
موسم مولاي بوعزة.. ندوة علمية تبرز دور التربية الصوفية في تحقيق السعادة الإنسانية
الألباب المغربية
أبرزت ندوة علمية، نظمت يوم أمس الأربعاء، بمولاي بوعزة ، من طرف المجلس العلمي المحلي لخنيفرة، تحت شعار 'التصوف المغربي ثابت ديني أثيل وإشعاع روحي وصيل'، إسهامات الشيخ أبي يعزى يلنور، في تشكيل الوجدان الديني، من خلال التربية الصوفية وأهميتها في تحقيق السعادة الإنسانية .
وسلط عدد من الباحثين الأكاديميين، خلال هذه الندوة، التي تأتي في إطار فعاليات الموسم الديني السنوي لمولاي بوعزة، والتي حضرها على الخصوص محمد عادل إهوران عامل إقليم خنيفرة، ورئيس المجلس العلمي الجهوي لجهة بني ملال خنيفرة، وعدد من رؤساء المجالس العلمية المحلية، ومنتخبون ورؤساء المصالح الأمنية والخارجية، فضلًا عن أساتذة وباحثين في مجال التصوف، الضوء على أهمية التصوف المغربي، وما له من أثر في تزكية النفوس والإرتقاء بالإنسان إلى المدارج الروحية السامية .
ووقف المشاركون في هذه الندوة، على منهج أهل السلوك في التربية، من خلال شخصية الشيخ أبي يعزى يلنور، الذي يُعدّ رمزًا من رموز الصوفية المربين، تربية روحية أخلاقية، كفيلة بتوجيه الإنسان نحو طريق الهداية، والسمو الأخلاقي والرقي في مدارج السالكين، والمساهمة في بناء قيم المواطنة، بترسيخ قيم الأخلاق بين أفراد المجتمع .
وتمحورت المناقشات حول التربية الصوفية وأهميتها في تحقيق السعادة الإنسانية وكذا منهج أهل السلوك في التربية، بالوقوف على مناقب الشيخ أبي يعزى يلنور، ودوره في نشر القيم الروحية والجمالية السمحة، تجاه مجاهدة النفس وتهذيبها تهذيبا سلوكيا يحث على القيم الإنسانية العليا.
ويعد الولي الصالح الشيخ أبو يعزى يلنور، واحدا من هؤلاء الأوفياء المخلصين، ورمزا من رموز الصوفية المصلحين، الذين أجرى الله على أيديهم الخير لعباده، وأنار بفضلهم طريق من سبقت لهم العناية من أصفيائه، بما خلفه من أثار عظيمة، وما بذله من جهود كبيرة، في تثبيت القيم الدينية السمحة في حياة الناس، وإيقاظ جذوة الإيمان في قلوبهم، وإحياء عزة الإسلام في نفوسهم.
وقد عاش الشيخ أبو يعزى دفين جبل إيروجان (80 كلم عن خنيفرة) والذي يعرف مقامه بضريح مولاي بوعزة، طيلة قرن وثلاثين سنة. وكتب عن مناقبه وتصوفه العديد من القدماء والمحدثين، منهم ابن الزيات والصومعي، وعبد الوهاب بنمنصور وأحمد التوفيق وإبراهيم حركات.
يذكر أن فعاليات الموسم الروحي للشيخ 'أبي يعزى يلنور' ، الذي ينظم كل سنة بالجماعة القروية والجبلية لمولاي بوعزة (77 كلم من خنيفرة)، كانت قد انطلقت بداية الأسبوع الجاري تحت شعار: 'هوية ثقافية وثوابت روحية ووطنية متجذرة ' من 05 إلى 10 ماي 2025.
وبالمناسبة قام العامل والوفد المرافق له، بزيارة لضريح الولي الصالح أبي يعزى يلنور، حيث رفعت خلالها أكف الضراعة إلى الله العلي القدير بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، كما رفعت أيضا أكف الضراعة إلى العلي القدير، بأن يمطر شآبيب رحمته على جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني قدس الله روحيهما.
وستعرف فعاليات الموسم السنوي برنامجا متنوعا شمل ندوة علمية، في موضوع 'التصوف المغربي ثابت ديني أثيل وإشعاع روحي وصيل'، بالإضافة إلى تنظيم ليال لفني المديح والسماع، وختم عدد من السلك القرآنية.
كما يحظى الجانب الثقافي والفني هذه السنة بمكانة خاصة، من خلال تنظيم عروض الفروسية التقليدية بمنطقة أوزير، وكذا معرض للمنتوجات المجالية، علاوة على تنظيم حملة نظافة واسعة، بالإضافة إلى تنظيم النسخة الثالثة من سباق الشيخ أبي يعزى يلنور على الطريق، لفائدة تلاميذ المؤسسات التعليمية.
ويكتسي موسم الولي الصالح أبي يعزى يلنور، بمنطقة مولاي بوعزة بإقليم خنيفرة، بالنسبة لأهالي المنطقة، في هذه الفترة من السنة، أهمية كبرى بالنظر لدوره في تحريك عجلة التنمية، وخلق حركية اقتصادية، وإنعاش رواج تجاري للأنشطة المدرة للدخل للساكنة المحلية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أريفينو.نت
منذ 3 ساعات
- أريفينو.نت
المجلس العلمي المحلي للناظور يحتفي بختم الطالبة آية أصغر للقرآن الكريم عن سن لا تتجاوز 14 سنة..
أريفينو : 24 مايو 2025. في أجواء إيمانية مفعمة بالخشوع والتقدير لكتاب الله تعالى، نظّم المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور، يوم الجمعة 25 ذوالقعدة 1446 الموافق 23 ماي 2025م، حفلاً دينياً بهيجاً بمناسبة ختم الطالبة آية أصغر، البالغة من العمر أربعة عشر سنة، للقرآن الكريم كاملاً، وذلك بفضاء كتاب ابن عاشر التابع لمعهد الإمام مالك للتعليم العتيق. وشهد الحفل حضور عدد كبير من النساء ، إلى جانب أسرة الطالبة وطالبات المعهد، حيث تخللت المناسبة تلاوات عطرة من الذكر الحكيم، وكلمة توجيهية لعضو المجلس العلمي الأستاذة حليمة الغازي، ركّزت فيها على فضل حفظ القرآن، ودور الأسرة والكتاتيب ومعاهد تحفيظ القرآن وتعليم العلوم الشرعية في تنمية هذا المسار المبارك لدى الناشئة. كما نوهت بمجهودات كل من المشرفة على طالبات المعهد حبيبة قيشوح والفقيه محمد أبركان والدعاء لهما بدوام الصحة والعافية والاستمرار في تخريج أجيال من الحافظات والخاتمات. إقرأ ايضاً وتُعد الطالبة آية أصغر نموذجاً مشرفاً للجيل الصاعد، حيث تمكنت من إتمام حفظ المصحف الشريف في سن مبكرة، وهو إنجاز يُحسب لها ولمعهد الإمام مالك للتعليم العتيق، ويُجسد ثمار المثابرة والإخلاص في طلب العلم الشرعي. وفي ختام الحفل، تم تكريم الطالبة بشهادة ختم القرآن وهدايا رمزية، عربون وفاء وتحفيز لمزيد من التألق في مسيرتها القرآنية والعلمية. كما عبّر الحاضرون عن سعادتهم بهذا الحدث، مؤكدين أن مثل هذه المبادرات تُسهم في ترسيخ القيم الدينية والوطنية لدى الشباب. ويأتي هذا النشاط ضمن البرامج التي دأب المجلس العلمي المحلي للناظور على تنظيمها، دعماً لطلبة التعليم العتيق، وتشجيعاً على حفظ القرآن الكريم والتخلق بأخلاقه.


صوت العدالة
منذ 13 ساعات
- صوت العدالة
انطلاق فوج الحجاج لاداء فريضة الحج بعمالة المضيق الفنيدق.
صوت العدالة : عبدالقادر خولاني. كانت مدينة المضيق محطة لانطلاق فوج الحجاج لهذه السنة من أمام مجلس عمالة المضيق الفنيدق ،العملية التي اعدها و اشرف على مختلف مراحلها رئيس مجلس العمالة السيد احمد حلحول لفائدة الحجاج بهدف تيسير السفر الى مطار طنجة ابن بطوطة حيث سيسافرون جوا الى الديار المقدسة بالمملكة العربية السعودية لاداء فريضة الحج. اللهم اجعله حجاً مبروراً واجعل سعيهم مشكوراً وذنبهم مغفوراً وعملهم مقبولاً وتجارة لن تبور يا عزيز يا غفور وارجعهم الى اهلهم ان شاء الله سالمين. والشكر موصول للسيد رئيس مجلس العمالة على هذه البادرة التي اصبحت عرفا طيبا بعمالة المضيق الفنيدق.


بالواضح
منذ 18 ساعات
- بالواضح
باحثون يؤكدون في الرباط: لا مستقبل للتعليم دون قيم
في الجلسة العلمية الأولى ، قدّم الدكتور سعيد هلاوي مداخلة وازنة حول الجامعة بوصفها مؤسسة نموذجية في ترسيخ القيم ، مؤكداً أن دور الجامعة يتجاوز التعليم نحو التكوين القيمي للمواطن ، مشيرًا إلى الحاجة الماسة إلى تجديد العلاقة بين الجامعة والزوايا في إطار من التعاون والتكامل . كما تناول الدكتور عبد المغيث بصير بالدراسة والتحليل الدور التاريخي للزاوية البصيرية في نشر القيم والأخلاق ، مستعرضاً مساهماتها في بناء الإنسان المغربي المؤمن بوطنه ، والمتمسك بثوابته الدينية . أما الدكتور محمد نصيحي فقد قدم مداخلة متميزة بعنوان ' مظاهر التكامل بين الجامعة والزوايا '، دعا فيها إلى بناء شراكات علمية وروحية تحفظ الهوية وتعزز الانتماء . وفي سياق الجلسة العلمية ذاتها، قدّم الأستاذ حسن الطويل ، الباحث في سلك الدكتوراه، مداخلته الموسومة بـ' المؤسسات العلمية التربوية ودورها في بناء القيم'، تناول من خلالها إشكالية تراجع المنظومة القيمية في المجتمع المعاصر، محذرًا من انعكاساتها السلبية على التماسك الاجتماعي والسلوك العام. واعتبر أن أزمة القيم الراهنة هي في عمقها أزمة تربية، تستدعي إعادة الاعتبار للمؤسسات التعليمية والتربوية بصفتها الحاضنة الطبيعية لبناء الوعي الأخلاقي والوطني. كما شدّد على أهمية التكامل بين المؤسسات الحديثة والتقليدية، ولا سيما الزوايا، لما لها من رصيد روحي وتربوي أصيل، داعيًا إلى مراجعة السياسات التربوية بما يجعل من سؤال القيم مدخلًا لكل إصلاح تنموي ومجتمعي . وتواصلت أشغال الندوة بجلسة علمية ثانية خُصصت لقراءة تربوية صوفية في أطروحة ' معالم التربية السلوكية في تجربة العلامة الشيخ محمد المصطفى ماء العينين قدّمها الدكتور عبد الهادي السبيوي ، حيث بسط معالم التصوف السني كمدرسة للقيم السلوكية والروحية المؤسسة على التزكية والتدرج ، مبرزًا كيف أن هذه التربية تسهم في بناء الإنسان القيمي الواعي . كما شهدت الجلسة ذاتها مداخلتين نوعيتين لكل من الدكتورة النجاة ماء العينين ، التي تناولت مفاهيم الأخوة والسمو الروحي في التجربة التربوية الصوفية ، والدكتور سعيد هلاوي الذي قارن بين هذا النموذج الصوفي ومدارس التصوف الكبرى في التراث الإسلامي . الجلسة الختامية كانت بامتياز لحظة تأمل في مسار رجل من رجال القيم والوطن ، المقاوم محمد بصير ، من خلال عرض وثائقي توثيقي شيق بعنوان ' محمد بصير … القصة الحقيقية ' ، سلط الضوء على شخصيته النضالية وتكوينه العلمي وانخراطه في مشروع وطني قيمي مقاوم . وقد تخللت الندوة لحظات تكريم وعرفان ، تم خلالها توزيع الشهادات والدروع ، بعدها تمت قراءة برقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى السدة العالية بالله ، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله ، واختمت أشغال اللقاء العلمي بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين ، في أجواء امتزج فيها العلم بالوفاء ، والتاريخ ب الروح ، والوطنية بالإيمان .