
"العرب": "الربع الخالي" مستقبل التكنولوجيا الذي سيبوح بأسراره في السنوات القادمة
يؤكد الكاتب الصحفي د.محمد العرب أن الربع الخالي سينهض في السنوات القادمة كمنطقة خارج التصنيف البشري الحالي، ليصبح واحدًا من أعظم مناطق التأثير في القرن الحادي والعشرين؛ علميًا ، اقتصاديًا، بل وربما بيولوجيًا! حيث تشير التقديرات عن ماضيه إلى شبكات أنهار و"مدن طيفية" وطاقة جديدة، أما في المستقبل فقد يسمح بإنشاء مدن ذكية كاملة تُبنى داخل باطن الأرض، محمية بالرمال، فالربع الخالي قد يكون مستقبل التكنولوجيا، لا ماضي الأساطير!
وفي مقاله "الربع الخالي.. حين تنهض الرمال" بصحيفة "اليوم"، يقول "العرب": "لطالما ظنّ الإنسان أن الرمال هي نهاية كل شيء، مرقد للأسرار، ومسرح لصمتٍ أبدي ولكن ماذا لو لم تكن الرمال غطاءً لما اندثر.. في قلب شبه الجزيرة، حيث تعانق الشمس الرمال وتُدوِّن الرياح خرائطها بلغة لا يقرؤها سوى من تشرّبوا الصبر والكفاح، تقف صحراء الربع الخالي كأعظم ما لم يُكتشف بعد، الجغرافيا فيها ليست جغرافيا، بل ذاكرة وكل كثيب، كل طبقة رسوبية، كل شق في التربة، ليس إلا توقيعًا من زمن أقدم من التاريخ ذاته. هناك حيث تخلّت الجبال عن كبريائها، وانحنت المدن القديمة حتى اختفت، يُعتقد أن شيئًا ينتظر أن يُنبَش.. لا مجرد مدينة، بل ربما حضارة كاملة، أو بوابة لعصر علمي مختلف".
تحت الربع الخالي.. شبكات أنهار و"مدن طيفية"
ويرصد "العرب" مؤشرات تبشر بمستقبل مختلف ويقول : "في السنوات القليلة المقبلة، سيتغيّر كل شيء، ليس لأن التقنية تقدّمت، بل لأن الجغرافيا ستبدأ بالبوح، والربع الخالي لن يكون مجرد صحراء بعد الآن، بل سيُعاد تعريفه كأكبر خزان معلومات أرضي غير مكتشف.. هناك مؤشرات تحت الرمال تتحدث عن وجود شبكة نهرية دفينة، ومجاري جوفية تنتمي إلى عصور مطيرة سابقة، وهذا يعني أن الحياة لم تنقرض هناك، بل اختبأت بذكاء، مثل بذور الصحارى التي تنتظر أول قطرة مطر لتنفجر بالحياة.. العلماء الآن يتحدثون عن «المدن الطيفية» في عمق الصحراء، مدن لم تُبنَ من حجر فقط، بل من أنظمة هندسية تتجاوز إدراكنا عن عمر الإنسان في المنطقة، صور الأقمار الصناعية تُظهر تشكيلات هندسية غير طبيعية تحت الرمال، منتظمة بطريقة تثير القشعريرة : دوائر، مربعات، خطوط تتقاطع بدقة، كما لو أن جهة ما أرادت أن تترك لنا رسائل مشفّرة عبر الزمان".
اكتشافات جيولوجية قد تعيد تشكيل خريطة الطاقة
ويضيف الكاتب : "لكن ليس التاريخ وحده من ينبض تحت تلك الرمال.. بل الطاقة. اكتشافات جيولوجية أخيرة تشير إلى وجود طبقات حرارية عميقة قد تعيد تشكيل خريطة الطاقة في المنطقة. ليست نفطًا فقط، بل مصادر طاقة جديدة غير مكتشفة. إن احتمالية وجود «فقاعات حرارية» يمكن توجيهها واستثمارها تعني أن الربع الخالي قد يتحول من أرض خالية إلى مصدر طاقة نظيفة يعيد هيكلة التوازن الطاقي في العالم. وتخيل فقط ماذا يعني أن تقف السعودية العظمى على مصدر طاقة جديد في زمن تتهاوى فيه صروح النفط الكلاسيكي".
وعن مستقبل الربع الخالي، يقول "العرب": "التقديرات تشير إلى أن عمق الرمال قد يسمح بإنشاء مدن ذكية كاملة تُبنى داخل باطن الأرض، محمية بالرمال، الربع الخالي قد يكون مستقبل التكنولوجيا، لا ماضي الأساطير..!مدن محصّنة، مراكز بيانات، قواعد ومختبرات بحثية كل هذا ليس خيالاً، بل مشروعًا جاريًا في عقول من يفكرون لعشرين عامًا قادمة ومع وجود القائد الملهم الأمير محمد بن سلمان فكل شيء ممكن بأمر الله.. بعض الباحثين يتحدثون عن تغيّر جيولوجي بطيء في قلب الصحراء قد يؤدي إلى انبعاثات حرارية غير معتادة، وعن احتمالية وجود «كهوف جوفية» تنتمي لطبقات أرضية لم تُسجّل بعد في الجيولوجيا المعاصرة، وقد تحمل داخلها أشكالاً من الحياة المجهرية أو البيئية غير المعروفة".
ويعلق "العرب" قائلاً : "هل ينهض الربع الخالي إذًا؟ نعم.. لكنه لن ينهض كأرض، بل ككيان كامل... كمنطقة خارج التصنيف البشري الحالي، أعتقد لن يظل الربع الخالي مجرد صفحة جغرافية جامدة، بل سيغدو واحدة من أعظم مناطق التأثير في القرن الحادي والعشرين.. علميًا ، اقتصاديًا، بل وربما بيولوجيًا".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 25 دقائق
- صحيفة سبق
بالصور.. رصد فروخ صقر الجراد في الحدود الشمالية يعكس تنامي التنوع الحيوي
رُصد عش لصقر الجراد في إحدى المناطق الطبيعية التابعة لمنطقة الحدود الشمالية، ما يُعد مؤشرًا مهمًا على تنامي التنوع الحيوي في المنطقة. وأوضح مختصون في مراقبة الطيور أن وجود الفروخ داخل العش في هذه المرحلة من موسم التكاثر يُعد مؤشرًا بيولوجيًا إيجابيًا، يُجسد وفرة الموارد الطبيعية وملاءمة الظروف البيئية، بما في ذلك تنوّع الغطاء النباتي، وتوافر الغذاء، واعتدال درجات الحرارة. ويتميّز صقر الجراد، وهو من الطيور الجارحة متوسطة الحجم، بسرعته العالية ومهارته في الطيران والمناورة والانقضاض, ويُعرف بقدرته الفائقة على صيد الحشرات والطيور الصغيرة، مما يجعله عنصرًا فاعلًا في الحفاظ على التوازن البيئي ضمن النظم الطبيعية. وتبذل الجهات المختصة جهودًا مستمرة للحفاظ على هذه المواطن الطبيعية، مع التأكيد على أهمية عدم الاقتراب من مواقع التعشيش، لضمان استمرار حياة الطيور ونمو الفروخ في بيئة آمنة ومستقرة.


صحيفة سبق
منذ 44 دقائق
- صحيفة سبق
متى يبدأ الصيف فعلًا؟ المسند يوضح 3 تواريخ مختلفة تبعًا للمناخ والنجوم والفلك
أوضح أستاذ المناخ السابق بجامعة القصيم الدكتور عبدالله المسند، أن لبداية فصل الصيف ثلاث روايات مختلفة، تتنوع بين الحسابات المناخية والفلكية والمحلية، مشيرًا إلى أن كل نظام منها يعتمد على مرجعية زمنية خاصة. وبيّن المسند أن التقويم المناخي العالمي، المعتمد لدى مراكز الأرصاد الجوية حول العالم، يُحدد بداية فصل الصيف في الأول من يونيو، على أن يستمر حتى نهاية أغسطس، وهو تقسيم يعتمد على معدلات درجات الحرارة الفصلية. أما في الموروث العربي القائم على النجوم والأنواء، فإن الصيف يبدأ في 7 يونيو، مع طلوع نجم الثريا، وهو أول نجوم فصل الصيف وفق التقويم النجمي المحلي، وله دلالات مناخية وزراعية متوارثة في الجزيرة العربية. وفيما يخص الحسابات الفلكية، فإن بداية الصيف توافق يوم 21 يونيو، وهو موعد الانقلاب الصيفي، حين تتعامد الشمس تمامًا على مدار السرطان، ما يجعل هذا اليوم الأطول نهارًا في نصف الكرة الشمالي. وأشار المسند إلى أن اختلاف بدايات الفصول بين هذه الأنظمة ناتج عن اختلاف المرجعيات، بين من يعتمد على الطقس، ومن يستند إلى حركة النجوم أو مواقع الشمس الفلكية، لافتًا إلى أهمية فهم هذه الفروقات في تفسير التغيرات المناخية ومواسم الزراعة والأنشطة الميدانية.


عكاظ
منذ ساعة واحدة
- عكاظ
عبدالعزيز بن سلمان يلتقي أطفال «كاوست» ويزرع الأمل في عيون المستقبل
/*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} في مشهد إنساني نابض بالمعنى والرمزية، حرص وزير الطاقة ورئيس مجلس أمناء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) الأمير عبدالعزيز بن سلمان، خلال زيارته الأخيرة للجامعة، على لقاء طلبة المراحل المبكرة في مدارس كاوست، في لفتة جسّدت أبعادًا أبوية وتربوية عميقة. وخلال جولته في الحرم الجامعي، توقف سموه ليجلس إلى مستوى أحد الأطفال، يتحدث إليه بلغة القلب، ويمنحه لحظة من الإصغاء والاهتمام. لقطة صُوّرت بعفوية، لكنها حملت دلالات عميقة عن إيمان القيادة بأهمية البدايات، ورعاية الطموح منذ نعومة الأظفار. وفي صورة جماعية بهيجة، التقطها سموه مع عدد من الأطفال ومعلماتهم، بدا المشهد وكأنه فصل جديد يُكتب في كتاب الرؤية السعودية 2030، التي تضع الإنسان أولاً، وتنظر إلى الطفولة لا باعتبارها مرحلة عابرة، بل نواة لكل تغيير مستدام. أخبار ذات صلة رافق سموه خلال هذه الزيارة رئيس الجامعة البروفيسور إدوارد بيرن، الذي شارك الأطفال بهجتهم، وأعرب عن اعتزازه بهذه اللحظة التي تختصر العلاقة المتينة بين الجامعة ومجتمعها التعليمي، الكبير منه والصغير على حدّ سواء. لقاء الأمير بالأطفال لم يكن مجرد محطة عابرة، بل رسالة بليغة مفادها بأن المستقبل لا يُنتظر، بل يُرَبّى.. وأن الاستثمار في الإنسان يبدأ حين تنحني لتصغي لطفل، فتزرع فيه ثقة، وتُشعل في عينيه نور الأمل.