logo
درغام: التصرّف الذي قام به سلام عند حديث باسيل لا يليق برئيس حكومة لكل اللبنانيين

درغام: التصرّف الذي قام به سلام عند حديث باسيل لا يليق برئيس حكومة لكل اللبنانيين

النشرة٢٧-٠٢-٢٠٢٥

أشار النائب عضو تكتل "لبنان القوي" أسعد درغام، في حديث للـ"LBCI"، الى أن "كلمة رئيس التيار جبران باسيل كانت الاعنف والاحقّ وعبّر فيها عن الهواجس اللبنانية بالعناوين العريضة".
ولفت درغام، الى أن "إنسحبنا من الجلسة لفترة معينة وكان ذلك احتجاجًا ثم عدنا في الساعة 6 إلى المجلس"، معتبراً أنه "لو تمكنت من الحديث كنت سأطالب بفتح مطار القليعات وانشاء الجامعة للعكارين والاوتوستراد العربي والكل يعلم انه لا يمكن ان نصل الى الاصلاح بلا التربية والقضاء".
وقال "لولا التيار الوطني الحر لما كان سلام رئيسًا للحكومة والأحرى رد الجميل، ولا قطيعة مع سلام في ال​ سياسة ​ إلا إذا اعتبر نفسه رئيسًا لفئة معينة من اللبنانيين"، مضيفاً "التصرّف الذي قام به سلام عند حديث باسيل لا يليق برئيس حكومة لكل اللبنانيين الا اذا كان غير ذلك".
وذكر درغان، أن "المعارضة السابقة كانت تدميريّة فكم من مشروع عُرقل لأن التيار قام به اما بالنسبة لليوم فنحن في المعارضة الايجابية البنّاءة"، مؤكداً أن "هدفنا كان بناء الدولة ولا أحد يقول لنا "إنتو خسرتوا" فالبلد وكل اللبنانيين ربحوا".
وتابع "من الأكيد أننا أخطأنا وكانت نيتنا بناء البلد وقد أخطأنا في التفاهمات لكننا لم نخطىء في الممارسة"، مضيفاً "ضميرنا مرتاح انو ياخدوا القوات بالذات الوزارات اللي كنّا فيا".
​​​​

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ليس من حق حزب الله أن يضع الشروط.. جعجع: قرار حصر السلاح بيد الدولة هو قرار ثابت
ليس من حق حزب الله أن يضع الشروط.. جعجع: قرار حصر السلاح بيد الدولة هو قرار ثابت

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 2 ساعات

  • القناة الثالثة والعشرون

ليس من حق حزب الله أن يضع الشروط.. جعجع: قرار حصر السلاح بيد الدولة هو قرار ثابت

أكّد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في مستهلّ حديثه لبرنامج "حوار المرحلة" مع الإعلامية رولا حداد عبر شاشة الـ"LBCI" أنّه لا يحبّ الكلام على انتصارات، ولا يحبّ تعبير "تسونامي"، موضحاً أن المزاج في شكل كبير، في المناطق كلها التي توجد فيها "القوات"، كان لمصلحة "القوات"". وقال: "إن كلّ شيء في الدنيا نسبيّ". وأشار إلى أنه لا يوافق على ما ورد في مقدّمة الحلقة بأن المزاج الشعبي توقف عند أعتاب جزين، وقال: "في انتخابات 2016 البلدية، كنا نخوض الانتخابات مع "التيار الوطني الحر" بلائحة موحّدة، وكان لدينا في المدينة نحو 300 أو 400 صوت فقط، وفي انتخابات 2018 النيابية بالكاد حصلنا على 400 صوت داخل مدينة جزين. اليوم، قي العام 2025، نخوض الانتخابات منفردين، ونحصل على 1800 صوت"، معتبراً أن ذلك برأيه هو الانتصار الحقيقي. وأوضح جعجع أن الأحزاب مهما كانت قوتها تبقى جزءًا من الناس، مشيرًا إلى أن "الأهمّ هو موقف الناس ومزاجهم". وأضاف: "ما لاحظته، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، أنّه لم يكن هناك شخص يريد أن يترشّح هذا العام إلا وأتى إلينا ليترشّح باسمنا أو ضمن لوائحنا". وتابع: "كانوا يقولون: إذا لم ترشّحوني أنتم، فلن أترشّح. وبالفعل، هكذا حصل". وأشار إلى أن هذا المزاج العام انعكس في زحلة، قائلاً: "في انتخابات 2016 البلديّة، اقتربنا من أكثر من شخصيّة زحليّة لندعوهم إلى الترشّح معنا، وكان الجواب: أنتم أصدقاؤنا، ولكن إن ترشّحنا، سنفعل ذلك كمستقلين. أمّا هذا العام، فكلّ من أراد الترشّح في زحلة، إن لم يترشّح معنا، كان يفضّل عدم الترشّح". وفي سياق الحديث عن انتخابات اتحاد بلديات قضاء المتن، عبّر جعجع عن عدم قدرته على تفسير ما حصل، وقال: "لو كنتُ قبل انتخابات الاتحاد بربع ساعة، وسُئلتُ: ما هي النتيجة المتوقّعة؟ كنت سأقول: في أسوأ الأحوال، تعادل، أو أن تفوز نيكول الجميل بصوت زائد أو صوتين". وأضاف: "ماذا حصل؟ شيء صعب التفسير". وعن العلاقة مع الكتائب، قال: "العلاقة على ما يرام سياسيًّا، وكذلك الأمر على مستوى الانتخابات البلدية، التي شهدت تمايزات في بعض المناطق كانتخابات نائب رئيس بلديّة بيروت، أما مسألة انتخابات اتحاد بلديات المتن فهي مختلفه تمامًا، وخضناها سوياً". وأكد أن من صوّتوا ضد "الكتائب" و"القوات" في الإتحاد، ارتكبوا خطأ، لأنّهم كانوا قد أعطوا وعودًا، سواء للكتائب أو لنا". وأضاف: "أنا شخصيًا تحدّثتُ مع واحد، اثنين، ثلاثة... من رؤساء البلديّات القريبين منا والذين تمكنوا من الفوز في الإنتخابات بفضل أصواتنا". وأوضح جعجع أن "غالبية رؤساء البلديات في المتن هم من الذين يطلقون على انفسهم مستقلين، ولكن يعود الفضل في وصولهم إلى "الكتائب" أو "القوات"، معتبرًا أن "هؤلاء هم من طعنوا بالظهر". وأضاف: "رئيس البلدية يجب أن يكون شخصًا مسؤولًا. لا أفهم كيف، بعد ثلاثين سنة من تجربة اتحاد بلديات المتن، يعيدون الكرة ويصوّتون كما فعلوا". ورفض جعجع الإشارة إلى إنفاق أموال، قائلاً: "لا أعلم. لا أحبّ أن أرمي الاتهامات جزافًا"، لكنه أيد كلام النائب سامي الجميل بوجود "طعنة في الظهر". وردًا على سؤال حول العلاقات مع القوى المستقلة، قال جعجع: "نحن لم نكن أصلًا على خلاف مع المستقلين". وأوضح أن العلاقة مع ميشال معوض لم تشهد خصومة، مشيرًا إلى أن "ما حصل هو اتفاق في موقعٍ معيّن، لا أكثر. أما القول بأنّها مصالحة أو تأسيس لتحالف دائم، فلا". لكنه أشار إلى أن "الاستثناء الوحيد هو مع النائب السابق منصور البون، حيث عقدنا تحالفًا طويل الأمد، وأقولها بصراحة: هذا التحالف يؤسّس للانتخابات النيابيّة، بل يؤسّس لكثير من الأمور". وأكد أن تحالف جونية كان قائمًا أساسًا بين "القوات" ومنصور البون، قائلاً: "تحالفنا الأساسي كان بيننا والبون، وقد أصبحنا معًا أكبر قوّة في جونيه". وأضاف: "أما تحالفنا مع نعمة فرام فاتُّفق عليه على قاعدة ترشّح فيصل فرام، الذي أعتقد أنّه سيكون من أفضل رؤساء البلديات في لبنان". وأوضح جعجع أن العلاقة مع "التيار الوطني الحر" تجاوزت التنافس، وقال: "نحن لم نعد في حالة تنافس مع "التيار الوطني الحر"، بل الأمر تجاوز ذلك". وأضاف: "يكون تنافسًا عندما تكون النسب متقاربة. أما حين نكون نحن هنا، والطرف الآخر بعيد جدًا، فالمقارنة لا تعود قائمة". وردًا على تصريحات رئيس التيار جبران باسيل عن استمرار التيار بكونه القوة الأكبر، قال جعجع: "بعض الناس عليهم أن يستفيقوا. "التيار" أصدر بيانات حول عشر، أو اثنتي عشرة، أو خمس عشرة بلدية يدّعي فيها أنه فاز، وفي سرعة البرق صدرت عن هذه البلديات بالذات بيانات تدحض ادعاءات "التيار". واستشهد بمثال عن مختار معراب قائلاً: "فور فوزه، أصدر "التيار" بيانًا يقول إنهم فازوا من خلاله. والمختار نفسه، اتصل بي بعد دقيقتين، وقال لي: يا حكيم، أنا لاعلاقة لي بهم". وتحدّث جعجع عن نتائج الانتخابات في قضاء بشري، مشيرًا إلى أنه "في بشري، يمكن القول إنّنا حقّقنا انتصارًا كاملًا: 12 من أصل 12 بلدية، أي يمكن القول إنّها مبايعة. 6 بلديات بالتزكية، و3 معارك فزنا بها، و3 فيها شبه تزكية فزنا بها، ومن أصل 50 مختارًا، حصلنا على 45". وقال: "في بقرقاشا، في المرّة الماضية خضنا الانتخابات البلديّة وخسرنا. أمّا هذه المرّة، فخضنا المعركة وربحنا بـ "دوبل سكور". هكذا تقاس الأمور". وعن الانتخابات النيابية المقبلة في بشري، قال: "نحن لم نخسر المقعد النيابي بسبب فقدان الأصوات، بل خسرناه بسبب الكسر الانتخابي على مستوى دائرة الشمال الثالثة ككل". وأوضح: "حصلنا على أربعين ألف صوت تفضيلي على مستوى هذه الدائرة، وفزنا بثلاثة نوّاب. في المقابل، جبران باسيل حصل على سبعة عشر ألفًا فقط، وحصل على نائبَين". وحول الوضع في زغرتا، أكد جعجع أن "كل شيء هو نسبة ومقارنة". وأضاف: "كم بلدية كان لدينا في المرّة السابقة؟ كان لدينا تقريبًا ربع البلديات أو أقلّ. اليوم، لدينا عشر بلديات من أصل عشرين". وأوضح أنه في انتخابات الإتحاد هناك بلديات لم تحسم موقفها بعد، لذا فإن المعركة على رئاسة الاتحاد لم تُحسم. وعن إمكان التحالف مع "تيار المردة" في الإنتخابات النيابيّة بعد الإشارات الإيجابيّة التي أرسلها النائب طوني فرنجيّة، قال جعجع: "إذا أعادوا تموضعهم السياسي، وصار تموضعهم السياسي ضمن الخط السيادي – بحسب مفهومنا نحن – ففي هذه الحالة، نرى ما الذي يمكن فعله. لكن الأمر يتوقّف على التموضع السياسي". ورفض جعجع الاتهامات التي طاولت "القوات اللبنانية" بالتحالف مع "الحزب القومي" في الكورة، وقال: "لم نتحالف مع "الحزب السوري القومي الاجتماعي"، لا في أميون ولا في أي مكان آخر". وأضاف: "في الكورة، هناك العديد من الأشخاص الذين تركوا الحزب القومي منذ خمس أو عشر سنوات، أو حتى منذ خمس عشرة سنة. نحن لم نتحالف مع الحزب القومي كحزب، بل مع أفراد، بعضهم كانوا محسوبين على القوميين أو لهم أقرباء كانوا في الحزب. لكن هم ليسوا في التنظيم". واستشهد بحالة أميون قائلاً: "المرشّح الذي دعمناه هناك كان مالك فارس، وهو رئيس البلديّة الحالي، الذي كان مدعوماً أيضاً من النائب السابق سليم سعادة، لا شك. لكن من كان في مقابله هو مرشّح الحزب القومي رسميًّا، وهو الدكتور بسام عبيد، وهو ممثّل فعلي للحزب ومدعوم من حسان صقر على ما يمثل حسان صقر في الحزب القومي ومدعوم أيضاً من التيار الوطني الحر والمردة والشيوعي". اما في ما يخص مدينة البترون، فقال جعجع: "في مدينة البترون، ليس لدينا قاعدة شعبيّة كبيرة. في أغلب قرى القضاء، الوضع مختلف تماماً ولكن في المدينة تحديدًا، نحن قوّة محدودة"، وتابع: "هناك التقيْنا مع شخص اسمه مرسيلينو الحرك، وهو ليس تيّاريًّا، بل هو شخصيّة محليّة هناك منذ ثلاثين سنة، وهو دائمًا ما تجده مقرّباً من الأقوياء في السلطة. أتى مرسيلينو، وقال: دعونا نُشكّل لائحة قويّة وتوافقيّة. فقلنا حسنًا". وعن الفارق في الموقف في مناطق مختلفة، قال: "لو كانت المعركة بين سليم سعادة وميشال معوّض، فنحن مع ميشال معوّض. لكن إذا كانت المعركة بين سليم سعادة وحسان صقر، نكون مع سليم سعادة. وإذا لم يكن لدينا قوة حاسمة، نختار أفضل الممكن". وردًا على سؤال حول عدم التحالف مع فارس سعيد في جبيل في حين تم التحالف مع النائب فريد هيكل الخازن في جونية، قال جعجع: "في الانتخابات البلديّة، لكل منطقة ظروفها. وبالنسبة إلى جبيل، إذا سألتني لماذا، أقول لك: لا أعلم، أما بالنسبة لجونية، فتحالفنا الأساسي كان مع منصور البون، ومن ثم توسّع ليشمل آل فرام، الذين، ولكي يعزّزوا حظوظهم الانتخابيّة البلديّة، تحالفوا مع فريد هيكل الخازن. أمّا نحن، فلا رأينا فريد الخازن، ولا التقينا به، ولا تفاهمنا ولا اختلفنا معه، لا شيء". وفي معرض الرد على سؤال حول خوض معركة بيروت البلدية على اللائحة ذاتها مع "حزب الله"، قال جعجع: "لم نتحالف مع "حزب الله" إطلاقًا، وجل ما حصل هو أننا اتفقنا على جمع الفرقاء المسيحيين جميعا على موقف موحّد ضمن هذا الإطار، واتفقنا أن يتولى فؤاد مخزومي وجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية جمع الفرقاء المسلمين". وأضاف: "لم نلتقِ بأحد من حزب الله، ولم نعقد أي اتفاق معه". وشدّد على أن "الهمّ الأساسي في بيروت، وأقولها بصراحة، كان الحفاظ على المناصفة. وبعد ذلك، كان الهدف الثاني هو التنمية". وعن المناصفة قال: "هذه هي المرّة الأولى، منذ أن طُرحت المناصفة في بلدية بيروت من قبل الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله، يكون هناك مناصفة حقيقية، أي أن يكون هناك أحد عشر عضوًا مسيحيًا في بلدية بيروت تمت تسميتهم من قبل الفرقاء المسيحيين أنفسهم. الطاشناق، والهنشاك، والقوات، والكتائب، وميشال فرعون، والتيار الوطني الحر، ففي بيروت، صراحةً، كان همّنا أن نُدخل اثني عشر عضوًا إلى المجلس البلدي، وللأسف، لم ننجح سوى بأحد عشر". وأكد جعجع أن "القوات" بدأت منذ الآن التفكير بحل مستدام في بيروت، وقال: "نعم، بدأنا بهذا المسار منذ الآن، وبالأمس تحديدًا، عقدت اجتماعًا مع نوابنا في بيروت، للانطلاق فورًا بالاتصالات، فالأمر يتطلّب تنسيقًا واسعًا". وأعرب جعجع عن إعجابه بطبيعة المعركة البلدية في زحلة، وقال: "بصراحة، زحلة سرّ كبير. كلّما تعمّقت في التعامل معها، ازداد هذا السرّ اتساعًا بالنسبة إليّ". وأضاف: "ما كانت التوقّعات؟ كانت التوقّعات بفارق ضئيل، نحو ألف وخمسمئة صوت، وليس أربعة آلاف، كانت "القوات" وحدها، وحتى الأصدقاء والحلفاء في حزب الكتائب، كانوا في صفّ الخصم، وحتى حزب الأحرار، المفوّض المكلّف باسمه، انضم إليهم، ورأينا النتيجة". وتناول جعجع موضوع بلدية جزين قائلاً: "في جزين، من كان يفترض أن يحتفل فعليًّا هو إبراهيم عازار. لأنه يملك أكثر ومن نصف أعضاء المجلس البلدي، عشرة من أصل ثمانية عشر، فيما زياد أسود لديه اثنان: رئيس البلدية ونائب الرئيس. أما "التيار" فلماذا يحتفل؟ أيحتفلون لأنهم حصلوا على ستة أعضاء فقط؟ صراحةً، بعض الأمور تصبح هزلية. أن تحتفل لأنك حصلت على ستة أعضاء في بلدية لبلدة تُعتبر أكثر بلدة محسوبة عليك في لبنان؟". وعن تحالفات "التيار الوطني الحر" مع الثنائي الشيعي، قال جعجع: "الثنائي الشيعي لديه قرار متماسك بشكلٍ ثابت، في النقابات، وفي الانتخابات البلدية، وفي الانتخابات النيابية، يعطون أي فريق يكون في مواجهة "القوّات"، والسبب أنهم يريدون على الصعيد المسيحي، انتزاع الحضور من طريق "القوات". وأضاف: "هل هناك أحد اختلف مع نبيه بري أكثر من جبران باسيل؟ ومع ذلك، عندما يحين وقت التصويت، يصوّتون تلقائيًّا لأي طرفٍ غير القوات.هذاأمرثابت". أما بالنسبة للسلاح ودور "حزب الله"، فقال جعجع: "هل يحق لهذا المكوّن أن يفرض رأيه على باقي المكوّنات التي تشكّل 70 إلى 75% من الشعب اللبناني؟ لا يحق له، فإذا كنتم تريدون الأمر بالأكثرية، فليكن بالأكثرية. وإن لم تريدوا ذلك، فابحثوا عن صيغةٍ أخرى". وتعليقًا على تصريحات الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، قال: "حين أستمع إلى الشيخ نعيم وهو يتحدث، أشعر وكأنه يعيش على كوكبٍ آخر. لا علاقة له بالواقع، ولا بالأحداث الجارية، ولا بموازين القوى، ولا بما جرى، ولا بما سيجري. يبدو وكأنه يطرح نظريات وهو لا يعرف ما حدث، ولا يعلم ما هو آتٍ. إنه بعيدٌ تمامًا عن الواقع". وردًا على سؤال عن كلام الشيخ نعيم قاسم بأن الحزب لا ينوي تسليم سلاحه، قال جعجع: "هو يؤخّر حصر السلاح في الدولة، ولكن هناك أيضًا من يتأخّر في فرض هذه الحصرية". وأكّد أن الدولة هي صاحبة القرار، مشيرًا إلى أن "قرار حصر السلاح بيد الدولة هو قرار ثابت. الدولة هي من يجب أن تفرض سلطتها". وأوضح جعجع أن المهلة التي حدّدها رئيس الجمهورية لحسم ملف السلاح واضحة، وقال: "حتى رئيس الجمهورية، في أحد خطاباته، أو في أحد تصريحاته، قال بوضوح: من الآن وحتى نهاية العام، ونحن جميعًا متّفقون على هذا الإطار الزمني". وشكر جعجع رئيس الحكومة على مواقفه، قائلاً: "إنني أُوجّه تحية كبيرة لرئيس الحكومة بسبب المواقف التي يتخذها، والتي أراها واضحة جدًّا". وأوضح موقفه من الدعوات إلى الحوار لتسليم السلاح والتهدئة، قائلاً: "لا أحد يتحدث عن صدام، ولا أحد يريد صدامًا، ولا أحد سيسعى إلى صدام"، ولكنه شدّد في المقابل على أن "الدولة يجب أن تفرض هيبتها وسلطتها". وقال: "إذا لم تُفرض هذه الأمور، فلن تبقى دولة أصلًا. الدولة إما أن تكون ذات سيادة، أو لا تكون. ولا مجال للّعب في هذا الشأن". وشدّد جعجع على ضرورة اتخاذ قرارات حاسمة، وقال: "أنا أتفهم جيداً ما يقوم به رئيس الجمهوريّة في موضوع السلاح، ولكن برأيي الشخصي أنه كان عليه أن يقول لهم منذ اللحظة الأولى: أيها الشباب، اللعبة انتهت هنا. أخبروني فقط، هل تودون إرسال سلاحكم إلى إيران؟ أم بيعه؟ أم تسليمه إلى الجيش؟ قرروا بأنفسكم، ولكن هذا هو الإطار الزمني للمسألة، باعتبار أنه لا يجوز أن يكون الحوار مفتوحًا إلى ما لا نهاية لعشر سنوات أو أكثر". وردًا على كلام النائب محمد رعد على أن تسليم السلاح غير ملزم بتوقيت معين، قال جعجع: "صحيح أنه غير ملزم بتوقيت، لكن نحن كدولة لبنانية، ملزمون بتوقيت. ويجب أن نبلغهم ذلك. وسئل: هل تشعرون أننا دخلنا فعليًا مرحلة جديدة؟ اجاب لا. رئيس السلطة الفلسطينية هو الوحيد حتى الآن الذي زار لبنان". ورأى أن الخطوات الإيجابية على انواعها في الدولة مشلولة بسبب استمرار وجود السلاح غير الشرعي، قائلاً: "اعادة الإعمار والإنقاذ الإقتصادي والمالي والنقدي، كل ذلك معلّق وجامد الآن، ومشلول، في انتظار تسليم السلاح. لا أحد، لا أحد، لا أحد، سيقبل التعامل مع الدولة في هذا الوضع". وردًا على سؤال عن سبب عدم صدور أي ردّ رسمي على خطاب الشيخ نعيم قاسم، رغم أنه خطاب شديد اللهجة، قال جعجع: "ربما لأنهم لا يعتبرون كلامه ذا قيمة. الشيخ نعيم يجب أن يخرج من هذه الزاوية". اما بالنسبة للشروط التي يتكلّم عليها "حزب الله" لتسليم سلاحه، على غرار الانسحاب الإسرائيلي، إعادة إعمار ما تهدّم، وعودة الأسرى، قال جعجع: "أولًا، ليس من حق حزب الله أن يضع الشروط. الدولة اللبنانية هي وحدها صاحبة الحق في ذلك. هي وحدها المعنية بهذه المسائل. إذا أردتَ أن تُخرج إسرائيل من أرضك، فأول ما يجب فعله هو العمل على قيام الدولة اللبنانية. قولي لي: كيف ستُخرجينها؟ هل يستطيع حزب الله إخراجها بالقوة؟ لماذا لم يُخرجها بالقوة إذًا؟". وردًا على ادعاءات حزب الله بأن إسرائيل لا تنسحب إلا تحت ضغط المقاومة، قال جعجع: "فليتفضّل إذًا. هو لا يحتاج إلى أي قرار من أحد. فليتفضّل. لماذا ننتظر أكثر من ذلك؟ لقد تفضّل سابقًا، ورأينا النتيجة. هم يقولون إن إسرائيل لا تنسحب إلا تحت ضغط المقاومة، ولكن، هل دخلت أصلًا سوى في ظلّ المقاومة؟". اما بالنسبة لسبب عدم سماع أي دعوة من قبل "القوّات" إلى انسحاب إسرائيل، أو تحرير الأرض، قال جعجع: "لأن البعض، للأسف، ضلّلوا الرأي العام بأحاديثهم، وجعلوا من القضايا الأساسية مجرد شعارات. إن أردتَ إخراج إسرائيل من لبنان، والعودة إلى وضع طبيعي، فأنت بحاجة إلى أمر واحد أساسي: التخلّص من سلطة حزب الله. ما هذا المنطق؟ دعيني أخبرك شيئًا مهمًّا. في سوريا، على سبيل المثال، تسلّم السلطة شخص اسمه الفعلي أحمد الشارع، ولا تنسي أنه هو نفسه "أبو محمد الجولاني"، فماذا فعل أبو محمد الجولاني؟ رفض أن تبقى جماعة "الجهاد الإسلامي" وجماعة "حماس" في سوريا. السياسة تحتاج إلى من يفهم موازين القوى، ويقرأ الوقائع على الأرض، ويتصرف بواقعية. وليس من يتحدث بالشعارات فحسب". وعن الضغوط الأميركيّة التي تمارس على لبنان وما يقال عن أن إسرائيل لن تنسحب إلا بعد التوصّل إلى اتفاق حول النقاط الثلاث عشرة العالقة بين لبنان وإسرائيل، قال جعجع: "ما شأننا بهذا كله؟ لماذا نحمل أنفسنا كل هذا العبء؟ يجب أن نأخذ موقف الدول الخارجية في الحسبان، لكن قبل ذلك، علينا أن نعرف أين تكمن مصلحتنا نحن، ومصلحة شعبنا. مصلحة شعبنا أولًا. المشكلة الأساسية لدينا الآن هي استمرار الاحتلال الإسرائيلي لمزارع شبعا. علينا العودة إلى اتفاقية الهدنة في أقرب وقت. ليتفضل أحدهم ويعطِنا حلًّا. نحن نطرح الحلّ، والأميركيون يعرفون، والفرنسيون كذلك، ويقولون جميعًا: قبل أن تُرتّب الدولة اللبنانية أوضاعها الداخلية وتُصبح دولة فعلية، لن نكون مستعدين للتعامل معها بجدية. حسنًا، فلنبدأ من هنا". وعما إذا كان يعتقد أن الأميركيين راضون عن مواقف المسؤولين اللبنانيين، أجاب قائلاً: "بحسب محادثاتنا معهم، أرى أنهم بدأوا يُعبّرون عن انزعاجهم. هل تعلمون ما معنى ذلك؟ إنهم يسألون: لماذا الوضع في لبنان لا يتقدّم؟ ولماذا هذا الركود؟ يأخذون مثلًا موضوع السلاح الفلسطيني، ويطالبون بأن ننتقل إلى الفعل". أما بالنسبة لزيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فقد لفت إلى ان "الرئيس محمود عباس، جزاه الله خيرًا، قام بعمل لا يمكن لأحد غيره أن يقوم به. لقد منح الدولة اللبنانية ما يشبه "بطاقة بيضاء" لتقوم بما يلزم. وبالرغم من هذه البطاقة، عدنا إلى الوراء، وانتظرنا لنرى إن كانت حركة "حماس" تقبل أم لا". ورداً على سؤال عن أن الرئيس عباس تحدّث عن تسليم السلاح الفلسطيني في ثلاثة مخيمات في بيروت، بدءاً من منتصف حزيران، إلا أنه يقال إن هذا الكلام لن يُنفّذ، شدد جعجع على ان "المسألة يجب الا تبقى فقط محصورة في بيروت، بل يجب أن تتم في الشمال، وفي الجنوب، وفي المناطق كلها. فهل تخاف الدولة من ممارسة سيادتها على أرضها؟ هل الدولة خائفة من أن تطلب من "حماس" مثلًا، أن تسلّم السلاح؟ إذا لم تقبل "حماس"، وسكتنا عن الموضوع، فماذا يعني ذلك؟ يعني أننا لسنا دولة. في هذه الحال، نعم، يجب أن نعود إلى سيناريوهات سابقة، كما حدث في نهر البارد، بالرغم من أنني لا أريد العودة إلى سيناريو مشابه، لكن من غير المقبول أن تُظهر الدولة ضعفًا، وتنكشف". وعن مواقف مجلس الدفاع الأعلى التي بدت "لينة" بحسب وصف المحاورة، حين طالب بإنذار "حماس" للكفّ عن أي نشاط عسكري، وتسليم المطلوبين، سأل جعجع: " لماذا تطالب الدولة بحقوقها؟ أين أصبح تنفيذ هذه الإجراءات؟ إن حقّها من صلب سيادتها؟ هل يُعقل أن تطالب الدولة بحقها وكأنها تستجديه من جيرانها؟ الآن، وبعد الغطاء السياسي والشعبي الكبير الذي قدّمه الرئيس الفلسطيني، نحن لسنا بحاجة إلى غطاء آخر. لبنان هو أرضنا، بلدنا، وسيد نفسه. ما هو المتوقع؟ أن نطلب من الشباب، مثلًا، في مخيم شاتيلا أو برج البراجنة، أن يسلموا سلاحهم خلال أسبوع أو اثنين. وإن لم يفعلوا، فعلى الدولة أن تتدخل". وعما إذا كان يخشى من عودة الحرب في ظل التطورات الأخيرة في الجنوب، شدد جعجع على انه لا داع للمبالغة، وقال: " إذا استمرّت الأمور على ما هي عليه، فالوضع في البلد لن يستقر. افترضي، مثلًا، أننا لا نتجه إلى حرب شاملة،لكن إسرائيل تقوم كل يوم بضربة هنا وأخرى هناك. كل يوم يسقط شهيد. هل هذه حالة طبيعية؟ والدولة في حالة شلل تام، لا مساعدات خارجية، ولا تحرّك داخليا. ماذا سنفعل آنذاك؟ هذا وحده يكفي. لكن السؤال الحقيقي هو: أين المسؤولية؟ رئيس الجمهورية حدّد في خطاب القسم الأمور بوضوح، ورئيس الحكومة، والبيان الوزاري، كلّهم حددوا المواقف. فمتى نبدأ التنفيذ؟ لقد مرّ شهر، ثم اثنان، ثم أربعة، لكن الآن، آن الأوان لاتخاذ خطوات فعليّة. وبالتأكيد، يجب أن ننهي هذا الملف قبل نهاية العام. عندها فقط نكون قد أسّسنا للبنان جديد". وعن رد النائب محمد رعد عن أن لديهم الوقت كله، وليسوا في عجلة في معرض الرد على رئيس الجمهورية الذي حدد أن على ملف السلاح أن يُحسم قبل نهاية عام 2025، قال جعجع: " قد يكون لديهم الوقت كله، لكن نحن، كدولة لبنانية، ليس لدينا هذا الترف". ورداً على سؤال عما إذا كان هناك من خطة واضحة تُقدّمها "القوات اللبنانية" إلى طاولة الحكومة لحل موضوع السلاح، قال جعجع: " قدّمنا مرتين اقتراحًا إلى مجلس الوزراء، تضمّن خريطة طريق زمنية، مرتبطة بمواعيد محددة، للتخلّص من كل سلاح غير شرعي في لبنان. والآن، نبدأ بالسلاح الفلسطيني، وهذا جيد. لكن خلال شهرين يجب أن يكون هذا الملف منتهيًا تمامًا، في الشمال، والبقاع، والجنوب". وعن سبب عدم إدراج الرئيس نواف سلام بند "حصر السلاح" كبندٍ وحيد على جدول أعمال مجلس الوزراء، قال جعجع: "لقد أدرجه. الرئيس نواف سلام وضع هذا البند، وهو يُنسّق مع رئيس الجمهورية بشكل دائم في شأنه. رئيس الجمهورية يقول إنه يحتاج إلى بعض الوقت لترتيب الأمور بالشكل الأنسب، ولا بأس، لكن ما لا نريده هو أن يضيع هذا الوقتدوننتائج". وعن الوضع الإقليمي، وما يشهده من تراجع لـ"محور الممانعة"، قال جعجع: برأيي، لم يتراجع محور الممانعة فحسب، بل انتهى بالكامل. نعم، الآن هم في مرحلة تصفية ما تبقّى. كما تعلمين، عندما تهاجمين منطقة عسكريًّا، قد تسقط سريعًا، لكن تبقى فيها بعض الجيوب التي تحتاج إلى تطهير. نحن الآن في مرحلة تصفية الجيوب. وطالما أن البنية انتهت، فلا جدوى من هذه الجيوب. في أفضل الأحوال، قد تنتج المفاوضات الأمريكية–الإيرانية اتفاقًا، يتضمن أولًا: إنهاء الأذرع الإيرانية خارج إيران، وثانيًا: ملف السلاح النووي، حيث ترفض أمريكا حاليًا السماح لإيران بالتخصيب داخل أراضيها. وهذا هو جوهر النقاش". ورداً على سؤال عما إذا كان من الممكن أن ينتهي مشروع إيران في المنطقة من دون ضربة أمريكية–إسرائيلية مباشرة، اعتبر جعجع أن "هذا ممكن، لان الإيرانيين عمومًا عقلانيون وأذكياء، فإذا وجدوا أن الأمور ستؤول إلى مواجهة كبرى، قد يوافقون على اتفاق ينهي التخصيب داخل أراضيهم". وتحدث جعجع عن التحولات في سوريا، قائلاً: "سوريا دخلت لعبة المنطقة من بابها العريض، بل من الباب الدولي أيضًا. هل قرأتِ تصريح الرئيس أحمد الشارع؟ أستوقفني هذا التصريح كثيرًا. لأوّل مرة أسمع أحدًا يتحدث بمنطق سليم. قال فيه: "لقد انتهينا من حكم الطاغية، والآن نريد أن نركّز على تحسين حياة الإنسان السوري، على محاربة الفقر والحرمان". هذه هي المعركة الحقيقية. للأسف، كانت بعض الأنظمة العربية تُلهي شعوبها بشعارات رنّانة، كالموت لإسرائيل، ومعاداة الصهيونية، في حين كانت مجتمعاتهم تزداد فقرًا وهجرةً وانهيارًا. نحن بحاجة فعليًا إلى الخروج من هذه الدوّامة. وسوريا، بنظري، بدأت من النقطة الصحيحة. قد لا يُعجبني أحمد الشارع كشخص، لكن المسار الذي اعتمده هو المسار السليم". وعما إذا كان من الممكن لسوريا أن تسبق لبنان في اعادة الإعمار، قال جعجع: "إذا بقي لبنان على حاله، نعم، ستسبقه سوريا. لكن لبنان يمتلك مقوّمات النهوض كلها، ويمتلك إجماعًا دوليًّا وعربيًّا هائلًا. لكنه سيخسر هذا الدعم، إن لم يتحرّك في الأسابيع القليلة المقبلة نعم، أسابيع، لا أشهر. وأرجو أن يكون ملف السلاح الفلسطيني هو البداية الجادة". وعن المطلب الأميركي بانضمام لبنان إلى اتفاقيّة "ابراهام"، شدد جعجع على ان "الأميركيين، مثل أي طرف دولي، يفكّرون من منطلق مصالحهم القومية، ونحن يجب أن نفكّر من منطلق مصالحنا القومية. حالياً، لدينا أولوية مختلفة تمامًا. أولويتنا أن نصبح دولة فعليًّا. أن ننهي نهائيًا مسألة السلاح. ما يقوله الشيخ نعيم، يحتاج إلى من يوقظه من سباته. يُذكّرني بحكاية حدثت بعد الحرب العالمية الثانية: بعد عشرين عامًا من انتهائها، كانت هناك طائرة استطلاع تحلّق فوق إحدى الجزر اليابانيّة، فاكتشفت جنديًا يابانيًا ما زال في موقعه. نزلوا إليه، فوجدوه قد صنع متاريس من علب الطعام، وجلس منتظرًا إنزالًا أميركيًّا، ظنًّا منه أن الحرب ما تزال قائمة. هذا يذكّرني بالشيخ نعيم. الدولة اليوم يجب أن تتصرّف بمسؤولية. لكن بعض الأطراف لا يزال يشتري الوقت، وهذا ما يقوم به حزب الله أيضًا، يشتري الوقت على حساب الدولة". ورداً على سؤال عما إذا كان من الممكن للبنان أن ينهض من دون أن ينضم إلى اتفاقيات "أبراهام"، قال جعجع: " نعم، بالتأكيد يستطيع، على الأقل أن ينهض بكامل قوّته إن أصبح دولة فعلية. ولكي يصبح دولة فعلية، عليه أن يُمسك بقراره العسكري والأمني. وهذا لا يتطلّب شيئًا خارقًا. هذا هو مضمون اتفاق الطائف، وهذا ما ينصّ عليه الدستور، وهذا هو مطلب الشعب اللبناني، وهذا ما جاء في اتفاق وقف إطلاق النار، والذي بالمناسبة، وافق عليه حزب الله نفسه في 12 آب 2006، في القرار 1701"، مشدداً على أن "اتفاقيّة الهدنة" كافية لضمان أمن حدودنا الجنوبيّة، وعلينا أن نبدأ منها، باعتبار أننا نريد الهدنة، لا أكثر. نحن ليست أولويتنا حاليًا اتفاق سلام. أولويتنا هي العودة إلى اتفاق الهدنة، وهذا أقصى ما نطمح إليه في الوقت الراهن". وبالنسبة لواقع أن دول المنطقة كلها بأسرها تتّجه نحو مسار التطبيع، أكّد جعجع أن "لكل دولة ظروفها. نحن نطالب بتطبيق اتفاقية الهدنة، وعندما تُطبّق، يمكن التفكير بعدها بخيارات أخرى". ورداً على سؤال عن الطرف الأقرب إلى القوات اللبنانية على الساحة الداخلية: الرئيس عون، الرئيس نواف سلام، أم الرئيس نبيه بري؟ أكّد جعجع أن " الرئيس عون والرئيس سلام في خط سياسي واحد، أما الرئيس بري، فهو في خط مختلف تمامًا. نحن، بقدر ما يكون أحدهم ملتزمًا ببناء دولة فعلية، نكون معه. وبرأيي بالنسبة لمن أقرب برأيي، الاثنان معًا، الرئيس عون والرئيس سلام، بالرغم من أن الرئيس سلام يعبّر عن مواقفه بوضوح أكبر". أما بالنسبة لمن هم حلفاء القوات اللبنانية المفترضون في الانتخابات النيابية المقبلة، من الأحزاب والمستقلين، قال جعجع: " ما زال الوقت مبكرًا، وعلى صعيد الشخصيات المستقلة، فعلاقتنا ممتازة مع كل من يشاركنا الرأي. نحن لا نقوم بتحالفات فقط من أجل الفوز، بل نتحالف مع من يشبهنا في التوجّه السياسي". ورداً على سؤال عما إذا كانت القوات اللبنانية ستصبح حزب العهد في الانتخابات النيابية المقبلة، شدد جعجع على أنني "بصراحة، لم أشعر في أي لحظة بأن الرئيس جوزاف عون يسعى إلى تشكيل قوة حزبية أو كتلة نيابية. وبالمناسبة، دعيني أخبرك بأمر: الانتخابات البلدية الأخيرة كانت من أنزه ما يكون. نعم، أنزه ما يكون. الرشاوى والمال الإنتخابي أمر آخر، ولكن اسمحي لي أن أتحدث عما عايشته أنا. نحن، الذين واكبنا العملية الانتخابية، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، من بيروت إلى القاع، في المناطق كلها لم نرَ أن الرئيس عون تدخّل في أي مكان ولا الرئيس نواف سلام تدخّل، ولا وزير الداخلية حاول التأثير على مجريات الانتخابات. العملية كلها كانت نزيهة للغاية". وعن كيفيّة محاربة الفساد، إذ إننا في انتخابات بلدية فحسب، وشهدنا إنفاق ملايين الدولارات، لفت جعجع إلى أن "هنا تقع المسؤولية على الدولة. تخيّلي أن يأتي شخص يجلس مع رئيس بلدية، فيقول له الأخير: "أعطيتك مئة ألف دولار، ولكن صوّت لي في اتحاد بلديات المتن"، كيف؟ هذه ثقافة عامة فاسدة. الناس أيضاً تتحمّل المسؤوليّة، لو رفض الناس، ولو أن رؤساء البلديات لم يدخلوا في هذه اللعبة، لما تمادت الأمور إلى هذا الحد. لكنّهم دخلوها من الباب العريض". أما بالنسبة لتوقعه عن موعد الانتهاء فعليًا من ملف السلاح، فقد أكّد أنه " بالنسبة إلينا، الخط الأحمر هو نهاية هذا العام، وليس قبل الانتخابات النيابية فحسب. لكي تتمكن الدولة من الاستعداد الجدي للانتخابات، نحن في سباق مع الزمن. لهذا السبب، على رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة أن يُظهرا الآن ما سيفعلانه. نحن طرحنا الأمر مرتين على مجلس الوزراء، وقلنا بوضوح: نريد خريطة طريق زمنية واضحة: متى سيتم جمع السلاح غير الشرعي من كامل الأراضي اللبنانية؟ ولا شيء يُقرّب هذا الهدف أكثر من ذلك. ولا تظنوا أن هذا الكلام كله عن "فتنة" يعني شيئًا. كل هذا هراء. هذا الحديث بين أبناء البلد الواحد. لكن حين تتصرّف الدولة، إما أن تكون دولة، أو على الدنيا السلام". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

"العلاقة مع "التيار" تجاوزت التنافس".. جعجع: محور الممانعة انتهى بالكامل.. وعون أبلغ المعنيين في "الحزب" أن اللعبة انتهت
"العلاقة مع "التيار" تجاوزت التنافس".. جعجع: محور الممانعة انتهى بالكامل.. وعون أبلغ المعنيين في "الحزب" أن اللعبة انتهت

المركزية

timeمنذ 2 ساعات

  • المركزية

"العلاقة مع "التيار" تجاوزت التنافس".. جعجع: محور الممانعة انتهى بالكامل.. وعون أبلغ المعنيين في "الحزب" أن اللعبة انتهت

أكّد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في مستهلّ حديثه لبرنامج "حوار المرحلة" مع الإعلامية رولا حداد عبر شاشة الـ"LBCI" أنّه لا يحبّ الكلام على انتصارات، ولا يحبّ تعبير "تسونامي"، موضحاً أن المزاج في شكل كبير، في المناطق كلها التي توجد فيها "القوات"، كان لمصلحة "القوات"". وقال: "إن كلّ شيء في الدنيا نسبيّ". وأشار إلى أنه لا يوافق على ما ورد في مقدّمة الحلقة بأن المزاج الشعبي توقف عند أعتاب جزين، وقال: "في انتخابات 2016 البلدية، كنا نخوض الانتخابات مع "التيار الوطني الحر" بلائحة موحّدة، وكان لدينا في المدينة نحو 300 أو 400 صوت فقط، وفي انتخابات 2018 النيابية بالكاد حصلنا على 400 صوت داخل مدينة جزين. اليوم، قي العام 2025، نخوض الانتخابات منفردين، ونحصل على 1800 صوت"، معتبراً أن ذلك برأيه هو الانتصار الحقيقي. وأوضح جعجع أن الأحزاب مهما كانت قوتها تبقى جزءًا من الناس، مشيرًا إلى أن "الأهمّ هو موقف الناس ومزاجهم". وأضاف: "ما لاحظته، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، أنّه لم يكن هناك شخص يريد أن يترشّح هذا العام إلا وأتى إلينا ليترشّح باسمنا أو ضمن لوائحنا". وتابع: "كانوا يقولون: إذا لم ترشّحوني أنتم، فلن أترشّح. وبالفعل، هكذا حصل". وأشار إلى أن هذا المزاج العام انعكس في زحلة، قائلاً: "في انتخابات 2016 البلديّة، اقتربنا من أكثر من شخصيّة زحليّة لندعوهم إلى الترشّح معنا، وكان الجواب: أنتم أصدقاؤنا، ولكن إن ترشّحنا، سنفعل ذلك كمستقلين. أمّا هذا العام، فكلّ من أراد الترشّح في زحلة، إن لم يترشّح معنا، كان يفضّل عدم الترشّح". وفي سياق الحديث عن انتخابات اتحاد بلديات قضاء المتن، عبّر جعجع عن عدم قدرته على تفسير ما حصل، وقال: "لو كنتُ قبل انتخابات الاتحاد بربع ساعة، وسُئلتُ: ما هي النتيجة المتوقّعة؟ كنت سأقول: في أسوأ الأحوال، تعادل، أو أن تفوز نيكول الجميل بصوت زائد أو صوتين". وأضاف: "ماذا حصل؟ شيء صعب التفسير". وعن العلاقة مع الكتائب، قال: "العلاقة على ما يرام سياسيًّا، وكذلك الأمر على مستوى الانتخابات البلدية، التي شهدت تمايزات في بعض المناطق كانتخابات نائب رئيس بلديّة بيروت، أما مسألة انتخابات اتحاد بلديات المتن فهي مختلفه تمامًا، وخضناها سوياً". وأكد أن من صوّتوا ضد "الكتائب" و"القوات" في الإتحاد، ارتكبوا خطأ، لأنّهم كانوا قد أعطوا وعودًا، سواء للكتائب أو لنا". وأضاف: "أنا شخصيًا تحدّثتُ مع واحد، اثنين، ثلاثة... من رؤساء البلديّات القريبين منا والذين تمكنوا من الفوز في الإنتخابات بفضل أصواتنا". وأوضح جعجع أن "غالبية رؤساء البلديات في المتن هم من الذين يطلقون على انفسهم مستقلين، ولكن يعود الفضل في وصولهم إلى "الكتائب" أو "القوات"، معتبرًا أن "هؤلاء هم من طعنوا بالظهر". وأضاف: "رئيس البلدية يجب أن يكون شخصًا مسؤولًا. لا أفهم كيف، بعد ثلاثين سنة من تجربة اتحاد بلديات المتن، يعيدون الكرة ويصوّتون كما فعلوا". ورفض جعجع الإشارة إلى إنفاق أموال، قائلاً: "لا أعلم. لا أحبّ أن أرمي الاتهامات جزافًا"، لكنه أيد كلام النائب سامي الجميل بوجود "طعنة في الظهر". وردًا على سؤال حول العلاقات مع القوى المستقلة، قال جعجع: "نحن لم نكن أصلًا على خلاف مع المستقلين". وأوضح أن العلاقة مع ميشال معوض لم تشهد خصومة، مشيرًا إلى أن "ما حصل هو اتفاق في موقعٍ معيّن، لا أكثر. أما القول بأنّها مصالحة أو تأسيس لتحالف دائم، فلا". لكنه أشار إلى أن "الاستثناء الوحيد هو مع النائب السابق منصور البون، حيث عقدنا تحالفًا طويل الأمد، وأقولها بصراحة: هذا التحالف يؤسّس للانتخابات النيابيّة، بل يؤسّس لكثير من الأمور". وأكد أن تحالف جونية كان قائمًا أساسًا بين "القوات" ومنصور البون، قائلاً: "تحالفنا الأساسي كان بيننا والبون، وقد أصبحنا معًا أكبر قوّة في جونيه". وأضاف: "أما تحالفنا مع نعمة فرام فاتُّفق عليه على قاعدة ترشّح فيصل فرام، الذي أعتقد أنّه سيكون من أفضل رؤساء البلديات في لبنان". وأوضح جعجع أن العلاقة مع "التيار الوطني الحر" تجاوزت التنافس، وقال: "نحن لم نعد في حالة تنافس مع "التيار الوطني الحر"، بل الأمر تجاوز ذلك". وأضاف: "يكون تنافسًا عندما تكون النسب متقاربة. أما حين نكون نحن هنا، والطرف الآخر بعيد جدًا، فالمقارنة لا تعود قائمة". وردًا على تصريحات رئيس التيار جبران باسيل عن استمرار التيار بكونه القوة الأكبر، قال جعجع: "بعض الناس عليهم أن يستفيقوا. "التيار" أصدر بيانات حول عشر، أو اثنتي عشرة، أو خمس عشرة بلدية يدّعي فيها أنه فاز، وفي سرعة البرق صدرت عن هذه البلديات بالذات بيانات تدحض ادعاءات "التيار". واستشهد بمثال عن مختار معراب قائلاً: "فور فوزه، أصدر "التيار" بيانًا يقول إنهم فازوا من خلاله. والمختار نفسه، اتصل بي بعد دقيقتين، وقال لي: يا حكيم، أنا لا علاقة لي بهم". وتحدّث جعجع عن نتائج الانتخابات في قضاء بشري، مشيرًا إلى أنه "في بشري، يمكن القول إنّنا حقّقنا انتصارًا كاملًا: 12 من أصل 12 بلدية، أي يمكن القول إنّها مبايعة. 6 بلديات بالتزكية، و3 معارك فزنا بها، و3 فيها شبه تزكية فزنا بها، ومن أصل 50 مختارًا، حصلنا على 45". وقال: "في بقرقاشا، في المرّة الماضية خضنا الانتخابات البلديّة وخسرنا. أمّا هذه المرّة، فخضنا المعركة وربحنا بـ "دوبل سكور". هكذا تقاس الأمور". وعن الانتخابات النيابية المقبلة في بشري، قال: "نحن لم نخسر المقعد النيابي بسبب فقدان الأصوات، بل خسرناه بسبب الكسر الانتخابي على مستوى دائرة الشمال الثالثة ككل". وأوضح: "حصلنا على أربعين ألف صوت تفضيلي على مستوى هذه الدائرة، وفزنا بثلاثة نوّاب. في المقابل، جبران باسيل حصل على سبعة عشر ألفًا فقط، وحصل على نائبَين". وحول الوضع في زغرتا، أكد جعجع أن "كل شيء هو نسبة ومقارنة". وأضاف: "كم بلدية كان لدينا في المرّة السابقة؟ كان لدينا تقريبًا ربع البلديات أو أقلّ. اليوم، لدينا عشر بلديات من أصل عشرين". وأوضح أنه في انتخابات الإتحاد هناك بلديات لم تحسم موقفها بعد، لذا فإن المعركة على رئاسة الاتحاد لم تُحسم. وعن إمكان التحالف مع "تيار المردة" في الإنتخابات النيابيّة بعد الإشارات الإيجابيّة التي أرسلها النائب طوني فرنجيّة، قال جعجع: "إذا أعادوا تموضعهم السياسي، وصار تموضعهم السياسي ضمن الخط السيادي – بحسب مفهومنا نحن – ففي هذه الحالة، نرى ما الذي يمكن فعله. لكن الأمر يتوقّف على التموضع السياسي". ورفض جعجع الاتهامات التي طاولت "القوات اللبنانية" بالتحالف مع "الحزب القومي" في الكورة، وقال: "لم نتحالف مع "الحزب السوري القومي الاجتماعي"، لا في أميون ولا في أي مكان آخر". وأضاف: "في الكورة، هناك العديد من الأشخاص الذين تركوا الحزب القومي منذ خمس أو عشر سنوات، أو حتى منذ خمس عشرة سنة. نحن لم نتحالف مع الحزب القومي كحزب، بل مع أفراد، بعضهم كانوا محسوبين على القوميين أو لهم أقرباء كانوا في الحزب. لكن هم ليسوا في التنظيم". واستشهد بحالة أميون قائلاً: "المرشّح الذي دعمناه هناك كان مالك فارس، وهو رئيس البلديّة الحالي، الذي كان مدعوماً أيضاً من النائب السابق سليم سعادة، لا شك. لكن من كان في مقابله هو مرشّح الحزب القومي رسميًّا، وهو الدكتور بسام عبيد، وهو ممثّل فعلي للحزب ومدعوم من حسان صقر على ما يمثل حسان صقر في الحزب القومي ومدعوم أيضاً من التيار الوطني الحر والمردة والشيوعي". اما في ما يخص مدينة البترون، فقال جعجع: "في مدينة البترون، ليس لدينا قاعدة شعبيّة كبيرة. في أغلب قرى القضاء، الوضع مختلف تماماً ولكن في المدينة تحديدًا، نحن قوّة محدودة"، وتابع: "هناك التقيْنا مع شخص اسمه مرسيلينو الحرك، وهو ليس تيّاريًّا، بل هو شخصيّة محليّة هناك منذ ثلاثين سنة، وهو دائمًا ما تجده مقرّباً من الأقوياء في السلطة. أتى مرسيلينو، وقال: دعونا نُشكّل لائحة قويّة وتوافقيّة. فقلنا حسنًا". وعن الفارق في الموقف في مناطق مختلفة، قال: "لو كانت المعركة بين سليم سعادة وميشال معوّض، فنحن مع ميشال معوّض. لكن إذا كانت المعركة بين سليم سعادة وحسان صقر، نكون مع سليم سعادة. وإذا لم يكن لدينا قوة حاسمة، نختار أفضل الممكن". وردًا على سؤال حول عدم التحالف مع فارس سعيد في جبيل في حين تم التحالف مع النائب فريد هيكل الخازن في جونية، قال جعجع: "في الانتخابات البلديّة، لكل منطقة ظروفها. وبالنسبة إلى جبيل، إذا سألتني لماذا، أقول لك: لا أعلم، أما بالنسبة لجونية، فتحالفنا الأساسي كان مع منصور البون، ومن ثم توسّع ليشمل آل فرام، الذين، ولكي يعزّزوا حظوظهم الانتخابيّة البلديّة، تحالفوا مع فريد هيكل الخازن. أمّا نحن، فلا رأينا فريد الخازن، ولا التقينا به، ولا تفاهمنا ولا اختلفنا معه، لا شيء". وفي معرض الرد على سؤال حول خوض معركة بيروت البلدية على اللائحة ذاتها مع "حزب الله"، قال جعجع: "لم نتحالف مع "حزب الله" إطلاقًا، وجل ما حصل هو أننا اتفقنا على جمع الفرقاء المسيحيين جميعا على موقف موحّد ضمن هذا الإطار، واتفقنا أن يتولى فؤاد مخزومي وجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية جمع الفرقاء المسلمين". وأضاف: "لم نلتقِ بأحد من حزب الله، ولم نعقد أي اتفاق معه". وشدّد على أن "الهمّ الأساسي في بيروت، وأقولها بصراحة، كان الحفاظ على المناصفة. وبعد ذلك، كان الهدف الثاني هو التنمية". وعن المناصفة قال: "هذه هي المرّة الأولى، منذ أن طُرحت المناصفة في بلدية بيروت من قبل الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله، يكون هناك مناصفة حقيقية، أي أن يكون هناك أحد عشر عضوًا مسيحيًا في بلدية بيروت تمت تسميتهم من قبل الفرقاء المسيحيين أنفسهم. الطاشناق، والهنشاك، والقوات، والكتائب، وميشال فرعون، والتيار الوطني الحر، ففي بيروت، صراحةً، كان همّنا أن نُدخل اثني عشر عضوًا إلى المجلس البلدي، وللأسف، لم ننجح سوى بأحد عشر". وأكد جعجع أن "القوات" بدأت منذ الآن التفكير بحل مستدام في بيروت، وقال: "نعم، بدأنا بهذا المسار منذ الآن، وبالأمس تحديدًا، عقدت اجتماعًا مع نوابنا في بيروت، للانطلاق فورًا بالاتصالات، فالأمر يتطلّب تنسيقًا واسعًا". وأعرب جعجع عن إعجابه بطبيعة المعركة البلدية في زحلة، وقال: "بصراحة، زحلة سرّ كبير. كلّما تعمّقت في التعامل معها، ازداد هذا السرّ اتساعًا بالنسبة إليّ". وأضاف: "ما كانت التوقّعات؟ كانت التوقّعات بفارق ضئيل، نحو ألف وخمسمئة صوت، وليس أربعة آلاف، كانت "القوات" وحدها، وحتى الأصدقاء والحلفاء في حزب الكتائب، كانوا في صفّ الخصم، وحتى حزب الأحرار، المفوّض المكلّف باسمه، انضم إليهم، ورأينا النتيجة". وتناول جعجع موضوع بلدية جزين قائلاً: "في جزين، من كان يفترض أن يحتفل فعليًّا هو إبراهيم عازار. لأنه يملك أكثر ومن نصف أعضاء المجلس البلدي، عشرة من أصل ثمانية عشر، فيما زياد أسود لديه اثنان: رئيس البلدية ونائب الرئيس. أما "التيار" فلماذا يحتفل؟ أيحتفلون لأنهم حصلوا على ستة أعضاء فقط؟ صراحةً، بعض الأمور تصبح هزلية. أن تحتفل لأنك حصلت على ستة أعضاء في بلدية لبلدة تُعتبر أكثر بلدة محسوبة عليك في لبنان؟". وعن تحالفات "التيار الوطني الحر" مع الثنائي الشيعي، قال جعجع: "الثنائي الشيعي لديه قرار متماسك بشكلٍ ثابت، في النقابات، وفي الانتخابات البلدية، وفي الانتخابات النيابية، يعطون أي فريق يكون في مواجهة "القوّات"، والسبب أنهم يريدون على الصعيد المسيحي، انتزاع الحضور من طريق "القوات". وأضاف: "هل هناك أحد اختلف مع نبيه بري أكثر من جبران باسيل؟ ومع ذلك، عندما يحين وقت التصويت، يصوّتون تلقائيًّا لأي طرفٍ غير القوات. هذا أمر ثابت". أما بالنسبة للسلاح ودور "حزب الله"، فقال جعجع: "هل يحق لهذا المكوّن أن يفرض رأيه على باقي المكوّنات التي تشكّل 70 إلى 75% من الشعب اللبناني؟ لا يحق له، فإذا كنتم تريدون الأمر بالأكثرية، فليكن بالأكثرية. وإن لم تريدوا ذلك، فابحثوا عن صيغةٍ أخرى". وتعليقًا على تصريحات الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، قال: "حين أستمع إلى الشيخ نعيم وهو يتحدث، أشعر وكأنه يعيش على كوكبٍ آخر. لا علاقة له بالواقع، ولا بالأحداث الجارية، ولا بموازين القوى، ولا بما جرى، ولا بما سيجري. يبدو وكأنه يطرح نظريات وهو لا يعرف ما حدث، ولا يعلم ما هو آتٍ. إنه بعيدٌ تمامًا عن الواقع". وردًا على سؤال عن كلام الشيخ نعيم قاسم بأن الحزب لا ينوي تسليم سلاحه، قال جعجع: "هو يؤخّر حصر السلاح في الدولة، ولكن هناك أيضًا من يتأخّر في فرض هذه الحصرية". وأكّد أن الدولة هي صاحبة القرار، مشيرًا إلى أن "قرار حصر السلاح بيد الدولة هو قرار ثابت. الدولة هي من يجب أن تفرض سلطتها". وأوضح جعجع أن المهلة التي حدّدها رئيس الجمهورية لحسم ملف السلاح واضحة، وقال: "حتى رئيس الجمهورية، في أحد خطاباته، أو في أحد تصريحاته، قال بوضوح: من الآن وحتى نهاية العام، ونحن جميعًا متّفقون على هذا الإطار الزمني". وشكر جعجع رئيس الحكومة على مواقفه، قائلاً: "إنني أُوجّه تحية كبيرة لرئيس الحكومة بسبب المواقف التي يتخذها، والتي أراها واضحة جدًّا". وأوضح موقفه من الدعوات إلى الحوار لتسليم السلاح والتهدئة، قائلاً: "لا أحد يتحدث عن صدام، ولا أحد يريد صدامًا، ولا أحد سيسعى إلى صدام"، ولكنه شدّد في المقابل على أن "الدولة يجب أن تفرض هيبتها وسلطتها". وقال: "إذا لم تُفرض هذه الأمور، فلن تبقى دولة أصلًا. الدولة إما أن تكون ذات سيادة، أو لا تكون. ولا مجال للّعب في هذا الشأن". وشدّد جعجع على ضرورة اتخاذ قرارات حاسمة، وقال: "أنا أتفهم جيداً ما يقوم به رئيس الجمهوريّة في موضوع السلاح، ولكن برأيي الشخصي أنه كان عليه أن يقول لهم منذ اللحظة الأولى: أيها الشباب، اللعبة انتهت هنا. أخبروني فقط، هل تودون إرسال سلاحكم إلى إيران؟ أم بيعه؟ أم تسليمه إلى الجيش؟ قرروا بأنفسكم، ولكن هذا هو الإطار الزمني للمسألة، باعتبار أنه لا يجوز أن يكون الحوار مفتوحًا إلى ما لا نهاية لعشر سنوات أو أكثر". وردًا على كلام النائب محمد رعد على أن تسليم السلاح غير ملزم بتوقيت معين، قال جعجع: "صحيح أنه غير ملزم بتوقيت، لكن نحن كدولة لبنانية، ملزمون بتوقيت. ويجب أن نبلغهم ذلك. وسئل: هل تشعرون أننا دخلنا فعليًا مرحلة جديدة؟ اجاب لا. رئيس السلطة الفلسطينية هو الوحيد حتى الآن الذي زار لبنان". ورأى أن الخطوات الإيجابية على انواعها في الدولة مشلولة بسبب استمرار وجود السلاح غير الشرعي، قائلاً: "اعادة الإعمار والإنقاذ الإقتصادي والمالي والنقدي، كل ذلك معلّق وجامد الآن، ومشلول، في انتظار تسليم السلاح. لا أحد، لا أحد، لا أحد، سيقبل التعامل مع الدولة في هذا الوضع". وردًا على سؤال عن سبب عدم صدور أي ردّ رسمي على خطاب الشيخ نعيم قاسم، رغم أنه خطاب شديد اللهجة، قال جعجع: "ربما لأنهم لا يعتبرون كلامه ذا قيمة. الشيخ نعيم يجب أن يخرج من هذه الزاوية". اما بالنسبة للشروط التي يتكلّم عليها "حزب الله" لتسليم سلاحه، على غرار الانسحاب الإسرائيلي، إعادة إعمار ما تهدّم، وعودة الأسرى، قال جعجع: "أولًا، ليس من حق حزب الله أن يضع الشروط. الدولة اللبنانية هي وحدها صاحبة الحق في ذلك. هي وحدها المعنية بهذه المسائل. إذا أردتَ أن تُخرج إسرائيل من أرضك، فأول ما يجب فعله هو العمل على قيام الدولة اللبنانية. قولي لي: كيف ستُخرجينها؟ هل يستطيع حزب الله إخراجها بالقوة؟ لماذا لم يُخرجها بالقوة إذًا؟". وردًا على ادعاءات حزب الله بأن إسرائيل لا تنسحب إلا تحت ضغط المقاومة، قال جعجع: "فليتفضّل إذًا. هو لا يحتاج إلى أي قرار من أحد. فليتفضّل. لماذا ننتظر أكثر من ذلك؟ لقد تفضّل سابقًا، ورأينا النتيجة. هم يقولون إن إسرائيل لا تنسحب إلا تحت ضغط المقاومة، ولكن، هل دخلت أصلًا سوى في ظلّ المقاومة؟". اما بالنسبة لسبب عدم سماع أي دعوة من قبل "القوّات" إلى انسحاب إسرائيل، أو تحرير الأرض، قال جعجع: "لأن البعض، للأسف، ضلّلوا الرأي العام بأحاديثهم، وجعلوا من القضايا الأساسية مجرد شعارات. إن أردتَ إخراج إسرائيل من لبنان، والعودة إلى وضع طبيعي، فأنت بحاجة إلى أمر واحد أساسي: التخلّص من سلطة حزب الله. ما هذا المنطق؟ دعيني أخبرك شيئًا مهمًّا. في سوريا، على سبيل المثال، تسلّم السلطة شخص اسمه الفعلي أحمد الشارع، ولا تنسي أنه هو نفسه "أبو محمد الجولاني"، فماذا فعل أبو محمد الجولاني؟ رفض أن تبقى جماعة "الجهاد الإسلامي" وجماعة "حماس" في سوريا. السياسة تحتاج إلى من يفهم موازين القوى، ويقرأ الوقائع على الأرض، ويتصرف بواقعية. وليس من يتحدث بالشعارات فحسب". وعن الضغوط الأميركيّة التي تمارس على لبنان وما يقال عن أن إسرائيل لن تنسحب إلا بعد التوصّل إلى اتفاق حول النقاط الثلاث عشرة العالقة بين لبنان وإسرائيل، قال جعجع: "ما شأننا بهذا كله؟ لماذا نحمل أنفسنا كل هذا العبء؟ يجب أن نأخذ موقف الدول الخارجية في الحسبان، لكن قبل ذلك، علينا أن نعرف أين تكمن مصلحتنا نحن، ومصلحة شعبنا. مصلحة شعبنا أولًا. المشكلة الأساسية لدينا الآن هي استمرار الاحتلال الإسرائيلي لمزارع شبعا. علينا العودة إلى اتفاقية الهدنة في أقرب وقت. ليتفضل أحدهم ويعطِنا حلًّا. نحن نطرح الحلّ، والأميركيون يعرفون، والفرنسيون كذلك، ويقولون جميعًا: قبل أن تُرتّب الدولة اللبنانية أوضاعها الداخلية وتُصبح دولة فعلية، لن نكون مستعدين للتعامل معها بجدية. حسنًا، فلنبدأ من هنا". وعما إذا كان يعتقد أن الأميركيين راضون عن مواقف المسؤولين اللبنانيين، أجاب قائلاً: "بحسب محادثاتنا معهم، أرى أنهم بدأوا يُعبّرون عن انزعاجهم. هل تعلمون ما معنى ذلك؟ إنهم يسألون: لماذا الوضع في لبنان لا يتقدّم؟ ولماذا هذا الركود؟ يأخذون مثلًا موضوع السلاح الفلسطيني، ويطالبون بأن ننتقل إلى الفعل". أما بالنسبة لزيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فقد لفت إلى ان "الرئيس محمود عباس، جزاه الله خيرًا، قام بعمل لا يمكن لأحد غيره أن يقوم به. لقد منح الدولة اللبنانية ما يشبه "بطاقة بيضاء" لتقوم بما يلزم. وبالرغم من هذه البطاقة، عدنا إلى الوراء، وانتظرنا لنرى إن كانت حركة "حماس" تقبل أم لا". ورداً على سؤال عن أن الرئيس عباس تحدّث عن تسليم السلاح الفلسطيني في ثلاثة مخيمات في بيروت، بدءاً من منتصف حزيران، إلا أنه يقال إن هذا الكلام لن يُنفّذ، شدد جعجع على ان "المسألة يجب الا تبقى فقط محصورة في بيروت، بل يجب أن تتم في الشمال، وفي الجنوب، وفي المناطق كلها. فهل تخاف الدولة من ممارسة سيادتها على أرضها؟ هل الدولة خائفة من أن تطلب من "حماس" مثلًا، أن تسلّم السلاح؟ إذا لم تقبل "حماس"، وسكتنا عن الموضوع، فماذا يعني ذلك؟ يعني أننا لسنا دولة. في هذه الحال، نعم، يجب أن نعود إلى سيناريوهات سابقة، كما حدث في نهر البارد، بالرغم من أنني لا أريد العودة إلى سيناريو مشابه، لكن من غير المقبول أن تُظهر الدولة ضعفًا، وتنكشف". وعن مواقف مجلس الدفاع الأعلى التي بدت "لينة" بحسب وصف المحاورة، حين طالب بإنذار "حماس" للكفّ عن أي نشاط عسكري، وتسليم المطلوبين، سأل جعجع: " لماذا تطالب الدولة بحقوقها؟ أين أصبح تنفيذ هذه الإجراءات؟ إن حقّها من صلب سيادتها؟ هل يُعقل أن تطالب الدولة بحقها وكأنها تستجديه من جيرانها؟ الآن، وبعد الغطاء السياسي والشعبي الكبير الذي قدّمه الرئيس الفلسطيني، نحن لسنا بحاجة إلى غطاء آخر. لبنان هو أرضنا، بلدنا، وسيد نفسه. ما هو المتوقع؟ أن نطلب من الشباب، مثلًا، في مخيم شاتيلا أو برج البراجنة، أن يسلموا سلاحهم خلال أسبوع أو اثنين. وإن لم يفعلوا، فعلى الدولة أن تتدخل". وعما إذا كان يخشى من عودة الحرب في ظل التطورات الأخيرة في الجنوب، شدد جعجع على انه لا داع للمبالغة، وقال: " إذا استمرّت الأمور على ما هي عليه، فالوضع في البلد لن يستقر. افترضي، مثلًا، أننا لا نتجه إلى حرب شاملة،لكن إسرائيل تقوم كل يوم بضربة هنا وأخرى هناك. كل يوم يسقط شهيد. هل هذه حالة طبيعية؟ والدولة في حالة شلل تام، لا مساعدات خارجية، ولا تحرّك داخليا. ماذا سنفعل آنذاك؟ هذا وحده يكفي. لكن السؤال الحقيقي هو: أين المسؤولية؟ رئيس الجمهورية حدّد في خطاب القسم الأمور بوضوح، ورئيس الحكومة، والبيان الوزاري، كلّهم حددوا المواقف. فمتى نبدأ التنفيذ؟ لقد مرّ شهر، ثم اثنان، ثم أربعة، لكن الآن، آن الأوان لاتخاذ خطوات فعليّة. وبالتأكيد، يجب أن ننهي هذا الملف قبل نهاية العام. عندها فقط نكون قد أسّسنا للبنان جديد". وعن رد النائب محمد رعد عن أن لديهم الوقت كله، وليسوا في عجلة في معرض الرد على رئيس الجمهورية الذي حدد أن على ملف السلاح أن يُحسم قبل نهاية عام 2025، قال جعجع: " قد يكون لديهم الوقت كله، لكن نحن، كدولة لبنانية، ليس لدينا هذا الترف". ورداً على سؤال عما إذا كان هناك من خطة واضحة تُقدّمها "القوات اللبنانية" إلى طاولة الحكومة لحل موضوع السلاح، قال جعجع: " قدّمنا مرتين اقتراحًا إلى مجلس الوزراء، تضمّن خريطة طريق زمنية، مرتبطة بمواعيد محددة، للتخلّص من كل سلاح غير شرعي في لبنان. والآن، نبدأ بالسلاح الفلسطيني، وهذا جيد. لكن خلال شهرين يجب أن يكون هذا الملف منتهيًا تمامًا، في الشمال، والبقاع، والجنوب". وعن سبب عدم إدراج الرئيس نواف سلام بند "حصر السلاح" كبندٍ وحيد على جدول أعمال مجلس الوزراء، قال جعجع: "لقد أدرجه. الرئيس نواف سلام وضع هذا البند، وهو يُنسّق مع رئيس الجمهورية بشكل دائم في شأنه. رئيس الجمهورية يقول إنه يحتاج إلى بعض الوقت لترتيب الأمور بالشكل الأنسب، ولا بأس، لكن ما لا نريده هو أن يضيع هذا الوقت دون نتائج". وعن الوضع الإقليمي، وما يشهده من تراجع لـ"محور الممانعة"، قال جعجع: برأيي، لم يتراجع محور الممانعة فحسب، بل انتهى بالكامل. نعم، الآن هم في مرحلة تصفية ما تبقّى. كما تعلمين، عندما تهاجمين منطقة عسكريًّا، قد تسقط سريعًا، لكن تبقى فيها بعض الجيوب التي تحتاج إلى تطهير. نحن الآن في مرحلة تصفية الجيوب. وطالما أن البنية انتهت، فلا جدوى من هذه الجيوب. في أفضل الأحوال، قد تنتج المفاوضات الأمريكية–الإيرانية اتفاقًا، يتضمن أولًا: إنهاء الأذرع الإيرانية خارج إيران، وثانيًا: ملف السلاح النووي، حيث ترفض أمريكا حاليًا السماح لإيران بالتخصيب داخل أراضيها. وهذا هو جوهر النقاش". ورداً على سؤال عما إذا كان من الممكن أن ينتهي مشروع إيران في المنطقة من دون ضربة أمريكية–إسرائيلية مباشرة، اعتبر جعجع أن "هذا ممكن، لان الإيرانيين عمومًا عقلانيون وأذكياء، فإذا وجدوا أن الأمور ستؤول إلى مواجهة كبرى، قد يوافقون على اتفاق ينهي التخصيب داخل أراضيهم". وتحدث جعجع عن التحولات في سوريا، قائلاً: "سوريا دخلت لعبة المنطقة من بابها العريض، بل من الباب الدولي أيضًا. هل قرأتِ تصريح الرئيس أحمد الشارع؟ أستوقفني هذا التصريح كثيرًا. لأوّل مرة أسمع أحدًا يتحدث بمنطق سليم. قال فيه: "لقد انتهينا من حكم الطاغية، والآن نريد أن نركّز على تحسين حياة الإنسان السوري، على محاربة الفقر والحرمان". هذه هي المعركة الحقيقية. للأسف، كانت بعض الأنظمة العربية تُلهي شعوبها بشعارات رنّانة، كالموت لإسرائيل، ومعاداة الصهيونية، في حين كانت مجتمعاتهم تزداد فقرًا وهجرةً وانهيارًا. نحن بحاجة فعليًا إلى الخروج من هذه الدوّامة. وسوريا، بنظري، بدأت من النقطة الصحيحة. قد لا يُعجبني أحمد الشارع كشخص، لكن المسار الذي اعتمده هو المسار السليم". وعما إذا كان من الممكن لسوريا أن تسبق لبنان في اعادة الإعمار، قال جعجع: "إذا بقي لبنان على حاله، نعم، ستسبقه سوريا. لكن لبنان يمتلك مقوّمات النهوض كلها، ويمتلك إجماعًا دوليًّا وعربيًّا هائلًا. لكنه سيخسر هذا الدعم، إن لم يتحرّك في الأسابيع القليلة المقبلة نعم، أسابيع، لا أشهر. وأرجو أن يكون ملف السلاح الفلسطيني هو البداية الجادة". وعن المطلب الأميركي بانضمام لبنان إلى اتفاقيّة "ابراهام"، شدد جعجع على ان "الأميركيين، مثل أي طرف دولي، يفكّرون من منطلق مصالحهم القومية، ونحن يجب أن نفكّر من منطلق مصالحنا القومية. حالياً، لدينا أولوية مختلفة تمامًا. أولويتنا أن نصبح دولة فعليًّا. أن ننهي نهائيًا مسألة السلاح. ما يقوله الشيخ نعيم، يحتاج إلى من يوقظه من سباته. يُذكّرني بحكاية حدثت بعد الحرب العالمية الثانية: بعد عشرين عامًا من انتهائها، كانت هناك طائرة استطلاع تحلّق فوق إحدى الجزر اليابانيّة، فاكتشفت جنديًا يابانيًا ما زال في موقعه. نزلوا إليه، فوجدوه قد صنع متاريس من علب الطعام، وجلس منتظرًا إنزالًا أميركيًّا، ظنًّا منه أن الحرب ما تزال قائمة. هذا يذكّرني بالشيخ نعيم. الدولة اليوم يجب أن تتصرّف بمسؤولية. لكن بعض الأطراف لا يزال يشتري الوقت، وهذا ما يقوم به حزب الله أيضًا، يشتري الوقت على حساب الدولة". ورداً على سؤال عما إذا كان من الممكن للبنان أن ينهض من دون أن ينضم إلى اتفاقيات "أبراهام"، قال جعجع: " نعم، بالتأكيد يستطيع، على الأقل أن ينهض بكامل قوّته إن أصبح دولة فعلية. ولكي يصبح دولة فعلية، عليه أن يُمسك بقراره العسكري والأمني. وهذا لا يتطلّب شيئًا خارقًا. هذا هو مضمون اتفاق الطائف، وهذا ما ينصّ عليه الدستور، وهذا هو مطلب الشعب اللبناني، وهذا ما جاء في اتفاق وقف إطلاق النار، والذي بالمناسبة، وافق عليه حزب الله نفسه في 12 آب 2006، في القرار 1701"، مشدداً على أن "اتفاقيّة الهدنة" كافية لضمان أمن حدودنا الجنوبيّة، وعلينا أن نبدأ منها، باعتبار أننا نريد الهدنة، لا أكثر. نحن ليست أولويتنا حاليًا اتفاق سلام. أولويتنا هي العودة إلى اتفاق الهدنة، وهذا أقصى ما نطمح إليه في الوقت الراهن". وبالنسبة لواقع أن دول المنطقة كلها بأسرها تتّجه نحو مسار التطبيع، أكّد جعجع أن "لكل دولة ظروفها. نحن نطالب بتطبيق اتفاقية الهدنة، وعندما تُطبّق، يمكن التفكير بعدها بخيارات أخرى". ورداً على سؤال عن الطرف الأقرب إلى القوات اللبنانية على الساحة الداخلية: الرئيس عون، الرئيس نواف سلام، أم الرئيس نبيه بري؟ أكّد جعجع أن " الرئيس عون والرئيس سلام في خط سياسي واحد، أما الرئيس بري، فهو في خط مختلف تمامًا. نحن، بقدر ما يكون أحدهم ملتزمًا ببناء دولة فعلية، نكون معه. وبرأيي بالنسبة لمن أقرب برأيي، الاثنان معًا، الرئيس عون والرئيس سلام، بالرغم من أن الرئيس سلام يعبّر عن مواقفه بوضوح أكبر". أما بالنسبة لمن هم حلفاء القوات اللبنانية المفترضون في الانتخابات النيابية المقبلة، من الأحزاب والمستقلين، قال جعجع: " ما زال الوقت مبكرًا، وعلى صعيد الشخصيات المستقلة، فعلاقتنا ممتازة مع كل من يشاركنا الرأي. نحن لا نقوم بتحالفات فقط من أجل الفوز، بل نتحالف مع من يشبهنا في التوجّه السياسي". ورداً على سؤال عما إذا كانت القوات اللبنانية ستصبح حزب العهد في الانتخابات النيابية المقبلة، شدد جعجع على أنني "بصراحة، لم أشعر في أي لحظة بأن الرئيس جوزاف عون يسعى إلى تشكيل قوة حزبية أو كتلة نيابية. وبالمناسبة، دعيني أخبرك بأمر: الانتخابات البلدية الأخيرة كانت من أنزه ما يكون. نعم، أنزه ما يكون. الرشاوى والمال الإنتخابي أمر آخر، ولكن اسمحي لي أن أتحدث عما عايشته أنا. نحن، الذين واكبنا العملية الانتخابية، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، من بيروت إلى القاع، في المناطق كلها لم نرَ أن الرئيس عون تدخّل في أي مكان ولا الرئيس نواف سلام تدخّل، ولا وزير الداخلية حاول التأثير على مجريات الانتخابات. العملية كلها كانت نزيهة للغاية". وعن كيفيّة محاربة الفساد، إذ إننا في انتخابات بلدية فحسب، وشهدنا إنفاق ملايين الدولارات، لفت جعجع إلى أن "هنا تقع المسؤولية على الدولة. تخيّلي أن يأتي شخص يجلس مع رئيس بلدية، فيقول له الأخير: "أعطيتك مئة ألف دولار، ولكن صوّت لي في اتحاد بلديات المتن"، كيف؟ هذه ثقافة عامة فاسدة. الناس أيضاً تتحمّل المسؤوليّة، لو رفض الناس، ولو أن رؤساء البلديات لم يدخلوا في هذه اللعبة، لما تمادت الأمور إلى هذا الحد. لكنّهم دخلوها من الباب العريض". أما بالنسبة لتوقعه عن موعد الانتهاء فعليًا من ملف السلاح، فقد أكّد أنه " بالنسبة إلينا، الخط الأحمر هو نهاية هذا العام، وليس قبل الانتخابات النيابية فحسب. لكي تتمكن الدولة من الاستعداد الجدي للانتخابات، نحن في سباق مع الزمن. لهذا السبب، على رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة أن يُظهرا الآن ما سيفعلانه. نحن طرحنا الأمر مرتين على مجلس الوزراء، وقلنا بوضوح: نريد خريطة طريق زمنية واضحة: متى سيتم جمع السلاح غير الشرعي من كامل الأراضي اللبنانية؟ ولا شيء يُقرّب هذا الهدف أكثر من ذلك. ولا تظنوا أن هذا الكلام كله عن "فتنة" يعني شيئًا. كل هذا هراء. هذا الحديث بين أبناء البلد الواحد. لكن حين تتصرّف الدولة، إما أن تكون دولة، أو على الدنيا السلام".

جعجع: لا أحب الحديث عن انتصارات في الانتخابات البلدية ولسنا بحالة تنافس مع التيار لأن الفارق بيننا كبير جدا
جعجع: لا أحب الحديث عن انتصارات في الانتخابات البلدية ولسنا بحالة تنافس مع التيار لأن الفارق بيننا كبير جدا

النشرة

timeمنذ 3 ساعات

  • النشرة

جعجع: لا أحب الحديث عن انتصارات في الانتخابات البلدية ولسنا بحالة تنافس مع التيار لأن الفارق بيننا كبير جدا

أشار رئيس حزب "القوات اللينانية" سمير جعجع، في حديث للـ"LBCI"، الى انني "لا أحب الحديث عن انتصارات في الانتخابات البلدية، لكن لا شك أن الجو العام، وخصوصًا في مناطق وجود القوات، كان لصالحنا بشكل واضح". ولفت جعجع، الى أننا "في جزين خضنا المعركة منفردين وحصلنا على 1800 صوت، وأعتبر ذلك بحد ذاته انتصارًا، وأي حزب، مهما بلغ حجمه أو عدد الأصوات التي ينالها، يبقى يمثّل جزءًا من الناس فقط". وذكر أن "في زحلة، خلال الانتخابات النيابية، كل من حاولنا مقاربة الأمور معه كان يصرّ على خوض المعركة منفردا، بخلاف ما نشهده اليوم في الانتخابات البلدية، حيث الجميع يسعى إلى التنسيق مع القوات". وقال "ارتفعت أرقام القوات في جزين مع العلم أن للتيار وجود وازن في المدينة، ونحن كنا نتوقّع الفوز في اتحاد بلديات المتن، لكن ما حصل كان بمثابة "طعنة في الظهر" من بعض رؤساء البلديات". وأردف "أكثرية رؤساء البلديات يدينون بوصولهم إلى مناصبهم لحزبي القوات والكتائب، وكذّبت العديد من البلديات بيانات التيار التي تبنت فوزها"، مضيفاً "ونحن لسنا بحالة تنافس مع التيار لأن الفارق بيننا كبير جدا". ولفت الى أننا "لم نختلف يوما مع المستقلين مثل ميشال معوض فقد رشحناه للرئاسة سابقا، ونحن أقمنا تحالفًا طويل الأمد مع النائب منصور البون، والتحالف الأساسي في جونية هو بين القوات ومنصور البون". وذكر جعجع، أن "العلاقة مع الكتائب لم تتأثر أبدًا وهي علاقة جيدة وقد خضنا بعض المعارك الإنتخابية سويًا وبعضها الآخر لم نكن مع بعضنا ولم نكن متخاصمين في إنتخابات إتحاد بلديات المتن ولا أعلم ما الذي جرى بالتحديد"، كاشفاً أن "في بشري كان الفوز كاملًا، وأنا راضٍ تماما عن النتيجة". وقال "في زغرتا، ستُقرر مصير الاتحاد عدة بلديات فنحن أحرزنا تقدمًا كبيرًا في زغرتا نتيجة التحالفات التي أقمناها، وهناك معركة قوية مع المردة على رئاسة اتحاد البلديات في القضاء"، موضحاً أن "ما حصل في المتن هو نتيجة عدم وعي بعض رؤساء البلديات، ونحن لم نتحالف مع الحزب القومي ولا في اي منطقة، وهناك من يحمل أصولًا قومية لكنه ليس منتمياً فعليًا إلى الحزب القومي". وأشار جعجع، الى أن "في البترون، قوتنا محدودة، لكن الوضع مختلف في قرى القضاء، حيث التقينا مرسيلينو الحرك، شخصية محلية منذ 30 عاما وكان سابقًا مع المردة، واقترح تشكيل لائحة قوية، فلم يكن أمامنا خيار سوى المشاركة معها لتجنب الاستبعاد". وعن الإنتخابات البلدية في بيروت، قال "لم نتحالف مع الحزب، ولم نتواصل معه خلال انتخابات بلدية بيروت، حيث كان همنا الأساسي الحفاظ على المناصفة"، لافتاً الى أنه "منذ أن طرحت قضية المناصفة في بيروت، كانت مناصفة حقيقية آنذاك، وهناك حاجة إلى حل مستدام في المدينة، وقد بدأت اجتماعات في هذا السياق". ورداً على الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، قال "المقاومة (باقية على قلب آخر شيعي في لبنان)، والدولة اللبنانية مُلزمة بموعد محدد لحصر السلاح، فلن تصل أي مساعدات لإعادة الإعمار قبل إنجاز حصر السلاح، ونعيم قاسم ليس من حقه أن يتحدث أو يصرح بهذا الموضوع". وذكر أنه "منذ بداية العهد، توقفت كل الأمور، والآن نحن في انتظار تسليم السلاح، ولم يزُرنا أي رئيس دولة سوى الرئيس الفلسطيني لأنهم بانتظار تحقيق هذا الأمر، و"كتر خير" رئيس الجمهورية على جهوده في هذا المجال". وتابع "نعيم قاسم يعيش في عالم موازٍ، فهو لا يدرك موازين القوى ولا الواقع على الأرض، أما من ناحية حصر السلاح، فالبعض يقوم بمحاولات متكررة لتأخير الحصر".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store