
القوى المسيحية.. لا بديل عن القانون الانتخابي الحالي
بعد أقلّ من سنة يُفترض أن يدعو وزير الداخلية احمد الحجار اللبنانيين إلى انتخاب نوابهم الـ 128 على أساس القانون النسبي المعمول به حاليًا، والذي على أساسه جرت الانتخابات السابقة في دورتيها عامي 2018 و2022، وهو القانون الذي اعتبرته القوى المسيحية أكثر عدالة لجهة التمثيل الصحيح قياسًا إلى قانون الستين، الذي لم يستطع المسيحيون فيه إيصال أكثر من أربعين في المئة من نوابهم إلى الندوة البرلمانية بأصواتهم الذاتية، بعدما سقط اقتراح قانون "اللقاء الأرثوذكسي"، الذي عارضه حزب " القوات اللبنانية" في مرحلة من المراحل، فيما تبناه " التيار الوطني الحر" بقوة، واعتبر أنه يشكّل ضمانة أكثر لصحة التمثيل العادل، فيما أعلنت القوى الإسلامية رفضها له بالمطلق باعتبارأنه يعمّق الروح الطائفية ويزيد من الشرخ الأفقي بين مكونات الوطن الواحد على حساب المواطنة.
ويرى بعض القوى السياسية المسيحية، وعلى رأسهم "القوات اللبنانية"، أن ما يُطرح الآن من تعديلات على القانون الانتخابي الحالي غير بريء، ويهدف إلى خلق جدل سياسي في غير مكانه الصحيح، خصوصًا أن البلاد غير مهيأة في الظرف الحالي للدخول في معادلات جديدة من شأنها تشتيت الأنظار عن الهدف الأساسي، وهو قيادتها إلى برّ الأمان بأقل أضرار ممكنة في ظلّ المناخ التغييري، الذي بدأ يسيطر على أجواء المنطقة حتى قبل زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، وما اتخذ فيها من قرارات، وأهمها رفع العقوبات الأميركية عن سوريا ، والسعي إلى تجفيف بؤر التوتر في منطقة عاشت أسوأ الظروف على أثر الحرب الإسرائيلية الواسعة والمدّمرة لكلٍ من قطاع غزة وعدد من المناطق اللبنانية.
وهذا الجو التصادمي المتوقع اليوم في جلسة اللجان المشتركة، التي دعا إليها الرئيس نبيه بري ، بدأ بالتفاعل في جلسة أول من أمس، والتي كانت مخصّصة لدرس عدد من اقتراحات القوانين المتعلقة بقوانين الانتخابات، والتي لم تنتهِ إلى اتفاق وسط شرخ سياسي بالنسبة إلى تطبيق الاصلاحات التي يتضمنها القانون الحالي لناحية "الميغاسنتر" والبطاقة الممغنطة، وضرورة منح المغتربين الحق في الاقتراع لكن ليس للنواب الـ 6 المخصصين لهم، وهو ما طالب به نواب "القوات اللبنانية"، مقابل ميل نواب بعض الكتل الاخرى لا سيما نواب " التيار الوطني الحر" لحصر اقتراعهم لستة نواب فقط ومطالبتهم بخفض سن الاقتراع.
فاقتراحات القوانين المدرجة على جدول أعمال جلسة اليوم ستثير حتمًا موجة من الجدل السياسي داخل الجلسة وخارجها، خصوصًا أن إدخال بند اقتراح "اللقاء الأرثوذكسي" من شأنه أن يعيد عقارب الخلاف السياسي القديم والمتجدّد سنوات إلى الوراء في ظل انقسام حاد بين المكونات السياسية بالنسبة إلى الأولويات الوطنية في الظروف الصعبة التي يمرّ بها لبنان حاليًا.
فالقوى السياسية المسيحية، بما فيها " التيار الوطني الحر"، الذي يؤيد اقتراح "القانون الأرثوذكسي"، تجمع على أن القانون الحالي، الذي أمّن للمسيحيين فرصة انتخاب 56 نائبًا من أصل 64 بأصواتهم الذاتية، هو أفضل الممكن، خصوصًا إذا ما طُبّق بالكامل، لجهة اعتماد "الميغاسنتر" والبطاقة الممغنطة، وحسم مسألة تصويت المغتربين، مع تشديدها على أن القانون الحالي الذي جرت الانتخابات النيابية الأخيرة على أساسه، هو الأفضل من بين القوانين التي عُمِل بها منذ بدء العمل باتفاق الطائف ، التي كانت تهدف، بحسب هذه القوى، إلى التقليل من شأن التمثيل الحقيقي والعادل لهذه القوى.
فجلسة اليوم ستشهد على الأرجح كباشًا سياسيًا، حيث ينقسم النواب الحاضرون إلى فريقين؛ الأول سيحاول الدفاع عن القانون الحالي مع تشديده على تحصينه بما يلزم من تعديلات ضرورية كـ "الميغاسنتر" والبطاقة الممغنطة وحسم موضوع الصوت الاغترابي. وفريق آخر سيحاول نسف هذا القانون، فيما تتوقع مصادر نيابية ألا يحظى اقتراح القانون الأرثوذكسي بأي اهتمام، وذلك نظرًا إلى أنه قد أصبح من الماضي بالنسبة إلى أكثرية الكتل النيابية، خصوصًا أن الأسباب التي حالت دون السير به في الماضي لا تزال هي هي، وأن الأكثرية الساحقة من النواب تعتبر أنه يُعمّق الانقسام الطائفي، ويكرّس الطائفية بشكل مباشر، ويقوّض فكرة المواطنة، وهو بالتالي مخالف لمبدأ العيش المشترك الذي ينص عليه الدستور اللبناني، وخصوصاً اتفاق الطائف الذي دعا إلى إلغاء الطائفية السياسية تدريجياً.
فهذا الاقتراح، برأي كثيرين، يُقسّم الشعب اللبناني أكثر مما هو مقسّم، ويحول دون نشوء تحالفات عابرة للطوائف، ويمنع الأحزاب الوطنية من خوض الانتخابات في مختلف المناطق والطوائف.
وعليه، فإن الخرق المحدود الذي حصل في الانتخابات البلدية في بيروت سيكون حاضرًا بقوة في جلسة اليوم، وذلك ما يعطي الفريق النيابي المسيحي المصرّ على عدم نسف القانون الانتخابي الحالي المزيد من الحجج لكي يتشبث أكثر فأكثر به، باعتبار أنه قد أعاد إلى المكّون المسيحي ما كان قد فقده في ظلّ الوصاية السورية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


OTV
منذ ساعة واحدة
- OTV
نشرة الأخبار المسائية ليوم الخميس 15 أيار 2025
لا تزال مجريات زيارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب للمنطقة ترخي بظلها على المشهد العام، وهو وصل اليوم الى دولة الامارات بعد السعودية وقطر. واذا كان الاعلان عن رفع العقوبات عن سوريا عنوانَ الامس، فالعنوان اليوم تبشير الرئيس الاميركي باتفاق قريب حول الملف النووي الايراني، علماً أن مسؤولا إيرانياً كبيراً كشف اليوم لرويترز أن طهران لم تتلق أي مقترح جديد من واشنطن في هذا السياق، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن ايران لن تنقل اليورانيوم عالي التخصيب إلى الخارج إلا إذا رفُعت العقوبات الأميركية على نحو فعال ويمكن التحقق منه، على حد تعبيره. اما في لبنان، فتوقف المراقبون عند البرودة الرسمية في التعامل مع قرار رفع العقوبات عن سوريا، في وقت يفترض فيه أن تستنفر الدولة اللبنانية بكاملها تحضيراً للاستفادة من التطور الكبير لإعادة النازحين السوريين الى بلادهم. فعلى المستوى النيابي، تم اليوم تطيير القانون الخاص بملف النزوح المقدم من نواب التيار الوطني الحر. وعلى الخط الحكومي، تجاهلت جلسة الامس الموضوع بعدم اتخاذ اي قرار عملي، مفضلة تركيز الاهتمام على قضايا اخرى كمثل القرار المتعلق بمحافظ الشمال رمزي نهرا، وهو قرار علقت عليه مصادر متابعة عبر ال او.تي.في. بالقول: إنهم يُلبِسون المحافظ اخطاءهم بجعله كِبش محرقة، لأنهم بذلك يستوعبون النقمة بعد الذي جرى في انتخابات طرابلس، وهذا طبعاً اذا لم ننس الغايات السياسية. اما على المستوى البلدي، فالموعد هذا الاحد في العاصمة والبقاع. في بيروت، يد اللبنانيين على قلوبهم خوفاً على المناصفة، التي وضعها تلكؤ النواب عن اقرار القانون المناسب الذي يحفظها، في خطر شديد. اما في زحلة، فالتطور الابرز في الساعات الاخيرة، اعلان الكتلة الشعبية دعم لائحة رئيس البلدية الحالي اسعد زغيب، بعد خلافها مع القوات.


ليبانون ديبايت
منذ 2 ساعات
- ليبانون ديبايت
مجموعة "تايغر" تعلن مشروع "برج ترامب" في دمشق
خلال الأيام الماضية، انتشرت أنباء بين السوريين عن نية لإنشاء ناطحة سحاب باسم الرئيس الأميركي دونالد ترامب في العاصمة السورية دمشق. فبعد أيام من إعلان ترامب، من الرياض، رفع العقوبات عن سوريا استجابةً لطلب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أكدت مجموعة "تايغر" العقارية أنها تعتزم بالفعل إطلاق مشروع "برج ترامب" في دمشق، بحسب ما أفادت صحيفة "الغارديان". وقال رئيس المجموعة، وليد الزعبي، إن البرج سيكون مؤلفًا من 45 طابقًا، مع تكلفة محتملة تصل إلى 200 مليون دولار. وأوضح أن شركته ستطلق المشروع كرمز للسلام ورسالة بأن سوريا تستحق مستقبلًا أفضل، وفق تعبيره. وأشار الزعبي إلى أن الشركة تدرس حاليًا عدة مواقع محتملة للبناء في دمشق، وأن عدد الطوابق قد يزيد أو ينقص بحسب المخطط النهائي. وأضاف أن "تايغر" ستتقدم هذا الأسبوع بطلب رسمي للحصول على تصاريح البناء، مشيرًا إلى أنها تحتاج أيضًا إلى موافقة على استخدام علامة ترامب التجارية قبل اعتماد الاسم. وأكد أن عملية البناء قد تستغرق ثلاث سنوات بعد الحصول على الموافقات القانونية واتفاقية الامتياز. وأعلن الزعبي أنه التقى الرئيس السوري أحمد الشرع في كانون الثاني، وناقشا المشروع خلال اللقاء. وقال إن كلمة "ترامب" ستكون محفورة بالذهب، لافتًا إلى أن البرج سيكون بمثابة نصب تذكاري لامع يهدف إلى إعادة سوريا، التي مزقتها الحرب، إلى الساحة الدولية. يُذكر أن سوريا كانت خاضعة لعقوبات أميركية منذ عام 1979، وقد تفاقمت هذه العقوبات بعد حملة القمع التي شنها الرئيس السابق بشار الأسد على المتظاهرين السلميين عام 2011. ورغم أن الفصائل العسكرية أطاحت بالأسد في كانون الأول، أبقت الولايات المتحدة على العقوبات المفروضة على البلاد. لكن الرئيس الأميركي أعلن، من العاصمة السعودية الرياض الأسبوع الماضي، رفع العقوبات عن سوريا بطلب من ولي العهد السعودي. ومع رفع العقوبات، بات من الممكن أن ينتقل مشروع "برج ترامب" إلى حيّز التنفيذ، إذ من المقرّر أن يتوجه الزعبي إلى دمشق هذا الأسبوع لتقديم الطلب الرسمي للحصول على التراخيص اللازمة.


النهار
منذ 6 ساعات
- النهار
بالفيديو- بعد سؤاله عن الطائرة القطرية... ترامب يطرد مراسلاً من المكتب البيضوي: "أنتَ صحافيّ سيّئ"
لا تزال قضية الطائرة القطرية تتفاعل في الولايات المتحدة وتُثير تساؤلات الرأي العام والصحافيين، خصوصاً بعدما وافق البنتاغون على الهدية القطرية للرئيس الأميركي دونالد ترامب. وخلال استقباله رئيس جنوب أفريقيا في المكتب البيضوي، أبدى ترامب انزعاجه من أحد المراسلين عند سؤاله عن التقارير حول قبول الولايات المتحدة الطائرة القطرية. وقاطع ترامب مراسل شبكة "أن بي سي" قائلاً: "ما الذي تتحدث عنه؟... أتعلم؟ عليكَ الخروج من هنا. ما علاقة هذا بالطائرة القطرية؟". وبعدما أشار ترامب بطرد المراسل من المكتب البيضوي، وصف منح قطر طائرة رئاسية لأميركا بـ"الأمر العظيم". — Annahar Al Arabi (@AnnaharAr) May 22, 2025 ثمّ وجّه ترامب إهانة للمراسل وهاجم براين روبرتس، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "كومكاست كوربوريشن"، التي تملك قناة "أن بي سي"، وقال للمراسل: "أنتَ صحافيّ سيّئ للغاية". وأمس الأربعاء، أعلن البنتاغون موافقة وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسث، على طائرة "بوينغ 747" مقدّمة من قطر سيستخدمها الرئيس، دونالد ترامب، وذلك بمجرد أن تقوم وزارة الدفاع بتحديثها بتدابير "أمنية مناسبة".