logo
فرصتك قبل الغلق.. آخر موعد للتسجيل في اختبارات القدرات 2025

فرصتك قبل الغلق.. آخر موعد للتسجيل في اختبارات القدرات 2025

صدى البلدمنذ 6 أيام
مع فتح باب التسجيل رسميًا، بدأ طلاب الثانوية العامة في التقديم لأداء اختبارات القدرات 2025 إلكترونيًا عبر موقع التنسيق، تمهيدًا للالتحاق بالكليات التي تشترط اجتياز هذه الاختبارات كشرط أساسي للقبول. ويستمر التسجيل في اختبارات القدرات 2025 حتى الساعة 7 مساءً من يوم الخميس 24 يوليو 2025.
ونرصد الكليات التي تتطلب اختبار قدرات، والخطوات الإلكترونية للتسجيل، والتعليمات الرسمية التي شدد عليها مكتب التنسيق لتفادي استبعاد الطالب.
الكليات التي تشترط اجتياز اختبارات القدرات 2025
يشترط عدد من الكليات في الجامعات الحكومية أداء اختبارات القدرات 2025 قبل القبول النهائي، وتشمل هذه الكليات التخصصات التالية:
كليات الفنون التطبيقية في جامعات: حلوان – دمياط – بنها – بني سويف – طنطا – دمنهور
كليات علوم الرياضة (بنين وبنات)
كلية التربية الموسيقية والتربية الفنية – جامعة حلوان (الزمالك)
كلية التربية الفنية – جامعة المنيا
كليات الفنون الجميلة – شعبة الفنون:
جامعات: حلوان – الإسكندرية – المنيا – جنوب الوادي – المنصورة – أسيوط – الأقصر
كليات الفنون الجميلة – شعبة العمارة:
جامعات: حلوان – الإسكندرية – المنيا – أسيوط – المنصورة
خطوات التسجيل في اختبارات القدرات 2025
يُتاح التسجيل لأداء اختبارات القدرات 2025 من خلال موقع التنسيق الإلكتروني، وذلك باتباع الخطوات التالية:
1. الدخول إلى موقع التنسيق:
https://tansik.digital.gov.eg/application/
2. اختيار أيقونة "اختبارات القدرات" من الصفحة الرئيسية.
3. إدخال البيانات الشخصية المطلوبة (رقم الجلوس – الرقم القومي – الشعبة الدراسية – المدرسة – المحافظة).
4. اختيار نوع الاختبار والكلية المراد التقديم إليها من القوائم المتاحة.
5. تأكيد الطلب وطباعة الإيصال الإلكتروني الذي يوضح بيانات الطالب ومواعيد الاختبار.
التعليمات الواجب اتباعها أثناء اختبارات القدرات 2025
أكّد مكتب التنسيق أن التزام الطالب بالتعليمات المحددة خلال اختبارات القدرات 2025 هو شرط أساسي لقبوله، حتى وإن كانت إجاباته صحيحة.
ممنوعات صارمة داخل اللجان:
ممنوع اصطحاب الهواتف المحمولة أو أي أجهزة إلكترونية إلى قاعة الاختبار، حتى لو كانت مغلقة.
ممنوع نهائيًا تصوير الاختبار أو أي جزء منه باستخدام أي وسيلة، سواء كانت رقمية أو ورقية.
أي مخالفة لهذه التعليمات تؤدي إلى استبعاد فوري للطالب واعتباره غير لائق بالاختبار.
تنظيم الحضور خلال اختبارات القدرات 2025
يُطلب من الطالب الحضور إلى مقر الكلية قبل موعد الاختبار بساعة على الأقل.
يسمح بالدخول فقط للطالب المُحدد له موعد في ذلك اليوم عبر الموقع الإلكتروني.
يُمنع دخول أولياء الأمور إلى الكليات حفاظًا على الانضباط والهدوء داخل اللجان.
نصائح مهمة للطلاب خلال اختبارات القدرات 2025
ويُنصح خلال اختبارت القدرات 2025، أن يقوم الطلاب بالتالي:

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

غياب مهارة العيش يهدد صحتنا النفسية والعائلية
غياب مهارة العيش يهدد صحتنا النفسية والعائلية

شبكة النبأ

timeمنذ 17 دقائق

  • شبكة النبأ

غياب مهارة العيش يهدد صحتنا النفسية والعائلية

ان استشعار ابسط التفصيلات في حياتنا اليومية والاستمتاع بها بحواسنا التي أنعم الله علينا بها يجعل من يتقن العيش كأنه يمتلك كنزاً يمكنه من التناغم مع هذه اللحظات المهمة فيعطيها ميزة الوفرة والبركة سواء كانت اوقات سعيدة أو حميمية بل وحتى التحديات التي تحمل من الاثارة والاهتمام ما يوقد قناديل البهجة في النفس... جميعنا نصحوا صباحًا ونبدأ بتفاصيل حياتنا سواءً بالشكل النمطي أو العشوائي كل حسب ظروفه وتفضيلاته ونواجه عدة تجارب عند التعاطي مع الحياة أو مزاولة الأعمال والتي عادةً ما نسميها مشاكل أو مواقف، وتختلف تقييماتنا ومعالجاتنا للأمور حسب تفسيرنا لها وتبعًا لمرجعياتنا الفكرية. ويمكن الإشارة إلى هذه المدخلات بـ (مهارة العيش) أن صح التعبير والتي تعد من المهارات الحياتية الأساسية التي تساعد الإنسان على التأقلم والتفاعل بإيجابية مع مختلف المواقف والتحديات في الحياة اليومية. كما أنها تقودنا إلى القدرة على العيش بوعي وتوازن وفعالية في المجتمع. غالبًا ما ننخرط معظمنا في العمل أو في المواقف التي تواجهنا، حيث يهتمون بتفاصيل العمل وفي عصرنا هذا أصبح العمل وتحديدًا في القطاع الخاص يستهلك معظم وقت الموظفين بل ويمتد إلى ما بعد ذلك من ذلك لينال من وقته الشخصي غير المخصص للعمل والذي من المقرر أن يكون على سبيل المثال للراحة أو الترفيه أو للأشخاص، من هنا تبدأ رحلة المعاناة التي لا يشعر بها الفرد قبل أن يجد نفسه منهكًا بتبعاتها عندما تنعكس على أدائه وعلاقاته وصحته النفسية هو وافراد عائلته على حد سواء. فيجد هذا النموذج إنه غارق في العمل حتى وهو مستلقي في فراشه وحياته مبنية بشكل أو بآخر على نوع وطبيعة عمله في إسقاطه عليهم عمله على أجزاء من حياته خارج نطاق العمل دون أن يشعر أو يكون طبعًا دون قصد بثقافة عمله في عكسها في تعاملاته مع محيطه الأسري، فتساهم في صياغة شخصية تتمحور حول انعكاسات بيئة العمل، كذلك انتقال تأثيرات بيئة العمل أيًا كان إلى سلوكيات مع الآخرين خارج العمل ربما يمكن وصفها بنوع من الأمراض النفسية غير الملحوظة حيث لا يمكن أن يأتي عنها أي مردود إيجابي باعتبارها تتصف بالعناية في التعامل بينما تحتاج العلاقات الأسرية إلى الخصوصية في التعامل مع خلافات المشاعر والتعبير عن الذات. ومن جانب آخر يمكن تشخيص نفس المشكلة لكن بصورة مختلفة حيث أن هذا النموذج خارج المؤثرات التي ذكرناها في النموذج السابق كبيئة العمل فهو (فقط يفتقر إلى مهارة العيش)، على سبيل المثال الاشخاص الانفعاليون الذين تعتمد قراراتهم على ردود افعالهم الآنية والتي عادة ما تؤدي الى الندم. نجد بجانبهم من لا يعرف كيف يعيش اللحظة. ان استشعار ابسط التفصيلات في حياتنا اليومية والاستمتاع بها بحواسنا التي أنعم الله علينا بها يجعل من يتقن العيش كأنه يمتلك كنزاً يمكنه من التناغم مع هذه اللحظات المهمة فيعطيها ميزة الوفرة والبركة سواء كانت اوقات سعيدة أو حميمية بل وحتى التحديات التي تحمل من الاثارة والاهتمام ما يوقد قناديل البهجة في النفس وتحقق مزيداً من الرضا، اذن هنا ينعم الانسان بالاتزان والقدرة على مواجهة الاحداث واتخاذ القارات السليمة وحل المشكلات. ويؤدي هذا النوع من المعرفة الى ترتيب الأولويات بطريقة تتوافق مع متطلبات الفرد والتي تكون مبنية على الوعي الذاتي ومسؤوليته الشخصية والاجتماعية وقدراته وسلوكياته التي تمكنه من النجاح في حياته الشخصية والمهنية والاجتماعية، جميع هذه النتائج تؤدي الى تطوير مهارة العيش والتعامل مع التوتر والضغوط اليومية بطرق صحية وبناءة، كما ان ادارة الوقت وتنظيم المهام وتحديد الأولويات ينحدر تحت هذه المؤشرات كعامل أساسي لمواجهة وتذليل المواقف التي من شأنها أن تثبط من شغفنا بالحياة ومتعة العيش بالجودة التي ينبغي لنا ان ندرك أهميتها.

النهضة الحسينية.. ثورة ثقافية ضد الجهالة
النهضة الحسينية.. ثورة ثقافية ضد الجهالة

شبكة النبأ

timeمنذ 17 دقائق

  • شبكة النبأ

النهضة الحسينية.. ثورة ثقافية ضد الجهالة

عندما يتم إحياء عاشوراء وزيارة الأربعين فإننا نعيد إحياء روح ذلك الإنسان المنغمس في العبثية المادية، فالحياة الحقيقية والسعادة المطلوبة تتحقق عندما يكون الإنسان حيًّا في داخله، وفي غلبة روحه على جسده، وتبلور هويته في كرامته. فالإصلاح الحسيني هو استعادة الإنسان المسلوب، وتخليصه من ذلك العمى، وايقاظه من النوم العبثي... (فَأَعْذَرَ فِي الدُّعاءِ وَمَنَحَ النُّصْحَ وَبَذَلَ مُهْجَتَهُ فِيكَ لِيَسْتَنْقِذَ عِبادَكَ مِنَ الْجَهالَةِ وَحَيْرَةِ الضَّلالَةِ وَقَدْ تَوازَرَ عَلَيْهِ مَنْ غَرَّتْهُ الدُّنْيا وَباعَ حَظَّهُ بِالْأَرْذَلِ الْأَدْنَى وَشَرَى آخِرَتَهُ بِالثَّمَنِ الْأَوْكَسِ وَتَغَطْرَسَ وَتَرَدَّى فِي هَواهُ وَأَسْخَطَكَ وَأَسْخَطَ نَبِيَّكَ وَأَطاعَ مِنْ عِبادِكَ أَهْلَ الشِّقاقِ وَالنِّفاقِ وَحَمَلَةَ الْأَوْزارِ الْمُسْتَوْجِبِينَ النَّارَ). من النهضة الحسينية العظيمة نستلهم تلك الدروس والقيم من أجل أن نتغير في حياتنا نحو الأحسن، وأن نكون ثابتين على ولاية أهل البيت عليهم السلام، وأن نكون من الذي يحييون نهج الإمام الحسين (عليه السلام)، من خلال تحويل نهضته الى حركة حضارية ومعرفية وثقافية شاملة. فهذه النهضة قامت على مبدأ أساسي وهو إثبات الإسلام الحقيقي وكشف الحقيقة عن الإسلام المزيف عبر تفنيد التضليل العميق الذي مارسه بنو أمية، هذا التضليل الذي شوه صورة الإسلام الحقيقي، بمحاولتهم ان يصنعوا إسلاما مزيفا يتناسب مع مقاساتهم. ومن هنا فإننا نحاول ان نستفيد من النهضة الحسينية في عملية مواجهة الغزو الثقافي الذي يركب صهوة التطور التكنولوجي الهائل الذي يبث تموجاته الإنترنيتية الفضائية في كل بيت وزاوية ومكان، تموجات تبث افكارا غيرية تشوه فطرة الانسان وتتلاعب بتفكيره، مما يؤدي الى استلاب هوية الانسان وتزلزل ثقافته، وإحداث انحراف عقائدي راسخ، فالانحراف العقائدي والفكري هو نتيجة مؤكدة لعدم تحمل الكثير من الناس وعدم قدرتهم على مواجهة هذا التموج التسونامي الثقافي الكبير الآتي من الخارج، بحيث أصبح الإنسان متلبسا بثقافة غيره خارج إطار التفكير الإسلامي. استلاب هوية الأمة واغتراب الفرد عندما نلاحظ أسلوب الحياة الرائج في هذا العصر نجد أنها أصبحت حياة مستوردة من جميع الجهات، الاستيراد مسيطَر علينا في مقاطع معيشتنا، فأصبحت الشخصيات والهويات والمجتمعات مستلبة ثقافيا خارج الإطار الفطري والتفكير الإسلامي، وهذه أزمة حضارية تؤدي إلى استلاب هوية امة بكاملها وتغيير نهجها، وبالنتيجة انحرافها عن الطريق المستقيم. هذه الموجات المتتالية من الغزو الثقافي الغربي، الغرض منها تسطيح تفكير المجتمع، فإذا كان المجتمع عبارة عن أفكار سطحية معلبة فانهم يستطيعون من خلال ذلك السيطرة على هذه المجتمعات والتحكم بها، لذلك هم يقومون ببث التفاهات السامة بين مختلف المجتمعات حتى يتسطح تفكيرهم، وبالتالي استلاب هويتهم الثقافية وانتمائهم الاجتماعي المشترك، الى العيش الفردي والانفصال التام عن المجتمع، بل التحول الكامل الى الفردية المفرطة التي تؤسس الى الانعزال الاجتماعي التام وتفكك العلاقات الاجتماعية، واغترابه عن الآخرين الى حد كرههم. وبابتعاده عن الآخرين يصبح الفرد ضعيفا، غير مرتبط بحاجاته وغاياته وثقافته الاجتماعية، وغير مرتبط بمناسبات المجتمع وعاداته وشعائره، واذا ارتبط الى حد ما فإنما هو مرتبط بطريقته الخاصة في الحياة محورها الأنا وسلوكها الانانية، لذلك يرتفع عنده مستوى اللامبالاة وعدم المسؤولية بكل ما يرتبط بغايته الإنسانية والوجودية، فالغزو الثقافي يؤدي إلى عملية استغراق الفرد في الجسد، فيتمحور حول ملذاته الذاتية فقط. حداثة الاستغراق في الجسد يفكر كيف يأكل، كيف يسافر، كيف يتمتع، كيف يلبس الملابس، كيف يقتني الممتلكات، فتكون مسؤوليته على نفسه فقط وليس تجاه المجتمع، لذلك نلاحظ أن الإنسان تزداد عنده حالة الاستهلاك، يشتري الأشياء التي لا يحتاجها وأكثر، فيصبح نهما مكدسا لأنه لا يشعر بالشبع بل لا يشبع ابدا، فمن اهداف الغزو الثقافي حصر الفرد في أفكاره الجسدية البحتة، والابتعاد عن الحالة المعنوية، التي تجعله اكثر قربا لحقيقته الانسانية في الحياة ممتلئا بالأفكار والعقائد الصالحة، وليس مجرد جسدا خاويا. ومن هنا فإن اهداف الغزو الثقافي كلها تلتقي في غاية واحدة، وهو تكريس الجهل المفرط، أن يكون الإنسان جاهلا غير عالم بطريقته وأسلوبه وهدفه في الحياة، وماذا يريد منها، وكيف يجب أن يفكر، وكيف تكون عقيدته، ومن أين يستقي ثقافته؟ الحداثة في هذا اليوم هي جميلة لما يظهر للبصر، فكل شيء أصبح في الظاهر تقدميا، والحياة باتت مضيئة نهارا وليلا، ويتصاعد الصخب الكثير والوهج المثير، وترتفع العمارات الشاهقة، وتتوسع المولات المنتفخة، وتنوعت التكنولوجيا بأشيائها المسيّلة للعاب من الهواتف الذكية، والسيارات الفارهة. وهذه الحداثة التي تبشر بالتجديد وبالانفتاح والعصرنة هي حداثة مادية بحتة، وهي من اهم ادوات الغزو الثقافي، حيث كل ما يتعلق بالحداثة هدفه الغزو الثقافي، وتحطيم الإنسان كإنسان وجودي بأن تجعله عدميا وحيدا منعزلا يعيش في هذا العالم المادي على هامشه الاستهلاكي. الإمام الحسين (عليه السلام) في نهضته الاصلاحية، كان هدفه الأساسي هو تحطيم هذه العدمية البائسة، وتغيير التفكير المادي، عبر استنقاذه من الاستغراق في الحالة الدنيوية، والانغماس المطلق في الملذات الجسدية، عندما قال عليه السلام ((النَّاسُ عَبِيدُ الدُّنْيَا، وَالدِّينُ لَعِقٌ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ، يَحُوطُونَهُ مَا دَرَّتْ مَعَايِشُهُمْ، فَإِذَا مُحِّصُوا بِالْبَلَاءِ قَلَّ الدَّيَّانُون)، فتفكيك تلك الثقافة المادية عبر الإصلاح الجاد، هو الخطوة الأولى في مواجهة الغزو الثقافي وفضح ذلك التضليل الذي يريد أن يجرد الإنسان من إنسانيته. فالحداثة التي سيطرت على العالم اليوم تسلب كرامة الإنسان وتجعله بلا هوية، فقد أصبحت الحداثة عنوانها الانحلال والانحطاط، والابتذال والتفاهة، ليتحول الإنسان الى مجرد سلعة، يتاجرون به. الايقاظ من النوم العبثي واليوم عندما يتم إحياء عاشوراء وزيارة الأربعين فإننا نعيد إحياء روح ذلك الإنسان المنغمس في العبثية المادية، عبر ما يفهمه من كلمته الخالدة (عليه السلام): (وإنّي لا أرى الموت إلاّ سعادة، والحياة مع الظالمين إلاّ برماً)، ويقصد من ذلك، أن الحياة الحقيقية والسعادة المطلوبة تتحقق عندما يكون الإنسان حيًّا في داخله، في معناه الوجودي وغلبة روحه على جسده، وتبلور هويته في كرامته. فالإصلاح الحسيني هو استعادة الإنسان المسلوب، وإرجاعه وتخليصه من ذلك العمى، وايقاظه من النوم العبثي، فاليقظة هي استعادة الانسان لوعيه ورؤيته الواضحة لغاياته الحقيقية في الحياة. وعن الامام علي (عليه السلام): (مَا لِي أَرَاكُمْ أَشْبَاحاً بِلَا أَرْوَاحٍ وَأَرْوَاحاً بِلَا أَشْبَاحٍ وَنُسَّاكاً بِلَا صَلَاحٍ وَتُجَّاراً بِلَا أَرْبَاحٍ وَأَيْقَاظاً نُوَّماً وَشُهُوداً غُيَّباً وَنَاظِرَةً عَمْيَاءَ وَسَامِعَةً صَمَّاءَ وَنَاطِقَةً بَكْمَاءَ...)، فالايقاظ من الاستلاب الذاتي للوعي يؤدي الى تحول عميق لفهم الحياة، ونفض الحياة الرتيبة التي يتعايش فيها النائم كأنه ميت مع الملل والكسل والظلم والفساد. فالانسان الذكي ينتفض من نومه ويخلص نفسه من الامراض المعنوية التي يوقع بها نفسه، وقد قال عن ذلك الامام علي (عليه السلام): (أَ مَا مِنْ دَائِكَ بُلُولٌ أَمْ لَيْسَ مِنْ نَوْمَتِكَ يَقَظَةٌ)، وكذلك قوله (عليه السلام): (فَتَدَاوَ مِنْ دَاءِ الْفَتْرَةِ فِي قَلْبِكَ بِعَزِيمَةٍ وَمِنْ كَرَى الْغَفْلَةِ فِي نَاظِرِكَ بِيَقَظَةٍ). فالهدف من إحياء نهضة الإمام الحسين وشعائرها مثل زيارة الأربعين، هو تحقيق يقظة الذات، من الجهل المدقع، فاليقظة هي حالة من الوعي والإدراك بحيث لا يكون الإنسان سطحيا في حياته، عاجزا عن التفكير، فهذه اليقظة تعالج الذات وتحررها بالفهم من عبودية الجسد. حيث كل المشكلة تكمن في هذه العبودية، فمعظم الناس يفكر فقط ماذا يريد أن يأكل أو يلبس غدا؟ بما يعني ان كل ذاته هو جسده، لذلك يكون هذا الإنسان غير سعيد في حياته مهما اكل او لبس، لأن جسده مجرد جسد يكون ميتا بلا روح. فالروح هي التي تحقق القيمة في الانسان، فالروح في حقيقتها الجوهرية كبيرة بكبر الكون، (أتحسب نفسك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر)، فلا يختصر الإنسان نفسه في هذا الجسد الضئيل. الايقاظ وبناء التقوى ان الشعائر الحسينية وزيارة الأربعين هي يقظة لاستعادة الذات، وتحرير الإنسان من ذلك الجسد، لأنها تؤدي الى بناء التقوى في الإنسان، (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) الحج32. ذلك أن الشعائر في غاياتها تنقل الإنسان من حالته المادية والجسدية الى الحالات المعنوية والقلبية. وعندما تكون عند الإنسان حالة من التقوى، وقبل التقوى لابد له من الوقاية بالتورع عن محارم الله، وبالوقاية المستمرة تصبح التقوى ملَكَة وحالة ثابتة راسخة عند الإنسان، فيصبح الإنسان قويا في ذاته المعنوية، وليس هشا بهيمنة جسده وملذاته. وكذلك فإن يقظة الذات التي نحصل عليها من الشعائر الحسينية وزيارة الأربعين تؤدي الى التوبة والإصلاح الذاتي الذي يتحول بالنتيجة الى الإصلاح العام، وقد ينطبق هذا المعنى في هذا الحديث المروي عن الامام الصادق (عليه السلام): (من أتى قبر الحسين عارفا بحقه، غفر الله له من ذنبه ما تقدّم وما تأخّر). فالتوبة تؤدي الى اليقظة وانتباه الإنسان وعدم غفلته عن المعاصي الذنوب التي قد يقع فيها. الضجر والملل المميت ان الاستغراق في عبودية الجسد تؤدي إلى اللامبالاة والانعزال والإهمال المجتمعي وعدم تحمل المسؤولية، لكن الشعائر الحسينية وزيارة الأربعين باليقظة التي تحققها تضعنا في إطار من المسؤولية العامة المشتركة، والمشاركة في التكامل الاجتماعي، والتعاون في العمل الاجتماعي المشترك، ليس هذا فقط، وإنما إيجاد بنية أساسية متينة للعمل الأخلاقي في المجتمع، التي يثمر منها تنمية أخلاقية مستدامة. وخصوصا ان الفردية أصبحت مشكلة كبيرة يعاني منها الإنسان المعاصر، بل إنها حولته الى مريض نفسي، ولهذا نلاحظ أن العالم اليوم أصبح غاضبا متبرما بسبب عيشه الملل والضجر الذي كرسته المادية المعاصرة بما تحمله معها من ظلم وفجور ومعصية وانحلال، وهذا ينطبق مع كلام الحسين (عليه السلام): (والحياة مع الظالمين الا برما)، معنى كلمة (برما) هي ضجرا، والضجر هو الملل المميت، والعيش العبثي والعدمي بلا غاية. فالعالم اليوم يمتلأ حنقا وغضبا بسبب الملل، تنتشر فيه التوترات الاجتماعية والنفسية، حيث الناس يعيشون في حالات مزمنة من التوتر والقلق الشديد، وغياب الاستقرار والراحة والاطمئنان، لذلك فإن هذه الفردية جعلت من الإنسان منعزلا عن المجتمع، بحيث يفكر في نفسه فقط، يرتبط بالخارج عبر جهازه الذكي الموبايل منشغلا بعبث في كل اوقاته، ومستغرقا في التصفح اللانهائي لشبكات التواصل الاجتماعي، وهذا الانعزال العبثي يجعله تدريجيا يتحول الى مريض نفسي يجول تائها جاهلا في العالم المظلم. زيارة الأربعين استنقاذ من العالم المضجر ولكن نحن عندنا نعمة كبيرة، وهما شهرا محرم وصفر، وشعائر عاشوراء وزيارة الأربعين، التي تستنقذنا من ذلك العالم المليء بالجهالة وحيرة الضلالة، إلى عالم جميل وهو عالم المسؤولية الاجتماعية، والعطاء المطلق. وهو العطاء الذي لا نريد من ورائه (جزاء ولا شكورا)، هذا هو العطاء يسمو به الانسان معنويا وأخلاقيا، فلا يتوقع بأنه سوف يحصل على شيء ما نتيجة لفعل الخير، (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا)، سورة الإنسان، الآية 9. ان زيارة الأربعين هي نعمة إلهية، من أجل مواجهة كل التحديات التي نواجهها في الحياة المعاصرة، حيث تستنقذنا وتنتشلنا من ذلك العالم المضجر كما في عبارة الزيارة الواردة في الأربعين، (لِيَسْتَنْقِذَ عِبادَكَ مِنَ الجَهالَةِ وَحَيْرَةِ الضَّلالَة)، والتشديد هنا على مفهوم الاستنقاذ بدل الإنقاذ يدل ويؤكد على اهميته، فالاستنقاذ هو عملية طلب الإنقاذ كفعل وليس انفعال، فالاستنقاذ يأتي على وزن الاستفعال، مثل الاستخراج، والسين للطلب وطلب الإنقاذ، لذلك فإن زيارة الامام الحسين (عليه السلام)، تعني في مضامينها العميقة استنقاذ أنفسنا اولا، والآخرين ثانيا، فهي عملية انقاذ مستمر ومتجدد لا يتوقف ابدا، حتى يتم إعادة إحياء الإسلام الذي بذل الامام الحسين (عليه السلام) مهجته فيه، وهذا الاحياء هو غاية التكامل بين رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وبين الإمام الحسين (عليه السلام)، (حسين وانا من حسين)، وهي ليست فقط علاقة بين جد وسبط، ورسول وإمام، بل هي رسالة متكاملة مستمرة في استنقاذ الانسان من الجاهلية والانحراف الذي حصل بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فالإمام الحسين (عليه السلام) هو الذي يحيي الرسالة الالهية ويستنقذ بدمه الطاهر الإسلام. الجاهل المطلق لذلك فإن كلمات زيارة الأربعين رسالة كبيرة لنا بما فيها من تشديدات، فكما شددت في الاستنقاذ تشدد بكلمة الجهالة، حيث ورد فيها كلمة (جهالة) وليس (الجهل)؟، فالجهالة هي كلمة تجمع في معناها كل المشكلات الموجودة عند البشر وهي التي أساسها ومصدرها الجهل، فتتولّد الأزمات وتتراكم فتتصاعد مع غلبة الجهل وتغوله، ذلك ان الإنسان الذي لديه علم ومعرفة ووعي ويقظة وإدراك وفهم وحكمة، فإنه لا يقع في الأزمات ولا يعاني من المشكلات، بل يمكنه أن يحل مشكلاته وأزماته. (وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) الأنعام 54. بينما الجاهل هو الذي يقع في المشكلات والأزمات لأنه لا يعرف كيف يعالج مشكلاته، وقد يكون هناك إنسان جاهل، لكنه يسعى ويحاول أن يتعلم فيتعلّم فعلا، حتى يستطيع أن يحل مشكلاته ويتجاوز أخطاءه، لكن الجاهل الذي لا يتعلم ولا يحاول في ذلك فإنه يستغرق في الجهل، فالمشكلة تكون في الجاهل الذي لا يعلم بأنه جاهل ويتصور انه يعلم، وهذا ما يسمى بالجهل المركّب. ومع الاستغراق في الجهل المركب الذي تتصاعد في مراتب الجهل وتتعقد في دهاليزه المظلمة، فانه حينئذ يصل الى مرتبة الجهل المطلق، بحيث تصبح الجهالة هي سمة اجتماعية مهيمنة مستولية عليه تحجب كل ما يعني الحقيقة والنور، وتغلف كل ما هو علم ومعرفة، وتغطي كل ما هو إدراك ووعي. المعنى اللغوي لكلمة الجهالة الجهالة: الجهل المطبق وإطباق الجهل، الايغال في الجهل، الجهل العام.. الاستغراق في الجهل، الجاهلية. الأفعال الثلاثية الدالة على حرفة غالبا يدويا أو ولاية يكون مصدرها على وزن (فعالة) مثل: زرع يزرع زِراعة، تجر يتجر تجارة، عمل يعمل عمالة، فهو للحرفة، أي أنه يتقنها، وتعني الجهالة احتراف الجهل، بحيث أصبح ملَكة راسخة في نفسه، ويقال أنها خطوات الشيطان، تبدأ بالوسوسة وبعدها الإيحاء ثم بعدها ينصاع للشيطان، ثم الاستغراق المطلق بالعدم وبمعنى آخر الجهالة الغالبة. وعن الإمام علي (عليه السلام) في وصف رسول الله (صلى الله عليه وآله): (فَقْدُهُ أَضَاءَتْ بِهِ الْبِلَادُ بَعْدَ الضَّلَالَةِ الْمُظْلِمَةِ وَالْجَهَالَةِ الْغَالِبَةِ وَالْجَفْوَةِ الْجَافِيَةِ وَالنَّاسُ يَسْتَحِلُّونَ الْحَرِيمَ وَيَسْتَذِلُّونَ الْحَكِيمَ يَحْيَوْنَ عَلَى فَتْرَةٍ وَيَمُوتُونَ عَلَى كَفْرَةٍ). فـ (الجهالة الغالبة)، تغلب الجهالة على المجتمع تغلبا مطلقا، فيستغرق فيه استغراقا كاملا، ولا يمكن ان يخرج من تلك الضلالة الا بالاستنقاذ، استنقاذ بمستوى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام)، ذلك الاستشهاد الذي زلزل العالم، وسوف يبقى يزلزل العالم إلى الأبد. وللبحث تتمة...

ما حكم تخصيص أيام معينة لقيام الليل جماعة؟.. الإفتاء تجيب
ما حكم تخصيص أيام معينة لقيام الليل جماعة؟.. الإفتاء تجيب

صدى البلد

timeمنذ 2 ساعات

  • صدى البلد

ما حكم تخصيص أيام معينة لقيام الليل جماعة؟.. الإفتاء تجيب

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه: ما حكم تخصيص أيام معينة لقيام الليل جماعة؟ حيث يقوم أهل بلدتي يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع بصلاة ركعتين بعد صلاة العشاء جماعة بنية قيام الليل، داعين الله عز وجل أن يفرج عن أمتنا الإسلامية. وأجابت دار الإفتاء المصرية عن السؤال قائلة إنه لا مانع شرعًا من أداء مثل هذه الصلاة في جماعة، ولا حرج في ذلك. وأوضحت ان الله تبارك وتعالى شرع الصلاة وفرضها على الأمة الإسلامية؛ لأنها الصلة التي تربط بين الخلق والخالق، فهي عماد الدين. ونوهت بأن الله تبارك وتعالى فرض خمس صلوات في اليوم والليلة، وسن لنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سننًا تابعة للفروض وغير تابعة لها، وسن لنا الحبيب المصطفى صلوات ربي وتسليماته عليه وآله الجماعةَ في الصلاة المفروضة وغيرها، ويبين ثواب الجماعة وأن لها فضلًا عظيمًا؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم في حديث عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً» رواه الإمام مالك. وغير ذلك من الأحاديث الشريفة. وبينت أنه: ليس هناك مانع من أداء مثل هذه الصلاة في جماعة، ولا حرج في ذلك؛ لما ذكر من أدلة عامة كما سبق. هل يجوز الصلاة بدون آيات من القرآن بعد الفاتحة قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، على سؤال لمتصلة تقول فيه: "هل يصح الصلاة بدون آيات من القرآن واكتفى بقراءة الفاتحة فقط"، قائلا: لا بأس، ولكنه ترك سنة ولم يترك فريضة والفاتحة ركن من أركان الصلاة والآيات الأخرى ليست ركنًا من الصلاة، مشيرا إلى أن السنة تتحقق في الصلاة بقراءة آية أو أكثر، مثل قراءة "قل هو الله أحد" أو "إنا أعطيناك الكوثر"، وفي حال عدم قراءة أي آية بعد الفاتحة فلا بأس والصلاة صحيحة. وأضاف "جمعة"، في برنامج "والله أعلم" على فضائية "سي بي سي"، أن الإنسان حينما يشك في صلاته بالنقص أو بالزيادة فيضع في ذهنه النقص دائمًا، مشيرا إلى قول الإمام مالك: "بأن يبني الإنسان بالأقل في الصلاة حال السهو". حكم من نسي قراءة سورة بعد الفاتحة قال الدكتور محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن قراءة الفاتحة مِنْ أركان الصلاة في كل ركعة، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا صَلاة لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ». وأوضح «شلبي» في إجابته عن سؤال: «ما حُكم من نسي قراءة سورة قصيرة أو بعض آيات من القرآن بعد قراءة الفاتحة في الصلاة؟» أن من ترك قراءة ما تيسر من القرآن بعدما قرأ سورة الفاتحة، فصلاته صحيحة. وأشار إلى أن من السُنة أن يقرأ المُصلي ما تيسر من القرآن بعد قراءة سورة الفاتحة، إلا أن صلاته صحيحة، وعليه أن يُكملها ولا يسجد للسهو، لأن ترك قراءة ما تيسر من القرآن عقب الفاتحة ليس من السُنن التي تتطلب سجودًا للسهو.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store