
فرنسا تنفي تصدير أسلحة هجومية لإسرائيل لاستخدامها في حربها على غزة
نفى وزيران فرنسيان تصدير بلادهما معدات عسكرية تستخدم في الحرب على قطاع غزة إلى إسرائيل، وذلك بعد رفض عمال أرصفة في أحد الموانئ الفرنسية تحميل مكونات عسكرية كانت معدة للنقل بحرا إلى ميناء إسرائيلي.
وقال وزير الخارجية جان نويل بارو خلال لقاء مع إذاعة فرنسية إن بلاده لا تسلم إسرائيل معدات عسكرية تُستخدم في الحرب على غزة، وأوضح أن المعدات العسكرية التي تسلمها باريس لتل أبيب ترتبط بدفاعها عن نفسها أو هي معدات يتم تجميعها وإعادة تصديرها وفق تعبيره.
وقال بارو "هناك استثناءان فقط: الأول هو المكونات التي تُمكّن إسرائيل من الدفاع عن نفسها، وخصوصا من خلال القبة الحديدية. نُقرّ بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. أما الاستثناء الثاني، فهو معدات يمكن تجميعها في إسرائيل، لكن الغرض منها هو إعادة تصديرها".
من جانبه، قال وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكونرو إن موقف فرنسا واضح، ويقوم على عدم بيع أسلحة لإسرائيل.
وأضاف لوكونرو في تصريح لقناة فرنسية "إن موقف فرنسا لا يمكن أن يكون أكثر وضوحا. ما من أسلحة تباع إلى إسرائيل. والسبب أن إسرائيل هي واحدة من المنافسين الرئيسيين للصناعات الفرنسية".
وأكد الوزير الفرنسي أن الأسلحة التي تصدرها بلاده لإسرائيل تقتصر على "مكونات مخصصة للقبة الحديدية"، و"عناصر لإعادة التصدير" وفق تعبيره.
رفض
ويأتي هذا النفي بعد رفض عمال أرصفة في ميناء مارسيليا-فوس الفرنسي -يومي الأربعاء والخميس- تحميل مواد عسكرية كانت ستنقل إلى ميناء حيفا في إسرائيل، تشمل قطعا لأسلحة رشاشة تصنعها شركة يورولينكس، معبرين بذلك عن رفضهم للمشاركة في الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، وفق ما أعلنوا عبر نقابة تمثلهم.
وغادرت السفينة الميناء الجمعة دون تحميل الحاويات، وفق ما أفادت به الشركة المشغلة للميناء.
وقال كريستوف كلاريت الأمين العام في نقابة "سي جي تي" لعمال الرصيف وموظفي الموانئ في خليج فوس لوكالة الصحافة الفرنسية "أُبلغنا صباحا أن سفينة تعمل على خط بحري في المتوسط كان من المفترض أن تقوم بتحميل حاوية الخميس بداخلها قطع لأسلحة رشاشة تصنعها شركة يورولينكس. تمكنا من تحديدها ووضعها جانبا".
وأكد كلاريت أنه عندما يرفض عمال الرصيف تحميل البضائع، لا يمكن لغيرهم أن يقوم بذلك نيابة عنهم.
وشددت النقابة في بيان القول "نحن مع السلام ونرفض كل الحروب".
ولم ترد يورولينكس على اتصالات وكالة الصحافة الفرنسية، ورفضت سلطات الميناء التعليق.
وقد لقيت خطوة العمال ترحيبا من بعض الأحزاب اليسارية.
وكتب مانويل بومبار النائب عن حزب "فرنسا الأبية" من أقصى اليسار في منشور عبر منصة إكس "المجد لعمال ميناء مارسيليا-فوس. في جميع أنحاء العالم يتواصل النضال من أجل وقف الإبادة في غزة".
ودعا زعيم الحزب جان لوك ميلانشون في رسالة إلى "فرض حظر الآن على الأسلحة المستخدمة في الإبادة".
ويستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ نحو 20 شهرا، وراح ضحيته أكثر من 54 ألف شهيد وأصيب نحو 125 ألفا، فضلا عن أعداد غير معلومة من المفقودين تحت ركام منازلهم أو من الذين لا تستطيع فرق الدفاع المدني أو الإسعاف الوصول إليهم بفعل القصف الإسرائيلي المكثف، حسب وزارة الصحة في غزة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 32 دقائق
- الجزيرة
نشطاء سفينة "مادلين" يحاورون فلسطينيين من غزة
جمعت قناة "الجزيرة مباشر" نشطاء على متن سفينة أسطول الحرية "مادلين" بفلسطينيين من قطاع غزة ، مع بدء العد التنازلي لوصولها إلى سواحل القطاع الفلسطيني المحاصر. وقام النشطاء المتضامنون على متن السفينة حوارا مباشرا عبر الأقمار الصناعية والاتصالات الهاتفية مع مجموعة من الصحفيين والنشطاء من داخل غزة، في تجربة رمزية لكسر العزلة ونسج جسور التواصل في وجه الحصار الممتد منذ سنوات. والتقى فلسطيني مقيم في الخارج -علق في قطاع غزة بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية- بنجله على متن السفينة، في مشهد إنساني مؤثر. وقدمت ناشطة ألمانية اعتذارها للشعب الفلسطيني بسبب إرسال حكومة بلادها أسلحة إلى إسرائيل لقتل المدنيين في غزة بدلا من إرسال المساعدات والمعونات. وأكدت أن نشطاء سفينة "مادلين" أخذوا على عاتقهم زيارة غزة والوقوف بجانب سكانها، مشددة على أنهم لا يخشون إسرائيل. وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد ذكرت، الأربعاء الماضي، أن المؤسسة الأمنية قررت عدم السماح لسفينة أسطول الحرية بالاقتراب أو الرسو قبالة شواطئ غزة. ومن بين السيناريوهات المطروحة -وفق هيئة البث- منع السفينة من الاقتراب وتركها في عرض البحر، أو مرافقتها من قِبل البحرية الإسرائيلية إلى ميناء أسدود واعتقال النشطاء هناك. بدوره، قال ناشط تركي إنه قدِم من ألمانيا من أجل محاولة الوصول إلى غزة، مؤكدا أن النشطاء سيبذلون قصارى جهدهم لتحقيق ذلك "حتى لو لم يتمكنوا من زيارة غزة هذه المرة". وأرسل نشطاء -بينهم منظم الرحلة- آيات التضامن والتقدير للغزيين، وأكدوا أنهم يرون فظاعة ما يحدث لسكان القطاع، إذ لا توجد كلمات تصف ما يجري على الأرض بعد 20 شهرا من حرب الإبادة. وطالبوا الغزيين بالصمود ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي، والتمسك بالأرض رفضا لمحاولات التهجير القسري. على الجانب المقابل في غزة، قال الكاتب والباحث السياسي الفلسطيني ثابت العمور إن سكان غزة ينتظرون وصول السفينة، مؤكدا أن الغزيين يقدرون المخاطرة التي أخذوها على عاتقهم. وكانت "اللجنة الدولية لكسر الحصار عن قطاع غزة" قد ذكرت أن السفينة "مادلين" شارفت الآن على السواحل المصرية الشمالية، ولم يتبقَ إلا القليل للوصول إلى غزة، وسط توقعات بوصولها إلى غزة صباح الاثنين المقبل. وقال طاقم السفينة إن عملية الإبحار تجري بهدوء، بعد ليال سابقة تعرضت فيها السفينة لاقتراب مسيّرات أثارت قلقا كبيرا في صفوف النشطاء، قبل أن يتبين أن هدفها كان الاستطلاع وجمع المعلومات. وكانت السفينة "مادلين" قد انطلقت من جزيرة صقلية جنوبي إيطاليا الأحد الماضي، وعلى متنها 12 ناشطا دوليا لكسر الحصار الإسرائيلي عن غزة وإيصال المساعدات الإنسانية. وأتت هذه الخطوة بعد إخفاق محاولة سابقة بسبب هجوم إسرائيلي بطائرتين مسيّرتين على سفينة أخرى في البحر المتوسط قرب مالطا أوائل مايو/أيار الماضي. وتعد "مادلين" السفينة رقم 36 ضمن سلسلة سفن تحالف "أسطول الحرية"، وقد هددت إسرائيل مرارا باستخدام القوة لاعتراض أي سفن تحاول الوصول إلى غزة. وسبق أن هاجمت إسرائيل عام 2010 سفينة "مافي مرمرة" ضمن "أسطول الحرية" في سواحل فلسطين، مما أسفر وقتها عن مقتل 10 مواطنين أتراك، واعتقال الناشطين الآخرين على متن السفينة. و" أسطول الحرية" الذي تشكّل سنة 2010 هو حركة دولية للتضامن مع الفلسطينيين تكتسي بُعدا إنسانيا، وتنشط ضد الحصار الإسرائيلي على غزة.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
هل تراجع الإعلام البريطاني عن دور حارس بوابة الدعاية الإسرائيلية؟
لندن- في الوقت الذي يبدو أن الحكومة البريطانية أصبحت أقل ترددا في نقد السياسات الإسرائيلية، مع ازدياد حدة الرفض في أوساط الرأي العام لاستمرار الحرب ضد قطاع غزة ، يشهد الإعلام البريطاني هو الآخر تحولا في تعاطيه مع القضية الفلسطينية. حيث أعاد تراشق إعلامي بين المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت وهيئة الإذاعة البريطانية " بي بي سي" بشأن تغطيتها للحرب الإسرائيلية على غزة، الجدل حول التغيُّر في خطاب وسائل الإعلام البريطانية، في وقت تصدرت الأحداث في غزة قائمة الأخبار مع تصاعد شراسة الحرب وفرضها سياسات تجويع على سكان القطاع. ولم تتأخر "بي بي سي" لترد على اتهامات وجهتها إليها المتحدثة باسم البيت الأبيض بتبني الإحصاءات الصادرة عن حركة المقاومة الإسلامية " حماس" بشأن أعداد الضحايا في غزة وتروج لها في تغطيتها الإخبارية. الإذاعة ترد وانتقدت هيئة الإذاعة، في بيان لها، بشدة ما وصفتها ادعاءات البيت الأبيض حول حذفها لقصة إخبارية مرتبطة باستهداف إسرائيل عمدا لمدنيين بالقرب من مركز توزيع مساعدات إغاثية الأحد الماضي، مبينة أنها تُحدث أخبارها باستمرار لتسارع الأحداث وتطوراتها على مدار الساعة. وطالبت الهيئة السلطات الإسرائيلية بالسماح لها بدخول أراضي قطاع غزة وفسح المجال لمراسليها لتغطية الأحداث والتحقق من أرقام الضحايا بشكل مستقل. يُشار إلى أن الأمم المتحدة ترفض الخطة الإسرائيلية، وترى أنها تفرض مزيدا من النزوح، وتعرّض آلاف الأشخاص للأذى، وتَقْصر المساعدات على جزء واحد فقط من غزة ولا تلبي الاحتياجات الماسة الأخرى، وتجعل المساعدات مقترنة بأهداف سياسية وعسكرية، كما تجعل التجويع ورقة مساومة. وقال الصحفي البريطاني المستقل البارز بيتر أوبورن للجزيرة نت، إن الوحشية غير المسبوقة للعمليات العسكرية ضد المدنيين في غزة عرَّت كل الحقائق التي حاول الإعلام البريطاني على مدى أشهر غض الطرف عنها وتزييفها. وأضاف أوبورن أن وسائل الإعلام البريطانية عادت متأخرة لممارسة دورها الموضوعي في تغطية الأخبار الواردة من غزة، وامتلكت شجاعة الدفاع على نزاهتها أمام ضغوط الإدارة الأميركية الراغبة في ترسيخ الرواية الإسرائيلية ومواصلة حشد التأييد لها في صفوف الرأي العام الأوروبي. من جانبها، ترى إيفون ردلي الصحفية والكاتبة البريطانية المستقلة، أن السردية التي حاولت إسرائيل صناعتها بعد أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 لم تصمد أمام الأدلة الموثقة التي أكدت للرأي العام الأوروبي أنه تعرض لحملة تضليل ممنهجة من إسرائيل وحلفائها. وتقول ردلي للجزيرة نت، إن الإدارة الأميركية الحالية بقيادة دونالد ترامب ، لها تاريخ من العداء للصحفيين وعملهم باستقلالية وحساسية عالية ضد الحقيقة، مضيفه أنه ورغم انتقادات يمكن توجيهها للبي بي سي فإنها مازالت تمثل نموذجا للصحافة التي تحاول احترام المعايير المهنية، وهو مثار خلافها مع البيت الأبيض. انحياز للرواية الإسرائيلية وأثارت طريقة تناول عدد من وسائل الإعلام البريطانية وفي مقدمتهم "بي بي سي" سجالا واسعا منذ بداية أحداث 7 أكتوبر، حيث وجهت انتقادات حادة لها لترديد السردية الإسرائيلية لتلك الوقائع وتحيزها وتحريضها ضد الفلسطينيين. وقبل أشهر وقع أكثر من 100 موظف في الهيئة رسالة موجهة لمديرها العام، يتهمون فيها الإذاعة بالانحياز لإسرائيل خلال تغطيتها للحرب على غزة وحيادها عن الموضوعية في سرد الوقائع المرتبطة بالأحداث الجارية هناك. واختار صحفيون الاستقالة احتجاجا على ما وصفوه بمصادرة حقهم في التعبير، ودفعهم لفرض رقابة ذاتية على عملهم الصحفي حين يتعلق بتغطية العدوان الإسرائيلي على غزة. وفي مقال لها في صحيفة الإندبندنت، قالت كاريشما باتيل المذيعة في هيئة الإذاعة البريطانية، إنها قررت مغادرة منصبها رفضا لما وصفته بالمعايير المزدوجة التي تتبناها المؤسسة في التعاطي مع الشأن الفلسطيني، ومنعها معالجة الأخبار القادمة من هناك بحياد. ووقعت أكثر من ألف شخصية إعلامية بريطانية ودولية عريضة تطالب هيئة البث البريطانية بإعادة نشر فيلم وثائقي يروي مأساة الأطفال الفلسطينيين، بعد أن حذفته المؤسسة من منصتها، وأدان الموقعون على العريضة ما وصفوه بحملة التحريض العنصرية ضد الفيلم وتدخل جهات سياسية للرقابة على المحتوى الإعلامي والاستخفاف بمعاناة الفلسطينيين. وكانت "بي بي سي" قد حذفت الفيلم الوثائقي الذي يؤكد تعرض الأطفال الفلسطينيين في غزة لانتهاكات غير مسبوقة وجرائم ممنهجة على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلية، بعد أن أثار الفيلم غضب وتحفظ جمعيات صهيونية في بريطانيا وانتقاد السفيرة الإسرائيلية في لندن. من جهة أخرى، لم تخف أيضا منظمات داعمة لإسرائيل في بريطانيا امتعاضها من التحول في تغطية بي بي سي لأخبار الحرب على غزة، وغضبها من الحديث عن احتمال ارتكاب الاحتلال لجرائم إبادة وتطهير عرقي في القطاع. وقالت صحيفة جويش كرونيكال المقربة من اللوبي الصهيوني في بريطانيا في مقال لها، إن المؤسسة البريطانية أصبحت تتجنب إطلاق وصف الإرهاب على حركة حماس، وتفسح مجالا أوسع للباحثين والمحللين الذين يؤكدون تهم ارتكاب إسرائيل لإبادة جماعية في غزة. وتتعالى أيضا أصوات أخرى مؤيدة لإسرائيل، محذرة من أن النهج التي تتبعه "بي بي سي" سيخدم أجندة معاداة السامية وكراهية اليهود في بريطانيا. وقد سبق أن تظاهر داعمون لإسرائيل أمام المقر الرئيسي لبي بي سي في فبراير/شباط الماضي احتجاجا على ما وصفوها بتغطية "تحابي حماس وتهاجم إسرائيل"، خلال تطرقها للحرب على غزة. تحول ملحوظ ومع دخول الإبادة الجماعية ضد أهالي غزة مستوى غير مسبوق، وفرض إسرائيل لسياسة تجويع ومنع لوصول المساعدات الإغاثية للقطاع، بدت أيضا المواقف السياسية البريطانية أقل ترددا مما كانت عليه قبل أشهر بشأن إدانة الحرب الإسرائيلية ضد القطاع. حيث جاهر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أكثر من مرة بإدانته استمرار إسرائيل في حربها، في حين أعلن وزير الخارجية ديفيد لامي وقف محادثات التجارية مع إسرائيل واتخاذ إجراءات عقابية ضد مستوطنين إسرائيليين وفرض حظر جديد للأسلحة. ويحاول برلمانيون عن حزب العمال محسوبون على تيار أقصى اليسار وآخرون مستقلون بقيادة زعيم حزب العمال السابق جيرمي كوربن ، الحشد لتشكيل لجنة تقصي حقائق تقف على مدى الانخراط البريطاني في دعم حرب الإبادة الجماعية ضد غزة. ويقول الصحفي البريطاني بيتر أوربون، للجزيرة نت، إن الإعلام البريطاني لم يعد بمقدوره تجاهل المظاهرات التي تملأ الشوارع في لندن، والمطالبة بوقف الحرب ومعاقبة الإسرائيليين على جرائمهم على غزة. في حين تشير الصحفية المستقلة إيفون ردلي، إلى أن مفردات من قبيل "الإبادة الجماعية" أصبحت الآن متداولة في خطاب "بي بي سي"، وجاء ذلك مدفوعا بحركة دعم واسعة للقضية الفلسطينية في أوساط النخب البريطانية، وتنامي حس نقدي للرأي العام البريطاني للرواية التي تقدمها وسائل الإعلام للأحداث وتوفرها على بدائل عبر وسائل التواصل للاطلاع على ما يجري على أرض الواقع دون تدخل من الأجندات الإعلامية.


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
7 أسئلة حول سفينة "مادلين" التي تتحدى الحصار وتبحر نحو غزة
في ظل حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل ضد قطاع غزة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وحصار خانق يمنع دخول أي مساعدات غذائية أو طبية لسكان القطاع، أبحرت سفينة "مادلين" في رحلة إنسانية محفوفة بالمخاطر. وتحمل السفينة المتجهة إلى غزة رسالة تضامن وأمل، ومؤونة إنسانية لسكان القطاع المحاصر منذ 17 عاما، ينقلها عدد من النشطاء والسياسيين الذين تحدوا كل التحذيرات الإسرائيلية. وفي هذا التقرير، نقدم أبرز المعلومات عن السفينة ورحلتها عبر 7 أسئلة: 1- من الجهة المنظمة المشرفة على السفينة؟ تشرف على تنظيم الرحلة "اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة"، ضمن إطار " تحالف أسطول الحرية"، وهي حركة دولية تأسست عام 2010 بهدف كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، وقد أطلقت حتى الآن 36 سفينة ضمن هذا المسعى. وقد تم اختيار اسم "مادلين" تكريما للصيادة الفلسطينية مادلين كُلّاب، أول وأصغر امرأة فلسطينية تمتهن الصيد في غزة. 2- متى انطلقت سفينة مادلين؟ أبحرت السفينة "مادلين" من ميناء كاتانيا في جزيرة صقلية جنوبي إيطاليا يوم الأحد 1 يونيو/ حزيران 2025، في رحلة تمتد لمسافة 2000 كيلومتر عبر البحر الأبيض المتوسط. 3- ماذا تحمل السفينة؟ تحمل السفينة "كميات محدودة لكن رمزية" من إمدادات الإغاثة، وفقا للمنظمين. وقالت الناشطة الحقوقية وعضو لجنة ائتلاف "أسطول الحرية" ياسمين آجار -في تصريح سابق للجزيرة- إن القائمين على المبادرة يحاولون إيصال مساعدات إنسانية، ويسعون لفتح ممرات إنسانية لفائدة سكان غزة المحاصر. وتحمل سفينة "مادلين" وفق بيان ائتلاف أسطول الحرية إمدادات طبية والدقيق والأرز وحليب الأطفال والحفاضات، ومنتجات النظافة النسائية ومجموعات تحلية المياه، والعكازات والأطراف الاصطناعية للأطفال. وأوضح زاهر بيراوي، رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة والعضو المؤسس في تحالف أسطول الحرية، أن السفينة تحمل على متنها رسالة الحب والسلام والدعم والتضامن، ورسالة الاحتجاج على حكومات دول العالم التي تسكت على بقاء الحصار وتعجز عن إدخال الطعام وأساسيات الحياة لأكثر من مليوني فلسطيني يتعرضون للإبادة في غزة. وقال بيراوي في حديثه للجزيرة نت "على الرغم من صغر حجم السفينة فإن رسالتها كبيرة وهي تعبير عن الشعور بالمسؤولية على مستوى الشعوب الحرة، ودعوة للجميع لبذل الجهد الممكن، ومحاولة عمل أي شيء لوقف هذه الجريمة بحق غزة وأهلها". 4- من المتواجدون على متن سفينة مادلين؟ تقل "مادلين" 12 ناشطا دوليا من جنسيات متعددة، من بينهم الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ، إلى جانب نشطاء حقوقيين وسياسيين مثل النائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي ريما حسن. وهذه قائمة بأسماء المشاركين: غريتا تونبرغ، ناشطة سويدية في مجال المناخ والعدالة الاجتماعية. ريما حسن، عضو في البرلمان الأوروبي عن حزب "فرنسا الأبية" اليساري. عمر فياض، صحفي في قناة الجزيرة يغطي الرحلة. يانيس محمدي، صحفي من منصة "بلاست" الفرنسية، موجود أيضا لتغطية الرحلة باسكال موريراس، ناشط فرنسي شارك في رحلات سابقة ضمن أسطول الحرية. تياغو أفيلا، صحفي برازيلي وناشط اجتماعي وسياسي يدعم القضية الفلسطينية منذ ما يقارب عقدين من الزمن. بابتيس أندري، طبيب فرنسي من المتوقع أن يقدم المساعدة للمسافرين أو المتضامنين المصابين في مواجهات محتملة مع القوات الإسرائيلية. ياسمين آجار، ناشطة ألمانية من أصل كردي وعضو في تحالف أسطول الحرية. ريفا فيارد، ناشط في مجال المناخ من فرنسا. سوايب أوردو، ناشط تركي. سيرجيو توريبيو، عضو طاقم من إسبانيا وعضو في منظمة حماية البيئة البحرية "سي شيبرد". ماركو فان رينيس، طالب هندسة بحرية هولندي وعضو في طاقم السفينة. 5- متى من المقرر أن تصل سفينة مادلين إلى غزة؟ من المتوقع أن تصل السفينة إلى مسافة 100 ميل بحري من سواحل غزة بعد غد الاثنين، إذا لم تواجه أي اعتراضات أو تأخيرات. وقالت الناشطة الألمانية ياسمين آجار اليوم السبت إن السفينة تبحر حاليا قبالة الساحل المصري. ويتوقع المنظمون أن تصل السفينة إلى وجهتها خلال الساعات الـ48 القادمة. ووصفت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن قطاع غزة الساعات القادمة بأنها "حاسمة وحرجة". ويمكن متابعة مسار السفينة بشكل مباشر عبر النقر هنا للوصول إلى موقع "أسطول الحرية". 6- ما موقف إسرائيل من السفينة؟ أعلنت إسرائيل أنها لن تسمح لسفينة "مادلين" بالوصول إلى غزة، وهددت باستخدام القوة لمنعها، كما فعلت في محاولات سابقة، أبرزها الهجوم على سفينة " مافي مرمرة" عام 2010. في سواحل فلسطين، مما أسفر وقتها عن مقتل 10 مواطنين أتراك، واعتقال الناشطين الآخرين على متن السفينة. وفي 2 مايو/ أيار الماضي، هاجمت إسرائيل بطائرتين مسيرتين سفينة "الضمير" التابعة لأسطول الحرية، التي كانت قرب مالطا مبحرة باتجاه غزة. والأربعاء الماضي، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن المؤسسة الأمنية قررت عدم السماح لسفينة "مادلين" بالاقتراب أو الرسو قبالة شواطئ غزة. ومن بين السيناريوهات المطروحة -وفق هيئة البث- منع السفينة من الاقتراب وتركها في عرض البحر، أو مرافقتها من قِبل البحرية الإسرائيلية إلى ميناء أسدود واعتقال النشطاء هناك". وبحسب الهيئة، كان هناك توجّه أولي بالسماح للسفينة بالوصول إلى غزة ما دامت لا تشكل تهديدا أمنيا، إلا أن القرار تغيّر لاحقا "لمنع خلق سابقة قد تتكرر". بدورها، نقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن مصادر عسكرية أنه سيتم توجيه رسالة مباشرة للناشطين على متن سفينة "مادلين" بعدم الاقتراب من شواطئ قطاع غزة، وقالوا إن الجيش قد يسيطر على السفينة ويعتقل الناشطين إذا خالفوا الأوامر. وأكد موقع "والا" الإسرائيلي، أن واحدات كوماندوز بحري تستعد لاحتمال تنفيذ عملية للسيطرة على السفينة مادلين. 7- كيف ستتعامل إسرائيل مع السفينة؟ تشير تقارير إعلامية إسرائيلية إلى أن الجيش الإسرائيلي قد يعترض السفينة ويحتجز من على متنها، في حال لم تمتثل لأوامره. وقد حذرت منظمات حقوقية من أن أي اعتداء على السفينة سيُعد خرقًا للقانون الدولي، خاصة وأنها ترفع علم المملكة المتحدة، ما يضع على عاتق لندن مسؤولية حمايتها. وحلقت مسيرات فوق السفينة في الليالي الماضية وأثارت قلقا كبيرا في صفوف النشطاء، قبل أن يتبين أن هدفها كان الاستطلاع وجمع المعلومات. وطالبت النائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي ريما حسن بتمكين السفينة "مادلين" من الوصول إلى غزة وضمان أمنها. وأكدت في تصريحات من على متن السفينة أن أي محاولة لاستهداف السفينة أو اعتراضها تمثل خرقا فاضحا للقانون الدولي. وأكدت البرلمانية الأوروبية أنهم مستعدون لاحتمالات متعددة، ولم تستبعد تعرضهم لـ"هجوم إسرائيلي عبر المسيّرات أو الغواصات أو تفجير السفينة من أسفل، أو إلقاء القبض على الفريق من قبل قوات إسرائيلية". واستعدادا لمختلف السيناريوهات، خضع النشطاء على متن السفينة لعدة دورات تدريبية ويواصلون متابعتها بشكل يومي وبطريقة عملية، وفق تصريحات خاصة للجزيرة نت. كما أكد ائتلاف أسطول الحرية أن جميع المتطوعين والطاقم على متن مادلين مدربون على اللاعنف وأنهم يبحرون بدون أسلحة في عمل سلمي من المقاومة المدنية ضد تصرفات إسرائيل في غزة. ولم يستبعد الطبيب بابتيس أندري أن توقف إسرائيل السفينة وتعتقل النشطاء والمتضامنين على متنها "بطريقة عنيفة"، وأكد أن السفينة لا "تهدد أمن إسرائيل"، ورسالتها أن الحصار على غزة "لا يمكن أن يستمر". و قال الناشط تياغو أفيلا إنهم يتعاملون مع التهديدات الأمنية بحذر بالغ، مؤكدا أنهم قد يضطرون إلى مغادرة السفينة إذا تعرّضت لهجوم مباشر. وأشار إلى أن الأولوية القصوى تتمثل في حماية أرواح الموجودين على متن "مادلين"، ولذلك يبقى الطاقم على أهبة الاستعداد لاحتمال التعامل مع أي تطور أمني طارئ، خاصة في ظل التهديدات المتكررة التي تلاحق رحلتهم.