
زوجان لامرأة واحدة.. تقليد هندي يتحدى الزمن ويستغل القانون لحماية الأرض
الزفاف الذي أضاء على عادة منسية
انطلق الزفاف يوم 12 يوليو الجاري وامتد حتى 14 منه، تخلله رقصات وأغانٍ شعبية، إلى جانب طقوس تقليدية مثل «جاجدا» و«سينج» التي أداها كاهن محلي، وبحسب صحيفة «تايمز أوف إنديا»، شارك مئات من أهالي المنطقة في الحفل الذي نُظم في الهواء الطلق، وسط أجواء احتفالية نادرة لمثل هذه المناسبات التي عادةً ما تتم بعيدًا عن الأعين.
يُعرف تعدد الأزواج في الهند بأنه زواج امرأة من أكثر من رجل، غالبًا ما يكونوا إخوة، ورغم كونه ظاهرة نادرة، إلا أنه لا يزال موجودًا في بعض المناطق القبلية حول العالم، وفي قبيلة الهاتي، يُنظر إلى هذا التقليد على أنه وسيلة للحفاظ على وحدة الأرض والممتلكات الزراعية، لا سيما في منطقة «ترانس - جيري» الجبلية الوعرة حيث يتطلب العمل الزراعي توزيعًا منصفًا ومشتركًا للموارد.
الأرض أولًا.. كيف يحمي التعدد الموارد؟
وفقًا لكوندان سينج شاستري، الأمين العام لجمعية «كندريا هاتي ساميتي»، فإن تعدد الأزواج يمنع تقسيم الأراضي بين الإخوة، مما يحافظ على وحدة الملكية ويعزز الاستقرار الاقتصادي للأسرة، وتشير بيانات إدارة الإيرادات في ولاية هيماشال براديش لعام 2024 إلى أن أكثر من 70% من عائلات الهاتي تعتمد على الزراعة كمصدر رئيس للدخل، ما يجعل نمط الزواج هذا أداة عملية قبل أن يكون ثقافية.
ويرى شاستري أن الأسرة التي تضم عددًا أكبر من الرجال تتمتع بأمان أكبر، حيث يشترك الأخوة في حماية الأسرة والزوجة والأطفال، كما أن هذا النظام يُبقي على استمرارية الزواج في حال وفاة أحد الأزواج، إذ يتولى الأخ الآخر مهام الزوج، وفقًا لتقاليد مستمدة من الملاحم الهندوسية.
رمز للهوية الثقافية لقبيلة الهاتي
بالنسبة إلى شعب الهاتي، الذي حصل رسميًا على صفة «القبيلة المجدولة» في عام 2022، فإن «جوديدارا» ليس مجرد نمط زواج، بل هو تعبير عن هوية ثقافية متجذرة، ويقول أميتشاند كمال، أحد قادة الجمعية القبلية، إن هذه الممارسة لا تزال قائمة في عدد من القرى شمال البلاد، لافتًا إلى أنه برغم ارتفاع معدلات التعليم بين نساء الهاتي، والتي وصلت إلى 80% حسب إحصاء 2023، والتغيرات الاقتصادية المستمرة، لا تزال هذه الممارسة تحظى بقبول واسع داخل المجتمع.
كما يؤكد وجهاء المنطقة على أن عشرات الزيجات المشابهة حدثت خلال الأعوام الأخيرة، خاصةً في قرية «شيلاي»، التي شهدت وحدها خمس زيجات متعددة خلال السنوات الست الماضية، بحسب تقرير لـ«إنديا توداي».
قانونيًا.. ممارسة محدودة تتحدى الزمن في منطقة رمادية
تعدد الأزواج غير معترف به قانونًا بموجب قانون الزواج الهندوسي لعام 1955، والذي ينص على الزواج الأحادي بين رجل واحد وامرأة واحدة، ووفقًا للبنود القانونية، فإن أي زواج يتعدى ذلك يُعتبر باطلًا، بل وتصل العقوبات إلى السجن لعدة سنوات بموجب القانون الجنائي.
لكن في المقابل، تمنح المادة 371 من الدستور الهندي استثناءات لبعض المناطق الجغرافية والثقافية، مما يسمح باستمرار بعض التقاليد العرفية في مناطق مثل هيماشال براديش، طالما لم تُسجل قانونيًا، وهو ما يضع ممارسات تعدد الأزواج للمرأة في منطقة قانونية رمادية، حيث تُمارس اجتماعيًا وثقافيًا دون رقابة رسمية.
هل توجد ممارسات مماثلة خارج الهند؟
على الرغم من ندرته عالميًا، لا يزال تعدد الأزواج قائمًا في بعض المناطق المحدودة، نذكر منها:
• في التبت ونيبال، يُمارس الشكل الأخوي من تعدد الأزواج بين المجتمعات الريفية للحفاظ على تماسك الأرض والممتلكات، وقدّرت شبكة «ناشيونال جيوجرافيك» في دراسة عام 2023 أن 10% من العائلات الريفية في التبت لا تزال تتبع هذا النمط.
• في أجزاء من نيجيريا والكاميرون، تتبع قبائل مثل الإيريجوي والماساي نمط تعدد الأزواج غير الأخوي، حيث تتزوج المرأة من رجال غير مرتبطين بصلة.
• أما في جزر ماركيساس في جنوب المحيط الهادئ، فقد كان تعدد الأزواج وسيلة لتقاسم الموارد بين المجتمعات، لكنه تراجع بشكل كبير في العصر الحديث بسبب التأثيرات الغربية.
وسائل التواصل تسلط الأضواء على تقليد الهاتي
بالعودة إلى الحديث عن حفل الزفاف المثير للجدل، فشهدت منصات التواصل الاجتماعي انتشار صور وفيديوهات العروس وزوجيها بشكل واسع، ولاقت تفاعلًا كبيرًا من مستخدمين داخل الهند وخارجها، وقال أحد الزوجين براديب نيجي في تصريحات صحفية: «لم نكن نتوقع هذا الاهتمام، كنا فقط نحتفل بتقليد نعتز به»، أما شقيقه كابيل فأكد التزامه بدعم الزوجة، مضيفًا: «سنمنحها الاستقرار والحب، كما تنص تقاليدنا».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مصرس
منذ 9 ساعات
- مصرس
بعد تتويجه للمرة الخامسة.. الحديني: كتبت «يمين في أول شمال» خلال يومين وسعيد بتكريم مهرجان المسرح
في أمسية فنية ساحرة، اختتم المهرجان القومي للمسرح دورته الثامنة عشرة أمس الأربعاء على خشبة المسرح الكبير بدار الأوبرا، برئاسة الفنان محمد رياض، حيث أُعلن عن أسماء الفائزين بجوائز هذا العام. ومن بين المتألقين، برز اسم المؤلف والمخرج المسرحي محمود الحديني، الذي أضاف إلى رصيده جائزة جديدة عن عرضه المميز «يمين في أول شمال»، ليواصل رحلته المبهرة في عالم المسرح.في حديثٍ خاص ل«المصري اليوم»، عبّر الحديني عن شغفه العميق بهذا المهرجان، واصفاً إياه ب«لوحة فنية تجمع ألوان الإبداع المسرحي على مدار العام».واستعاد ذكرياته الأولى مع المهرجان، عندما شارك بعرضه «إنهم يعزفون» كشاب جامعي يتحدى عمالقة المسرح. ورغم أن تلك التجربة لم تُكلل بجائزة، إلا أنها زرعت فيه بذرة الطموح التي أثمرت لاحقاً إبداعاتٍ متتالية.الحديني، الذي سبق وأن خطف الأضواء بأعمال مثل «1980 وأنت طالع»، «الغريب»، «سجن اختياري»، و«سينما 30»، يرى في جائزة «يمين في أول شمال» تتويجاً لرحلة إنسانية استثنائية.هذا العرض، الذي أنتجه البيت الفني للمسرح، يروي حكاية لقاء عابر يجمع ممثلاً مغموراً، وعامل تذاكر، وزوجته المريضة، في لحظاتٍ تتألق فيها الإنسانية، حيث يتبادلون الدعم والونس في خضم الوحدة.العمل، الذي كتبه الحديني في يومين أو ثلاثة، كان بمثابة ومضة إلهام استنزفت روحه، لكنه ترك فيه شعوراً بالامتلاء العاطفي لأمدٍ طويل.لم تكن هذه المرة الأولى التي يتألق فيها «يمين في أول شمال»، فقد سبق وحصد جوائز أفضل عرض، وأفضل مخرج لعبدالله صابر، وأفضل ممثل في عروض النقابة، إلى جانب ترشيح الممثلة أمنية حسن لجائزة الأفضل في المهرجان.ولم يكتفِ الحديني بهذا العرض، بل شارك بعملين آخرين خلال الدورة الثامنة عشر وهما «سينما 30» و«شارع 19»، اللذين أنتجتهما الهيئة العامة لقصور الثقافة، وأثارا إعجاب الجماهير رغم عدم فوزهما بجوائز.مع كل جائزة، يثبت محمود جمال الحديني أن المسرح ليس مجرد خشبة، بل فضاءٌ شاسع يحتضن الأرواح البسيطة لتصنع من لحظاتها قصص إنسانية تلامس القلوب.


المصري اليوم
منذ 11 ساعات
- المصري اليوم
بعد تتويجه للمرة الخامسة.. الحديني: كتبت «يمين في أول شمال خلال يومين» وسعيد بالتكريم بالمهرجان
في أمسية فنية ساحرة، اختتم المهرجان القومي للمسرح دورته الثامنة عشرة أمس الأربعاء على خشبة المسرح الكبير بدار الأوبرا، برئاسة الفنان محمد رياض، حيث أُعلن عن أسماء الفائزين بجوائز هذا العام. ومن بين المتألقين، برز اسم المؤلف والمخرج المسرحي محمود الحديني، الذي أضاف إلى رصيده جائزة جديدة عن عرضه المميز «يمين في أول شمال»، ليواصل رحلته المبهرة في عالم المسرح. في حديثٍ خاص لـ«المصري اليوم»، عبّر الحديني عن شغفه العميق بهذا المهرجان، واصفاً إياه بـ«لوحة فنية تجمع ألوان الإبداع المسرحي على مدار العام». واستعاد ذكرياته الأولى مع المهرجان، عندما شارك بعرضه «إنهم يعزفون» كشاب جامعي يتحدى عمالقة المسرح. ورغم أن تلك التجربة لم تُكلل بجائزة، إلا أنها زرعت فيه بذرة الطموح التي أثمرت لاحقاً إبداعاتٍ متتالية. الحديني، الذي سبق وأن خطف الأضواء بأعمال مثل «1980 وأنت طالع»، «الغريب»، «سجن اختياري»، و«سينما 30»، يرى في جائزة «يمين في أول شمال» تتويجاً لرحلة إنسانية استثنائية. هذا العرض، الذي أنتجه البيت الفني للمسرح، يروي حكاية لقاء عابر يجمع ممثلاً مغموراً، وعامل تذاكر، وزوجته المريضة، في لحظاتٍ تتألق فيها الإنسانية، حيث يتبادلون الدعم والونس في خضم الوحدة. العمل، الذي كتبه الحديني في يومين أو ثلاثة، كان بمثابة ومضة إلهام استنزفت روحه، لكنه ترك فيه شعوراً بالامتلاء العاطفي لأمدٍ طويل. لم تكن هذه المرة الأولى التي يتألق فيها «يمين في أول شمال»، فقد سبق وحصد جوائز أفضل عرض، وأفضل مخرج لعبدالله صابر، وأفضل ممثل في عروض النقابة، إلى جانب ترشيح الممثلة أمنية حسن لجائزة الأفضل في المهرجان. ولم يكتفِ الحديني بهذا العرض، بل شارك بعملين آخرين خلال الدورة الثامنة عشر وهما «سينما 30» و«شارع 19»، اللذين أنتجتهما الهيئة العامة لقصور الثقافة، وأثارا إعجاب الجماهير رغم عدم فوزهما بجوائز. مع كل جائزة، يثبت محمود جمال الحديني أن المسرح ليس مجرد خشبة، بل فضاءٌ شاسع يحتضن الأرواح البسيطة لتصنع من لحظاتها قصص إنسانية تلامس القلوب.


المصري اليوم
منذ 12 ساعات
- المصري اليوم
«زي النهاردة».. وفاة الفنانة نعيمة وصفي أشهر جدة عثمانية في السينما العربية (7 أغسطس 1983)
مجموعة من الأدوار السينمائية والمسرحية التي تؤرخ للمسيرة الفنية الحافلة للفنانة القديرة نعيمة وصفى، وماذلنا نذكرأدوارها في أفلام «زمن العجايب» و«رصيف نمرة 5» و«الفتوة» و«الطريق المسدود» و«الحب الأخير» و«بين السماء والأرض». وفى فيلم «وإسلاماه» حيث لعبت دور زوجة عز الدين أيبك وقاتلة شجرة الدر، ودورها في «من غير أمل» وفى«أيام ضائعة» وفى«من أحب» و«السمان والخريف» و«جفت الدموع» و«إجازة غرامية» و«القضية 68» وفي «ولد وبنت وشيطان» وفي «ابنتى والذئب» و«ولا عزاء للسيدات» و«المتوحشة» غير دور الجدة العثمانية في فيلم «حبيبى دائمًا» ودورها في فيلم «تفاحة آدم»، والقائمة تطول. هذا غير عطائها المتميز في مسرح الستينيات، هذه هي الفنانة القديرة نعيمة وصفى، التي كانت شاعرة متميزة أيضًا وكاتبة دراما ولمن لا يعلم فإنها كتبت الشعر بتمكن ولها تسجيل إذاعى قديم في أحد البرامج قرأت فيه بعضًا من قصائدها، ومنها قصائد عاطفية تفيض عذوبة، وتؤكد تمكنًا شعرياً. نعيمة وصفى مولودة في مدينة ديروط في العاشر من فبراير 1923، وبدأت موهبتها المسرحية في المدرسة الابتدائية، وبدأت حياتها بكتابة القصص والشعر والزجل، ثم عملت بمجال التدريس واستقرت في القاهرة، وبدأت تتردد على المسارح وتتعرف على أهل الفن، فتعرفت على الممثلة نجمة إبراهيم التي شجعتها على التمثيل، فالتحقت نعيمة وصفى بمعهدالتمثيل الذي أنشأه زكى طليمات بمنتصف الأربعينيات وحصلت على الدبلوم عام 1947. وتم تعيينها بفرقة المسرح الحديث التي كونها طليمات لخريجى وخريجات المعهد ثم انتقلت للعمل بفرقة المسرح القومى قامت نعيمة وصفى بالتمثيل بالعديد من المسرحيات منها «شىء في صدرى» و«عديلة» و«الناس اللى تحت» و«أم رتيبة» و«زوربا المصرى». كما شاركت بالتمثيل في الكثير من المسلسلات، وقد حصلت نعيمة وصفى على جائزة الدولة التشجيعية عن مسيرتها المسرحية، وكتبت للتليفزيون عددا من المسلسلات ومنها «أم أولادى»، «أين مكانى» كما شاركت في إعداد وصياغة أكثر من خمسين حلقة من برنامج «رسالة» تزوجت نعيمة من الصحفى الراحل عبدالحميد سرايا ورزقا ثلاثة أبناء وبنتاً هم خالد (طبيب) وعمر (مهندس) ومحمد (إعلامى)ومنى (مهندسة ديكور)، وقد توفيت» زي النهارده«فى7 أغسطس 1983.