
بالناس المسرة.. الكنيسة تحتفل بعيد الصعود المجيد: عندما ارتفعت الأرض إلى السماء
في تصريحات لـ"البوابة نيوز": القس صموئيل جمال: عيد الصعود يُعلن تمجيد المسيح ويُمهّد لحلول الروح القدس.
القس رفعت فكري: صعود المسيح حدث كتابي لا اجتهاد فيه، والروح القدس هو حضور الله الحي في الكنيسة.
أبونا كرياكوس: الصعود هو ارتقاء من الأرض إلى السماء بالتوبة والخدمة.
في ختام أربعين يومًا من الفرح الروحي الذي يعيشه المؤمنون بعد قيامة السيد المسيح من بين الأموات، تأتي الكنيسة لتحتفل بواحد من أعمق الأعياد المسيحية معنى وأغناها روحًا: عيد الصعود المجيد.
إنه العيد الذي تُرفع فيه العيون والقلوب معًا نحو السماء، ليس فقط لإحياء ذكرى صعود المسيح بالجسد، بل لتأكيد الرجاء الثابت في أن 'حيث يكون الرأس، هناك يكون الجسد أيضًا'.
هذا العيد، الذي يسبق عيد العنصرة بعشرة أيام، لا يعد مجرد حدث تاريخي مضى، بل هو إعلان لمرحلة جديدة في العلاقة بين السماء والأرض، وبين الله والإنسان، فيه يعلن تمام عمل الفداء، حين صعد المسيح إلى السماوات، وجلس عن يمين الآب، كما تعلن الليتورجيا الكنسية وكما نردد في قانون الإيمان يوميًا.
ورغم أن مشهد الصعود يبدو في الظاهر وكأنه لحظة وداع، إلا أن الكنيسة تراه لحظة امتلاء، فيها يكتمل الظهور الإلهي وفقًا للعقيدة المسيحية، وتبدأ مرحلة حضور المسيح بطريقة جديدة، غير مرئية، من خلال الروح القدس العامل في الكنيسة والمؤمنين.
ما بين الكلمات القليلة التي وردت في الإنجيل، وبين التأملات الغنية التي نسجها آباء الكنيسة، يظل عيد الصعود محطة روحية تستحق الوقوف عندها.
فهو لا يخص الرهبان وحدهم، ولا اللاهوتيين فقط، بل يمسّ كل إنسان يفتّش عن معنى الحياة، ويدرك أن الغاية ليست هنا، بل هناك، حيث ارتفع المسيح ممجدًا، ودعانا أن نتبعه.
في هذا التقرير، نسلّط الضوء على الحدث، ورمزيته، ومكانته في الطقس والعقيدة، بالإضافة إلى رؤى كنسية وروحية حول كيف نعيش عيد الصعود اليوم، لا كمجرد ذكرى، بل كحقيقة نؤمن بها وننتظر اكتمالها.
تتحدث النصوص الكتابية، في إنجيل لوقا وسفر أعمال الرسل، عن لحظة مهيبة صعد فيها المسيح إلى السماء وهو يبارك تلاميذه، وبينما كانوا ينظرون، ارتفع عنهم وأخذته سحابة عن أعينهم.
هذا المشهد، الذي يبدو وكأنه وداع، تحوّل في الإيمان المسيحي إلى وعد وطمأنينة، إذ قال الملاكان للتلاميذ: «إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء، سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقًا إلى السماء».
تمتد الفترة من عيد القيامة إلى عيد الصعود لأربعين يومًا، ظهر فيها السيد المسيح لتلاميذه أكثر من مرة، ليؤكد لهم حقيقة قيامته، ويهيئهم للمرحلة المقبلة من الرسالة.
ويحمل الرقم أربعين دلالة رمزية في الكتاب المقدس، فهو مرتبط دائمًا بفترات الاستعداد والامتحان، مثل صوم المسيح في البرية، أو سير شعب إسرائيل في البرية أربعين سنة.
طقوس العيد وألحانه
يُصلى في هذا العيد بالطقس الفرح، وتُرتل فيه ألحان القيامة، إذ يستمر الاحتفال بفترة 'الخماسين المقدسة' (خمسين يومًا من القيامة وحتى العنصرة)، ولا يُصام فيه، ولا تُقام مطانيات.
كما تُزين الكنائس بأيقونات تمثل مشهد الصعود، حيث يرتفع المسيح محاطًا بالسحب والتلاميذ يراقبونه بإيمان وخشوع.
عيد الصعود ليس فقط ذكرى لحدث تاريخي، بل هو رسالة روحية تعلّمنا أن المسيح لم يتركنا وحيدين، بل صعد ليجلس عن يمين الآب، ويمدّنا بقوته الروحية من خلال الروح القدس.
هو دعوة لأن نرفع قلوبنا وأفكارنا إلى السماء، ونتذكّر أن حياتنا الحقيقية ليست في الأرض، بل في الموطن الأبدي الذي أعدّه لنا.
يرى الكتاب المقدس في الرقم أربعين عددًا ذا معنى رمزي عميق، فهو يدل على فترة اختبار، تهيئة، وتجهيز، المسيح صام أربعين يومًا في البرية، وشعب إسرائيل قضى أربعين سنة في الصحراء.
وخلال الأربعين يومًا بعد القيامة، ظهر المسيح لتلاميذه عدة مرات، ليطمئنهم ويقوّي إيمانهم قبل أن يصعد إلى السماء.
بعد الصعود يبدأ المؤمنون فترة انتظار مدتها عشرة أيام، تمهيدًا لعيد العنصرة، حيث يحل الروح القدس على الكنيسة.
هذه الأيام تمثل فترة صلاة وترقّب للنعمة الجديدة التي تأتي مع حلول الروح القدس، والتي تمكّن الكنيسة من أداء رسالتها في العالم.
قال القس صموئيل جمال، كاهن كنيسة السيدة العذراء والثلاث مقارات بنزلة عبيد، في تصريحات خاصة لـ'البوابة نيوز'، إن عيد صعود السيد المسيح يحمل أبعادًا لاهوتية وروحية عميقة، لا تقتصر على انتقال المسيح بالجسد إلى السماء، بل تعلن بدء مرحلة جديدة في علاقة الله بالإنسان.
وأوضح أن صعود المسيح سبق حلول الروح القدس ليتمجّد أولًا، ويتحوّل حضوره من خارجي 'معنا' إلى داخلي 'فينا'، من خلال الروح القدس الذي حلّ على الكنيسة في يوم الخمسين.
وأضاف أن المسيح، قبل صعوده، أوصى تلاميذه بالتبشير لجميع الأمم، ووعد أن يكون معهم إلى انقضاء الدهر، لافتًا إلى أن الصعود مهّد لبدء عمل الكنيسة المستمر، بقيادة الروح القدس عبر العصور.
وأشار القس صموئيل إلى أن الصعود يتضمن أيضًا إعلانًا واضحًا عن المجيء الثاني، إذ أكدت الملائكة أن المسيح سيعود كما صعد، وهو ما يُشكّل أساس رجاء الكنيسة وانتظارها الدائم.
وحول الطقس الكنسي للعيد، أوضح أن الكنيسة تُصلي صلوات الساعة الثالثة والسادسة، ويُقدَّم الحمل، كما يُقال مرد خاص بالإبركسيس حتى عيد العنصرة، مشيرًا إلى أن قراءات العيد تُبرز معاني التبنّي والمجد الذي يناله المؤمنون كأبناء لله.
قال القس رفعت فكري، الأمين العام المشارك بمجلس كنائس الشرق الأوسط ورئيس لجنة الحوار بالكنيسة الإنجيلية، في تصريحات خاصة لـ'البوابة نيوز'، إن الكنيسة تحتفل بعيد صعود السيد المسيح إلى السماء بعد أربعين يومًا من قيامته، وهو أمر مؤسس على نصوص الكتاب المقدس، وليس مجرد تقليد أو اجتهاد كنسي.
وأوضح أن الكتاب المقدس، في إنجيل لوقا (24: 50-53) وسفر أعمال الرسل (1: 3-11)، يذكر بوضوح أن المسيح، بعد قيامته، ظل يظهر لتلاميذه على مدى أربعين يومًا، يتحدث إليهم عن الأمور المختصة بملكوت الله، ويوجههم، ويعدهم بمجيء الروح القدس، ثم صعد إلى السماء أمامهم، وهم ينظرون.
وأشار إلى أن الرقم أربعين له دلالة متكررة ومهمة في الكتاب المقدس، قائلًا: 'نجد هذا الرقم في محطات فاصلة، فمثلًا السيد المسيح نفسه صام أربعين يومًا قبل أن يبدأ خدمته العلنية، ويقول الكتاب: (ولما صام أربعين يومًا وأربعين ليلة جاع أخيرًا)، ما يشير إلى فترة إعداد واكتمال واستعلان'.
وأكد القس رفعت أن المسيح، قبل صعوده، وعد تلاميذه قائلًا: 'أنتم ستحصلون على قوة متى حلّ الروح القدس عليكم'، وهو ما تحقق يوم الخمسين، حين حلّ الروح القدس بقوة على التلاميذ، وبدأت الكنيسة رسالتها العلنية بالكرازة والشهادة للمسيح، مضيفًا: 'نرى بطرس، في أول وعظة له بعد حلول الروح القدس، يربح ثلاثة آلاف نفس في يوم واحد، بحسب ما ورد في سفر الأعمال'.
وأضاف أن الإيمان المسيحي يؤمن بإله واحد مثلث الأقانيم، الآب والابن والروح القدس، والروح القدس هو حضور الله الحي، الذي يسكن في الكنيسة وفي قلب كل مؤمن حقيقي، قائلًا: 'نحن لا نعبد إلها بعيدًا، بل نؤمن بحضور الله فينا، وهذا ما يمنح الإيمان المسيحي بعده الحي والمُحيي'.
وتابع: 'الروح القدس هو الذي يقود الكنيسة، وهو الذي يعطي الكرازة قوتها، ويمنح المؤمنين التعزية، والإرشاد، والشهادة. هو المعلم الداخلي الذي يعمل فينا ويُثمر حياة جديدة في كل من يفتح قلبه للمسيح'.
واختتم القس رفعت حديثه بالتأكيد على أن عيد الصعود لا يعني غياب المسيح، بل يُعلن انتقال حضوره من الزمان والمكان المحدود إلى الوجود الروحي غير المحدود، حيث يكون حاضرًا دائمًا في كنيسته، وفي كل من يؤمن به.
قال القس كرياكوس، كاهن كنيسة العذراء ومارمرقس بفيصل، في تصريح خاص لـ'البوابة نيوز'، إن الصعود يعني أن يرتفع الإنسان من مكان إلى مكان أفضل وأعلى، كما جاء في الكتاب المقدس: 'رُفِع في المجد' (1تي 3:16).
وأوضح أن المعنى الروحي للصعود لا يقتصر فقط على الحادثة التاريخية، بل يمتد لحياة كل إنسان يتعب ويتقبل الآلام بفرح، ويعيش في شكر دائم، ويثابر في الصلاة والتسبيح والصوم، ويخدم الآخرين، ويعطي، ويتوب، ويحتمل، ويغفر… فبذلك يصعد من المستوى الأرضي المادي إلى المستوى الروحي السماوي، أي 'انطلاق الروح'.
وأشار إلى أنه يمكن لكل إنسان أن يعيش عيد الصعود من خلال صعود قلبه وفكره نحو السماء، مؤكدًا أن النظر إلى المسيح الصاعد يجعل حياة المؤمن صعودًا مستمرًا، وأن التوبة اليومية تصعد الإنسان من الأعماق إلى السماء.
واختتم قائلًا إن الصعود يدعونا لترك كل ما هو أرضي وزمني، لنتمسك بما هو سماوي وأبدي
عيد الصعود هو دعوة مستمرة لنا جميعًا أن نعيش على أمل الرجوع إلى السماء، وأن نرفع قلوبنا فوق كل ما يشغلنا على الأرض.
إنه تذكير بأن الحياة ليست محصورة في الدنيا، بل هناك وعد بحياة أبدية مع المسيح الذي صعد ليعد لنا مكانًا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة نيوز
منذ 25 دقائق
- وكالة نيوز
خاص – ما هو الدور الذي لعبه الإمام الجواد 'ع' في ترسيخ مبادئ الاجتهاد والرد على الشبهات؟
خاص شفقنا-بيروت- شكّلت حياة الإمام محمد الجواد (ع) محطة مفصلية في مسار الإمامة، رغم قِصر عمره الشريف، فقد واجه تحديات فكرية وعقائدية كبرى، وأدى دورًا أساسيًا في ترسيخ مبادئ الاجتهاد والرد على الشبهات، ما جعله هدفًا للسلطة العباسية التي رأت في مواقفه تهديدًا لشرعيتها ووجودها. وفي هذا السياق قال الشيخ علي بحسون في حديث خاص لوكالة 'شفقنا' أنّه 'لا شك في أن العلوم التي كانت في صدور أهل البيت عليهم السلام كلها، تعود إلى العلم الذي أوحي به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله من قبل الله سبحانه وتعالى، واستقر في صدره الشريف، ونحن نؤمن بذلك لأن حجة الله، ومن جميع الجهات، ولا بد أن تحتوي على العلوم كافة التي يحتاجها البشر، بحيث لا يكون في عالم الوجود أحد أعلم من حجة الله وأفقه منه، ومن أجل أن تكون حجة الله بالغة في كل العصور، فلا بد من إثبات الحجية للإمام المعصوم من الناحية العلمية، وهذه الناحية هي التي تضمن ترسيخ مفاهيم التوحيد والنبوة، لأن دور الإمامة يتمثل في تثبيت أركان التوحيد والنبوة'. انتشار المسائل الكلامية وأضاف: 'في زمن الإمام الجواد عليه السلام، انتشرت المسائل الكلامية، واحتدّ الخلاف بين المسلمين حول قضية 'كلام الله' تعالى، هل هو حادث أم قديم؟ فانقسم المسلمون إلى فرقتين، والمقصود بكلام الله هنا هو القرآن الكريم، فذهبت طوائف غير الشيعة الإمامية إلى القول بأنه قديم، في حين ذهب الشيعة الإمامية إلى القول بأنه حادث، ومن هنا نشأ علم الكلام، لأن معظم المسائل العقائدية انطلقت من هذه الإشكالية المعقّدة التي ظهرت في خلافة بني العباس'، مشيرًا إلى أنّ الإمام الجواد 'ع' قد تصدى 'للدفاع المستمر عن الحق، الذي يتمثل بأهل البيت عليهم السلام، وهو الاتجاه الذي يجب على المسلمين أن يتبعوه، ففي تلك الفترة، كان بعض العلماء يحاولون إثبات صحة ما لديهم من أفكار بأدلة لا تستند إلى القرآن الكريم أو إلى السنة النبوية المتواترة، وهنا وقف الإمام الجواد عليه السلام موقفًا حاسمًا، ليردّ تلك الآراء، حتى لا تستقر في نفوس المسلمين وتتغير عقيدتهم'. وتابع الشيخ بحسون: 'الإسلام، كما حصل مع الرسالات السماوية السابقة، تعرّض لهجمة شرسة من أعدائه، لكن الإسلام كونه خاتمة الرسالات، أراد الله سبحانه وتعالى أن يحفظه، فكان حفظه بأهل البيت عليهم السلام'، لافتًا إلى أنّ 'المقصود بالاجتهاد في هذا السياق، ليس الاجتهاد الفقهي فحسب، وإن كان الإمام الجواد عليه السلام قد دافع عن فقه رسول الله صلى الله عليه وآله وشريعته، إلا أن الخطر الأكبر كان في الاجتهاد المرتبط بأصول الدين من الناحية العقدية'. وقال: 'لهذا، فإن الشيعة الإمامية يرون أنه لا يجوز التقليد في أصول الدين، وإنما يجوز فقط في فروع الدين، لأن أصول الدين لا تُبنى إلا على العلم واليقين. وهذا ما واجهه الإمام الجواد عليه السلام في زمن العباسيين، حيث ظهرت مدارس متعددة سببها الاجتهاد في أصول الدين، فكان موقف الإمام الجواد حاسمًا في بيان أن أصول الدين لا تخضع لآراء الناس، ولا لاجتهاداتهم، ولا لما تحمله من نزعات غرائزية أو عصبيات مذهبية'، مشيرًا إلى أن دوره كان 'أن يوضح أن الدين لا يمكن أن يُبنى على مقاييس بشرية ورؤى فردية، بل لا بد من الإيمان بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله، وبما يحمله الأئمة من علوم، لأن علمهم هو امتداد لعلم رسول الله صلى الله عليه وآله بلا فرق'. وأردف الشيخ بحسون: 'فكما أن رسول الله كان حجة بين الله وعباده، فإن الأئمة عليهم السلام لهم نفس الدور، في نشر الدين والعلم بكافة أبعاده، فهم نور واحد، وعصمتهم واحدة، وحجّتهم واحدة، وإن تفاوتت المراتب بين رسول الله صلى الله عليه وآله وبين الأئمة، إلا أنهم جميعًا حجج الله على الخلق، وقد كان الإمام الجواد عليه السلام يجلس في المجالس التي يعقدها المأمون وغيره من خلفاء بني العباس، ليردّ على العلماء ويبيّن أن ما يحمله من علم هو نفسه ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله'. استهداف الإمام من قبل السلطة وفي معرض الإجابة عن سبب استهداف الإمام 'ع' من قبل السلطة قال الشيخ بحسون إنّه 'في الحقيقة، جميع الأئمة عليهم السلام كانوا مستهدفين من قبل السلطات الحاكمة آنذاك، فقد كان أمير المؤمنين عليه السلام مستهدفًا من السلطة التي تأسست في سقيفة بني ساعدة، وقد واجهها وأثبت الحق بكل جوانبه، وكذلك الإمام الحسن والإمام الحسين عليهما السلام، حتى وصلت المسألة إلى الإمام الجواد عليه السلام'، لافتًا إلى أنّه 'عندما اشتدّ النزاع بين بني العباس وبني هاشم، لم يكن الصراع سياسيًا فحسب، بل كان صراعًا على السلطة الدينية، التي ثبتت بالنص لأهل البيت عليهم السلام، وبعد أن قضى العباسيون على بني أمية، لم يبقَ أمامهم إلا أهل البيت، الذين إذا ما توجه الناس إليهم وتعرّفوا إلى علومهم وقدراتهم الفريدة، فلن يُقبل الناس على بني العباس'. وأضاف: 'كان الإمام الجواد عليه السلام يشكل عائقًا حقيقيًا أمام تثبيت سلطة العباسيين، ولذلك استهدفته السلطة العباسية، وكان الإمام عليه السلام على يقين بذلك، وعلم أنه سيُقتل، وهو من الأئمة الذين استشهدوا في سن مبكرة، فقد تسلّم الإمامة وهو في سن السابعة تقريبًا، وهذا دليل على أنه حجة الله، لأنه من غير المعقول أن يتصدى طفل عادي لمسؤولية حفظ الدين، فوجود الإمام شرط أساسي لحفظ الشريعة، فالإمام الجواد عليه السلام كان مؤهلاً منذ ولادته ليكون حجة الله، وقد قضى حياته مدافعًا عن دين جده صلى الله عليه وآله، ونحن، كشيعة إمامية، نُعرف في التاريخ بمواجهة الظلم في جميع مراحله، لأن ما جاء به أهل البيت عليهم السلام متّصل بالقرآن الكريم، والقرآن يحذر من الركون إلى الظالمين، كما في قوله تعالى: 'ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار'، فالركون إلى الظالمين، أو الرضا بظلمهم، هو من الكبائر، ورغم ما فعله العباسيون بالإمام الجواد عليه السلام، إلا أنه لم يرضَ أن يسكت على الظلم، حتى لا يُفهم أن الإمام قد أقرّ بوجود الظالم أو بمشروعية سلطتهم'. وختم الشيخ بحسون: 'لقد كان دائمًا، حتى في أضعف الظروف، يعبّر عن موقفه الواضح، ويرفض كل ما يصدر من غير أهل البيت، ليؤكد للناس أن الحق محصور بأهل البيت عليهم السلام، حتى لا يُغرَّر بالناس أو ينخدعوا باتباع غيرهم'.


الدستور
منذ 27 دقائق
- الدستور
هل يجوز تأخير الحج بعد توفر الشروط؟ ومتى يكون الحج فرضًا على المسلم؟
يتساءل الكثير الآن حول هل يجوز تأخير الحج بعد توفر الشروط؟ ومتى يكون الحج فرضًا على المسلم؟ وأهم شروط أداء فريضة الحج، حيث يُعتبر الحج أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو عبادة عظيمة تجمع بين الطاعة الجسدية والقلبية والمالية ولكن الحج لا يجب على كل مسلم فورًا، بل هناك شروط وأوقات يُفرض فيها الحج على المسلم ويصبح واجبًا في حقه. متى يصبح الحج فرضًا على المسلم؟ يُصبح الحج فرضًا على كل مسلم ومسلمة مرة واحدة في العمر متى ما توفرت فيه الشروط التالية: الإسلام البلوغ العقل الاستطاعة المالية والبدنية أمن الطريق بمعنى: إذا كان المسلم بالغًا، عاقلًا، قادرًا ماديًا وجسديًا، وأمن الطريق إلى الحج، فقد وجب عليه أداء الفريضة. الدليل من القرآن الكريم قال الله تعالى: "ولله على الناس حجُّ البيت من استطاع إليه سبيلًا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين" (سورة آل عمران، الآية 97) ويدل هذا على أن الحج واجب على كل مستطيع، ومن يؤخره دون عذر يأثم. شروط الحج في الإسلام الشرط التوضيح الإسلام لا يُقبل من غير المسلم. البلوغ لا يجب على الطفل، لكن يصح منه تطوعًا. العقل لا يجب على المجنون. الاستطاعة من حيث المال والقدرة الجسدية. الحرية الحج لا يجب على العبد المملوك. أمن الطريق يجب توفر الأمان للسفر إلى مكة. معنى الاستطاعة في الحج الاستطاعة تعني: امتلاك تكاليف الحج دون أن تؤثر على النفقة الأساسية له ولأسرته. القدرة على السفر والتنقل. القدرة على القيام بالمناسك أو وجود مرافق يعينه إن كان عاجزًا. متى يسقط الحج عن المسلم؟ الحالة هل يسقط الحج؟ التوضيح الفقر الشديد نعم لا يجب الحج على الفقير. المرض المزمن نعم يسقط إن كان يمنعه من أداء المناسك. انعدام الأمن نعم إذا كان الطريق غير آمن، يسقط الحج حتى يتحقق الأمن. المرأة بدون محرم (عند بعض الفقهاء) نعم في بعض المذاهب لا يجب عليها الحج بدون محرم. أنواع الحج وأيها الأفضل النوع التوضيح التمتع أداء العمرة ثم الحج في نفس السنة (مع تحلل بينهما). القِران أداء العمرة والحج دون تحلل بينهما. الإفراد الحج فقط دون عمرة. هل يجوز تأخير الحج بعد توفر الشروط؟ العلماء مختلفون، ولكن: الراجح عند جمهور العلماء: يجب أداء الحج فور توفر الشروط، والتأخير بدون عذر لا يجوز ويُخشى على من مات ولم يحج وهو مستطيع أن يلقى الله آثمًا.


نافذة على العالم
منذ ساعة واحدة
- نافذة على العالم
تهنئة العشر من ذي الحجة 2025.. أروع التهاني للأهل والأصحاب
الخميس 29 مايو 2025 01:30 صباحاً نافذة على العالم - تهنئة العشر من ذي الحجة 2025.. بدأت رسميًا العشر الأوائل من شهر ذي الحجة لعام 1446 هجريًا، حسب ما أعلنت دار الإفتاء المصرية بعد استطلاع هلال الشهر الكريم. وفي هذه الأيام المباركة، يتبادل المسلمون عبارات تهنئة العشر من ذي الحجة 2025، معبرين عن فرحتهم بقرب موسم العبادات والأعمال الصالحة التي تتضاعف فيها الأجور. تهنئة العشر من ذي الحجة 2025 تُعد تهنئة العشر الأوائل من ذي الحجة من العادات الجميلة التي يعبر بها المسلمون عن سرورهم بهذه الأيام الروحانية، التي تحمل نفحات إيمانية خاصة، حيث يزداد فيها التقرب إلى الله بالدعاء والذكر والصيام وغيرها من الطاعات. حكم التهنئة في عشر ذي الحجة عند السؤال عن جواز تهنئة الآخرين بقدوم عشر ذي الحجة، أكدت دار الإفتاء أن التهنئة بالأعياد والشهور المباركة أمر مستحب ومأثور عن الفقهاء، ولا مانع شرعي منها، بل هي من مظاهر المحبة والتآلف بين المسلمين. عبارات تهنئة العشر من ذي الحجة 2025