
قادة أوروبيون يتعهدون بتشديد الضغط على روسيا قبيل توجههم إلى كييف
يتوجه زعماء فرنسا وألمانيا وبريطانيا وبولندا اليوم السبت إلى كييف في زيارة مشتركة غير مسبوقة لإجراء محادثات مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي، بعد تعهدهم في بيان بتشديد الضغط على روسيا إلى أن توافق على وقف إطلاق النار.
وقبيل الزيارة، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، في بيان مشترك روسيا إلى الموافقة على "وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط لمدة 30 يوماً" لافساح المجال أمام محادثات سلام.
ويأتي استعراض الوحدة الأوروبية هذا بعد يوم من استخدام الرئيس فلاديمير بوتين لهجة تحد خلال عرض عسكري في موسكو بمناسبة احتفالات الذكرى الثمانين للانتصار على ألمانيا النازية.
وأضاف الزعماء الأوروبيون في بيانهم "نحن مستعدون لدعم محادثات سلام في أقرب وقت ممكن ومناقشة آلية تنفيذ وقف إطلاق النار والتحضير لاتفاق سلام كامل"، مؤكدين على أن "إراقة الدماء يجب أن تتوقف".
وحذروا "سنواصل تعزيز دعمنا لأوكرانيا. وإلى أن توافق روسيا على وقف إطلاق نار دائم، سنشدد الضغوط على آلة الحرب الروسية".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد اقترح وقفاً لإطلاق النار لمدة 30 يوماً في أوكرانيا كخطوة أولى لإنهاء الحرب، لكن بوتين لم يستجب حتى الآن.
وبالنسبة لميرتس الذي تولى منصبه هذا الأسبوع فقط، ستكون هذه الزيارة الأولى له إلى أوكرانيا كمستشار، في حين لم يزر ماكرون كييف منذ يونيو (حزيران) عام 2022.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبعد الاجتماع مع زيلينسكي في الصباح، من المقرر أن يستضيف الزعماء اجتماعاً افتراضياً لإطلاع القادة الأوروبيين الآخرين بشأن التحرك لإنشاء قوة أوروبية يمكنها توفير الأمن لأوكرانيا بعد الحرب.
وجاء في البيان أن مثل هذه القوة "ستساعد في تجديد القوات المسلحة الأوكرانية بعد أي اتفاق سلام وتعزيز الثقة في أي سلام مستقبلي".
زعيم كوريا الشمالية: المشاركة في الحرب مبررة
ذكرت وكالة الأنباء الكورية المركزية أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون قال إن مشاركة كوريا الشمالية في الحرب بين روسيا وأوكرانيا مبررة، واصفاً إياها بأنها ممارسة للحقوق السيادية دفاعاً عن "شعب شقيق".
وقالت الوكالة نقلاً عن كيم "مشاركتنا في الصراع كانت عادلة، وتندرج ضمن الحقوق السيادية لجمهوريتنا". وأضاف "أعتبر جميع الجنود الشجعان الذين شاركوا في عملية كورسك أبطالاً وممثلين رفيعي المستوى لشرف الأمة".
وقال كيم أيضاً إن بيونغ يانغ لن تتردد في التصريح باستخدام القوة العسكرية إذا استمرت الولايات المتحدة في ما وصفه بالاستفزازات العسكرية ضد روسيا.
ولم تؤكد كوريا الشمالية رسمياً حتى أواخر أبريل (نيسان) الماضي أنها أرسلت أكثر من 10 آلاف جندي وأسلحة إلى روسيا مع تنامي العلاقات العسكرية بين البلدين بشكل كبير بموجب معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي وقعها كيم والرئيس الروسي فلاديمير بوتين العام الماضي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 2 ساعات
- Independent عربية
أردوغان يوجه دمشق بالتركيز على دمج "قسد" ضمن قواتها المسلحة
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه يتعين على الحكومة السورية التركيز على اتفاقها مع "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، والذي ينص على اندماجها في القوات المسلحة السورية، حاثاً دمشق على تنفيذه. وفي حديثه إلى صحافيين على متن طائرة من بودابست، قال أردوغان إن "تركيا وسوريا والعراق والولايات المتحدة شكلت لجنة لمناقشة مصير مقاتلي تنظيم 'داعش' في معسكرات الاعتقال شمال شرقي سوريا، والتي تديرها 'قسد' منذ أعوام". وتعد أنقرة "قوات سوريا الديمقراطية" والفصائل المرتبطة بها جماعات إرهابية، ونقل مكتب أردوغان عن الرئيس التركي قوله اليوم "نتابع عن كثب قضية وحدات حماية الشعب الكردية بخاصة، ومن المهم ألا تصرف إدارة دمشق اهتمامها عن تلك المسألة"، مضيفاً أنه "يتعين على العراق التركيز على مسألة المخيمات لأن معظم النساء والأطفال في مخيم الهول من السوريين والعراقيين وتجب إعادتهم لبلادهم". من جهة أخرى أعلن وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار اليوم الخميس من دمشق أن بلاده ستزيد تصدير الطاقة إلى سوريا بهدف تعزيز إنتاج الكهرباء في هذا البلد الذي أنهكت بنيته التحتية أعوام طويلة من النزاع، وذلك على هامش توقيع اتفاق تعاون مشترك في مجال الطاقة. وقال بيرقدار خلال مؤتمر صحافي مع نظيره السوري محمد البشير، "خلال المدى القصير نريد مضاعفة صادراتنا الحالية من الكهرباء ثلاث مرات لتلبية حاجات سوريا من الكهرباء، وصولاً إلى تصدير حوالى 1000 ميغاوات من الكهرباء خلال الأشهر المقبلة"، مضيفاً أنه "خلال وقت قريب جداً سنبدأ بتصدير الغاز الذي سيصل إلى حلب وحمص بكمية تقارب ملياري متر مكعب سنوياً، وذلك لتوفير مساهمة إضافية تبلغ ما بين 1200 أو 1300 ميغاوات لإنتاج الكهرباء هنا"، موضحاً أن تركيا تأمل في أن تسهم هذه الخطوات في رفع ساعات الكهرباء في سوريا إلى أكثر من 10 ساعات يومياً اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) من جهته أكد الوزير البشير الاتفاق على تشغيل خط الغاز وإمداد الغاز من تركيا إلى سوريا خلال يونيو (حزيران) المقبل، مما سيسهم في زيادة التوليد بصورة كبيرة، وفي التاسع من مايو (أيار) الجاري أعلن البشير التوصل إلى اتفاق يقضي بإمداد تركيا جارتها سوريا بالغاز الطبيعي عبر خط أنابيب حدودي بين كلّس التركية وحلب بقدرة 6 ملايين متر مكعب يومياً، كما وقع الجانبان الخميس اتفاق تعاون مشترك لتطوير وتعزيز التعاون في مجال الطاقة. وقال الوزير السوري إن "الطرفين اتفقا على تشكيل لجان فنية تخصصية لكل قطاع من قطاعات الطاقة تقوم "باستكمال اجراءات الاتفاق وتتابع تنفيذه"، فيما أشار بيرقدار إلى أن الاتفاق الذي "وقعناه اليوم في مجال الطاقة والمعادن والهيدروكربونات يشكل خريطة طريق مهمة للخطوات المقبلة، مضيفاً "سنوقع اتفاقات مختلفة في المستقبل"، مؤكداً أن "تركيا مستعدة لتطوير مشاريع من أجل تنمية سوريا ومن أجل أن يعيش السوريون في ظروف أفضل، عبر شركاتنا الحكومية والخاصة وعبر شراكاتنا الدولية". وتسعى السلطات السورية الجديدة إلى إعادة بناء البلاد بعد الإطاحة بحكم بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول) 2024 وفي أعقاب حرب استمرت 14 عاماً واستنزفت اقتصاد البلاد وبنيتها التحتية، وألحقت أضراراً بالغة بالكهرباء حيث تشهد انقطاعاً لأكثر من 20 ساعة يومياً. وتأمل السلطات الجديدة في سوريا جذب الاستثمارات لمختلف القطاعات، ولا سيما بعد إعلان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في مايو الجاري رفع العقوبات المفروضة على دمشق منذ أعوام، ويذكر أن قطر أعلنت في مارس (آذار) الماضي تمويل شحنات الغاز إلى سوريا من الأردن لمعالجة نقص إنتاج الكهرباء.


Independent عربية
منذ 2 ساعات
- Independent عربية
إيمانويل تود يعيد قراءة المشهد العالمي في "هزيمة الغرب"
في فبراير (شباط) عام 2022 ظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على شاشات العالم أجمع ليعلن دخول القوات الروسية إلى أوكرانيا، معللاً ذلك بقوله إن "التمدد المستمر في البنى التحتية لحلف شمالي الأطلسي والتهيئة العسكرية لأرض أوكرانيا مرفوضان بالنسبة إلينا، لا نريد أن تفاجأ روسيا كما في صيف عام 1941، فجاء تحركنا دفاعاً عن النفس". ولم تُدَر هذه الحرب كما كان متوقعاً لها، إذ تكشفت عن مفاجآت كثيرة بالنسبة إلى روسيا أو الغرب لأنها حرب حقيقية بين دولتين في أوروبا التي حسبت نفسها هاجعة إلى سلام دائم، وهي كذلك شكلت مجابهة بين الولايات المتحدة وروسيا عبر الأوكرانيين. وكأن من المفاجئ صمود أوكرانيا العسكري التي وجدت في الحرب مبرراً لوجودها المهدد، لكن المفاجأة الكبرى كانت صمود الاقتصاد الروسي، فإن الغرب راهن على انهيار روسيا وتركيعها بعقوبات اقتصادية كبيرة واستبعاد مصارفها من منظومة "سويفت"، لكن الروس عرفوا كيف يتكيفون مع هذه العقوبات بمرونة تقنية واقتصادية واجتماعية. ومن المفاجئ أيضاً دخول المملكة المتحدة في الحرب على روسيا وتزويدها أوكرانيا بدبابات ثقيلة وصواريخ بعيدة المدى، بينما أعلنت الولايات المتحدة، القوة العظمى في العالم عن عجزها عن توفير أية أسلحة لأوكرانيا. أما المفاجأة الأكبر والأكثر إرباكاً للغرب، فتمثلت في عزلته الأيديولوجية واستمرار مساندة الصين للروس، فضلاً عن حسبان العالم الإسلامي بأسره روسيا شريكاً أكثر من أنها خصم، وهذه الوقائع التي انجلت عنها الحرب تؤكد هزيمة الغرب برأي إيمانويل تود في كتابه "هزيمة الغرب"، ترجمة محمود مروة عن دار الساقي 2025، فهذه الهزيمة كما يقول المؤلف "يقينية لأن الغرب يتدمر ذاتياً، أكثر من كون روسيا تهاجمه، فليست روسيا هي ما يعرض توازن الكوكب للخطر" بل إنها "أزمة غربية وبصورة خاصة أميركية". وهذا ما توقعه أيضاً أستاذ الجغرافيا السياسية في جامعة شيكاغو جون ميرشايمر الذي رأى أن روسيا ستكسب الحرب لأن أوكرانيا مسألة وجودية لها، في حين أنها ليست كذلك للولايات المتحدة. ويتفق تود مع ميرشايمر في أن تصرف حلف شمالي الأطلسي ليس سوى انعدام عقلانية ومسؤولية، في وقت تتزعم الغرب إمبراطورية تخلو من مركز ومشروع، توجهها مجموعة تفتقر إلى ثقافة مركزية بالمعنى الأنثروبولوجي، في وقت تبقى قائمة فيها آلة دولتية عسكرية عملاقة، مما يطرح في نظر المؤلف سؤالاً مركزياً، لماذا استخف الغربيون بخصمهم الروسي إلى هذا الحد في وقت لم يكُن هناك شيء مخفي من أوراقه الرابحة؟ وفي ظل مجتمع استخباراتي يضم 100 ألف شخص في الولايات المتحدة وحدها، كيف أمكن التصور أن قطع نظام "سويفت" وفرض عقوبات سيرديان ببلد يمتد على 17 مليون كيلومتر مربع ويتوافر على الموارد الطبيعية الممكنة كافة ويستعد جهاراً منذ عام 2014 لمواجهة عقوبات كهذه؟ وإذا كانت صلابة روسيا شكلت واحدة من مفاجآت الحرب، فإن الأرقام والإحصاءات تؤكد قوة روسيا وارتقاءها خلال عهد بوتين على الضد مما يدعيه الإعلام الغربي، فبين عامي 2000 و2017 انخفض بصورة كبيرة معدل الوفيات الناجمة عن تناول الكحول، وتراجعت معدلات الانتحار وجرائم القتل ووفيات الرضع، كما تدنت معدلات البطالة، وتحقق الاكتفاء الذاتي غذائياً، وصارت روسيا واحدة من أكبر مصدري المنتجات الزراعية في العالم، بحيث تضاعفت صادرات الأغذية الروسية ثلاث مرات. ومن المدهش حفاظ روسيا على مكانتها كثاني أكبر مصدر للأسلحة في العالم، وأكبر مصدر لمحطات الطاقة النووية، وقد يكون مثال إنتاج القمح أشد إعجاباً، إذ إن روسيا أنتجت عام 2012، 37 مليون طن من القمح، ثم 80 مليون طن عام 2022. وعلى صعيد التعليم العالي بلغت نسبة الملتحقين بدراسة الهندسة 23.4 في المئة عام 2020 في روسيا، مقابل 18.5 في اليابان و24.2 في ألمانيا و14.1 في فرنسا، وعلى رغم تفاوت عدد السكان، تصل روسيا إلى تكوين مهندسين أكثر بكثير من الولايات المتحدة. ويعوّل المؤلف على الطبقات الوسطى في التغيير، فهي الجاذبة لاهتمام علماء الاجتماع والسياسيين، ومن دونها يتعذر قيام مجتمع مستقر وديمقراطي وليبرالي، فالعامل الذي أطلق سقوط المنظومة الشيوعية لم يكُن الشلل الاقتصادي، بل ظهور طبقة وسطى حظيت بتعليم عالٍ، العامل الوحيد في نجاح الديمقراطية الليبرالية أو إخفاقها؟ فهل يمكننا أن نتصور بمعقولية أن الطبقات الوسطى الروسية ستطيح يوماً ما بنظام بوتين السلطوي؟ يحلم الغربيون بطبقات وسطى ذات تأثير مزدوج، فيكون من شأنها إسقاط بوتين بعدما أسقطت الشيوعية، وهذا الأمل ليس عبثياً تماماً، فأكثر المعارضين بحدة لبوتين في المدن الكبرى هم من الطبقات التي تتمتع بتعليم عالٍ حقاً، وهي الطبقات التي دعمت بوريس يلتسين مسقط الاتحاد السوفياتي، بيد أن ثمة ما يميز الطبقات الوسطى الروسية عن نظيرتها الغربية، وهو أحد العوامل التي تفسر صلابة روسيا في مواجهة الغرب. وما مكّنها من الحفاظ على سيادتها، قدرتها التلقائية على منع نمو فردانية مطلقة وتمسكها بالانتماء "الجماعي"، مما يكفي لكي يحيا المثل الأعلى لأمة متراصة على رغم تمركز الثروة والمداخيل، إذ نال الواحد في المئة الأعلى في روسيا 24 في المئة من المداخيل عام 2021 مقابل 19 في المئة في الولايات المتحدة و19 في المئة في فرنسا، وهكذا تبقى منظومة بوتين ثابتة لأنها نتاج التاريخ الروسي، وحلم الغرب بانتفاضة ضده لا يعدو كونه حلماً. إلا أن روسيا كذلك تعاني ضعفاً رئيساً هو الخصوبة المنخفضة، ودخلت في طور انكماش للسكان الذكور الذين يمكن تعبئتهم بنسبة 40 في المئة، ولذلك ليست أولوية الروس في الاستيلاء على أكبر قدر من الأراضي، بل في خسارة العدد الأدنى من الرجال. ويعرف الروس أنهم لم يعودوا بوزن حلف الأطلسي الذي بلغ عدد سكانه 887 مليون عام 2023، فيما لن يتجاوز عدد سكان روسيا 143 مليوناً عام 2030، من هنا كان تحديد الجيش الروسي عقيدة عسكرية جديدة تأخذ في الحسبان الفاقة في الرجال وتجيز توجيه ضربات نووية تكتيكية إذا ما كانت الأمة والدولة الروسيتان مهددتين، وأدرك الأميركيون مشكلة روسيا الديموغرافية وأفرطوا في الاعتماد على التحليل الديموغرافي. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) توقع الروس استسلام أوكرانيا أو انهيارها السريع لاعتبارهم إياها دولة فاشلة انخفض عدد سكانها بين عامي 1991 و2021 من 52 مليون نسمة إلى 41 مليوناً، وهي ذات تركيبة عرقية لغوية معقدة، ومع أنها عدت في الاتحاد السوفياتي واحدة من مناطق التنمية الأكثر حداثة، لم تنجح في تطوير دولة خاصة بها أي دولة أمة، إلا أن الروس كما الغرب فوجئوا بصمود أوكرانيا. ووجدت أوروبا نفسها منتظمة في حرب تتعارض مع مصالحها ومدمرة ذاتياً، بينما يتحدث الأوروبيون منذ 30 عاماً عن اتحاد أوروبي في طريقه ليكون قوة مستقلة، وفي حين أن روسيا لا تشكل أي تهديد لأوروبا، بل تسعى إلى إقامة شراكة اقتصادية معها. وخصص المؤلف حيزاً واسعاً من كتابه للولايات المتحدة التي هي القوة العسكرية الأولى في العالم، ولكنها لا تملك القدرة على السيطرة المباشرة على كل شيء، وتواجه الآن أخطاراً كثيرة، فاعتمادها الاقتصادي على بقية العالم صار هائلاً ومجتمعها يتفكك، والإشكال الحقيقي الذي يواجهه العالم اليوم ليس في إرادة القوة الروسية المحدودة جداً، بل في انحطاط مركز القوة الأميركي وهو بلا حدود. وإزاء تفتت المجتمع الأوكراني واستقرار المجتمع الروسي ونهاية الحلم الأوروبي بالاستقلال وانحراف مسار الدول الاسكندنافية، نقترب من موطن الأزمة العالمية، أي الثقب الأسود الأميركي، فمنذ انتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة دخل العالم الأنغلو- أميركي في حال انعدام جاذبية. ومنذ ذلك الحين، بتنا نشاهد ونضطر إلى تفسير قرارات استراتيجية خالية من المنطق، فعام 2023 رفضت الولايات المتحدة التصويت لمصلحة قرار "هدنة إنسانية" في غزة اقترحه الأردن، وصوتت عليه 120 دولة فيما رفضته 14 دولة، وجاء التصويت الأميركي ضد الهدنة عدمياً، رافضاً للأخلاق المشتركة للإنسانية، مما يعني في الوقت نفسه أن الولايات قررت معاداة العالم المسلم بصورة فورية ودائمة، أما حلف شمالي الأطلسي فهو بصدد خسارة الحرب الصناعية بعدما تبين أنه عاجز عن إنتاج الذخائر والصواريخ بكميات كافية. في خلاصة استنتاجاته، يرى المؤلف أنه إذا أردنا توقع الخيارات الاستراتيجية لأميركا، فعلينا التخلي على وجه السرعة عن بديهية العقلانية، ذلك أن الحال السوسيولوجية لأميركا تحول دون أي تنبؤ متعقل بالقرارات الأخيرة التي سيتخذها قادتها، لكن العدمية تجعل كل شيء على الإطلاق، ممكناً. ونرى ختاماً أن الكتاب يخلخل كثيراً من التصورات، ويعيد النظر في كثير من المسلمات، كما يضيء على الخلفيات التاريخية والاقتصادية والديموغرافية للاستراتيجيات السياسية الراهنة، كاشفاً في العمق عن جذور الصراع الذي بات يهدد المصير الإنساني، ولذلك فإنه يشكل إضافة جدية إلى الفكر السياسي في العالم العربي.


Independent عربية
منذ 4 ساعات
- Independent عربية
الأمن يطلق النار على شخص أمام مقر الاستخبارات الأميركية
ذكرت تقارير إعلامية أن أفراد أمن أطلقوا النار على شخص في ساعة باكرة من صباح اليوم الخميس أمام مقر وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) في لانجلي بولاية فرجينيا، وقال مصدر مطلع لشبكة (إن بي سي) إن إطلاق النار لم يسفر عن قتلى. ولم يؤكد متحدث باسم "سي آي إيه" وقوع إطلاق النار، وقال "كانت هناك حادثة أمنية تعاملت معه قوات إنفاذ القانون أمام مقر وكالة الاستخبارات المركزية". وذكر حدث باسم شرطة فيرفاكس لشبكة "إيه بي سي نيوز" أن إطلاق النار وقع الساعة الرابعة صباحاً بالتوقيت المحلي (08:00 بتوقيت غرينتش). اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وذكرت "سي آي إيه" في منشور على منصة "إكس" أن البوابة الرئيسة في "مجمع لانجلي" التابع للوكالة أُغلقت، وإنها وجهت الموظفين إلى البحث عن طرق بديلة. وجاء إطلاق النار بعد مقتل موظفين اثنين في السفارة الإسرائيلية على يد مسلح وسط العاصمة واشنطن مساء أمس الأربعاء، وليس هناك ما يشير إلى وجود صلة بين الحادثتين.