logo
لماذا خلق الله الموت والحياة؟.. خطيب المسجد الحرام: لـ سببين

لماذا خلق الله الموت والحياة؟.. خطيب المسجد الحرام: لـ سببين

صدى البلد١٨-٠٧-٢٠٢٥
قال الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن الله جلت حكمته لم يخلق عباده هملًا، بل خلق الموت والحياة، ليبلوهم أيهم أحسن عملًا، فاتقوا الله رحمكم الله، واعملوا في رضاه.
لماذا خلق الموت والحياة
واستشهد ' المعيقلي' خلال خطبة الجمعة الأخيرة من شهر الله المحرم اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة ، بما قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولًا سديدًا، يصلح لكم أعمالكم، ويغفر لكم ذنوبكم، ومن يطع الله ورسوله، فقد فاز فوزًا عظيمًا).
وأوضح أن الله تعالى خلق الإنسان ضعيفًا، فالضعف مبدؤه، وإليه منتهاه قال- تعالى-: (الله الذي خلقكم من ضعف، ثم جعل من بعد ضعف قوة، ثم جعل من بعد قوة ضعفًا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير).
وأضاف أن المرء في هذه الحياة الدنيا لا يكاد يسلم من الشدائد والكربات، والمخاوف والمكدرات، فيحتاج فيها إلى سبب يعينه ويقويه، ويجبر ضعفه ويسليه، وإن من أعظم تلك الأسباب الأذكار الواردة في السنة والكتاب.
أيسر الأعمال
وأشار إلى أن ذكر الله من أيسر الأعمال التي يشغل المسلم بها وقته، ويحيي بها قلبه، ويؤنس بها وحشته، ويرضي بها ربه، فذكر الله لا يسأمه الجليس، ولا يمله الأنيس، وإن من ذخائر الأذكار، كنزًا عظيمًا تحت عرش الجبار.
وأفاد بأنه حث النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه عليه، ورغب أمته فيه، فالعبد محتاج إلى الاستعانة بالله على فعل المأمورات، وترك المحظورات، والصبر على المقدورات.
ونبه إلى أن من حقق الاستعانة، أعانه الله، وهو معنى قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فلا حول للمرء عن معصية الله إلا بعصمته، ولا قوة له على طاعته إلا بمعونته، ولا تحول له من مرض إلى صحة، ولا من وهن إلى قوة، ولا من نقص إلى زيادة.
إلا بالله
وتابع: ولا دفع شر، ولا تحصيل خير، إلا بالله جل جلاله وتقدست أسماؤه، فلا حول ولا قوة إلا بالله نفيًا لأي تحول من حال إلى حال، إلا بالله ذي الجلال والكمال، وهي تطرد الهم والحزن عن صاحبها؛ لأن قائلها يستعين بخالقه، ويفوض الأمر إليه.
وأردف: ويبرأ من حوله وقوته وعجزه، ومن حول كل مخلوق مهما بلغت مكانته، إلى حول الله وقوته وجبروته، فمن كان هذا قوله وفعله واعتقاده، كيف يخذله أكرم الأكرمين، وأجود الأجودين، سبحانه من إله كريم رحيم.
ونوه بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أوصى أمته بالإكثار من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فمن ما ورد في فضلها، أنها سبب لمغفرة الذنوب وتكفير الخطايا فمن قالها عند موته، كانت له وقاية من النار.
ودلل بما ورد في سنن الترمذي: قال- صلى الله عليه وسلم-: (من قال: لا إله إلا الله والله أكبر، صدقه ربه، فقال: لا إله إلا أنا، وأنا أكبر، وإذا قال: لا إله إلا الله وحده قال: يقول الله: لا إله إلا أنا وحدي، وإذا قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قال الله: لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي، وإذا قال: لا إله إلا الله له الملك وله الحمد، قال الله: لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد، وإذا قال: لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، قال الله: لا إله إلا أنا، ولا حول ولا قوة إلا بي، وكان يقول- صلى الله عليه وسلم-: من قالها في مرضه، ثم مات لم تطعمه النار.
أسباب استجابة الدعاء
وأكد أن كلمة لا حول ولا قوة إلا بالله من أسباب استجابة الدعاء، فمن تعود ذكر الله، واستأنس به غلب عليه حتى يصبح حديث نفسه في نومه ويقظته، ومثل هذا حري بنيل الحسنات، وتكفير الخطيات، وإجابة الدعوات.
واستند لما جاء في صحيح البخاري: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من تعار من الليل، فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا استجيب له، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته).
ولفت إلى أن لا حول ولا قوة إلا بالله غرس من غراس الجنة، فيجب الإكثار من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، وتربية النفس والأهل عليها، فقد أفلح من قالها، وفاز من تدبرها، ونجا يوم القيامة من داوم عليها، وهي إلى الله من أحب الكلمات، ومن الباقيات الصالحات.
واستشهد بما ورد في مسند الإمام أحمد: أن عثمان بن عفان- رضي الله عنه-، سُئل عن الباقيات الصالحات، فقال "أن لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله"، قال- تعالى-: (والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابًا وخير أملًا)، وقال (والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابًا وخير مردًا).
فيها كمال التوكل
وشدد على أن لا حول ولا قوة إلا بالله كلمة عظيمة مباركة، فيها كمال التوكل على الله، والالتجاء إليه، ويشرع لمن خرج من بيته، لأي مصلحة دينية أو دنيوية، أن يلتجئ إلى ربه، فيقول: (بسم الله توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، فإذا قالها، قيل له حينئذ هديت، وكفيت، ووقيت، فتتنحى له الشياطين، فيقول له شيطان آخر: كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي).
واستطرد: كما أن لا حول ولا قوة إلا بالله كلمة استعانة، ولهذا شرع لنا إذا قال المؤذن "حي على الصلاة، حي على الفلاح"، أن نقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، طالبين بذلك عون الله وتوفيقه، ومدده وتسديده.
وواصل: فلذا يخطئ بعض الناس بأن يقولها جزعًا لا صبرًا، فيجعلها في مواضع الاسترجاع، وعند نزول المصائب والأوجاع، وبعضهم يختزلها اختزالًا يخل بمعناها، فيفوت علىه خير عظيم، وأجر جزيل.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وكيل معهد الأقصر: محمد مصطفى الثالث على الجمهورية فخر لشباب الأزهر
وكيل معهد الأقصر: محمد مصطفى الثالث على الجمهورية فخر لشباب الأزهر

صدى البلد

timeمنذ 22 دقائق

  • صدى البلد

وكيل معهد الأقصر: محمد مصطفى الثالث على الجمهورية فخر لشباب الأزهر

أعرب أحمد الطيري، وكيل معهد بنين الأقصر الأزهري، عن فخره الكبير بالإنجاز الذي حققه الطالب محمد مصطفى عبداللطيف عبدالحاكم، ابن المعهد، والذي حصل على المركز الثالث على مستوى الجمهورية في الشهادة الثانوية الأزهرية - القسم العلمي بنين، مؤكدًا أن ما تحقق هو نتاج جهد متواصل وتميّز يستحق كل إشادة . وقال الطيري في تصريح خاص، إن تفوق محمد لا يمثل إنجازًا فرديًا فحسب، بل يُعد نموذجًا مشرفًا يعكس مستوى التعليم الأزهري بمحافظة الأقصر، ويؤكد أن أبناء المعاهد الأزهرية قادرون على المنافسة في الصفوف الأولى على مستوى الجمهورية وأضاف: "ما حققه محمد هو رسالة أمل لكل طالب يسير على طريق العلم، ويجب أن نتوحد دائمًا كمجتمع وأزهر ومعاهد تعليمية للاحتفاء بكل متفوق يرفع اسم الأقصر عاليًا، ويدفع بعجلة التقدم العلمي إلى الأمام" ووجه وكيل معهد الأقصر التحية والتقدير إلى أسرة الطالب، مؤكدًا أن الأسرة الواعية الداعمة للتعليم تصنع الفارق، داعيًا الله أن يوفق محمد في مسيرته الجامعية والعلمية، ويحقق ما يصبو إليه من طموحات تعود بالنفع على نفسه ومجتمعه ويُذكر أن الطالب محمد مصطفى عبداللطيف عبدالحاكم من أبناء منطقة الكرنك شمال الأقصر، ويدرس بمعهد بنين الأقصر الأزهري، وقد حصل رسميًا على المركز الثالث على مستوى الجمهورية في القسم العلمي بنين، بمجموع 648 درجة، وفقًا لما أعلنه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ضمن قائمة أوائل الثانوية الأزهرية لهذا العام.

الأولى على الجمهورية بالأزهر: كنت متوقعة والقرآن ساعدني على التركيز والتنظيم في المذاكرة
الأولى على الجمهورية بالأزهر: كنت متوقعة والقرآن ساعدني على التركيز والتنظيم في المذاكرة

صدى البلد

timeمنذ ساعة واحدة

  • صدى البلد

الأولى على الجمهورية بالأزهر: كنت متوقعة والقرآن ساعدني على التركيز والتنظيم في المذاكرة

شعور لا يوصف، هكذا وصفت الطالبة صفية أحمد عبد الوهاب، من محافظة القاهرة، عن سعادتها البالغة بحصولها على المركز الأول على مستوى الجمهورية في الشهادة الثانوية الأزهرية، بعد أن حصلت على 583 درجة بنسبة 98.8%. وقالت صفية فى تصريح خاص لـ صدى البلد، "كان عندي إحساس إني هطلع من الأوائل، بس متخيلتش أبدًا إني أكون الأولى على الجمهورية، مضيفة: أن والدي هو اللي شاف النتيجة من صفحة الأزهر، وفرحنا كلنا جدًا." وأشارت الى أنها كانت تذاكر من 8 إلى 12 ساعة يوميًا، فكانت تُحدد أولويات يوميها وفق كل مادة، وليس هناك ترتيب ثابت تبدأ به، قائلة"مكنش في مادة معينة أبدأ بيها، بس كنت بحب النحو والصرف والإنجليزي، ومعظم المواد بتعتمد على الفهم، واللي بيفهمها يقدر يظبطها بفضل ربنا." وأضافت أنها ختمت القرآن الكريم في الترم الأول من الصف الثاني الثانوي، مشيرة إلى أن حفظ كتاب الله ساعدها كثيرًا على التركيز والتنظيم. أما عن تقييمها للامتحانات، فرأت أن امتحان الإحصاء، التوحيد، والإنجليزي كانت من أسهل المواد هذا العام، وكانوا مباشرين. وأكدت صفية أنها لم تفكر بعد في الكلية التي ستلتحق بها، موضحة: "الأهم عندي إني أجيب مجموع عالي، والتفكير في الكلية لسه قدام."

روحانا: يبقى إيماننا ناقصا إن لم تقترن صلواتنا بمحبة الآخر والتسامح
روحانا: يبقى إيماننا ناقصا إن لم تقترن صلواتنا بمحبة الآخر والتسامح

ليبانون 24

timeمنذ 2 ساعات

  • ليبانون 24

روحانا: يبقى إيماننا ناقصا إن لم تقترن صلواتنا بمحبة الآخر والتسامح

ترأس النائب البطريركي العام لأبرشية صربا المارونية المطران بولس روحانا قداسا للجمعيات الكنسية البالغة، في المقر الأسقفي الصيفي في عشقوت، ألقى خلاله عظة تحدث فيها عن "جوهر الإيمان المسيحي المتمثل بالمحبة لله والآخرين ومفهومه عند البالغين وغير البالغين"، وذلك تحت عنوان "رجاؤنا طريق الحق"، وهو العنوان الذي اختارته لجان الاخويات والرابطات المسيحية في اجتماعها السنوي الثالث. وقال روحانا: "من هو البالغ في إيمانه؟ القديس لوقا أعطانا جوابا واضحا لهذا السؤال، فيخبرنا أن عالما في التوراة أتى ليجرب يسوع في مسألة تتعلق بالمفهوم الخلاصي المؤمن. فأجابه يسوع قائلا "انت عدت إلى التوراة قراءة. وانت عالم فماذا رأيت وما فهمته عن كيفية الخلاص؟ عندها أجاب العالم: ما استطعت فهمه من التوراة للحصول على الخلاص والحياة الأبدية، هو أن أحب الرب من كل قلبي وأن أحب قريبي كذاتي، فأجابه يسوع: بالصواب اجبت, عندها أدرك العالم التوراتي أنه "إذا لم املك هذه العلاقة من المحبة مع الرب والقريب ستكون محبتي ليسوع حبا طفوليا غير ناضج". أضاف: "النضوج هو الانتقال من الايمان السطحي إلى العمق اي الى الحب الحقيقي ، حيث تكون محبتنا لا تنفصل عن محبة القريب الكاملة كمحبتنا لذواتنا. بقدر ما احب الله ينبغي أن أحب قريبي لأكون مستحقا أن أكون ابنا لله وأصبح انسانا قادرا على مشاركة الآخرين في محبة الله وقادرا على إقامة علاقات جديدة وبناءة مع الآخرين، حيث يصبح بامكاني رؤية يسوع في وجوههم ومن خلالهم فأجد صورة الله الحقيقية ومقدار محبته لنا كمؤمنين بالغين في فكرنا وإيماننا، فتكتمل مسيرتنا السينودسية فلا اعود باحثا عن محبة الله والقريب. إن المحبة التي منحنا إياها الرب لا تكتمل إلا بالاعمال الصالحة مع الله والذات والاخرين، الاعمال هي التي تقودنا إلى الله أو تبعدنا عنه. الرحمة والمحبة هما من صفات الله التي منحها الله للانسان البالغ الناضج". وختم: "الصلوات الخارجية ما لم تقترن بالمحبة للآخر والتسامح والمساعدة يبقى إيماننا ناقصا لم يبلغ مداه الحقيقي، يبقى إيمانا طفوليا. لان الايمان الحقيقي البالغ والناتج لا يكتفي بالصلوات بل ينتقل إلى محبة الله لأصبح انسانا تربطني بالآخر علاقات محبة وإخلاص وتسامح ومغفرة".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store