logo
ما وراء الاقتحام العسكري الواسع لنابلس اليوم؟

ما وراء الاقتحام العسكري الواسع لنابلس اليوم؟

الجزيرةمنذ يوم واحد

نابلس – شنَّت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة عسكرية واسعة على مدينة نابلس شمال الضفة الغربية ، واقتحمت منازل المواطنين وعاثت بها فسادا، كما اقتحمت محالا ومنشآت تجارية بعد أن خلعت أبوابها وحطمت مقتنياتها، فيما واصلت طائرات الاستطلاع "الزنانة" تحليقها فوق المدينة.
وبعد منتصف الليل الماضي بدأت قوات الاحتلال عمليتها العسكرية، مستهدفة نشطاء المقاومة وبنيتها التحتية، كما زعمت، حيث توغلت بعدد كبير من الآليات العسكرية ومن مختلف محاور المدينة، خاصة من مناطق الطور وحاجز حوارة جنوبا، إضافة للمدخل الغربي للمدينة.
ثم توسّعت عمليات الاقتحام حتى منتصف ظهر اليوم الثلاثاء من المحاور كافة، ونصب الجيش حواجز طيَّارة وعرقل حركة المواطنين داخل المدينة.
وفيما أعلن جيش الاحتلال عبر القناة الـ12 العبرية أنه أطلق عملية في "حي القصبة (البلدة القديمة) بنابلس بناء على معلومات استخبارية دقيقة"، نقلت القناة الـ14 العبرية أيضا أن قوات من "حرس الحدود" وجهاز الأمن العام (الشاباك)، والإدارة المدنية، وكتيبتي احتياط، و وحدة دوفدوفان تعمل بالتوازي في البلدة القديمة، ومن المتوقع أن تستمر العملية لساعات طويلة.
مركز العملية
وتركّزت عملية الاحتلال في البلدة القديمة ومنطقة رأس العين القريبة منها بالدرجة الأولى، حيث اقتحمت قوات معززة منازل المواطنين واعتدت على كثير منهم، خاصة الشبان، بالضرب المبرح.
فيما أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة عشرات المواطنين، معظمهم بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، وأصيب البعض بشظايا، وآخرون اعتدى عليهم الاحتلال بالضرب.
كما استهدف جنود الاحتلال الأطقم الطبية والصحفية، ومنع الصحفيين من الاقتراب من محيط البلدة القديمة واستهدفهم بالغاز المدمع.
وأطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي، وأصابوا عددا من الشبان بشظايا ونقلوا إلى مشافي المدينة لتلقي العلاج، فيما تحدثت مصادر عن إصابة آخرين واعتقال الجنود لهم.
وتخلل عمليات الاقتحام للمنازل اعتقال عدد من الشبان واقتيادهم إلى مراكز التحقيق التي أقامها جيش الاحتلال داخل البلدة القديمة في منازل المواطنين، كما اقتحم الجنود المسجد "الصلاحي الكبير" وسط البلدة القديمة، وعبثوا بمحتوياته.
وفي وقت علَّقت فيه معظم المؤسسات الأهلية والرسمية عملها لهذا اليوم، لا سيما المدارس والمحاكم، أغلقت المحال التجارية، خاصة القريبة من منطقة الحدث أبوابها، وانعدمت حالة التسوق بالمدينة، ولاحق جنود الاحتلال الشبان المحتجين الذين تصدوا للاقتحام الإسرائيلي ورشقوا آلياته بالحجارة.
وحول طبيعة العملية العسكرية داخل البلدة القديمة، أكد شهود عيان أن جيش الاحتلال ومنذ اقتحامه شرع في عملية تفتيش واسعة للمنازل، وأخلى بعض السكان منها، وحوَّل أخرى إلى ثكنات عسكرية ومراكز تحقيق، واعتلى القناصة أسطح المنازل.
وقالت الحاجة "أم علي"، للجزيرة نت، إن الجنود الإسرائيليين المدججين بالسلاح اقتحموا منزلها في حارة الياسمينة بالبلدة القديمة بعد منتصف الليل، وخلعوا الأبواب الرئيسية، وأخذوا يفتشون المنزل بشكل عنيف، "ثم احتجزونا داخل غرفة واحدة ومنعونا من الخروج، وبعد انسحابهم شددوا بأن علينا البقاء داخل حدود المنزل ولا نتحرك منه".
وأضافت أن الجنود عادوا مجددا عند الرابعة فجرا، وفتشوا المنزل مرة ثانية، وأخذوا هويات أبنائها الشباب وقاموا بتصويرها، والتقطوا صورا لأبناء الجيران، وقبل أن ينسحبوا حطموا أقفال أبواب الغرف داخل المنزل وأمروهم بعدم إغلاقها.
وهو ما أكده الشاب "سعيد" للجزيرة نت قائلا "هذه المرة الأولى التي يكون فيها الاقتحام بهذا العدد الكبير من الجنود، حيث اقتحم منزلنا حوالي 40 جنديا، وكذلك داهموا منزل جيراننا وأخرجوهم منه، وحطموا المنشآت التجارية المحيطة".
وبعدوانية كبيرة تعامل الجنود مع أصحاب المنازل التي اقتحموها، خاصة منازل أسر الشهداء والأسرى، وخلعوا صورهم من داخلها ومن على أسطح الجدران أيضا.
من جانبه، قال الدكتور غسان حمدان، مدير الإغاثة الطبية في نابلس، إن فرق الإسعاف الميداني والمتطوعين نفذوا عمليات إخلاء لـ12 عائلة من منازلها بعد أن احتلها جيش الاحتلال.
كما أخلوا -وفق بيان وزّعه حمدان على وسائل الإعلام- حالات مرضية من منازلها إلى مراكز العلاج في المدينة، ووزعوا الخبز على العائلات العالقة داخل منازلها في البلدة القديمة، وقال إن جنود الاحتلال فتشوا إحدى مركبات الإسعاف بشكل استفزازي.
استهداف سياسي
من ناحيته، أدان محافظ نابلس غسان دغلس عملية الاحتلال العسكرية في المدينة، وقال في تصريحات للصحافة إن الاحتلال "يجرِم على الأرض في قطاع غزة وفي الضفة الغربية"، وأكد أن الاحتلال يعبث ويعيث فسادا في المدينة، لكن نابلس عصية على الكسر وستظل صامدة "وسنظل مع أهلنا ولن نتركهم".
وردا على سؤاله إذا ما كان هدف العملية إلغاء الوجود السياسي للسلطة الفلسطينية ، قال دغلس "نحن موجودون والاحتلال والمستوطن هو من سيرحل".
من جهته، قال مناضل حنني، عضو لجنة التنسيق الفصائلي في نابلس، إن العدوان المتواصل على مدينة نابلس "سياسي" ومرتبط بالحملة الاستيطانية المسعورة في شمال الضفة الغربية.
وقال حنني، في بيان له وصل الجزيرة نت، إن اقتحام نابلس الواسع يبعث برسالة للذين يحضرون لعقد مؤتمر دولي للسلام هذا الشهر، ويدعون فيه للاعتراف بدولة فلسطين والتأكيد على حل الدولتين، بأنه سيواصل فرض سيادته على الضفة الغربية ويعزز الاستيطان وسيجلب مليون مستوطن لها، عبر بناء المستوطنات وعشرات البؤر (العشوائية) الاستيطانية بكل مكان.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إسرائيل تعلن استعادة جثتي أسيرين من خان يونس
إسرائيل تعلن استعادة جثتي أسيرين من خان يونس

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

إسرائيل تعلن استعادة جثتي أسيرين من خان يونس

أعلن الجيش الإسرائيلي ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مساء اليوم الأربعاء انتشال جثتي أسيرين من منطقة خان يونس جنوبي قطاع غزة ، خلال عملية عسكرية للجيش ووجهاز الأمن الداخلي (الشاباك). وقال الجيش الإسرائيلي إن عملية انتشال جثتي الأسيرين "نفذتها قوة من الفرقة 36 بناء على معلومات استخبارية دقيقة". وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية في وقت سابق إن الجيش تمكن من "استعادة" جثة أسير من خلال عملية عسكرية في غزة. وتحدثت هيئة البث الرسمية عن "انتشال جثة الأسير يائير يعقوب، من قطاع غزة، وإعادتها إلى إسرائيل". كما ادعت القناة 12 الإسرائيلية الخاصة أن "جثمان يائير أُعيد إلى إسرائيل عبر عملية عسكرية لا يزال معظم تفاصيلها خاضعا للرقابة الأمنية". وكانت مكتب نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة– قد أكد في السادس من الشهر الجاري أن الجيش استعاد من خلال "عملية خاصة" أخرى في رفح (جنوبي القطاع) جثة مواطن تايلندي أسير مدعيا "مقتله في الأسر". كما أعلن نتنياهو -قبل ذلك بأيام- استعادة جثتي أسيرين محتجزين في غزة عبر عملية نفذها الجيش والشاباك مساء الرابع من يونيو/حزيران الجاري في خان يونس جنوبي القطاع، وقال إنهما أسرا من مستوطنة "نير عوز"، مدعيا أنهما قتلا في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 2023. كما أعلن الجيش الإسرائيلي في يناير/كانون الثاني الماضي عثوره في نفق بمدينة رفح على جثة الأسير يوسف الزيادنة الذي أسر أيضا في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وزعم أنه قتل خلال وجوده في الأسر. وأكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مرارا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين. لكن نتنياهو يصر على صفقات جزئية ويتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة. وتؤكد المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى أن نتنياهو يواصل الحرب استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، لا سيما استمراره في السلطة.

الخارجية المصرية: نرحب بالمواقف الداعمة لغزة ونؤكد أهمية الضوابط التنظيمية
الخارجية المصرية: نرحب بالمواقف الداعمة لغزة ونؤكد أهمية الضوابط التنظيمية

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

الخارجية المصرية: نرحب بالمواقف الداعمة لغزة ونؤكد أهمية الضوابط التنظيمية

أعربت مصر عن ترحيبها بالمواقف الرسمية والشعبية الداعمة للفلسطينيين في قطاع غزة ، مؤكدة في الوقت نفسه ضرورة حصول الوفود على الموافقات المسبقة لزيارة المنطقة الحدودية المحاذية للقطاع، وذلك في وقت يسعى فيه آلاف المتضامنين للوصول إلى المنطقة ضمن "قافلة الصمود" القادمة من تونس، ومبادرة "المسيرة العالمية إلى غزة". وقالت الخارجية المصرية في بيان، مساء اليوم الأربعاء، إن مصر ترحب "بالمواقف الدولية والإقليمية، الرسمية والشعبية، الداعمة للحقوق الفلسطينية والرافضة للحصار والتجويع والانتهاكات الإسرائيلية السافرة والممنهجة بحق الشعب الفلسطيني بقطاع غزة"، مؤكدة استمرارها "في العمل على كافة المستويات لإنهاء العدوان على القطاع". وأضاف البيان أنه "في ظل الطلبات والاستفسارات المتعلقة بزيارة وفود أجنبية للمنطقة الحدودية المحاذية لغزة (مدينة العريش و معبر رفح) خلال الفترة الأخيرة، وذلك للتعبير عن دعم الحقوق الفلسطينية، تؤكد مصر على ضرورة الحصول على موافقات مسبقة لإتمام تلك الزيارات". وأوضحت الوزارة أن السبيل الوحيد للنظر في تلك الطلبات "هو من خلال اتباع الضوابط التنظيمية والآلية المتبعة منذ بدء الحرب على غزة، وهي التقدم بطلب رسمي للسفارات المصرية في الخارج أو من خلال الطلبات المقدمة من السفارات الأجنبية بالقاهرة أو ممثلي المنظمات إلى وزارةالخارجية". وأكد البيان أهمية الالتزام بتلك الضوابط "لمضان أمن الوفود الزائرة نتيجة لدقة الأوضاع في تلك المنطقة الحدودية منذ بداية الأزمة في غزة". وشددت الوزارة على أنه "لن يتم النظر في أي طلبات أو التجاوب مع أي دعوات ترد خارج الإطار المحدد بالضوابط التنظيمية والآلية المتبعة". إعلان وأضافت أن مصر تشدد على "موقفها الثابت الداعم لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه"، وتؤكد "أهمية الضغط على إسرائيل لإنهاء الحصار على القطاع". من ناحية أخرى، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أوعز إلى الجيش بمنع دخول الناشطين من مصر إلى قطاع غزة. وقد وصلت "قافلة الصمود لكسر الحصار على غزة" إلى العاصمة الليبية طرابلس، اليوم الأربعاء، مواصلة مسيرتها شرقا نحو الأراضي المصرية ومن ثم إلى معبر رفح على حدود غزة. وقال منظمو القافلة في بيان نشر اليوم "لا نريد ولا ننوي دخول مصر دون موافقة السلطات والتفاهم معها حول مختلف إجراءات الدخول". وأكد المنظمون أنهم بادروا منذ أسابيع إلى الاتصال بالسلطات المصرية وأوضحوا لها طبيعة وأهداف القافلة. وتضم القافلة نحو 20 حافلة و350 سيارة تقل أكثر من 1500 متضامن من تونس والجزائر والمغرب وليبيا وموريتانيا ضمن تحرك شعبي لإغاثة الفلسطينيين في غزة، الذين يتعرضون لحرب إبادة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023. في الوقت نفسه أعلن "التحالف الدولي ضد الاحتلال الإسرائيلي" أن نحو 4 آلاف من المتضامنين، بينهم برلمانيون أوروبيون، سيشاركون في "المسيرة العالمية إلى غزة" للوصول إلى القطاع الفلسطيني المحاصر سيرا على الأقدام.

رويترز: ترامب يحذر حكومات العالم من حضور مؤتمر حل الدولتين
رويترز: ترامب يحذر حكومات العالم من حضور مؤتمر حل الدولتين

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

رويترز: ترامب يحذر حكومات العالم من حضور مؤتمر حل الدولتين

أظهرت برقية دبلوماسية اطلعت عليها وكالة رويترز أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حثت حكومات العالم على عدم حضور مؤتمر الأمم المتحدة المقرر عقده الأسبوع المقبل في نيويورك بشأن حل الدولتين بين الفلسطينيين وإسرائيل. ‬‬‬وجاء في البرقية المرسلة في العاشر من يونيو/حزيران الجاري أن الدول التي تقدم على "إجراءات مناهضة لإسرائيل" عقب المؤتمر ستعتبر مخالفة لمصالح السياسة الخارجية الأميركية، وقد تواجه عواقب دبلوماسية من الولايات المتحدة. ويتعارض هذا التحرك الذي لم ترد تقارير سابقة عنه تماما مع دبلوماسية الحليفين المقربين من الولايات المتحدة، فرنسا والسعودية، اللتين تستضيفان مؤتمر نيويورك الذي يهدف إلى وضع خارطة طريق تفضي إلى قيام دولة فلسطينية، مع ضمان أمن إسرائيل. وقالت البرقية "نحث الحكومات على عدم المشاركة في المؤتمر، الذي نعتبره غير مجد للجهود المبذولة لإنقاذ الأرواح وإنهاء الحرب في غزة وتحرير الرهائن". وأضافت "تعارض الولايات المتحدة أي خطوات من شأنها الاعتراف من جانب واحد بدولة فلسطينية مفترضة، مما سيضيف عراقيل قانونية وسياسية كبيرة أمام الحل النهائي للصراع". وانتقدت إسرائيل المؤتمر مرارا، وقالت إنه يكافئ مسلحي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 ، وضغطت على فرنسا لمنع الاعتراف بدولة فلسطينية. وأشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في وقت سابق إلى أن باريس قد تعترف -خلال المؤتمر- بدولة فلسطينية على الأراضي التي تحتلها إسرائيل، فيما يؤكد مسؤولون فرنسيون على أنهم يعملون على تجنب أي صدام مع الولايات المتحدة، أقوى حلفاء إسرائيل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store