
ما هو التالي بالنسبة لإيران والشرق الأوسط؟.. تقرير لـPolitico يُجيب
ذكرت صحيفة 'Politico' الأميركية أنه 'منذ أكثر من عقد من الزمان، يناقش العالم ما يجب فعله حيال البرنامج النووي الإيراني. ولكن الآن، بعد الهجوم الاستباقي الذي شنته إسرائيل على المنشآت النووية في البلاد وبعد الضربات الأميركية على محطات الطاقة النووية في فوردو ونطنز وأصفهان، تراجعت قبضة طهران على الشرق الأوسط إلى حد كبير، وتضاءل شبح سباق التسلح النووي في المنطقة. والسؤال الكبير هو: كيف يؤثر هذا الهجوم على البرامج النووية والصاروخية الباليستية الإيرانية على ما سيأتي بعد وقف إطلاق النار؟'
بحسب الصحيفة، 'لقد أبدت إسرائيل منذ فترة طويلة اعتراضاتها الشديدة على الطموحات النووية الإيرانية. وفي عام 2012، رسم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خطا أحمرا على مخطط قنبلة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وبعد بضع سنوات، في عام 2015، حذر أعضاء من الفريق الإسرائيلي الذي التقى الإدارة الأميركية قبل مفاوضاتها مع إيران، من المخاطر التي يفرضها السماح لطهران بمواصلة تخصيب اليورانيوم. طوال ذلك الوقت، اختار القادة الإسرائيليون عدم شنّ ضربة استباقية، ولكن حدث تغييران رئيسيان منذ ذلك الحين. أولا، كثفت إيران بشكل كبير من تطوير برنامجها النووي العسكري، وجمعت ما يكفي من اليورانيوم المخصب بدرجة عالية لإنتاج المواد الانشطارية اللازمة لصنع ما لا يقل عن 10 قنابل نووية خلال بضعة أشهر. وفي الآونة الأخيرة، قامت إيران أيضًا بتسريع معدل إنتاج اليورانيوم العالي التخصيب وبدأت الاستعدادات لتحويله إلى أسلحة، بالإضافة إلى تطوير خطة طموحة لزيادة إنتاج صواريخها الباليستية البعيدة المدى بشكل كبير. وحتى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تحركت ببطء، أعلنت أخيراً بعد عشرين عاماً أن إيران انتهكت التزاماتها في مجال منع الانتشار النووي'.
وتابعت الصحيفة، 'أما التغيير الرئيسي الآخر فهو أنه منذ الهجمات التي وقعت في السابع من تشرين الأول 2023، شهدت إسرائيل تحولاً نموذجياً في تفكيرها بشأن الأمن القومي، وخاصة في ما يتصل بإيران. بعد هجومين صاروخيين إيرانيين مباشرين في عام 2024، وعامين تقريبا من الهجمات من قبل وكلائها حماس وحزب الله والحوثيين، شعرت البلاد أن الجمهورية الإسلامية بذلت كل جهد ممكن لتنفيذ مهمتها المعلنة مرارا وتكرارا وهي محو إسرائيل عن الخريطة. وهكذا، ومع استمرار صدمة السابع من تشرين الأول، ومع تزايد تطوير البرنامج النووي الإيراني، لم تعد إسرائيل مستعدة لقبول برامج طهران النووية أو الصاروخية الباليستية باعتبارها أمراً مسلماً به'.
وأضافت الصحيفة، 'في غضون ذلك، رُفعت أيضًا إحدى أكبر العقبات أمام جهود إسرائيل لإحباط طموحات النظام النووية: دفاعاتها الجوية. إن الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل على إيران في تشرين الأول 2024 والصراع الحالي منحها الهيمنة الجوية على طهران. وبشكل عام، كان هذا هو ما أدى إلى الضربات الإسرائيلية والأميركية على إيران، والتي ألحقت أضرارا بالغة بالمنشآت النووية في البلاد، وبرنامج الصواريخ الباليستية، والدفاعات الجوية. لقد تم تهميش التهديد النووي الإيراني بشكل أساسي على المدى القريب والبعيد، حيث لم يعد هناك أي شك حول ما إذا كانت إيران ستواجه تهديداً عسكرياً من كل من إسرائيل والولايات المتحدة إذا حاولت إعادة البناء، وقد أدى هذا التطور إلى إضعاف دورها السابق كمصدر رئيسي للإرهاب الأصولي'.
وبحسب الصحيفة، 'لقد تدهور الردع الذي يشكله وكلاء إيران، حزب الله وحماس، بالفعل منذ أواخر عام 2023، ولم يعد له أي تأثير على قرار إسرائيل بالهجوم. وأدى انهيار نظام بشار الأسد في سوريا إلى إضعاف حزب الله أكثر، مما صعّب على إيران إعادة تزويده بالأسلحة. والآن، تُركت حماس دون دعم في غزة. لقد ساهمت إسرائيل والولايات المتحدة معًا في إعادة تشكيل الشرق الأوسط بشكل جذري وسريع. لقد أظهرا توافقهما على أهمية استخدام القوة إذا لزم الأمر، حتى من دون دعم من دول أخرى. كما وأظهرا للشعب الإيراني أيضًا أن المشاريع الباهظة الثمن التي ينفذها النظام يمكن تحديها، مما قد يمهد الطريق لقوى أخرى في إيران للإطاحة بنظام آيات الله. والخطوة التالية الآن هي أن يبني الزعماء في مختلف أنحاء العالم على هذا الزخم ويدفعوا نحو التوصل إلى اتفاق نووي مع طهران التي أصبحت أضعف بكثير، اتفاق توافق فيه إيران على التوقف عن متابعة برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات تدريجيا، ويتم مراقبة أي التزامات إيرانية بعناية للتأكد من أنها لن تستأنف جهودها لتصبح دولة نووية'.
وختمت الصحيفة، 'لقد عزز الهجوم على المواقع النووية والصاروخية الإيرانية بشكل كبير فرص تطبيع العلاقات الإسرائيلية العربية، بالإضافة إلى تعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط. إنه إنجاز لا ينبغي الاستهانة به، ولكنه ليس نهاية المطاف'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ 36 دقائق
- ليبانون 24
منشأة سريّة أكثر تحصيناً من "فوردو"... إلى أين نقلت إيران اليورانيوم؟
ذكرت "العربية" أنّ تقارير إستخباراتيّة أشارت إلى أنّ اليورانيوم الإيراني المخصب المختفي لا يزال يُقلق أميركا وإسرائيل على حدّ سواء. وأسقطت الولايات المتحدة باستخدام قاذفات شبح من طراز "بي-2"، أكبر قنابل تقليدية في ترسانتها، على منشآت نووية إيرانية، سعياً للقضاء على مواقع تشمل منشأة "فوردو" لتخصيب اليورانيوم المقامة أسفل جبل، وكذلك منشأة "نطنز" لتخصيب اليورانيوم ومفاعل "أصفهان" للأبحاث، في ضربة قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنها "دمرت" البرنامج النووي الإيراني. ولكن، قبل الضربة، شوهدت 16 شاحنة تصطف خارج منشأة "فوردو" لتخصيب اليورانيوم، وصرح خبير في البرنامج النووي الإيراني لصحيفة "التليغراف" البريطانية أن النظام نقل جزءاً كبيراً من اليورانيوم العالي التخصيب إلى موقع سري قبل أن تتمكن الولايات المتحدة من قصف منشآته. والمكان الأمثل لإخفاء اليورانيوم المخصب هو جبل الفأس، بحسب ما ذكرت صحيفة "تليغراف" البريطانية. ويقع على بعد حوالي 145 كيلومترا جنوب منشأة فوردو، وهو قريب جدا من موقع نطنز النووي في محافظة أصفهان. ويعتقد أن هذا الموقع السري الجديد هو منشأة نووية عميقة تحت الأرض حيث يُقدر عمقها بحوالي 100 متر تحت سطح الأرض، مقارنةً بعمق فوردو الذي يتراوح بين 60 و90 متراً مما يجعلها أكثر تحصينا مقارنة بموقعيّ فوردو ونطنز. ولفوردو مدخلا أنفاق، لكن جبل "الفأس" له 4 مداخل على الأقل، اثنان على الجانب الشرقي من الجبل، واثنان على الجانب الغربيّ. وبحسب "التليغراف"، فإن إيران تقوم ببناء منشأة هناك في الوقت الحالي، وقد بذلت جهوداً كبيرة لتعزيز المنطقة وتوسيعها بهدوء خلال السنوات الأربع الماضية. وتُظهر صور الأقمار الاصطناعية أن هذه المنطقة توسعت سراً بتحصينات جديدة حول ما يبدو أنه موقع لتخصيب اليورانيوم. ووفقا لصور الأقمار الصناعية فقد تمّ بالفعل بناء شبكة أنفاق معقدة تحت الجبل في موقع المنشأة المجهزة أيضا بأحدث أنظمة الحماية الأمنية.


ليبانون 24
منذ 36 دقائق
- ليبانون 24
رسميًا... إيران تعتمد قانونًا يُعلّق التعاون مع "الطاقة الذرية"
وافق مجلس صيانة الدستور الإيراني ، يوم الخميس، على مشروع قانون تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ونقلت وكالة تسنيم الدولية للأنباء عن المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور، هادي طحان نظيف، قوله إن المجلس صادق على مشروع قانون "إلزام الحكومة بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، مؤكداً أن الحكومة باتت ملزمة بتعليق أي تعاون مع الوكالة الدولية حتى يتم التأكد من صون السيادة الوطنية وسلامة أراضي البلاد، وخاصة تأمين العلماء والمنشآت النووية الإيرانية. ووافق جميع النواب الحاضرين وعددهم 221 نائباً، لصالح مشروع القانون بالإجماع. وأشار المجلس إلى أن الحكومة ملزمة بتعليق كافة أشكال التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إطار معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية ونظام الضمانات التابع لها، إلى حين تحقق شروط ضمان الاحترام الكامل لسيادة إيران وسلامة أراضيها، وتوفير الأمن للمنشآت والعلماء النوويين، وضمان احترام الحقوق الأساسية لإيران في التمتع بكافة الحقوق المنصوص عليها في المادة الرابعة من معاهدة عدم الانتشار، لا سيّما حق تخصيب اليورانيوم داخل البلاد. وجاء فى قرار مجلس صيانة الدستور أن التحقق من استيفاء هذه الشروط يجب أن يتم بناء على تقرير من منظمة الطاقة الذرية الإيرانية وموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي. كما يجب على الحكومة تقديم تقرير دوري كل ثلاثة أشهر إلى كل من مجلس الشورى الإسلامي والمجلس الأعلى للأمن القومي بشأن مدى تنفيذ الشروط المذكورة. كان البرلمان الإيراني قد صوت، يوم الأربعاء، لصالح مشروع قانون تعليق التعاون بشكل مؤقت مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ولكي يصبح مشروع القانون الخاص بالتعليق ساريا يجب أن يحصل على موافقة مجلس صيانة الدستور، وهو ما تم يوم الخميس ، وتتبقى موافقة مجلس الأمن الإيراني.


صوت لبنان
منذ 39 دقائق
- صوت لبنان
ترامب: سنتحدث مع إيران الأسبوع المقبل وقد نوقع الاتفاق
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن واشنطن ستسعى على الأرجح للحصول على التزام من طهران بإنهاء طموحاتها النووية في محادثات مع مسؤولين إيرانيين الأسبوع المقبل. وأشاد ترامب بالقصف الأمريكي باعتباره "سبب النهاية السريعة للحرب بين إيران وإسرائيل"، قائلا إن قراره استهداف مواقع نووية إيرانية بقنابل ضخمة خارقة للتحصينات يوم الأحد أنهى الحرب واصفا الأمر بأنه "انتصار للجميع". وتجاهل تقييما مبدئيا لوكالة المخابرات التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية يفيد بأن "مسار إيران نحو صنع سلاح نووي ربما يكون قد تأخر لأشهر فحسب". وقال "كانت الأضرار جسيمة جدا. كان تدميرا تاما". في غضون ذلك، وبعد دخول وقف إطلاق النار حيز النفيذ يوم الثلاثاء، سعى الإيرانيون والإسرائيليون إلى استئناف حياتهم الطبيعية بعد المواجهة التي استمرت 12 يوما. وقال ترامب، متحدثا من لاهاي، حيث حضر قمة حلف شمال الأطلسي أمس الأربعاء، إنه لا يتوقع أن تنخرط إيران مجددا في تطوير أسلحة نووية. ودأبت طهران لعقود على نفي اتهامات القادة الغربيين لها بالسعي لامتلاك أسلحة نووية. وأوضح "سنتحدث معهم الأسبوع المقبل، مع إيران. قد نوقع اتفاقا. لا أعلم. بالنسبة لي، لا أعتقد أن ذلك ضروري". وأردف "آخر ما يريدون فعله هو تخصيب أي شيء في الوقت الحالي. إنهم يريدون التعافي"، في إشارة إلى الاتهامات الغربية لإيران "بتخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء تقترب من الدرجة اللازمة لصنع الأسلحة النووية". وأمس الأربعاء، قال مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية جون راتكليف في بيان إن البرنامج النووي الإيراني تضرر بشدة جراء الضربات الجوية الأمريكية، لكنه لم يصل إلى حد إعلان تدمير البرنامج. وأضاف أن الوكالة أكدت "مجموعة من الأدلة الموثوقة" على أن عددا من المنشآت الإيرانية الرئيسية دمر ويحتاج سنوات لإعادة بنائه. وقدرت الوكالة النووية الإسرائيلية أن الضربات "أعادت قدرة إيران على تطوير أسلحة نووية سنوات للوراء". ونشر البيت الأبيض التقييم الإسرائيلي، غير أن ترامب قال إنه لا يعتمد على معلومات المخابرات الإسرائيلية. وعبر ترامب عن ثقته في أن طهران ستنتهج مسارا دبلوماسيا نحو تسوية الأمر. وأضاف أنه إذا حاولت إيران إعادة بناء برنامجها النووي، "فلن نسمح بحدوث ذلك. أولا، من الناحية العسكرية، لن نفعل ذلك"، مضيفا أنه يعتقد "أننا سنتمكن في النهاية من إقامة علاقة ما مع إيران لحل هذه القضية".