"التأويليّات والماهيّة" .. دعوة للانخراط المعرفيّ بماهيّة الإنسان
عمون - يمثّل كتاب "التأويليّات والماهيّة.. راهنيّة التأويليّة كإبدال معرفيّ لفهم الماهيّة" دعوة للانخراط في السؤال الابستمولوجي المتعلق بماهيّة الإنسان، من خلال مساءلتها من منظور التأويليات، التي تمثّل إبدالاً معرفياً مهماً، وقادراً على إنتاج حفريات معرفية من شأنها أن تُلامِس وجود الإنسان من حيث امتداده الديني والفلسفي والأنثربولوجي والجمالي والأدبي.. إلخ.
ساهم في الكتاب الصادر حديثا عن "الآن ناشرون وموزعون" مجموعة من الباحثين، الذين قدموا أوراقًا بحثية رصينة وعميقة، وذلك من زوايا نظر متقاطعة ومنفصلة في الآن نفسه.
انقسمت الأبحاث إلى عدة محاور؛ اهتمّ الأول أساساً بمساءلة تأويليةِ ماهية الإنسان ووجوده من منظور فلسفي (مشيل فوكو، غادامير)، وعمل الثاني على مساءلتها من زاوية دينية؛ غربياً (جون غرايش) وعربياً (صدر الدين الشيرازي)، وناقش الثالث ماهية الإنسان من منظور أنثربولوجي (كليفورد جيرتز)، ونظر المحور الرابع إليها في بعدها السيكولوجي (وليام جيمس)، أما المحور الخامس فقد قاربها من منطلق أدبي وفني-جمالي، بينما استشفّها المحور السادس من زاوية بلاغية.
كما يتضمّن الكتاب الذي جاء في 312 صفحة، وأشرف على إعداد الباحث المغربي د.عزيز أوسو، دعوة للوعيَ بأهمية التسانُد القائم بين مختلِف المشارب المعرفية المهتمّة باستكناه ماهية الإنسان بوصفها مَشَّاءة؛ أي كونها تنبني على الدينيامية والتحوُّل المتجدِّدين والمستمرّين.
والكتاب، وفق ما يشير إليه أوسو، هو امتداد لكتاب جماعي حمل عنوان «النص والتأويل: أَسْئِلَةُ تَشَكُّلِ المْعْنَى وَمُخرَجَاتُ تَأوِيلِهِ»، صدر عن سنة 2023.
وفي تقديمه للكتاب يشير أوسو إلى أن "الإمساك بمفهوم الماهية أمر مستحيل؛ لأنها لا تتأسَّسُ على الثبات والجمود، بل على التعدد والاختلاف، وهذا ما يجعلها تستدعي براديغما مغايراً من شأنه أن يُسيِّج، على الأقل، بعض تمظهراتها وتجلياتها التي تتباين بتباين الأزمنة والأمكنة". ويضيف: "حسبنا أن التأويليات يمكِنُها أن تقبض على هذا الرهان الابستمولوجي؛ على اعتبار أن المعرفة التأويلية التي نكوِّنها عن الذات أثناء تفاعلها مع الكلمات والأشياء بتعبير مشيل فوكو، تمنحنا إمكانية فهم ماهيتنا، وتسييج تجلياتها المتعددة، التي تنفتح عادة على قيمة الإنسان الوجودية".
والتأويليات، من منظور معدّ الكتاب، يمكنها أن تزوِّد الإنسان بمختلِف الميكانيزمات التي يعمِّق بها وعيه وسط العملية التفاعلية مع مكونات عوالمه الداخلية والخارجية؛ لأن اتخاذ التأويليات كمقاربة للفهم والإدراك، يمكنه أن يساعد على تجاوز المعطيات المسلَّم بها، والسير نحو استكناه المعطيات المسكوت عنها، سواء تعلق الأمر بما هو مادي أو معنوي. وما دام أن ماهية الإنسان تقتضي بيان سمات كينونته، فإن المعرفة التأويلية للماهية تسنح بتفكيك المقولات التي ترتكز عليها كينونة الإنسان، بل إنها تمدُّنا بآليات هَدمِها، وإعادة بنائها وتشييدها من جديد.
ضم الكتاب مجموعة من البحوث على غرار: "تأويلية ميشيل فوكو لماهية الذات الأخلاقية/ من التذويت إلى التوضيع"، (د.عمر التاور)، و"ماهية الإنسان وسؤال الفهم في التأويلية الفلسفية" (د.زوهير بورحى)، "التأويليَّة الفلسفيَّة لهانز جورج غادامير/ مدخل لفهم ماهيَّة الإنسان وتمتين علاقته بالعالم" (د.جمال العزاوي).
ومن بحوث الكتاب أيضا: "التأويليات والبعد الديني لدى الإنسان/ وليام جيمس أنموذجاً" (د.عبد الرفيع العمارتي)، "الاعتقاد الديني والرهان الهرمينوطيقي/ جان غريش نموذجاً" (د.بشرى عثماني، د.مولاي رشيد بن السّيد)، "الإنسان بوصفه عالما/ دراسة في تأويلية الإنسان لدى الملا صدر الدين الشيرازي" (د.جعفر لعزيز).
ونقرأ في الكتاب أيضا البحوث الآتية: "التأويل الرمزي وسيماء التدين المغربي/ نموذج كليفورد غيرتز" (د.إبراهيم الهيباوي)، "التأويل والتفسير في القرآن وسؤال الماهية" (د.صابر مولاي أحمد)، "الخطاب القرآني والإجراء البلاغية/ الصيغ المجازية والضرورة التأويلية" (د.مصطفى الغرافي)، "ماهية الأدب في النظرية التأويلية الجديدة" (د.محمد بازي)، "تأويلية الفنون التشكيلية عند هانس جورج غادامير" (د.زكرياء صديقي)، "حروب التأويل: من سلطة التأويل إلى تأويل السلطة" (د.حسن الخطيبي)، "التأويل: من الماهية إلى اللانهائية" (د.عبد الواحد أعمراني).
يذكر أن عزيز أوسو باحث مغربي، عمل رئيس مركز مطارحات للمدارسة والمباحثة والتكوين؛ باحث في البلاغة وتأويليات الخطاب؛ منسق مجموعة من الكتب الجماعية في مجال تحليل الخطاب وعلوم التربية ومناهج التدريس؛ مشرف على مجموعة من الندوات والمؤتمرات الوطنية والدولية؛ مساهم في تأليف كتب جماعية محكمة؛ مشارك في ندوات ومؤتمرات وطنية ودولية؛ نشر أكثر من عشرين مقالا في مجلات علمية محكّمة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ 6 ساعات
- عمون
لم يسجله بقدمه اليسرى .. ميسي يكشف "أفضل هدف" في مسيرته
عمون - كشف النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي عن هدفه المفضل في مسيرته، ولم يكن واحدا من بين مئات الأهداف التي سجلها بقدمه اليسرى. وجاء الهدف المفضل لميسي من خلال ضربة رأس، والذي ضمن لبرشلونة الإسباني الفوز على مانشستر يونايتد في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2009. وأضاف نجم إنتر ميامي الأميركي الحالي وبطل كأس العالم مع المنتخب الأرجنتيني والفائز بالكرة الذهبية ثماني مرات من قبل، الخميس، أن هدفه الذي سجله قبل 16 عاما يفوق جميع الأهداف التي سجلها في مسيرته الطويلة. وتابع النجم الأرجنتيني: "لقد سجلت العديد من الأهداف التي قد تكون أجمل وأكثر قيمة، وذلك بسبب أهميتها، لكن الهدف الذي سجلته بضربة رأس في النهائي أمام مانشستر يونايتد هو دائما المفضل لي". ولدى ميسي العديد من الخيارات حيث سجل أكثر من 800 هدف للمنتخب الأرجنتيني وبرشلونة وباريس سان جيرمان وأخيرا إنتر ميامي. وسبب اختياره للهدف المفضل هو خيري، حيث سيتم تحويل صورة الهدف إلى عمل فني، والذي يمكن أن يدر الأموال من خلال عرضه في مزاد لجمع التبرعات لأغراض عديدة، وسيوقع ميسي والفنان رفيق أناضول على العمل الفني والذي سيتم تقديمه للجماهير يوم 11 يونيو المقبل في صالة مزادات كريستي.

عمون
منذ 10 ساعات
- عمون
مادبا تحتفل بـ 79 عامًا من الاستقلال بفعاليات تراثية وفنية
عمون - في إطار احتفالات المملكة بمرور 79 عامًا على استقلال المملكة الأردنية الهاشمية، وضمن خطة قسم النشاطات التربوية للعام 2024/2025، وبناءً على توجيهات مدير التربية والتعليم الدكتور يوسف أبو الخيل ومتابعة وإشراف مدير الشؤون التعليمية الدكتور سلامة العجالين، وبحضور مديرة الشؤون الإدارية والمالية د. علا أبو الغنم، نظم قسم النشاطات التربوية بالتعاون مع رئيس قسم الإشراف والتدريب (د. محمد الشنشنات) فعالية "استقلالنا رمز عزتنا 79". استضافت مدرسة التيم الأساسية للبنات هذه الفعالية بمشاركة مدارس شبكات جنوب وغرب مادبا. وأشرف رئيس قسم النشاطات التربوية الأستاذ خالد الهلالات وأعضاء القسم منال الهروط وماهر السعود وعبادة أبو عيشة وإيمان الشوابكة على ترتيب فقرات الاحتفال التي جاءت نتيجة جهود مدارس الشبكة، حيث جهزت الفقرات لإظهار حبها للأردن واحتفائها بمرور 79 عامًا على الاستقلال. شملت فقرات الاحتفال القصائد والأهازيج الوطنية، وفقرات فلكلورية ومغناة (أنا نحبك ملهمًا) وقصيدة الأستاذ والشاعر عدنان أبو شنار (في القلب أغنية). كما تضمنت رقصة الدحية التي أثارت حماس الحضور فشاركوا الطلبة في لوحة جميلة. إضافة إلى ذلك، اشتملت الفعالية على زاوية التراث الشعبي التي تمازجت فيها روائح خبز الشراك والرشوف بإخراج معلمات مدرسة التيم الأساسية، ونكهات عصير الورد وعصير الخروب والكركديه وحلوى الكريزة، يتوجها رائحة القهوة العربية بجهود في زاوية التراث الشعبي بإخراج الأستاذ الفاضل إبراهيم السعادات مدير مدرسة طارق بن زياد وخبرات الأستاذ الفاضل عيسى حامد وطلبة المدرسة الذين أبدعوا في أخذنا في رحلة حسية وطنية تعبق بتراث أردننا الأصيل. توجه المنظمون بالشكر لكل من ساهم ودعم هذه اللوحة الفنية التي توجتها جهود قسم النشاطات ومديرة مدرسة التيم الأساسية السيدة عبير الحيصه وكادر المدرسة. وتخلل الاحتفال حضور مبهج من الشرطة المجتمعية ممثلة برئيس قسم الشرطة المجتمعية في مديرية شرطة مادبا (عبدالكريم بيك السواعير) وأعضاء القسم، إضافة إلى رؤساء أقسام المديرية وكوادر من أقسام مديرية التربية والتعليم بضيافة مدراء ومديرات المدارس في شبكة جنوب وغرب مادبا. كما لم ينسَ المنظمون الداعمين الحقيقيين من المجتمع المحلي، مدير الأحوال المدنية السيد قبلان الهواوشة والفاضلة خلود الفلاحات عضو مجلس جنوب مادبا وثلة من المجتمع المحلي الذين يفتخر بوجودهم ودعمهم للمدارس. هذا وقد تخلل الاحتفال زاوية للتراث الأردني تحكي تاريخنا الذي نفخر به وقسم يحاكي تقاليد الأردن الراسخة من مشروبات ومأكولات شعبية. وتضمن أيضًا معرضًا للمنتجات والخدمات التي يقدمها المجتمع المحلي. فالوطن، ليس أرضًا نعيش عليها، ولكن هو كيان يعيش فينا، ويوم الاستقلال ليس كباقي الأيام، وتاريخه ليس كأي تاريخ، إنما هو تاريخ صنعه رجال عظماء ولم تصنعه المصادفة. وندعو الله دومًا. ((اللهم احفظ هذا البلد وقائدنا المفدى وشعبنا نشامى الوطن من كل شر، ومن كل سوء))..

عمون
منذ 12 ساعات
- عمون
"كاف" يزيح الستار عن نسخة جديدة لكأس دوري أبطال إفريقيا
عمون - كشف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف)، الخميس، عن نسخة جديدة لكأس دوري أبطال إفريقيا ليسطر بذلك فصلا جديدا وجريئا في تاريخ البطولة الإفريقية الأبرز للأندية. وذكر "كاف" عبر موقعه الإلكتروني الرسمي، الخميس، أن الحفل أقيم في مقر الشركة الراعية بمدينة جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا، وحضره نخبة من أساطير كرة القدم الإفريقية، منهم لوكاس راديبي، وتيكو موديسي، وسيفيوي تشابالالا، بالإضافة إلى عدد من أساطير الساحرة المستديرة في القارة السمراء. وأضاف أن أحد فريقي ماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي وبيراميدز المصري سيرفع النسخة الجديدة للكأس. وأوضح: "يُمثل الكشف الرسمي من كاف عن تصميم الكأس الجديد اللافت أكثر من مجرد استبدال، بل يمثل تطورا قويا في التزامه بالتحديث والابتكار". وقال فيرون موسينغو-أومبا، الأمين العام لكاف: "تماشيا مع رؤية باتريس موتسيبي رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، نعمل حاليا على إعادة صياغة هوية كرة القدم الإفريقية ووضعها في سياقها الصحيح، مع التركيز بشكل خاص على مسابقات الأندية". وأضاف: "يعكس الكشف عن كأس دوري أبطال إفريقيا أهدافنا وخطواتنا الجريئة نحو بيئة كروية إفريقية مثيرة. ونهدف من خلال ذلك إلى الارتقاء بمكانة مسابقات الأندية الإفريقية إلى مستوى عالمي، وتعزيز جاذبيتنا التجارية، وإلهام جيل جديد من المواهب الكروية".