
وجوه جامدة وابتسامات مكلفة، هل تؤثر عمليات التجميل على مصداقية الأعمال الدرامية؟
Getty Images
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي جدلا واسعًا حول أداء الممثلة المصرية ريم مصطفى، بعد عرض مشهد لها في مسلسل "سيد الناس".
وتركزت الانتقادات على طريقة أدائها، خاصة نطقها وتعبيرها في مشهد حزين كان من المفترض أن يكون مؤثرا، حيث تبكي وفاة ابنها.
وأرجع بعض رواد مواقع التواصل ما وصفوه بضعف أدائها إلى عمليات التجميل التي خضعت لها، مشيرين إلى أن حقن "البوتوكس" و"الفيلر" أثّرت على تعابير وجهها، مما جعل المشهد أقل إقناعا.
في المقابل، دافع آخرون عن ريم مصطفى، معتبرين أن أداءها كان مقنعا وأن الانتقادات الموجهة لها ليست في محلها.
في السنوات الأخيرة، أثارت كثرة عمليات التجميل التي يجريها الممثلون والممثلات جدلا وانتقادات، إذ يرى البعض أنها تنقص من واقعية ومصداقية العمل الدرامي أو السينمائي عند عرضه.
كثيرًا ما نشاهد على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُبرز أخطاء تقنية التقطها مشاهدون في مشاهد سينمائية أو درامية. فلم يعد التدقيق يقتصر على النقاد فحسب، بل أصبح المشاهد العادي أيضًا يحاسب أحيانًا.
تخيلوا أنكم أمام مشهد من فيلم أو مسلسل تدور أحداثه في السبعينيات، ثم تفاجأتم بظهور سيارة من عام 2020 أو بشخصية ترتدي ملابس حديثة! هل سيبدو ذلك مقنعًا لكم؟
وماذا لو ظهر ممثل أو ممثلة بملامح واضحة لعمليات تجميل معاصرة، في دور شخصية تاريخية؟
حتى أن إحدى أشهر عمليات تجميل الفك والأسنان تُعرف باسم "ابتسامة هوليوود" أو "هوليوود سمايل"، وقد أصبحت معالمها واضحة على وجوه العديد من الممثلين والممثلات.
حول هذه المسألة، راسلت بي بي سي عاملين وعاملات في مجالات التمثيل والإخراج وكتابة السيناريو، لرصد آرائهم حول هذه الظاهرة.
فرح شيا: الإنتاج يفرض شروطه أحياناً
Getty Images
عند نقل حقبة تاريخية إلى الشاشة، تأخذ أدق التفاصيل بعين الاعتبار من الأثاث والملابس واللهجة والهندسة المعمارية
ترى الكاتبة اللبنانية فرح شيا أن على الكتّاب مراعاة شكل ومظهر الشخصيات "إذا أردنا أن نعكس الحقبة التي نعيش فيها". لذلك، تعتبر ظهور ممثل أو ممثلة خضعا لعمليات تجميل في عمل يعكس المجتمع المعاصر أمرًا طبيعيًا.
وتضيف: "بالتأكيد، لو كنت أكتب عن شخصية من حقبة تاريخية، فسأتخيلها كما كانت آنذاك، ومن المستحيل أن أتخيل أنها خضعت لعمليات تجميل". وتوضح: "ولو كنت سأخرج عملًا تاريخيًا، فلن أقبل بممثلة أجرت عمليات تجميل لأداء دور تاريخي، وسأبحث عن ممثلة لم تخضع لتعديلات في وجهها. المشكلة أن عددهنّ اليوم قليل، ويتناقص مع الوقت".
لكنها تؤكد أيضاً أن شركات الإنتاج اليوم قادرة على فرض ممثل أو ممثلة معينة، خاصة في الأعمال الدرامية. وتقول: "هنا يعود القرار للمخرج، إن كان مستعدًا للتنازل أو لإيجاد حلول بديلة من خلال الإضاءة وزوايا التصوير".
وتلفت إلى مشكلة أخرى، وهي أن بعض عمليات التجميل قد تؤثر على التمثيل، إذ تخفي تعابير الوجه، مما يجعل الممثل أو الممثلة غير قادرين على تحريكه بشكل طبيعي.
وتختم بالقول: "ككاتبة أو مخرجة، أحاول قدر المستطاع الالتزام بحقيقة الشخصية، وهذا خيار قد لا يكون في صالح بعض الممثلين والممثلات". كما تشير إلى أن البعض يتصرف بذكاء عند إجراء هذه العمليات، فلا تظهر آثارها بوضوح. وتضيف أن هناك تفاصيل لم تعد تلفت انتباه المشاهد، لأن عينيه اعتادتا على رؤيتها.
المخرج هادي زكاك: خرق لمصداقية نقل الحقبة الزمنية
يقول مخرج الأفلام الوثائقية اللبناني هادي زكاك: "إن عدنا إلى الأفلام التاريخية أو تلك التي تتناول أكثر من حقبة زمنية، نجد أن العديد منها صُنع بدقة، مستندًا إلى بحث متعمق، خاصة في ما يتعلق بالملابس. لذا، إذا طرأ أي تغيير على الجسد أو المظهر، فإنه يشكل خرقًا لمبادئ المصداقية في نقل الحقبة الزمنية".
حتى في مجال الأفلام الوثائقية، يتابع زكاك قائلًا: "إذا أخذنا أفلام السيرة الذاتية مثالًا، نجد أنها تُنفّذ بناءً على بحث دقيق حول الشخصية".
ويشير إلى أن "هناك عمليات تجميل تُجرى باحترافية عالية بحيث لا تُبرز الشفاه بحجم كبير، ولا تُغيّر ملامح الوجه بشكل مبالغ فيه، أو تجعله يبدو كأنه جزء من موضة عمليات التجميل".
وفي المقابل، يوضح أنه في بعض الأحيان يحدث العكس، إذ تُجرى تعديلات على الوجه أو يُستخدم ماكياج معين لتشبه الشخصية الحالية الشخصية الحقيقية، ولكن دون أن تبدو وكأنها تقفز خارج الزمن، وفق تعبيره.
وينبه زكاك، الذي يُدرّس في جامعة القديس يوسف، إلى معضلة تعاني منها الدراما اللبنانية حاليًا، وهي ميل أغلب الممثلات إلى إجراء عمليات تجميل ليبدون أصغر سنًا، مما يؤدي إلى غياب من تجسّد أدوار الأمهات أو الجدّات، "لن تبقى سيدة للعب دور أمّ أو جدّة".
"حين نضع هذه الشخصيات في حقبة تاريخية، يمكن وضف ذلك حرفياً بأنه "فو راكور". وهو المصطلح السينمائي الذي يشير إلى وجود خطأ بالتتابع الزمني أو الدرامي للمشاهد واللقطات.
ويضيف قائلاً "لقد أصبحوا – الخاضعين لعمليات تجميل – بحاجة لعمليات إضافية ليتناسب شكلهم مع شخصيات الحقبة القديمة".
Getty Images
المخرج محمود كامل: المخرج هو من يقرّر
عند الحديث عن موضوع التجميل في الأعمال الدرامية، يتذكر المخرج محمود كامل مباشرة إحدى الحالات التي اضطر فيها إلى إعفاء ممثلة من دورها بعد خضوعها لعملية تجميل في الوجه قبل وقت قصير من بدء التصوير.
أخرج محمود كامل العديد من الأعمال التي تعود إلى مراحل تاريخية قديمة، بما في ذلك حقبة الفراعنة، ويؤكد أنه لا يقبل إطلاقًا مشاركة ممثلين أو ممثلات خضعوا لعمليات تجميل.
ويقول: "هذه قناعاتي منذ البداية، ولا يستطيع أحد فرض نجم أو نجمة على العمل، وإلا فإنني أنسحب مباشرة".
ويوضح أنّ وجود شخص يشبه زمننا الحالي في فيلم أو عمل يجسد حقبة تاريخية، يخلق ما وصفه كامل بأنه "حالة الانفصال وعدم التصديق لدى المشاهد".
ويرى أن المخرج هو من يقرّر ولديه أسلوبه ولغته الخاصة، ولا يجوز أن يُفرض عليه أي شيء في أي من الجوانب
الممثلة ريم نصر الدين: الصورة ليست مسؤولية الممثل وحده
تؤكد الممثلة السورية ريم نصر الدين على ضرورة مراعاة الحقبة الزمنية للعمل السينمائي أو الدرامي وأخذها بعين الاعتبار "لنتمكن من تقديم شيء حقيقي".
وتشير إلى أن تحقيق هذا الأمر لم يعد صعبًا بوجود أخصائي ماكياج محترف، يدرك كيف يتحكم في ملامح الوجه.
وتقول: "عندما نعود بالزمن إلى الوراء ونجد أنفسنا بنفس ملامح الوجوه الحديثة، أي حين يشبه شكل الوجه أو نمطه وجوهنا في الحقبة الحالية، يصبح الأمر نافراً".
وتضيف: "بالتأكيد، أنا كمشاهد أقف عند هذه التفاصيل، وتلفت نظري".
ولكن، بحسب ريم نصر الدين، إذا كان الممثل أو الممثلة قادرين على التحكم في ملامح وجههم بعد إجراء عمليات التجميل، فلا مشكلة في المشاركة بدور شخصية من حقبة تاريخية، بشرط أن تكون المشاركة "مدروسة وبوجود فريق محترف قادر على التعامل مع تلك الأمور من خلال الماكياج والأزياء والتصوير والإضاءة".
وتتابع ريم قائلة: "لأن هناك مجموعة من العوامل تؤثر في الصورة، وهي ليست مسؤولية الممثل وحده".
وتوضح: "لكن المبالغة في عمليات التجميل يمكن أن تحرم الممثل من بعض إمكانياته وتشكل له عائقًا".
وتختم قائلة: "يجب أن يكون الممثل قريباً من الحياد، وأن لا يكون لديه أي عائق، بل يجب أن يملك المرونة في مظهره وأن يستطيع التحكم به بحسب العمر أو الزمن أو الحقبة التاريخية".
"ومن الممكن أن يكون قد أجرى تعديلات بسيطة في وجهه يستطيع التحكم بها، وهذه المسألة تختلف من شخص لآخر".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ 2 أيام
- الوسط
كيف يُساعد الطعام الناس على الثبات والصبر عندما تجبرهم الكوارث على ترك كل شيء وراءهم؟
Getty Images في كتابها الجديد، تشارك الشيف (الطاهية المحترفة)، حواء حسن، أطباقاً وقصصاً من مناطق النزاع، موضحةً كيف يُمكن للطعام أن يُحافظ على التراث، حتى في ظلّ فقدان الكثير من الأشياء الأخرى. عندما يُحضّر "علي زمان" طعام "كابولي بولاو" - وهو طبق الأرز والضأن الوطني الأفغاني - يُضيف إليه دائما رشّة من زيت السمسم المُحمّص لتعزيز نكهته. إنه صاحب مقهى في مدينة نيويورك، تمتد جذوره من كوينز إلى كابول ومدينة "ميّمنة" شمالي غرب أفغانستان، وهو شغوف بمشاركة نكهات تراثه. نُقل عنه قوله في كتاب "إعداد مكان لنا"، وهو الكتاب الجديد للشيف حواء حسن الحائزة على جائزة جيمس بيرد: "الوطن ليس مجرد مكان على الخريطة. إنه شعور يتجاوز الحدود". يتدفق هذا الشعور عبر كل صفحة من أحدث أعمال الشيف حواء حسن، التي تستكشف العلاقة الوثيقة بين الطعام والهوية والنزوح. وعلى غرار باكورة أعمالها المشهود لها "في مطبخ بيبي"، تجمع هذه المجموعة الأخيرة بين التاريخ والقصص الشخصية، والوصفات التقليدية من ثماني دول تأثرت بالصراعات والنزوح، بما في ذلك اليمن والسلفادور ولبنان وجمهورية الكونغو الديمقراطية. ومن الرواية المؤثرة لصانع جعة من بغداد اضطر للفرار من منزله مرتين، إلى وصفة للنكهات الرائعة لـ "الفلفل المحشي" المصري، يروي الكتاب قصصا وأطباقاً يحملها الناس معهم، عندما تجبرهم الحرب أو الكوارث أو المنفى على ترك كل شيء وراءهم، بينما يستكشف السؤال الأوسع حول كيف يُساعد الطعام الناس على الثبات والصبر في أوقات الشدة. تحدثت "بي بي سي ترافل" مع الطاهية والمؤلفة الصومالية الأمريكية عن توثيق الشتات من خلال الطعام، وما تعلمته من الأشخاص الذين قابلتهم، وما يعنيه تهيئة مكان على المائدة لثقافات غالباً ما تُغفل في القصة. Kyoto Hamada استلهمت الشيف حواء حسن تجربتها الشخصية كطفلة لأبوين لاجئين، لتجسيد قصص المهاجرين مع طعامهم وتراثهم هناك الآن العديد من الأماكن حول العالم التي نزح الناس منها، بسبب الصراعات والكوارث. كيف اخترتِ الأماكن التي ستمثلينها في الكتاب؟ دائماً ما أقول للناس إنني اخترتهم لأنني أردتُ أيضاً استكشاف قصتي الخاصة وكيف بدت، لكن الحقيقة هي أنني اخترت هذه البلدان بناءً على الصراع وعدم الاستقرار، والقلق الإنساني، وأخيراً، أهميتها التاريخية والثقافية. على الرغم من صراعاتها، تحمل هذه الدول أجزاءً متجذرة في تاريخنا. أردتُ التحدث عن مهد الحضارة في العراق، وأردتُ التحدث عن التجارة في لبنان، وأردتُ التحدث عن مصر القديمة. ترتبط كل وصفة بقصة شخصية، فلماذا كان من المهم ربط الوجوه والأسماء بهذه الأطباق؟ هذا هو الإطار الذي اعتمدته في كتاب "مطبخ بيبي"، حيث أدعو الناس وأقول: "إنها قصص ووصفات من جدات في المحيط الهندي". وينطبق الأمر نفسه هنا: عندما تُسمّي الوصفة، تُضفي عليها طابعاً، فتجعلها حقيقية، تُحييها، وتجعلها ملموسة. أعتقد أن الناس يهتمون بالآخرين. لطالما كان هذا هو الإطار الذي أعتمده. الناس وقصصهم أولاً، والطعام ثانياً. هل يمكنك مشاركة قصة مفضلة من الكتاب؟ لا يقتصر الأمر على قصة واحدة مؤثرة - كل من تحدثت معهم شاركوا شيئًا ذا معنى وأثر كبير. آمل أن يكون اتساع نطاق الكتاب هو ما يجده القراء مؤثرًا. إن الثقل الجماعي لهذه الأصوات هو ما يروي القصة الحقيقية. تُظهر لنا المجتمعات (الجاليات المهاجرة) في هذا الكتاب معنى أن تحمل وطنك معك، حتى بعد اقتلاعك من جذورك. هذه الروح هي الأهم والأكثر إلهامًا. كيف كان رد فعل الأشخاص الذين قابلتهم، عندما طلبت منهم مشاركة قصصهم ووصفاتهم؟ ردوا بلطف. كان هناك ضحك، وبعض الدموع، ودائمًا، شعور عميق بالفخر. لماذا تعتقدين أن الطعام يحمل الهوية بقوة، خاصة في أوقات النزوح؟ دخلتُ عالم الطعام بعد فترة وجيزة من لمّ شمل عائلتي، بعد خمسة عشر عامًا من الفراق. بدأتُ أتساءل عن كل ما محوته أو حاولتُ محوه. أعتقد أنه لكي أصل إلى ما أنا عليه الآن، كان من المهم جداً أن أفهم جذوري. لذا أعتقد أن الطعام أحياناً يُعيدنا إلى جذورنا، أو حتى يُرشدنا إلى وجهتنا. ما أدركتُه هو أن الطعام شيء شعوري. الرائحة قد تضعك في مرحلة مختلفة تمامًا من حياتك. المذاق قد يضعك في مكانة مختلفة تمامًا. وأعتقد أن هذا أمر شائع: بغض النظر عن هويتك أو مكانك، عليك أن تأكل. عندما كنتُ أفكر في هذا الكتاب، قال لي أحدهم: "لا أعتقد أن الناس يهتمون بالطعام حين تنفجر القنابل فوق رؤوسهم". وقلتُ في نفسي... "في الواقع، الطعام هو الشيء الذي يثبًتهم". Alamy بالنسبة للكثيرين، الطعام وسيلة للحفاظ على الثقافة ونقلها لماذا كان من المهم بالنسبة لكَ سرد قصص الهجرة والنزوح، خاصةً في هذه الآونة؟ يجب أن يروي العديد من الأشخاص قصصهم بأعلى صوت ممكن حتى لا يُسكتنا المسؤولون خوفًا، أو نُصبح مختلفين عن هويتنا. أكثر من أي وقت مضى، نحتاج إلى قصص، نحتاج إلى رواة قصص، نحتاج إلى أشخاص يحافظون على سلامة الثقافات. نحتاج إلى طهاة، نحتاج إلى طباخين منزليين. لا يهمني إن كانت طريقتكَ في المبادرة في هذه الأوقات تقتصر على طهي وجبة، لمجموعة من الأشخاص الذين يحاولون إيجاد حل لمشكلة ما. أعتقد، أكثر من أي وقت مضى، أنه من المهم أن تكون على المائدة. وحتى لو لم تكن تعرف ما هي القصة، استمع إلى الآخرين الذين لديهم قصة ليشاركوها. ما الذي تأملين أن يتعلمه القراء من كتاب "إعداد مكان لنا"؟ آمل أن يخرجوا باحترام أعمق للطرق الهادئة اليومية، التي يحافظ بها الناس على ثقافتهم. وأن يدركوا أن الطعام ليس مجرد طعام، بل هو ذاكرة وهوية وبقاء. هذا الكتاب ليس مجرد مجموعة من الوصفات، إنه جوقة من الأصوات غالبًا ما أُهملت في القصة. آمل أن يُحضّر القراء هذه الأطباق ويشاركوها، وبذلك يُفسحون المجال لنا جميعاً على المائدة.


الوسط
منذ 5 أيام
- الوسط
بسبب منشور يحمل "إشارات معادية للسامية"، مقدم البرامج الرياضية غاري لينيكر يغادر بي بي سي
Nick Potts/PA Wire أكّدت بي بي سي أن لاعب كرة القدم الإنجليزي السابق، غاري لينيكر سيغادر منصبه في الهيئة كمقدم برامج رياضية، بعد نهاية برنامجه "مباراة اليوم" للموسم الكروي الجاري 2024/2025. وأشارت بي بي سي إلى أن لينيكر لن يكون جزءاً من تغطيتها لكأس العالم 2026، والموسم المقبل من كأس الاتحاد الإنجليزي. وتأتي مغادرة لينيكر على خلفية مشاركته منشوراً عبر منصة "إنستغرام" لمجموعة مؤيدة للفلسطينيين، يحتوي على مقطع فيديو يتحدث عن "الحركة الصهيونية". وتضمّن مقطع الفيديو رسماً لجرذ، وهو ما يرتبط تاريخياً بإهانات معادية للسامية، ويعكس لغة استخدمتها ألمانيا النازية للتعبير عن اليهود. وحذف لينيكر المنشور في وقت لاحق بعد تعرضه لانتقادات عديدة، وقدّم اعتذاراً عن مشاركته، قائلاً إنه "لم يكن ليشارك أبداً منشوراً معادياً للسامية بشكل متعمد"، وإنه حذف المنشور "بمجرد علمه بالمشكلة". وأضاف لينيكير أنه علم لاحقاً أن المنشور يحتوي على "إشارات مسيئة"، وأنه يشعر "بأسف شديد" تجاه هذه الإشارات. وقال المدير العام لبي بي سي، تيم ديفي، إن غاري أقرّ بالخطأ الذي ارتكبه، و"بناء على ذلك، اتفقنا على تنحّيه عن تقديم أي برامج بعد انتهاء الموسم الحالي". وقدّم ديفي إشادة بلينيكر، قائلاً إنه لطالما كان "صوتاً بارزاً في التغطية الكروية في بي بي سي على مدار عقدين من الزمن". وشارك لينيكر في العديد من التغطيات للأحداث الرياضية المتنوعة، وكان المقدّم الرئيسي لبرنامج "مباراة اليوم" الأسبوعي المختص بكرة القدم، منذ العام 1999، ويُعد المقدّم الأعلى أجراً في الهيئة. وفي نهاية عام 2024، أعلنت بي بي سي أن لينيكر لن يقدم البرنامج بعد انتهاء الموسم الحالي، لكنه سيغطي كأس العالم 2026، وكأس الاتحاد الإنجليزي، وهو ما تراجعت عنه اليوم بعد الإعلان عن رحيله. "ربما يريدون رحيلي" ولم تكن هذه المرة الأولى التي يثير فيها لينيكر الجدل بسبب تصريحاته ونشاطه على وسائل التواصل الاجتماعي، ففي عام 2023، قالت بي بي سي إنها أجرت "حواراً صريحاً" مع النجم الإنجليزي بسبب تغريدة انتقد فيها سياسية الحكومة البريطانية بشأن قضية اللجوء، مقارناً بين خطابها وخطاب الحكومة الألمانية في ثلاثينيات القرن الماضي. وفي فبراير/شباط 2025، وقع لينيكر، إلى جانب 500 شخصية بارزة، على رسالة مفتوحة يحث فيها بي بي سي، على إعادة عرض فيلم وثائقي عن غزة، أزالته بي بي سي عن خدمة "آي بلاير" بعد أن تم حذفه بعد تبين أن الراوي هو ابن مسؤول في حركة حماس. وفي وقت سابق من شهر مايو/أيار الجاري، بدا لينيكر وكأنه ينتقد الرئيس الجديد لبي بي سي سبورت، أليكس كاي-جيلسكي، حين صرّح لصحيفة التلغراف، أنه "لا يمتلك أي خبرة تلفزيونية"، وحثّه على عدم إجراء أي تغييرات على برنامج "مباراة اليوم". وفي مقابلةٍ حديثة مع المذيع في بي بي سي أمول راجان، قال لينيكر إنه شعر برغبة بي بي سي في رحيله أثناء تفاوضه على عقدٍ جديد، العام الماضي. PA Media وبعد الإعلان عن انتهاء مسيرته مع بي بي سي، قال لينيكر إنه يقرّ بالخطأ وحالة الانزعاج التي سببها، مضيفاً أن "التنحي هو الإجراء المسؤول". وأعاد لينيكر التأكيد على أنه لم يكن ليعيد أبداً نشر شيء معادٍ للسامية بشكل متعمد، لأن ذلك "يتعارض مع كل ما يؤمن به". بدوره عبّر مدير بي بي سي سبورت، أليكس كاي جيلسكي، في رسالة عبر البريد الإلكتروني، عن حزنه لوداع لينيكر، قائلاً: "إنه لأمرٌ محزن أن أودع مذيعاً لامعاً كهذا، وأود أيضاً أن أشكر غاري على سنوات خدمته". فيما كتبت كاتي رازال، محررة بي بي سي للشؤون الثقافية، أن رحيل لينيكر يمثل "نهاية مؤسفة" لمسيرة مهنية في بي بي سي. وامتدحت رازال النجم الإنجليزي، قائلة: "غاري لينيكر من بين أعلى المذيعين أجراً في الهيئة لسبب وجيه: هو يتمتع بشعبية كبيرة لدى الجمهور، وواسع الاطلاع، وبارع في عمله". لكن رازال أشارت إلى إن لينيكر بدا "غير قادر أو غير راغب" على تقبل حقيقة أن كونه شخصية بارزة قد يمنعه من إبداء آرائه التي يرى العديدون أنها أثّرت على "حاجة بي بي سي للحياد".


الوسط
منذ 5 أيام
- الوسط
«بي بي سي» تنهي عقد لينيكر الأعلى أجرًا بسبب منشور معادٍ للسامية
تصل رحلة قائد المنتخب الإنجليزي السابق غاري لينيكر كمحلل ومقدم كروي في هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» إلى نهايتها الأحد المقبل، وفق ما أُعلِن الإثنين بعد أيام معدودة على إعادة نشره منشورا اعتبر معاديا للسامية. كان من المقرر أن يُغطي لينيكر، المقدم الكروي الأعلى أجرا في «بي بي سي»، مباريات كأس العالم 2026 وكأس إنجلترا للموسم المقبل، لكن برنامج «ماتش أوف ذي داي» الذي يُعرض الأحد في اليوم الأخير من الدوري الممتاز لهذا الموسم سيكون آخر ظهور له، حسب «فرانس برس». يغادر غاري لينيكر منصبه التقديمي وقالت «بي بي سي» في بيان «سيغادر غاري لينيكر منصبه التقديمي بعد ختام برنامج ماتش أوف ذي داي لموسم 2024-2025. لن يكون جزءا من تغطية كأس العالم 2026 ولا مباريات كأس الاتحاد الإنجليزي في الموسم المقبل». - ويأتي هذا القرار بعدما أعاد لينيكر الأسبوع الماضي نشر مقطع في خاصية «ستوري» على «إنستغرام» ينتقد الصهيونية، وتضمّن رسما لفأر استُخدم تاريخيا كإهانة معادية للسامية. وحذف هداف مونديال 1986 المنشور لاحقا وتقدم باعتذار من دون تحفظ، قائلا إنه «لن أنشر أي شيء معاد للسامية عن عمد».