
كوبولا، الرؤيوي المجازف الذي وبّخته هوليوود!
هكذا اذاً، فرنسيس فورد كوبولا هو "أسوأ مخرج' عن 'ميغالوبوليس"، بحسب جوائز الـ"رازي"، فيما أفلام تتراوح بين العادي والرديء تصدّرت المشهد الأوسكاري في مطلع هذا الأسبوع. مهزلة لا يتخيلها العقل، تُضاف إلى تلك التي حدثت عندما فضّل أعضاء الأكاديمية "شكسبير مغرماً" على "الخيط الأحمر الرفيع" لماليك و"إنقاذ الجندي راين" لسبيلبرغ.
كوبولا، وهو أحد آخر عمالقة الشاشة، وافق على استلام الجائزة المهينة، لكنه استغل الفرصة لشنّ هجوم على هوليوود التي تفتقر إلى الشجاعة.
الفنّان، 86 عاماً، الذي خاض مغامرات سينمائية حملته من أدغال الفيليبين يوم صوّر فيها "القيامة الآن"، إلى تجارب طليعية مع "واحد من القلب"، مروراً بقراءة المستقبل في "المحادثة"، أعطانا، العام الماضي، أحد أكثر الأفلام طموحاً ورؤيويةً، ومع ذلك لم تتأخّر هوليوود، التي أصبحت ترى فيه دخيلاً أو "أوتسايدر" (عنوان أحد أجمل أفلامه)، في وصمه بواحد من أحطّ النعوت، وذلك لخروجه على الطاعة والعمل على هامش المنظومة الثقافية والاقتصادية. مع التذكير بأنه بُذلت جهود اعلامية للتشويش على صدور 'ميغالوبوليس' في الصالات الأميركية، عبر توجيه تهم أخلاقية له (تقبيل فتاة من أفراد طاقم العمل خلال التصوير)، لكن لم تحدث الضجة المستهدفة، بسبب فراغ الملف!
شاهدنا "ميغالوبوليس" في مهرجان كانّ الأخير، قبل ان يخرج إلى الصالات في أواخر الصيف على نطاق محدود، ولم يحقّق عالمياً سوى نحو 15 مليون دولار، رغم تكلفته التي ناهزت الـ100 مليون.
مع هذا الفيلم، شنّ كوبولا فتحاً سينمائياً. فيلمه هذا ممعن في براءة البدايات، يذكّر بكلّ السينمائيين الذين يقحمون كلّ شيء في عملهم الأول، خشيةً ألا تتسنّى لهم فرصة ثانية للوقوف خلف الكاميرا. وجد كوبولا نفسه في ذلك المطرح، فالزمن يدهمه، ولكن يا للمفارقة، فهذا فيلم لا يمكن مَن لم يعش طويلاً ولم يكتسب الحكمة عبر تجربة السنوات، ان يتجرأ على إنجازه بل على التفكير فيه.
أراد كوبولا فيلماً خارج الملعب التقليدي، وقد موّله بماله الخاص. النتيجة: نصّ بصري هائل يدخلنا في دهاليز مخيلة فنّان ومفكّر سينمائي يكتب وصيته السينمائية، معانقاً العالم بأسره من أقصاه إلى أقصاه، على طريقة ماليك أو غودار.
لكن، بعد خمسين سنة تماماً على فوزه بـ"أوسكار" أفضل فيلم وأفضل مخرج عن "العراب 2"، صار يُنظر إلى صاحب "السعفتين"، باعتباره فنّانا خارج الموضة، لا يدر الأرباح. ماذا تغير في عمق موهبته طوال هذه الفترة؟ لا شيء، سوى ان تفصيلاً بسيطاً غيّر المعادلة: أصبح كوبولا ينجز الأفلام التي كان يحلم في إنجازها في بداياته، مبدّداً سوء الفهم الذي رافقه طوال حياته. فكوبولا لم يرغب يوماً في ان يكون مخرجاً محصوراً في الأمجاد الهوليوودية، ولو انه انجرّ رغماً عنه إلى هذا الفخّ. لطالما اعترف بأن سلسلة "العراب" لم تكن سوى مصادفة في حياته، ولم يطمح إليها، بل ولم تكن هذه هي السينما التي سعى اليها تجسيداً لتطلعاته الفنية.
على مر السنين، تبدّل فهمه للسينما. ما عادت تهمّه إلاّ الأفلام التي سينجزها خلال ما تبقّى له من وقت، رغم تأكيده في مهرجان كانّ الأخير انه سيعيش لفترة طويلة بعد! بمعنى آخر، يسعى كوبولا إلى الأفلام التي يرغب بها هو، لا الأفلام التي يطمح اليها المنتجون. لذا، اتخذ من حكايات عائلته المتداخلة مادة لنصوص شبه تجريبية تجلّت ذروتها في "تيترو". أما غيابه الطويل الأول الذي دام عشر سنين، بين عامي 1997 و2007، فبدّل نظرته إلى منجزه، اذ بعد ارتباطه القسري بـ"باراماونت"، عاد سينمائياً أكثر استقلالية يموّل أفلامه من عائدات بزنس النبيذ الذي يديره. المفارقة ان الاستقلالية عند كوبولا، كما الحال عند كثيرين، لا تعني دائماً الأفضل: ذلك ان أهم تحفه فبركها تحت الضغط وفي ظلّ أشد القيود.
كوبولا من الـ"أوسكار" إلى الـ"رازي".
في كلمة كتبها على صفحته في 'إنستغرام' (نعم، كوبولا يستخدم هذا الموقع)، شن هجوماً مهذّباً على هوليوود الحالية، لكن ما يهمني منها هو ذكره لكلمة "مجازفة". كوبولا الذي يعتبر نفسه من رواد المنظومة النضالية داخل السينما، قال ذات يوم، في ندوة، هذه الجملة التي علقت في ذهني: "أحب المجازفة، وإني أعتبر ان السينما من دونها كمن يتوقّع الانجاب من دون ممارسة الجنس".
لم ينسَ كوبولا ان يعبّر عن اعتزازه وهو يجد نفسه في صف واحد مع جاك تاتي، المخرج الفرنسي الذي تعرضت أفلامه، لا سيما رائعته "بلايتايم"، مشروعه الأكثر طموحاً، لانتكاسة، قبل ان يدخل التاريخ من أوسع بوابة. هذه بضعة أسطر كتب من خلالها كوبولا مانيفستو للسينما التي يصنعها بعض من أمثاله اليوم… صحيح انها سينما تُصنع اليوم، لكنها سينما من أجل الغد!
أفلامه كانت دائماً سابقة للزمن الذي جاءت فيه، وبعضها أخذ وقتاً طويلاً كي يُقدَّر. "العراب" مثلاً انتشل أفلام العصابات من سطحيتها، ناقلاً إياها إلى مستوى آخر من المعالجة الدرامية، انطلاقاً من مواضيع السلطة والوفاء والقيم. ومع "القيامة الآن"، لم ينجز فيلماً مرجعياً عن الحرب فحسب، بل زجّ بنا في جحيمها، بعيداً من الوطنيات الزائفة التي كانت سائدة قبله (مع بعض الإستثناءات). أما نزعته إلى التجريب والاختبار والتحدي، فحملته إلى الاستعانة بتقنيات ثورية، أصبحت معتمدة في هوليوود من بعده، فكان "واحد من القلب" الذي تعرض لفشل جماهيري كاد يقضي عليه، كحال "ميغالوبوليس". والجمهور لم يكن دائماً على أشد جهوزية لتلقّي هذه التجارب التي تخربط علاقته بالسينما. حتى في "دراكولا"، استنجد بحيل تضرب جذورها في المسرح، رافضاً الصور المشغولة بالكومبيوتر. هذا كله من دون ان ننسى كيف انه تنبّأ مع "المحادثة" بعالم التلاعب والتنصّت والتحكّم المقبل علينا.
ألم يكن رؤيوياً أيضاً عندما صرّح في كانّ، ستّة أشهر قبل اعادة انتخاب دونالد ترامب، ما يلي؟ 'ما يحدث الآن في ديموقراطيتنا هو بالضبط ما حدث في روما وأدّى إلى انهيارها قبل قرون. سياسيونا أخذونا إلى نقطة سنخسر فيها جمهوريتنا. ولكن، الرد عليهم لا يكون بدعم سياسيين آخرين، بل يجب أن يأتي من فنّاني أميركا. العالم اليوم تهيمن عليه نزعة فاشية، وهذا مرعب. أي شخص عاش الحرب العالمية الثانية وشهد على الفظائع، لا يرغب في تكرار تجربتها'.
لا شيء يؤكّد ان الكثير من الأفلام التي نراها اليوم ستبقى بعد خمسين عاماً. هذه فكرة أخرى طرحها كوبولا في جملة اعتراضية يستحق التأخر عندها. وأنا أضيف على كلامه، فإن الكثير من هذه الأفلام، خلافاً لأفلامه هو، يتبخّر في الهواء، شعوراً وتفاصيل درامية، فور خروجنا من الصالة، وكأننا لم نشاهد شيئاً.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

المدن
منذ 2 ساعات
- المدن
خالد سبسبي...هل يذهب وجه نصرالله إلى فينيسيا؟
إن كان بينالي فينسيا هو كأس العالم للفنون، كما يطلق عليه تهكماً، فهو لذلك إحدى الساحات القليلة التي يعاود فيها الفن انتسابه إلى الدولة الأمة. هناك حيث تمتلك كل دولة جناحها الثابت في القرية الأولمبية للفنون، يتخلى الفنانون عن فردياتهم المتباهي بها ليصبحوا ولمرة واحدة ممثلين لأوطانهم. ولذلك في كل دورة، قد تحتدم معارك تخص السياسة أكثر مما تخص الفن، إن كان يمكن تعيين الحدود بينهما. في شباط 2025، وقع الاختيار على الفنان الأسترالي لبناني الأصل، خالد سبسبي مع القيّم الفني مايكل داغيستينو لتمثيل أستراليا في بينالي فينيسيا 2026. إلا أن الاختيار سرعان ما أثار موجة من الهجوم على سبسبي في الصحافة المحلية، كون الحرب في غزة أضحت خط المواجهة الرئيس في عالمَي الثقافة والسياسة على السواء، والموقف منها هو معيار للولاء بشكل كوكبي. كانت تهمة سبسبي الرئيسية هي مشاركته في العام 2022 في الدعوة لمقاطعة مهرجان سيدني احتجاجاً على صفقة رعاية مع السفارة الإسرائيلية. طاول النقد أعماله الفنية أيضاً. ففي العام 2007 أهدى سبسبي إلى "متحف أستراليا للفن المعاصر" عمل فيديو بعنوان "أنت"، يعرض وجه أمين عام حزب الله الراحل، حسن نصر الله. سبسبي المولود في طرابلس العام 1965، والذي غادر لبنان مع أسرته في سن الثانية عشرة أثناء الحرب الأهلية، تلعب ذكرياته عن مسقط رأسه وعوداته اللاحقة إليه مصدر الإلهام الرئيس لأعماله. لكن سياق أعماله الفنية ومرجعياتها البيوغرافية لا يهمّ بالمرة. كانت الحملة الصحافية السطحية كفيلة بإلغاء "كرييتف استراليا" لتكليف الثنائي سبسبي وداغيستينو لتمثيل بلدهما في البينالي. لم يتوقف الأمر هنا. بعد شهر على إلغاء مشاركته في البينالي، قامت جامعة موناش الأسترالية بتعليق معرض لسبسبي بعنوان "أرض مسطحة". المعرض الذي كان من المفترض افتتاحه في 5 أيار/مايو الجاري، يضم لوحات ضخمة مرسومة بـ"القهوة اللبنانية" وتعالج ذكرياته كطفل أثناء الحرب الأهلية في بلده الأم. وكان ذلك أول معرض يلغيه متحف جامعة موناش للفنون منذ 50 عاماً. لحسن الحظ، نال سبسبي تضامناً واسعاً من الدوائر الفنية في أستراليا وخارجها، ووقع آلاف الفنانين ونقّاد الفنون بياناً يطالب "كرييتف أستراليا" بالتراجع عن قرارها. وفوق هذا، تلقى حتى مطلع الشهر الماضي تبرعات بقيمة 82 ألف دولار أسترالي وهو مبلغ كافٍ للبدء في العمل على المعرض الذي كان من المفترض المشاركة به في فينيسيا. مازال سبسبي ورفيقه عازمين على المشاركة في دورة العام المقبل من البينالي بشكل أو بآخر. مطلع الأسبوع، أصدرت الحكومة الأسترالية، مع بريطانيا وفرنسا وكندا، بياناً يدين العنف الإسرائيلي في غزة ويطالب بوقف فوري لإطلاق النار ودخول المساعدات إلى القطاع. ويوم الخميس تراجعت جامعة موناش عن تعليقها لمعرض سبسبي، والمزمع الآن افتتاحه في 29 أيار الجاري. من ناحيته، أصدر سبسبي بياناً ليعرب عن امتنانه للقطاع الفني من أجل إلتزامه بالدفاع عن الفنون والأفكار: "الأمر لا يتعلق بفنان واحد أو معرض واحد، بل يتعلق بكيفية تعاملنا كقطاع فني مع التحديات، ودعم بعضنا البعض، والحفاظ على نزاهة التعبير الفني". ما زال لدى الثنائي سبسبي وداغيستينو أمل في أن يتم التراجع عن قرار حرمانهما من المشاركة في بينالي فينيسيا. وبينما رفض عدد من الفنانين بشكل قاطع دعوات لتمثيل أستراليا بدلاً منهما، من المرجح أن يغلق الجناح الأسترالي في فينيسيا أبوابه أمام الجمهور في الدورة المقبلة، كما كان الجناح الإسرائيلي مغلقاً في دورة العام الماضي.


ليبانون 24
منذ 9 ساعات
- ليبانون 24
مسلحون اقتحموا القاعة.. هجوم على حفل لفنان سوري في إدلب (فيديو)
ألغي حفل غنائي للفنان السوري الشعبي محمد الشيخ في مدينة إدلب بسبب هجوم عنيف تخلله تخريب وتدمير للممتلكات من بعض المجهولين. وكان مقرراً إقامة حفل غنائي في إحدى صالات الأعراس في "سرمدا " بريف إدلب الشمالي ، إلا أن ملثمين اقتحموا الصالة لتخريب الحفل. وذكر ناشطون عبر مواقع التواصل أن أشخاصاً اقتحموا صالة "مزاج" أمس الجمعة، وقاموا بتكسير المقتنيات من مقاعد وسماعات وأجهزة صوت. ونشر بعض الناشطين مقاطع توثق اقتحام ملثمين يحملون أسلحة خفيفة، داخل الصالة، ويقومون بتحطيم الصالة مطلقين صيحات وتكبيرات. وقال خالد عثمان صاحب الصالة المستهدفة، في تصريح له إنه "خلال تجهيز الصالة قبيل انطلاق الحفل، دخلت مجموعة مسلحة إلى المكان ودمرت محتوياتها، مطلقة الرصاص وموجهة إهانات للموجودين". وأضاف أنه لا يعلم سبب الاعتداء على الحفل رغم استيفائه كافة التراخيص النظامية اللازمة"، مقدراً قيمة الأضرار بنحو 10 آلاف دولار أميركي. وظهر لاحقاً في مقطع مصور قال فيه إن "أحد الأشخاص استأجر الصالة وكان ينوي إقامة حفل يحييه الفنان محمد الشيخ". وأضاف عثمان: "تفاجأ الجميع باقتحام مجموعة مسلحة للصالة وسط إطلاق للرصاص، وكسروا الصالة والبوفيه بالكامل". 🔴 تـــــحـــــديـــــث صاحب القاعة : الثاعة تقوم على تنظيم حفلات غنائية في إدلب من قبل سقوط النظام السوري السابق وهي مرخصة من قبل قوات الامن العام صاحب القاعة : الامن العام اعتقل الشباب الذين قاموا بماهجمة حفلة الغناء — جوكر الثورة (@Joker2977) May 23, 2025 إلى ذلك، أوضح مصدر مسؤول في إدارة منطقة الدانا شمال محافظة إدلب السورية تفاصيل ما جرى مؤخرا بشأن الحفل الذي كان من المزمع إقامته للمطرب محمد الشيخ في المنطقة. وبحسب المصدر، فإن المطرب المذكور وفريقه تقدموا قبل نحو 15 يوما بطلب إقامة حفل غنائي في إحدى صالات مدينة سرمدا، إلا أن إدارة المنطقة أبلغتهم بأن هذا النمط من الحفلات لا يتماشى مع عادات وتقاليد أهالي المحافظة. وأشار في الوقت ذاته إلى أن إقامة المناسبات والأعراس في إدلب تجري بشكل طبيعي، لكن طبيعة الحفل المزمع تنظيمه لا تتناسب مع الأوضاع الراهنة، خصوصا في ظل استمرار معاناة المنطقة من تداعيات الحرب والنزوح، حيث لا تبعد الصالة سوى كيلومترات قليلة عن المخيمات. وأضاف المصدر أن المطرب محمد الشيخ "أصر على إقامة الحفل، وقام باستئجار صالة بطريقة غير نظامية من دون علم الإدارة المحلية ، ما أدى إلى توتر في المنطقة". وفي يوم الحفل، قام عدد من أبناء المنطقة بمهاجمة الصالة وكسر بعض المعدات، قبل أن تتدخل قوى الأمن العام وتقوم بإيقاف الطرفين.(وكالات)


النهار
منذ يوم واحد
- النهار
غارسيا تستعد لفتح صفحة جديدة خارج الملاعب
وصلت مسيرة الفرنسية كارولين غارسيا، المصنفة رابعة عالمياً سابقاً في كرة المضرب، إلى أمتارها الأخيرة بعدما أعلنت الجمعة أنها ستعتزل اللعب عن 31 عاماً. وكتبت الفرنسية، الفائزة بـ11 لقباً خلال مسيرتها والمتوجة بطلة لرولان غاروس عامي 2016 و2022 في زوجي السيدات، على وسائل التواصل الاجتماعي: "عزيزتي كرة المضرب، حان وقت الوداع"، مضيفة: "بعد 15 عاماً من المنافسة على أعلى مستوى، وأكثر من 25 عاماً من استثمار كل ثانية من حياتي فيها، أشعر أني مستعدة لبدء فصل جديد". وجمعت غارسيا قرابة 19 مليون دولار كجوائز مالية وأحرزت في أفضل انجازاتها على صعيد الفردي لقب بطولة "دبليو تي أي" الختامية عام 2022 وثلاثة ألقاب في دورات الألف نقطة. على صعيد البطولات الأربع الكبرى، لم تحقق غارسيا شيئاً يذكر وكان وصولها إلى نصف نهائي فلاشينغ ميدوز عام 2022 أفضل نتائجها، لكنها برزت في زوجي السيدات مع شريكتها كريستينا ملادينوفيتش وتوجتا بلقبين إضافة لوصولهما إلى نهائي فلاشينغ ميدوز عام 2016. وصلت إلى أعلى تصنيف لها عام 2022 حين صعدت إلى المركز الرابع، لكن بعدما عجزت عن تحقيق أي لقب منذ بطولة "دبليو تي أي" الختامية، تراجعت كثيراً لتقبع حالياً في المركز 145. وتابعت غارسيا: "لم تكن رحلتي مع كرة المضرب سهلة دائماً. منذ بداياتي، كانت كرة المضرب أكثر من مجرد فوز أو خسارة. كانت علاقة حب أو كراهية، سعادة أو غضب. لكن الآن، حان الوقت لشيء آخر. جسدي وأهدافي الشخصية بحاجة إلى ذلك". واستطردت: "لكن الأمر لم ينته بعد، ليس بعد. لا يزال أمامي بعض الدورات للمشاركة فيها"، بدءاً من بطولة رولان غاروس التي تنطلق الأحد.