ساهمت بطريقة تفاعليّة في تنمية قدرات المشاركين وتوسيع آفاق دورهم في جماعاتهم ومجتمعاتهم. إلى ذلك، شارك الشباب في فقرات تأمّل ولعبة كبرى، واستمعوا إلى قصّة إحدى القائدات حول كيفيّة انخراطها في عالم القيادة، وهذا ما حفّزهم على تطوير الذات والعمل معًا من أجل مستقبل أفضل. وفي اليوم نفسه، زار فريق الإعلام في منظّمة KIA المشاركين واطّلع عن قرب على آليّة تنفيذ البرنامج حيث وثّق لحظات مهمّة من المخيّم وأجرى مقابلات مع العديد من الشبان والشابات الّذين شرحوا كيف يؤثّر برنامج "بناء القيادات الشابة" على حياتهم ويصقل مهاراتهم ليصبحوا قادة المستقبل. أمّا اليوم الثاني فبدأ بنشاط بعنوان "Liquid Worship"، وهو كناية عن تجربة إبداعيّة وروحيّة اختبرها الشباب عبر المشاركة في محطّات مختلفة للصلاة والتأمّل. كما تخلّلت هذا اليوم ورش عمل أخرى شكّلت فرصة جديدة للمشاركين من أجل استكشاف مواضيع متنوّعة والنموّ في مجالات عديدة. طغى على المخيّم جوّ من الألفة والأخوّة حيث تبادل الشباب تجاربهم وتطلّعاتهم وتمكّنوا من نسج صداقات مسكونيّة بروح مُفعمة بالفرح والرجاء والإصرار على التعاون والتعاضد والعمل معًا.

أخبار العالم : ما هو السبت؟ بحث تاريخي يتناول التسمية والمفهوم في عدة أديان ولغات
أخبار العالم : ما هو السبت؟ بحث تاريخي يتناول التسمية والمفهوم في عدة أديان ولغات

نافذة على العالم

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • نافذة على العالم

أخبار العالم : ما هو السبت؟ بحث تاريخي يتناول التسمية والمفهوم في عدة أديان ولغات

الأحد 11 مايو 2025 02:30 مساءً نافذة على العالم - يدور كثير من الكلام حول تسمية يوم السبت بهذا الاسم، ومن أين جاء؟ وقد ذُكِر كثيرٌ من النقاش والجدل حول هذه التسمية وأصلها، خاصة وأن أيام الأسبوع تبدأ من يوم الأحد باعتبارها اليوم الأول واحد، وثانيه هو الإثنين كونه جاء عقب الأحد باعتبار العد التصاعدي، ثم الثلاثاء كثالث أيام الأسبوع، وبعده الأربعاء تعقيباً كرابع الأيام، ثم الخميس نهاية لسلسلة الأعداد والأيام كخامس يوم من أيام الأسبوع، لكن التسمية هنا لها دلالة أعمق؛ فقد كان يمكن أن تسمى الخامس، لكنها سميت الخميس وهي ليست اشتقاقاً ولا مرادفاً للعدد خمسة؛ فالخميس -كما هو معلوم في جل استعمالات اللغة العربية ولغة المسند قبل ذلك- أنها تعني الجيش. وهكذا يذهب الكثير من الباحثين إلى أن أيام الأسبوع تنتهي عند هذا اليوم، ولكنهم يقعون أيضاً في مشكل يوم الجمعة ماذا يعني؟ ولماذا لم يكن تعقيباً على الخميس ومواصلة سلسلة العدد كأن يسمى السادس أو السدوس مثلاً؛ فسمي بالجمعة لاعتبار اجتماع العرب فيه في الجاهلية! وبعضهم يفسر عدد أيام الأسبوع أنها ستة أيام فقط، مستندين إلى العدد المذكور في القرآن الكريم في قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى العرش} الأعراف54، وهي مذكورة في سبعة مواضع في القرآن الكريم، دون ذكر أسماء الأيام ولا اليوم السابع. لكن ليس بالضرورة أن تكون هذه الست الأيام هي أيام الأسبوع؛ فقد يكون لعدد الأيام التي خلق الله فيهن السموات والأرض قد تكون عشراً أو عشرين؛ فالعدد هنا مقصور لمدة الإنجاز لا لتبيان الأيام. ويبقى في نظرهم يوم السبت هو المشكل الأساس؛ من أين جاء؟ ولماذا سمي بهذه التسمية تحديداً؟! ففي الثقافة اليهودية أن الله خلق السماوات والأرض في هذه الأيام الستة ثم في السابعة استراح (حاش لله من التشبيه والتعب) وهو القائل: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ}ق38، ولذلك يسمونه يوم الراحة من السبات! ويبدو أن هذه الثقافة اليهودية أثرت على بقية الأمم وخاصة المسيحية التي جاءت من صلب اليهودية ومعقبة لها، ولذلك هو عند المسيحيين أيضاً كذلك من الراحة واتخذ يوم عطلة. وهو عند اليهود كذلك يوم عيد وعطلة، كما يقابله يوم الجمعة عند المسلمين. والسبت، في سياق العقيدة اليهودية، هو يومٌ مُخصص للراحة والعبادة؛ فبحسب الإصحاح العشرين من سفر الخروج أن الله أتاح لبني إسرائيل العمل كل أيام الأسبوع عدا السبت، حيث أمرهم بتقديسه والتفرغ فيه لعبادته؛ لأن الله -بحسب العقيدة اليهودية- قد خلق الكون في ستة أيام، وانتهى من الخلق يوم الجمعة، وسَبَتَ يوم السبت(موسوعة ويكيبيديا). والملاحظ في اللغة العبرية، أن ستةّ أيام من أيام الأسبوع لا تحمل اسمًا. إنها تسمى "اليوم الأول"، "اليوم الثاني" وإلى آخره، حتى "اليوم السادس"، واليوم السابع فقط يسمى باسم "شابات" (يوم السبت)؛ فلا سين في العبرية، وإنما الشين. وكلمة "شابات" هو راحة وامتناع عن العمل. لكن الشابات التقليدي يكون أكثر من يوم العطلة الأسبوعية.(بتصرف عن موقع روسينج العبري للدراسات على الرابط أما أسماء الأيام عند العرب في الجاهلية فقد كانت على النحو التالي: السبت: مأخوذ من السبت، وهو القطع؛ لانتهاء العدد عنده. أول (الأحد)، ثم أهون(الإثنين)، ثم جُبار(الثلاثاء)، ثم دُبار(الأربعاء)، ثم مؤنس (الخميس)، ثم العروبة (الجمعة)، ثم شيار (السبت)، قال الشاعر من العرب العرباء العاربة المتقدمين: أُرجِّي أن أعيش وأن يومي * بأول أو بأهون أو جبار، أو التالي دبار فإن أفته * فمؤنس أو عروبة أو شيار، فالشيار هو السبت عند عرب الجاهلية!(تفسير ابن كثير: ج4 صـ147،دار طيبة، ط1، 1418هـ - 1997م، وكذلك المزهر في اللغة: ج1، صـ174، دار الكتب العلمية، ط1 1418 هـ - 1998م). وعلى ما يبدو من سياق ومفاهيم الآيات القرآنية فقد خصص الله يوماً لبني إسرائيل ولليهود عامة كيوم حرام لا يصطادون فيه ولا يحدثون، وأخذ منهم العهود والمواثيق على ذلك {وَقُلْنَا لَهُمْ لاَ تَعْدُواْ فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً}النساء154، وابتلى إيمانهم وامتثالهم لذلك الأمر أنه جعل الأسماك في ذلك اليوم تأتي بكثرة وافرة حتى ظاهر الساحل للقرية، ويوم لا يكون السبت اليوم المخصوص لا توجد وفرة أسماك، فاحتالوا على تلك الأوامر بأن نصبوا شباكهم ليلة السبت حتى إذا أتت الأسماك وقعت في المصيدة ثم يأخذونها في اليوم التالي، فعاقبهم الله على ذلك أن مسخهم قردة وخنازير. السبت هو عند بعض الأمم السابقة بمعنى الصيد، حتى من ظاهر القرآن الكريم في الآيات وسياقاتها المختلفة تعني الصيد؛ فقد وردت في سبعة مواضع في القرآن قريبة من هذا المعنى قبل أن يحوله العرب، وخاصة المفسرين منهم بعد الإسلام، إلى تسمية لليوم، وهو ما كان عند بني إسرائيل قبل المسيحية أيضاً، كما فصلها القرآن الكريم بقوله تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ}البقرة65؛ أي: في الصيد، وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً}النساء47، وقوله تعالى: {وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُلْنَا لَهُمْ لاَ تَعْدُواْ فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً}النساء154؛ أي: لا تعدوا في يوم الصيد. وقوله تعالى: {واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ}الأعراف163، وهذه الآية أكثر تفصيلاً من سابقاتها، وأكثر توضيحاً لمعنى الصيد في الحادثة لا معنى ولا تسمية اليوم. إذ يعدون في السبت: أي يعتدون بالصيد مخالفين لأمر الله بالنهي، ويوم لا يسبتون: أي: لا يصيدون تأتيهم هذه الحيتان بكثرة. وقد جعله ابتلاءً لهم كيوم محرم فيه الصيد. وقد كان هذا اليوم محل اختلاف قديم عند الأمم، وخاصة عند بني إسرائيل، أو عند اليهود عامة؛ فقد قال الله تعالى مبيناً ذلك الخلاف القديم: {إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}النحل124؛ أي: عقوبة حدث العدوان في الصيد، ومخالفة أمر الله. فقد كان يبدو أنه يوم صيد خاص كما هو عند بعض الأمم السابقة، ولما اختلف فيه اليهود حرم عليهم الصيد في هذا اليوم كعقوبة لهم، وابتلاء لمن سيسمع كلام الله منهم، حتى اعتدوا في الصيد وخالفوا شريعة الله كما خالفوها في كثير من المواضع والمناسبات فصار هذا الحدث من أشهر عقوبات بني إسرائيل. وللسبت عند العرب معانٍ كثيرة، كما جاء في لسان العرب لابن منظور: والسبت: برهة من الدهر. قال لبيد: وغَنِيتُ سبتاً قبل مجرى داحسٍ * لو كان للنفس اللجوج خلودُ وأقمت سبتاً وسبتة وسنبتاً وسنبتة، أي: برهة. والسبت: الراحة. وسبت يسبت سبتاً: استراح وسكن. السبت: الانقطاع عن الشيء. والسبات: نوم خفي، كالغشية. وقد سبتوا يسبتون، ويسبُتُون وأسبتوا: دخلوا في السبت. والإسبات: الدخول في السبت. والسبت: قيام اليهود بأمر سنتها. قال تعالى: {وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ}. وقوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً}الفرقان47، قال: قطعاً لأعمالكم. والسِّبت: بكسر السين: كل جلد مدبوغ، وقيل: هو المدبوغ بالقرظ خاصة. وفي الحديث: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى رجلاً يمشي بين القبور في نعليه، فقال: "ياصاحب السِّبتين، إخلع سِبْتَيك"(لسان العرب: ج21 باب السين، صـ1911، 1912). وفي اللغة المعافرية: السِّبت والسبتة هي الحزام الجلدي الذي يشد به الناس مآزرهم. فيقال للحزام الجلدي "سبتة" في شرعب وجنوب غرب المعافر، وساب: ترك. والظاهر أن اللفظ (سبت) من المشتركات اللغوية القديمة؛ إلا أن العرب فصلوا فيه كثيراً وغالبيته للراحة؛ سواء من مشتقات النوم، أو من الراحة العامة والتوقف عن الأعمال، كما تتظافر عاني الألفاظ في ذلك. وأما ما جاء في اللغة الأكادية القديمة sebûtu(m)) سيبوتو: اليوم السابع من الشهر؛ فالعين في الأكادية لا تنطق ولا وجود لها ويتم استبدالها بالهمز، كما هي اللغة التهامية. وتعتبر هذه الكلمة هي أصل تسمية يوم السبت التي درجت عند اليهود وعند العرب فيما بعد. وتعززها كلمة أخرى هي "سباتو/صباتو" بمعنى: صاد، أو صيد، يلقي القبض، وهو ما يتوافق مع الآيات في القرآن أعلاه. وفي اللغة اليمنية القديمة في السبئية وغيرها خصص يوم للصيد، وهو صيد الوعول كصيد مقدس للمقه، ولهذا تشابه مع يوم الصيد عند اليهود الذي هو يوم السبت. وفي بعض اللغات القديمة ألفاظ قريبة من هذه المعاني، ومنها المعافرية والسبئية والأكادية والعبرية أيضاً، وهي لفظ (سبت/سبط/صبط) التي تعني لصق أو ألصق، أو غلب، كسر عدواً، وهنا بهذه المعاني لا يذهب بعيداً عن هذه المعاني. تسرب هذا الحال والثقافة وكذا الاسم السبت إلى العرب قبل الإسلام من الثقافات القديمة ومنها اليهودية/ العبرية، وكذا من اللغات القديمة، كما أوضحنا آنفاً، وجاء في العهد الإسلامي وأقرت التسمية لهذا اليوم، وصار معروفاً اليوم. فجل المفسرين للقرآن الكريم ذهبوا إلى أن هذا اليوم يسمى يوم السبت جرياً على السياق الزمني الذي هم فيه، ولم يخرجوه إلى الأصل أنه يوم الصيد مثلاً أو ما شابه، وأن تسمية السبت كيوم لا كحدث استثنائية؛ فالقرآن الكريم في آياته المختلفة لم يذكره كتسمية لليوم الزمني نفسه بل إشارة للحدث. وقد جاء في التفسير المُيسر وتفسير الجلالين: (إنما جعل السبت) فرض تعظيمه (على الذين اختلفوا فيه) على نبيهم وهم اليهود، وأمروا أن يتفرغوا للعبادة يوم الجمعة، فقالوا لا نريده، فاختاروا السبت، فشدد عليهم فيه (وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون) من أمره بأن يثيب الطائع ويعذب العاصي بانتهاك حرمته". والقرآن الكريم لم يذكر أياً من أسماء الأيام عدا يوم الجمعة كيوم خاص ومميز للمسلمين، حثهم فيه على العبادة وعدم الانشغال بغيرها، أما السبت فذكره كحدث. أما يوم الجمعة ففيه أقوال أيضاً، وهو من اجتماع الناس والجمع، ولم يعرف بهذا الإسم في الأمم السابقة إلا قبل الإسلام بزمن قصير عند عرب قريش. يُقال إن هذا اليوم كان يُسمى في الجاهلية بـ "يوم العُروبة ". ونقل ابن حجر الاتفاق على ذلك ثم سُمِّي قبيل الإسلام بـ "يوم الجمعة"، سمَّاه بذلك كعب بن لؤي، فكانت قريش تجمع إليه فيه، فيخطبهم ويعظهم، وقيل: لم يسم بيوم الجمعة إلا بعد الإسلام" ( د. عبدالعزيز بن محمد بن عبدالله الحجيلان، موقع طريق الإسلام رابط المادة: و(تفسير بن كثير: ج8، صـ119). قال ابن كثير: "وقد كان يقال له في اللغة القديمة يوم العروبة. وثبت أن الأمم قبلنا أمروا به فضلوا عنه، واختار اليهود يوم السبت الذي لم يقع فيه خلق، واختار النصارى يوم الأحد الذي ابتدئ فيه الخلق، واختا الله لهذه الأمة يوم الجمعة الذي أكمل الله فيه الخليقة، كما أخرجه البخاري ومسلم من حديث عبدالرزاق، عن معمر، عن همام بن منبه قال: هذا ما حدثنا به أبو هريرة، قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم: "نحن الآخِرون السابقون يوم القيامة؛ بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، ثم هذا يومهم الذي فرض الله عليهم، فاختلفوا فيه، فهدانا الله له، فالناس لنا فيه تبع؛ اليهود غداً [السبت]، والنصارى بعد غد [الأحد]". لفظ البخاري. (تفسير ابن كثير: ج8، صـ119). وقد رأينا أن الإسلام أقر كثيراً من الشعائر الإيجابية العربية القديمة سواء بالتسمية أو بالأحداث، أو بالتشريع والتطبيق والقوانين والأحلاف. فأول جمعة جمعت في مسجده -صلى الله عليه وسلم- كانت بعد مقدمه المدينة واتخاذه لمسجده، وذلك في السنة الأولى للهجرة من شهر ربيع الأول في التاسع عشر منه؛ إذ كانت صلاته للجمعة بمسجد بني سالم في الثاني عشر من ربيع الأول، وكانت هذه أول جمعة جمعها -صلى الله عليه وسلم- كما ذكر ذلك ابن القيم في زاد المعاد: فأدركته الجمعة في بني سالم بن عوف فصلاها في المسجد الذي في بطن الوادي، وكانت أول جمعة صلاها بالمدينة وذلك قبل تأسيس مسجده.(إسلام ويب على الرابط إذ من المعلوم أن الجمعة لم تكن قد أقيمت في مكة، ولم تبدأ إلا في المدينة، وعليه فإن أول معرفة المسلمين بالجمعة كانت بعد هجرة النبي –صلى الله عليه وسلم-، وقيل إن أول جمعة في المدينة صلاها سعد بن زرارة. فقد بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- مصعب بن عمير أميراً على المدينة وأمره بإقامة الجمعة فيها، فالتقى بأسعد بن زرارة فبلّغه مصعب أمر النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، فجمع أسعد أربعين رجلاً فصلّى بهم عند منطقة البياضة في المدينة المنورة، فكانت تلك الصلاة أوّل صلاة جمعةٍ في الإسلام.(صحيفة الوطن على الرابط tps:// *توفيق السامعي باحث تاريخي يمني، لديه العديد من الأبحاث والكتب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store