
تقرير اليمن يُغيّر قواعد الاشتباك.. اللواء الجفري يكشف أسرار الردع ضد أمريكا و(إسرائيل)
غزة – صنعاء/ علي البطة:
أكد اللواء ركن طيار متقاعد عبد الله الجفري، الناطق السابق باسم القوات الجوية والدفاع الجوي، أن بلاده حققت تحولات عسكرية واستراتيجية في مواجهة التحالف الأمريكي – الإسرائيلي، مشددًا على أن اليمن انتقل من مربع الدفاع إلى مربع فرض الإرادة الإقليمية والدولية.
وقال الجفري، وهو عضو مجلس الشورى اليمني، في مقابلة خاصة مع صحيفة "فلسطين": إن "اليمن استطاع، بفضل كفاءة مقاتليه وحنكة قيادته الثورية والعسكرية، أن يواجه الولايات المتحدة مباشرة، وليس عبر وكلائها كما كانت الحال في السابق".
وأضاف: "تمكنت القوات المسلحة اليمنية من استهداف السفن الأمريكية، بما فيها حاملات الطائرات، في البحر الأحمر، وأجبرت أمريكا على التراجع، في إنجاز غير مسبوق في تاريخ الصراع".
نتائج ميدانية وضغوط استراتيجية
وأوضح الجفري أن الحصار البحري والجوي المفروض على السفن والملاحة الإسرائيلية والأمريكية حقق نتائج باهرة، حيث "اضطر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى اللجوء إلى وساطة سلطنة عُمان لوقف التصعيد مع صنعاء".
وأشار إلى أن الضربات اليمنية أسقطت ثلاث طائرات F-18 وأكثر من سبع طائرات مسيّرة، رغم تنفيذ أكثر من 1700 غارة جوية على اليمن خلال 50 يومًا من العدوان الأمريكي.
وأكد أن الولايات المتحدة قبلت ضمنيًا وقف العدوان مقابل تحييد سفنها، فيما تُرك الكيان الصهيوني يواجه مصيره وحده، وهو ما يُعد إنجازًا تاريخيًا.
ضربات نوعية ونتائج حاسمة
وفيما يتعلق بتأثير الحظر الجوي على كيان الاحتلال، قال الجفري إن "الكيان الإسرائيلي، الذي يعتمد على أكثر من 18 مطارًا، بات يعاني اقتصاديًا، حيث خسرت شركات الطيران الإسرائيلية ما يُقدّر بـ30 مليون دولار في عام 2024 قبل حتى إعلان الحظر الجوي رسميًا".
وأضاف: "مطار بن غوريون يشكّل رمزًا مهمًا لكيان الاحتلال، وبضربه يُعزل الاحتلال عن العالم، ويتكبد خسائر فادحة، ويصاب الكيان بارتباك داخلي، قد ينتج عنه موجات هجرة معاكسة".
وقال الجفري إن "المنظومات الدفاعية الغربية المتقدمة لدى الكيان الصهيوني فشلت في التصدي للصواريخ البالستية الفرط صوتية والطائرات المسيّرة اليمنية".
وفي الرابع من الشهر الحالي، استُهدف مطار بن غوريون بصاروخ بالستي فرط صوتي، وفشلت أنظمة الدفاع الجوي، ولأول مرة منذ بدء عمليات الإسناد اليمنية، في تعقبه وإسقاطه.
وأوضح الجفري أن "هذه القدرة العسكرية تؤكد تفوّق اليمن في معركة إلكترونية تجاوزت الحدود الجغرافية، وقلّصت قدرات منظومات دفاعية بمليارات الدولارات إلى العجز".
وفي رده على قصف الاحتلال مطار صنعاء ومحطات الكهرباء الأسبوع الفائت، شدد الجفري على أن "الرد اليمني قادم، وسيكون تصعيديًا ومؤلمًا، ولن يتوقف حتى يتم وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة".
وأضاف: "قضيتنا ليست مرتبطة بحسابات الربح والخسارة، بل بكرامة الشعب اليمني وأصالته ومبادئ ثورته".
غزة خط أحمر
وشدد الجفري على أن دعم اليمن لغزة ليس موقفًا ظرفيًا، بل "هو موقف إيماني، وطني، إنساني، ديني، لا يمكن التراجع عنه".
وقال: "الدم الفلسطيني امتزج بالدم اليمني، وغزة بالنسبة لنا خط أحمر مهما كلّف الثمن".
وأكد الجفري أن اليمن "باتت اليوم تقود محور المقاومة، وتملأ الفراغ الذي خلّفه تراجع بعض الأنظمة العربية، وتقدّم الدعم السياسي والعسكري بكفاءة ووضوح".
وأضاف: "قائد الثورة عبد الملك الحوثي أكد في بداية عملية طوفان الأقصى أن الشعب الفلسطيني ليس وحده، واليوم نرى نتائج هذا الالتزام".
استهداف مطار اللد (بن غوريون)
وحول دلالة وأهمية استهداف مطار اللد (بن غوريون)، أوضح الجفري أن "المطارات والموانئ هي المنافذ الأساسية التي تصل الكيان بالعالم، وهي مورد مالي مهم جدًا، ومطار بن غوريون يمثل رمزية هذا الكيان، والشريان الرئيس الذي يصله بالعالم".
وتابع: "كل شركات العالم تهبط فيه وتُقلع منه، وإغلاقه يعزل الاحتلال ويحاصره، ويُحدث خسائر فادحة في اقتصاده، وقد يؤدي إلى هجرة معاكسة للخروج من الكيان".
وأشار إلى إرباك الصاروخ اليمني للكيان الإسرائيلي، بما أحدثه من دمار وأضرار فادحة في مرافق المطار وإصابات بين الإسرائيليين.
وقال الجفري: "نحن أمام معادلة صعبة جدًا، لأول مرة في تاريخ الصراع العربي – الإسرائيلي تصل هذه الصواريخ إلى العمق الاستراتيجي للكيان، لذلك تأثيرها كبير في إطار الحصار المعلن عليه".
وشدد على أن "الضربات ستجبر الكيان على الرضوخ والاستسلام، والخروج من دائرة هذه المعركة بهزيمة نكراء لم تكن في حسبانه، كما كان يظن أن القضية الفلسطينية قد تم طمسها والتآمر عليها. وبالتالي، سيسقط المشروع الذي لطالما تحدّثوا عنه من النيل إلى الفرات".
وأشار الجفري إلى أن "ترامب وصل إلى قناعة بأن الكيان الإسرائيلي ورّطه في قضية خاسرة، وأنه لم يستطع الدفاع عن نفسه وفشل فشلًا ذريعًا، خصوصًا بعد حظر القوات اليمنية لملاحة شركات النفط الأمريكية في البحر الأحمر والبحر العربي، وهي أكثر من 15 شركة".
ونبّه إلى أن "الولايات المتحدة وكل الإمبراطوريات الغربية تعتمد على مصدر الطاقة العالمي من المنطقة، التي تُصدّر يوميًا أكثر من 12 مليون برميل من النفط الخام، ويمر عبر مضيق هرمز، ومضيق باب المندب، وقناة السويس، وجبل طارق، ثم إلى دول الاستكبار العالمي الجديد".
نتنياهو في مأزق
وأشار الجفري إلى أن "المجرم نتنياهو يشعر بأن وقف إطلاق النار ورفع الحصار عن غزة سيعرضه للمساءلة القانونية والملاحقة والقبض عليه وفق قرار محكمة الجنايات الدولية، وسينال جزاءه العادل على ما ارتكبه بحق أبناء الشعب الفلسطيني".
ورأى أن "نتنياهو بات محاصرًا داخليًا وخارجيًا، ويخشى من مساءلته جنائيًا دوليًا بسبب جرائم الحرب في غزة"، مشيرًا إلى أن "رفضه للمبادرات الأمريكية سببه الخوف من الاعتقال إذا توقف العدوان، وهو يحاول البقاء في منصبه لحماية نفسه، لكن خياراته تتقلص يومًا بعد يوم".
وختم الجفري حديثه بالقول: "اليمن تمتلك اليوم أدوات الردع الحديثة، وتصل صواريخها إلى عمق الكيان الإسرائيلي على مسافة 2200 كم".
وأضاف: "نحن أمام تغيير استراتيجي يعيد صياغة التوازنات في المنطقة، ويضع اليمن في موقع محوري في المعادلة الإقليمية والدولية".
المصدر / فلسطين أون لاين

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


قدس نت
منذ 4 ساعات
- قدس نت
الاحتلال يصادر أموال الفلسطينيين في غزة: كيف تدير إسرائيل أكبر عملية نهب مالي منذ بدء الحرب؟
كتبت صحيفة هآرتس العبرية تحت عنوان:' 100 مليون شيكل نقداً، و5600 قطعة سلاح، هذه غنائم الجيش الإسرائيلي في الحرب على غزة'، وفي بيان نشره الجيش الإسرائيلي جاء فيه، 2600 قطعة سلاح خفيف، وحسب التقديرات الجيش الإسرائيلي قتل 20 ألف مسلح خلال الحرب، بيانات نشرت بعد دعوى تقدمت بها جمعية إسرائيلية تحمل اسم 'جمعية النجاح'. المعطيات الرقمية التي نشرها الجيش الإسرائيلي الأربعاء 21-5-2025 حول ما سماه الغنائم من قطاع غزة خلال الحرب ستثير الكثير من التساؤلات قياساً بالأرقام المُعلن عنها عن عدد قتلى حماس منذ بداية الحرب، التقديرات بأن عدد القتلى من حركة حماس وصل ل 20 ألف، وعدد الأسرى الأمنيين وصل ل 7000 أسير، بالإضافة إلى 2600 قطعة سلاح خفيف، ما يؤشر على أن عدد قليل من سلاح عناصر حماس الذين قتلوا أو أسروا أخذ كغنائم من قبل الجيش الإسرائيلي. وتابعت هآرتس العبرية: من تتبع مليارات الدولارات القطرية التي دخلت لقطاع غزة في العشر سنوات التي سبقت حرب السيوف الحديدية وتوقع أن يعثر عليها خاب ظنه بعد تقرير الجيش الإسرائيلي الذي تم الكشف عنه بعد الاستئناف الذي تقدمت به 'جمعية النجاح لتعزيز المجتمع العادل'. حسب تقرير الجيش الإسرائيلي، منذ أيلول 2023 وحتى نهاية العام 2024 عثر الجيش الإسرائيلي على 100 مليون شيكل في قطاع غزة، منها 15 مليون ضبطت في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام 2023، و87 مليون شيكل في الأشهر الثلاثة الأولى من العام 2024، والتي كان فيها العملية البرية الأولى في قطاع غزة، وهذه المبالغ تثير أسئلة، إن تبقت أموال في غزة، وأين مخبأة هذه الأموال. إلى جانب الغنائم النقدية، تضاف 2600 قطعة سلاح خفيف تم ضبطها على يد الجيش الإسرائيلي، غالبيتها في الأشهر الثلاثة الأولى من الحرب، و130 سلاح على علاقة بالصواريخ وقذائف الهاون، و105 مركبات، وهنا أيضاً، غالبية الغنائم ضبطت في الأشهر الأولى من الحرب. وعن تكلفة الأسلحة التي ضبطت في قطاع غزة كتبت هآرتس، ثمن قطعة السلاح الخفيف يتراوح ما بين 10 إلى 20 ألف شيكل، التقديرات بأن تكلفة السلاح الذي ضبط في قطاع غزة حوالي 40 مليون شيكل، تكلفة قذيفة إنتاج ذاتي لحركة حماس 1000 دولار، ما يعني تكلفة الغنائم في هذا القطاع مئات آلاف الشواقل. وحسب المعطيات التي قدمها الجيش الإسرائيلي ل 'جمعية النجاح'، حتى الآن لم تعيد إسرائيل أيٍ من الغنائم لأي طرف، الأموال النقدية التي يتم ضبطها، يتم عدها وتحويلها لقسم المالية في وزارة الحرب الإسرائيلية، أما الأسلحة التي يتم ضبطها يتم تسجيلها في مخزون الجيش الإسرائيلي، ومنها ما ينقل لقسم الأبحاث الأمنية في الجيش الإسرائيلي. وعن لبنان كتبت الصحيفة العبرية: في لبنان لم يصل الجيش الإسرائيلي للمؤسسات المالية لحزب الله، وعليه لم يتم ضبط أموال نقداً، ولكن كميات الأسلحة التي وقعت في يد الجيش الإسرائيلي خاصة في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام 2024خلال العملية العسكرية البرية في لبنان أكبر بكثير من تلك التي ضبطت في قطاع غزة، ضبط في لبنان 3000 قطعة سلاح خفيف، و4400 سلاح بعيد المدى، و22 مركبة، والتقديرات أن 4000 عنصر من حزب الله قتلوا على يد الجيش الإسرائيلي. الساحة السورية كانت أقل الساحات من حيث حجم الغنائم، 172 قطعة سلاح خفيف وقعت في يد الجيش الإسرائيلي، و569 سلاح بعيد المدى، وفي الضفة الغربية لم يكن للجيش الإسرائيلي أية غنائم. وبعيداً عما ذكرته صحيفة هآرتس العبرية والذي جاء فيه أن الجيش الإسرائيلي لم يأخذ غنائم من الضفة الغربية، كانت صحيفة يديعوت أحرنوت قد ذكرت قبل عدة أيام في تقرير لها عن الحالة الأمنية في الضفة الغربية، أن الجيش الإسرائيلي صادر منذ بداية الحرب على غزة من الضفة الغربية 46 مليون شيكل كانت مخصصة لجماعات المقاومة الفلسطينية، وتلك المصادرات كانت من 23 محل صرافة في الضفة الغربية، ولكن لم يصنفها الجيش الإسرائيلي كغنائم كما هو الحال في قطاع غزة. المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة


فلسطين أون لاين
منذ 6 ساعات
- فلسطين أون لاين
تحليل خطاب بلا مخرج.. نتنياهو يرسّخ الحرب ويتهرّب من الصفقة
غزة/ محمد أبو شحمة: مع استمرار حالة الغضب الدولي الكبيرة وغير المسبوقة ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي، بسبب استمرار عدوانها على قطاع غزة وتوسعها في ارتكاب المجازر ضد المدنيين، ومع تواصل حالة الانقسام العميقة داخل المجتمع الإسرائيلي، خرج رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بخطاب حمل جملة من التضليل والأكاذيب. ولم يقدم نتنياهو خلال خطابه أي جديد للمجتمع الإسرائيلي أو لعائلات الأسرى الإسرائيليين الذين يعيشون حالة من الغضب الشديد تجاه سياساته وتجاهله لقضية أبنائهم، وعدم حرصه على سلامتهم، واستمراره في تعريضهم للخطر من خلال توسيعه لجرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة. وتعرض نتنياهو لانتقادات حادة بسبب تجاهله المتعمد لقضية الأسرى، مقابل تمسكه بمشروع توسعي يخدم أجندة اليمين المتطرف، الأمر الذي اعتُبر تجسيدًا لحالة الانهيار التي يمر بها، وسط تصاعد الغضب الشعبي واتساع رقعة الفشل العسكري. ورغم الغضب المتواصل ضد نتنياهو، يصرّ على تجاهل مطالب أهالي الأسرى والسياسيين في دولة الاحتلال بوقف العدوان على قطاع غزة، والذهاب إلى المفاوضات لإبرام صفقة، خاصة أن استمرار الحرب لم يخدم (إسرائيل) ولم يُحقق أي نتائج بعد اقترابها من دخول عامها الثاني. وأكد الكاتب والمحلل السياسي أحمد الطناني أن بنيامين نتنياهو يصر على تقديم وصفة لتأبيد الحرب في قطاع غزة، مستمرًا في تبجّحه المعتاد بقدرة الضغط العسكري على تحقيق ما يسميه "النصر المطلق". وقال الطناني لصحيفة "فلسطين": "نتنياهو ردّ بوضوح على الأصوات التي تطالب المقاومة بوقف القتال وتحميلها مسؤولية استمرار الحرب بحجة حقن الدماء، إذ أكد أن خطته تمضي قدمًا نحو فرض السيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة على قطاع غزة، حتى في حال تحقيق شروطه، واستكمال مسار تهجير سكان القطاع ضمن ما يُسميه خطة ترامب، وهي النسخة المحدثة من مشروع الترانسفير الصهيوني". وأضاف أن نتنياهو، بهذا التصريح، يُسقط الوهم الذي يروّجه دعاة الاستسلام، ويُظهر بوضوح أن وقف المقاومة لن يُنهي الحرب، بل سيسهّل تنفيذ أهدافها الأخطر. وفي مواجهة هذه العنجهية الإجرامية، شدد الطناني على أن ما يملكه الفلسطينيون هو تحويل هذه المخططات الإسرائيلية الطموحة إلى مساحات استنزاف متواصلة، بكل وسيلة ممكنة، من شأنها أن تُجبر نتنياهو وقادة الحرب الإسرائيليين على إعادة التفكير في الكلفة السياسية والعسكرية لفرض هذه الوقائع بالقوة. وأشار إلى أن خطاب نتنياهو الأخير لم يخلُ من رسائل توحي بإمكانية التوصل إلى حل، لكن وفق رؤيته الضيقة، حيث تحدث عن "صفقة جزئية" تتمحور حول استعادة الأسرى الإسرائيليين بأقل ثمن ممكن، ودون تقديم أي التزامات سياسية. وأوضح الطناني أن هذا الطرح لا يُلغي احتمال التوصل إلى اتفاق، لكنه يُبرز مدى مركزية مطلب "وقف الحرب" في أي مفاوضات، وأثره المباشر في تحديد مستقبل قطاع غزة، وربما مستقبل الاستقرار في المنطقة بأسرها. وأكد أن نتنياهو يحاول تكرار المناورة ذاتها التي استخدمها في مايو 2024 قبيل اجتياح رفح، حين تحدّى الضغط الدولي ومضى في تنفيذ خططه العدوانية، إلا أن الوقائع اليوم تغيّرت، فـ"مايو 2025 ليس كمايو 2024"، وكذلك الموقف الدولي والإسرائيلي الداخلي. وأضاف أن الأنظار تتجه الآن إلى الموقف الأميركي، وتحديدًا إلى السياسات "الترامبية" التي طالما تميزت بالتقلّب والمفاجآت، متسائلًا: هل سيتعامل ترامب مع تجاهل نتنياهو لمطلبه بوقف التصعيد بنفس الضعف الذي أبداه بايدن؟ هذا ما ستكشفه الأيام القليلة المقبلة. وشدد الطناني على أهمية عدم الانجرار خلف صخب الخطابات وغبار "عربات جدعون"، مؤكدًا أن الأفق ما زال حاضرًا، وأن خطوط المواجهة لم تفقد حرارتها بعد. المصدر / فلسطين أون لاين


جريدة الايام
منذ 16 ساعات
- جريدة الايام
أسواق المال العالمية تهوي بحدة ترامب يهدد بفرض رسوم 50 % على الاتحاد الأوروبي
واشنطن - وكالات: هدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاتحاد الأوروبي، امس، بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على المنتجات الأوروبية المستوردة إلى الولايات المتحدة اعتبارا من الأول من حزيران، قائلا، إن المفاوضات الجارية "تراوح مكانها". وكتب ترامب في منشور على منصته الاجتماعية "تروث سوشال"، "من الصعب جدا التعامل مع الاتحاد الأوروبي الذي أُنشئ في المقام الأول لاستغلال الولايات المتحدة تجاريا (...) مناقشاتنا تراوح مكانها. وفي ظل هذه الظروف، أوصي بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الاتحاد الأوروبي، اعتبارا من الأول من حزيران. وما من رسوم جمركية على المنتجات المصنّعة في الولايات المتحدة". ومن جملة الأمور التي ندّد بها الرئيس الأميركي، "الحواجز الجمركية والضريبة على القيمة المضافة والعقوبات السخيفة على الشركات والحواجز غير الجمركية والمضاربات المالية والملاحقات غير المبرّرة والمجحفة في حقّ الشركات الأميركية"، ما تسبّب في "عجز تجاري بأكثر من 250 مليون دولار في السنة، وهو أمر غير مقبول بتاتا". وأشار ترامب مرارا إلى العجز التجاري للولايات المتحدة في المبادلات الثنائية مع أوروبا والذي يتراوح بين 300 و350 مليار دولار بحسب تقديره. وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، أمس، إن ترامب يعتقد أن المقترحات التجارية التي يقدمها الاتحاد الأوروبي للولايات المتحدة ليست جيدة بشكل كافٍ. وأضاف، إنه يأمل في أن يؤدي التهديد بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% في الأول من حزيران إلى "تحفيز الاتحاد الأوروبي" في المفاوضات مع واشنطن. وصرح بيسنت لقناة "فوكس نيوز" بأن العديد من الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة يتفاوضون بحسن نية، باستثناء الاتحاد الأوروبي. من جهته، قال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديبول، إن تهديد الرئيس الأميركي بزيادة الرسوم الجمركية على تجارة الاتحاد الأوروبي لن يعود بالنفع على أي طرف، وإن برلين ستواصل دعم الاتحاد الأوروبي للتفاوض مع واشنطن. وفي حديثه إلى جانب نظيره الهندي في برلين، قال فاديبول أيضا، إن ألمانيا تأمل في أن يتوصل الاتحاد الأوروبي لاتفاق للتجارة الحرة مع الهند بحلول نهاية العام. وبناء على معطيات ممثّل البيت الأبيض لشؤون التجارة، يقدّر العجز التجاري للولايات المتحدة في هذا المجال بحوالى 235 مليار دولار لسنة 2024، لكن المفوضية الأوروبية تعترض على هذا المجموع وتفيد من جانبها بعجز يبلغ 150 مليار يورو (حوالى 160 مليار دولار) للسلع فحسب، وينخفض إلى 50 مليار يورو بعد حساب الفائض التجاري الأميركي من حيث الخدمات. وفي المعدّل، تبلغ الرسوم الجمركية المفروضة على المنتجات الأوروبية حاليا 12.5%، مع نسبة 2.5% كانت معتمدة قبل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، أضيفت إليها 10% منذ مطلع نيسان إثر إقرار رسوم جمركية "متبادلة". وأراد البيت الأبيض في بادئ الأمر فرض رسوم بنسبة 20% على المنتجات الأوروبية، قبل الإعلان عن فترة سماح لتسعين يوما للرسوم الجمركية التي تتخطّى نسبتها 10% ريثما تمضي المفاوضات قدما. ومن حيث المبدأ، تنتهي هذه الفترة مطلع تموز. وخلال الأسابيع الأخيرة، أجرى المفوّض الأوروبي لشؤون التجارة ماروس سيفكوفيتش عدّة محادثات مع وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت ووزير التجارة هوارد لوتنيك وممثّل التجارة جيميسون غرير، لكن دون إحراز تقدّم يُذكر. وشهدت العقود الآجلة الأميركية والأسواق العالمية تراجعا حادا، بعد أن نشر ترامب تهديدين بفرض رسوم جمركية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أحدهما يستهدف شركة "أبل" والآخر الاتحاد الأوروبي. وانخفضت العقود الآجلة لمؤشري "ستاندرد آند بورز 500" و"داو جونز" الصناعي بنسبة 1.5%، بينما تراجعت عقود مؤشر "ناسداك" الآجلة بنسبة 1.7% قبل افتتاح السوق. كما تراجعت أسعار النفط وهبطت عوائد سندات الخزانة الأميركية. وتراجعت الأسواق الأوروبية بشكل فوري بعد منشور ترامب على منصته الخاصة "تروث سوشال". فعلى الفور تقريبا سجل مؤشر داكس الألماني انخفاضا بنسبة 1.9%، بينما هبط مؤشر كاك 40 في باريس بنسبة 2.4%. أما مؤشر فوتسي 100 في لندن فتراجع بنسبة 1.1%. وتراجعت أسهم شركة "آبل" بنسبة 3.8% خلال تداولات الصباح، بعد أن هدد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على منتجاتها، ما لم تقم الشركة بنقل تصنيع هواتف "آيفون" إلى الولايات المتحدة. وقد يؤدي هذا التهديد، الذي وجهه ترامب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى ارتفاع كبير في أسعار أجهزة أيفون، ما قد يلحق الضرر بمبيعات وأرباح إحدى شركات التكنولوجيا الأميركية الرائدة. وانخفضت عوائد سندات الخزانة الأميركية بعد أن شهدت ارتفاعا في وقت سابق من الأسبوع، بسبب المخاوف المتعلقة بتزايد ديون الحكومة الأميركية. وهبط العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.48%، في حين انخفض عائد السندات لأجل سنتين، الذي يعكس بشكل أكبر توقعات تحركات مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إلى 3.92%.