logo
نتنياهو... أكذب قادة العالم

نتنياهو... أكذب قادة العالم

معا الاخبارية١٠-٠٥-٢٠٢٥

بيت لحم- معا- في عالمٍ يفيض بالكذب السياسي والتلاعب الإعلامي، يبرز بنيامين نتنياهو كحالة فريدة، تتجاوز حدود الديماغوجية التقليدية إلى مرحلة التضليل الممنهج. لم يكن نتنياهو مجرّد سياسي يتقن فن الخطابة، بل أصبح رمزاً لسياسات تقوم على الوهم والخداع، سواء في تعامله مع الداخل الإسرائيلي، أو في علاقاته الخارجية، من واشنطن إلى موسكو، ومن العواصم العربية إلى طهران.
على مدى أكثر من عقدين، بنى نتنياهو مجده السياسي على روايات كاذبة: عن الأمن، عن السلام، عن الاقتصاد، بل حتى عن ذاته. وتكشف الوقائع المتراكمة، بما لا يدع مجالًا للشك، أن الرجل الذي يحكم إسرائيل اليوم هو أحد أكثر قادة العالم مراوغة وكذباً، دون أن يتحمل مسؤولية أكاذيبه التي كلّفت شعوباً كثيرة أثماناً باهظة.
وفي ظل تصاعد الانتقادات الدولية لسياسات إسرائيل في قطاع غزة، تتجه الأنظار بشكل متزايد إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي بات يُصنّف على نطاق واسع كأحد أكثر الزعماء تضليلًا في العالم، إن لم يكن الأكذب على الإطلاق، نظرًا لسجله الطويل من الأكاذيب التي تتكرر في خطاباته وتنعكس في سياساته.
منذ سنوات، اعتاد نتنياهو إطلاق تصريحات دعائية ومعلومات مضللة، سواء أمام شعبه أو على المنابر الدولية. أبرز تلك الأكاذيب ظهرت في خطبه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث عرض في أكثر من مناسبة خرائط وصورًا زعم أنها لمواقع نووية إيرانية سرية، ليتبيّن لاحقًا، وفق تقارير وكالة الطاقة الذرية وصحف غربية، أن المعلومات غير دقيقة أو تم اجتزاؤها لأغراض سياسية.
وفي حرب غزة الأخيرة، أكد نتنياهو مرارًا أن "الجيش الإسرائيلي لا يستهدف المدنيين"، رغم أن تقارير موثقة من هيومن رايتس ووتش وبتسيلم وأطباء بلا حدود تشير إلى استهداف مباشر للنساء والأطفال والمنشآت الطبية والإعلامية، وسقوط آلاف الضحايا من المدنيين.
تقرير هيومن رايتس ووتش في أبريل الماضي، أشار إلى أن "إسرائيل ترتكب انتهاكات جسيمة قد ترقى إلى جرائم حرب، مع استخدام ممنهج للتضليل الإعلامي".
نتنياهو لم يكتف بتضليل العالم بشأن غزة، بل سبق له أن كرر ادعاءات كاذبة عن استخدام حركة حماس للمستشفيات والمدارس كمراكز عمليات، وهي رواية فندتها تحقيقات أممية وتقارير صادرة عن لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة.
تضليل داخلي وخارجي
لا يقتصر كذب نتنياهو على السياسة الخارجية، بل يمتد أيضًا إلى الداخل الإسرائيلي. خلال الأزمة المتعلقة بإضعاف القضاء، وعد بعدم المساس باستقلال السلطة القضائية، لكنه عاد وقاد حملة تشريعية مثيرة للجدل لتقويضها، ما أدى إلى واحدة من أعمق الأزمات السياسية في تاريخ إسرائيل.
صحيفة هآرتس الإسرائيلية وصفت نتنياهو مؤخرًا بأنه "المايسترو الأبرز للتضليل السياسي في تاريخ الدولة"، بينما نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تحليلًا جاء فيه أن "زمن الأكاذيب المجانية قد انتهى، ونتنياهو بات يمثل مدرسة قائمة على الكذب الممنهج لخدمة مشروع أيديولوجي متطرف".
العزلة تتسع
هذا السجل من التضليل لم يعد يمر دون تكلفة. إذ بدأت عدة دول بمراجعة علاقاتها مع إسرائيل.
جنوب أفريقيا سحبت سفيرها، وبوليفيا قطعت العلاقات، بينما بدأت أصوات أوروبية تعلو للمطالبة بفرض عقوبات. حتى في الولايات المتحدة، الحليف الأقرب لإسرائيل، تتصاعد الانتقادات من أعضاء في الكونغرس وشخصيات بارزة في الحزب الديمقراطي، متهمين حكومة نتنياهو بالكذب وانتهاك القيم المشتركة.
وفي عصر الإعلام المفتوح، لم تعد الأكاذيب تمر بسهولة. بل بات انكشافها يقوّض مصداقية إسرائيل على الساحة الدولية، ويعجّل – بحسب محللين – بـ"انفضاض دولي متسارع" عنها، مع تراجع قدرة نتنياهو على التحكم بالسردية الرسمية كما كان يفعل في العقود الماضية.
من الكذب إلى العزلة
في ميزان السياسة، تكرار الكذب وتضليل الرأي العام المحلي والدولي بات مكلفًا سياسيًا. فقدت إسرائيل جزءًا من رصيدها الدولي، ليس بسبب ممارساتها في الحرب فقط، بل لأن قادتها – وفي مقدمتهم نتنياهو – لم يعودوا يُصدَّقون.
وفي ظل اتساع الفجوة بين الرواية الرسمية الإسرائيلية والواقع الميداني، وتزايد تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية، يبرز بنيامين نتنياهو باعتباره اليوم، بلا منازع، الزعيم الأكثر تضليلًا في العالم.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تقريرامريكي : إسرائيل تستعد لضرب إيران بشكل منفرد
تقريرامريكي : إسرائيل تستعد لضرب إيران بشكل منفرد

معا الاخبارية

timeمنذ 18 دقائق

  • معا الاخبارية

تقريرامريكي : إسرائيل تستعد لضرب إيران بشكل منفرد

واشنطن- معا- كشفت شبكة "سي.إن.إن" الأميركية، نقلا عن مسؤولين أميركيين مُطلعين، بأن معلومات استخبارات جديدة حصلت عليها الولايات المتحدة تشير إلى أن إسرائيل تُجهز لضرب منشآت نووية إيرانية. وأضافت الشبكة نقلا عن المسؤولين أنه لم يتضح بعد ما إذا كان القادة الإسرائيليون قد اتخذوا قرارا نهائيا. ويأتي ذلك في الوقت الذي تسعى فيه إدارة ترامب إلى إبرام صفقة دبلوماسية مع طهران، حسبما أفاد عدة مسؤولين أميركيين مطلعين على أحدث المعلومات لشبكة "سي.إن.إن". وقال المسؤولون الأميركيون إن مثل هذه الضربة ستكون خروجًا صارخًا عن سياسة الرئيس دونالد ترامب، كما يمكن أن تؤدي إلى اندلاع صراع إقليمي أوسع في الشرق الأوسط وهو ما تحاول الولايات المتحدة تجنبه منذ أن أثارت الحرب في غزةالتوترات في 2023. وحذر المسؤولون من أنه ليس من الواضح ما إذا كان القادة الإسرائيليون قد اتخذوا قرارًا نهائيًا، وأن هناك خلافات عميقة داخل الحكومة الأميركية بشأن احتمال قيام إسرائيل بالتحرك في نهاية المطاف. ومن المرجح أن يعتمد توقيت وطريقة الضربة الإسرائيلية على تقييم إسرائيل للمفاوضات الأميركية مع طهران بشأن برنامجها النووي. وقال شخص آخر مطلع على المعلومات الأميركية بشأن القضية: "ارتفعت فرص الضربة الإسرائيلية على منشأة نووية إيرانية بشكل كبير في الأشهر الأخيرة". وأضاف: "احتمالية التوصل لاتفاق بين الولايات المتحدة وإيران برعاية ترامب لا يزيل كل اليورانيوم الإيراني تجعل احتمال الضربة أكبر". وترجع المخاوف المتزايدة ليس فقط إلى الرسائل العلنية والخاصة من كبار المسؤولين الإسرائيليين الذين يدرسون مثل هذه الخطوة، بل وأيضًا إلى الاتصالات الإسرائيلية التي تم اعتراضها ومراقبة تحركات الجيش الإسرائيلي التي قد توحي بضربة وشيكة، وفقًا لعدة مصادر مطلعة على المعلومات الاستخباراتية. ومن بين التحضيرات العسكرية التي رصدتها الولايات المتحدة، حركة ذخائر جوية وإنهاء تمرين جوي، حسبما قال مصدران. لكن هذه المؤشرات نفسها قد تكون ببساطة محاولة إسرائيل للضغط على إيران للتخلي عن نقاط رئيسية في برنامجها النووي من خلال إرسال إشارة بالعواقب في حال عدم التراجع، مما يبرز التعقيدات المتغيرة التي تواجهها إدارة البيت الأبيض. وقد هدد ترامب علنًا باتخاذ إجراء عسكري ضد إيران إذا فشلت جهود إدارته في التفاوض على اتفاق نووي جديد للحد من أو القضاء على البرنامج النووي الإيراني، لكنه وضع أيضًا حدًا زمنيًا لمدة المفاوضات الدبلوماسية. وفي رسالة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي في منتصف مارس، حدد ترامب مهلة 60 يومًا لنجاح تلك الجهود، حسب مصدر مطلع على الرسالة. والآن مرت أكثر من 60 يومًا منذ تسليم الرسالة، و38 يومًا منذ بدء الجولة الأولى من المحادثات. وقال دبلوماسي غربي رفيع التقى بالرئيس في وقت سابق من هذا الشهر إن ترامب أوضح أن الولايات المتحدة ستمنح هذه المفاوضات بضعة أسابيع فقط قبل اللجوء إلى ضربات عسكرية، لكن حتى الآن، سياسة البيت الأبيض هي الدبلوماسية. وقال جوناثان بانكوف، مسؤول استخباراتي سابق متخصص في المنطقة: "هذا وضع إسرائيل بين المطرقة والسندان". وتابع: "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتعرض لضغوط لتجنب اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران لا يعتبره مرضيًا، وفي نفس الوقت عدم إغضاب ترامب، الذي سبق وأن اختلف مع نتنياهو في قضايا أمنية رئيسية في المنطقة". وأضاف بانكوف: "في نهاية المطاف، سيكون قرار إسرائيل مبنيًا على تحديدات السياسة الأميركية والإجراءات، وعلى ما يوافق عليه أو لا يوافق عليه الرئيس ترامب مع إيران". وأوضح أنه لا يعتقد أن نتنياهو سيكون مستعدًا لخوض مخاطرة بتفكيك العلاقة مع الولايات المتحدة تمامًا عبر شن ضربة دون موافقة ضمنية على الأقل من واشنطن.

روبيو: الولايات المتحدة لم تناقش تهجير الفلسطينيين من غزة إلى ليبيا
روبيو: الولايات المتحدة لم تناقش تهجير الفلسطينيين من غزة إلى ليبيا

معا الاخبارية

timeمنذ 28 دقائق

  • معا الاخبارية

روبيو: الولايات المتحدة لم تناقش تهجير الفلسطينيين من غزة إلى ليبيا

بيت لحم- معا- قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي إن "الولايات المتحدة سعيدة برؤية استئناف ادخال الأغذية إلى غزة". وأشار روبيو إلى تقرير يفيد بأن الولايات المتحدة تدرس خطة لنقل سكان غزة إلى ليبيا، قائلاً: "لم تناقش الولايات المتحدة ترحيل الفلسطينيين من غزة إلى ليبيا، لكنها سألت دولاً أخرى في المنطقة عما إذا كانت منفتحة على قبول أشخاص من غزة".

"رويترز": بمبادرة من الشرع.. سوريا سلّمت أرشيف إيلي كوهين لـ"إسرائيل"
"رويترز": بمبادرة من الشرع.. سوريا سلّمت أرشيف إيلي كوهين لـ"إسرائيل"

معا الاخبارية

timeمنذ 8 ساعات

  • معا الاخبارية

"رويترز": بمبادرة من الشرع.. سوريا سلّمت أرشيف إيلي كوهين لـ"إسرائيل"

واشنطن- معا- ذكرت وكالة "رويترز"، نقلاً عن ثلاثة مصادر مطلعة، أنّ القيادة السورية وافقت على تسليم وثائق ومتعلّقات الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين إلى اسرائيل، "في محاولة لخفض حدة التوتر مع واشنطن، كبادرة حسن النوايا تجاه الرئيس الأميركي دونالد ترامب". وقبل يومين، استرجعت "إسرائيل" نحو 2500 وثيقة وصورة ومقتنيات شخصية تعود لكوهين، كانت ضمن "الأرشيف السوري الرسمي"، واحتُفظ بها لعقود من الزمن تحت حراسة مشدّدة. وزعم مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان، أنّ "الموساد" نفّذ "عملية سرية معقّدة بالتعاون مع جهة استخباراتية شريكة" لاسترجاع تلك الموادّ. وأضاف أنّ "الأرشيف يحتوي على آلاف الوثائق التي احتفظت بها الاستخبارات السورية". ورغم هذا الإعلان، ذكرت الوكالة أنّ مصدراً أمنياً سورياً، ومستشاراً لرئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، إلى جانب شخص ثالت مطّلع على محادثات سرية، أكدوا أنّ تلك الموادّ "عُرضت على إسرائيل ضمن مبادرة غير مباشرة من الشرع"، وذلك في سياق مساعٍ "لتهدئة التوترات وبناء الثقة مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب". وتعليقاً على الخطوة، وصف جهاز "الموساد" استعادة المتعلّقات بأنها "إنجاز أخلاقي رفيع"، بينما اعتبر نتنياهو كوهين "أسطورة"، و"أعظم عميل استخبارات في تاريخ إسرائيل". يُذكر أنّ كوهين، الذي تسلّل إلى سوريا تحت اسم كامل أمين ثابت، رجل أعمال من أصول سورية، أُعدم شنقاً في ساحة المرجة وسط دمشق في 18 أيار/مايو 1965، بعد أن كشف أمره في إثر اختراقه للنخبة السياسية والعسكرية في البلاد. ولا تزال "إسرائيل" تسعى منذ سنوات لاستعادة رفاته. في المقابل، لم يصدر أيّ تعليق رسمي من مكتب نتنياهو أو السلطات السورية أو البيت الأبيض بشأن الدور السوري في هذه العملية. من جهتها، نفت "القناة 12" الإسرائيلية ما أوردته "رويترز" بشأن وجود "دور للجولاني في تسليم الأرشيف". وكانت "إسرائيل" قد بدأت، منذ أواخر عام 2024، اتصالات مع جهات خارجية وسوريين في محاولة للوصول إلى مكان دفن كوهين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store