logo
الإنسان بآلام «الضحية الجلاد» في ختام عروض «الفجيرة للمونودراما»

الإنسان بآلام «الضحية الجلاد» في ختام عروض «الفجيرة للمونودراما»

الإمارات اليوم١٩-٠٤-٢٠٢٥

بليلة مزدحمة فنياً، اختتم مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما دورته الحادية عشرة، حيث شهدت ليلته السابعة والأخيرة عرض أربعة أعمال ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان من روسيا وألمانيا وسورية وسلطنة عمان، ذهبت في تعقب آلام الإنسان التي لا تتوقف بكونه ضحية وجلاداً في الوقت نفسه. عاش معها جمهور المهرجان رؤى من مشارب وهموم مختلفة، فبينما تعقب العرض الروسي أشباح التاريخ، وآلام الضحايا، وجراح الذاكرة الجمعية، مضى العرض الألماني نحو فرجة بصرية مدهشة اعتمد فيها كلياً على قدرات جسد الممثل مدعوماً بوسائط بصرية وصوتية شديدة الدقة والتعبير، أما العرض السوري فكان متوقعاً أن يكون ابن متاهة الحرب وتناول حكاية فنان مسرحي اختار البقاء في وطنه، رغم كل الألم والفقدان والعزلة، في الوقت الذي اختارت عُمان خوض مغامرة تبحث في هشاشة الإنسان في مواجهة الطغيان من خلال ذكريات سجين في ساعاته الأخيرة قبل الموت.
ذاكرة الموت
تمكن العرض الروسي من وضع بصمته الخاصة ضمن عروض المهرجان. العمل الذي حمل عنوان «من يعرف أحداً؟»، إعداد دينا زوماييفا، وإخراج يوري إيفليف، وأداء الممثلة ديوبساييفا يوليا، مضى بالجمهور برحلة تحليلية مضنية في نعمة وجحيم الانتماء وأبعاد الهوية، والوعي، وذلك الشر الهائل الذي يمكن أن يتولد بسبب الهوية الإثنية بعد التخلي عن الانتماء للإنسانية.
باقتدار شديد سيطرت الممثلة ديوبساييفا يوليا على حكايتها واستطاعت فرض حالة وجدانية وطرح أسئلة عميقة حول النظرة الأخلاقية إلى الجرائم التي ترتكب بحق الإنسان بسبب تلك الانتماءات الضيقة، كما ناقشت مفاهيم التوبة، والمسامحة. وبعمق روحي هيمن على أدائها المتقن عاش الجمهور تلك التفاصيل الدقيقة لقدرة الإنسان على أن يتصالح مع كونه قاتلاً وضحية في الوقت نفسه.
حفر بصري
تميز العرض الألماني «عمق ضحل» من إخراج جوناس كلينينبرج، وتمثيل جان جيديناك، بالذهاب إلى مساحته الاختبارية الخاصة. اختار أن يقدم فرجة بصرية مدهشة أشبه بالحفر البصري القائم على أداء جسدي شديد الدقة والانضباط وبلا إمكانية واحدة للخطأ. ينتمي هذا العرض إلى ما يمكن اعتباره «التكنو-مسرح»، الذي يمزج بين تقنيات الإضاءة والفلسفة الذهنية، لتحليل الكثير من القضايا الإنسانية الوجودية المعاصرة، وبدا في لحظات كثيرة كأنه يعيد بناء إنسان جديد بعد تعريته من الداخل ووضعه في مواجهة كل مخاوفه ومآزقه.
مثل هذه الأعمال الاختبارية لا تقدم نفسها بكونها منجزاً مكتملاً، ولا تميل لتقديم أجوبة على ما تطرحه بقدر ميلها لطرح الأسئلة وتعرية القناعات المسبقة الجاهزة، من خلال الاستناد إلى منابع نفسية داخلية عميقة للحكاية، وتراهن في الشكل على الإبهار لخلق التأثير وعلى التوازن والإيقاع المنضبط والصارم بين الانفعال وضبط الحركة، وهي مهمة صعبة في ظل غياب التواصل اللفظي.
قدم الممثل جان جيديناك أداءً جسدياً مهماً وملهماً، استطاع أن يتماهى مع كل تفصيلة فرضتها بنية العمل المركبة وشديدة التجريد، وأن يملأ بحضوره ذلك الفراغ في رحلة نهايات وتجدد موت وولادة، وتحولات لا تتوقف لحظة طيلة مدة هذا العرض شديد الخصوصية.
الصمود بالذاكرة
العرض السوري «وجوه» تأليف أحمد شقارة، وإخراج جهاد سعد، وبطولة الفنان سهيل حداد، اختار أن يتحدى الحرب ولعنتها بالذاكرة من خلال حكاية فنان مسرحي اختار البقاء في وطنه، متحدياً آلام الفقدان والعزلة، إنسان صامد في مفرمة أحلام وبشر ومصائر نراه يلجأ إلى الماضي ووجوه أحبة كانوا من أساسيات حياته اليومية والفنية.
على الرغم من ذاتية هذا العمل فإنه حاول ألا يكون حكاية فردية بل أن يتكئ في صموده على استدعاء وجوه رافقت الحياة الثقافية السورية في الموسيقى والرقص، والغناء، والتمثيل، والتلفزيون والسينما.. إنها واحدة من حكايا وأشكال الصمود الكثيرة في مواجهة مأساة إنسانية واسعة، لا تخص سورية وحدها، بل تمتد إلى كل الأوطان التي تعيش فداحة الخسارة والاغتراب عن الذات.
لم يسلم هذه العرض من بعض الكليشيهات التي بدأت تفرض نفسها على المسرح السوري في زمن الحرب، لكن حساسية الأداء وصدقه انتشلاه من هذا الفخ، وبدا في كثير من الأحيان في مواجهة لكل البشاعة الماثلة والمتنامية من خلال شخصية مهزومة، مشتتة، تخلط الحلم بالوهم، وتلامس حدود الفصام.
«وجوه» عرض يتعقب الخسائر ولا يستسلم لها بل يصنع منها محاولة أمل، فيما تبدو الذاكرة الجمعية كطوق نجاة لابد منه.
عزلة معقدة
من عُمان وعلى مدى 45 دقيقة، جاء عرض «متر في متر»، تأليف أسامة السليمي، إخراج أحمد الزدجالي، وتمثيل سامي البوسعيدي، ليأخذنا في رحلة مركبة عن مدى هشاشة وضعف الإنسان أمام القوة الغاشمة. العمل اتسم بجرأة فكرية وبصرية، ويروي حكاية سجين مناضل يفصله القليل عن الموت في زنزانة لا شيء فيها إلا الذاكرة والألم.
بطل العرض محاصر في مساحة لا تتعدى متراً في متر، وهي مساحة سجنه، نعيش ذلك الصراع النفسي المؤلم خلال اللحظات الأخيرة قبل الموت. مواجهة نفسه، وألمه، وخيباته، كل صغيرة وكبيرة في عمره، قبل إقدامه على الانتحار، فهو الشرط الوحيد أمامه ليخرج من السجن: «اقتل نفسك كي تخرج».
قدم ممثل العمل أداءً منهمكاً وبذل جهداً كبيراً في تمرير كل الصراعات التي يعيشها هذا السجين لكن الكثير من هذا الأداء سار في مساحة انفعالية مستمرة فيها قدر كبير من الصراخ، ربما لأن بنية النص تفتقد لعبة الإيقاع الدرامي المتصاعد، كما كانت الحركة المسرحية محدودة داخل ذلك المتر المربع المرسوم بالضوء، ربما هي محاولة لمضاعفة تأزيم الحالة ونقل حالة الأسر والضيق المهولة التي تعيشها شخصية العمل، لكننا من حيث الجوهر افتقدنا ذلك الفضاء المسرحي على الرغم من جماليات التكوينات البصرية والإضاءة، التي أضافت الكثير للعمل الذي افتقد لنسق حكائي، وربما كان هذا مقصوداً ومتعمداً.
«متر في متر» هو عرض غني قابل للتأويل والقراءة بطرق وزوايا متعددة، ويقدم تجربة عمانية ناضجة تحمل إمكانات واعدة في التجديد والابتكار.
. «عمق ضحل» قدم فرجة بصرية مدهشة أشبه بالحفر البصري القائم على أداء جسدي شديد الدقة والانضباط وبلا إمكانية واحدة للخطأ.
. «من يعرف أحداً؟» رحلة تحليلية في نعمة وجحيم الانتماء وأبعاد الهوية والوعي بعد التخلي عن الانتماء للإنسانية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الإنسان بآلام «الضحية الجلاد» في ختام عروض «الفجيرة للمونودراما»
الإنسان بآلام «الضحية الجلاد» في ختام عروض «الفجيرة للمونودراما»

الإمارات اليوم

time١٩-٠٤-٢٠٢٥

  • الإمارات اليوم

الإنسان بآلام «الضحية الجلاد» في ختام عروض «الفجيرة للمونودراما»

بليلة مزدحمة فنياً، اختتم مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما دورته الحادية عشرة، حيث شهدت ليلته السابعة والأخيرة عرض أربعة أعمال ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان من روسيا وألمانيا وسورية وسلطنة عمان، ذهبت في تعقب آلام الإنسان التي لا تتوقف بكونه ضحية وجلاداً في الوقت نفسه. عاش معها جمهور المهرجان رؤى من مشارب وهموم مختلفة، فبينما تعقب العرض الروسي أشباح التاريخ، وآلام الضحايا، وجراح الذاكرة الجمعية، مضى العرض الألماني نحو فرجة بصرية مدهشة اعتمد فيها كلياً على قدرات جسد الممثل مدعوماً بوسائط بصرية وصوتية شديدة الدقة والتعبير، أما العرض السوري فكان متوقعاً أن يكون ابن متاهة الحرب وتناول حكاية فنان مسرحي اختار البقاء في وطنه، رغم كل الألم والفقدان والعزلة، في الوقت الذي اختارت عُمان خوض مغامرة تبحث في هشاشة الإنسان في مواجهة الطغيان من خلال ذكريات سجين في ساعاته الأخيرة قبل الموت. ذاكرة الموت تمكن العرض الروسي من وضع بصمته الخاصة ضمن عروض المهرجان. العمل الذي حمل عنوان «من يعرف أحداً؟»، إعداد دينا زوماييفا، وإخراج يوري إيفليف، وأداء الممثلة ديوبساييفا يوليا، مضى بالجمهور برحلة تحليلية مضنية في نعمة وجحيم الانتماء وأبعاد الهوية، والوعي، وذلك الشر الهائل الذي يمكن أن يتولد بسبب الهوية الإثنية بعد التخلي عن الانتماء للإنسانية. باقتدار شديد سيطرت الممثلة ديوبساييفا يوليا على حكايتها واستطاعت فرض حالة وجدانية وطرح أسئلة عميقة حول النظرة الأخلاقية إلى الجرائم التي ترتكب بحق الإنسان بسبب تلك الانتماءات الضيقة، كما ناقشت مفاهيم التوبة، والمسامحة. وبعمق روحي هيمن على أدائها المتقن عاش الجمهور تلك التفاصيل الدقيقة لقدرة الإنسان على أن يتصالح مع كونه قاتلاً وضحية في الوقت نفسه. حفر بصري تميز العرض الألماني «عمق ضحل» من إخراج جوناس كلينينبرج، وتمثيل جان جيديناك، بالذهاب إلى مساحته الاختبارية الخاصة. اختار أن يقدم فرجة بصرية مدهشة أشبه بالحفر البصري القائم على أداء جسدي شديد الدقة والانضباط وبلا إمكانية واحدة للخطأ. ينتمي هذا العرض إلى ما يمكن اعتباره «التكنو-مسرح»، الذي يمزج بين تقنيات الإضاءة والفلسفة الذهنية، لتحليل الكثير من القضايا الإنسانية الوجودية المعاصرة، وبدا في لحظات كثيرة كأنه يعيد بناء إنسان جديد بعد تعريته من الداخل ووضعه في مواجهة كل مخاوفه ومآزقه. مثل هذه الأعمال الاختبارية لا تقدم نفسها بكونها منجزاً مكتملاً، ولا تميل لتقديم أجوبة على ما تطرحه بقدر ميلها لطرح الأسئلة وتعرية القناعات المسبقة الجاهزة، من خلال الاستناد إلى منابع نفسية داخلية عميقة للحكاية، وتراهن في الشكل على الإبهار لخلق التأثير وعلى التوازن والإيقاع المنضبط والصارم بين الانفعال وضبط الحركة، وهي مهمة صعبة في ظل غياب التواصل اللفظي. قدم الممثل جان جيديناك أداءً جسدياً مهماً وملهماً، استطاع أن يتماهى مع كل تفصيلة فرضتها بنية العمل المركبة وشديدة التجريد، وأن يملأ بحضوره ذلك الفراغ في رحلة نهايات وتجدد موت وولادة، وتحولات لا تتوقف لحظة طيلة مدة هذا العرض شديد الخصوصية. الصمود بالذاكرة العرض السوري «وجوه» تأليف أحمد شقارة، وإخراج جهاد سعد، وبطولة الفنان سهيل حداد، اختار أن يتحدى الحرب ولعنتها بالذاكرة من خلال حكاية فنان مسرحي اختار البقاء في وطنه، متحدياً آلام الفقدان والعزلة، إنسان صامد في مفرمة أحلام وبشر ومصائر نراه يلجأ إلى الماضي ووجوه أحبة كانوا من أساسيات حياته اليومية والفنية. على الرغم من ذاتية هذا العمل فإنه حاول ألا يكون حكاية فردية بل أن يتكئ في صموده على استدعاء وجوه رافقت الحياة الثقافية السورية في الموسيقى والرقص، والغناء، والتمثيل، والتلفزيون والسينما.. إنها واحدة من حكايا وأشكال الصمود الكثيرة في مواجهة مأساة إنسانية واسعة، لا تخص سورية وحدها، بل تمتد إلى كل الأوطان التي تعيش فداحة الخسارة والاغتراب عن الذات. لم يسلم هذه العرض من بعض الكليشيهات التي بدأت تفرض نفسها على المسرح السوري في زمن الحرب، لكن حساسية الأداء وصدقه انتشلاه من هذا الفخ، وبدا في كثير من الأحيان في مواجهة لكل البشاعة الماثلة والمتنامية من خلال شخصية مهزومة، مشتتة، تخلط الحلم بالوهم، وتلامس حدود الفصام. «وجوه» عرض يتعقب الخسائر ولا يستسلم لها بل يصنع منها محاولة أمل، فيما تبدو الذاكرة الجمعية كطوق نجاة لابد منه. عزلة معقدة من عُمان وعلى مدى 45 دقيقة، جاء عرض «متر في متر»، تأليف أسامة السليمي، إخراج أحمد الزدجالي، وتمثيل سامي البوسعيدي، ليأخذنا في رحلة مركبة عن مدى هشاشة وضعف الإنسان أمام القوة الغاشمة. العمل اتسم بجرأة فكرية وبصرية، ويروي حكاية سجين مناضل يفصله القليل عن الموت في زنزانة لا شيء فيها إلا الذاكرة والألم. بطل العرض محاصر في مساحة لا تتعدى متراً في متر، وهي مساحة سجنه، نعيش ذلك الصراع النفسي المؤلم خلال اللحظات الأخيرة قبل الموت. مواجهة نفسه، وألمه، وخيباته، كل صغيرة وكبيرة في عمره، قبل إقدامه على الانتحار، فهو الشرط الوحيد أمامه ليخرج من السجن: «اقتل نفسك كي تخرج». قدم ممثل العمل أداءً منهمكاً وبذل جهداً كبيراً في تمرير كل الصراعات التي يعيشها هذا السجين لكن الكثير من هذا الأداء سار في مساحة انفعالية مستمرة فيها قدر كبير من الصراخ، ربما لأن بنية النص تفتقد لعبة الإيقاع الدرامي المتصاعد، كما كانت الحركة المسرحية محدودة داخل ذلك المتر المربع المرسوم بالضوء، ربما هي محاولة لمضاعفة تأزيم الحالة ونقل حالة الأسر والضيق المهولة التي تعيشها شخصية العمل، لكننا من حيث الجوهر افتقدنا ذلك الفضاء المسرحي على الرغم من جماليات التكوينات البصرية والإضاءة، التي أضافت الكثير للعمل الذي افتقد لنسق حكائي، وربما كان هذا مقصوداً ومتعمداً. «متر في متر» هو عرض غني قابل للتأويل والقراءة بطرق وزوايا متعددة، ويقدم تجربة عمانية ناضجة تحمل إمكانات واعدة في التجديد والابتكار. . «عمق ضحل» قدم فرجة بصرية مدهشة أشبه بالحفر البصري القائم على أداء جسدي شديد الدقة والانضباط وبلا إمكانية واحدة للخطأ. . «من يعرف أحداً؟» رحلة تحليلية في نعمة وجحيم الانتماء وأبعاد الهوية والوعي بعد التخلي عن الانتماء للإنسانية.

اختتام فعاليات مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما
اختتام فعاليات مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما

البيان

time١٨-٠٤-٢٠٢٥

  • البيان

اختتام فعاليات مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما

أكد الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام أن مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما تحت شعار «الفجيرة تجمعنا»، لوحة فنية متكاملة في تعزيز مكانة وثقافة مسرح الممثل الواحد، مثمناً الدعم الكبير من قبل صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، ودعم سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد الفجيرة لإنجاح هذا المحفل الثقافي والفني الذي تحتضنه الإمارة، وتوفير كل السبل اللازمة لتنظيمه وفق أعلى المستويات العالمية. جاء ذلك خلال حضوره مساء أمس، ختام مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما الدورة الحادية عشر، مشيراً إلى أن هذا الحدث يعد فرصة استثنائية للمشاركة في هذا المهرجان الدولي الذي يشهد حضور نخبة من المسرحيين والفنانين في عروض وندوات وأنشطة تُثري المشهد المسرحي وتدعم الإبداع الفردي. وكرم في ختام الحفل لجنة التحكيم للمسابقات والفائزين في المسابقة الرسمية والمسرح المدرسي والفعاليات والمتمثلة في مجالات النصوص والتمثيل إضافة إلى العمل المسرحي المتكامل. من جانبه عبر مدير عام المهرجان محمد سعيد الضنحاني عن شكره وامتنانه للدعم اللامتناهي من القيادة الرشيدة، والمتابعة المستمرة للمهرجان مما كان له الأثر الكبير في نجاحه وتطوره. حيث شهدت الفجيرة في هذه الفترة عرساً ثقافياً مميزاً حافلاً بالأنشطة الفنية والعروض المسرحية من مختلف أنحاء العالم، بحضور كثيف من زوار المهرجان والأسر الإماراتية والعربية والسياح الأجانب لدعم المواهب الشابة في مختلف المجالات الثقافية. وكانت الدورة الحادية عشرة لمهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، قد شهدت حضوراً كثيفاً منذ انطلاقه وتجاوز عدد الزوار 20 ألف زائر للقرية التراثية بدبا الفجيرة. حيث جذبت فعاليات المهرجان اهتمام الزوار من فنانين وضيوف من مختلف أنحاء العالم، والذين حرصوا على الحضور للاستمتاع بالفعاليات وحضور العروض المسرحية في الهواء الطلق. وأكد محمد الضنحاني، رئيس مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، حرص المهرجان على توفير بيئة مثالية مكّنت الزوار والحضور من الاستمتاع بتجربة فريدة للعروض المسرحية والفعاليات والأنشطة التراثية والثقافية والفنية وسط أجواء طبيعية تعكس جمالية المنطقة وأصالة الإمارة وتاريخها العريق. وأشار الضنحاني إلى أن اختيار القرية التراثية في دبا جاء لإبراز تاريخ وتراث الفجيرة بشكل خاص والدولة بشكل عام، بتعريف الزوار بهذه المعالم وما تضمه من تاريخ موغل في القدم وحضارة متأصلة في مجتمع دولة الإمارات، جهود هدفها خلق تجربة مجتمعية متكاملة تعكس روح المهرجان، وسط أجواء احتفالية مميزة.

راشد بن حمد الشرقي يشهد توزيع جوائز «الفجيرة الدولي للمونودراما»
راشد بن حمد الشرقي يشهد توزيع جوائز «الفجيرة الدولي للمونودراما»

الاتحاد

time١٨-٠٤-٢٠٢٥

  • الاتحاد

راشد بن حمد الشرقي يشهد توزيع جوائز «الفجيرة الدولي للمونودراما»

تامر عبد الحميد (الفجيرة) برعاية صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، وبدعم من سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، وبحضور الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي، رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، ومحمد سعيد الضنحاني، مدير الديوان الأميري بالفجيرة، رئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان، أُسدل مساء أمس الستار على فعاليات الدورة الـ11 من مهرجان «الفجيرة الدولي للمونودراما 2025»، بحفل ختام وتوزيع جوائز المهرجان على مسرح جمعية دبا في الفجيرة. «الفجيرة تجمعنا» على مدى 9 أيام، وتحت شعار «الفجيرة تجمعنا»، احتفى «الفجيرة الدولي للمونودراما» بـ«أبو الفنون» ونخبة من نجوم الوطن العربي، وفن مسرح «الممثل الواحد» من مختلف أنحاء العالم، وشهد الختام حضور نخبة من نجوم المسرح من مختلف أنحاء الوطن العربي، منهم أحمد الجسمي وسعيد السعدي وحسن رجب وسعيد سالم وسوسن بدر وسامح الصريطي وسوزان نجم الدين وشيري عادل وأسعد فضة ورفيق علي أحمد وفايز قزق. لوحة فنية وبمناسبة ختام المهرجان، قال الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي، رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، إن مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما تحت شعار «الفجيرة مسرح مفتوح»، ماهو إلا لوحة فنية متكاملة في تعزيز مكانة وثقافة مسرح «الممثل الواحد»، مثمناً الدعم الكبير من قبل صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الفجيرة، ودعم سمو الشيخ محمد بن محمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، لإنجاح هذا المحفل الثقافي والفني الذي تحتضنه الإمارة، وتوفير كل السبل اللازمة لتنظيمه وفق أعلى المستويات العالمية. عرس ثقافي من جانبه، أعرب محمد سعيد الضنحاني، رئيس المهرجان، عن شكره وامتنانه للدعم اللامتناهي من قبل صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، وسمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، لمتابعته المستمرة للمهرجان، مما كان له الأثر الكبير في نجاحه وتطوره، حيث شهدت الفجيرة في هذه الفترة عرساً ثقافياً مميزاً حافلاً بالأنشطة الفنية والعروض المسرحية من مختلف أنحاء العالم، بحضور كثيف من زوار المهرجان والأسر الإماراتية والعربية والسياح الأجانب لدعم المواهب الشابة في مختلف المجالات الثقافية. وقال: «الدورة الحادية عشرة للمهرجان حلقت عالياً في فضاء المخيلة النبيلة، وقد تركت أثراً كبيراً في قلوب كل من شارك بها؛ لأنها الأجمل والأضخم؛ ولأن النجاح كان فيها كبيراً». تكريم الفائزين وكرّم الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي، رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، في حفل الختام، الفائزين في المسابقة الرسمية والمسرح المدرسي والفعاليات المتمثلة في مجالات النصوص والتمثيل، إضافة إلى العمل المسرحي المتكامل، وجاء الإعلان عن الفائزين بجوائز مسابقة العروض المسرحية الرسمية كالتالي: نال عرض «قطار ميديا» من إسبانيا جائزة المركز الأول كأفضل عرض متكامل، وذهب المركز الثاني إلى مسرحية «عمق ضحل» من ألمانيا، وجاء عرض «مستطيل» من إيران في المركز الثالث، فيما ذهبت جائزة «الممثل الواحد» في المونودراما إلى أسامة كوشكار من تونس عن عرض «وحدي». وفي مسابقة نصوص المونودراما، نال المركز الأول نص «السماء ليس لك» لـ هوشنك وزيري من العراق، وحصد المركز الثاني «نص 3.0» لمهند العرقوص من سوريا، وحصد المركز الثالث مناصفة لـ«مسي فوق الخشبة» لمحمد عبدول من الجزائر، و«على شفاه الريح» لميسون عبدالعزيز عمران من سوريا. «المسرح المدرسي» أما الفائزون بجوائز «المسرح المدرسي» فجاءت كالتالي: في مسابقة أفضل عرض مسرحي متكامل، حصد المركز الأول عرض «حلم» لمدرسة أنس ابن النظر، والمركز الثاني مسرحية «وهم» لمدرسة حمد بن عبدالله الشرقي، والمركز الثالث لمسرحية «بين ألسنة النار»، وذهبت جائز أفضل ممثلة لسلمى فهد الكعبي عن عرض «وحدي في المنزل»، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة لآمنة سليمان آل علي، وجائزة أفضل تأليف مدرسي للمؤلف سعيد الهراسي عن نص عرض «خطوة»، وجائزة أفضل إخراج مسرحي للمخرج ثناء حبيب عن مسرحية «جدة حياتي». وذهبت جائزة أفضل عرض مسرحي متكامل في المركز الأول لعرض «وحدي بالمنزل» لمجمع زايد التعليمي، وجاء في المركز الثاني عرض «خطوة»، والمركز الثالث لعرض «العزلة». وذهبت شهادة أداء تمثيلي لكل من منة خميس حسن الحساني، ومحمد راشد اليماحي عن عرض «خطوة»، فيما حصد أفضل سينوغرافيا مسرحية «رحلة سارة» لمدرسة الماسة، وذهبت جائزة أفضل ممثل حلقة ثانية للطالب حامد أحمد الحفيتي عن مسرحية «العزلة». ومنحت لجنة التحكيم شهادة التمثيل عن عرض «أوتار الزمن» لشهد علي عبدالله الحساني، وحصد جائزة أفضل سينوغرافية للعرض المسرحي «عندما أكون نعامة». ونال جائزة أفضل ممثل الطالب شاهين عبيد عن مسرحية «وهم»، وجائزة أفضل ممثلة لعائشة عبدالله الشحي عن عرض «بين ألسنة النار». وذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة للطالب محمد يوسف العبدولي عن عرض مسرحية «حلم»، وجائزة أفضل تأليف مدرسي «مسرحية حلم» للكاتب علي حسن الحاير، وحصد جائزة أفضل إخراج مسرحي للمخرج ناصر إبراهيم لمسرحية «وهم». منافسة قوية شهد مهرجان «الفجيرة الدولي للمونودراما» منافسة قوية بين 19 عرضاً مسرحياً من 50 دولة عربية وأجنبية، في عروضه الرسمية، إلى جانب عروض مسرحيات أخرى ضمن برنامج «عروض الفضاءات المفتوحة»، منها: «الفانوس» و«محطة انتظار» من الإمارات، «قطار ميديا» من إسبانيا، «عمق ضحل» من ألمانيا، «وحدي» من تونس، «من يعرف أحداً» من روسيا، «وجوه» من سوريا، «جوكر من العراق»، «اليوم الأخير» من الجزائر، «متر في متر» من سلطنة عُمان، «ودارت الأيام» من مصر، و«شرخ في جدار الزمن» من البحرين. «وصية مريم» نال العرض المسرحي السوري «وصية مريم» صدىً كبيراً ونال إشادات صناع المسرح ونجوم التمثيل، خلال عرضه ضمن برنامج «عروض خارج المسابقة» على هامش فعاليات «الفجيرة الدولي للمونودراما»، حيث اجتمع «ثلاثي الإبداع» المخرج عجاج سليم والمؤلف جمال آدم والممثل محمد حداقي، ليقدموا تجربة مسرحية غنية بالتفاصيل العميقة خلال 40 دقيقة، حول أستاذ مدرسة يستعيد تفاصيل كثيرة وهو يتحدث عن تلك الطفلة الصغيرة التي قتلت، ويستفيض بالحديث والسخرية والبكاء ضمن أجواء من الكوميديا السوداء التي لا تقدم حلولاً بقدر ما تثير الأسئلة. «فخر الفجيرة» شهد حفل ختام مهرجان «الفجيرة الدولي للمونودراما» تقديم أغنية كإهداء إلى صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، بعنوان «فخر الفجيرة»، وقدمها أطفال مدرسة زايد في دبا الفجيرة، وهي من أشعار الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي، رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، وألحان محمد الأحمد، وغناء حسين الجسمي. اكتشاف المواهب شهد المهرجان أيضاً في دورته الـ11، استحداث مهرجان خاص يقام للمرة الأولى على المستوى العربي بعنوان «مونودراما المسرح المدرسي»، والذي يضيء على الشباب المبدعين في عالم «أبو الفنون»، ويسهم في اكتشاف المواهب وفتح الأبواب أمامها من أجل الاستزادة من الخبرات المشاركة في «الفجيرة الدولي للمونودراما»، حيث قدم 15 عرضاً مسرحياً، وأتاح المجال أمام الشباب لعرض أعمالهم المسرحية أمام كبار المسرحيين والنقاد والمهتمين من الجمهور.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store