logo
شارع الأعشى (2 من 2)

شارع الأعشى (2 من 2)

سعورس٢٨-٠٤-٢٠٢٥

بعث لي أحدهم يقول: في الفترة التي تناولها المسلسل كنت وأهلي نسكن بيتاً من الطين على بعد أمتار من شارع الأعشى وعلى مقربة من دوار شارع سلام الذي وُجِدَ فيه أول مصنع ثلج بالرياض.
ويضيف: لاحظت أن المسلسل أساء لتلك الفترة وكان مشتملاً على وقائع مبالغ فيها.
كذلك لاحظت ان اختيار بعض الممثلات لم يكن صائباً لأنهن شكلاً ولهجةً ولباساً لا ينتمين لتلك الفترة.
ويتابع: كانت هناك عادات ومواقف وقصص أغفلها المسلسل أو لم يتطرق
لها حيث كانت هناك ألعاب شعبية في الحارة قديماً تجمع البنات وأخرى للأولاد.
كانت البنات يلعبن (الدبق) والأولاد (البعة) (أول حيد) (والمصاقيل) (الكعابة) (وسبع حجر) ولعبة المطاردة (غزالة) ، وأحياناً يكون هناك تمازج في بعضها، وكان لتلك الألعاب الشعبية البريئة، أثر في العلاقات بين الجيران، ومن ذلك أنها كانت تؤدي إلى دخول بنات الجيران إلى بيوت جيرانهم، وتلك التصرفات العفوية البريئة، كانت تسهم مع الأيام في خلق علاقات طيبة، قد تقود إلى مشروعات زواج مستقبلية.
وكان الجيران يتسلفون من جيرانهم المواعين والقدور وبعض الأدوات
مثل المقص وأدوات الخياطة والملابس والسكر والشاي وغيرها.
وعُرفت في ذلك الزمن "الأسر المنتجة" التي كانت تعمل شراب توت يوضع في أكياس بلاستيك ويجمد ثم يباع للأطفال على إنه آيسكريم، بينما الاطفال يشترون منهم، ويثقبون كيس البلاستيك، ويمتصون التوت المجمَّد.
وبيوت أخرى تخصصت في صنع (قرص عقيل) أو ( قرص عمر)، حيث كان أطفال الحارة يشترونه، وأحياناً لايملكون المال فيأخذون بالدين.
ويرى هذا المواطن من وجهة نظره أن "المسلسل شوّه صورة تلك الفترة".
فنياً،على الحبكة الدرامية أن تنسجم مع أجواء الفترة الزمنية التي تتحدث عنها لا أن تفتري عليها أو تفتعل ما لا صلة له بواقع تلك الفترة.
وفيما يتعلق بالملابس النسائية، كانت الفتيات الصغيرات والكبيرات وكذا الأمهات، يحرصن على ارتداء (سراويل خط البلدة) وفيها ستر وقدر كبير من الاحتشام.
ومن أدوات الزينة: الحناء في اليدين والرأس والقدمين، وكذلك (الديرم) وهو لحاء يتخذ من شجر الجوز ويُجلب من الهند ، وكذلك المِشَاط وهو ما تضعه النساء في مفرق شعر الرأس.
من العبارات التي لم تجد سبيلها في حوار المسلسل بطن الحوي: وسط البيت، المجبب: مابين الغرف، الدهليز: مدخل البيت، القوع: آخر البيت، الطاية: السطح، الطرمة: مكان مراقبة مرتفع بالدور الأول يطل على الشارع أو السكة.
ومن المفردات التي كان ينبغي ان تكون حاضرة في الحوار: يسنع المعاملة، سيارة جخة، طعم الغداء حانط: أي قليل الملح، الشاهي دردبيس: أي كثير السكر، الشيلة، الغدفة: وهي من لباس رأس المرأة، السيارة توها جاية من الحفيز: أي جديدة وكالة، دوكاها في المطبخ: أي تجدها في المطبخ.
بالنسبة للأغاني: كانت الأسطوانات في السيارات حاضرة بقوة وخاصة للفنانين: سالم الحويل، فهد بن سعيد، حجاب، بشير حمد شنان.
ومن الممارسات الحياتية ذلك الزمن، أنه عند مغاسل الرجال، يقف شاب معه فوطة وطيب، وعند جلوس الضيوف على الطعام، يقف شاب بيده طاسة ماء لمن أراد الشرب أثناء الأكل، أو من أراد دفع لقمة كبيرة.
تمنى البعض أن يرى جانباً من عودة البنات مشياً من المدرسة وعليهن المريول الأزرق الكحلي، وتلك تفاصيل غاب بعضها أو معظمها عن المسلسل.
وكان من رأي أحد الممثلين أن الرواية وإن خالطها الخيال فلابد أن يكون فيها كثير من الواقع. ويعتقد هذا الممثل أن أحداث المسلسل دار معظمها حول علاقات ومغامرات عاطفية دون النظر لما كانت تحدثه من خدش في الأخلاق وعلاقة الآباء والأمهات بأبنائهم وبناتهم.
وتساءل هذا الممثل: هل كانت معظم اهتمامات الفتيات في تلك الفترة منصبة فقط على الغراميات والطرب والعبث؟ وأين العلاقات الأسرية والاجتماعية بما فيها من محبة وألفة بين الجيران وأفراد المجتمع. أين الترابط والأخوة والنخوة؟ أين الإيثار والأصالة والرجولة؟ وفي رأيه أن هناك أشياء كثيرة غابت في ظل بحث عن الإثارة وشد انتباه المشاهد وبحث عن الأكشن.
وبرغم كل ذلك، فإن هذا الممثل يصف العمل بأنه جهد عظيم ومشكور والممثلين والممثلات كانوا رائعين ومقنعين، فيما اللهجة كانت مسؤولية المشرفين الذين وصفهم بأنهم كانوا "نايمين في العسل".
هذا ما تيسر حول مسلسل "شارع الأعشى" في الجزء الأول منه، فإن كانت هناك مواصلة لهذا المسلسل، فنتوقع أن كتّاب السيناريو والمخرجين تهمهم مثل الملحوظات التي فصلنا الحديث فيها في مقالينا.
وفق الله الجميع لما فيه الخير.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تجربتي في تطوير ستايل حجابي.. المدونة دينا سعد تشاركنا أسرارها
تجربتي في تطوير ستايل حجابي.. المدونة دينا سعد تشاركنا أسرارها

مجلة سيدتي

timeمنذ 6 أيام

  • مجلة سيدتي

تجربتي في تطوير ستايل حجابي.. المدونة دينا سعد تشاركنا أسرارها

من منا لم تواجه بعض الصعوبات في تنسيق أزيائها في بداية ارتدائها للحجاب سواء في إيجاد ملابس محتشمة في المتاجر العالمية أو في تحديد الستايل المناسب للف الطرحة، رحلة طويلة تخوضها كل محجبة جديدة لتأسيس خزانة Modest تختلف كلياً عما كانت تملكه من أزياء قبل الحجاب، ولنختصر عليك الطريق قررنا أن نشاركك تجربة مدونة الموضة المحجبة دينا سعد والتي ستدلك على النقطة التي ستنطلقين منها لتطوير ستايل حجابك بما يواكب آخر صيحات الموضة. صعوبات واجهتني في بداية ارتدائي للحجاب View this post on Instagram A post shared by Dina Saad - دينا سعد (@dinaaelnaggar) مثل كل فتاة ترتدي الحجاب في سن صغيرة، واجهت مدونة الموضة دينا النجار بعض الصعوبات في تغيير نمط أزيائها، ولأنها اتخذت قرار ارتداء الحجاب قبل ١٣ عاماً، في عمر الخامسة عشر تحديداً، لم يكن من السهل في ذلك الوقت إيجاد ملابس بمواصفات محتشمة لدى المتاجر العالمية الشهيرة وتناسب فتاة محجبة صغيرة، فكان اهتمام أغلب الماركات حينذاك موجهاً لأزياء المحجبات في عمر الأربعين والخمسين، وتضيف دينا: "في زمن لم تكن مواقع التواصل الاجتماعي بهذا التواجد الذي نشهده حالياً، لم تكن مصادر الإلهام متاحة لنا كما هو الحال الآن، لذا حتى لفات الطرح كان تشكل تحدياً لي فلم أستقر بسهولة في البداية على الستايل المناسب لوجهي، واضطررت لفترة طويلة أن أعتمد لفة لست راضية عنها تماماً، وبالتجريب المستمر لستايلات مختلفة استطعت أخيراً أن أحدد ما يناسبني ويمنحنى الراحة ويناسب ستايل أزيائي أيضاً الذي يميل إلى الكاجوال. كيف حولت خزانتي لتناسب فتاة محجبة؟ View this post on Instagram A post shared by Dina Saad - دينا سعد (@dinaaelnaggar) كانت هذه من أصعب الخطوات، فلم أنجزها مرة واحدة بل استغرقت وقتاً، ونفذتها على مراحل كثيرة، فأتبعت الطرق التالية: لم أستعجل التغيير: فعلى كل امرأة تنوي ارتداء الحجاب أو تغيير ستايلها بشكل عام أن تقوم بذلك خطوة خطوة، فتطوير نوع الأزياء سيأتي بالتدريج وسيكون نتيجة طبيعية لتراكم الخبرات عن طريق تجريب ستايلات مختلفة من دون ملل أو خوف، فالمغامرة هنا ستختصر عليك الطريق، فقد تحبين قطعة لم تتصوري يوماً أن ترتديها. استعنت بآراء المقربين: لا مانع من الاستعانة بآراء الأشخاص الذين نثق بهم، فمن واقع تجربتي أؤكد أن ذلك ساعدني كثيراً، فعندما بدأت أن أستمع لاقتراحات زوجي في تجريب بعض الستايلات، نجحت أخيراً في الاستقرار على الستايل الكاجوال، وبدأت في تبني موضة البناطيل الـ Wide Leg والقمصان الـ Oversized الطويلة، وقد كنت محظوظة لأنها كانت الصيحات الأكثر انتشاراً قبل سنوات قليلة، ولا تزال إلى الآن تتجدد باستمرار مع بداية كل موسم جديد. الاستمتاع بطلعات التسوق: أحببت الملابس الكاجوال الواسعة، وأصبحت أستمتع بالتسوق من الماركات العالمية الشهيرة التي باتت تدرج في كل موسم مئات القطع التي تناسبني وتخدم نمط أزيائي الجديد، وبالتدريج أصبحت خزانتي تناسب امرأة محجبة، وامتلأت بالقطع التي تعكس شخصيتي وتناسب نمط حياتي كزوجة وأم جديدة. تحديد الماركات التي يمكنني الاعتماد عليها: فما أكثر الماركات التي تقدم صيحات الموضة الرائجة في كل موسم، وأغلبها يتشابه إلى حدّ كبير، ولكن يظل لكل اسم بصمته الخاصة، فقد كنت أستغرب في البداية، لماذا تعجبني صيحة ما من ماركة معينة ونفس الستايل لا أرتاح له عندما أشتريه من ماركة أخرى؟ وهنا أدركت أن هناك بعض الفروق البسيطة التي تعزز ثقتنا فيما نرتديه ونرتاح له، لذا يجب أن تكون هناك ماركات معينة تعتمد عليها كل امرأة بما يوافق ذوقها، على الأقل تلجأ إليها من دون تفكير عند شراء الأساسيات التي ستساعدها لاحقاً في التأسيس لخزانة متكاملة. قد يهمك التعرف إلى لفات طرح للوجه البيضاوي من وحي مدونات الموضة المحجبات هذه الطرق ساعدتني في تطوير ستايلي كامرأة محجبة View this post on Instagram A post shared by Dina Saad - دينا سعد (@dinaaelnaggar) لم يكن كل ما سبق كافياً لتطوير ستايلي كامرأة محجبة، فقد كانت هناك خطوات أخرى اتخذتها، ومن أهمها: الاطلاع المستمر على جديد الماركات: فتحديد الستايل الشخصي، ليس أمراً سهلاً، بل يتطلب منك التعرف إلى آخر الصيحات، ومتابعة الماركات سواء بالتجول في مراكز التسوق الكبيرة أو عبر تطبيقاتها المتوافرة على هواتفنا المحمولة، فقد كان ذلك بمثابة التغذية البصرية لي، فأتاح لي ذلك رؤية أنماط مختلفة وتكوين رؤيتي الخاصة حول ما يناسبني. أجريت تحليلاً دقيقاً للقطع التي تجذب نظري: رؤية موديلات منوعة في المتاجر من الممكن أن يشتتنا، ولكن كان علىّ الانتباه لما يجذب نظري ويعجبني على الفور، هنا أدركت أن الستايل الكاجوال هو المفضل لي، بعدما أصبحت أبحث عنه في كل مجموعة جديدة للماركات المفضلة لي. متابعة وجوه الموضة الشهيرات: فمشاهدة إطلالات مدونات الموضة المحجبات بشكل دائم، حببني أكثر في ستايل الملابس المحتشمة وشجعني على تطبيق تنسيقات كثيرة، فسأظل أؤكد أن الاطلاع والتجريب هما السبيل لتطوير ستايل الأزياء. الخلاصة: على كل امرأة ارتدت الحجاب حديثاً أن تكون صبورة، ولا تسعى إلى إجراء تغيير كامل على ستايلها بطريقة مفاجئة تكون غير مستعدة له نفسياً، فمن المهم أن يكون الأمر تدريجياً حتى تتمكن من أن تحب مظهرها الجديد ولا تمل سريعاً، امنحي لنفسك فرصة، لاكتشاف نوع الأزياء الذي ترتاحين له لتخلقي لنفسك "ستايل" تتفردين به وتسعدين في كل مرة تطلين به. اكتشفي

شارع الأعشى (2 من 2)
شارع الأعشى (2 من 2)

البلاد السعودية

time٠٥-٠٥-٢٠٢٥

  • البلاد السعودية

شارع الأعشى (2 من 2)

لقيت الحلقة الأولى من هذا المقال صدى واسعاً لدى المتلقين، هذا يدفعنا للقول إن دل ذلك على شيء فإنما يدل على أن المسلسل نجح في إحداث نقاش مجتمعي عاد بأهل تلك المنطقة إلى ذكريات جميلة. بعث لي أحدهم يقول: في الفترة التي تناولها المسلسل كنت وأهلي نسكن بيتاً من الطين على بعد أمتار من شارع الأعشى وعلى مقربة من دوار شارع سلام الذي وُجِدَ فيه أول مصنع ثلج بالرياض. ويضيف: لاحظت أن المسلسل أساء لتلك الفترة وكان مشتملاً على وقائع مبالغ فيها. كذلك لاحظت ان اختيار بعض الممثلات لم يكن صائباً لأنهن شكلاً ولهجةً ولباساً لا ينتمين لتلك الفترة. ويتابع: كانت هناك عادات ومواقف وقصص أغفلها المسلسل أو لم يتطرق لها حيث كانت هناك ألعاب شعبية في الحارة قديماً تجمع البنات وأخرى للأولاد. كانت البنات يلعبن (الدبق) والأولاد (البعة) (أول حيد) (والمصاقيل) (الكعابة) (وسبع حجر) ولعبة المطاردة (غزالة) ، وأحياناً يكون هناك تمازج في بعضها، وكان لتلك الألعاب الشعبية البريئة، أثر في العلاقات بين الجيران، ومن ذلك أنها كانت تؤدي إلى دخول بنات الجيران إلى بيوت جيرانهم، وتلك التصرفات العفوية البريئة، كانت تسهم مع الأيام في خلق علاقات طيبة، قد تقود إلى مشروعات زواج مستقبلية. وكان الجيران يتسلفون من جيرانهم المواعين والقدور وبعض الأدوات مثل المقص وأدوات الخياطة والملابس والسكر والشاي وغيرها. وعُرفت في ذلك الزمن 'الأسر المنتجة' التي كانت تعمل شراب توت يوضع في أكياس بلاستيك ويجمد ثم يباع للأطفال على إنه آيسكريم، بينما الاطفال يشترون منهم، ويثقبون كيس البلاستيك، ويمتصون التوت المجمَّد. وبيوت أخرى تخصصت في صنع (قرص عقيل) أو ( قرص عمر)، حيث كان أطفال الحارة يشترونه، وأحياناً لايملكون المال فيأخذون بالدين. ويرى هذا المواطن من وجهة نظره أن 'المسلسل شوّه صورة تلك الفترة'. فنياً،على الحبكة الدرامية أن تنسجم مع أجواء الفترة الزمنية التي تتحدث عنها لا أن تفتري عليها أو تفتعل ما لا صلة له بواقع تلك الفترة. وفيما يتعلق بالملابس النسائية، كانت الفتيات الصغيرات والكبيرات وكذا الأمهات، يحرصن على ارتداء (سراويل خط البلدة) وفيها ستر وقدر كبير من الاحتشام. ومن أدوات الزينة: الحناء في اليدين والرأس والقدمين، وكذلك (الديرم) وهو لحاء يتخذ من شجر الجوز ويُجلب من الهند، وكذلك المِشَاط وهو ما تضعه النساء في مفرق شعر الرأس. من العبارات التي لم تجد سبيلها في حوار المسلسل بطن الحوي: وسط البيت، المجبب: مابين الغرف، الدهليز: مدخل البيت، القوع: آخر البيت، الطاية: السطح، الطرمة: مكان مراقبة مرتفع بالدور الأول يطل على الشارع أو السكة. ومن المفردات التي كان ينبغي ان تكون حاضرة في الحوار: يسنع المعاملة، سيارة جخة، طعم الغداء حانط: أي قليل الملح، الشاهي دردبيس: أي كثير السكر، الشيلة، الغدفة: وهي من لباس رأس المرأة، السيارة توها جاية من الحفيز: أي جديدة وكالة، دوكاها في المطبخ: أي تجدها في المطبخ. بالنسبة للأغاني: كانت الأسطوانات في السيارات حاضرة بقوة وخاصة للفنانين: سالم الحويل، فهد بن سعيد، حجاب، بشير حمد شنان. ومن الممارسات الحياتية ذلك الزمن، أنه عند مغاسل الرجال، يقف شاب معه فوطة وطيب، وعند جلوس الضيوف على الطعام، يقف شاب بيده طاسة ماء لمن أراد الشرب أثناء الأكل، أو من أراد دفع لقمة كبيرة. تمنى البعض أن يرى جانباً من عودة البنات مشياً من المدرسة وعليهن المريول الأزرق الكحلي، وتلك تفاصيل غاب بعضها أو معظمها عن المسلسل. وكان من رأي أحد الممثلين أن الرواية وإن خالطها الخيال فلابد أن يكون فيها كثير من الواقع. ويعتقد هذا الممثل أن أحداث المسلسل دار معظمها حول علاقات ومغامرات عاطفية دون النظر لما كانت تحدثه من خدش في الأخلاق وعلاقة الآباء والأمهات بأبنائهم وبناتهم. وتساءل هذا الممثل: هل كانت معظم اهتمامات الفتيات في تلك الفترة منصبة فقط على الغراميات والطرب والعبث؟ وأين العلاقات الأسرية والاجتماعية بما فيها من محبة وألفة بين الجيران وأفراد المجتمع. أين الترابط والأخوة والنخوة؟ أين الإيثار والأصالة والرجولة؟ وفي رأيه أن هناك أشياء كثيرة غابت في ظل بحث عن الإثارة وشد انتباه المشاهد وبحث عن الأكشن. وبرغم كل ذلك، فإن هذا الممثل يصف العمل بأنه جهد عظيم ومشكور والممثلين والممثلات كانوا رائعين ومقنعين، فيما اللهجة كانت مسؤولية المشرفين الذين وصفهم بأنهم كانوا 'نايمين في العسل'. هذا ما تيسر حول مسلسل 'شارع الأعشى' في الجزء الأول منه، فإن كانت هناك مواصلة لهذا المسلسل، فنتوقع أن كتّاب السيناريو والمخرجين تهمهم مثل الملحوظات التي فصلنا الحديث فيها في مقالينا. وفق الله الجميع لما فيه الخير. ogaily_wass@

شارع الأعشى (2 من 2)
شارع الأعشى (2 من 2)

سعورس

time٢٨-٠٤-٢٠٢٥

  • سعورس

شارع الأعشى (2 من 2)

بعث لي أحدهم يقول: في الفترة التي تناولها المسلسل كنت وأهلي نسكن بيتاً من الطين على بعد أمتار من شارع الأعشى وعلى مقربة من دوار شارع سلام الذي وُجِدَ فيه أول مصنع ثلج بالرياض. ويضيف: لاحظت أن المسلسل أساء لتلك الفترة وكان مشتملاً على وقائع مبالغ فيها. كذلك لاحظت ان اختيار بعض الممثلات لم يكن صائباً لأنهن شكلاً ولهجةً ولباساً لا ينتمين لتلك الفترة. ويتابع: كانت هناك عادات ومواقف وقصص أغفلها المسلسل أو لم يتطرق لها حيث كانت هناك ألعاب شعبية في الحارة قديماً تجمع البنات وأخرى للأولاد. كانت البنات يلعبن (الدبق) والأولاد (البعة) (أول حيد) (والمصاقيل) (الكعابة) (وسبع حجر) ولعبة المطاردة (غزالة) ، وأحياناً يكون هناك تمازج في بعضها، وكان لتلك الألعاب الشعبية البريئة، أثر في العلاقات بين الجيران، ومن ذلك أنها كانت تؤدي إلى دخول بنات الجيران إلى بيوت جيرانهم، وتلك التصرفات العفوية البريئة، كانت تسهم مع الأيام في خلق علاقات طيبة، قد تقود إلى مشروعات زواج مستقبلية. وكان الجيران يتسلفون من جيرانهم المواعين والقدور وبعض الأدوات مثل المقص وأدوات الخياطة والملابس والسكر والشاي وغيرها. وعُرفت في ذلك الزمن "الأسر المنتجة" التي كانت تعمل شراب توت يوضع في أكياس بلاستيك ويجمد ثم يباع للأطفال على إنه آيسكريم، بينما الاطفال يشترون منهم، ويثقبون كيس البلاستيك، ويمتصون التوت المجمَّد. وبيوت أخرى تخصصت في صنع (قرص عقيل) أو ( قرص عمر)، حيث كان أطفال الحارة يشترونه، وأحياناً لايملكون المال فيأخذون بالدين. ويرى هذا المواطن من وجهة نظره أن "المسلسل شوّه صورة تلك الفترة". فنياً،على الحبكة الدرامية أن تنسجم مع أجواء الفترة الزمنية التي تتحدث عنها لا أن تفتري عليها أو تفتعل ما لا صلة له بواقع تلك الفترة. وفيما يتعلق بالملابس النسائية، كانت الفتيات الصغيرات والكبيرات وكذا الأمهات، يحرصن على ارتداء (سراويل خط البلدة) وفيها ستر وقدر كبير من الاحتشام. ومن أدوات الزينة: الحناء في اليدين والرأس والقدمين، وكذلك (الديرم) وهو لحاء يتخذ من شجر الجوز ويُجلب من الهند ، وكذلك المِشَاط وهو ما تضعه النساء في مفرق شعر الرأس. من العبارات التي لم تجد سبيلها في حوار المسلسل بطن الحوي: وسط البيت، المجبب: مابين الغرف، الدهليز: مدخل البيت، القوع: آخر البيت، الطاية: السطح، الطرمة: مكان مراقبة مرتفع بالدور الأول يطل على الشارع أو السكة. ومن المفردات التي كان ينبغي ان تكون حاضرة في الحوار: يسنع المعاملة، سيارة جخة، طعم الغداء حانط: أي قليل الملح، الشاهي دردبيس: أي كثير السكر، الشيلة، الغدفة: وهي من لباس رأس المرأة، السيارة توها جاية من الحفيز: أي جديدة وكالة، دوكاها في المطبخ: أي تجدها في المطبخ. بالنسبة للأغاني: كانت الأسطوانات في السيارات حاضرة بقوة وخاصة للفنانين: سالم الحويل، فهد بن سعيد، حجاب، بشير حمد شنان. ومن الممارسات الحياتية ذلك الزمن، أنه عند مغاسل الرجال، يقف شاب معه فوطة وطيب، وعند جلوس الضيوف على الطعام، يقف شاب بيده طاسة ماء لمن أراد الشرب أثناء الأكل، أو من أراد دفع لقمة كبيرة. تمنى البعض أن يرى جانباً من عودة البنات مشياً من المدرسة وعليهن المريول الأزرق الكحلي، وتلك تفاصيل غاب بعضها أو معظمها عن المسلسل. وكان من رأي أحد الممثلين أن الرواية وإن خالطها الخيال فلابد أن يكون فيها كثير من الواقع. ويعتقد هذا الممثل أن أحداث المسلسل دار معظمها حول علاقات ومغامرات عاطفية دون النظر لما كانت تحدثه من خدش في الأخلاق وعلاقة الآباء والأمهات بأبنائهم وبناتهم. وتساءل هذا الممثل: هل كانت معظم اهتمامات الفتيات في تلك الفترة منصبة فقط على الغراميات والطرب والعبث؟ وأين العلاقات الأسرية والاجتماعية بما فيها من محبة وألفة بين الجيران وأفراد المجتمع. أين الترابط والأخوة والنخوة؟ أين الإيثار والأصالة والرجولة؟ وفي رأيه أن هناك أشياء كثيرة غابت في ظل بحث عن الإثارة وشد انتباه المشاهد وبحث عن الأكشن. وبرغم كل ذلك، فإن هذا الممثل يصف العمل بأنه جهد عظيم ومشكور والممثلين والممثلات كانوا رائعين ومقنعين، فيما اللهجة كانت مسؤولية المشرفين الذين وصفهم بأنهم كانوا "نايمين في العسل". هذا ما تيسر حول مسلسل "شارع الأعشى" في الجزء الأول منه، فإن كانت هناك مواصلة لهذا المسلسل، فنتوقع أن كتّاب السيناريو والمخرجين تهمهم مثل الملحوظات التي فصلنا الحديث فيها في مقالينا. وفق الله الجميع لما فيه الخير.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store