
العلمين الجديدة.. كيف تحولت المدينة من رمال الحرب إلى منصة للإبداع والفن؟
من ساحة حرب إلى مدينة سلام
وجاء اختيار مدينة العلمين لتنظيم المهرجان ليحمل بعد كبير وهي التحول من مسرح لإحدى أعنف معارك الحرب العالمية الثانية، إلى منصة للاحتفاء بالحياة والثقافة، في رسالة فنية تؤكد على التحول من ذاكرة الموت إلى حاضر السلام.
مهرجان ليالينا في العلمين
ويأتي مهرجان "ليالينا" كأحد أبرز الفعاليات الفنية والثقافية في المدينة، حيث يشهد توسعًا ملحوظًا في رسالته ومحتواه عامًا بعد عام، ليصبح أكثر من مجرد سلسلة حفلات غنائية لنجوم الصف الأول، ويقدم تجربة ثقافية متكاملة للجمهور.
مهرجان شامل لا يقتصر على الموسيقى
ويتضمن المهرجان مجموعة واسعة من الأنشطة، من بينها عروض مسرحية، وندوات فكرية، ومعارض للفن التشكيلي، إلى جانب أيام سينمائية مخصصة للأفلام القصيرة والوثائقية، بالإضافة إلى ورش عمل للشباب تنظم بالتعاون مع وزارتي الثقافة والتعليم العالي.
وتشارك وزارة الثقافة في البرنامج من خلال عدد من قطاعاتها، هي: الهيئة العامة لقصور الثقافة، صندوق التنمية الثقافية، دار الأوبرا المصرية، قطاع الإنتاج الثقافي، البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية، أكاديمية الفنون، ومكتبات مصر العامة، حيث يتضمن البرنامج مجموعة متنوعة من الأنشطة والعروض الفنية والترفيهية، من بينها: عروض السيرك القومي، والفنون الشعبية، والموسيقى العربية، والمسرح، والعروض التراثية، بالإضافة إلى أنشطة خاصة بالأطفال، وتُقدَّم جميعها مجانًا لجمهور العلمين وزوارها.
وتأتي فعاليات "ليالينا في العلمين" ضمن جهود وزارة الثقافة في تعزيز الأنشطة الفنية والثقافية بالمناطق السياحية الجديدة، وفتح آفاق الإبداع أمام مختلف فئات المجتمع، بالتعاون مع وزارة الإسكان.
جمهور متنوع وتجربة متكاملة
ويشهد المهرجان إقبالًا من شرائح جماهيرية متنوعة، تشمل شبابًا من الدلتا والصعيد، وعائلات تبحث عن بدائل سياحية تجمع بين الترفيه والمحتوى الثقافي، حيث تلقى الحفلات المجانية والعروض المفتوحة في مناطق مثل "الممشى السياحي" و"الحديقة المركزية" رواجًا كبيرًا.
وتشمل بعض العروض دمجًا بين الموسيقى الإلكترونية والموروث الشعبي، ما يضفي على التجربة طابعًا معاصرًا جذابًا يواكب تطلعات الجيل الجديد.
مهرجان العلمين الجديدة 2025
ويضم برنامج حفلات النسخة الثالثة لمهرجان العلمين الجديدة هذا العام قائمة لامعة من أبرز نجوم العالم العربي ما يعكس حرص إدارة المهرجان على تحقيق التنوع والتوازن بين الأجيال والمدارس الغنائية فمن المقرر أن يحيي الهضبة عمرو دياب يوم الجمعة المقبل الموافق 1 أغسطس المقبل حفل الأسبوع الثالث من المهرجان، فيما تحيي النجمة أصالة نصري حفل يوم 7 أغسطس، يليه في اليوم التالي حفل للنجم تامر عاشور، ليحيي مطربا الراب مروان بابلو وليجي سي حفلا مشترك يوم 15 أغسطس، يليه في اليوم التالي 16 أغسطس حفلا ضخما يحييه كل من النجم محمد منير والمطرب رامي جمال.
ويشارك مطرب الراب وجيز للعام الثالث على التوالي في فاعليات مهرجان العلمين الجديدة ويقام حفله هذا العام يوم 22 أغسطس، فيما يختتم فريق كايروكي فاعليات النسخة الثالة للمهرجان يوم 29 أغسطس المقبل.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مصرس
منذ 17 دقائق
- مصرس
وزارة الثقافة تطلق فعاليات المهرجان الصيفي للأوبرا في استاد الإسكندرية لأول مرة
تُطلق وزارة الثقافة فعاليات المهرجان الصيفي "صيف الأوبرا 2025" بمدينة الإسكندرية، في تجربة فنية غير مسبوقة تُقام لأول مرة في استاد الإسكندرية الرياضي، وذلك تحت رعاية وبحضور الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، والفريق أحمد خالد حسن محافظ الإسكندرية، وبإشراف دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور علاء عبد السلام، وذلك في التاسعة مساء الأحد 27 يوليو. صيف الأوبرا 2025وقال الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة "إن مهرجان صيف الأوبرا من استاد الإسكندرية يمثل نقلة نوعية في آليات تقديم الفنون الجادة، ويعكس إيمان الوزارة بضرورة الوصول إلى جماهير جديدة عبر المساحات العامة المفتوحة، فالفنون يجب أن تكون حاضرة في الشارع والميدان، لا أن تظل داخل القاعات فحسب"، مضيفًا "نهدف من خلال هذه التجربة إلى تعزيز العدالة الثقافية، وتقديم الفنون بطريقة تليق بالجمهور المصري المتذوق، ونعمل باستمرار على تطوير أدواتنا وأساليبنا لنصل بالثقافة إلى كل بيت وكل مواطن".مشاركة إيهاب توفيق في المهرجان الصيفيتبدأ أولى أمسيات المهرجان في التاسعة مساء الأحد 27 يوليو بحفل غنائي للفنان إيهاب توفيق، الذي يُقدّم مجموعة من أبرز أغانيه التي شكّلت محطات مهمة في مسيرته الفنية، منها سحرانى، عامل عاملة، أحلي منهم، مشتاق، ما تحلويش أكتر من كدة، هدي القمر، بحبك يا أسمراني، علمي علمي، في حد شافنا، السهرة جامدة، مالهمش في الطيب، قدّك، مراسيل مراسيل، علي كيفك ميل، الله عليك ياسيدي، تترجى فيا، ويسبقه فقرة بعنوان شباب في شباب، تُحييها فرقة الموسيقى العربية بالأوبرا تحت إشراف المايسترو تامر غنيم وقيادة الدكتور محمد الموجي، وتضم وتضم مختارات من المؤلفات الغنائية ذات الإيقاعات السريعة الكلاسيكية والمعاصرة منها على رمش عيونها، أول مرة تحب يا قلبى، يا إسكندرانى، سالمة يا سلامة، سهر الليالي، حرمت أحبك، عيناك ليال صيفية، كل اللى لامونى، زى العسل آداء كنزى، ياسر سعيد، حنان عصام يؤديها كنزي، ياسر سعيد، حنان عصام.أبرز المطربين المشاركين في المهرجان الصيفيويتواصل المهرجان على مدار خمسة أيام، حيث يُقام يوم الإثنين 28 يوليو حفل لعازفة الماريمبا نسمة عبد العزيز يعقبه حفل للفنان أحمد جمال، ويشهد يوم الثلاثاء 29 يوليو حفلًا للفنانة ريهام عبد الحكيم يسبقها فقرة شباب في شباب 2 بمشاركة مطربي الأوبرا محمد الخولي، فرح الموجي، محمد حسن بقيادة المايسترو أحمد عامر. أما الأربعاء 30 يوليو فيشهد عرضًا لفريق وسط البلد يليه حفل للفنان هشام عباس، وتُختتم الفعاليات مساء الخميس 31 يوليو بحفل للفنان خالد سليم يسبقه الموسيقار هشام خرما بمجموعة من مؤلفاته العصرية.

مصرس
منذ 20 دقائق
- مصرس
بالصور.. إيهاب توفيق يخطف الأنظار بدويتو "عامل عاملة" مع كنزي تركي فى إفتتاح المهرجان الصيفي للأوبرا
خطف النجم إيهاب توفيق الأنظار خلال افتتاحه للمهرجان الصيفي للأوبرا ب دويتو اغنيته الشهيرة " عامل عامله" بمشاركة المطربة الشابة كنزي تركي. فعاليات حفل إيهاب توفيق أقيم الحفل بإستاد الإسكندرية بحضور جماهيري ضخم من الأسر والشباب من محتلف الأعمار وقدم خلاله ايهاب توفيق عدد كبير من أغانيه الرومانسية المميزة التي تألق بها طوال مشواره الفني منها سحراني، عامل عاملة، أحلى منهم، مشتاق، ما تحلويش أكتر من كده، هدي القمر، بحبك يا أسمراني، علمي علمي، مالهمش في الطيب، قدّك، مراسيل مراسيل، على كيفك ميل، الله عليك يا سيدي، تترجى فيّا، بالإضافة إلى أحدث أغنيتين أطلقهما مؤخرا لصيف 2025 "في حد شافنا" و"السهرة جامدة" واللتان تصدرتا تريند مواقع التواصل الاجتماعي.الأغاني التي قدمتها كنزي تركي في الحفل بينما أحيت كنزي تركي أولى فقرات الحفل بعنوان "شباب في شباب بمشاركة ياسر سعيد وحنان عصام التي قدمتها فرقة الموسيقى العربية بدار الأوبرا تحت إشراف المايسترو تامر غنيم، وقيادة الدكتور محمد الموجي، وشملت مجموعة من الأغنيات المحببة ذات الإيقاعات الكلاسيكية والمعاصرة، منها: على رمش عيونها، أول مرة تحب يا قلبي، يا إسكندراني، سالمة يا سلامة، سهر الليالي، حرمت أحبك، عيناك ليالٍ صيفية، كل اللي لاموني وزي العسل. وكانت كنزي تركي قد أطلقت مؤخرًا أغنية "مختلف" كلمات بهاء الدين محمد ولحن مدين وتوزيع أحمد عبد السلام وإنتاج تامر عبد المنعم.وشهد استاد الإسكندرية، مساء أمس الأحد فعاليات المهرجان الصيفي للموسيقي والغناء بدار الأوبرا بالإسكندرية لعام 2025، هذه الفعالية الممتدة خلال أشهر الصيف والتي اطلقتها وزارة الثقافة ممثلة في دار الأوبرا المصرية بالتعاون مع محافظة الأسكندرية. وافتتح فعاليات المهرجان الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، والفريق أحمد خالد، محافظ الإسكندرية، وذلك تزامنًا مع احتفالات المحافظة بعيدها القومي، وبحضور جماهيري تجاوز 4 آلاف مشاهد من أهالي محافظة الإسكندرية وزوّارها.


بوابة ماسبيرو
منذ ساعة واحدة
- بوابة ماسبيرو
إحسان عبد القدوس.. صحفى بشَّر بثورة الجيش واختلف معها لاحقاً
هو الكاتب الصحفى والروائى الذى صاغته ظروف نموذجية قبل ثورة يوليو 1952، كان مولده فى يناير 1919 وهو العام الفارق فى حياة المصريين، فيه عرف الناس معنى ـ نهضة ـ وهى من النهوض الذى هو مضاد الرقاد والنوم، ولم يكن معنى ـ ثورة ـ قريباً من الأذهان، رغم أن ـ الثورة البلشفية ـ بزعامة ـ لينين ـ كانت قد سيطرت على روسيا وقضت على حكم القياصرة فى أكتوبر 1917، وعاش المصريون نهضة كانت فى القلب منها فتاة لبنانية يتيمة اسمها «فاطمة» اكتسبت اسم ـ روزاليوسف ـ ولمعت على خشبة المسرح وتزوجها فنان زميل لها كان يعمل فى هندسة الطرق اسمه ـ محمد عبد القدوس ـ وعاشا معاً فترة قصيرة لا تزيد على العامين وافترقا، كان ثمرة هذا الزواج شاب مبدع اسمه ـ إحسان ـ وهذا الشاب كان صورة لعصره، أمه فنانة وصحفية وصاحبة مجلة تحمل اسمها «روزاليوسف» ووالده فنان ومهندس، وجده لوالده شيخ أزهرى يعمل فى القضاء الشرعى ويرتدى الزى الأزهرى، ولما انتقل من مهنة المحاماة إلى مهنة الصحافة وجد نفسه يملك صحيفة ويتولى منصب رئيس التحرير ويتواصل مع الجهات التى ترسم المشهد السياسى عقب الحرب العالمية الثانية ـ تخرج فى كلية الحقوق 1947 ـ وجاءت حرب فلسطين 1948 لتكون نقطة التحوُّل فى حياته الصحفية ويختاره الضباط الأحرار ويمدونه بمعلومات عن السلاح الفاسد الذى قتل الضباط والجنود فى جبهة فلسطين ويكتب ـ إحسان ـ مقالات ويقود حملة ضد قادة الجيش الملكى وتتعمق العلاقة بينه وبين جمال عبد الناصر الزعيم الحقيقى والرأس المفكر فى تنظيم الضباط الأحرار ويكتب ـ إحسان ـ قصة الثورة فى فيلم ـ الله معنا ـ ويكتب مقالة بعنوان: الجمعية السرية التى تحكم مصر، ويغضب عليه مجلس قيادة الثورة، ويودع فى السجن وفى السنة ذاتها 1954 يُفرج عبد الناصر عن فيلم الله معنا الذى تعرض للحجب لأنه احتوى على مشاهد تحكى عن محمد نجيب ـ الطرف الثانى فى صراع مارس 1954 الذى انتهى بعزله من رئاسة الجمهورية وإيداعه قصر زينب الوكيل تحت الإقامة الجبرية ـ والعجيب أن إحسان الذى بشر بثورة الجيش واختلف معها لاحقاً هو صاحب مجموعة أفلام عبرت عن هذه الثورة من أهمها: الله معنا، شىء فى صدرى، أنا حرّة، فى بيتنا رجل، النظارة السوداء لأنه كان المؤرخ والصحفى والروائى الذى شهد مراحل تكوُّن ومولد وازدهار هذه الثورة وكان شاهداً على نهايتها أيضاً. يوسف إدريس.. كاتب ومناضل اقترب من عبد الناصر وتمرّدعليه حكاية يوسف إدريس حكاية «وفدية» لكنه لم يكن وفدياً، هو ابن الرجل المستور اجتماعيا الذى استطاع من عوائد عمله فى استصلاح الأرض البور فى الدلتا أن يُلحق ـ يوسف ـ بكلية الطب، وعاش يوسف الطالب المتفوق فى بيت جدته ورأى الفقر الريفى وانتقل إلى القاهرة والتحق بمنظمة تُسمى الحركة الديمقراطية للتحرر الوطنى، كان لها الدور المهم فى نقل منشورات «الضباط الأحرار» من داخل معسكرات الجيش إلى الشارع المصرى وكان لها ضباط يؤمنون بأفكارها كان لهم دور فى ليلة الثورة «23 يوليو 1952» ودخل يوسف السجن فى العام 1954 وخرج منه ليقترب من ـ عبد الناصرـ الزعيم السياسى صاحب امتياز جريدة ـ الجمهورية ـ ويرى القائمون على السينما فى إبداع يوسف إدريس ما يستحق أن يشاهده الناس، فتتحول روايتاه «العيب، الحرام» إلى فيلمين مهمين، وتتحوّل قصتاه «لا وقت للحب، خمس ساعات» إلى فيلمين يرويان مقدمات ثورة يوليو، ويكون له حضور على خشبة المسرح فى ظل اهتمام وزارة الثقافة ـ فى عهد وزيرها البارع ثروت عكاشة عضو الضباط الأحرار عن سلاح الفرسان ـ وتمضى الأيام رائعة ونجمه يعلو ويرتفع ويسطع فى زمن كان الكاتب فيه له الوجاهة والبريق الذى احتله الممثل السينمائى والتليفزيونى فى وقت لاحق، وفى لحظة تمرّد يوسف على عبد الناصر وكتب مسرحية «المخططين» وانطفأت الأنوار، واختفى الكاتب النجم الصاخب الأسطورى الحضور، ودخل فى متاهات كثيرة، وقنع بدور الكاتب الصحفى فى جريدة الأهرام وحاول أن يستدعى الموهبة القديمة التى كانت متدفقة، ولم يستطع.. ومات حزيناً لأنه كان يتمنى أن يحوز «جائزة نوبل» التى تجاوزته واختارت نجيب محفوظ. نجيب محفوظ.. وفدىّ الهوىَ عاش فى كَنَف «يوليو» آمناً مطمئناً كل روايات وقصص نجيب محفوظ فيها ـ سعد زغلول ـ فى صورة الأب الغائب والحلم الذى مرق سريعاً والحكيم الذى لن تجود الأيام بمثله، رغم أن نجيب محفوظ لم يسمع سعد زغلول الخطيب المفوّه الساحر العبارة القوى المهاب الجانب، وهو المولود فى العام 1911 وسعد زغلول توفاه الله فى العام 1927 وفى رواية ـ السمّان والخريف ـ انتقاد لرجال الحلقة الأخيرة من عصر الوفد الذى تصدّع منذ العام الذى خرج فيه أحمد ماهر والنقراشى والعام الذى خرج فيه مكرم عبيد وفيه صعد فؤاد سراج الدين ورغم ذلك كان نجيب محفوظ وفدىّ الهوى، يعيش فى كنف ثورة يوليو وينعم بخيرها ويصعد وظيفياً ويلمع نجمه بقرارات منها ومن قادتها، وقلبه هناك، مع بيت الأمة وسعد زغلول وأم المصريين والنحاس باشا ومجلس النواب ومجلس الشيوخ وجريدة المصرى، ورغم أن ثورة يوليو هى التى عوضت ـ نجيب محفوظ ـ عن سنوات الصبر والكفاح وهى التى أخرجته من دائرة الكتاب الورقى إلى دائرة ملايين المستمعين وملايين المشاهدين من خلال رواياته التى تحولت إلى مسلسلات إذاعية فى عصر ازدهار الإذاعة، وأفلام فى ظل ازدهار سينما ثورة يوليو مثل «بداية ونهاية، القاهرة الجديدة، بين القصرين، السكرية، قصر الشوق، عصر الحب..» وهى التى منحته أرفع المناصب الوظيفية فى الرقابة على السينما ومصلحة الفنون واحتفلت بعيد ميلاده فى مبنى الأهرام برعاية هيكل وحضور أم كلثوم كان هو الكاتب الأكثر قسوةً وانتقاداً للثورة، فى روايته «الكرنك» و»ميرامار» و»ثرثرة فوق النيل» وكان هو الكاتب الذى يخالف نظرتها للصراع العربى الإسرائيلى، فهو كان من أنصار هدنة أو سلام يسمح لنا بالاستعداد للحرب النهائية وهذه ليست رؤيته وحده بل شاركه فيها فصيل من كتّاب من أبناء جيله ـ منهم صلاح حافظ الصحفى فى روزاليوسف ـ وهو الذى اختاره هيكل ليكون ضمن طاقم الكتّاب الكبار الذين انضموا إلى مؤسسة الأهرام فى عهده على غرار المؤسسات الصحفية الكبرى فى أوروبا، ومن ثمار هذا الانضمام جنى ـ محفوظ ـ الحضور على صفحات الأهرام عبر روايات مسلسلة نشرت وقصص قصيرة ومقالات رأى، ورغم قسوة النقد الذى كتبه الكاتب الكبير ضد عبد الناصر وضد حكوماته ووزرائه لم يُصب بسوء، ولم يُعتَقل ولم يُسجن، ولم يغيّر عقيدته الوفدية، والعقيدة الوفدية ليست سوى تشكيلة فكرية سياسية أو «خلطة» من الوطنية المستندة لتراث فرعونى مُستدعَى فى ظل ثورة 1919 والديمقراطية بمعناها الغربى فى زمن السيطرة الأوروبية على العالم ـ قبل هيمنة أمريكا على الكوكب وإفراغ الديمقراطية من مضمونها ـ والميل لخلق استقرار اجتماعى عبر توفير الحد الأدنى من أسباب العيش للطبقات المحرومة، ورغم أن ثورة يوليو تجاوزت هذا كله وقضت على الإقطاع وأعتقت الفلاحين من الفقر الرهيب ومنحت مجانية التعليم لكل الطبقات إلا أن نجيب محفوظ لم ينس أنه وفدىّ حتى اللحظة الأخيرة من حياته رحمه الله.