
بعد استفزاز أبوظبي إعلاميًا.. نظام العسكر يهدد مصير استثمارات الإمارات الضخمة بالجزائر
هبة بريس
يبدو أن النظام العسكري في الجزائر ماضٍ في نهجه الانتحاري سياسيًا واقتصاديًا، بعدما وجّه أبواقه الإعلامية لمهاجمة دولة الإمارات العربية المتحدة، في خطوة تعكس إفلاسًا دبلوماسيًا وحقدًا دفينًا تجاه بلد لم يعر أي اعتبار لنظام يعيش مراهقة سياسية متأخرة، رغم شيخوخة جنرالاته المتسلطين على رقاب الشعب الجزائري.
هجوم إعلامي أرعن
هذا الهجوم الإعلامي الأرعن، الذي حمل بصمات جنرالات قصر المرادية، يهدد بدفع الإمارات إلى مراجعة استثماراتها الضخمة في الجزائر، مما قد يُدخل البلاد في عزلة اقتصادية خانقة، خصوصًا وأن أبوظبي تُعد من أبرز الشركاء الاقتصاديين للجزائر، منذ حقبة بوتفليقة.
وخلال السنوات الماضية، تحولت الإمارات إلى أحد الأعمدة الاقتصادية داخل الجزائر، لا سيما عبر بوابة الموانئ. فقد منحت حكومة بوتفليقة شركة 'موانئ دبي العالمية' عقود امتياز لتسيير مينائي الجزائر العاصمة وجنجن بجيجل لمدة 30 سنة، ضمن صفقة وُقعت في نونبر 2008 بقيمة ابتدائية قدرها 108 ملايين دولار.
ولم تكتف 'موانئ دبي' بالإدارة التشغيلية، بل استثمرت ما يزيد عن 450 مليون دولار إضافية لتوسيع ميناء جنجن وتحويله إلى مركز لوجستي إقليمي يخدم شمال إفريقيا وجنوب أوروبا، وسط إشادات إماراتية بدورها في تطوير البنية التحتية وتكوين الكفاءات الجزائرية.
استثمار أبوظبي في قطاعات جزائرية حيوية
لكن استثمارات أبوظبي لم تتوقف عند الموانئ، بل امتدت إلى قطاعات أخرى حيوية، منها الشركة العمومية للتبغ والكبريت، حيث باتت تمتلك حصة وازنة من الأسهم، ما أثار جدلاً واسعاً حول مدى تغلغل الاستثمارات الخليجية في قلب الاقتصاد الجزائري، في وقت يعاني فيه البلد من فوضى اقتصادية.
وفي تقرير نشره موقع 'النهار أونلاين'، التابع بدوره للبروباغندا الرسمية، تبيّن أن 'موانئ دبي العالمية' أصبحت تستحوذ على 70% من مداخيل ميناء الجزائر، بعد أن منحتها السلطات العسكرية الأرصفة الأكثر نشاطاً.
الإمارات، التي تحتل المرتبة الأولى عربياً في حجم الاستثمارات المباشرة داخل الجزائر، ضخت أكثر من 10 مليارات دولار حتى 2018 في مشاريع استراتيجية ضخمة، أبرزها مصفاة الألومنيوم ببني صاف التي تجاوزت كلفتها 5 مليارات دولار، ومحطة الكهرباء بحجرة النص بتمويل يفوق مليار دولار.
مشاريع سكنية ضخمة
كما شملت استثماراتها مشاريع عمرانية ضخمة مثل 'دنيا بارك' الذي يضم آلاف الوحدات السكنية والفنادق والمراكز التجارية، بالإضافة إلى مشاركتها في صناعة السيارات عبر مشروع مرسيدس بنز، بالشراكة مع شركات ألمانية وهيئات سيادية جزائرية.
ورغم هذا الحضور الإماراتي القوي، أطلق النظام الجزائري حملة إعلامية غريبة وخالية من أي منطق دبلوماسي، في تصعيد يعكس ارتباك جنرالات العسكر الذين لم يجدوا سوى افتعال العداوات الخارجية لصرف الأنظار عن انفجار الأوضاع الداخلية وفشلهم المزمن في تحقيق الحد الأدنى من الاستقرار الاقتصادي للجزائريين.
وإذا قررت الإمارات الرد على هذا العبث بسحب أو تقليص استثماراتها، فإن الجزائر ستكون أول من يدفع الثمن، في ظل نظام لا يملك رؤية ولا قدرة على تعويض شركاء حقيقيين ساهموا في تحريك عجلة الاقتصاد الجزائري المتهالك.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


هبة بريس
منذ 31 دقائق
- هبة بريس
أكادير: بعد أسبوع على فضيحة "الماستر".. جامعة ابن زهر تصدر بلاغًا "جافًا"
هبة بريس – عبد اللطيف بركة بعد مرور أسبوع كامل على فضيحة بيع 'شواهد الماستر' بجامعة ابن زهر واعتقال الأستاذ المتهم الذي يوجد رهن التحقيق بسجن الأوداية، خرجت الجامعة، أخيرًا، اليوم الأربعاء 21 ماي الجاري، ببلاغ موجه للرأي العام الطلابي، جاء مخيبًا للآمال وموصومًا بالجفاف اللغوي والفراغ المعلوماتي، مما أثار موجة من الانتقادات والاستغراب. البلاغ، الذي تتوفر 'هبة بريس' على نسخة منه، بدا وكأنه كتب على عجل، وذُيل بتوقيع 'جامعة ابن زهر 2' – وهو توقيع يثير أكثر من سؤال حول مصدره ومغزاه ، حيت لم يتضمن أي جديد يواكب خطورة الاتهامات الموجهة لأستاذ من داخل المؤسسة، بل اكتفى بإعادة ما هو معلوم مسبقًا: 'أن الملف في طور التحقيق والتقاضي'. في ظرفية وطنية حساسة تستوجب الوضوح والشفافية، كان الجميع ينتظر من الجامعة توضيحات دقيقة، وربما إقرارًا بتحمل المسؤولية المعنوية أو الإدارية، أو على الأقل التزامًا واضحًا بإجراءات صارمة لمواجهة مثل هذه التجاوزات إن ثبتت، لكن المفاجأة كانت في بلاغ باهت، أبرز ما فيه هو التنويه بالأساتذة واستمرار تقديم العرض التربوي، وكأن شيئًا لم يحدث. لم يشر البلاغ لا من قريب ولا من بعيد إلى حجم الضرر الذي خلفته هذه القضية على صورة الجامعة ومصداقية شواهدها، ولا إلى الإجراءات التأديبية أو الوقائية الممكن اتخاذها لحماية المؤسسة من أي اختلال مماثل. بل الأدهى، أن غموضه زاد الطين بلة وفتح الباب واسعًا أمام الشائعات والتأويلات التي ستتغذى على صمت المؤسسة الرسمي. والمفارقة المؤلمة أن جامعة ابن زهر، التي تضم عشرات الأساتذة في علوم التواصل والتدبير الإعلامي، وتعج بطلبة الصحافة والإعلام، عجزت عن إنتاج خطاب تواصلي مهني ومسؤول في لحظة دقيقة تتطلب أكثر من أي وقت مضى لغة صريحة وشفافة. باختصار، بلاغ جامعة ابن زهر لم يكن في مستوى الحدث، لا لغويًا ولا إعلاميًا، ليكشف مرة أخرى عن عمق الأزمة التواصلية داخل المؤسسات العمومية، وعن الحاجة المستعجلة لإعادة التفكير في آليات تفاعلها مع الرأي العام، خاصة عندما تكون في قلب فضيحة تهز ثقة المواطنين. تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X مقالات ذات صلة


هبة بريس
منذ 33 دقائق
- هبة بريس
أكادير: بعد أسبوع على فضيحة 'الماستر'.. جامعة ابن زهر تصدر بلاغًا 'جافًا'
هبة بريس – عبد اللطيف بركة بعد مرور أسبوع كامل على فضيحة بيع 'شواهد الماستر' بجامعة ابن زهر واعتقال الأستاذ المتهم الذي يوجد رهن التحقيق بسجن الأوداية، خرجت الجامعة، أخيرًا، اليوم الأربعاء 21 ماي الجاري، ببلاغ موجه للرأي العام الطلابي، جاء مخيبًا للآمال وموصومًا بالجفاف اللغوي والفراغ المعلوماتي، مما أثار موجة من الانتقادات والاستغراب. البلاغ، الذي تتوفر 'هبة بريس' على نسخة منه، بدا وكأنه كتب على عجل، وذُيل بتوقيع 'جامعة ابن زهر 2' – وهو توقيع يثير أكثر من سؤال حول مصدره ومغزاه ، حيت لم يتضمن أي جديد يواكب خطورة الاتهامات الموجهة لأستاذ من داخل المؤسسة، بل اكتفى بإعادة ما هو معلوم مسبقًا: 'أن الملف في طور التحقيق والتقاضي'. في ظرفية وطنية حساسة تستوجب الوضوح والشفافية، كان الجميع ينتظر من الجامعة توضيحات دقيقة، وربما إقرارًا بتحمل المسؤولية المعنوية أو الإدارية، أو على الأقل التزامًا واضحًا بإجراءات صارمة لمواجهة مثل هذه التجاوزات إن ثبتت، لكن المفاجأة كانت في بلاغ باهت، أبرز ما فيه هو التنويه بالأساتذة واستمرار تقديم العرض التربوي، وكأن شيئًا لم يحدث. لم يشر البلاغ لا من قريب ولا من بعيد إلى حجم الضرر الذي خلفته هذه القضية على صورة الجامعة ومصداقية شواهدها، ولا إلى الإجراءات التأديبية أو الوقائية الممكن اتخاذها لحماية المؤسسة من أي اختلال مماثل. بل الأدهى، أن غموضه زاد الطين بلة وفتح الباب واسعًا أمام الشائعات والتأويلات التي ستتغذى على صمت المؤسسة الرسمي. والمفارقة المؤلمة أن جامعة ابن زهر، التي تضم عشرات الأساتذة في علوم التواصل والتدبير الإعلامي، وتعج بطلبة الصحافة والإعلام، عجزت عن إنتاج خطاب تواصلي مهني ومسؤول في لحظة دقيقة تتطلب أكثر من أي وقت مضى لغة صريحة وشفافة. باختصار، بلاغ جامعة ابن زهر لم يكن في مستوى الحدث، لا لغويًا ولا إعلاميًا، ليكشف مرة أخرى عن عمق الأزمة التواصلية داخل المؤسسات العمومية، وعن الحاجة المستعجلة لإعادة التفكير في آليات تفاعلها مع الرأي العام، خاصة عندما تكون في قلب فضيحة تهز ثقة المواطنين.


هبة بريس
منذ ساعة واحدة
- هبة بريس
البنتاغون يعلن الموافقة على هدية "القصر الطائر" من قطر
هبة بريس أعلن البنتاغون، يوم الأربعاء، أن وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسث، وافق على قبول طائرة بوينغ 747 مقدّمة كهدية من دولة قطر، سيتم تخصيصها لاستخدام الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وذلك بعد إخضاعها لتحديثات أمنية متقدمة. تدابير أمنية وتعديلات تشغيلية قبل الاستخدام الرئاسي قال شون بارنيل، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، إن الوزارة ستتولى تحديث الطائرة لضمان توافقها مع معايير الأمن الوطني ومتطلبات المهام التشغيلية للطائرات الرئاسية. وأكد أن القرار جاء متماشياً مع القوانين الفيدرالية المعمول بها. قطر: الصفقة قانونية وضمن تعاون عسكري ممتد من جانبه، صرّح رئيس وزراء قطر لوكالة 'بلومبرغ' أن الصفقة تمّت عبر اتفاق رسمي بين وزارتي الدفاع القطرية والأميركية، مضيفًا أنها 'قانونية وشفافة' وتندرج ضمن عقود طويلة من التعاون العسكري بين البلدين. ترامب يرحب: 'أمر رائع' وعندما سُئل الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن هذه التقارير، رحّب بالأمر قائلاً للصحفيين: 'قطر تعطي سلاح الجو الأميركي طائرة، وهذا أمر رائع'. بدء التخطيط لتجهيز الطائرة الرئاسية في جلسة استماع أمام الكونغرس، أوضح كل من وزير سلاح الجو تروي مينك ورئيس الأركان ديفيد أولفين أن الوزير هيغسث أصدر أوامر ببدء تخطيط تعديل وتجهيز الطائرة بما يناسب استخدامها كطائرة رئاسية (إير فورس وان). مهام التعديل: مكلفة ومعقدة نقلت شبكة CNN عن مسؤول في سلاح الجو أن عملية تجهيز طائرة من مصدر خارجي، حتى وإن كانت من دولة صديقة، تستلزم تجريدها بالكامل من بنيتها الداخلية، وتزويدها بأنظمة أمن واتصالات متقدمة، ما قد يستغرق عامين أو أكثر، وقد تتجاوز تكلفة التحديث قيمة الطائرة نفسها. تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X مقالات ذات صلة