ولي العهد للشباب: أنتم فرسان الحلم الأردني
عمان - الدستور رعى سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، امس السبت، إطلاق فعاليات «منتدى تواصل 2025» في مجمع الملك الحسين للأعمال.وتطرق سمو ولي العهد في كلمة ألقاها خلال إطلاق فعاليات المنتدى، إلى أهمية التكنولوجيا ودورها في تجويد الخدمات، والارتقاء بمستوى التعليم والصحة، والإدارة العامة، وتوفير فرص عمل للشباب، ودعم الاقتصاد.وجاءت النسخة الثالثة من المنتدى لتكرس نهجا متجددا في الحوار الوطني، قائما على إشراك الشباب بصورة حقيقية في نقاشات شفافة وغير رسمية مع صناع القرار، وبحث مجالات حيوية تمس أولويات المجتمع والشباب.وشارك في المنتدى أكثر من ألف مشارك من مختلف محافظات المملكة، إلى جانب أكثر من 22 متحدثا ومحاورا من الخبراء والمختصين في القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني.وشمل المنتدى عقد ست جلسات حوارية ركزت على محوريّ التحول الاقتصادي والاستعداد للمستقبل.وتاليا النص الكامل لكلمة سمو ولي العهد: «بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله، والصلاة والسلام على النبي العربي الهاشمي الأمين..إخواني وأخواتي شباب الأردن وشاباته، يسعدني أن أكون معكم في هذا الملتقى الذي يمضي بثبات ليكون مساحة نقاش وتفاعل مثمر، بما تحملونه من آراء وأفكار يبنى عليها ويستثمر فيها لتحدث أثرا إيجابيا في قطاعات ذات أولوية تخدم الأردن ومستقبله.وما أحوجنا اليوم أكثر من أي وقت مضى للتواصل، في عالم مليء بالاستقطاب والقلق من القادم والجديد، عالم صارت فيه الانطباعات في كثير من الأحيان أقوى من الحقائق.لذا، فلقاؤنا اليوم، تذكير بأن نكون أقرب لبعضنا البعض، حوارا وإصغاء لنضيء مشاعل الثقة والأمل ونرى الخير في أردننا العزيز.إخواني وأخواتي، أود أن أبدأ حديثي بالتأكيد على ثوابت أردنية لا تتغير، ميزت دولتنا منذ تأسيسها، وظلت سمة ملازمة لشخصية الإنسان الأردني، هي المثابرة والإخلاص والتميز في كل شيء.وعلى هذه القاعدة، علينا أن ننطلق في كل حوار ونقاش وطني، فأنتم وأقرانكم في الأردن كله فرسان الحلم الأردني.وهو الحلم نفسه الذي نسعى إلى تحقيقه من خلال مواهبنا الفتية والتي لا بد أن نواصل تمكينها في امتلاك أدوات العصر، خاصة بعد إسهامات التكنولوجيا والتقنيات الحديثة في كل مجالات الحياة.ففي الاقتصادات المتقدمة، لم تعد القيمة تقاس فقط بما تنتجه المصانع، بل بما تنتجه العقول.وقد أدى استثمار هذه الدول في رأس المال البشري، والبحث والتطوير إلى بناء أنظمة اقتصادية قادرة على التجدد والابتكار كمحرك رئيسي للإنتاجية والتنافسية.وتأسيسا على ذلك، رأيت أن أتحدث معكم عن بعض الأولويات الوطنية والفرص التي يمكن اغتنامها بالاعتماد على التكنولوجيا وتقنيات المستقبل.وأدعوكم ومن عنوان هذا الملتقى وأهدافه، أن تفكروا بشكل الأردن بعد عقد أو عقدين، كيف سيكون؟! كيف ستستطيع التكنولوجيا أن تقدم حلولا لندرة المياه والموارد، للبيئة وحمايتها، للنقل، لمستقبل المدن والخدمات، للتعليم والصحة، لخدمة الإنسان الأردني والتسهيل عليه.أن تفكروا بمستقبل الفرص والمهن، كيف ستكون التكنولوجيا وسيلة فاعلة لصناعات ثقافية وإبداعية تحتفي بإرثنا الكبير وتراثنا الفريد وتاريخنا المتجذر، وتتبدى إنتاجات معرفية أردنية عالمية، تستند إلى لغتنا وعاداتنا وتنوع مجتمعنا وثراء هويتنا الوطنية الأردنية.وعلينا ألا نستغرق طويلا في مناقشة الأفكار، فبناء المستقبل يبدأ اليوم، ويجب أن تأخذ الأفكار مداها في التجريب والتطبيق والتطوير والتنفيذ.ومن المهم أيضا أن ندرك أن المساعي نحو التنمية وزيادة الفرص أمام الجميع ليست غاية اقتصادية فحسب، بل هي ضرورة لوطن آمن ومستقر.فحين تتاح للإنسان وسائل الارتقاء بواقعه وتحسين معيشته، ينشأ مجتمع قوي منيع، متماسك البنيان، تتعزز فيه الثقة والانتماء وتزداد جبهته الداخلية صلابة وقوة بتكاتف أبنائه.الحضور الكريم، دعوني أشارككم رؤى واقعية لما أراه ممكنا في أردن المستقبل وعلى المدى القريب، وهو النهج الذي اتبعته دول جعلت من تكنولوجيا المستقبل أولوية وطنية: أرى مواطنا يراجع مركزا صحيا لا يتوافر فيه اختصاص معين، فيتمكن من التواصل مع طبيب مختص عن بعد دون عناء السفر.وأرى غير ذلك..طالبة في مدرسة تستخدم مساعدا افتراضيا مدعوما بالذكاء الاصطناعي، يجيب عن استفساراتها، ويشرح الدروس بطريقة تتناسب مع مستواها، هكذا نظام لا يفيد الطلبة وحدهم، بل يعزز من كفاءة المعلمين، ويتيح لهم دعم الطلاب الذين يواجهون صعوبات في التعلم.وأرى الحكومة أيضا، تستخدم بشكل آمن تقنيات الذكاء الاصطناعي في معالجة البيانات السكانية والاقتصادية والصحية وتسخرها أداة أساسية في اتخاذ القرارات وتعزيز الشفافية والتنبؤ بالمخاطر.أرى في المستقبل القريب طائرات من دون طيار، تنقل مواد طبية عاجلة، أو تراقب شبكات المياه والكهرباء لحمايتها، أو تستخدم في الزراعة، وتكون هذه «الدرونات» من صناعة شركات أردنية.وهذه كلها رؤى واقعية، ممكنة التحقيق، وعلينا أن نسارع في تنفيذها.إخواني وأخواتي، لقد أثبت الإنسان الأردني دوما قدرته على الابتكار والإنجاز، وهو ما نراه جليا في قصص ملهمة على الأصعدة كافة داخل الأردن وخارجه، بعد أن قدم أصحابها حلولا عملية تسهم في خدمة المجتمع الإنساني.وهذا ليس مدعاة لمدح الذات والشعور بالرضى...فعلينا أن نصارح أنفسنا وأن نشير إلى مواقع التقصير والضعف، وأن نعوض سنوات أضاعها التردد والمماطلة في التنفيذ.والمهم ألا نكون مجرد مستهلكين للتكنولوجيا، بل أن نكون روادا في صناعتها، ومؤثرين في رسم مساراتها.الحضور الكريم، واليوم لدينا مجلس لتكنولوجيا المستقبل ونأمل أن يقدم المجلس نماذج ملهمة للمؤسسات العامة لتكريس ثقافة جديدة في التفكير وتغيير أسلوب العمل للنهوض بكفاءة الخدمات، وتنفيذ المشاريع النوعية التي تنهض بالاقتصاد الوطني.خيارنا هو أن يكون الأردن منصة فعالة لتصدير الحلول الذكية، وأن نتكامل مع الدول العربية الشقيقة في هذه الجهود خدمة لمصالحنا المشتركة.بلدنا المستقر المنيع، وطاقاتنا البشرية الهائلة، كلها تؤهلنا للعب دور ريادي في المنطقة.وإذا كانت المعرفة قوة، فإن الأفكار الخلاقة ثروة، ومواكبة العصر والتفكير في المستقبل حاجة وضرورة..وتأكدوا دوما أن العقول النيرة، هي التي تبني الأوطان وتعزز البنيان، وتصنع الفارق الذي نريد.حفظكم الله لكل خير وأشكركم على حسن الإصغاء وأتمنى لكم التوفيق».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سرايا الإخبارية
منذ ساعة واحدة
- سرايا الإخبارية
ما حكم ذبح الأضاحي خارج بلد المضحي؟ .. الإفتاء الأردنية تُجيب
سرايا - رصد - ردت دائرة الإفتاء العام الأردنية على سؤال ورد اليها، يتعلق بحكم ذبح الأضاحي خارج بلد المضحي؟. وكان نص السؤال الذي أجابت عنه دائرة الإفتاء العام،سرايا، كالتالي" نود أن نقوم بمشروع ذبح الأضاحي نيابة عن المواطنين المسلمين في الأردن الذين يودون ذبح أضحية صباح العيد، وذلك بسعر يتلائم مع الوضع الاقتصادي للناس، على أن يتم الذبح في أول أربعة أيام من عيد الأضحى خارج الأردن، وعلى أن يتم تسليم الأضحية مجمدة لصاحبها، أو الجمعيات الخيرية المرخصة، خلال (45) يومًا من تاريخ ذبح الذبيحة، وتسلم كاملة بدون الرأس والأطراف والجلد. ما الحكم الشرعي في ذلك، جائز أم غير جائز؟". وأضافت، أنه لا مانع من ذبح الأضاحي نيابة عن أصحابها في غير بلد المضحي، إذا روعيت فيها الشروط الشرعية، من حيث السن، والوقت، وغيرهما. وأردفت، أن تأخير توزيعها على المستحقين لا مانع منه، ولا بد أن يوزع منها على الفقراء، فقد قال الله تعالى: (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) الحج/ 36. وبينت، سرايا، أن ذبحها خارج المملكة الأردنية الهاشمية يحقق مصلحة للفقراء بزيادة عدد الأضاحي، ومصلحة للمضحي من حيث رخص سعر الأضاحي. والله تعالى أعلم، وهو الهادي إلى سواء السبيل.


سواليف احمد الزعبي
منذ 2 ساعات
- سواليف احمد الزعبي
قيام دراسات علمية للشخصية والهوية الاردنية ضرورة مُلحة لنا ولوحدتنا الوطنية..؟
قيام #دراسات_علمية للشخصية و #الهوية_الاردنية ضرورة مُلحة لنا ولوحدتنا الوطنية..؟. ا.د #حسين_طه_محادين* (1) 'تتأثر طبائع الناس بجغرافية اماكنهم-العلامة ابن خلدون'. (2) الاردنيون من مختلف الأصول والمنابت في مجتمعنا الاردني -مثار إعتزاز بالتاكيد- وكما وصفونا جلالة الملك الراحل الحسين رحمه الله.. وبالتالي التساؤل الماثل امامنا هو…هل لدينا دراسات علمية عن بنيتنا الشخصية المشتركة والهوية الجامعة لنا كأردنيين..وأن وجدت اين هي، ثم اليست ضرورة توعوية ومؤججة لإحساسنا الجمعي كاردنيين مثلما هي مهمة بذات الوقت لصناع القرار والاحزاب ومؤسسات المجتمع المدني والدارسين في مختلف حقول العلوم الانسانية بشكل أبرز.. لماذا ملحة كما اجتهد لان وجود مثل هذه الدراسات العلمية كفيلة بان تمنع التطرف او حتى شطط البعض من الاردنيين/ات، سواء المغالين /المتزمتون في اردنيتهم، ام المؤمنين ايدلوجيا وسياسية بأن الاردن الوطن محطة عبور مرحلية نحو أممية افكارهم'الاسلامية او الماركسية معا'. (3) لا اعتقد وباجتهادي؛ أن هناك إنتماءً وطنيا متجذرا لأي هوية انسانية جامعة كالهوية الاردنية شعبا ووطن وشهداء، يمكن ان تكون متوازنة من حيث واقع الاندماج الوجداني والسكاني والحضاري المطمئن تحت مظلة الدستور والقوانيين الضابطة لقيم المواطنة التي نتفيأ ظلالها، اذا لم نتحاور ونكتب صادقين عن ذاتنا الوطنية وبروح المسؤولية والايمان بالوطن قيادته وفرائده وعن مراحل تشكل بنيته السياسية والحياتية والاشمل عبر الاجيال، لان هذه هي الطريقة العلمية والفكرية الهادئة الملحة التي بوسعها ان تصنع من حواراتنا الناضجة كأردنيين بمختلف اصولنا التاريخية كشركاء فعليين في عناوين الانجازات ووحدة المصير والتحديث معا بحيث نجعل من هذه الكتابات الوازنة المرجو انجازها كونها مدعمات علمية الحضور والتبني للارتقاء بهويتنا الحياتية والفكرية السياسية افرادا ومؤسسات في مجتمعنا الاردني الحبيب في عالم اصبح بحجم هاتف خلوي في كف اي منا؛ وأن لم توجد مثل هذه الدراسات -بحدود اطلاعي – فالتساؤل الابرز هنا ؛ بماذا يمكن ان نفسر هذا الغياب، وبماذا نختلف نحن عن اخوتنا في المجتمعات العربية الاخرى الذين اقاموا مثل هذه النوع من الدراسات العلمية المتخصصة خصوصا ان لدينا من الحضور والانجازات ما نتحدث عنه على شتى الصُعد بكل فخر واعتزاز، ثم ما هي الصعوبات التي تحول دون ان يقوم المختصون في العلوم الإنسانية سواء في الجامعات او مراكز الابحاث بمثل هذه الدراسات التي تفقر لها للاسف مكتبتنا الحياتية والوطنية معا..ثم ما طبيعة الخوف او الاهمال القابع بدواخلنا -أكاديميين وسياسين- الذي حال ومازال بدوره ان نُنصف ونُشهر انفسنا بتنوعنا السكاني ومنجزاتنا وحضورنا الواضح على الصعيد الدولي ايضا بفضل قيادتنا الهاشمية ونوعية رأسمالنا الاجتماعي-الانسان الاردني- عبر الاجيال، ونحن نعيش بكل ايمان وثقة في دولة ولجت القرن الثاني من عمرها المديد بعون الله ،رغم انها تعيش في وسط اقليم وعالم مضطرب منذ نشأتها الحديثة كدولة مطلع عشرينيات القرن الماضي..؟. (4) اخيرا…هذه دعوة لاقامة مؤتمر علمي وليس سياسي بين اكاديميين متخصصين وقادة رأي متنورين واعلاميين وازنيين للشروع في دراسة كل من بنية الشخصية والبناء الاجتماعي للاردنيبن كمتطلب اساس لإظهار واشهار السمات المميزة للهوية الاردنية وجلها اساس في قوتنا ضمن الحوار الحضارية البشري في هذا الجزء من الوطن العربي الإسلامي بحضوره الانساني عبر قروون ..فهل نحن فاعلون..؟. قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن.


جهينة نيوز
منذ 2 ساعات
- جهينة نيوز
الهاشميون من بشارة السماء إلى شرف الإمامة والقيادة
تاريخ النشر : 2025-06-02 - 01:53 am محمد نمر العوايشة منذ اللحظة التي نُقل فيها عبد المطلب بن هاشم إلى قصر الملك سيف بن ذي يزن، حمل التاريخ بين سطوره بشارة عظيمة، لم تكن مجرد نبوءة عابرة، بل شهادة ملكية من رجلٍ أدرك في كتب الأوائل وأسرار الملوك ما لم يدركه غيره. في مشهد مشبعٍ بالهيبة والمهابة، وقف سيف بن ذي يزن، ملك اليمن المنتصر على الأحباش، مستقبلًا وفود العرب، ليخصّ عبد المطلب بكشفٍ رباني عن مولودٍ تهامي، سيكون له من الأمر شأن، اسمه محمد، ويُبعث جهارًا ليطهر الأرض من رجس الشرك، ويقيم العدل، ويُبطل المنكر، وينير دروب البشرية. لم تكن تلك البشارة سوى أول لبنةٍ في صرحٍ هاشمي نبوي، امتد أثره من غار حراء إلى ساحات الكفاح، ومن المدينة المنورة إلى ممالك العدل والمروءة، ومن بطحاء مكة إلى جبال الشام، يحمل في كل زمان قيم الرسالة، وثبات المبدأ، ونبل الغاية. لقد صدق سيف بن ذي يزن، حين قال لعبد المطلب: "إنه لك، غير ذي كذب'، فكان محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، هو خاتم الأنبياء والمرسلين، ومن نسله الشريف وُلدت أعمدة المجد: الفرسان، والقادة، والسادة، والملوك. إن من يقرأ بشارة سيف بن ذي يزن لا يمكنه إلا أن يربطها بحلقة ذهبية متصلة من الرجال الهاشميين الذين حملوا لواء النبوة في السياسة والقيادة. لم يكن الهاشميون يوماً طلاب سلطةٍ أو ساعين إلى ملكٍ دنيوي، بل كانوا دومًا حراسًا على المبادئ، نُصرةً للحق، وانحيازًا للإنسان، وعدلاً في الحكم، ورحمة في القوة، وفروسية في الكلمة والسيف معًا. كيف يشكك أحدٌ في نسبٍ أقر به الملوك قبل العلماء؟ كيف يطعن في هاشمية القيادة من يحمل بين جنبيه عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويحمل بين راحتيه رسالة محمدية في خدمة الأمة، لم تفتر يومًا، ولم تتأخر ساعةً عن أداء الواجب. لقد توارث بنو هاشم ذلك المجد جيلاً بعد جيل، من الحسين السبط، شهيد كربلاء، إلى عبدالله بن الحسين، شريف مكة، إلى ملوك الأردن الذين أعادوا للهاشمية الحديثة رونقها: من المؤسس عبد الله الأول، الذي ارتقى شهيداً على أعتاب المسجد الأقصى، إلى طلال بن عبدالله، رجل الدستور والعدالة، إلى الحسين بن طلال، باني الأردن الحديث، ثم إلى جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، قائدٌ حمل الرسالة بحكمة وفروسية، وتصدّر المحافل بشجاعة، فلم يُهادن في حق، ولم يساوم في قضية، بل جعل من القدس أمانةً لا تُنسى، ومن فلسطين شرفاً لا يُساوَم عليه. ومعه يسير ولي عهده، سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، شابٌ هاشميٌ في ريعان العطاء، يحمل من نور النبي بصيرةً، ومن سيرة أجداده عزيمةً، ومن إرث الهاشميين حضورًا عربيًا ودوليًا يعيد للأردن دوره ومكانته بين الأمم. فحاشى وكلا أن تكون سلالة رسول الله إلا سلالة عز ومروءة، رجالها منابر للحق، وسيوفهم لا تُشهر إلا في وجه الظلم، لم يتاجروا بالدين، ولم يخونوا العهد، ولم يبدلوا تبديلاً، بل ظلوا على عهد عبد المطلب، وجدهم محمد عليه الصلاة والسلام، الذين قال عنهم سيف بن ذي يزن: "إنكم أهل الليل والنهار، ولكم الكرامة ما أقمتم، والحباء إذا ظعنتم'. لقد شهد التاريخ أن الملوك حين يكرمون وفدًا، يكرمونه بمال ومتاع، لكن سيف بن ذي يزن أكرم عبد المطلب بالبشارة، بالوعد، بالكشف الرباني. واليوم، يستمر الوعد، ويُحفظ الذكر، وتبقى رسالة بني هاشم رايةً بيضاء، فوق هامات الأمم، لا تُدنسها أكاذيب المرجفين، ولا تُعكرها أباطيل الحاسدين. إن من يشكك في الهاشميين، إنما يشكك في من اختارهم الله لحمل الرسالة، ويغفل عن سيرةٍ كُتبت بمداد الشرف، وسُطّرت في الصحف والقلوب، وشهد لها الخصوم قبل الأصدقاء. وإن الله لا يرضى لعباده إلا أن يُنصفوا، ويعرفوا للناس أقدارهم، وما أكرم الله أحدًا كما أكرم آل بيت نبيه، وما حفظ نسلًا كما حفظ نسل محمد، وما أدام ملكًا كما دام ملك بني هاشم، كرامةً لجدهم، ورحمةً لأمته. وها نحن اليوم، في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، وولي عهده الأمين، نشهد استمرار الرسالة، من خطابٍ في الأمم المتحدة ينطق بالحق، إلى مبادراتٍ إنسانية تطال الشرق والغرب، إلى مواقف تاريخية ثابتة لا تهتز رغم الرياح. إنها الهاشمية كما كانت في قصر غمدان، لا تركن للمال، بل ترنو إلى الشرف الذي "يبقى لي ولعقبي ذكره وفخره' كما قال عبد المطلب. فلتحفظ يا الله بني هاشم، ولتحفظ ملكهم الذي هو من نور نبيك، ولتدِم عليهم نعمة القيادة التي تنير للأمة طريقها، وتصدح باسم الحق في زمن الصمت. تابعو جهينة نيوز على