
محمد حسن العرادي الذين يزرعون التعصب والطائفية والانقسام السبت 12 أبريل 2025
فجأة وبدون سابق إنذار بدأت مكونات المجتمع العربي تنكفئ على ذاتها وتراجعت إلى المربعات الطائفية والعرقية والإثنية الخاصة بها بحثاً عن الشعور بالأمن والطمأنينة والاستقرار، خصوصا بعد أن ارتفع منسوب التشظي والاقتتال الأهلي الذي تزرعه إسرائيل وتغذيه أميركا من خلال عمليات التفتيش والتقسيم والتشطير الذي تمارسه على كامل التراب العربي من أجل إضعاف جميع المكونات المجتمعية، ليصبح الكيان السيد الأقوى والأكثر استقراراً بين دول المنطقة، ومن أجل ذلك عمدت أميركا إلى اتفاقية كامب ديفيد عام 1979، ثم عمدت إلى تدمير العراق عبر الحصار والحروب وزرع الفتن الطائفية والمذهبية بين مكوناته المجتمعية، وها هي الأذرع الأميركية تحيل سوريا إلى ساحة حربٍ أهلية تتم من خلالها تصفية الأقليات وإثارة العصبيات الجاهلية والقبلية والأحقاد التاريخية والمذهبية.
لقد أدى ذلك إلى عودة الفتن وانتشارها، وزادت الاصطفافات والتقسيمات الإثنية والعرقية والمذهبية، ثم نشطت الدعوات التكفيرية والحروب البينية والقتل على الهوية، الموغلة في الرجعية والتخلف، أطروحات لا تؤمن بالوطن والهويات الوطنية بقدر ما تتشنج للدفاع عن انتماءاتها العرقية الضيقة وموروثها الديني والمذهبي الخاص، والذي لا يرى من الكون سوى من ينتمون له ولامتداداته الفكرية والدينية والفلسفية، فهو لا يعتقد بحق الآخرين في العيش والحرية فضلاً عن حقهم في حياة كريمة، يتمتعون فيها بحقوق المواطنة العادلة والمتساوية مع أبناء المكونات التي ينتمي إليها. والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة في ظل هذه الظروف الملتبسة، هل عادت للناس جاهليتهم، فأصبحوا مجموعة من العشائر والقبائل التي تتقاتل على الماء والكلأ، كما كانوا يفعلون أيام الجاهلية!.
حين كانت الأمم تتحلق حول أماكن الرعي والآبار والعيون أو الأنهار العذبة من أجل ضمان البقاء والتكاثر، ولماذا تتصاعد بيننا هذه النغمات النشاز التي تكفر الآخر، وتدعو إلى محاصرته ومقاطعته بل ومحاربته وفنائه، لقد تم استنفار التاريخ وإعادة كتابته وتزويره بعيون وقحة، تُصر على بث الفرقة والانقسام والتشظي والعودة إلى شريعة الغاب القائمة على الغزو وشن الغارات العصبية.
ومن أجل إشعال فتيل المعارك المذهبية يتم توظيف الوسائل التكنولوجية والإعلامية بكل أشكالها وفي أبشع صورها من أجل تشتيت الشمل وتفريق المجتمعات العربية والإسلامية، وعلى هذا المنوال أنتجت إحدى المحطات الفضائية مسلسلاً تاريخياً مليئاً بالتزوير، ثم قامت بعرضه خلال شهر رمضان المبارك هذا العام، وبدل أن تقوم هذه المحطة بتعزيز دعوات التسامح والتعايش والتوافق الوطني والتواصل الإنساني القائم على التراحم والمحبة، انبرت إلى زرع الفتنة وتغذية الأحقاد التاريخية والترويج للحروب الفئوية والاقتتال بين المكونات المجتمعية بما يتماشى مع الأجواء المحتقنة التي تسود المنطقة وتتدحرج إلى معارك طائفية ومذهبية طاحنة، همها تشطير المجتمع العربي والإسلامي بين من يؤيد ومن يعارض، بين من يصدق ومن يكذب الروايات التي صيغت عن عمد لتزرع الشقاق والفرقة والتشرذم في جسد الأمة المثخن بالجراحات التي تسببت فيها الصهيونية العالمية المرعية من قبل السيد الأميركي المتهور العائد إلى عصر الكاوبوي والبندقية.
هذا المسلسل الذي يخدم الأجندة الغربية، والذي صرف عليه من الأموال ما كان يمكن لها أن تساهم في سد جوع المحاصرين في قطاع غزة، والذين طحنتهم آلة الحرب المدمرة، ولاحقتهم بالمجازر وعمليات الإبادة الجماعية، فنسفت بيوتهم ودمرت مستشفياتهم ومدارسهم ومساجدهم وكنائسهم، بل ومسحت مدنهم وقراهم في غزة والضفة الغربية ولبنان من على وجه الأرض، وبدل أن تعمل هذه الفضائية وغيرها من المحطات العربية والإسلامية على تضميد جراحات الشعب الفلسطيني، عمدت إلى تشجيع الاقتتال بين مكونات المجتمعات العربية والإسلامية، وإشغالها بالمعارك الداخلية القائمة على بث سموم الفتنة وتغذية التعصب الأعمى الذي يطيح بكل مقومات ومنجزات الوطن.
ولنا أن نتساءل لماذا يتم إنتاج عمل تلفزيوني بهذه الضخامة والتكلفة المرتفعة جداً التي يقال إنها تجاوزت 100 مليون دولار لإنتاج 21 حلقة تافهة قائمة على التزوير والتحريض وتشجيع الخلافات والانقسامات في جسد الأمة المكلومة، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه لتجاوز خلافاتنا وتعزيز تضامننا وتواصلنا من أجل الوقوف مع الأشقاء المقهورين في قطاع غزة الذين لا يملكون حتى شربة ماء تسد عطشهم.
لقد جاء هذا المسلسل الملهاة في هذا الوقت بالذات ليساهم في ترويج الفتنة والعصبية والجاهلية الأولى، وليشغل العالمين العربي والإسلامي ويُضلهما عن متابعة جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها آلة القتل الإسرائيلية، وإلا ما هي الفائدة والقيمة المضافة لاسترجاع حقبة تاريخية ملتبسة من التاريخ الإسلامي وبصورة مشوهة ومبتسرة، وما هو النفع الذي يمكن أن يعود على الأمة من إنتاج هذا المسلسل الضخم باهض التكاليف في هذا الوقت بالذات، إلى الدرجة التي تصل فيها تكلفة كل حلقة تلفزيونية من هذا المسلسل (أقل من ساعة) أكثر من 4.5 ملايين دولار، أي أن كل دقيقة من هذا المسلسل كلفت حوالي 100 ألف دولار، لا لشيء سوى تغذية الخلافات المذهبية وزيادة التراشق بين مكونات المجتمعات العربية والإسلامية، وإشغالها بالعودة للخلافات التاريخية بدل الاهتمام بما يحدث أمامنا من إبادة عرقية وتصفيات لإخوتنا في فلسطين على أيدي آلة الحرب الصهيوأميركية، فمتى نفيق من هذا السبات وهذه التخبطات غير المجدية ونعود لدورنا الريادي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الصباح العربي
١٥-٠٥-٢٠٢٥
- الصباح العربي
وصفه بالكاو بوي.. ماذا قال عمرو أدياب على زيارة ترامب لقطر؟
علق الإعلامي "عمرو أديب" على زيارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" يوم الخميس لقاعدة العديد الجوية الأمريكية في الدوحة، حيث وقف ترامب أمام قواته الأمريكية مظهرًا موهبة واضحة في السرد والإقناع رغم اختلاف الآراء حوله. ووصفه أديب بأنه يمثل نموذج "الكاوبوي الأمريكي" بشجاعة تصل إلى التهور، متجاهلاً قواعد وأعراف التقليد العسكري، يعمل بنظرية "إما الفوز الكامل أو الخسارة كلها". وفي ختام تعليقه، أثنى أديب على الحالة الصحية والطاقة التي لا تنضب لترامب في عمر 78 عامًا، معتبراً أن وراء هذه القوة "دواء سحري" غير معروف، إذ لا يتوقف ترامب عن العمل والحركة مهما اشتدت الضغوط


أخبار مصر
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- أخبار مصر
كيم كارداشيان بإطلالة جريئة مستوحاة من طراز ال'كاوبوي' الغامض في حفل #ميت_غالا_2025. مرتديةً طقمًا جلديًا أسود من تصميم Chrome Hearts. chromeheartsofficial #ميت_غالا_2025 #ميت_غالا
مجلة سيدتي | كيم كارداشيان بإطلالة جريئة مستوحاة من طراز ال'كاوبوي' الغامض في حفل #ميت_غالا_2025. مرتديةً طقمًا جلديًا أسود من تصميم Chrome Hearts. chromeheartsofficial #ميت_غالا_2025 #ميت_غالا


مجلة هي
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- مجلة هي
لمسة الشراشيب العصرية لا تفارق اختيارات بيونسيه في حفلاتها.. شاهدوا معنا أجمل إطلالاتها بتلك الصيحة
النجمة العالمية بيونسيه بدأت جولة غنائية جديدة أطلقتها من لوس أنجلوس وظهرت فيها ابنتيها اللتين شاركتهما الغناء في الحفل، وتألقت بيونسيه بعدة إطلالات لافتة وأنيقة كما اعتمدت على قطع الأزياء المزينة بالشراشيب، وهي الصيحة التي سبق وقد فضلتها من قبل في العديد من الحفلات فدعونا نرصد أجمل إطلالات بصيحة الشراشيب. أحدث إطلالات بيونسيه بقطع أزياء مزينة بالشراشيب النجمة بيونسيه اختارت في احدث حفلاتها بلوس أنجلوس الظهور بإطلالة باللون الأبيض من توقيع MUGLER اتسمت بكونها جريئة ومبهرة ومستوحاة من أسلوب رعاة البقر العصري التي تفضله في معظم اختياراتها، حيث ارتدت بدلة بيضاء مكونة من قطعتين تتميز بقماش الجلد الفاخر والتفاصيل اللامعة مع حواف مزينة بالشراشيب الطويلة التي أضفت حركة وحيوية على اللوك. بيونسيه كما أكملت بيونسيه أناقتها بقبعة كاوبوي بيضاء واسعة وحذاء بكعب عالٍ مرصع بالكريستال، فيما ظهرت في إحدى فقرات الحفل وهي بدون السترة العلوية ذات الأكمام الطويلة، لتكشف عن القصة المكشوفة للبدلة من الأعلى والتي نالت إعجاب الجمهور كذلك. النجمة بيونسيه وفي إحدى فقرات الحفل أيضًا خطفت الأنظار بإطلالة من توقيع روبرتو كافالي، واتسمت الإطلالة بكونها مبهرة تجمع بين الجرأة والأناقة في زي مستوحى من الدنيم العصري، حيث ارتدت جمبسوت لامع ضيق التصميم مطرز بتفاصيل براقة تحاكي خامة الجينز، مزود بأكمام مزينة بشراشيب طويلة تنسدل بأناقة لتضفي لمسة درامية على حركاتها على المسرح، واكتمل اللوك بحزام عريض مزخرف ببكلة ذهبية كبيرة وقبعة كاوبوي مصممة من نفس الخامة، إلى جانب نظارات شمسية أنيقة أضافت طابعاً عصرياً جريئاً يعكس أسلوبها المتفرد في عروضها. بيونسيه باحدث ظهور إطلالات أنيقة مزينة بالشراشيب على طريقة بيونسيه بيونسيه استعرضت أناقتها كذلك في إحدى الفعاليات الفنية من قبل بستايل الكاوبوي بصيحة الجلد الأسود، حيث اختارت النجمة الأمريكية موضة الجمبسوت الجلد من Versace المصمم على شكل بنطلون الكاوبوي المزين بالخرز المعدني باللون الذهبي من الجانبين. بيونسيه باطلالة سوداء كما جاء الخصر محدد بأحزمة جلدية مزدوجة، مزينة أيضا بالفتحات المعدنية والخرز الذهبي، أما الجزء العلوي فتميز بقصة جاكيت جلدي ذو أكمام واسعة مزينة بالشراشيب، مع فتحة سحاب أمامية تزينه قطع معدنية بارزة، وأكملت بيونسيه طلتها بقبعة الكاوبوي المتناغمة مع الزي، مع البوت الجلدي المدبب. بيونسه تألقت في إطلالة أخرى مرتدية بودي سوت باللون الفضي مع رداء فضي كذلك انسدل طويلًا ومفتوحًا مع أكمام طويلة وتزين بالشراشيب الطويلة الفضية وانتعلت حذاء بوت فضي، وارتدت قبعة غير تقليدية باللون الفضي كذلك بتصميم دائري، حيث إنها كانت عاشقة خلال الفترة الماضية للقبعات ذات التصميمات غير المألوفة. النجمة بيونسيه لمسة الشراشيب خيار مفضل للنجمة بيونسيه في اختياراتها بيونسيه كان لها إطلالة مبهرة باللون الفضي، عبارة عن بوديسوت ميتاليك من JACQUEMUS مزين في الأعلى بالشراشيب الفضية، الموصولة بوشاح خلفي متدلي خلف ظهرها، وجاء البوت مغطى بنفس الشراشيب التي زينت أيضا القبعة الدائرية الكبيرة، مما جعل مظهرها خياليا على المسرح بتفاصيله الحالمة. بيونسيه ظهرت من قبل وهي مرتدية إطلالة من MiuMiu مكونة من هوت شورت بخصر عال وتوب ضيق بالياقة المستديرة العريضة مرصعان بالكريستال الفضي اللامع، نسقت معهما حذاءً فضيا بالساق العالية المزينة بالشراشيب الفضية المنسدلة بشكل حيوي على شكل طبقات ووضعت قبعة من Stephen Jones بيونسيه باطلالة فضية وفي حفل آخر اختارت بيونسيه بوديسويت من رالف لورين أبيض بتصميم جاكيت كلاسيكي مرصع، مميز بلمسة جمالية ملفتة عند منطقة الأكمام المزينة بطبقة كثيفة من الريش المتدلي المزين بشراشيب كريستالية، وانتعلت مع تلك الإطلالة حذاءًا مرصعا باللون الأسود ولم تغفل النجمة العالمية عن الظهور بستايل قبعة الساحر، حيث اختارتها بتصميم حريري باللون الاسود ونسقتها مع الإطلالة. بيونسيه باطلالة بيضاء معلومات عن بيونسيه النجمة بيونسيه ولدت في 4 سبتمبر 1981 بهيوستن بولاية تكساس الأمريكية، ووالدها هو ماثيو لونز الذي يعمل كمدير أعمالها، واتجهت بيونسيه للتمثيل عقب أن حققت نجاح باهر كمغنية بفرقة ديستينيز شايلد وقد ارتبطت بنجم الراب جاي زي في عام 2002 وقد ظهر معا بعدة أغاني مثل Crazy in love، واستطاعت المغنية العالمية السمراء الترشح 70 مرة لجوائز جرامي ، وفازت 28 مرة الصور من حساب بيونسيه ودور الأزياء المذكورة على انستجرام.