logo
تقرير تل الهوا تحت وطأة العطش.. قطع المياه يزيد معاناة سكان الحي وسط الحصار

تقرير تل الهوا تحت وطأة العطش.. قطع المياه يزيد معاناة سكان الحي وسط الحصار

فلسطين أون لاينمنذ 5 ساعات

غزة/ صفاء عاشور:
في مشهد يعكس عمق الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، يواجه سكان حي تل الهوا، أحد أبرز أحياء مدينة غزة، أزمة عطش غير مسبوقة، بعد أن أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على قطع خط المياه الوحيد المغذي للقطاع، المعروف بـ"خط ميكروت"، ما فاقم معاناة أكثر من مليوني فلسطيني.
حي تل الهوا، الذي كان يومًا من أكثر الأحياء تنظيمًا، تحوّل إلى منطقة منكوبة؛ إذ يكافح السكان لتأمين الحد الأدنى من احتياجاتهم اليومية من المياه، حيث يعيش معظم سكان الحي في خيام، بعدما دُمرت منازلهم خلال العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من عام وسبعة أشهر.
وفق تقرير رسمي نشرته بلدية غزة، فإن كميات المياه المتاحة للسكان تراجعت بنسبة 97% منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023، في حين حذرت اليونيسف من أن معدل استهلاك الفرد من المياه في غزة انخفض إلى أقل من 1.5 لتر يوميًا، في حين أن الحد الأدنى المطلوب للبقاء هو 3 لترات.
شهادات من الخيام
في أحد التجمعات المؤقتة للخيام المقامة بين أنقاض المنازل في تل الهوا، التقينا الحاجة "أم إبراهيم حسنين"، نازحة من حي الشجاعية، والتي قالت: "منذ عدة أيام تفاقمت أزمة المياه عندنا، وبعد أن كانت عربات المياه تأتي بشكل يومي، أصبحت تأتي كل يومين أو ثلاثة، ونبقى مقطوعين بدون ماء".
وأضافت لصحيفة "فلسطين": "المياه التي كانت تحضرها صهاريج المياه للمخيم كانت لا تكفي، وكنا نشتري المياه الحلوة للشرب، بالإضافة إلى تعبئة بعض الجالونات من مياه البلدية التي تأتي في أحد خطوط الشارع التي أصلحتها البلدية منذ فترة".
وأشارت حسنين إلى أنه منذ قطع الاحتلال لخط مياه ميكروت أصبحت المياه شحيحة للغاية وصعب الحصول عليها، وهو ما انعكس على قدرتنا على استخدامها سواء للطهي أو غسل الملابس وغيرها من الاحتياجات اليومية.
ويواجه سكان حي تل الهوا، وخاصة النازحين الذين يعيشون في خيام، معاناة شديدة بسبب نقص المياه، حيث تضطر العائلات إلى الوقوف في طوابير طويلة للحصول على كميات محدودة من المياه، مما يؤثر سلبًا على النظافة الشخصية والصحة العامة، ويزيد من خطر انتشار الأمراض.
الفتى زين دغمش (13 عامًا) النازح في مخيم بملعب برشلونة، يعبر عن امتعاضه الشديد من انقطاع المياه، وهو ما يجبره على التوجه إلى أماكن بعيدة يوميًا لتعبئة جالونين من المياه لاحتياجات عائلته النازحة في المخيم.
وقال دغمش لـ"فلسطين": "أستيقظ منذ ساعات الصباح الباكر لأجد أمي تطلب مني توفير بعض المياه، أسير في الشوارع وأحيانًا أجد بعض عربات المياه التي تعبئ للمواطنين، وأحيانًا أضطر إلى التوجه إلى أماكن بعيدة مثل مقر الدفاع المدني لتعبئة المياه منه إن توفرت هناك".
في البيوت أيضًا
أما عبير النجار، التي تعيش في بقايا بيتها المدمر في حي تل الهوا، فتوضح أن كمية المياه التي أصبحت تصلهم في الفترة الأخيرة قليلة للغاية ولا تكفي للعيش بشكل أدمي كباقي الناس، لافتة إلى أن المشكلة الأكبر بالنسبة لها هي قدوم فصل الصيف، وهذا يعني زيادة كمية المياه التي تحتاجها.
ونبهت النجار لـ"فلسطين" إلى أن أطفالها يعانون من حساسية كبيرة تظهر على جلودهم خاصة في فصل الصيف بسبب ارتفاع درجة الحرارة، وهو ما يضطرها إلى تغسيلهم بشكل يومي للحفاظ عليهم من تفاقم الحساسية لديهم.
وتذكّر النجار أن المشكلة عندها ستتفاقم بسبب عدم توفر الأدوية الخاصة بالحساسية أو لأي مرض آخر في ظل إغلاق الاحتلال للمعابر وعدم إدخال الأدوية منذ أكثر من شهرين، كما أن الأدوية الموجودة في العيادات الحكومية والأونروا ليست ذات فعالية كبيرة، مؤكدة: "هذه ليست حياة، هذا موت بطيء".
وفي ظل غياب أفق سياسي للحل، دعت منظمات دولية، من بينها الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية، إلى فتح خطوط الإمداد الإنسانية فورًا، وضمان تدفق المياه والغذاء والدواء إلى غزة دون قيد أو شرط. كما طالبت بلدية غزة المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف سياسة "التعطيش الممنهج" التي تمارسها إسرائيل كأداة من أدوات العقاب الجماعي.
فقطع الاحتلال المياه تزامن مع الحصار الخانق على إدخال الغذاء والدواء والوقود، مما تسبب بتوقف عمل محطات التحلية ومعالجة مياه الصرف الصحي، ونتيجة لذلك بدأت تظهر أمراض مثل الإسهال والتهابات الكلى بين الأطفال وكبار السن.
شهادات سكان حي تل الهوا تكشف عن معاناة إنسانية مركبة يعيشها الغزيون في ظل الحرب والحصار وانقطاع الماء. إنها أزمة ليست فقط في الموارد، بل في الضمير العالمي الصامت، وبينما تتحدث التقارير الدولية عن أرقام، يروي المواطنون هنا فصول العطش والحاجة، في كل شربة ماء مفقودة.
المصدر / فلسطين أون لاين

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إصابة عشرات الفلسطينيين في هجومين منفصلين للمستوطنين  بالضفة
إصابة عشرات الفلسطينيين في هجومين منفصلين للمستوطنين  بالضفة

فلسطين اليوم

timeمنذ 2 ساعات

  • فلسطين اليوم

إصابة عشرات الفلسطينيين في هجومين منفصلين للمستوطنين بالضفة

أصيب مساء السبت، 12 فلسطينيا على الأقل في هجومين منفصلين نفذهما مستوطنون إسرائيليون على تجمعين لمواطنين وسط وجنوبي الضفة الغربية المحتلة. وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيانين منفصلين وصلا الأناضول، عن "تعامل طواقمها مع 12 إصابة قرب مدينتي رام الله (وسط) وبيت لحم (جنوب)". وأضافت أن طواقمها تعاملت مع "إصابة 5 فلسطينيين نتيجة الاعتداء عليهم بالضرب إثر هجوم للمستوطنين على تجمع مغاير الدير شرق مدينة رام الله". وأفاد المواطن الفلسطيني أحمد سليمان، وهو من سكان التجمع بأن "عشرات المستوطنين هاجموا سكان التجمع وعددا من المتضامنين الإسرائيليين والأجانب المتواجدين معهم". وأضاف: "هناك 3 مفقودين، وعدد كبير من الإصابات". وأشار سليمان، إلى أن "سكان التجمع فروا إلى الجبال ولا نستطيع إحصاء الجرحى والمعتقلين". من جهتها، قالت مصادر محلية إن "مجموعات من المستعمرين (المستوطنين) بحماية قوات الاحتلال هاجمت تجمع مغاير الدير، وأطلقت الرصاص تجاه المواطنين، واعتدت عليهم بالضرب". وأضافت أن العائلات الفلسطينية "بدأت بإخلاء التجمع قبل يومين، تحت وطأة اعتداءات المستعمرين في المنطقة، التي تجري بحماية وغطاء من قوات الاحتلال الإسرائيلي". وفي حدث منفصل جنوبي الضفة، قالت جمعية الهلال الأحمر، إن طواقمها تعاملت مع "7 إصابات قرب مدينة بيت لحم". وأشارت الجمعية إلى أن "الإصابات رضوض جراء اعتداء المستوطنين على المواطنين". بينما أوضحت مصادر محلية أن "مجموعة من المستعمرين هاجمت منازل المواطنين في برية كيسان، شرق مدينة بيت لحم، وعبثت بمحتوياتها، ورشقت المواطنين بالحجارة، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بجروح ورضوض". وأضافت أن "قوات الاحتلال شاركت في الهجوم وأطلقت قنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع صوب المواطنين، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بالاختناق". ووفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان ، نفذ المستوطنون 341 اعتداء ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة، خلال أبريل/نيسان الماضي. وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية بقطاع غزة، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 969 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألفا، وفق معطيات فلسطينية. و بدعم أمريكي مطلق، يرتكب الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية بغزة استشهد خلالها أكثر من 176 ألف فلسطيني ، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

مسيرات استفزازية للمستوطنين في القدس المحتلة
مسيرات استفزازية للمستوطنين في القدس المحتلة

شبكة أنباء شفا

timeمنذ 2 ساعات

  • شبكة أنباء شفا

مسيرات استفزازية للمستوطنين في القدس المحتلة

شفا – نظم مستوطنون، مسيرات استفزازية في أنحاء متفرقة من القدس المحتلة. وأفادت مصادر محلية، بأن مجموعات من المستعمرين نظمت مسيرات استفزازية في منطقة طريق الواد بمدينة القدس المحتلة، فيما نظمت مجموعة أخرى مسيرة انطلقت من باب الخليل واقتحمت أزقة البلدة القديمة، تخللها غناء ورقصات استفزازية، في ذكرى احتلال الجزء الشرقي من المدينة. كما نظمت مجموعات من المستعمرين مسيرات استفزازية في بلدتي شعفاط وبيت حنينا شمال القدس المحتلة، تخللها غناء ورقصات استفزازية. وذكرت المصادر أن شرطة الاحتلال نصبت حواجز وأعاقت حركة المواطنين الفلسطينيين، بالتزامن مع مسيرات المستعمرين. شاهد أيضاً شفا – انطلقت يوم السبت فعالية وسائل الإعلام 'التسوق في الصين لعام 2025 – موسم …

الاحتلال يقتحم المغير شمال شرق رام الله
الاحتلال يقتحم المغير شمال شرق رام الله

شبكة أنباء شفا

timeمنذ 2 ساعات

  • شبكة أنباء شفا

الاحتلال يقتحم المغير شمال شرق رام الله

شفا – اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم السبت، قرية المغير شمال شرق رام الله. وأفاد رئيس مجلس قروي المغير أمين أبو عليا، بأن قوة من جيش الاحتلال اقتحمت القرية، وانتشرت في شوارعها، دون أن يبلغ عن مداهمات أو اعتقالات. شاهد أيضاً شفا – انطلقت يوم السبت فعالية وسائل الإعلام 'التسوق في الصين لعام 2025 – موسم …

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store