
اللصوص لا يسرقون الكتب
هل سبق وتم القبض على لص يحمل في كيسه رواية او كتاب شعر او مجلد فلسفي؟ بالطبع لا والسبب بسيط جدا، لأن الكتب لا تعود على السارق بالنفع المادي ولا تتحول الى ثروة ملموسة وكذلك لا تصرف في الأسواق بكل تأكيد، في التاريخ لم تسجل حالات لاقتحام المنازل من اجل سرقة كتب او روايات متوفرة في الأسواق ومع ذلك هناك من يسرق الكتب.
من يسرق الكتب هم صنفًا آخر من السارقين، بل يتفوق اللصوص العاديين، هم لا يسرقون الكتب بأيديهم، بل بعقولهم، هم متخصصون بسرقة الأفكار وجهد الآخرين المعرفي ثم يقدمونه كإنتاج خالص لهم، هم لا يحتاجون إلى اقتحام البيوت وسرقة الكتب، تخصصهم هو السرقة المعرفية، ويمارسون التباهي بالمجالس الثقافية بالأحاديث والاقتباسات والمقولات دون ذكر المصدر او يعترفوا بفضله، هم مجرد نُسّاخ مهرة يهمهم المظهر أكثر من الجوهر.
هم لا يقرؤون للنضوج الفكري او للمتعة الأدبية، ولكن جمع العبارات الرنانة والمفاهيم ذات النبرة البراقة هي هدف للتزين امام الناس والكتاب بالنسبة لهم لم يكن وسيلة لفهم العالم بل أداة للتزيّن أمام الآخرين، فن تدوير أحاديث الآخرين ومقالاتهم وجهدهم الفكري هو تخصصهم دون أي حس بالمسؤولية الأدبية الأمانة العلمية أو الفكرية، وعندما يصفق لهم الجمهور، ويظنون انهم أصحاب فكر، يغرقون أكثر في سرقتهم ويستمرون في بناء شهرتهم على إنجازات الآخرين.
إن سرقة الأفكار لا يراها الناس بسهوله، لكنها تترك في المشهد الثقافي أثر بالغ، ذلك لأنها تعطي لمن لا يستحق مجدا قد تم سرقته من الآخرين، وتبعد صاحب الجهد الحقيقي، ولا ننسى انها قد تصنع جيل من المثقفين السطحيين الذين تبهرهم النسخ وهم لا يعرفون الأصل والمضمون، وعندها تصبح الثقافة مجرد عرض يزين أحاديث المجالس بسبب هذه الجريمة الناعمة.
في الختام، عندما نقول اللصوص لا يسرقون الكتب، نقصد ان هناك من لا يسرقونها ماديا، بل يسرقون افكارها ومحتواها ونسبها لغير أهلها، ويختزلون الثقافة في المظهر والكلمات الرنانة.
Insta: @Duwaihees
Email: [email protected] مقالات ذات صلة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرأي
منذ دقيقة واحدة
- الرأي
حريق قرب مطار تبريز في إيران
اندلع حريق في مستودع للخردة قرب مطار تبريز في شمال غربي إيران، اليوم الأربعاء، حيث غطى الدخان الكثيف سماء المدينة، بحسب ما أفادت وكالة أنباء فارس. وأكدت إدارة الإطفاء في تبريز عاصمة محافظة أذربيجان الشرقية، وقوع الحادث، مشيرة إلى أن فرقها الميدانية موجودة في الموقع وتواصل عمليات إخماد النيران. ولم تصدر حتى الآن تفاصيل عن أسباب الحريق أو حجم الأضرار المحتملة.


كويت نيوز
منذ 19 دقائق
- كويت نيوز
القسام: هاجمنا صباح اليوم موقعا للعدو جنوب شرقي خان يونس واستهدفنا دبابات ميركافا بعبوات وقذائف
عاجل | القسام: هاجمنا صباح اليوم موقعا للعدو جنوب شرقي خان يونس واستهدفنا دبابات ميركافا بعبوات وقذائف عاجل | القسام: أجهزنا على عدد من جنود العدو من مسافة صفر واستهدفنا منازل تحصنوا فيها بقذائف مضادة للتحصينات والأفراد عاجل | القسام: تمكنا خلال الهجوم بخان يونس من قنص قائد دبابة ميركافا وأصبناه إصابة قاتلة عاجل | القسام: قصفنا المواقع المحيطة بمكان العملية بقذائف هاون لقطع النجدات وتأمين انسحاب مجاهدينا عاجل | القسام: أحد استشهاديينا فجر نفسه في قوة إنقاذ للعدو وأوقع أفرادها بين قتيل وجريح


المدى
منذ ساعة واحدة
- المدى
يوهم ضحاياه بقدرته على تأمين وظائف لهم مقابل مبالغ مالية.. هل من وقع ضحيّته؟
صدر عن المديريّة العامّة لقوى الأمن الدّاخلي ـ شعبة العلاقات العامّة البلاغ التّالي: انتشر مؤخرًا عبر وسائل الإعلام تسجيل يُظهر أحد الأشخاص وهو يوهم ضحاياه بقدرته على تأمين وظائف لهم ضمن منظمات دولية، مقابل تحويل مبالغ مالية تتراوح بين 60 و300 دولار أميركي عبر مراكز تحويل الأموال. وكان يعدهم بالحصول على عمل براتب شهري يبلغ 800 دولار خلال مهلة أقصاها يومان، ثم يعمد إلى حظرهم بعد استلام المبلغ. نتيجة المتابعة والتحريات المكثّفة، تمكّنت مفرزة الضاحية الجنوبية القضائية في وحدة الشرطة القضائية من توقيفه، ويدعى: – ح. ح. (مواليد عام 1981، لبناني) بالتحقيق معه، اعترف بقيامه بعمليات احتيالية منذ نحو عامين، وانتحاله صفة موظف رسمي في وزارة المالية. وخلال مداهمة مكان إقامته، ضُبطت عدة هواتف خلوية كان يستخدمها للتواصل مع ضحاياه، بالإضافة إلى جهاز حاسوب يُعدّ من خلاله مستندات مزورة توهمهم بأنها صادرة عن منظمات دولية. كما عُثر ضمن الحاسوب على مقاطع مصوّرة ذات طابع فاضح، تعود لإحدى الضحايا، قام بتصويرها دون علمها أو موافقتها. لذلك، وبناءً على إشارة القضاء المختصّ، تُعمّم المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي صورته، وتطلب من الذين وقعوا ضحيّة أعماله، الحضور إلى مركز المفرزة المذكورة الكائن في محلّة الاوزاعي ــ ثكنة الشهيد مصطفى علي حسن، أو الاتّصال على الرقم: 451162-01 تمهيداً لاتخاذ الإجراءات القانونيّة اللّازمة.