logo
"الأدب الموريسكي" لـفاطمة محيسن.. احتفاء بالبحث الجاد وإحياء للتراث

"الأدب الموريسكي" لـفاطمة محيسن.. احتفاء بالبحث الجاد وإحياء للتراث

الغدمنذ 3 أيام
عزيزة علي
اضافة اعلان
عمان- احتضنت المكتبة الوطنية، أول من أمس، حفل توقيع كتاب "الأدب العربي الموريسكي 1492-1700م" للدكتورة فاطمة محيسن، الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بحضور نخبة من الأكاديميين والمثقفين، في أمسية احتفت بالبحث الجاد وإحياء التراث الموريسكي.شارك في الحفل، الذي أدارته الدكتورة نداء مشعل، كل من: الدكتورة إيمان الكيلاني، الدكتور عامر أبو محارب ووزير الثقافة الأسبق الدكتور صلاح جرار، الذي استهل الحفل بكلمة أشار فيها إلى أن أهمية الكتاب تنبع من كونه من الدراسات القليلة في المكتبة العربية المشرقية.ورأى جرار، أن الكتاب يسلط الضوء على جوانب تكاد تكون خفية من "الأدب الموريسكي"، لدى القارئ العربي في المشرق. وأكد جرار ضرورة الإشادة بالجهود التي بُذلت وتبذل في كل من: تونس، المغرب، الجزائر وإسبانيا، للبحث في التراث الموريسكي.ورأى جرار، أن المؤلفة لم تغفل الاستفادة من مختلف الدراسات السابقة التي تناولت التراث الموريسكي، وحرصت على الرجوع إلى أكبر قدر ممكن من النصوص الموريسكية المتاحة. وأثناء تخطيطها لهذه الدراسة النفيسة، حرصت على أن تشمل مختلف القضايا الموضوعية والفنية المرتبطة بموضوعها، فقد مهدت لكتابها بتمهيد مكثف وواف عن الموريسكيين، وما استقرّت عليه تسميتهم، كما استعرضت مراحل مفصلية من تاريخهم.وأضاف جرار أن محيسن أقدمت على موضوع يمكن وصفه بأنه "عويص ووعر المسالك"، لكنها ولجته بثقة من دون تهيب أو تردد، مدفوعة بحبها لموضوعها ورغبتها في إنجاز دراسة شافية وافية عنه. ولم يثنها عن الخوض فيه ما قيل لها إنها بذلك تدخل مغامرة، إذ ترى أن المغامرة تحد للباحث الجاد واختبار لقدراته البحثية وسلامة أدواته ومنهجه. وقد حرصت على تجنب الموضوعات التي يكثر التطرق إليها ويقل محصولها العلمي والمعرفي، ويسهل الخوض فيها، مفضلة اختيار موضوع محفوف بإشكاليات وصعوبات غير قليلة، وهي مدركة تماما ما ينطوي عليه من تعقيد، فكان موضوع كتابها.وخلص جرار إلى أن قراءة هذا الكتاب كفيلة بمنح القارئ قدرا وافرا من الفائدة والمتعة واكتشاف جوانب جديدة، إذ يمتاز العمل بالدقة والإتقان، والأمانة العلمية، وسلامة اللغة، وجمال العبارة. ورأى أنه يشكل إضافة نوعية جادة للمكتبة الأندلسية بوجه عام، وللمكتبة الموريسكية على وجه الخصوص.من جهتها، قالت الدكتورة إيمان الكيلاني "إن محيسن استطاعت أن تشق لنفسها طريقا مميزا في مجال نقد الأدب الأندلسي، متحدية صعوبات في إضاءة جانب غير مألوف منه. وعلى الرغم من تشابك الأدب الموريسكي وقضاياه، بدءا من المصطلح وانتهاء بنقد النص من عمقه في ضوء سياقيه الداخلي والخارجي، فإن رشاقة لغتها وحماستها أضفتا على الموضوع نبضا روحانيا".وأشارت الكيلاني إلى أن المؤلفة نجحت في الربط بين امتدادات الموضوع الرئيس والعلوم التي تتقاطع معه أو توازيه، مستخدمة لغة نقدية دقيقة، موظفة وغير متكلفة، وحققت من خلالها توازنا بين تلك المعارف بلا إفراط أو تفريط، لتنسج عبارتها وتكشف عن رؤيتها المتشابكة بلغة رشيقة واضحة.وأضافت أن اختيار محيسن لعنوان الكتاب لم يكن التحدي الوحيد الذي تجاوزته بنجاح، بل كان التحدي الآخر هو انتقاء المنهج أو القراءة التي تناسب موضوع البحث.وخلصت الكيلاني إلى أن محيسن، تنقلت في كتابها بين أدب ومراسلات تلك الحقبة من شعر ونثر، مرورا بالأدب الرفيع ووصولا إلى الكتابة الشعبية العادية، ومن المراسلات السياسية إلى الرسائل الإخوانية.من جانبه، قال الدكتور عامر أبو محارب "إن من يُمعن النظر في كتاب محيسن لا يسعه إلا أن يشبهه بمرآة من طراز خاص، مرآة تلتقط من الذاكرة ما أوشك الغياب أن يطمسه، وتعيد إلى الوعي ما حاول الإهمال الأكاديمي محوه. وهي مرآة تتقاطع في رمزيتها مع ما وصفه المفضل الضبي في المثل العربي القديم بـ"مرآة الغريبة"، تلك التي لا يخفت بريقها، لأنها تعنى دوما بالجلاء كلما غشيها غبار الزمان، أو كاد النسيان يمحو ملامحها الأولى".وأضاف أبو محارب أن المؤلفة اختارت أن تنفض الغبار عن "الأدب الموريسكي"، فجاء كتابها مرآة للمنسيين، وصوتا لأولئك الذين صودرت أصواتهم، داخل أرشيف أدبي كاد يتلاشى من الذاكرة الجمعية أو يتحول إلى ظلال باهتة في هوامش السرد التاريخي.ثم تحدث أبو محارب عن "إطار المرآة": قائلًا: "إن الأدب الموريسكي هو الإطار الذي يحدد زاوية النظر، وفي كتاب محيسن يتمثل هذا الإطار في اختيار الأدب العربي الموريسكي موضوعا مركزيا، باعتباره حقلا معرفيا مكثفا يتقاطع فيه الأدب بالسياسة، والتاريخ بالهوية، والصوت الفردي بالجماعة المنسية".وأشار أبو محارب إلى أن محيسن اختارت أن تضع هذا الأدب في صدارة الاهتمام، لا من باب الإحياء التاريخي فقط، بل من منطلق علمي وثقافي يعيد النظر في موقع هذا النتاج داخل الخريطة المعرفية العربية الأندلسية.وتحدث أبو محارب عن هندسة التأليف وتفاصيل الندبة، قائلا: "يتمثل الكتاب في موضوعه المركزي الذي يعيد الاعتبار للأدب العربي الموريسكي، فإن زجاج هذه المرآة يتجلى في البنية التي انتظم بها العمل، إذ توزع على خمسة فصول متتابعة تكاد تكون محاريبا من الضوء، يتنقل القارئ بينها كمن يقلب وجوه التاريخ في دفاتر الألم الجميل".ثم تحدث أبو محارب تحت عنوان "من الفقد إلى الإدراك"، قائلا: "إن الفكرة المحورية في كتاب محيسن تكمن في أنها تمسك بخيوط العمل: الأدب الموريسكي. فقد تماهى هذا العمل مع فكرة "المرآة الغريبة" في شكلها وصدقها، إذ جلَت الدكتورة فاطمة محيسن مرآتها لتعكس صورة الموريسكي بوضوح، فغدت صافية كدمعة على خد التاريخ".وخلص أبو محارب إلى أن المؤلفة استطاعت إعادة قراءة هذا الأدب ضمن إطار ثقافي موسع يتجاوز التصنيف النوعي التقليدي، ليعالج النصوص بوصفها تجليات لهوية مهددة. وتميز الكتاب بقدرته على الربط بين الخطاب الأدبي وسياقه التاريخي والوجودي، من دون أن يغفل البعد الفني أو يهمل التحليل البنيوي، مما منح العمل اتساقا منهجيا ورؤية تحليلية ناضجة.وفي ختام الحفل، شكرت المؤلفة الدكتورة فاطمة محيسن المتحدثين عن كتابها، مثمنة ما قدموه من إضاءات حوله.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

اختتام فعاليات مهرجان الخالدية للشعر الشعبي والنبطي  -صور
اختتام فعاليات مهرجان الخالدية للشعر الشعبي والنبطي  -صور

رؤيا نيوز

timeمنذ 3 ساعات

  • رؤيا نيوز

اختتام فعاليات مهرجان الخالدية للشعر الشعبي والنبطي -صور

اختتمت مساء اليوم السبت فعاليات مهرجان الخالدية العربي للشعر الشعبي والنبطي في دورته السابعة والعشرين وسط حضور رسمي وشعبي. وقالت مديرية ثقافة المفرق في بيان اليوم السبت إن فعاليات اليوم الثالث للمهرجان اشتمل على فعالية للتعايش مع البادية وقراءات للشعراء تركي عايد الرملة و كساب السرحان و احمد الحراسة إضافة إلى فقرة عزف على الربابة قدمها عبد الكريم الشرمان . وأضافت، إن المهرجان تضمن فقرات فنية فلكلورية وقراءات شعرية ومعرض الحياة الشعبية والعزف على الربابة.

انطلاق فعاليات مهرجان شبيب الدولي بدورته الـ31 في 28 الحالي
انطلاق فعاليات مهرجان شبيب الدولي بدورته الـ31 في 28 الحالي

رؤيا نيوز

timeمنذ 8 ساعات

  • رؤيا نيوز

انطلاق فعاليات مهرجان شبيب الدولي بدورته الـ31 في 28 الحالي

ينطلق مهرجان شبيب للثقافة والفنون بدورته الـ31 في 28 من الشهر الحالي على مسرح مركز الحسين الثقافي التابع لأمانة عمان الكبرى. ووفق بيان صادر عن إدارة المهرجان، فإن المهرجان الذي ينطلق تحت رعاية الشريفة بدور بنت عبد الإله، يشارك فيه فنانون من الأردن والعالم العربي، ويشتمل على فعاليات فنية وثقافية وتوعوية، إضافة إلى فعاليات هادفة للأطفال. وقالت رئيسة اللجنة العليا ومديرة المهرجان، الشريفة بدور بنت عبد الإله، إن فعاليات المهرجان ستتواصل على مدار 3 أيام في مسرح مركز الحسين الثقافي ومدرج الحسن بن طلال في الجامعة الأردنية، والمكتبة الوطنية، ومركز زها الثقافي، متضمنة طيفا ثريا من الفعاليات الفنية والثقافية والعروض الهادفة للأطفال. وكشفت الشريفة بدور، أن مهرجان الطفل المنبثق عن مهرجان شبيب سيستضيف أطفال غزة المتواجدين للعلاج في الأردن، وسيتم توزيع الهدايا عليهم. وتشتمل فعاليات اليوم الأول من المهرجان، الذي يشارك فيه ضيوف شرف من الفنانين الأردنيين: قمر الصفدي، شايش النعيمي، حابس حسين، سميرة العسلي، وخليل مصطفى، ومن فلسطين الشاعر رامي اليوسف والفنانة لونا بشارة، والفنان القطري علي عبدالستار، والفنان الكويتي محمد البلوشي، على معزوفات لفرقة موسيقات الأمن العام، ومعرض توعوي لإدارة مكافحة المخدرات، ومعرض للفن التشكيلي، واستعراض لفرقة أمانة عمان للتراث والفلكلور الشعبي، وعرض للأزياء التراثية الأردنية. كما تشمل فعاليات المهرجان أمسية تقدمها الفرقة الهاشمية للإنشاد، ومهرجان رواق الشعر بالتعاون مع اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين، ومهرجان الطفل 'شبيب زها'. وتختتم فعاليات المهرجان بحفل فني يقام في مركز الحسين الثقافي، يشارك فيه الفنانون عمر السقار، يوسف عياش، غالب خوري، وياسمين أحمد من الأردن، وزكريا الطائي من العراق، وفرقة الأزر للفنون الشعبية.

وزير الثقافة يكرم أوائل الثانوية العامة في المملكة
وزير الثقافة يكرم أوائل الثانوية العامة في المملكة

رؤيا نيوز

timeمنذ 10 ساعات

  • رؤيا نيوز

وزير الثقافة يكرم أوائل الثانوية العامة في المملكة

كرم وزير الثقافة مصطفى الرواشدة اليوم السبت، في دائرة المكتبة الوطنية أوائل الثانوية العامة في المملكة. وقال الرواشدة، في كلمة ألقاها خلال احتفالية التكريم التي حضرها أمين عام الوزارة الدكتور نضال العياصرة وذوو الطلبة الأوائل، إن 'لكل مجتهد نصيب، وقد اجتهدتم، وثابرتم وقدمتم أفضل ما عندكم، وحققتم ما أردتم بتوفيق من الله، وحصدتم ما زرعتم، مهنئا لكم زرعكم وحصادكم، وأبارك بأجمل المباركة لذويكم الذين سهروا معكم، وخفقت قلوبهم لكم، فكانت فرحتهم باتساع الوطن'. وأضاف أن تحقيق النجاح والتفوق يمثل مسؤولية عليكم بانتقالكم من مرحلة الرعاية المدرسية والحرص من الأهل والعائلة إلى المسؤولية الذاتية والقرار الشخصي الذي يتحمله الإنسان في اختياراته في المرحلة الجامعية وما بعدها في العمل والحياة. ونوه بأن وزارة الثقافة في هذا التكريم لكم ولذويكم، فإنما تمثل وتترجم رؤى راعي الإبداع جلالة الملك عبدالله الثاني بدعم المبدعين والمتفوقين والمبتكرين، سنة نتبعها ونكرسها للاحتفاء بالإبداع والمبدعين الشباب. ولفت إلى أهمية الثقافة ودور العلم في تكوين شخصية الأفراد من خلال الإبداع والابتكار وتوفير شروط الإنجاز الذي يعزز الهوية والانتماء والمسؤولية تجاه الوطن، ليكون الإبداع والابتكار والتفوق عنوان نهضة الوطن وتقدمه ورفعته. من جهتهم، عبر الطلبة وذووهم عن امتنانهم وشكرهم لوزارة الثقافة، مؤكدين العزم على دوام التفوق خدمة لرفعة الوطن الأردني في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة، وتحقيقا لرؤى جلالة الملك الذي أولى الشباب أهمية كبرى في سبيل تحقيق الإبداع الذي يسهم في نهضة الأردن. وفي ختام الاحتفالية التكريمية، سلم الرواشدة، أوائل الثانوية العامة شهادات الوزارة التقديرية وهدايا تكريمية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store