logo
تركي الفيصل يُدشّن كتاب «رياض الشعراء في قصور الحمراء»

تركي الفيصل يُدشّن كتاب «رياض الشعراء في قصور الحمراء»

الرياض٢٦-٠٥-٢٠٢٥

برعاية صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية؛ أقيم في قصر الحمراء بمدينة غرناطة حفل تدشين كتاب «رياض الشعراء في قصور الحمراء»، من تأليف الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن ناصر المانع، الحاصل على جائزة الملك فيصل، والدكتور خوسيه ميغيل بويرتا فلتشث، عضو الأكاديمية الملكية للفنون الجميلة.
في كلمته خلال الحفل، عبّر سمو الأمير تركي الفيصل عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث الثقافي الذي يحتفي بقصر الحمراء، بوصفه أحد الرموز العالمية النادرة التي تمثل التقاء الحضارات وتفاعل الثقافات. وقال سموه: «يسعدني أن أكون معكم في هذا الصرح العالمي، ليس لجماله وعراقة تاريخه فحسب، بل لما يمثله من رمزية ثقافية جمعت بيننا نحن العرب والمسلمين وإسبانيا».
ونوّه سموه إلى أن اختيار غرناطة مكانًا لتدشين الكتاب تقديرًا للمكان الذي يشكّل قلبًا نابضًا لهذا الإرث المشترك، ومقصدًا للملايين من حول العالم. كما استعاد سموه ذكرياته الشخصية، مشيرًا إلى أن أول زيارة له لقصر الحمراء كانت قبل خمسة وستين عامًا، حيث انطبعت في ذاكرته صورة «الجنة» التي تغنّى بها العرب قديمًا وحديثًا، وخصّ بالذكر شاعر الأندلس لسان الدين بن الخطيب، الذي كتب قائلًا:
«جادَكَ الغيْثُ إذا الغيْثُ هَمَى *** يا زَمانَ الوصْلِ بالأندَلُسِ».
وتناول الأمير تركي البُعد الثقافي العميق لقصر الحمراء، مشيرًا إلى أن قيم التسامح والتعايش التي سادت في الأندلس، وتجسدت في فنونها وشعرها وعمارتها، لا تزال تلهم العالم حتى اليوم، وأن هذه الروح هي التي دفعت المملكة وإسبانيا إلى دعم الحوار بين الأديان والثقافات، بما في ذلك تأسيس تحالف الحضارات ومركز الملك عبدالله للحوار. وقال: «قصر الحمراء ليس مجرد هيكل مادي، بل شهادة حيّة على تاريخٍ متعدد الثقافات، عاش فيه المسلمون والمسيحيون واليهود في بيئة ثرية بالإبداع والانفتاح الفكري».
ويُعَدُّ كتاب رياض الشعراء محاولة علمية لإحياء النصوص الشعرية المنقوشة على جدران قصور الحمراء، وإبراز بعدها الجمالي والثقافي. عمل المؤلفان على جمع الأشعار من مصادرها الأندلسية وربطها بمواضعها الأصلية داخل القصر، مع تحقيقها والتعليق عليها، وتحديد قائليها قدر الإمكان. ويغطي الكتاب نصوصًا من قاعات بارزة مثل: المشور، وقمارش، وقاعة البركة، وقصر الأسود، وشرفات لندراخا، إضافة إلى مبانٍ فريدة مثل: قصر الدشار، وبرج الأميرات، فضلًا عن نقوش وُجدت على شواهد قبور لملوك بني نصر في روضة الحمراء.
وقد صدر الكتاب بدعم من جائزة الملك فيصل، وبالتعاون مع إدارة الحمراء وجنة العريف، في طبعة فاخرة مصحوبة بملحق بصري، يُمكّن القارئ من مقارنة النص المنقوش بالنص المطبوع، ويتيح قراءة متكاملة تمزج بين التحليل النصي والبعد الجمالي.
واختُتم الحفل بكلمات من الجهات المشاركة، تلتها ندوة قدّم فيها المؤلفان خلفيات عملهما وملحوظاتهما على النقوش، ثم مأدبة غداء جمعت الضيوف في أجواء احتفائية احتضنها القصر الذي لا يزال حتى اليوم يحفظ صدى الشعر وأثر التاريخ.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

السبعينات.. بداية التحول الفني والنهضة الثقافية
السبعينات.. بداية التحول الفني والنهضة الثقافية

الرياض

timeمنذ 15 ساعات

  • الرياض

السبعينات.. بداية التحول الفني والنهضة الثقافية

شهدت بعض المدارس في المملكة خلال سبعينات القرن الماضي توجّهًا واضحًا نحو إدخال الأنشطة الثقافية والفنية ضمن اليوم الدراسي، كجزء من العملية التربوية التي كانت تمر بمرحلة تطور نوعي، خاصة في مدارس البنات، آنذاك بدأت مدارس أهلية بتنظيم فرق موسيقية، وتدريبات كشفية، وعروض تراثية تؤديها الطالبات ضمن مناسبات مدرسية، هذه الفعاليات لم تكن شكلية، بل ارتبطت برؤية تربوية يرى فيها الفن والتراث، وسيلة لتطوير شخصية الطالبة وتعزيز ثقتها بنفسها، إضافة إلى غرس مفاهيم الالتزام والعمل المشترك، كما أن جدة كانت من أوائل المدن التي برز بها هذا التوجه داخل عدد من مدارسها الأهلية، كما ساهم تنوع البيئة الاجتماعية للمدينة، وحضورها التاريخي في مجالات الفن والثقافة، في تبني هذا النوع من الأنشطة ضمن سياق تعليمي يحافظ على القيم، ويمنح في الوقت نفسه مساحة للتعبير والإبداع، أيضاً لم تكن هذه التجارب تعتمد على مناهج مكتوبة فقط، بل جاءت من واقع الممارسة اليومية، حيث تتعلم الطالبة الوقوف أمام الجمهور، واحترام التوقيت، والتعاون مع زميلاتها ضمن عروض جماعية تتطلب التحضير والتنظيم، كما أن التجارب الأدائية أسهمت في ترسيخ قيم عملية قد لا توفرها الكتب وحدها، كذلك ما حدث خلال فترة السبعينات كان له أثر كبير، ويشكل اليوم أحد الملامح المبكرة لتكامل التعليم مع الثقافة، وبداية وعي مجتمعي بأهمية دمج النشاط الفني والتراثي في بناء الهوية داخل المدرسة، وتعد تجربة بقي أثرها حاضرًا في ذاكرة جيل ساهم لاحقًا في تطوير المشهد الثقافي في المملكة بمختلف قطاعاته.

فيلم تسجيلي حول العمارة الأندلسية في مسجد «المرسي أبو العباس»
فيلم تسجيلي حول العمارة الأندلسية في مسجد «المرسي أبو العباس»

الشرق الأوسط

timeمنذ 19 ساعات

  • الشرق الأوسط

فيلم تسجيلي حول العمارة الأندلسية في مسجد «المرسي أبو العباس»

لا يقتصر جامع المرسي أبو العباس على كونه مجرد مكان للعبادة، بل هو حكاية حيّة تجسّد عبق الأندلس وروحانيات لا تزال نابضة في قلب مدينة الإسكندرية (شمال مصر)؛ فصاحب هذا الاسم، الشيخ شهاب الدين أبو العباس المرسي، هو متصوف أندلسي يتحدر من مدينة «مرسية»، وقد اضطر إلى الهجرة منها إثر سقوط الأندلس، ليستقر به المقام في الإسكندرية عام 642هـ، وتتلمذ هناك على يد الإمام أبو الحسن الشاذلي، وأصبح فيما بعد شيخاً للإمام ابن عطاء الله السكندري. بهذه الكلمات استهل مدير مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي في مكتبة الإسكندرية، الدكتور أيمن سليمان، حديثه عن الفيلم الذي أنتجه المركز، أخيراً، ضمن السلسلة الوثائقية القصيرة «عارف... أصلك مستقبلك»، ليفتح نافذة تطل على واحد من أبرز المعالم الروحانية والتحف المعمارية في الإسكندرية؛ وهو مسجد الإمام المرسي أبو العباس رضي الله عنه. ويغوص الفيلم في الجذور الأندلسية العميقة للشيخ «أبو العباس المرسي»، ويكشف كيف تجسدت حكاية الأندلس في تفاصيل العمارة الفريدة التي شكلت ملامح مسجده، وصمدت عبر القرون. يروي الفيلم قصة الشيخ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن حسن علي الخزرجي الأنصاري المرسي، الذي اضطر لمغادرتها قبيل سقوطها، وذلك بعد رحلة ملحمية عبر البحر المتوسط نجا منها بمعجزة، ليستقر أبو العباس المرسي في الإسكندرية. يتوقف الفيلم عند التفاصيل المعمارية للمسجد الذي اشتهر باسم «المرسي أبو العباس» التي تحكي قصصاً صامتة مثل القباب المزخرفة التي تتلألأ بزخارفها الهندسية والنباتية، والأعمدة الشاهقة المصنوعة من الجرانيت الوردي التي ترفع السقف برشاقة، والمئذنة المهيبة التي ترتفع 73 متراً. يؤكد الفيلم أن كل زاوية، وكل عقد، وكل قطعة فسيفساء في هذا البناء ليست مجرد عنصر زخرفي، بل هي بصمة من التاريخ وحكاية ناس ربطهم القدر بهذه المدينة. كما يتناول الفيلم إدراج المسجد ضمن مشروع «ميدان المساجد» الذي بدأ ليعيد للمكان رونقه ومكانته. تُوفِّي الشيخ المرسي عام 686هـ، وشُيِّد فوق ضريحه جامعٌ، بيد أن القصة لم تنتهِ عند هذا الحد، وفق تصريحات مدير مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي لـ«الشرق الأوسط»: «سرعان ما تحوّل المكان إلى مركز إشعاع روحاني، وبعد قرون من وفاته، وتزامناً مع محنة طرد الموريسكيين من الأندلس، وجد الكثير منهم ملاذاً آمناً في الإسكندرية، واستقر بعضهم حول المساجد الصوفية الكبرى، التي كان من أبرزها جامع المرسي أبو العباس». الفيلم تناول الحس والفنون الموريسكية التي انتقلت من الأندلس للإسكندرية (مكتبة الإسكندرية) وأطلق الملك فؤاد الأول، ومن بعده ابنه الملك فاروق، مشروعاً عُرِف باسم «ميدان المساجد». وقد هدف هذا المشروع إلى تجميع وتطوير المنطقة المحيطة بثلاثة مساجد رئيسية، هي: جامع الإمام البوصيري، وجامع ياقوت العرش، وبالطبع جامع المرسي أبو العباس. وتولى المعماري الإيطالي الشهير ماريو روسي (Mario Rossi) مهمة تطوير الجامع الحالي، فمزج ببراعة في تصميمه وزخارفه بين الطرازين الأندلسي والمملوكي. واستغرقت أعمال هذا التطوير 12 سنة. وتهدف سلسلة «عارف» الوثائقية التي يقدمها مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي التابع لقطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية، إلى استكشاف جوانب التراث المصري من منظور مبتكر. وتستهدف هذه الأفلام بشكل خاص فئة النشء والشباب، حيث تروي قصصاً من التراث المصري بأنواعه المتعددة، وذلك ضمن إطار علمي مبسط، وبأسلوب سلس وجذاب يركز على تقديم معلومات شيقة وموثوقة، وفق سليمان. فيلم أبو العباس المرسي (مكتبة الإسكندرية) ويؤكد مدير مركز توثيق التراث سعي السلسلة إلى تعزيز روح الهوية المصرية لدى الأجيال الشابة، وتعميق ارتباطهم بجذورهم الثقافية الأصيلة الممتدة عبر التاريخ. كما تعمل هذه الأفلام على نشر المعرفة وتعميمها بين جميع فئات المجتمع على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، إذ تُقدَّم الأفلام باللغة العربية، مع توفير ترجمة متقنة إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية لضمان أوسع انتشار ممكن. ومن الأفلام التي تضمنتها السلسلة من قبل «بورتريهات الفيوم» و«الخليج المصري» و«مصر القديمة» و«هيباتيا» و«الملك الذهبي - توت عنخ آمون»، و«مصر الجديدة» و«الكنيسة المعلقة» و«حي الزمالك».

الأرجنتيني «ميسي» يحتفل بعيد ميلاده الـ38.. وبرشلونة يستعرض إنجازاته
الأرجنتيني «ميسي» يحتفل بعيد ميلاده الـ38.. وبرشلونة يستعرض إنجازاته

عكاظ

timeمنذ يوم واحد

  • عكاظ

الأرجنتيني «ميسي» يحتفل بعيد ميلاده الـ38.. وبرشلونة يستعرض إنجازاته

«أعطيتنا قلبك.. وستظل تملك قلوبنا. عيد ميلاد سعيد «ليونيل ميسي»، بهذه العبارات هنأ نادي برشلونة الإسباني، نجمه السابق الأرجنتيني «ليونيل ميسي» مهاجم إنتر ميامي الأمريكي حاليّاً، بعيد ميلاده الـ38، وذلك على موقعه الرسمي في منصة «إنستغرام» وأرفق النادي الكاتلوني بمجموعة من الصور الأيقونية لمسيرة «ميسي» مع الفريق، من بينها هدفه الشهير برأسه في شباك مانشستر يونايتد بنهائي دوري أبطال أوروبا عام 2009، وفق التقرير الذي بثه موقع «RT». ويعتبر ميسي رمزاً من رموز نادي برشلونة، إذ أمضى 21 عاماً داخل أسوار ملعب «كامب نو»، لعب 4 سنوات منها مع فرق الشباب، و17 سنة أخرى بقميص الفريق الأول قبل أن يرحل عن النادي في صيف العام 2021؛ بسبب الأزمة المالية التي عصفت بالفريق. وخلال مسيرته مع العملاق الكتالوني، سجل ميسي 672 هدفاً، وصنع 303 أهداف أخرى، ليصبح الهداف التاريخي للفريق، كما حقق العديد من الألقاب، من بينها 10 ألقاب للدوري الإسباني و4 ألقاب لدوري أبطال أوروبا، إضافة إلى 34 بطولة مختلفة بقميص «البلوغرانا». يذكر أن «البرغوث» انتقل إلى صفوف إنتر ميامي في صيف 2023 في صفقة انتقال حر، وذلك بعد انتهاء تعاقده مع باريس سان جيرمان الفرنسي الذي قضى بين جدرانه موسمين، وصعد إلى منصات التتويج مع ميامي مرتين بالفوز بكأس الدوريات في 2023 ودرع المشجعين في 2024، وقبلها حقق 3 ألقاب مع باريس سان جيرمان بفوزه بلقب الدوري مرتين، وكأس السوبر الفرنسي. وكانت نجاحات النجم الأرجنتيني المخضرم الأكبر بقميص ناديه القديم برشلونة الإسباني، الذي عاش بين جدرانه 20 عاماً، تدرّج خلالها بين صفوف ناشئي النادي ووصل إلى الفريق الأول ليحقق معه 34 لقباً محلياً وقارياً وعالمياً. ووضع ميسي الفريق الكتالوني على القمة لسنوات طويلة، وبفضل الإنجازات التي حققها معه فاز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم 7 مرات، آخرها في عام 2021 قبل أن يتربع على عرش الجائزة المرموقة للمرة الثامنة والأخيرة في 2022. ومع المنتخبات الوطنية، فاز ميسي بكأس العالم للشباب تحت 20 عاماً مع الأرجنتين في نسخة البطولة التي استضافتها هولندا عام 2005، كما فاز بذهبية دورة الألعاب الأولمبية في دورة سيدني 2008، وحقق حلمه الأكبر بالفوز بكأس العالم بالنسخة الأخيرة (قطر 2022). كما توج قائد منتخب الأرجنتين أيضاً بلقب كوبا أمريكا مرتين في 2021 و2023، و«كأس فايناليسما» في 2022 التي جمعت بين بطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية، إذ فاز المنتخب الأرجنتيني على نظيره الإيطالي بنتيجة 3-0 على ملعب «ويمبلي» في لندن. ويحمل ميسي فوق كاهله كل هذه الإنجازات، ويتطلع لإنجاز جديد يبدو شبه مستحيل مع فريق إنتر ميامي، إذ يهدف لقيادته لأبعد دور ممكن في مونديال الأندية 2025. أخبار ذات صلة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store