logo
ويسألونك عن "إكسبو أوساكا"

ويسألونك عن "إكسبو أوساكا"

جريدة الرؤية١٣-٠٤-٢٠٢٥

حمود بن علي الطوقي
شهدت مدينة أوساكا اليابانية انطلاقة مُبهرة لمعرض "إكسبو 2025"، الحدث العالمي الذي يشكل منصة رائدة للتبادل الثقافي والاقتصادي بين دول العالم. وقد لفت انتباهي وأنا أتابع حفل الافتتاح الرسمي المشاركة العُمانية المتميزة، سواء من حيث الحضور الرسمي الرفيع أو من خلال الجناح العُماني الذي يعكس هوية السلطنة وتاريخها وحضارتها المُتجددة.
حفل افتتاح جناح سلطنة عُمان في المعرض أُقيم برعاية كريمة من صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب؛ حيث شكّل حضوره تأكيدًا على حرص القيادة العُمانية على التواجد الفاعل في مثل هذه التظاهرات العالمية. وقد كان لافتًا الحضور البارز لعدد من الشخصيات الرسمية من مُختلف القطاعات، وعلى رأسهم مسؤولون من وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، والتراث والسياحةً إضافة إلى عدد من الرؤساء التنفيذيين في الشركات الحكومية، ومُمثلين عن القطاع الخاص، أبرزهم رئيس غرفة تجارة وصناعة عُمان.
في تقديري، كصحفيّ ومُراقب، أرى أن هذا الحضور المتنوع يعكس وعيًا استراتيجيًا بأهمية استثمار مثل هذه الفعاليات الكبرى كفرصة سانحة لاستكشاف آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي، ولبناء شراكات استثمارية واعدة بين السلطنة واليابان، البلد الذي يُعد من بين القوى الاقتصادية الكبرى في العالم.
ومن هذا المنطلق، فإنَّ مشاركة الرؤساء التنفيذيين للشركات الحكومية لا ينبغي أن تقتصر على الحضور الرمزي أو البروتوكولي، بل أتطلع- كغيري من المتابعين- إلى أن تُترجم هذه المشاركة إلى تحرّك فعلي من خلال زيارات ميدانية يقوم بها هؤلاء المسؤولون إلى الشركات اليابانية الرائدة، كل حسب اختصاصه ومجال عمله، بهدف استكشاف الفرص الاستثمارية والتكنولوجية التي يمكن أن تكون واعدة للسلطنة، وبما يُسهم في نقل الخبرات وتعزيز القيمة المضافة داخل الاقتصاد العُماني.
ولا يمكن إغفال البعد السياحي في هذه المشاركة العُمانية؛ إذ إن الجناح العُماني في "إكسبو أوساكا" يعكس بشكل جميل وذكي الملامح الطبيعية والثقافية التي تزخر بها السلطنة، وهو ما يمثل فرصة ثمينة للترويج للوجهات السياحية العُمانية، خصوصًا مع اقتراب موسم الخريف الذي يجذب آلاف الزوار سنويًا، لا سيما في صلالة والمناطق الجنوبية. لذا فإن تسويق موسم الخريف في أوساكا- وفي اليابان عمومًا- يعد خطوة بالغة الأهمية في استقطاب شريحة جديدة من السائحين الباحثين عن تجارب طبيعية وثقافية مختلفة، وهو ما يُمكن أن يفتح آفاقًا جديدة للتعاون في مجال السياحة بين البلدين.
وعلى مدى العشرين عامًا الماضية، بدأت السلطنة تتجه بخطى ثابتة نحو المشاركة في التظاهرات الدولية، لتبرز من خلالها قدراتها وإمكاناتها الحضارية والاقتصادية، ولا شك أن "إكسبو أوساكا" يأتي ليشكل محطة جديدة ومهمة في هذا المسار. فالسلطنة تمتلك من المقومات ما يؤهلها لأن تكون وجهة عالمية جاذبة، بدءًا من الموقع الجغرافي الاستراتيجي، مرورًا بالاستقرار السياسي، وصولًا إلى البنية الأساسية المتطورة وبيئة الاستثمار المشجعة.
ومن خلال هذا المعرض، الذي يتوقع أن يستقطب أكثر من 100 مليون زائر من مختلف أنحاء العالم، أرى أن السلطنة أمام فرصة ذهبية ليس فقط لتعريف العالم بإرثها العريق، بل أيضًا للترويج لفرصها الاقتصادية والاستثمارية والسياحية، وعرض قصص النجاح التي تحققها في مختلف المجالات، خصوصًا تلك التي تستند إلى رؤية "عُمان 2040".
ختامًا.. كل الشكر والتقدير للجنة المنظمة لهذا الحدث العالمي، ولجميع القائمين على المشاركة العُمانية، على ما بذلوه من جهود مشهودة في تقديم السلطنة بصورة مشرّفة؛ فمثل هذه المشاركات لا تعكس فقط الحاضر الزاهر، بل ترسم أيضًا ملامح المستقبل الطموح لعُمان في محيطها الإقليمي والدولي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تحيات جلالة السلطان إلى رئيس بيلاروس ينقلها السيد ذي يزن
تحيات جلالة السلطان إلى رئيس بيلاروس ينقلها السيد ذي يزن

جريدة الرؤية

timeمنذ 3 أيام

  • جريدة الرؤية

تحيات جلالة السلطان إلى رئيس بيلاروس ينقلها السيد ذي يزن

مينسك- العُمانية استقبل فخامة الرئيس ألكسندر لوكاشينكو رئيس جمهورية بيلاروس أمس صاحب السُّمو السّيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب، بالقصر الرئاسي في العاصمة البيلاروسية مينسك.‎ ونقل سُموُّه خلال المقابلة تحيّاتِ حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- إلى فخامة الرئيس البيلاروسي، وتمنّياته له بمزيد من الإنجازات وللشعب البيلاروسي الصديق تحقيق كل ما يطمح إليه من مقومات الحياة المستقرة والمتقدمة على كافة الأصعدة.‎ من جانبه، حمّل فخامة الرئيس البيلاروسي صاحبَ السُّمو السّيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد نقل تحيّاته الطيبة إلى جلالةِ السُّلطان المُعظّم، متمنّيًا لجلالته العافية التامة والرّخاء الدائم، وللشعب العُماني إنجاز كافة التطلعات في مختلف المجالات بقيادة جلالة السُّلطان المعظم. وأشاد فخامة الرئيس بنتائج زيارته لسلطنة عُمان، وما قوبل به من ترحيب كبير وضيافة كريمة، مؤكّدًا الحرص على رفع مستوى التعاون في عدّة مجالات لا سيما ما يتعلق بالجوانب الاقتصادية والاستثمارية والتجارية سعيًا لتحقيق منافع مشتركة، ترفد اقتصاد البلدين. وتمّ خلال المقابلة استعراض ما تمّ إنجازه خلال الفترة الماضية من تعاون وشراكة بين البلدين، والجهود المبذولة في هذا الإطار، علاوة على البحث في تطوير مجالات التعاون والاستثمار بما يُلبي المصالح المتبادلة. وأعرب سموّه عن سروره البالغ بما تشهده علاقات التعاون والتشارك بين البلدين من نمو وتقدم في عدّة قطاعات، راجيًا أن تُكلل كل الجهود والمساعي الرامية لرفع مستوى الشراكة بالتوفيق الدائم والإنجاز المطرد. حضر المقابلة معالي عبدالسلام بن محمد المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العُماني وعدد من المسؤولين البيلاروس. من جهة ثانية، وقّعت سلطنة عُمان وجمهورية بيلاروس أمس بالعاصمة البيلاروسة مينسك، اتفاقية إنشاء لجنةٍ مشتركةٍ تُعنى بتعزيز أوجه التعاون في شتى المجالات بين البلدين الصديقين، بحضور صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب، ومعالي فيكتور ألكسندروفيتش لوكاشينكو رئيس اللجنة الأولمبية البيلاروسية والمبعوث الخاص لرئيس جمهورية بيلاروس إلى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وقّع الاتفاقية عن حكومة سلطنة عُمان معالي عبد السلام بن محمد المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العُماني، وعن الحكومة البيلاروسية معالي مكسيم ريجينكوف وزير الخارجية. كما حضر مراسم التوقيع سعادة السفير حمود بن سالم آل تويه سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى روسيا الاتحادية وغير المقيم لدى جمهورية بيلاروس، وعدد من المسؤولين البيلاروس.

تحيات جلالة السلطان إلى رئيس بيلاروس نقلها السيد ذي يزن
تحيات جلالة السلطان إلى رئيس بيلاروس نقلها السيد ذي يزن

عمان اليومية

timeمنذ 4 أيام

  • عمان اليومية

تحيات جلالة السلطان إلى رئيس بيلاروس نقلها السيد ذي يزن

تحيات جلالة السلطان إلى رئيس بيلاروس نقلها السيد ذي يزن استعراض جهود تطوير التعاون والشراكة بين البلدين العُمانية: استقبل فخامة الرئيس ألكسندر لوكاشينكو رئيس جمهورية بيلاروس اليوم صاحب السُّمو السّيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب، اليوم بالقصر الرئاسي في العاصمة البيلاروسية مينسك. ونقل سُموُّه خلال المقابلة تحيّاتِ حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظهُ اللهُ ورعاهُ - إلى فخامة الرئيس البيلاروسي، وتمنّياته له بمزيد من الإنجازات، وللشعب البيلاروسي الصديق تحقيق كل ما يطمح إليه من مقومات الحياة المستقرة والمتقدمة على كافة الأصعدة. من جانبه حمّل فخامة الرئيس البيلاروسي صاحبَ السُّمو السّيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد نقل تحيّاته الطيبة إلى جلالةِ السُّلطان المُعظّم، متمنّيًا لجلالته العافية التامة والرّخاء الدائم، وللشعب العُماني إنجاز كافة التطلعات في مختلف المجالات بقيادة جلالة السُّلطان المعظم. وأشاد فخامة الرئيس بنتائج زيارته لسلطنة عُمان، وما قوبل به من ترحيب كبير وضيافة كريمة، مؤكّدًا الحرص على رفع مستوى التعاون في عدّة مجالات لا سيما ما يتعلق بالجوانب الاقتصادية والاستثمارية والتجارية؛ سعيًا لتحقيق منافع مشتركة ترفد اقتصاد البلدين. وتمّ خلال المقابلة استعراض ما أُنجز خلال الفترة الماضية من تعاون وشراكة بين البلدين، والجهود المبذولة في هذا الإطار، علاوة على البحث في تطوير مجالات التعاون والاستثمار بما يُلبي المصالح المتبادلة. وأعرب سموّه عن سروره البالغ بما تشهده علاقات التعاون والتشارك بين البلدين من نمو وتقدم في عدّة قطاعات، راجيًا أن تُكلل كل الجهود والمساعي الرامية لرفع مستوى الشراكة بالتوفيق الدائم والإنجاز المطرد. حضر المقابلة معالي عبدالسلام بن محمد المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العُماني وعدد من المسؤولين البيلاروس. وتم التوقيع على اتفاقية إنشاء لجنةٍ مشتركةٍ تُعنى بتعزيز أوجه التعاون في شتى المجالات بين البلدين الصديقين، بحضور صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب، ومعالي فيكتور ألكسندروفيتش لوكاشينكو رئيس اللجنة الأولمبية البيلاروسية والمبعوث الخاص لرئيس جمهورية بيلاروس إلى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وقّع الاتفاقية عن حكومة سلطنة عُمان معالي عبد السلام بن محمد المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العُماني، وعن الحكومة البيلاروسية معالي مكسيم ريجينكوف وزير الخارجية. كما حضر مراسم التوقيع سعادة السفير حمود بن سالم آل تويه سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى روسيا الاتحادية وغير المقيم لدى جمهورية بيلاروس، وعدد من المسؤولين البيلاروس.

منتدى "أدفانتج عُمان" والدبلوماسية الاقتصادية
منتدى "أدفانتج عُمان" والدبلوماسية الاقتصادية

جريدة الرؤية

time٢٨-٠٤-٢٠٢٥

  • جريدة الرؤية

منتدى "أدفانتج عُمان" والدبلوماسية الاقتصادية

حمود بن علي الطوقي شكَّل مُنتدى أدفانتج عُمان، الذي نظمته وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار يومي 27 و28 أبريل 2025، تظاهرةً اقتصادية بالغة الأهمية؛ حيث انعقد في سياق وطني وإقليمي يستدعي المزيد من الانفتاح والتكامل الاقتصادي، وقد تمَّ الإعلان عن المنتدى خلال لقاء إعلامي عقدته الوزارة، شهد الكشف عن مشاركة شخصيات بارزة محليًا ودوليًا، ما يعكس حجم الاهتمام الرسمي والاقتصادي بالحدث. وقد كانت فرصة خلال ذلك اللقاء الإعلامي أن نطرح سؤالًا مُهمًا لمعالي وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار يتعلق بالدبلوماسية الاقتصادية التي يتبناها حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- منذ توليه مقاليد الحكم في 11 يناير 2020؛ حيث قام جلالته- أيده الله- بعدد من الزيارات رفيعة المستوى إلى دول خليجية وعربية وأوروبية وآسيوية، وكان القاسم المشترك في هذه الزيارات مرافقة كبار المسؤولين والوزراء وتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم اقتصادية، سياحية، واستثمارية، إلى جانب اتفاقيات تجنب الازدواج الضريبي. في اعتقادنا أن متابعة هذه الاتفاقيات من خلال الفريق التفاوضي للوزارة حيث تُعد أدوات استراتيجية لدفع عجلة الاقتصاد الوطني، لكن يبقى التحدي في متابعة تنفيذها وتفعيلها من خلال الفريق التفاوضي على أرض الواقع، وهو ما أثارته تساؤلاتنا خلال اللقاء الإعلامي، خاصة في سياق جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي تمثل ركيزة حيوية في رؤية عُمان المستقبلية. أودُ أن أشير في هذا السياق، إلى أنَّ الجهود المبذولة للاستثمارات الأجنبية مستمرة وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في سلطنة عُمان حتى نهاية الربع الثالث من عام 2024 بلغ نحو 26.677 مليار ريال عُماني، أي ما يعادل حوالي 69.28 مليار دولار أمريكي، مسجلة نموًا بنسبة 16.2% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023. ويعزى هذا النمو إلى الاستثمارات المتزايدة في قطاعات النفط والغاز والصناعات التحويلية، وهو مؤشر على نجاح البيئة الاستثمارية في السلطنة في جذب رؤوس الأموال الأجنبية. وحين نتحدث عن الاستثمارات الأجنبية التي ننشدها، فإننا نأمل أن تتوجه نحو قطاعات واعدة مثل الصناعات الثقيلة، والقطاع اللوجستي، وقطاع الخدمات، والإنشاءات لما لها من قدرة على تعزيز الاقتصاد الوطني وتسهم في توفير فرص عمل حقيقية للشباب العُماني الطموح. إنَّنا نريدُ أن نرى عُمان، بما تملكه من موقع استراتيجي وبيئة استثمارية مشجعة، تتحول إلى وجهة رئيسية للمستثمرين الأجانب الباحثين عن أسواق مستقرة ومربحة. وفي هذا السياق، تأتي أهمية منتدى أدفانتج عُمان، الذي سلّط الضوء على أبرز مزايا السلطنة الاستثمارية، ومنها: 1. الموقع الاستراتيجي المُطل على أهم الممرات البحرية الدولية، والذي يمنح عُمان ميزة تنافسية قوية في سلاسل الإمداد العالمية. 2. الاستقرار الاقتصادي والسياسي الذي يُعزز ثقة المستثمرين في السوق العُماني. 3. الشراكة الفاعلة مع القطاع الخاص، الذي يمثل محركًا رئيسيًا لتحقيق رؤية "عُمان 2040". 4. انفتاح السلطنة على تعزيز علاقاتها التجارية والاستثمارية، لتكون بيئة جاذبة ومنافسة إقليميًا وعالميًا. 5. رؤية السلطنة نحو اقتصاد مستدام ومُتعدد المصادر، يعتمد على الابتكار والمعرفة كمحركات للنمو. وأخيرًا.. نقول إنَّ منتدى "أدفانتج عُمان" ليس مجرد منصة للترويج؛ بل منبر لترجمة الرؤى السياسية والاقتصادية إلى مشاريع حقيقية وفرص ملموسة، تؤكد أن سلطنة عُمان تسير بثقةٍ نحو تعزيز مكانتها كوجهةٍ استثماريةٍ واعدةٍ في المنطقة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store