
مجزرةُ "تنومة" واستهدافُ مطارِ صنعاءَ الدوليِّ
إنَّ مجزرة 'تنومة' المروّعة التي ارتكبها جيش آل سعود بحقّ آلاف الحُجّاج اليمنيّين عام 1923م، ما كانت سوى صفحةٍ سوداء في سجلّ الخدمة العلنية للاستكبار العالمي، وهي واحدةٌ من أكثر الجرائم وحشيّةً في التاريخ الحديث، إذ لم تردع اليمن عن المضيّ في طريق الحقّ ونُصرة المستضعفين، ولم تثنِها عن إسناد غزّة، ولن تفعل.
تنومة… بلدةٌ في عسير، وكانت قافلة الحُجّاج اليمنيّين تضمّ زهاء ثلاثة آلاف حاجّ أعزل من السلاح، كلّهم في لباس الإحرام، مهلّلين مكبّرين لله، في طريقهم إلى بيت الله الحرام. وبينما هم في سكينةِ الحجيج، التقتهم سريّةٌ من جيش آل سعود بقيادة الأمير خالد بن محمد – ابن أخ الملك عبدالعزيز – فسايروهم مدّعين الأمان، حتى إذا بلغ الفريقان وادي تنومة، وكان الجنود في أعلاه والحُجّاج في أسفله، انقضّ أولئك الخونةُ عليهم بالبنادق والرّصاص، فأبادوهم بدمٍ بارد، ولم ينجُ إلا نفرٌ قليل، فيما قضى أكثر من 2900 حاجٍّ يمني في مشهدٍ تفوحُ منه رائحة الخيانة والغدر الوهابي.
وبعدَ قرنٍ تقريبًا، أعادَ تحالفُ العدوانِ الصهيوأمريكيِّ السعوديِّ الإماراتيُّ، فيما سُمِّيَ زورًا بـ'عاصفةِ الحزم'، ذاتَ الجريمةِ بحقِّ اليمن، فشنَّ حربًا شعواءَ استمرّت قرابة لعشرِ سنواتٍ، حاصرَ فيها الشعبَ اليمنيَّ جوًّا وبرًّا وبحرًا، ظنًّا منه أنّه سيُثنيه عن إسنادِ غزّةَ ونصرتها… لكنه فشل، وفشلت أدواتُه، ومُرغ أنفُه في ترابِ الهزيمةِ والخذلان، فيما ظلّ اليمنُ شامخًا، ثابتًا، يواصلُ الإسنادَ والنصرةَ لغزّة، صاروخًا بعد صاروخ، ومسيّرةً بعد مسيّرة.
وعندما عجزَ تحالف العدوان أقدم 'الشيطانُ الأكبر' ـ أمريكا ـ بدفعَ بحاملاتِ طائراتِه إلى البحارِ والمحيطاتِ، وألقى بكلِّ ثقلهِ العسكريِّ في البحرِ الأحمر، لعلّه يُرهبُ صنعاءَ ويُخيفُ البحرَ من سُفنِ اليمن… لكنه فشل، فصارت تلك القطعُ الحديديّةُ أهدافًا ساخنةً لصواريخِ 'ذو الفقار'، ومجسّاتِ 'رُعْب'، فهربتِ البحريةُ الأمريكيةُ كما تهربُ الفئرانُ من الغرق، وانكفأت من مياهِ البحرِ الأحمرِ مدحورةً، مهزومةً، تلعقُ خيبتَها وترتقُ خروقَ كبريائِها الجريح.
ولم يكتفِ كيانُ العدوِّ الصهيونيُّ بكلِّ هذا الانهيار، بل ـ بسببِ ضعفِه الاستخباراتيِّ وإفلاسِه الأخلاقيِّ ـ ارتكبَ حماقةً إضافيّةً تمثّلت في استهدافِ طائرةٍ مدنيةٍ في مطارِ صنعاءَ الدوليِّ، ظنًّا منه أنّه سيمنعُ الحجاجَ اليمنيين من إعلانِ 'الصرخةِ' في بيتِ الله الحرام، ولم يدرِ هذا الكيانُ اللقيطُ أنَّ الصرخةَ قد تحوّلتْ إلى صواريخَ فرطِ صوتيٍّ، وإلى مسيّراتٍ دقيقةٍ تحملُ البأسَ اليمانيَّ والثأرَ الفلسطينيَّ… وأنّ من يمنعُ الحجاجَ عن التكبيرِ في الحرم، سيُجبَر على سماعِ صفّاراتِ الإنذارِ تدوعي فلسطين المحتلة.
ماذا حدث بعد هذا الاستهداف؟
يُفاخر العدو باستهداف طائرة مدنية، ولكن، ويا لسخريةِ القدر، ما هي إلا ساعات من التباهي الصهيوني حتى دوت صفاراتُ الإنذار في أرجاءِ فلسطينَ المحتلة، وسقطت الهيبةُ كما سقط رئيس الكيان الصهيوني على مدرجات ملعبٍ لكرة القدم، يفرُّ مذعورًا من صاروخٍ يمنيٍّ واحدٍ، بينما نتنياهو يُلغي الاجتماعات السرية ويهرع إلى الملاجئ، ويهرب أكبرُ ضبّاط الكيان إلى ثلاجات الدجاج…!
يا للعجب!
جنرالاتٌ بقاماتِ الدجاج، بل إنّ نفسية الدجاج أقوى منهم!
يا من تتغنّون بالقبّة الحديدية، ها هي صواريخ اليمن ومسيّراته تخترق حصونكم وتصل إلى مراكزكم الحساسة، فتبكي 'القبة' وتصرخ 'الاستخبارات'، ويُصفّر الإنذار فلا يُنذر بنجاة.
وأمريكا… التي كانت لكم ظهرًا، أدارت ظهرها وفرّت من البحر الأحمر، كأنها ما كانت إلا ظلًّا يتلاشى حينما سطع وهج اليمن، وهبّت عاصفة أنصار الله.
فماذا تنتظرون؟
إن كنتم تعجزون عن منع اليمن من نصرة غزة، فعلى الأقل أوقفوا الحصار وارفعوا أيديكم عن شعبها، وإلا فالزمن ليس في صالحكم، والضربات القادمة ليست رحيمة، وأبو جبريل إذا حذّر، أوفى.
إنّ استهداف الطيران المدني واستباحة المطارات ليس شجاعة بل انتحارٌ سياسيّ وعسكريّ، ودليلٌ قاطعٌ على الإفلاس الاستخباراتي والعجز التكنولوجي، وشتان بين من يستهدف الطائرات المدنية، ومن يستهدف عمق العدو ويزلزل أركانه.
اليمن لا يتراجع…
اليمن هو من فرض معادلة البحر مقابل البحر، والمطار بالمطار، والحصار بالحصار، والدم بالدم، والقدس بالقدس.
اليمن هو من أذلّ الغزاة وأرعب الصهاينة وأخرج أمريكا من أحلامها البحرية.
لن تثنينا المجازر، ولا المطارات، ولا طيران الحقد عن نصرة غزَّة.
فالقدس موعدُنا، وغزّة قبلةُ سيوفنا، والكرامةُ عنوانُنا، والنصرُ وعدُ الله.
رسالة إلى إعلامِ العدو ومُطبّلي التطبيع… تحليلاتُكم ومؤتمراتُكم إلى مزبلة الأكاذيب والخذلان!
أيّها 'الخبراءُ الأمنيّون' في قنواتِ الكيان الصهيوني الهزيلة، ويا أصحابَ الرؤوسِ التي تُحاول إقناعَ جمهورها بأنّ تل أبيب بخير، وأنّ اليمنَ لا يجرؤ! نقول لكم: قُبَّتُكم الحديديّة مهترئة، ومستوطنوكم يعيشون في الملاجئ أكثر ممّا يعيشون في بيوتهم!
يا إيهود يعاري… تَوقّف عن الثرثرة، فالمسيراتُ تُدوّي فوق عسقلان، وليس في أوراقك الصفراء.
ويا ألون بن دافيد… خرائطُك أصبحت كخرائط سايكس بيكو: لا تعني شيئًا.
ويا رافيد دروكر… فيتو اليمن في البحر الأحمر أقوى من كلّ فيتوات البيت الأبيض، ونفَسكَ التحليلي باتَ كزفيرِ الهزيمة.
أما أنتم يا أبواق الأنظمة العربية المُطبّعة… أنتم الذين استبدلتم بوصلتكم إلى القدس بـ'كاميراتِ التطبيع' و'حفلاتِ الوهم'، فاعلموا أنّ صمتَكم على دماءِ غزة، وتواطؤكم مع كيانٍ يذبحُ الأطفال، سيكتبُ التاريخ أنكم كنتم شهودَ زور على أعظمِ مجازرِ القرن.
أنتم من احتضنَ نتنياهو وهو يخططُ للدمار، واليوم ترتعدون كلّما قرأتم خبرًا عن استهداف اليمن لصحراء النقب، فهلّا خففتم من عطور الخيانة واستنشقتم شيئًا من عبير المقاومة؟
فاليمن، الذي ضربَ البحرية الأمريكية، وأسقطَ مطار 'بن غوريون'، وأغلقَ ميناء إيلات، وأرعبَ تل أبيب، لا يخاطبكم اليوم إلا من مقامِ العزّة والكرامة، فاخجلوا من أنفسكم إن بقي في وجوهكم موضعٌ للخجل!
الخاتمة:
اليمنُ اليومَ هو صوتُ القدسِ الأعلى، وذراعُ غزّة الأقوى، ومَن لا يستطيعُ إيقافَ اليمن، فليصمت، أو فليختبئ، أو فليدخلَ في ثلاجاتِ الدجاج كما فعل كبارُ ضباطِكم!
أما أنتم يا 'محللين' ويا 'مطبّعين'، فإننا لا نراكم إلا غبارًا في وجهِ الإعصار اليمني، ولا نسمعُ منكم إلا أنينَ المذلة وصريرَ السقوط.
وكلّ هذا… من فضل الله، وبركة القيادة الربانيّة، والمشروع القرآني، وهنيئًا لحُفّاظ القرآن، وطوبى لأنصار الله، وحاملي رايات العزة والكرامة.
إنّه الفضلُ من الله، يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدنان عبدالله الجنيد

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
حجاج بيت الله الحرام يؤدون ركن الحج الأعظم على صعيد عرفات
توافدت جموع حجاج بيت الله الحرام، صباح اليوم، إلى صعيد عرفات الطاهر لأداء ركن الحج الأعظم، في أجواء إيمانية مفعمة بالخشوع والسكينة. وقد شهدت الحركة المرورية انسيابية ومرونة، بفضل الجهود التي تبذلها القطاعات الأمنية السعودية لتنظيم حركة الحشود والحفاظ على أمنهم وسلامتهم. أدى الحجاج صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً في مسجد نمرة، اقتداءً بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ومع غروب شمس هذا اليوم، تبدأ جموع الحجيج نفرتها إلى مزدلفة، حيث يُصلّون فيها المغرب والعشاء ويبيتون حتى فجر اليوم التالي، تأسيًا بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم. تأتي هذه المناسك في ظل استعدادات وتجهيزات متكاملة وفرتها المملكة العربية السعودية، لضمان راحة وسلامة ضيوف الرحمن أثناء تأديتهم لمناسك الحج. تعليقات الفيس بوك


اليمن الآن
منذ 2 ساعات
- اليمن الآن
ضيوف الرحمن يتوافدون إلى صعيد عرفات لأداء ركن الحج الأعظم
المرسى- مكه المكرمة بدأ حجاج بيت الله الحرام مع إشراقة صباح هذا اليوم الخميس، التاسع من شهر ذي الحجة لعام 1446هـ بالتوجه إلى صعيد عرفات الطاهر مفعمين بأجواء إيمانية يغمرها الخشوع والسكينة، وتحفهم العناية الإلهية، ملبين متضرعين داعين الله عز وجل أن يمن عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة والعتق من النار. وواكبت قوافل ضيوف الرحمن إلى مشعر عرفات الطاهر متابعة أمنية مباشرة يقوم بها أفراد مختلف القطاعات الأمنية التي أحاطت طرق المركبات ودروب المشاة لتنظيمهم حسب خطط تصعيد وتفويج الحجيج إلى جانب إرشادهم وتأمين السلامة اللازمة لهم. وبجاهزية تامة لمختلف القطاعات الحكومية العاملة في خدمة الحجاج وفرت في مختلف أنحاء المشعر الخدمات الطبية والإسعافية والتموينية وما يحتاج إليه ضيوف الرحمن الذين قطعوا المسافات وتحملوا المشقة من أنحاء المعمورة؛ ليؤدوا الركن الخامس من أركان الإسلام حامدين العلي القدير على ما هداهم إليه. ورصدت وكالة الأنباء السعودية (واس) في المشاعر المقدسة عملية انتقال جموع الحجيج من منى إلى عرفات، حيث اتسمت الحركة المرورية بالانسيابية خلال تصعيد الحجيج. ويؤدي حجاج بيت الله الحرام بمشيئة الله تعالى اليوم صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا بأذان واحد وإقامتين في مسجد نمرة؛ اقتداءً بسنة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام القائل: (خذوا عني مناسككم). ومع غروب شمس هذا اليوم تبدأ جموع الحجيج نفرتها إلى مزدلفة، ويُصلّون فيها المغرب والعشاء، ويبيتون فيها حتى فجر غد العاشر من شهر ذي الحجة؛ تأسيًا بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث بات فيها وصلى الفجر.


وكالة الأنباء اليمنية
منذ 2 ساعات
- وكالة الأنباء اليمنية
رئيس مجلس الشورى يهنئ قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي بحلول عيد الأضحى المبارك
صنعاء - سبأ: هنأ رئيس مجلس الشورى محمد العيدروس، قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي وفخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، بحلول عيد الاضحى المبارك 1446هـ. وعبر رئيس مجلس الشورى باسمه ونيابة عن هيئة رئاسة وأعضاء المجلس وأمانته العامة عن أسمى آيات التهاني والتبريكات لقائد الثورة ورئيس وأعضاء المجلس السياسي الأعلى ورؤساء مجالس النواب والوزراء والقضاء الأعلى، وأبطال القوات المسلحة والأمن وكافة أبناء الشعب اليمني بهذه المناسبة الدينية الجليلة أعادها الله على الوطن والأمة العربية والإسلامية باليُمن والخير والبركات. وأعرب عن الفخر والاعتزاز بمواقف القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى الحكيمة والشجاعة وما مثلته من قدوة قرآنية وموقف مبدئي وراسخ أعاد للأمة عزتها وكرامتها ورسخ في وعي الأجيال روح الصمود والإباء في مواجهة الطغيان العالمي. ولفت العيدروس إلى تزامن هذه المناسبة الجليلة مع ما يواجهه الشعب اليمني والأمة من تحديات جسام تتقدمها جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة وسط صمت عالمي وتخاذل عربي رسمي، في الوقت الذي يواصل فيه الشعب اليمني الصامد أداء واجبه في نصرة فلسطين ومواجهة المشروع الصهيوني. وأكد أن مجلس الشورى يجدد العهد بدعم المواقف الرشيدة والثابتة للقيادة الثورية والسياسية وسيبذل قصارى جهده في أداء دوره الاستشاري وتعزيز توجهات الدولة في الإصلاح المؤسسي ومواكبة متطلبات المرحلة. وعبر رئيس مجلس الشورى، عن الفخر والاعتزاز بما حققته القوات المسلحة والأمن من إنجازات نوعية في مواجهة العدوان الأمريكي على الوطن، وكذا مواصلة إسناد ودعم الشعب الفلسطيني، مؤكدً أهمية مواصلة تعزيز الجهوزية واتخاذ كافة الاحتياطات لحماية مكتسبات الشعب اليمني من كيد الأعداء ومكرهم. وابتهل إلى الله العلي القدير أن يعيد هذه المناسبة الدينية الجليلة وقد تحقق للشعبين اليمني والفلسطيني النصر والفتح المبين.. مترحما على أرواح الشهداء الذين سطروا بدمائهم ملاحم العزة والكرامة، متمنياً الشفاء العاجل للجرحى والعودة للأسرى.