
"نوابغ العرب": من لحظة الاعتراف إلى صناعة الأثر
شهد معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، جلسة نقاشية مميزة حملت عنوان "من التكريم إلى التأثير.. كيف تغير نوابغ العرب العالم"، شارك فيها عدد من الشخصيات البارزة يتقدمهم الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، إلى جانب سهل الحياري، المهندس المعماري الفائز بجائزة نوابغ العرب عن فئة التصميم والعمارة، والروائي واسيني الأعرج، الفائز عن فئة الأدب والفنون. وقد أدار الجلسة سعادة سعيد النظري، الأمين العام لمبادرة نوابغ العرب، وهي المبادرة الأكبر عربياً لتكريم العقول المتميزة وتعزيز أثرها محلياً وعالمياً.
افتُتحت الجلسة بكلمة ألقاها الدكتور علي بن تميم، رحّب فيها بالضيوف، مشيداً بالمبادرة التي تُعيد الاعتبار لقيمة العقل العربي في خضم التحولات المعرفية. وأكد أن المنطقة العربية في حاجة إلى مثل هذه المبادرات التي تكرّس ثقافة الإنجاز، وتدعم حضور المبدعين في المشهدين العربي والدولي.
من جهته، تحدث سعيد النظري عن أهمية المبادرة وأثرها، مشيراً إلى أن الحديث عن النوابغ العرب يعيدنا إلى قرون مضت، إذ ازدهرت أسماء عربية في شتى ميادين العلم والمعرفة. غير أن المجد التاريخي وحده لا يصنع المستقبل، ولذلك جاءت الجائزة لتعيد للمنطقة ثقتها بعقولها، وتحتفي بالمبدعين من أبنائها الذين أصبحوا قدوات حقيقية. وأضاف: "كنا نتساءل متى نفوز بجائزة نوبل؟ لكن السؤال الأهم هو: لماذا ننتظر الغرب ليكتشفنا؟ نحن اليوم نحتفي باثنين من أبناء منطقتنا أثبتا أن التميز يبدأ من الداخل".
ثم وجّه النظري سؤاله إلى الفائزين عن أبرز اللحظات التي شكّلت منعطفاً في حياتهم، ليجيب واسيني الأعرج بأن النجاح في المرحلة الإعدادية في ستينيات القرن الماضي كان لحظته الفارقة، إذ نقلته من قريته الصغيرة إلى المدينة الكبرى، فاتحةً أمامه آفاقاً جديدة من العلم والفكر. وروى كيف كانت والدته، بعد استشهاد والده، حريصة على إتمام تعليم أبنائها، ما جعله يشعر بالمسؤولية والوفاء تجاهها. وأضاف أن لحظة إعلان فوزه بجائزة نوابغ العرب أثناء إلقائه محاضرة جامعية كانت من أجمل لحظات حياته، لما تحمله من اعتراف رسمي بأن لكلمات الكاتب صدى يتردد في وجدان الناس.
أما سهل الحياري، فاستعاد لحظة مؤثرة مع والده الراحل، حين توقفا ذات يوم عند خيمة بسيطة في قلب الصحراء. المشهد لم يفارقه: كرم الضيافة، سقف الخيمة المثقوب، وتفاصيل الصحراء الملهمة. بعد سنوات، وظّف هذه الصورة في تصميم مبنى له سقف مثقوب يحاكي تلك الذكرى، مؤكداً أن الإلهام لا يأتي فقط من الدراسة بل من التجربة الإنسانية. وأضاف أن فوزه بجائزة نوابغ العرب شكّل لحظة مفصلية في مسيرته، ورسالة قوية بأن التميز لا يُقاس بالمكان بل بما يقدّمه الإنسان من أثر ومعنى.
وحرص المركز على تكريم العقول العربية في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، مؤكدا أن الاحتفاء ليس نهاية المطاف، بل بدايته الحقيقية نحو التأثير في العالم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- البلاد البحرينية
"نوابغ العرب": من لحظة الاعتراف إلى صناعة الأثر
شهد معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، جلسة نقاشية مميزة حملت عنوان "من التكريم إلى التأثير.. كيف تغير نوابغ العرب العالم"، شارك فيها عدد من الشخصيات البارزة يتقدمهم الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، إلى جانب سهل الحياري، المهندس المعماري الفائز بجائزة نوابغ العرب عن فئة التصميم والعمارة، والروائي واسيني الأعرج، الفائز عن فئة الأدب والفنون. وقد أدار الجلسة سعادة سعيد النظري، الأمين العام لمبادرة نوابغ العرب، وهي المبادرة الأكبر عربياً لتكريم العقول المتميزة وتعزيز أثرها محلياً وعالمياً. افتُتحت الجلسة بكلمة ألقاها الدكتور علي بن تميم، رحّب فيها بالضيوف، مشيداً بالمبادرة التي تُعيد الاعتبار لقيمة العقل العربي في خضم التحولات المعرفية. وأكد أن المنطقة العربية في حاجة إلى مثل هذه المبادرات التي تكرّس ثقافة الإنجاز، وتدعم حضور المبدعين في المشهدين العربي والدولي. من جهته، تحدث سعيد النظري عن أهمية المبادرة وأثرها، مشيراً إلى أن الحديث عن النوابغ العرب يعيدنا إلى قرون مضت، إذ ازدهرت أسماء عربية في شتى ميادين العلم والمعرفة. غير أن المجد التاريخي وحده لا يصنع المستقبل، ولذلك جاءت الجائزة لتعيد للمنطقة ثقتها بعقولها، وتحتفي بالمبدعين من أبنائها الذين أصبحوا قدوات حقيقية. وأضاف: "كنا نتساءل متى نفوز بجائزة نوبل؟ لكن السؤال الأهم هو: لماذا ننتظر الغرب ليكتشفنا؟ نحن اليوم نحتفي باثنين من أبناء منطقتنا أثبتا أن التميز يبدأ من الداخل". ثم وجّه النظري سؤاله إلى الفائزين عن أبرز اللحظات التي شكّلت منعطفاً في حياتهم، ليجيب واسيني الأعرج بأن النجاح في المرحلة الإعدادية في ستينيات القرن الماضي كان لحظته الفارقة، إذ نقلته من قريته الصغيرة إلى المدينة الكبرى، فاتحةً أمامه آفاقاً جديدة من العلم والفكر. وروى كيف كانت والدته، بعد استشهاد والده، حريصة على إتمام تعليم أبنائها، ما جعله يشعر بالمسؤولية والوفاء تجاهها. وأضاف أن لحظة إعلان فوزه بجائزة نوابغ العرب أثناء إلقائه محاضرة جامعية كانت من أجمل لحظات حياته، لما تحمله من اعتراف رسمي بأن لكلمات الكاتب صدى يتردد في وجدان الناس. أما سهل الحياري، فاستعاد لحظة مؤثرة مع والده الراحل، حين توقفا ذات يوم عند خيمة بسيطة في قلب الصحراء. المشهد لم يفارقه: كرم الضيافة، سقف الخيمة المثقوب، وتفاصيل الصحراء الملهمة. بعد سنوات، وظّف هذه الصورة في تصميم مبنى له سقف مثقوب يحاكي تلك الذكرى، مؤكداً أن الإلهام لا يأتي فقط من الدراسة بل من التجربة الإنسانية. وأضاف أن فوزه بجائزة نوابغ العرب شكّل لحظة مفصلية في مسيرته، ورسالة قوية بأن التميز لا يُقاس بالمكان بل بما يقدّمه الإنسان من أثر ومعنى. وحرص المركز على تكريم العقول العربية في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، مؤكدا أن الاحتفاء ليس نهاية المطاف، بل بدايته الحقيقية نحو التأثير في العالم.


البلاد البحرينية
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- البلاد البحرينية
حضور سعودي نوعي في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025
تحضر المملكة العربية السعودية في الدورة الـ34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، عبر وفد ثقافي رسمي رفيع المستوى، يمثّل مجموعة من أبرز الجهات الحكومية، والمؤسسات المعرفية، من بينها : هيئة الأدب والنشر والترجمة، وجمعية النشر السعودية، ووزارة الشؤون الإسلامية، والدعوة، والإرشاد، وكرسي اليونسكو لترجمة الثقافات، ومكتبة الملك عبد العزيز العامة، وجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، ودارة الملك عبد العزيز. ويقدّم الجناح السعودي، الذي يشكّل محطة بارزة في المعرض، باقة من الإصدارات النوعية، والفعاليات الفكرية، إلى جانب مشاركات لمؤلفين، ومترجمين سعوديين، وعروض مرئية، وتفاعلية تعكس ثراء المشهد الثقافي السعودي وتنوعه، وتبرز تطور صناعة النشر في المملكة، في تظاهرة ثقافية تستمر فعالياتها حتى 5 مايو الجاري. وتأتي هذه المشاركة امتدادًا للحضور المتزايد للمملكة في المحافل الثقافية الإقليمية والدولية، وتُجسّد التزامًا واضحًا بدعم صناعة النشر، وتعزيز التواصل الثقافي والمعرفي عربياً وعالمياً. وتتولى هيئة الأدب والنشر والترجمة تنظيم وإدارة المشاركة ضمن رؤية مؤسسية تتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، بما يعزز موقع المملكة على خريطة الثقافة العالمية، ويكرّس حضورها الفاعل في المشهد الأدبي والنشر المعرفي. وفي هذا السياق، أكّد بسام البسام، مدير عام الإدارة العامة في هيئة الأدب والنشر والترجمة، أن المشاركة السعودية في معرض أبوظبي الدولي للكتاب تعكس رؤية ثقافية طموحة تسعى إلى ترسيخ حضور المملكة على المستويين الإقليمي والدولي، من خلال منصات معرفية تعزّز الحوار الثقافي، وتدعم التبادل المعرفي عبر محتوى نوعي يعكس تنوع التجربة السعودية، ويعبّر عن هويتها الحضارية بلغات متعددة، بما يتماشى مع تطلعات الإنسان السعودي في الحاضر والمستقبل. وأشار البسام إلى أن معارض الكتاب تجاوزت كونها تظاهرات أدبية، لتصبح منصات إستراتيجية لصناعة التأثير الثقافي والحوار الحضاري، مشددًا على أهمية الحضور السعودي في هذه المحافل نافذة حضارية تعبّر عن الانفتاح الثقافي وتعكس الثقة بالنفس، وتؤكد الدور الريادي الذي تلعبه المملكة في المشهد الثقافي العربي والدولي. وختم بتأكيده على عمق العلاقات الثقافية التي تجمع المملكة بدولة الإمارات، معتبرًا أن هذه المشاركة تمثل نموذجًا ناجحًا للتكامل الخليجي في مجالات الأدب والنشر والفكر، وتعبيرًا صادقًا عن وحدة الرؤية بين البلدين في دعم الثقافة بوصفها حجر أساس في بناء المستقبل.


البلاد البحرينية
٠١-٠٥-٢٠٢٥
- البلاد البحرينية
حسين فهمي يرفض إنشاء نسخة رقمية له
خلال أحد اللقاءات في الدورة الـ34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، شارك الفنان المصري القدير حسين فهمي في جلسة نقاشية تناولت التحولات التقنية في عالم الفن، بالإضافة إلى تجربته في رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. كما عبّر عن رأيه الصريح حول استخدام الذكاء الاصطناعي في الصناعة الفنية. عندما سُئل عن إمكانية تقديم عمل درامي أو سينمائي يتناول سيرته الذاتية، أجاب فهمي بلا تردد: "أرفض تماماً تجسيد سيرتي في عمل فني، ولا أعتقد أن هناك من يمكنه أداء هذا الدور". وأوضح موقفه بأن معظم الأعمال السير ذاتية لم تحقق النجاح المتوقع، مشيراً إلى تجربة تناول سيرة الفنانة الراحلة سعاد حسني، التي اعتبر أنها لم تلب توقعات الجمهور، قائلاً: "الناس تتخيل سعاد حسني كما عرفوها، ولا يمكن استبدالها بأي ممثلة أخرى'. أثارت التحولات الرقمية في عالم الفن تساؤلات جديدة، من بينها استخدام الذكاء الاصطناعي لإعادة إنتاج أعمال الفنانين بعد وفاتهم. لم يتردد فهمي في التعبير عن موقفه، حيث قال: "أرفض تماماً إنتاج نسخة رقمية مني، ولا أؤمن بهذا الاتجاه". وأشار إلى أنه رغم اعتقاده بأهمية الذكاء الاصطناعي، إلا أن هذه القضية تمس القيم الإنسانية والفنية. وأضاف: "يجب علينا وضع ضوابط قانونية تحمي حقوق الفنانين بعد وفاتهم، لأن هذه المسألة أصبحت ملحة للغاية". بصفته رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، أوضح فهمي أن المهرجان لا يفرض قيوداً على الأفلام التي تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي. وقال: "نقيم كل فيلم من منظور إبداعي، وليس من الناحية التقنية. الأهم هو تقديم تجارب جديدة لجمهورنا من ثقافات متنوعة'. فيما يتعلق بإمكانية وصول السينما المصرية والعربية إلى العالمية، أشار حسين فهمي إلى أن المنافسة أصبحت أكثر تحدياً، لكنها ليست مستحيلة. وأكد أن "الوصول إلى العالمية لا يتم من خلال الأفلام التجارية المكررة، بل يتطلب الصدق في التعبير عن ثقافتنا وقضايا مجتمعنا". وأضاف: "كلما كان العمل صادقاً وجذرياً، زادت فرصه في الوصول إلى جمهور عالمي".