logo
خلايا الإرهاب الطائفية: كيف استهدف الهجوم في كشمير السياح على أساس ديني؟

خلايا الإرهاب الطائفية: كيف استهدف الهجوم في كشمير السياح على أساس ديني؟

في مساء يوم 22 أبريل 2025، شهدت منطقة باهالجام، إحدى أبرز الوجهات السياحية في إقليم جامو وكشمير الهندي، هجومًا إرهابيًا مروّعًا استهدف مدنيين على أسس دينية. الهجوم الذي نفذته مجموعة جهادية مسلّحة استهدف بشكل مباشر الزوار الهندوس، حيث عمد المهاجمون إلى التحقق من هوية الضحايا الدينية بوسائل مهينة، كإجبارهم على خلع ملابسهم أو تلاوة الشهادة الإسلامية، في ممارسة تعكس تطرفًا طائفيًا مقيتًا.
أسفر الهجوم عن مقتل ما لا يقل عن 26 شخصًا، بينهم رجال أُعدموا ميدانيًا أمام أسرهم، وبعضهم كانوا حديثي الزواج. وقد تبنّت ما تُعرف بـ"قوة المقاومة" (TRF) الهجوم، وهي واجهة جديدة تُستخدم من قبل جماعة "لشكر طيبة" السلفية الجهادية، المدرجة على قوائم الإرهاب التابعة للأمم المتحدة. وتُعرف TRF كذلك باسم "الجبهة الشعبية المناهضة للفاشية" (PAFF)، في إطار سياسة متكررة تعتمدها الأجهزة الباكستانية لإعادة تدوير أسماء الجماعات الإرهابية بهدف التملص من العقوبات الدولية والإفلات من المسؤولية الرسمية.
تكشف شهادات الناجين من الهجوم الإرهابي في باهالجام عن الطابع الطائفي الواضح للجريمة، إذ استهدف المهاجمون ضحاياهم بناءً على ديانتهم، في محاولة لفرض هوية دينية بالقوة، واستخدام الإرهاب كأداة تطهير طائفي.
سوشيل ناثانيال
من بين الضحايا كان سوشيل ناثانيال، وهو مسيحي يبلغ من العمر 58 عامًا، يعمل مديرًا لفرع شركة تأمين في مدينة إندور بوسط الهند. سافر سوشيل مع أسرته إلى كشمير في 19 أبريل للاحتفال بعيد الفصح. وأثناء الهجوم، اقترب منه مسلحان وطلبا منه تلاوة "الكلمة" – أي الشهادة الإسلامية. وعندما أجاب بأنه مسيحي، صاح أحد المهاجمين: "ما هذا يا عيسى! فلسطين، فلسطين"، ثم أطلق عليه النار مباشرة، وفقًا لما رواه ابنه أوستن ناثانيال لصحيفة ذا هندو.
في لحظة الفوضى، دفع سوشيل زوجته جينيفر إلى برّ الأمان قبل أن يُقتل أمام أعينها. تقول ابنته أوستن: "عندما استعادت والدتي وعيها ورأت والدي ممددًا بلا حراك، صرخت وهي تبكي: 'ما كالما؟ لقد أطلقوا عليه النار'".
روايات أوستن كشفت أيضًا عن مشهد مرعب: فتيان في سن الخامسة عشرة تقريبًا، يرتدون كاميرات على رؤوسهم، يلتقطون صورًا ذاتية (سيلفي)، بينما ينفذون عمليات الإعدام الميدانية بدم بارد. أطلق هؤلاء المهاجمون النار على ستة أشخاص على الأقل أمام أوستن، وهم يستجوبون الجميع حول ديانتهم. وكل من ادّعى أنه مسلم، كان يُطلب منه نزع سرواله للتحقق مما إذا كان مختونًا، ثم يُقتل إن لم يكن كذلك، في مشهد يعكس تطرفًا غير مسبوق في فحص الهوية الدينية باستخدام أدوات الجسد.
وبينما استمر الهجوم، تمكن أفراد الأسرة من الهروب عبر أحد المطاعم، وصولًا إلى نقطة تفتيش عسكرية طلبوا منها النجدة.
هذه الشهادات، التي تتقاطع مع تقارير إعلامية موثقة، تؤكد أن الهجوم لم يكن عشوائيًا، بل تم وفق تصور طائفي منظم يستهدف الهوية الدينية لغير المسلمين، مع استحضار شعارات سياسية مثل "فلسطين" في غير سياقها، ضمن محاولة لتبرير الجريمة بخلفية دينية مفتعلة.
سانتوش جاجديل
ومن بين ضحايا الهجوم الإرهابي في باهالجام كان سانتوش جاجديل، الذي وصل إلى المنطقة السياحية مع زوجته وابنته وعدد من الأصدقاء في 22 أبريل. ومع اندلاع إطلاق النار، لجأ مع أسرته إلى خيمة، مستلقيًا على الأرض في محاولة للنجاة. لكن المسلحين سرعان ما عثروا على مخيمهم، وأمروا سانتوش بالخروج وتلاوة "الكلمة" – وهي إعلان الإيمان بالإسلام. وعندما لم يتمكن من تلاوتها، أطلقوا عليه النار ثلاث مرات، فأردوه قتيلًا أمام عائلته.
لم يكن سانتوش الضحية الوحيدة في مجموعته، إذ قُتل أيضًا صديقه المقرب كاوستوب جانبوتي، الذي كان يدير متجرًا للوجبات الخفيفة، ويُعرف بين جيرانه في حي "راستا بيث" بطبيعته المرحة والمُحبة. كان جانبوتي قد أصبح جدًا حديثًا، وكان يقضي عطلته في كشمير برفقة عائلة جاجديل، قبل أن يتحول الحلم إلى مأساة.
أسافاري جاجديل، ابنة سانتوش، كانت شاهدة على الفاجعة، وأكدت لوسائل الإعلام أن المهاجمين استهدفوا السياح الذكور بشكل ممنهج، بعد التأكد من ديانتهم. وأضافت أن الإرهابيين اتهموا والدها بدعم رئيس الوزراء ناريندرا مودي، وكأنهم يحمّلون المدنيين مسؤولية خيارات سياسية لا علاقة لهم بها. وأشارت أسافاري إلى أن والدها أُصيب بثلاث طلقات قاتلة: واحدة في الرأس، وأخرى خلف الأذن، والثالثة في الظهر، بعد أن فشل في تلاوة الآية التي طالبه بها المهاجمون.
هذه الشهادات تعكس صورة مروعة لهجوم تمّ التخطيط له على أساس الهوية الدينية والسياسية للضحايا، بما يتجاوز مجرد العنف العشوائي، ليكشف عن نية واضحة في استخدام الإرهاب كسلاح لفرز المجتمع على أسس طائفية.
شوبهام ديفيدي
وأيضا كان من بين الضحايا شوبهام ديفيدي، رجل أعمال يبلغ من العمر 30 عامًا من بلدة كانبور في ولاية أوتار براديش شمال الهند، كان قد تزوج في 12 فبراير من نفس العام. في 17 أبريل، سافر مع زوجته أيشانيا وأقاربه في رحلة سياحية إلى جامو وكشمير. كانت الخطة أن يعودوا في 23 أبريل، لكن في اليوم الذي وقع فيه الهجوم، قرر الزوجان الذهاب لركوب الخيل بينما بقي باقي أفراد العائلة في الفندق.
خلال تواجدهما معًا، بينما كانا يتناولان الطعام، اقتحم الإرهابيون المكان وبدأوا بإطلاق النار. وفقًا لشهادة أيشانيا، زوجة الضحية، أصابت الرصاصة الأولى زوجها شوبهام، ثم بدأ الإرهابيون في طرح الأسئلة عن ديانتهم. وقالت أشانيا: "كان لديهم وقت للسؤال عما إذا كنا هندوسًا أم مسلمين، وكان الناس في تلك اللحظة لديهم الفرصة للهرب والنجاة، لكننا لم نستطع."
تضيف أشانيا: "عندما سألوني: هل أنتم هندوس أم مسلمين؟ ظننتهم يمزحون، لكن عندما أجبتُ بأننا هندوس، أطلقوا عليه رصاصة، وانتهى كل شيء بالنسبة لي. كان وجه شوبهام ملطخًا بالدماء، ولم أتمكن من فهم ما حدث في تلك اللحظة".
طلبت أشانيا من الحكومة الهندية منح زوجها المتوفي صفة "الشهادة"، معتبرةً أنه "ضَحَّى بحياته بفخر وهو يعرّف نفسه بهويته الهندوسية، رغم أن ذلك كلفه حياته".
شايلش كالاتيا
ومن بين الضحايا شايلش كالاتيا (44 عامًا) من مواليد تشيكوادي في سورات، كان قد انتقل إلى مومباي قبل أربع سنوات للعمل. في 22 أبريل 2025، كان شايلش يتجول مع زوجته شيتال وأطفاله في باهالجام، كجزء من رحلة سياحية، عندما وقع الهجوم الإرهابي. بينما نجت زوجته وابنته وابنه من الهجوم، إلا أن شايلش قُتل برصاص الإرهابيين.
شيتال كالاتيا، زوجة الضحية، وصفت اللحظات المروعة التي شهدتها خلال الهجوم. وقالت: "أعتقد أن عدد الإرهابيين كان يتراوح بين ستة إلى سبعة. أطلقوا النار على الجميع بدم بارد، قتلوا جميعًا في دقيقتين إلى ثلاث دقائق فقط، وكان زوجي في حضني، وابنتي خلفه، وابني خلف ابنتي. لم أتمكن من فعل شيء، لا شيء على الإطلاق. كان الإرهابي يحذر من إطلاق النار على أي شخص يتحرك، ولكن لم يكن أحد قادرًا على الحركة."
وتابعت شيتال: "ظل الإرهابي واقفًا يراقبنا ونحن نموت. كان يضحك بينما يطلق النار على زوجي، وكان يقف هناك حتى تأكد من وفاته. وكانوا يفرزون السياح على أساس ديني قبل أن يطلقوا عليهم النار."
مانجوناث راو
ومن بين الضحايا مانجوناث راو (47 عامًا)، سمسار عقارات من شيفاموجا في كارناتاكا، كان قد قرر قضاء عطلة مع زوجته بالافي وابنه أبيجيا في جامو وكشمير. كانت هذه هي أول عطلة للعائلة خارج الولاية. في 22 أبريل 2025، وقع الهجوم الإرهابي الذي قلب حياتهم رأسًا على عقب.
بالافي راو، زوجة الضحية، وصفت لحظات الهجوم المروعة التي مرت بها هي وابنها. بعد أن قُتل مانجوناث، تحدّت بالافي أحد الإرهابيين قائلةً: "لقد قتلتَ زوجي، فاقتلني أنا أيضًا". وأضافت: "واجهني ابني أبيجيا قائلاً: 'يا كلب، لقد قتلتَ والدي، فاقتلنا نحن أيضًا'". ردّ الإرهابي قائلاً: "لن أقتلك. اذهبِ وأخبرِ مودي".
وأكدت حماتها لاحقًا أن المهاجمين سألوا الضحايا عن ديانتهم قبل أن يطلقوا عليهم النار، ما يبرز الطبيعة الدينية للهجوم الذي استهدف السياح بناءً على هويتهم الدينية.
الخاتمة:
الهجوم الإرهابي الذي استهدف باهالجام في 22 أبريل 2025، يعد جريمة طائفية بشعة تندرج ضمن سلسلة من الاعتداءات التي تستهدف المدنيين الأبرياء بناءً على هويتهم الدينية. لم يكن الهجوم مجرد عملية عشوائية، بل كان مدفوعًا بنية تفرقة دينية واضحة، حيث قام الإرهابيون بتحديد الضحايا حسب ديانتهم، مما يعكس مدى التوترات الطائفية في المنطقة. وهذا الهجوم، الذي أودى بحياة 26 شخصًا، ما هو إلا جزء من سياق أوسع يهدف إلى ترهيب الأقليات واستخدام الإرهاب كأداة للتطهير الطائفي.
إن ما حدث في باهالجام يسلط الضوء على ضرورة استجابة قوية من المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب، مع التركيز على محاربة الجهاد السلفي الذي يروج لهذه الأيديولوجيات الطائفية. كما يضع عبئًا على الحكومة الهندية لزيادة جهودها في حماية حقوق المواطنين وتعزيز الأمن في المناطق التي تشهد توترات دينية. فقد أصبحت حماية التنوع الثقافي والديني في المنطقة قضية محورية يجب التصدي لها بشكل حاسم، لمنع استمرار هذا النوع من العنف الطائفي المأساوي

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

روسيا وأوكرانيا أدرى بِشِعابها
روسيا وأوكرانيا أدرى بِشِعابها

موقع كتابات

timeمنذ 2 أيام

  • موقع كتابات

روسيا وأوكرانيا أدرى بِشِعابها

تصريحات نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس ، قبيل المحادثة المهمة التي أجراها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الامريكي دونالد ترامب ، والتي اكد خلالها فانس 'أن روسيا والغرب لا يثقان ببعضهما البعض، وأن الرئيس دونالد ترامب يرغب في تجاوز تلك الخلافات القديمة ' ، تلك التصريحات لخصت وبشكل لا يقبل الشك ، الأسباب الحقيقة وراء المكالمة الهاتفية التي جرت بين بوتين وترامب ، وأن الأخير أعتبر أن هذا أحد الأمور التي يعتبرها بصراحة أمرا سخيفاً، (فهو يعتقد) أنه يجب أن يكونوا قادرين على تخطي أخطاء الماضي، لكن هذا يتطلب جهودا من كلا الجانبين ، وأعرب عن إستعداده لذلك، ولكن في حال لم تكن روسيا مستعدة، كما اكد فانس 'فسنقول في النهاية ببساطة: هذه ليست حربنا'. أشارة ترامب في مكالمته الهاتفية الى أخطاء الماضي ، بالتأكيد يعني بها تلك الأخطاء التي ارتكبها الاوربيون تجاه موسكو، فعلى مدار 30 عاما كان الغرب يخدع روسيا ، والتي لديها أكثر من أسباب كافية لعدم الثقة في الجانب الاوربي ، وأنه لم يتم تنفيذ أي من الاتفاقيات الأساسية التي أبرمت مع الغرب بعد عام 1991 ، ولذلك لا يمكن الوثوق بالغرب لا في كلامه ولا على الورق ، وقد أثبتت تجربة الثلاثين سنة الماضية ذلك بالفعل ، وإن الغرب، دون تفكير، وفي أي لحظة يريد فيها كبح جماح تطوره، وهذا هو الهدف بالتحديد – كبح جماح تطور المنافسين – وسوف يستغل كل الاتفاقيات التي تم التوصل إليها مع روسيا . الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حرص في حديثه مع ترامب ، على اعطاء الأخير فرصة النجاح في مساعيه ، وأكد بوتين أن روسيا تؤيد وقف الأعمال القتالية، لكن من الضروري تطوير أكثر المسارات فعالية نحو السلام'، وان روسيا مستعدة للعمل مع الجانب الأوكراني، من خلال مذكرة تفاهم بشأن معاهدة سلام مستقبلية محتملة، تحدد عددًا من المواقف، مثل مبادئ التسوية، وتوقيت اتفاق السلام المحتمل، وما إلى ذلك، بما في ذلك إمكانية وقف إطلاق النار لفترة زمنية محددة ، في حال التوصل إلى اتفاقات مناسبة ، والإشارة إلى الحاجة لإيجاد حلول وسط تناسب جميع الأطراف ، والتشديد على ان موقف روسيا بشأن الوضع في أوكرانيا واضح ، والأمر الرئيسي هو القضاء على الأسباب الجذرية للأزمة ، وقال بوتين 'علينا ببساطة أن نحدد المسارات الأكثر فعالية نحو السلام'. اما بالنسبة للاوربيين ، فكيف لموسكو ان تضع ثقتها بالاوربيين ، واسلوبها العدائي معها مستمر حتى اليوم ، فبدلا من دعمها لجهود الرئيس الامريكي في مساعيه السلمية ، وبعد اتصاله الهاتفي مع بوتين ، وافقوا (الاوربيين ) على تشديد العقوبات على روسيا ، كذلك لا يمكن نسيان ما فعلوه في يوغسلافيا ، وخانوا الاتفاقات مع موسكو بشأنها ، واثبتت الوقائع في قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بانها كانت منافقة أو كاذبة ، كما انهم كانوا ' يخادعون ' روسيا واعترافهم بانهم كانوا ' يسايرون ' موسكو خلال مناقشاتهم لاتفاقات 'مينسك' الخاصة بالتسوية في أقليم الدونباس' ، ووهو ما اعترفت به المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ، والرئيس الفرنسي الاسبق فرانسو هولاند ، حتى اكتمال عملية تسليح أوكرانيا ، وتهيأتها بشكل كامل لمواجهة روسيا عسكريا . وحتى قبل بدء العملية الخاصة، كانت الدول الأوروبية تعارض الاتحاد الروسي باستمرار، ولكن مع بدء العملية الخاصة ، بدأت تتصرف بشكل عدائي علني ، وحتى هذه اللحظة ، قدمت وتقدم لأوكرانيا كل أشكال الدعم العسكري واللوجستي لمواجهة روسيا ، وعندما توصلت موسكو وكييف لآتفاقات سلمية في اسطنبول عام 2022 ، اجبروا الرئيس المنتهية ولايته زيلينسكي ' على رفض الاتفاق' ، والاستمرار في مواجهة روسيا ، لتحقيق أهدافهم الرامية الى أستنزافها ، ولكن كل محاولاتهم باءت بالفشل ، وتكبدت أوكرانيا خسائر كبيرة بالمعدات والجنود ، وتدمير بنيتها العسكرية والصناعية ، وتكبد الغرب خسائر اقتصادية وعسكرية كبيرة ، وهاهم اليوم يعودون مرة أخرى يحاولون قطع أي مفاوضات مباشرة ، بين روسيا وأوكرانيا للتوصل الى اتفاق سلمي يوقف الصراع بينهما . وفي الوقت الذي يتابع فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالفعل ، قضية التسوية في أوكرانيا، وان كانت لتحقيق مكاسب شخصية ، فإن الأوربيين يتخذون موقفا صريحا مؤيدا لأوكرانيا ، وإذا كان موقف ترامب محايدا إلى حد ما ، وهو فعلا يعمل على قضايا التسوية، فإن موقفهم (القادة الأوروبيين) صريح في تأييد أوكرانيا، وأن حسابات السياسيين الأوروبيين تهدف إلى إقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتبني موقفهم ، وعملوا بشتى الطرق 'التأثير' على ترامب قبل محادثته مع الرئيس بوتين ، وكل حساباتهم وكما عبر عنها السكرتير الصحفي للرئيس الروسي ديميتري بيسكوف ' تهدف إلى إمالة ترامب لجانبهم'. وبالنسبة لنظام كييف نفسه، فكل شيء هنا سيء للغاية ، فقد أراد من خلال مناوراته ، وموافقته على مبادرة الرئيس بوتين ببدء المفاوضات في أسطنبول ، اللعب على طاولة المفاوضات لإظهار استعداده للسلام ، وبالتالي عدم إعطاء ترامب سببا للانسحاب من الصراع ، ولكنه فقد السيطرة على جدول الأعمال – فبدلاً من 'خطة النصر' التي اقترحها الرئيس المنتهية ولايته ، والتي باركها زعماء الغرب وتضع شروطاً استسلامية لروسيا، فإن الحوار الآن سوف يتبع السيناريو الروسي ، ما أضطرها ( كييف ) إلى التسرع في اليوم السابق للمفاوضات وتغيير تصريحاته ( زيلينسكي ) عدة مرات ، حول ما إذا كنت بحاجة إلى المشاركة فيها أم لا ، ولعب إلى حد أن الروس أصدروا له مطالب نهائية – وفي ضوء ذلك، اضطر مبعوثو زيلينسكي إلى الموافقة على مواصلة عملية التفاوض ، والآن أصبح زيلينسكي مضطرا فعليا إلى اتباع مسار عملية التفاوض التي أشارت بها موسكو إليه ، والتحرك نحو خيار حل النزاع الذي تحتاجه موسكو. ومع ذلك، ورغم كل هذا، فإن عملية التفاوض في اسطنبول أتسمت بقدر من التصنع ، وهذا ليس عجيبًا – ففي النهاية، بدأ الأمر عندما لم يكن من المفترض أن يبدأ ، فوفقًا لجميع القوانين والقواعد ، أولاً، لأنه لا يوجد حتى أدنى إشارة إلى وجود تفاهم على التسوية بين الطرفين ،وكانت المواقف التي دخلت بها موسكو وكييف المفاوضات متعارضة تماما ، ومن النادر جدًا تحقيق تقدم حقيقي في محادثات السلام في الاجتماعات بين الزعماء أنفسهم، ولدى الروس بعض الأسباب للاعتقاد ، بأن هذه مناورة أو حيلة من زيلينسكي لكسب ود ترامب ، وليس اقتراحًا جادًا'، وأن نجاح الجيش الروسي على الجبهة يشكل حجة مهمة لموسكو في المفاوضات، ولن تتنازل عنها روسيا حتى يتم التوصل إلى اتفاق كامل. أما الاتحاد الأوروبي ، فإن لعبة التفاوض بالنسبة له لا تسير على ما يرام ، فبروكسل وكما اسلفنا لا تحتاج إلى مفاوضات روسية أوكرانية مباشرة ، خاصة على أساس أجندة إسطنبول 2022 ، وليس هناك حاجة أيضاً إلى التقارب الروسي الأميركي ، وإن أوروبا مهتمة إما بجر الولايات المتحدة إلى صراع عسكري مع روسيا ، أو على الأقل بمواصلة الرعاية الأميركية لنظام كييف ، والآن أصبح كلا السيناريوهين أقل احتمالا ، وإن الحد الأدنى من البرنامج المتاح للاتحاد الأوروبي ، هو على الأقل الحصول على مقعد على طاولة المفاوضات الروسية الأوكرانية، لكن أوروبا محرومة حتى من هذا. وليس من قبيل المصادفة أن تضع موسكو هذه المفاوضات ، في إطار استمرار للمفاوضات التي جرت في إسطنبول في ربيع عام 2022 ،ومن خلال تشجيع نظام كييف على المشاركة فيها، فإن بوتين يجبر معارضيه على العودة إلى أجندة إسطنبول 2022 ، وهذا يعني الاعتراف بالأراضي، ونزع النازية، وما إلى ذلك، وبالتالي تحويل أجندة إسطنبول إلى الشكل الوحيد الممكن والمعترف به دوليا لعملية التفاوض ، ولذلك، لم تكتف واشنطن بدعم اقتراح بوتين باستئناف مفاوضات إسطنبول بشكل كامل، بل أجبرت رئيس نظام كييف على إرسال وفده إليها. وحقيقة أن المفاوضات أجريت حصريا بين موسكو وكييف كانت تناسب الأميركيين أيضا، إذ يدرك ترامب أنه لن يكون هناك أي تقدم على الطاولة الآن، وبالتالي لا جدوى من تعديل مواقف الأطراف. إن روسيا اليوم هي الأكثر نجاحا حتى الآن ، أذ تدرك موسكو جيداً ، أن نظام كييف ' مكبل ' بقيود القادة الاوربيين ( دير لاين وماكرون وستارمر و ميرتس ميلوني ) ، وغير مستعد لتقديم تنازلات ، وأن المفاوضات لا يمكن أن تؤدي إلا إلى إحراز تقدم على المسار الإنساني ، وان كا هذا مهما (وتبادل الأسرى مهم)، ولكن ليس له علاقة مباشرة بموضوع إنهاء الحرب ، ولكن في الوقت نفسه، تساعد هذه المفاوضات روسيا على التخلص من الفخ الذي نصبه لها الغرب ، وذلك بالابتعاد عن فكرة الهدنة المؤقتة لمدة 30 يوما ، التي فرضتها كييف وحلفاؤها قبل بدء العملية الدبلوماسية. لقد بات معروفا لترامب ومبعوثه ، أن مهمة فلاديمير زيلينسكي ، كانت تتمثل في إفشال المفاوضات مع موسكو في إسطنبول ، لدفع الولايات المتحدة إلى أن يجعل الأمريكيين يفرضون أقسى العقوبات، ويفسد كل شيء، ثم يعود 'إلى بلده منتصرا'، والسلام في أوكرانيا بالنسبة لزيلينسكي يمثل 'سجنا بعواقب غير معروفة'، لأن السلام يعني إجراء انتخابات ، وإلغاء الأحكام العرفية، وهو ما سيتسبب بحسب رئيس الحكومة الاوكرانية الاسبق ' نيكولاي أزاروف 'في تقطيعه إربا من قبل معارضيه'. إن روسيا وأوكرانيا كما قال الرئيس الأمريكي بعد أتصاله الهاتفي مع نظيره الروسي ، ستبدآن فورا مفاوضاتٍ ' نحو وقف إطلاق النار، والأهم من ذلك إنهاء الحرب' ، وسيتم التفاوض على شروط ذلك بين الطرفين، وهو أمر لا مفر منه ، لأنهما يعرفان تفاصيل المفاوضات التي لا يعلمها أحد سواهما ، وبذلك بعث ترامب إشارة الى الأوربيين ، مفادها أن 'أهل روسيا وأوكرانيا أدرى بشعابهما '، وبالتالي لن يكون هناك دور أو مقعد للاوربيينالمرتقبة ، تجاهلهما من قبل الرئيسين الروسي والامريكي .

ضغوط أميركية تثير غضب اليمين الإسرائيلي على نتنياهو
ضغوط أميركية تثير غضب اليمين الإسرائيلي على نتنياهو

شفق نيوز

timeمنذ 2 أيام

  • شفق نيوز

ضغوط أميركية تثير غضب اليمين الإسرائيلي على نتنياهو

شفق نيوز/ كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، يوم الاثنين، أن ضغوطاً أميركية أجبرت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وهو ما أثار حفيظة اليمين المتشدد. وأمر نتنياهو مساء أمس الأحد، باستئناف إدخال المساعدات "الأساسية" إلى غزة "فوراً"، وهو قرار لا يحظى بشعبية كبيرة بين دوائره اليمينية، وسط ضغوط أميركية متزايدة لإنهاء الحصار المستمر على القطاع منذ شهرين ونصف. وتمت الموافقة على هذه الخطوة خلال اجتماع مجلس الوزراء الأمني ​​المصغر، بناء على توصية مسؤولين إسرائيليين عسكريين حذروا، بحسب تقارير، من نفاد الإمدادات الغذائية التابعة للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة بالكامل، مما أدى إلى إدخال قطاع غزة أزمة إنسانية حادة منذ أسابيع. وفي بيان أكد فيه القرار، قال مكتب نتنياهو إن تدفق المساعدات يُستأنف "بناء على توصية الجيش الإسرائيلي، ولضرورة عملياتية تمكّن من توسيع نطاق القتال العنيف لهزيمة حماس". وأكد المكتب أن إسرائيل "ستسمح بدخول كمية من الغذاء للسكان لمنع تفاقم أزمة جوع في قطاع غزة، لأن هذه الأزمة ستعرّض استمرار عملية هزيمة حماس للخطر". وخلص المكتب إلى أن "إسرائيل ستعمل على حرمان حماس من السيطرة على توزيع المساعدات الإنسانية، لضمان عدم وصولها إلى إرهابيي الحركة"، بحسب البيان الإسرائيلي. وخالف قرار نتنياهو تعهدات متكررة من كبار المسؤولين الإسرائيليين في الأشهر الأخيرة، بعدم استئناف إدخال المساعدات قبل وضع آلية جديدة لمنع حماس من "سرقة الإمدادات"، وهي التهمة التي كررتها إسرائيل والولايات المتحدة ونفتها الحركة مراراً. وعارض بعض الوزراء هذه الخطوة بشدة وفق تقرير لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، بينما لم يحدث تصويت في مجلس الوزراء الأمني على اتخاذ القرار. وطالب وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير بالتصويت على القرار لكن طلبه قوبل بالرفض، بينما ناقش مجلس الوزراء ما إذا كانت غزة تعاني من مجاعة أم لا. وقال بن غفير في بيان: "يرتكب رئيس الوزراء خطأً فادحاً بهذه الخطوة التي لا تحظى حتى بأغلبية. يجب أن نسحق حماس لا أن نمنحها الأكسجين في الوقت نفسه"، بينما انضم سياسيون وجماعات متشددة أخرى إلى منتقدي الخطوة. وبعد وقت قصير من الإعلان الرسمي لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، صدر تصريح آخر باسم "مسؤول كبير" للصحفيين، جاء فيه أن استئناف المساعدات "إجراء مؤقت لن يستمر سوى أسبوع تقريباً، حتى يتم تشغيل مراكز توزيع المساعدات الجديدة في غزة". وقال المسؤول الذي لم يُكشف عن هويته، إن "معظم هذه المراكز ستقع جنوبي قطاع غزة تحت السيطرة الأمنية للجيش الإسرائيلي، وستديرها شركات أميركية خاصة". وأكد إيري كانيكو المتحدث باسم كبير مسؤولي المساعدات في الأمم المتحدة، أن السلطات الإسرائيلية تواصلت مع الوكالة "لاستئناف إيصال مساعدات محدودة"، مضيفاً أن المناقشات جارية بشأن اللوجستيات نظراً للظروف على الأرض. وجاء قرار استئناف المساعدات في أعقاب ضغوط متزايدة من الولايات المتحدة على إسرائيل، لإنهاء حصارها المستمر منذ 2 آذار/ مارس الماضي على قطاع غزة، وتجنب أزمة إنسانية تقول المنظمات الإنسانية إنها بدأت فعلياً قبل أسابيع. ووفقاً لموقع "والا" الإخباري الإسرائيلي، سيتم تسهيل استئناف نقل المساعدات من خلال عدد من المنظمات الدولية، بما في ذلك برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، ومنظمة "المطبخ المركزي العالمي"، إلى حين بدء عمل آلية جديدة مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل تحمل اسم "مؤسسة غزة الإنسانية" في وقت لاحق من شهر أيار/ مايو الجاري. والجمعة قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ختام جولته الخليجية: "نحن ننظر إلى غزة. وسنعمل على حل هذه المشكلة. الكثير من الناس يتضورون جوعاً". وبعدها بيومين، قال مبعوث واشنطن الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، إن إسرائيل "لمحت" إلى أنها ستبدأ بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة. وأضاف ويتكوف في تصريحات تلفزيونية: "الجميع قلق بشأن الأوضاع الإنسانية في غزة. نحن لا نريد أن نرى أزمة إنسانية ولن نسمح بحدوثها في عهد الرئيس ترامب".

'قمة بغداد' العربية .. غوتيرش يشيد بمستوى التنظيم ويوجه بدعم خطط الحكومة التنموية
'قمة بغداد' العربية .. غوتيرش يشيد بمستوى التنظيم ويوجه بدعم خطط الحكومة التنموية

موقع كتابات

timeمنذ 3 أيام

  • موقع كتابات

'قمة بغداد' العربية .. غوتيرش يشيد بمستوى التنظيم ويوجه بدعم خطط الحكومة التنموية

وكالات- كتابات: أشاد الأمين العام للأمم المتحدة؛ 'أنطونيو غوتيرش'، اليوم الأحد، بمستوى تنظيم 'القمّة العربية' في 'بغداد'، مؤكدًا استمرار الدعم لمواقف 'العراق' العربية والإقليمية. وذكر بيان للمكت الإعلامي لرئاسة مجلس الوزراء؛ أن رئيس مجلس الوزراء؛ 'محمد شيّاع السوداني': 'استقبل الأمين العام للأمم المتحدة؛ أنطونيو غوتيرش، حيث جرى خلال اللقاء استعراض أهم القضايا وملفات التعاون بين العراق والمنظمة الدولية، والجهود المبذولة لمعالجة آخر التطورات في المنطقة'. وثمّن 'السوداني' زيارة 'غوتيرش' إلى 'بغداد' وحضوره 'القمة العربية'، مشيرًا إلى دوره الواضح والقوي في الدفاع عن حقوق الشعوب، ولا سيّما قضية الشعب الفلسطيني. وأكد 'السوداني' على: 'تطور البرامج والمشاريع المشتركة بين العراق والأمم المتحدة، عبر وكالاتها الرئيسة، وبلوغها مراحل متميزة وفي مختلف المجالات، لافتًا إلى الاستمرار بالتعاون للمضي في تحقيق مستهدفات التنمية ومواجهة التحديات'. من جانبه؛ أشاد الأمين العام لـ'الأمم المتحدة' بمستوى تنظيم 'القمّة العربية' في 'بغداد'، وما شهدته العاصمة من تطور ونمو ملحوظ على مستوى البناء والإعمار والبُنى التحتية خلال السنتين الماضيتين، مؤكدًا استمرار الدعم لمواقف 'العراق' العربية والإقليمية ودوره في تثبّيت الأمن والاستقرار في المنطقة. وأشار إلى أنه وجّه جميع الوكالات الأممية الرئيسة بتقديم كل الدعم للحكومة العراقية، في ما يتعلق بخططها التنموية المرسومة، ومسّاراتها نحو تعزيز كل ما من شأنه أن يدعم الأمن والاستقرار في 'العراق'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store